تفسير سورة الذاريات

النهر الماد من البحر المحيط
تفسير سورة سورة الذاريات من كتاب النهر الماد من البحر المحيط .
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * وَٱلذَّارِيَاتِ ذَرْواً ﴾ الآية هذه السورة مكية ومناسبتها لآخر ما قبلها أنه قال: فذكر بالقرآن من يخاف وعيد وقال: أول هذه بعد القسم أن ما توعدون لصادق وأن الدين لواقع والذاريات الرياح والحاملات السحاب والجاريات الفلك والمقسمات الملائكة هذا تفسير علي كرّم الله وجهه على المنبر وقد سأله ابن الكوا وقاله ابن عباس والظاهر أن الآية في الكفار وأنه وعيد محض.﴿ وَإِنَّ ٱلدِّينَ ﴾ الجزاء.﴿ لَوَٰقِعٌ ﴾ أي صادر حقيقة على المكلفين من الإِنس والجن والظاهر في والسماء أنه جنس أريد به جميع السماوات.﴿ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ ﴾ أي ذات الخلق المستوى الجيد وقيل ذات الطرائق يعني المجرة التي في السماء وجواب القسم انكم لفي قول مختلف والظاهر أنه خطاب عام للمسلم والكافر كما أنه جواب القسم السابق يشملهما واختلافهم كونهم مؤمناً بالرسول وكتابه وكافراً به.﴿ يُؤْفَكُ ﴾ أي يصرف.﴿ عَنْهُ ﴾ أي عن القرآن أو الرسول.﴿ مَنْ أُفِكَ ﴾ أي من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم.﴿ قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ ﴾ دعاء عليهم وهم أصحاب القول المختلف مكذبوا الرسول عليه السلام.﴿ فِي غَمْرَةٍ ﴾ في جهل يغمرهم.﴿ سَاهُونَ ﴾ غافلون عما أمروا به.﴿ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ ﴾ أي متى وقت الجزاء سؤال تكذيب واستهزاء.﴿ يَوْمَ هُمْ ﴾ خبر مبتدأ محذوف تقديره هو أي الجزاء.﴿ يُفْتَنُونَ ﴾ أي يعذبون في النار.﴿ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ ﴾ أي يقال لهم ذوقوا.﴿ هَـٰذَا ٱلَّذِي ﴾ مبتدأ وخبر واستعجالهم قولهم أيان يوم الدين ولما ذكر حال الكفار ذكر حال المؤمنين وانتصب.﴿ آخِذِينَ ﴾ على الحال أي قابليه راضين به وذلك في الجنة والظاهر أن.﴿ قَلِيلاً ﴾ ظرف وهو في الأصل صفة أي كانوا في قليل.﴿ مِّن ٱللَّيْلِ ﴾ ويجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف تقديره كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً وما زائدة في كلا الاعرابين.﴿ وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ فيه ظهور على أن تهجدهم يتصل بالأسحار فيأخذون في الاستغفار مما يمكن أن يقع فيه تقصير والأسحار فطنة الاستغفار والحق هنا هو الزكاة المفروضة والسائل الذي يستعطي والمحروم الممنوع من الشىء.﴿ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ ﴾ تدل على الصانع وقدرته وتدبيره من حيث هي كالبساط لما فوقها وفيها الفجاج للسلاك وهي متجزئة من سهل ووعر وبحر وبر وقطع متجاورات من صلبة ورخوة ومنبتة وسبخة وتلقح بأنواع النبات وفيها العيون والمعادن والدواب المنبتة في بحرها وبرها المختلفة الأشكال.﴿ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾ وهم الذين نظروا النظر الصحيح وأداهم ذلك إلى إيقان ما جاءت الرسل فأيقنوا به ولم يدخلهم في ذلك ريب.﴿ وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ ﴾ في حال ابتدائها وانتقالها من حال إلى حال وما أودع في شكل الإِنسان من لطائف الحواس وما ترتب على العقل الذي أوتيه من بدائع العلوم وغرائب الصنائع وغير ذلك مما لا ينحصر.﴿ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ ﴾ وهو المطر والثلج لأنه سبب الأقوات وكل عين دائمة هي من الثلج.