تفسير سورة الذاريات

الدر المنثور
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الذاريات بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي المتوكل الناجي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قرأ في الظهر بقاف والذاريات.

أخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَسَعِيد بن مَنْصُور والْحَارث بن أبي أُسَامَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف وَالْحَاكِم وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان من طرق عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿والذاريات ذَروا﴾ قَالَ: الرِّيَاح ﴿فَالْحَامِلَات وقرا﴾ قَالَ: السَّحَاب ﴿فَالْجَارِيَات يسرا﴾ قَالَ: السفن ﴿فَالْمُقَسِّمَات أمرا﴾ قَالَ: الْمَلَائِكَة
وَأخرج الْبَزَّار وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد وَابْن مرْدَوَيْه وَابْن عَسَاكِر عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: جَاءَ صبيغ التَّمِيمِي إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: أَخْبرنِي عَن ﴿والذاريات ذَروا﴾ قَالَ: هِيَ الرِّيَاح وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُوله مَا قلته قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن ﴿فَالْحَامِلَات وقرا﴾ قَالَ: هِيَ السَّحَاب وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُوله مَا قلته قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن ﴿فَالْجَارِيَات يسرا﴾ قَالَ: هِيَ السفن وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُوله مَا قلته
قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن ﴿فَالْمُقَسِّمَات أمرا﴾ قَالَ: هن الْمَلَائِكَة وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُوله مَا قلته ثمَّ أَمر بِهِ فَضرب مائَة وَجعل فِي بَيت فَلَمَّا برأَ دَعَاهُ فَضرب مائَة أُخْرَى وَحمله على قتب وَكتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ إمنع النَّاس من مُجَالَسَته فَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى أَتَى أَبَا مُوسَى فَحلف لَهُ بالأيمان الْمُغَلَّظَة مَا يجد فِي نَفسه مِمَّا كَانَ يجد شَيْئا فَكتب فِي ذَلِك إِلَى عمر فَكتب عمر: مَا إخَاله إِلَّا وَقد صدق فَحل بَينه وَبَين مجالسة النَّاس
وَأخرج الْفرْيَابِيّ عَن الْحسن قَالَ: سَأَلَ صبيغ التَّمِيمِي عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ عَن ﴿والذاريات ذَروا﴾ وَعَن ﴿والمرسلات عرفا﴾ وَعَن ﴿والنازعات غرقاً﴾ فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: إكشف رَأسك فَإِذا لَهُ ضفيرتان فَقَالَ: وَالله لَو وَجَدْتُك محلوقاً لضَرَبْت عُنُقك
ثمَّ كتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَن لَا يجالسه مُسلم وَلَا يكلمهُ
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن ﴿والذاريات ذَروا﴾ فَقَالَ: الرِّيَاح ﴿فَالْحَامِلَات وقرا﴾ قَالَ: السَّحَاب ﴿فَالْجَارِيَات يسرا﴾ قَالَ: السفن
وَأخرج ابْن جرير وَابْن نصر وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ يَقُول: قَلِيلا مَا كَانُوا ينامون
614
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أنس رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ قَالَ: كَانُوا يصلونَ بَين الْمغرب وَالْعشَاء وَكَذَلِكَ (تَتَجَافَى جنُوبهم) (الْبَقَرَة الْآيَة ٢٦٤)
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ قَالَ: لَا ينامون عَن الْعشَاء الْآخِرَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن نصر وَابْن الْمُنْذر عَن عَطاء فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ قَالَ: ذَلِك إِذْ أمروا بِقِيَام اللَّيْل وَكَانَ أَبُو ذَر يعْتَمد على الْعَصَا فَمَكَثُوا شَهْرَيْن ثمَّ نزلت الرُّخْصَة (فاقرأوا مَا تيَسّر مِنْهُ) (الْمَائِدَة الْآيَة ٩٠)
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك فِي الْآيَة قَالَ: كَانُوا قَلِيلا من النَّاس الَّذين يَفْعَلُونَ ذَلِك إِذْ ذَاك
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الضَّحَّاك فِي الْآيَة قَالَ: الْمُتَّقِينَ هم الْقَلِيل كَانُوا من النَّاس قَلِيلا
وَأخرج ابْن جرير وَمُحَمّد بن نصر عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا﴾ يَقُول: المحسنون كَانُوا قَلِيلا هَذِه مفصولة ثمَّ اسْتَأْنف فَقَالَ: ﴿من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ الهجوع النّوم
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن نصر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: كَانُوا لَا ينامون اللَّيْل كُله
