تفسير سورة الإنسان

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة الإنسان من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ومن هنا ننتقل إلى سورة " الإنسان " المكية أيضا، مستعينين بالله، سائلين منه الهداية والتوفيق.

وفي مطلع هذه السورة الكريمة يعود الحديث من جديد إلى موضوع الإنسان الذي لم يخلقه الله سدى، ويبين كتاب الله أنه قد مضى زمن طويل على العالم دون أن يكون فيه للإنسان وجود ولا ذكر، ويشير إلى أن وجوده فيه إنما هو طارئ عليه، لحكمة إلهية اقتضت إيجاده وإمداده، وهي حكمة الابتلاء والتكليف والخلافة عن الله في الأرض، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا١ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا٢ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا٣ ﴾.
وواصل كتاب الله الحديث عن الأبرار والفجار من بني الإنسان، فوصف كلا الفريقين، ووضح جزاء الطرفين، فعن الفجار وجزائهم قال تعالى هنا :﴿ إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا٤ ﴾ وعن الأبرار وجزائهم قال تعالى :﴿ إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا٥ عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا٦ ﴾.
وعرض كتاب الله في نفس السياق مكارم الأخلاق التي يدخل بها الناس في عداد " الأبرار " السعداء حيث قال تعالى في وصفهم :﴿ يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا٧ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا٨ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا٩ إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا١٠ ﴾.
ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:ثم عاد كتاب الله إلى الحديث عن جزاء الأبرار حيث قال تعالى في حقهم :﴿ فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا١١ وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا١٢متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا١٣ ﴾ إلى قوله تعالى في نهاية هذا الربع :﴿ عينا فيها تسمى سلسبيلا١٨ ﴾.
الربع الأخير من الحزب الثامن والخمسين
في المصحف الكريم
تواصل الآيات الكريمة في بداية هذا الربع وصف ما أعده الله لعباده " الأبرار " من ضروب النعيم وصنوف الإحسان، وفي خلال هذا الوصف يقول الله تعالى في خطابه لنبيه :﴿ وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا٢٠ ﴾، أي : إذا رأيت يا محمد الجنة وما هي عليه رأيت نعيما حقيقيا لا ينغصه أي منغص، ولا يساويه أي نعيم عرفه الناس، ورأيت ملكا إلهيا كبيرا، تتضاءل دونه جميع مظاهر الملك البشري المحدود، فملك الله لا يعادله غيره في السلطان الباهر، والنفوذ القاهر. ولا غرابة فيما يفاجأ به الذين آمنوا بالله ورسوله في دار النعيم، فقد وعدهم الله أن يكرمهم " بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٩:الربع الأخير من الحزب الثامن والخمسين
في المصحف الكريم
تواصل الآيات الكريمة في بداية هذا الربع وصف ما أعده الله لعباده " الأبرار " من ضروب النعيم وصنوف الإحسان، وفي خلال هذا الوصف يقول الله تعالى في خطابه لنبيه :﴿ وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا٢٠ ﴾، أي : إذا رأيت يا محمد الجنة وما هي عليه رأيت نعيما حقيقيا لا ينغصه أي منغص، ولا يساويه أي نعيم عرفه الناس، ورأيت ملكا إلهيا كبيرا، تتضاءل دونه جميع مظاهر الملك البشري المحدود، فملك الله لا يعادله غيره في السلطان الباهر، والنفوذ القاهر. ولا غرابة فيما يفاجأ به الذين آمنوا بالله ورسوله في دار النعيم، فقد وعدهم الله أن يكرمهم " بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ".