﴿ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ هي الجنة والضمير في أنه عائد على الأخبار السابق من الله تعالى فيما تقدم في هذه السورة من صدق الموعود ووقوع الجزاء وكونهم في قول مختلف وقتل الخراصين وكينونة المتقين في الجنة على ما وصف وذكر أوصافهم وما ذكر بعد ذلك ولذلك شبهه في الحقيقة بما يصدر من نطق الإِنسان بجامع ما اشتركا فيه من الكلام. وقرىء مثل بالرفع صفة للحق وقرىء بالفتح هي حركة بتاء لما أضيق إلى مبنى بني وينسبك ما بعده مصدر تقديره مثل نطقكم أي لحق مثل حق نطقكم.﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴾ الآية، هل أتاك تقرير لتجتمع نفس المخاطب كما تبدأ المرء إذا أردت أن تحدثه بعجيب فتقرره هل سمع ذلك فكأنك تقتضي أن يقول لا ويستطعمك الحديث وبدأ بقصة إبراهيم عليه السلام وإن كانت متأخرة عن قصة عاد هذا للعرب إذ كان أباهم الأعلى ولكون الرسل الذين وفدوا عليه جاؤوا بإِهلاك قوم لوط إذ كذبوه ففيه ووعيد للعرب وتهديد واتعاظ وتسلية للرسول عليه السلام عما يجري عليه من قومه ووصفهم بالمكرمين لكرامتهم عند الله تعالى وتقدم ذكر عددهم في سورة هود وإذ معمولة لقوله: حديث وضيف الجماعة والواحد فيه سواء والظاهر أنهم دخلوا عليه بغير استئذان منه لهم وانتصب سلاماً على إضمار فعل تقديره سلمنا سلاماً وفي ذلك دليل على أن الوارد على قوم يبدأهم بالسلام ويردون عليه وارتفع سلام على إضمار تقديره عليكم سلام.﴿ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴾ الذي يناسب حال إبراهيم عليه السلام أنه لا يخاطبهم بذلك إذ فيه من عدم الإِنس ما لا يخفى بل يظهر أنه يكون التقدير هؤلاء قوم منكرون وقال ذلك مع نفسه أو لمن كان من اتباعه وعلمائه بحيث لا يسمع ذلك الأضياف والظاهر ان أنتم خطاب للضيف والمعنى انكم قوم لم يتقدم لنا علم بكم فأخبروه أنهم رسل الله.﴿ فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ ﴾ أي مضى إلى أهله فجاء بعجل سمين فيه دليل على المبادرة لإِكرام الضيف وتقديم أحسن ما يقدم للضيف.﴿ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ﴾ فيه أدب للضيف من تقريب القرا لمن يأكل وفيه العرض على الأكل فإِن في ذلك تأنيساً للآكل وثم صفة محذوفة تقديره سمين محنوذ أي مشوي.﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ أي فلما استمروا على الامتناع من الأكل أوجس منهم خيفة وذلك أن أكل الضيف أمنه ودليل على انبساط نفسه وللطعام حرمة وذمام والامتناع منه وحشة فخشي إبراهيم عليه السلام أن يكون امتناعهم من أكل طعامه إنما هو لشر يريدونه.﴿ قَالُواْ لاَ تَخَفْ ﴾ وعرفوه أنهم ملائكة الله تعالى.﴿ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ ﴾ وقعت البشارة بعد التأنيس والجلوس وكانت البشارة بذكر لأنه أسر للنفس وأبهج ووصفه بعليم لأنها الصفة التي يختص بها الإِنسان الكامل وفيه تبشير بحياته حتى يكون من العلماء.﴿ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ ﴾ أي إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم وتسمع كلامهم والصرة الصيحة وقيل الجماعة من النسوة.﴿ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ﴾ أي لطمته وهو فعل النساء إذا تعجبن من شىء.﴿ وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴾ أي أنا قد اجتمع في أني عجوز وذلك مانع من الولادة وإني عقيم لم ألد قط فكيف ألد تعجبت.﴿ قَالُواْ كَذَلِكِ ﴾ أي مثل ذلك القول الذي أخبرناك به.﴿ قَالَ رَبُّكِ ﴾ وهو القادر على إيجاد ما يستعبد ولما علم إبراهيم عليه السلام أنهم ملائكة وأنهم لا ينزلون إلا بإِذن الله رسلاً.﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ ﴾ والخطب الأمر الذي فيه غرابة وفي قوله:﴿ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ ﴾ دليل على أنه عرفهم أنهم رسل الله تعالى جاؤوا بأمر عظيم.﴿ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ ﴾ أي ذوي جرائم وهي كبار المعاصي من كفر وغيره وأتى بقوم نكرة وقد صرح في آية أخرى إنا أرسلنا إلى قوم لوط.﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ ﴾ أي لنهلكهم بها وهو السجيل طين يطبخ كما يطبخ الآجر حتى يصير في صلابة الحجر.﴿ مُّسَوَّمَةً ﴾ معلمة على كل حجر منها إسم صاحبه.﴿ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾ وهم المجاوزون الحد في الكفر وغيره.﴿ فَأَخْرَجْنَا ﴾ هو من كلام الله تعالى.﴿ مَن كَانَ فِيهَا ﴾ أي في القربة التي حل العذاب بأهلها.﴿ غَيْرَ بَيْتٍ ﴾ هو بيت لوط وهو لوط عليه السلام وابنتاه فقط وقيل ثلاثة عشر نفساً.﴿ وَتَرَكْنَا فِيهَآ ﴾ أي في القرية.﴿ آيَةً ﴾ علامة قال ابن جريج: حجراً كبيراً جداً منضوداً وقيل ماء أسود منتن ويجوز أن يكون فيها عائداً على الأهلاكة التي أهلكوها فإِنها من أعاجيب الاهلاك بجعل أعالي القرية أسافل وإمطار الحجارة والظاهر أن قوله في موسى معطوف على وتركنا فيها أي وفي قصة موسى. قال الزمخشري وابن عطية: يكون عطفاً على وفي الأرض آيات للموقنين وفي موسى وهذا بعيد جداً ينزه القرآن عن مثله.
﴿ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ هو البرهان الذي ظهر على يديه من قلب العصا واليد البيضاء وغير ذلك.﴿ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ ﴾ أي أعرض وازور كما قال ونأى بجانبه.﴿ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ تردد في كذبه.﴿ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ ﴾ أي رميناهم في البحر كما يرمي الحصا.﴿ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾ أي أتى من المعاصي بما يلام عليه من دعواه الإِلهية وغير ذلك والعقيم والتي لا خير منها من إنساء مطر أو إلقاح شجر.﴿ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ ﴾ أي سلطت عليه.﴿ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ ﴾ جملة حالية والرميم تقدم تفسيرة في يس.﴿ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾ قال الحسن: هذا كان حين بعث إليهم صالح أمروا بالإِيمان بما جاء به والتمتع إلى أن تأتي آجالهم ثم أنهم عتوا بعد ذلك ولذلك جاء العطف بالفاء المقتضية تأخر العتو عن ما أمروا به فهو مطابق لفظاً ووجوداً والصاعقة الصيحة.﴿ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴾ أي فجأة وهم ينظرون بعيونهم وكانت نهاراً أو هم ينظرون ينتظرون ذلك في تلك الآيام الثلاثة التي أعلموا فيها ورأوا علاماته في قلوبهم وانتظار العذاب أشدّ من العذاب.﴿ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ ﴾ كقوله فأصبحوا في دارهم جاثمين ونفي الاستطاعة أبلغ من نفي القدرة.﴿ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ ﴾ أبلغ من نفي الإِنتصار أي فما قدروا على الهرب ولا كانوا ممن ينتصر لنفسه فيدفع ما حل به. وقرىء وقوم نوح بالجر عطفاً على المجرور قبل ذلك وبالنصب على إضمار فعل تقديره وأهلكنا قوم نوح.﴿ وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ ﴾ أي وبنينا السماء فهو من باب الاشتغال وكذا والأرض فرشناها وبأيد أي بقوة قاله ابن عباس.﴿ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾ أي بناءها فالجملة حالية أي بنيناها بتوسيعها كقوله: جاء زيد وإنه لمسرع أي مسرعاً فهي بحيث أن الأرض وما يحيط بها من الماء والهواء كالنقطة في وسط الدائرة.