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ قَالَ: كَانَ الْحسن يَقُول: كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا ينامون وَكَانَ مطرف بن عبد الله يَقُول: كَانُوا قلّ لَيْلَة لَا يصيبون مِنْهَا وَكَانَ مُحَمَّد بن عَليّ يَقُول: لَا ينامون حَتَّى يصلوا الْعَتَمَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْحسن عَن عبد الله بن رَوَاحَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون﴾ قَالَ: هجعوا قَلِيلا ثمَّ مدوها إِلَى السحر
615
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن آخر اللَّيْل فِي التَّهَجُّد أحب إليَّ من أوّله لِأَن الله يَقُول ﴿وبالأسحار هم يَسْتَغْفِرُونَ﴾
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ﴿وبالأسحار هم يَسْتَغْفِرُونَ﴾ قَالَ: يصلونَ
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وبالأسحار هم يَسْتَغْفِرُونَ﴾ قَالَ: يصلونَ
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن نصر وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن فِي الْآيَة قَالَ: صلوا فَلَمَّا كَانَ السحر اسْتَغْفرُوا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَفِي أَمْوَالهم حق﴾ قَالَ: سوى الزَّكَاة يصل بهَا رحما أَو يقري بهَا ضيفاً أَو يعين بهَا محروماً
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿وَفِي أَمْوَالهم حق﴾ قَالَ: سوى الزَّكَاة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: كَانُوا يرَوْنَ فِي أَمْوَالهم حَقًا سوى الزَّكَاة
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن السَّائِل والمحروم قَالَ: السَّائِل الَّذِي يسْأَل النَّاس والمحروم الَّذِي لَيْسَ لَهُ سهم فِي الْمُسلمين
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة فَأَصَابُوا وغنموا فجَاء قوم بعد مَا فرغوا فَنزلت ﴿فِي أَمْوَالهم حق مَعْلُوم للسَّائِل والمحروم﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: المحروم هُوَ المحارف الَّذِي يطْلب الدُّنْيَا وتدبر عَنهُ وَلَا يسْأَل النَّاس فَأمر الله الْمُؤمنِينَ برفده
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عُرْوَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا عَن المحروم فِي هَذِه الْآيَة فَقَالَت: هُوَ المحارف الَّذِي لَا يكَاد يَتَيَسَّر لَهُ مكسبه
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: المحروم المحارف الَّذِي لَيْسَ لَهُ فِي الإِسلام سهم
616
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: المحروم الَّذِي لَيْسَ فِي الْغَنِيمَة شَيْء
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن إِبْرَاهِيم مثله
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي قلَابَة قَالَ: كَانَ رجل بِالْيَمَامَةِ فجَاء السَّيْل فَذَهَبت بِمَالِه فَقَالَ رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَذَا المحروم فَأَعْطوهُ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: السَّائِل الَّذِي يسْأَل بكفه والمحروم الْمُتَعَفِّف
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي الْعَالِيَة قَالَ: المحروم المحارف
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة قَالَ: المحروم المحارف الَّذِي لَا يثبت لَهُ مَال
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن الضَّحَّاك قَالَ: المحروم الَّذِي لَا يَنْمُو لَهُ مَال فِي قَضَاء الله
وَأخرج عبد بن حميد عَن عَامر قَالَ: هُوَ المحارف وتلا هَذِه الْآيَة (إِنَّا لمغرمون بل نَحن محرمون) (الْوَاقِعَة الْآيَة ٦٦ - ٦٧) قَالَ: هَلَكت ثمارهم وحرموا بركَة أَرضهم
وَأخرج عبد بن حميد عَن قزعة أَن رجلا سَأَلَ ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا عَن قَوْله ﴿فِي أَمْوَالهم حق مَعْلُوم﴾ قَالَ: هِيَ الزَّكَاة وَفِي سوى ذَلِك حُقُوق
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿للسَّائِل والمحروم﴾ قَالَ: السَّائِل الَّذِي يسْأَل بكفه والمحروم المحارف
وَأخرج عبد بن حميد عَن الشّعبِيّ قَالَ: أعياني أعلم مَا المحروم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن أبي بشر قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن المحروم فَلم يقل فِيهِ شَيْئا وَسَأَلت عَطاء فَقَالَ: هُوَ الْمَحْدُود وَزعم أَن الْمَحْدُود المحارف
وَأخرج ابْن جرير وَابْن حبَان وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده التمرة وَالتَّمْرَتَانِ وَلَا الْأكلَة وَالْأكْلَتَان قَالُوا: فَمن الْمِسْكِين قَالَ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَا يُغْنِيه وَلَا يُعْلم مَكَانَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ فَذَلِك المحروم
617
وَأخرج العسكري فِي المواعظ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أنس بن مَالك رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أنس ويل للأغنياء من الْفُقَرَاء يَوْم الْقِيَامَة يَقُولُونَ: رَبنَا ظلمونا حقوقنا الَّتِي فرضت لنا عَلَيْهِم فَيَقُول: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأقربنكم ولأباعدنهم قَالَ: وتلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿فِي أَمْوَالهم حق مَعْلُوم للسَّائِل والمحروم﴾