ومن خلال هذا الوصف يقول الله تعالى بشأن عباده الأبرار :﴿ وسقاهم ربهم شرابا طهورا٢١ ﴾، وقد فسره ابن كثير بأن الله تعالى طهر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الأخلاق الرديئة، اعتمادا منه على أثر روي في الموضوع عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وبذلك جمع لهم الحق سبحانه وتعالى بين نظارة الظاهر وجمال الباطن، إذ قال تعالى في حقهم في الربع السابق :﴿ ولقاهم نضرة وسرورا ﴾.
وتفضل الحق سبحانه وتعالى، فأعلن إلى عباده " الأبرار " أنه قد بر بوعده، وأوفى بعهده، فقال تعالى :﴿ إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا٢٢ ﴾، بمعنى أن هذا النعيم المقيم الذي يتقلبون فيه- على سعته وعظمته- هو إحسان من الله إليهم، تكريما لتقواهم، وتقديرا لنواياهم، بالرغم من أنه لا نسبة بين عملهم المحدود المنتهي في الدنيا، ونعيم الله الواسع الذي لا نهاية له في دار الخلود.
وانتقل كتاب الله إلى دعوة الرسول عليه السلام إلى الثبات على الحق، وإلى تبشيره بمدد روحاني جديد يمده الله به من عنده، حتى يقوى على مواجهة قريش بعنادها وإصرارها وتكتلها، ومن ورائها إذ ذاك- من الجهة المعنوية- قوات الشرك والكفر والطغيان في العالم أجمع، مذكرا له بالرسالة العظمى التي أنزلها عليه في الذكر الحكيم، آمرا له بالاعتصام بالصبر والثبات، في وجه جميع العراقيل والعقبات، داعيا إياه إلى مكافحة الإثم والكفر كفاحا لا هوادة فيه ولا تنازل، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا٢٣ فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا٢٤ ﴾.
ولا بأس من التنبيه هنا على أن التعبير في هذه الآية وأمثالها بصيغة " نزل " :﴿ نزلنا عليك القرآن تنزيلا ﴾، يفيد بمقتضى الاستعمال اللغوي لهذه الصيغة بالذات أن كتاب الله لم ينزل على رسوله دفعة واحدة، وإنما نزل بالتدريج وبالتتابع على دفعات، حسب التخطيط الإلهي لمناسبات نزوله، وحسب الوقائع والأحداث، وبذلك يؤدي لفظ " نزّل " في هذا السياق معنى خاصا لا يؤديه غيره من الأفعال الأخرى المشتقة من هذه المادة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:وانتقل كتاب الله إلى دعوة الرسول عليه السلام إلى الثبات على الحق، وإلى تبشيره بمدد روحاني جديد يمده الله به من عنده، حتى يقوى على مواجهة قريش بعنادها وإصرارها وتكتلها، ومن ورائها إذ ذاك- من الجهة المعنوية- قوات الشرك والكفر والطغيان في العالم أجمع، مذكرا له بالرسالة العظمى التي أنزلها عليه في الذكر الحكيم، آمرا له بالاعتصام بالصبر والثبات، في وجه جميع العراقيل والعقبات، داعيا إياه إلى مكافحة الإثم والكفر كفاحا لا هوادة فيه ولا تنازل، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا٢٣ فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا٢٤ ﴾.
ولا بأس من التنبيه هنا على أن التعبير في هذه الآية وأمثالها بصيغة " نزل " :﴿ نزلنا عليك القرآن تنزيلا ﴾، يفيد بمقتضى الاستعمال اللغوي لهذه الصيغة بالذات أن كتاب الله لم ينزل على رسوله دفعة واحدة، وإنما نزل بالتدريج وبالتتابع على دفعات، حسب التخطيط الإلهي لمناسبات نزوله، وحسب الوقائع والأحداث، وبذلك يؤدي لفظ " نزّل " في هذا السياق معنى خاصا لا يؤديه غيره من الأفعال الأخرى المشتقة من هذه المادة.

ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، آمرا له بالذكر والعبادة والتسبيح والسجود، ولا سيما في خلوات الليل، فقال تعالى :﴿ واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا٢٥ ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا٢٦ ﴾، على غرار قوله تعالى :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ ( الإسراء : ٧٩ )، وذلك لأن العبادة بكافة أشكالها وأنواعها عون عظيم على تحمل الأعباء الجسام، ولا سيما أعباء الرسالة، وإلى هذا المعنى ينظر قوله تعالى في آية أخرى :﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾.
والتنويه " بعبادة الليل " في هذا المقام، وحض الرسول عليها بالخصوص، يناسب ما يمتاز به الليل من السكون والهدوء، وما يساعد عليه من جمع الفكر والتأمل والتدبر في آيات الله القرآنية والكونية، والاستغراق في مناجاته دون انقطاع، على حد قوله تعالى في سورة ( المزمل : ٥ ) :﴿ إن ناشئة الليل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا ﴾، بمعنى أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع للخاطر عند تلاوة القرآن.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٥:ثم اتجه الخطاب الإلهي إلى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، آمرا له بالذكر والعبادة والتسبيح والسجود، ولا سيما في خلوات الليل، فقال تعالى :﴿ واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا٢٥ ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا٢٦ ﴾، على غرار قوله تعالى :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ﴾ ( الإسراء : ٧٩ )، وذلك لأن العبادة بكافة أشكالها وأنواعها عون عظيم على تحمل الأعباء الجسام، ولا سيما أعباء الرسالة، وإلى هذا المعنى ينظر قوله تعالى في آية أخرى :﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾.
والتنويه " بعبادة الليل " في هذا المقام، وحض الرسول عليها بالخصوص، يناسب ما يمتاز به الليل من السكون والهدوء، وما يساعد عليه من جمع الفكر والتأمل والتدبر في آيات الله القرآنية والكونية، والاستغراق في مناجاته دون انقطاع، على حد قوله تعالى في سورة ( المزمل : ٥ ) :﴿ إن ناشئة الليل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا ﴾، بمعنى أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب واللسان، وأجمع للخاطر عند تلاوة القرآن.