﴿ فَنِعْمَ ٱلْمَاهِدُونَ ﴾ المخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن.﴿ وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾ أي من الحيوان خلقنا زوجين ذكراً وأنثى.﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ عظيم قدرنا.﴿ فَفِرُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ ﴾ أمر بالدخول في الإِيمان وطاعة الله تعالى وجعل الأمر بذلك بلفظ الفرار لينبه على أن وراء الناس عقاباً وعذاباً دامراً حقه أن يفر منه فجمعت لفظ ففروا بين التحذير والاستدعاء وينظر إلى هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم:" لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ".﴿ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ ﴾ أي من العذاب.﴿ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * وَلاَ تَجْعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ ﴾ نهى عن جعل شريك له تعالى وكرر أني لكم منه نذير على سبيل التوكيد.﴿ كَذَلِكَ ﴾ أي أمر الأمم السابقة عند مجيء الرسل إليهم مثل الأمر من الكفار الذين بعثت إليهم وهو التكذيب.﴿ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴾ أو للتفصيل أي قال بعض: ساحر وقال بعض: مجنون وقال بعض: كلاهما ألا ترى أن قوم نوح عليه السلام لم يقولوا عنه ساحر بل قالوا به جنة فجمعوا في الضمير ودلت أو على التفصيل.﴿ أَتَوَاصَوْاْ بِهِ ﴾ أي بذلك القول وهو توقيف وتعجيب من توارد نفوس الكفرة على تكذيب الأنبياء مع افتراق أزمانهم.﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ أي لم يتواصوا به لأنهم لم يكونوا في زمان واحد بل جمعتهم علة واحدة وهي كونهم طغاة فهم مستعلون في الأرض مفسدون فيها عاتون.﴿ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ﴾ أعرض عن الذين كررت عليهم الدعوة فلم يجيبوا.﴿ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ ﴾ إذ قد بلغت ونصحت.﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ تؤثر فيهم وفيمن قدر الله أن يؤمن وما دل عليه الظاهر من الموادعة منسوخ بآية السيف وعن علي رضي الله عنه لما نزل فتول عنهم فما أنت بملوم حزن المسلمون وظنوا أنه أمر بالتولي عن الجميع وأن الوحي قد انقطع حتى نزلت وذكر فإِن الذكرى تنفع المؤمنين فسروا بذلك.﴿ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ أي معدين ليعبدون وكأن الآية تعديد نعم أي خلقت لهم حواس وعقولاً وأجساماً منقادة نحو العبادة كما تقول هذا مخلوق لكذا وإن لم يصدر منه الذي خلق له كما تقول القلم مبري لأن يكتب به وقد لا يكتب به.﴿ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ ﴾ أي أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم.﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴾ أي أن يطعموا خلقي وهو على حذف مضاف بالإِضافة إلى الضمير تجوز قاله ابن عباس.﴿ ٱلْمَتِينُ ﴾ الشديد القوة العظيمها.﴿ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ هم أهل مكة وغيرهم من الكفار الذين كذبوا الرسول عليه السلام.﴿ ذَنُوباً ﴾ أي حظاً ونصيباً.﴿ مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ ﴾ من الأمم السابقة التي كذبت الرسل في الإِهلاك والعذاب ويجمع في القلة على أذنبة وفي الكثرة على ذنابيب وقال علقمة بن عبدة: وفي كل حي قد خبطت بنعمة   فحق لشاس من نداك ذنوب﴿ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ﴾ قيل يوم بدر وقيل يوم القيامة.﴿ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ أي به أو يوعدونه.
Icon