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن فَاطِمَة بنت قيس أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن هَذِه الْآيَة ﴿فِي أَمْوَالهم حق مَعْلُوم﴾ قَالَ: إِن فِي المَال حَقًا سوى الزَّكَاة وتلا هَذِه الْآيَة (لَيْسَ الْبر أَن توَلّوا وُجُوهكُم) إِلَى قَوْله (وَفِي الرّقاب وَأقَام الصَّلَاة وَآتى الزَّكَاة) (الْبَقَرَة ١٧٧) وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم
الْآيَات ٢٠ - ٤٠
618
وأخرج ابن جرير وابن نصر وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ يقول : قليلاً ما كانوا ينامون.
وأخرج أبو داود وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أنس رضي الله عنه في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ قال : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وكذلك ﴿ تتجافى جنوبهم ﴾ [ البقرة : ٢٦٤ ].
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي العالية في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ قال : لا ينامون عن العشاء الآخرة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر وابن المنذر عن عطاء في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ قال : ذلك إذ أمروا بقيام الليل، وكان أبو ذر يعتمد على العصا فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة ﴿ فاقرأوا ما تيسر منه ﴾ [ المائدة : ٩٠ ].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال : كانوا قليلاً من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية، قال : المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلاً.
وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر عن الضحاك في قوله ﴿ كانوا قليلاً ﴾ يقول : المحسنون كانوا قليلاً، هذه مفصولة، ثم استأنف فقال :﴿ من الليل ما يهجعون ﴾ الهجوع النوم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : كانوا لا ينامون الليل كله.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن قتادة في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ قال : كان الحسن يقول : كانوا قليلاً من الليل ما ينامون، وكان مطرف بن عبد الله يقول : كانوا قلّ ليلة لا يصيبون منها، وكان محمد بن علي يقول : لا ينامون حتى يصلوا العتمة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من طريق الحسن عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في قوله ﴿ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ﴾ قال : هجعوا قليلاً ثم مدوها إلى السحر.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن آخر الليل في التهجد أحب إليَّ من أوّله، لأن الله يقول ﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ﴿ وبالأسحار هم يستغفرون ﴾ قال : يصلون.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن نصر وابن جرير وابن المنذر عن الحسن في الآية قال : صلوا فلما كان السحر استغفروا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وفي أموالهم حق ﴾ قال : سوى الزكاة يصل بها رحماً أو يقري بها ضيفاً أو يعين بها محروماً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ وفي أموالهم حق ﴾ قال : سوى الزكاة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال : كانوا يرون في أموالهم حقاً سوى الزكاة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن السائل والمحروم قال : السائل الذي يسأل الناس والمحروم الذي ليس له سهم في المسلمين.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا وغنموا، فجاء قوم بعد ما فرغوا فنزلت ﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : المحروم هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه، ولا يسأل الناس فأمر الله المؤمنين برفده.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن المحروم في هذه الآية فقالت : هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : المحروم المحارف الذي ليس له في الإِسلام سهم.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال : المحروم الذي ليس في الغنيمة شيء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم مثله.
وأخرج ابن المنذر عن أبي قلابة قال : كان رجل باليمامة فجاء السيل فذهبت بماله، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : هذا المحروم فأعطوه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : السائل الذي يسأل بكفه، والمحروم المتعفف.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال : المحروم المحارف.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : المحروم المحارف الذي لا يثبت له مال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال : المحروم الذي لا ينمو له مال في قضاء الله.