وعاد كتاب الله مرة أخرى إلى التنديد بموقف المشركين والكفار، وما هم عليه من الاستغراق في الشهوات والاستهتار، فقال تعالى :﴿ إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا٢٧ ﴾، وقد جاء التعبير عن الدنيا في هذه السورة أيضا باسم " العاجلة " على غرار ما سبق في سورة ( القيامة : ٢٠، ٢١ )، إذ قال تعالى :﴿ كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة ﴾، " فالعاجلة " هي الحياة الدنيا، التي مهما طالت فهي قصيرة الأجل، ومهما أبطأت فهي مسرعة الخطى، وحظ كل إنسان منها أسرع وأقصر، بحيث لا يستحق أن يذكر، " واليوم الثقيل " الذي تركوه أمامهم، وتشير إليه الآية هنا، هو " يوم القيامة "، فهو " ثقيل " بتبعاته الكبيرة، ومسؤولياته الخطيرة، حيث يحشر الخلق أمام خالقهم للعرض والحساب، وهو " ثقيل " بنتائجه وعواقبه، حيث يتلقى الخلق أحكام خالقهم، إما بالثواب وإما بالعقاب.
وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن " أصحاب العاجلة " المغرورين المستغرقين في شهواتهم، المنتهكين لحرمات الله، والمتعدين لحدوده، مبينة أنهم مدينون بكل شيء لله الذي خلقهم، والذي أمدهم بكل ما يستعملونه من طاقات وملكات، وأن ما يسيئون التصرف فيه، من نعم الله وعطاياه، إنما هو عارية مستردة، وسيحاسبون عليها حسابا عسيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ﴾، وقوله تعالى في نهاية السياق :﴿ والظالمين أعد لهم عذابا أليما٣١ ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا٢٨ ﴾، يمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم يوم القيامة ويعيد خلقهم من جديد، من باب الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ويمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى إذا شاء أبادهم من الدنيا عقابا لهم، وأتى بغيرهم من الناس، على حد قوله تعالى في آية ثانية :﴿ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين ﴾ ( النساء : ١٣٣ )، وقوله تعالى في آية ثالثة :{ إن يشأ يذهبهم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز{ ( فاطر : ١٦، ١٧ ).
وعادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن " كتاب الله " والتنويه بما جاء به من الهداية والنور للإنسانية جمعاء مع الإشارة إلى أن في طليعة أهدافه تذكير الناسين، وتنبيه الغافلين، إلى ما عليهم من حقوق الله وحقوق لمخلوقاته يلزمهم القيام بها، وصرف الوجهة إليها، وذلك قوله تعالى هنا، ونفس هذا النص سبق نظيره في سورة ( المزمل : ١٧ ) :﴿ إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا٢٩ ﴾، ولا طريق إلى الله والوصول إلى معرفته ورضاه، أفضل وأضمن من كتاب الله، روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه سأل عن المخرج من الفتن فقال : " المخرج منها كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ". قال ابن كثير : " وقد وهم بعضهم في رفع هذا الحديث ".
وقوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾، يمكن أن يفهم على وجهين :
- الوجه الأول : أن المؤمن ينبغي له أن يربط أعماله وتصرفاته بمشيئة الله، أدبا مع الله من جهة، وتوكلا عليه من جهة أخرى، بحيث لا يعتقد أن إرادته المحدودة هي الكل في الكل، وذلك على حد قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ﴾ ( الكهف : ٢٣ ).
- والوجه الثاني : أن المؤمن ينبغي له أن يلتجئ إلى الله دائما، ويطلب منه الهداية منه والتوفيق فيما يقدم عليه من أعمال وتصرفات، حتى ييسر له أسباب النجاح من جميع الوجوه، وقد سبق في ختام سورة " المدثر " قوله تعالى :﴿ وما تذكرون إلا أن يشاء الله ﴾، وهو يشابه تمام المشابهة قوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾.
ثم عقب كتاب الله على ذلك بقوله تعالى :﴿ إن الله كان عليما حكيما٣٠ ﴾، أي : " عليما " بنواياكم في أعمالكم وتصرفاتكم، " حكيما " في تيسير أسبابها والتصديق عليها إن كانت خيرا، أو في تعطيل أسبابها، والتعرض لها، إن كانت شرا، ولله الحجة الدامغة، والحكمة البالغة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن " أصحاب العاجلة " المغرورين المستغرقين في شهواتهم، المنتهكين لحرمات الله، والمتعدين لحدوده، مبينة أنهم مدينون بكل شيء لله الذي خلقهم، والذي أمدهم بكل ما يستعملونه من طاقات وملكات، وأن ما يسيئون التصرف فيه، من نعم الله وعطاياه، إنما هو عارية مستردة، وسيحاسبون عليها حسابا عسيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ﴾، وقوله تعالى في نهاية السياق :﴿ والظالمين أعد لهم عذابا أليما٣١ ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا٢٨ ﴾، يمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم يوم القيامة ويعيد خلقهم من جديد، من باب الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ويمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى إذا شاء أبادهم من الدنيا عقابا لهم، وأتى بغيرهم من الناس، على حد قوله تعالى في آية ثانية :﴿ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين ﴾ ( النساء : ١٣٣ )، وقوله تعالى في آية ثالثة :{ إن يشأ يذهبهم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز{ ( فاطر : ١٦، ١٧ ).
وعادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن " كتاب الله " والتنويه بما جاء به من الهداية والنور للإنسانية جمعاء مع الإشارة إلى أن في طليعة أهدافه تذكير الناسين، وتنبيه الغافلين، إلى ما عليهم من حقوق الله وحقوق لمخلوقاته يلزمهم القيام بها، وصرف الوجهة إليها، وذلك قوله تعالى هنا، ونفس هذا النص سبق نظيره في سورة ( المزمل : ١٧ ) :﴿ إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا٢٩ ﴾، ولا طريق إلى الله والوصول إلى معرفته ورضاه، أفضل وأضمن من كتاب الله، روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه سأل عن المخرج من الفتن فقال :" المخرج منها كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ". قال ابن كثير :" وقد وهم بعضهم في رفع هذا الحديث ".
وقوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾، يمكن أن يفهم على وجهين :

-
الوجه الأول : أن المؤمن ينبغي له أن يربط أعماله وتصرفاته بمشيئة الله، أدبا مع الله من جهة، وتوكلا عليه من جهة أخرى، بحيث لا يعتقد أن إرادته المحدودة هي الكل في الكل، وذلك على حد قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ﴾ ( الكهف : ٢٣ ).