وأخرج عبد بن حميد عن عامر قال : هو المحارف، وتلا هذه الآية ﴿ إنا لمغرمون بل نحن محرومون ﴾ [ الواقعة : ٦٦ - ٦٧ ] قال : هلكت ثماركم وحرموا بركة أرضهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قزعة أن رجلاً سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن قوله ﴿ وفي أموالهم حق معلوم ﴾ قال : هي الزكاة وفي سوى ذلك حقوق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ للسائل والمحروم ﴾ قال : السائل الذي يسأل بكفه، والمحروم المحارف.
وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال : أعياني أعلم ما المحروم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي بشر قال : سألت سعيد بن جبير عن المحروم فلم يقل فيه شيئاً، وسألت عطاء فقال : هو المحدود، وزعم أن المحدود المحارف.
وأخرج ابن جرير وابن حبان وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا الأكلة والأكلتان، قالوا : فمن المسكين ؟ قال : الذي ليس له ما يغنيه ولا يُعْلم مكانه فَيُتَصَدَّقَ عليه فذلك المحروم ».
وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يا أنس ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة، يقولون : ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم، فيقول : وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأباعدنهم، قال : وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ ».
وأخرج البيهقي في سننه عن فاطمة بنت قيس أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ﴿ وفي أموالهم حق معلوم ﴾ قال : إن في المال حقاً سوى الزكاة، وتلا هذه الآية ﴿ ليس البر أن تولوا وجوهكم ﴾ إلى قوله ﴿ وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة ﴾ والله سبحانه وتعالى أعلم.
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَفِي الأَرْض آيَات للموقنين﴾ قَالَ: يَقُول: مُعْتَبر لمن اعْتبر ﴿وَفِي أَنفسكُم﴾ قَالَ: يَقُول: فِي خلقه أَيْضا إِذا فكر فِيهِ مُعْتَبر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله وَفِي أَنفسكُم ﴿أَفلا تبصرون﴾ قَالَ: من تفكر فِي خلقه علم أَنما لينت مفاصله لِلْعِبَادَةِ
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن الزبير رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون﴾ قَالَ: سَبِيل الْغَائِط وَالْبَوْل
وَأخرج الخرائطي فِي مساوئ الْأَخْلَاق عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ ﴿وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون﴾ قَالَ: سَبِيل الْغَائِط وَالْبَوْل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن السّديّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَفِي أَنفسكُم أَفلا تبصرون﴾ قَالَ: فِيمَا يدْخل من طَعَامكُمْ وَمَا يخرج وَالله أعلم
قَوْله تَعَالَى: ﴿وَفِي السَّمَاء رزقكم﴾ الْآيَتَيْنِ
أخرج ابْن النقور والديلمي عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله ﴿وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون﴾ قَالَ: الْمَطَر
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: إِنِّي لأعرف الثَّلج وَمَا رَأَيْته فِي قَول الله ﴿وَفِي السَّمَاء رزقكم وَمَا توعدون﴾ قَالَ: الثَّلج
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ وَابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَفِي السَّمَاء رزقكم﴾ قَالَ: الْمَطَر ﴿وَمَا توعدون﴾ قَالَ: الْجنَّة وَالنَّار
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: الْجنَّة فِي السَّمَاء وَمَا توعدون من خير وَشر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْض﴾ الْآيَة قَالَ: بَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَاتل الله أَقْوَامًا أقسم لَهُم رَبهم ثمَّ لم يصدقُوا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْض إِنَّه لحق﴾ قَالَ: لكل شَيْء ذكره فِي هَذِه السُّورَة
619
أخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَابْن الْمُنْذر وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿هَل أَتَاك حَدِيث ضيف إِبْرَاهِيم الْمُكرمين﴾ قَالَ: خدمته إيَّاهُم بِنَفسِهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي الْآيَة قَالَ: أكْرمهم إِبْرَاهِيم بالعجل
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فرَاغ إِلَى أَهله فجَاء بعجل سمين﴾ قَالَ: كَانَ عَامَّة مَال إِبْرَاهِيم الْبَقر
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وبشروه بِغُلَام عليم﴾ قَالَ: هُوَ إِسْمَاعِيل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فَأَقْبَلت امْرَأَته فِي صرة﴾ قَالَ: فِي صَيْحَة ﴿فصكت﴾ قَالَ: لطمت
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فِي صرة﴾ قَالَ: صَيْحَة ﴿فصكت وَجههَا﴾ قَالَ: ضربت بِيَدِهَا على جبهتها وَقَالَت: يَا ويلتاه
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن عَجُوز عقيم وَعَن الرّيح الْعَقِيم وَعَن عَذَاب يَوْم عقيم فَقَالَ: الْعَجُوز الْعَقِيم الَّتِي لَا ولد لَهَا وَأما الرّيح الْعَقِيم فالتي لَا بركَة فِيهَا وَلَا مَنْفَعَة وَلَا تلقح وَأما عَذَاب يَوْم عقيم فَيوم لَا لَيْلَة لَهُ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين﴾ قَالَ: لوط وابنتيه
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانُوا ثَلَاثَة عشر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَمَا وجدنَا فِيهَا غير بَيت من الْمُسلمين﴾ قَالَ: لَو كَانَ فِيهَا أَكثر من ذَلِك لنجاهم الله ليعلموا أَن الإِيمان عِنْد الله مَحْفُوظ لَا ضَيْعَة على أَهله
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَتَركنَا فِيهَا آيَة﴾ قَالَ: ترك فِيهَا صخراً منضوداً
620
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فَتَوَلّى بركنه﴾ قَالَ: بقَوْمه
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿فَتَوَلّى بركنه﴾ قَالَ: بعضده وَأَصْحَابه
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَهُوَ مليم﴾ قَالَ: مليم فِي عباد الله تَعَالَى
الْآيَات ٤١ - ٥٣
621
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وفي الأرض آيات للموقنين ﴾ قال : يقول : معتبر لمن اعتبر. ﴿ وفي أنفسكم ﴾ قال : يقول : في خلقه أيضاً إذا فكر فيه معتبر.

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله وفي أنفسكم ﴿ أفلا تبصرون ﴾ قال : من تفكر في خلقه علم أنما لينت مفاصله للعبادة.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ قال : سبيل الغائط والبول.
وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ قال : سبيل الغائط والبول.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وفي أنفسكم أفلا تبصرون ﴾ قال : فيما يدخل من طعامكم وما يخرج والله أعلم.
قوله تعالى :﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ الآيتين.
أخرج ابن النقور والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ﴿ وفي السماء رزقكم وما توعدون ﴾ قال : المطر.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إني لأعرف الثلج وما رأيته في قول الله ﴿ وفي السماء رزقكم وما توعدون ﴾ قال : الثلج.
وأخرج أبو الشيخ وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ وفي السماء رزقكم ﴾ قال : المطر ﴿ وما توعدون ﴾ قال : الجنة والنار.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية، قال : الجنة في السماء، وما توعدون من خير وشر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ فورب السماء والأرض ﴾ الآية قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«قاتل الله أقواماً أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا ».
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق ﴾ قال : لكل شيء ذكره في هذه السورة.
أخرج ابن أبي الدنيا وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ﴾ قال : خدمته إياهم بنفسه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : أكرمهم إبراهيم بالعجل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ﴾ قال : كان عامة مال إبراهيم البقر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وبشروه بغلام عليم ﴾ قال : هو إسماعيل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فأقبلت امرأته في صرة ﴾ قال : في صيحة ﴿ فصكت ﴾ قال : لطمت.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ في صرة ﴾ قال : صيحة ﴿ فصكت وجهها ﴾ قال : ضربت بيدها على جبهتها وقالت : يا ويلتاه.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه أنه سئل عن عجوز عقيم وعن الريح العقيم وعن عذاب يوم عقيم، فقال : العجوز العقيم التي لا ولد لها، وأما الريح العقيم فالتي لا بركة فيها ولا منفعة ولا تلقح، وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة له.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ﴾ قال : لوط وابنتيه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : كانوا ثلاثة عشر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ﴾ قال : لو كان فيها أكثر من ذلك لنجاهم الله ليعلموا أن الإِيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ وتركنا فيها آية ﴾ قال : ترك فيها صخراً منضوداً.
أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ فتولى بركنه ﴾ قال : بقومه.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ فتولى بركنه ﴾ قال : يعضده وأصحابه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وهو مليم ﴾ قال : مليم في عباد الله تعالى.
أخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ قَالَ: الشَّدِيدَة الَّتِي لَا تلقح شَيْئا
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَفِي عَاد إِذْ أرسلنَا عَلَيْهِم الرّيح الْعَقِيم﴾ قَالَ: الرّيح الْعَقِيم الَّتِي لَا تلقح الشّجر وَلَا تثير السَّحَاب وَفِي قَوْله ﴿إِلَّا جعلته كالرميم﴾ قَالَ: كالشيء الْهَالِك
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ قَالَ: ريح لَا بركَة فِيهَا وَلَا مَنْفَعَة وَلَا ينزل مِنْهَا غيث وَلَا يلقح مِنْهَا شجر
621
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الرّيح مسجنة فِي الأَرْض الثَّانِيَة فَلَمَّا أَرَادَ الله أَن يهْلك عاداً أَمر خَازِن الرّيح أَن يُرْسل عَلَيْهِم ريحًا تهْلك عاداً قَالَ: أَي رب أرسل عَلَيْهِم من الرّيح قدر منخر ثَوْر قَالَ لَهُ الْجَبَّار
لَا إِذا تكفأ الأَرْض وَمن عَلَيْهَا وَلَكِن أرسل عَلَيْهِم بِقدر خَاتم فَهِيَ الَّتِي قَالَ الله ﴿مَا تذر من شَيْء أَتَت عَلَيْهِ إِلَّا جعلته كالرميم﴾
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن الْمُنْذر عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ النكباء
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن سعيد بن الْمسيب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ الْجنُوب
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ الصِّبَا الَّتِي لَا تلقح شَيْئا وَفِي قَوْله: ﴿كالرميم﴾ قَالَ: الشَّيْء الْهَالِك
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ﴿الرّيح الْعَقِيم﴾ الَّتِي لَا تنْبت وَفِي قَوْله ﴿إِلَّا جعلته كالرميم﴾ قَالَ: كرميم الشّجر
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَابْن مرْدَوَيْه عَن رجل من ربيعَة قَالَ: قدمت الْمَدِينَة فَدخلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت عِنْده وَافد عَاد فَقلت: أعوذ بِاللَّه أَن أكون مثل وَافد عَاد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَمَا وَافد عَاد فَقلت: على الْخَبِير سَقَطت إِن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً فَنزل على بكر بن مُعَاوِيَة فَسَقَاهُ الْخمر وغنته الجرادتان ثمَّ خرج يُرِيد جبال مهرَة فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي لم آتِك لمريض فأداويه وَلَا لأسير فأفاديه فاسْق عَبدك مَا كنت مسقيه واسق مَعَه بكر بن مُعَاوِيَة يشْكر لَهُ الْخمر الَّذِي سقَاهُ فَرفع لَهُ سحابات فَقيل لَهُ: اختر إِحْدَاهُنَّ فَاخْتَارَ السَّوْدَاء مِنْهُنَّ فَقيل لَهُ: خُذْهَا رَمَادا ومدداً لَا تذر من عَاد أحدا وَذكر أَنه لم يُرْسل عَلَيْهِم من الرّيح إِلَّا قدر هَذِه الْحلقَة يَعْنِي حَلقَة الْخَاتم ثمَّ قَرَأَهُ ﴿وَفِي عَاد إِذْ أرسلنَا عَلَيْهِم الرّيح الْعَقِيم مَا تذر من شَيْء أَتَت عَلَيْهِ إِلَّا جعلته كالرميم﴾
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَفِي ثَمُود إِذْ قيل لَهُم تمَتَّعُوا حَتَّى حِين﴾ قَالَ: ثَلَاثَة أَيَّام
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَعَتَوْا﴾ قَالَ: علوا وَفِي قَوْله ﴿فَأَخَذتهم الصاعقة وهم ينظرُونَ﴾ قَالَ: فَجْأَة
622
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَعَتَوْا﴾ قَالَ: علوا وَفِي قَوْله ﴿فَأَخَذتهم الصاعقة وهم ينظرُونَ﴾ قَالَ: فَجْأَة
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا من قيام﴾ قَالَ: من نهوض
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا من قيام﴾ قَالَ: لم يستطيعوا أَن ينهضوا بعقوبة الله إِذْ نزلت بهم وَفِي قَوْله ﴿وَمَا كَانُوا منتصرين﴾ قَالَ: لم يستطيعوا امتناعاً من أَمر الله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَالسَّمَاء بنيناها بأيد﴾ قَالَ: بِقُوَّة
وَأخرج آدم بن أبي اياس وَالْبَيْهَقِيّ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَالسَّمَاء بنيناها بأيد﴾ قَالَ: يَعْنِي بِقُوَّة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَإِنَّا لموسعون﴾ قَالَ: لنخلق سَمَاء مثلهَا وَفِي قَوْله ﴿وَالْأَرْض فرشناها فَنعم الماهدون﴾ قَالَ: الفارشون
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَمن كل شَيْء خلقنَا زَوْجَيْنِ﴾ قَالَ: الْكفْر والإِيمان والشقاء والسعادة وَالْهدى والضلالة وَاللَّيْل وَالنَّهَار وَالسَّمَاء وَالْأَرْض وَالْجِنّ والإِنس وَالْبر وَالْبَحْر وَالشَّمْس وَالْقَمَر وبكرة وَعَشِيَّة وَنَحْو هَذَا كُله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿أتواصوا بِهِ﴾ قَالَ: هَل أوصى الأول الآخر مِنْهُم بالتكذيب
الْآيَات ٥٤ - ٦٠
623
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ﴾ قال : الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب. وفي قوله ﴿ إلا جعلته كالرميم ﴾ قال : كالشيء الهالك.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الريح العقيم ﴾ قال : ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الريح مسجنة في الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحاً تهلك عاداً، قال : أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور، قال له الجبار : لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي قال الله ﴿ ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ﴾ ».