-
والوجه الثاني : أن المؤمن ينبغي له أن يلتجئ إلى الله دائما، ويطلب منه الهداية منه والتوفيق فيما يقدم عليه من أعمال وتصرفات، حتى ييسر له أسباب النجاح من جميع الوجوه، وقد سبق في ختام سورة " المدثر " قوله تعالى :﴿ وما تذكرون إلا أن يشاء الله ﴾، وهو يشابه تمام المشابهة قوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾.
ثم عقب كتاب الله على ذلك بقوله تعالى :﴿ إن الله كان عليما حكيما٣٠ ﴾، أي :" عليما " بنواياكم في أعمالكم وتصرفاتكم، " حكيما " في تيسير أسبابها والتصديق عليها إن كانت خيرا، أو في تعطيل أسبابها، والتعرض لها، إن كانت شرا، ولله الحجة الدامغة، والحكمة البالغة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن " أصحاب العاجلة " المغرورين المستغرقين في شهواتهم، المنتهكين لحرمات الله، والمتعدين لحدوده، مبينة أنهم مدينون بكل شيء لله الذي خلقهم، والذي أمدهم بكل ما يستعملونه من طاقات وملكات، وأن ما يسيئون التصرف فيه، من نعم الله وعطاياه، إنما هو عارية مستردة، وسيحاسبون عليها حسابا عسيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ﴾، وقوله تعالى في نهاية السياق :﴿ والظالمين أعد لهم عذابا أليما٣١ ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا٢٨ ﴾، يمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم يوم القيامة ويعيد خلقهم من جديد، من باب الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ويمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى إذا شاء أبادهم من الدنيا عقابا لهم، وأتى بغيرهم من الناس، على حد قوله تعالى في آية ثانية :﴿ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين ﴾ ( النساء : ١٣٣ )، وقوله تعالى في آية ثالثة :{ إن يشأ يذهبهم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز{ ( فاطر : ١٦، ١٧ ).
وعادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن " كتاب الله " والتنويه بما جاء به من الهداية والنور للإنسانية جمعاء مع الإشارة إلى أن في طليعة أهدافه تذكير الناسين، وتنبيه الغافلين، إلى ما عليهم من حقوق الله وحقوق لمخلوقاته يلزمهم القيام بها، وصرف الوجهة إليها، وذلك قوله تعالى هنا، ونفس هذا النص سبق نظيره في سورة ( المزمل : ١٧ ) :﴿ إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا٢٩ ﴾، ولا طريق إلى الله والوصول إلى معرفته ورضاه، أفضل وأضمن من كتاب الله، روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه سأل عن المخرج من الفتن فقال :" المخرج منها كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ". قال ابن كثير :" وقد وهم بعضهم في رفع هذا الحديث ".
وقوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾، يمكن أن يفهم على وجهين :

-
الوجه الأول : أن المؤمن ينبغي له أن يربط أعماله وتصرفاته بمشيئة الله، أدبا مع الله من جهة، وتوكلا عليه من جهة أخرى، بحيث لا يعتقد أن إرادته المحدودة هي الكل في الكل، وذلك على حد قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ﴾ ( الكهف : ٢٣ ).