وأخرج الفريابي وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :﴿ الريح العقيم ﴾ النكباء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال :﴿ الريح العقيم ﴾ الجنوب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال :﴿ الريح العقيم ﴾ الصبا التي لا تلقح شيئاً، وفي قوله :﴿ كالرميم ﴾ قال : الشيء الهالك.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال :﴿ الريح العقيم ﴾ التي لا تنبت وفي قوله ﴿ إلا جعلته كالرميم ﴾ قال : كرميم الشجر.
وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن رجل من ربيعة قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده وافد عاد فقلت : أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما وافد عاد ؟ فقلت : على الخبير سقطت، إن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال : اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه، فاسْق عبدك ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه، فرفع له سحابات فقيل له : اختر إحداهن فاختار السوداء منهن، فقيل له : خذها رماداً ومدداً لا تذر من عاد أحداً، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم، ثم قرأه ﴿ وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ﴾ ».
وأخرج البيهقي في سننه عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين ﴾ قال : ثلاثة أيام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فعتوا ﴾ قال : علواً. وفي قوله ﴿ فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ﴾ قال : فجأة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فعتوا ﴾ قال : علواً. وفي قوله ﴿ فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ﴾ قال : فجأة.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فما استطاعوا من قيام ﴾ قال : من نهوض.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ فما استطاعوا من قيام ﴾ قال : لم يستطيعوا أن ينهضوا بعقوبة الله إذ نزلت بهم، وفي قوله ﴿ وما كانوا منتصرين ﴾ قال : لم يستطيعوا امتناعاً من أمر الله.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ والسماء بنيناها بأييد ﴾ قال : بقوة.
وأخرج آدم بن أبي اياس والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ والسماء بنيناها بأييد ﴾ قال : يعني بقوة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ وإنا لموسعون ﴾ قال : لنخلق سماء مثلها. وفي قوله ﴿ والأرض فرشناها فنعم الماهدون ﴾ قال : الفارشون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ وإنا لموسعون ﴾ قال : لنخلق سماء مثلها. وفي قوله ﴿ والأرض فرشناها فنعم الماهدون ﴾ قال : الفارشون.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن كل شيء خلقنا زوجين ﴾ قال : الكفر والإِيمان، والشقاء والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإِنس، والبر والبحر، والشمس والقمر، وبكرة وعشية، ونحو هذا كله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ أتواصوا به ﴾ قال : هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب.