-
والوجه الثاني : أن المؤمن ينبغي له أن يلتجئ إلى الله دائما، ويطلب منه الهداية منه والتوفيق فيما يقدم عليه من أعمال وتصرفات، حتى ييسر له أسباب النجاح من جميع الوجوه، وقد سبق في ختام سورة " المدثر " قوله تعالى :﴿ وما تذكرون إلا أن يشاء الله ﴾، وهو يشابه تمام المشابهة قوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾.
ثم عقب كتاب الله على ذلك بقوله تعالى :﴿ إن الله كان عليما حكيما٣٠ ﴾، أي :" عليما " بنواياكم في أعمالكم وتصرفاتكم، " حكيما " في تيسير أسبابها والتصديق عليها إن كانت خيرا، أو في تعطيل أسبابها، والتعرض لها، إن كانت شرا، ولله الحجة الدامغة، والحكمة البالغة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:وانتقلت الآيات الكريمة إلى التهوين من شأن " أصحاب العاجلة " المغرورين المستغرقين في شهواتهم، المنتهكين لحرمات الله، والمتعدين لحدوده، مبينة أنهم مدينون بكل شيء لله الذي خلقهم، والذي أمدهم بكل ما يستعملونه من طاقات وملكات، وأن ما يسيئون التصرف فيه، من نعم الله وعطاياه، إنما هو عارية مستردة، وسيحاسبون عليها حسابا عسيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى :﴿ نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ﴾، وقوله تعالى في نهاية السياق :﴿ والظالمين أعد لهم عذابا أليما٣١ ﴾.
وقوله تعالى هنا :﴿ وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا٢٨ ﴾، يمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم يوم القيامة ويعيد خلقهم من جديد، من باب الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ويمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى إذا شاء أبادهم من الدنيا عقابا لهم، وأتى بغيرهم من الناس، على حد قوله تعالى في آية ثانية :﴿ إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين ﴾ ( النساء : ١٣٣ )، وقوله تعالى في آية ثالثة :{ إن يشأ يذهبهم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز{ ( فاطر : ١٦، ١٧ ).
وعادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن " كتاب الله " والتنويه بما جاء به من الهداية والنور للإنسانية جمعاء مع الإشارة إلى أن في طليعة أهدافه تذكير الناسين، وتنبيه الغافلين، إلى ما عليهم من حقوق الله وحقوق لمخلوقاته يلزمهم القيام بها، وصرف الوجهة إليها، وذلك قوله تعالى هنا، ونفس هذا النص سبق نظيره في سورة ( المزمل : ١٧ ) :﴿ إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا٢٩ ﴾، ولا طريق إلى الله والوصول إلى معرفته ورضاه، أفضل وأضمن من كتاب الله، روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه سأل عن المخرج من الفتن فقال :" المخرج منها كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا تمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ". قال ابن كثير :" وقد وهم بعضهم في رفع هذا الحديث ".
وقوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾، يمكن أن يفهم على وجهين :

-
الوجه الأول : أن المؤمن ينبغي له أن يربط أعماله وتصرفاته بمشيئة الله، أدبا مع الله من جهة، وتوكلا عليه من جهة أخرى، بحيث لا يعتقد أن إرادته المحدودة هي الكل في الكل، وذلك على حد قوله تعالى :﴿ ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ﴾ ( الكهف : ٢٣ ).

-
والوجه الثاني : أن المؤمن ينبغي له أن يلتجئ إلى الله دائما، ويطلب منه الهداية منه والتوفيق فيما يقدم عليه من أعمال وتصرفات، حتى ييسر له أسباب النجاح من جميع الوجوه، وقد سبق في ختام سورة " المدثر " قوله تعالى :﴿ وما تذكرون إلا أن يشاء الله ﴾، وهو يشابه تمام المشابهة قوله تعالى هنا :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ﴾.
ثم عقب كتاب الله على ذلك بقوله تعالى :﴿ إن الله كان عليما حكيما٣٠ ﴾، أي :" عليما " بنواياكم في أعمالكم وتصرفاتكم، " حكيما " في تيسير أسبابها والتصديق عليها إن كانت خيرا، أو في تعطيل أسبابها، والتعرض لها، إن كانت شرا، ولله الحجة الدامغة، والحكمة البالغة.

Icon