أخرج أَبُو دَاوُد فِي ناسخه وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ قَالَ: أمره الله أَن يتَوَلَّى عَنْهُم ليعذبهم وَعذر مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾ فنسختها
وَأخرج اسحق بن رَاهَوَيْه وَأحمد بن منيع والهيثم بن كُلَيْب فِي أسانيدهم وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان والضياء فِي المختارة من طَرِيق مُجَاهِد عَن عَليّ قَالَ: لما نزلت ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ لم يبْق منا أحد إِلَّا أَيقَن بالهلكة إِذْ أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالتولي عَنَّا فَنزلت ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾ فطابت أَنْفُسنَا
وَأخرج ابْن رَاهَوَيْه وَابْن مرْدَوَيْه عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ قَالَ: مَا نزلت علينا آيَة كَانَت أَشد علينا مِنْهَا وَلَا أعظم علينا مِنْهَا فَقُلْنَا: مَا هَذَا إِلَّا من سخطَة أَو مقت حَتَّى نزلت ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾ قَالَ: ذكر بِالْقُرْآنِ
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ قَالَ: ذكر لنا أَنَّهَا لما نزلت اشْتَدَّ على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَأَوا أَن الْوَحْي قد انْقَطع وَأَن الْعَذَاب قد حضر فَأنْزل الله بعد ذَلِك ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿فتول عَنْهُم فَمَا أَنْت بملوم﴾ قَالَ: فَأَعْرض عَنْهُم فَقيل لَهُ: ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾ فوعظهم
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن سلمَان بن حبيب الْمحَاربي قَالَ: من وجد للذِّكْرَى فِي قلبه موقعاً فَليعلم أَنه مُؤمن قَالَ الله ﴿وَذكر فَإِن الذكرى تَنْفَع الْمُؤمنِينَ﴾
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَمَا خلقت الْجِنّ والإِنس إِلَّا ليعبدون﴾ قَالَ: ليقروا بالعبودية طَوْعًا أَو كرها
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿وَمَا خلقت الْجِنّ والإِنس إِلَّا ليعبدون﴾ قَالَ: على مَا خلقتهمْ عَلَيْهِ من طَاعَتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي
624
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن زيد بن أسلم رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وَمَا خلقت الْجِنّ والإِنس إِلَّا ليعبدون﴾ قَالَ: مَا جبلوا عَلَيْهِ من الشَّقَاء والسعادة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن أبي الجوزاء فِي الْآيَة قَالَ: أَنا أرزقهم وَأَنا أطْعمهُم مَا خلقتهمْ إِلَّا ليعبدون
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ الله: ابْن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وَأسد فقرك وَإِلَّا تفعل مَلَأت صدرك شغلا وَلم أَسد فقرك
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين وَالْحَاكِم فِي التَّارِيخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان والديلمي فِي مُسْند الفردوس عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ الله إِنِّي وَالْجِنّ والإِنس فِي نبأ عَظِيم أخلق ويعبد غَيْرِي وأرزق ويشكر غَيْرِي
وَأخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالنَّسَائِيّ وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ قَالَ: اقرأني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ﴿إِن الله هُوَ الرَّزَّاق ذُو القوّة المتين﴾
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله ﴿المتين﴾ يَقُول: الشَّديد
قَوْله تَعَالَى: ﴿فَإِن للَّذين ظلمُوا ذنوباً﴾ الْآيَة
أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿ذنوباً﴾ قَالَ: دلواً
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿ذنوباً مثل ذنُوب أَصْحَابهم﴾ قَالَ: سجلا من الْعَذَاب مثل عَذَاب أَصْحَابهم
وَأخرج الخرائطي فِي مساوىء الْأَخْلَاق عَن طَلْحَة بن عَمْرو فِي قَوْله ﴿ذنوباً مثل ذنُوب أَصْحَابهم﴾ قَالَ: عذَابا مثل عَذَاب أَصْحَابهم وَالله تَعَالَى أعلم
625
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (٥٢)
سُورَة الطّور
مَكِّيَّة وآياتها تسع وَأَرْبَعُونَ
مُقَدّمَة سُورَة الطّور أخرج ابْن الضريس وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: نزلت سُورَة الطّور بِمَكَّة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير مثله
وَأخرج مَالك وَأحمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب بِالطورِ
وَأخرج البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنِّي أشتكي فَقَالَ: طوفي من وَرَاء النَّاس وَأَنت راكبة فطفت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي إِلَى جنب الْبَيْت يقْرَأ ﴿وَالطور وَكتاب مسطور﴾
الْآيَات ١ - ٦
626
وأخرج ابن المنذر عن سلمان بن حبيب المحاربي قال : من وجد للذكرى في قلبه موقعاً فليعلم أنه مؤمن قال الله ﴿ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون ﴾ قال : ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون ﴾ قال : على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله ﴿ وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون ﴾ قال : ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الجوزاء في الآية قال : أنا أرزقهم وأنا أطعمهم، ما خلقتهم إلا ليعبدون.
وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«قال الله : ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلاّ تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك ».
وأخرج الطبراني في مسند الشاميين والحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإِيمان والديلمي في مسند الفردوس عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«قال الله إني والجن والإِنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري ».
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن الأنباري في المصاحف وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ إني أنا الرزاق ذو القوّة المتين ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ المتين ﴾ يقول : الشديد.
قوله تعالى :﴿ فإن للذين ظلموا ذنوباً ﴾ الآية.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ذنوباً ﴾ قال : دلواً.
وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم ﴾ قال : سجلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم.
وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن طلحة بن عمرو في قوله ﴿ ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم ﴾ قال : عذاباً مثل عذاب أصحابهم، والله تعالى أعلم.
Icon