تفسير سورة العنكبوت

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة العنكبوت من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿أَن يَسْبِقُونَا﴾ أن يَفُوتُونَا وَيَفْلِتُوا مِنَّا فَلَا نَقْدِرُ عَلَى الِانْتِقَامِ مِنْهُمْ.
﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ﴾ أَيْ: أَثْقَالَ ذُنُوبِهِمْ التي عَمِلُوهَا.
﴿وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ وهي الذنوبُ التي حَصَلَتْ بِسَبَبِهِمْ وَمِنْ جَرَائِمِهِمْ، فالذنبُ الَّذِي فَعَلَهُ التَّابِعُ لِكُلٍّ مِنَ التَّابِعِ والمتبوعِ حِصَّةٌ مِنْهُ حَصَلَتْ، هذا لأنه فَعَلَهُ وَبَاشَرَهُ، وَالمَتْبُوعُ لأنَّهُ تَسَبَّبَ فِي فِعْلِهِ وَدَعَا إِلَيْهِ.
﴿الطُّوفَانُ﴾ الماءُ الكثيرُ الَّذِي طَافَ بِهِمْ وَعَلَاهُمْ فَأَغْرَقَهُمْ.
﴿ثُمَّ اللهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ﴾ أي: يَخْلُقُهُمْ مَرَّةً أُخْرَى بَعْدَ المَوْتِ.
﴿وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ﴾ تَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ بِالْقَتْلِ وَأَخْذِ المَالِ.
﴿فِي نَادِيكُمُ﴾ فِي مَجْلِسِكُمْ.
﴿سِيءَ بِهِمْ﴾ حَصَلَتْ لَهُ مساءةٌ وغمٌّ مَخَافَةَ أن يَقْصِدَهُمْ قَوْمُهُ بِسُوءٍ.
﴿ذَرْعًا﴾ ضَاقَ صَدْرُهُ وَعَجَزَ عَنِ احْتِمَالِ الأَمْرِ لخوفِه من قَوْمِهِ أَنْ يَنَالُوا ضَيْفَهُ بِسُوءٍ، وَضِيقُ الذَّرْعِ وَالذِّرَاعِ كِنَايَةٌ عَنِ العَجْزِ وَفَقْدِ الطَّاقَةِ.
﴿رِجْزًا﴾ عَذَابًا.
﴿الرَّجْفَةُ﴾ الزَّلْزَلَةُ الشَّدِيدَةُ.
﴿مُسْتَبْصِرِينَ﴾ ذَوِي بَصَائِرَ لمَّا عَلَّمَتْهُمْ رُسُلُهُمْ.
﴿حَاصِبًا﴾ رِيحًا تأتي بالحَصْباءِ، وهي الحَصَا الصِّغَارُ.
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالمُنكَرِ﴾ فالفحشاءُ: كلُّ ما اسْتُعْظِمَ وَاسْتُفْحِشَ من المعاصي التي تشتهيها النفوسُ، والمُنْكَرُ: كُلّ معصيةٍ تُنْكِرُهَا العقولُ والفِطَرُ.
﴿وَمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلّا لهْوٌ وَلَعِبٌ﴾ تَلْهُو بها القلوبُ، وتلعب بها الأَبْدَانُ، بسببِ ما جَعَلَ اللهُ فيها من الزينةِ واللذاتِ والشهواتِ الخالبةِ للقلوبِ المُعْرِضَةِ الباهجةِ للعيونِ الغافلةِ، المُفْرِحَةِ للنفوسِ المُبْطِلَةِ الباطلةِ، ثم تزولُ سَرِيعًا، وتنقضي جميعًا، ولم يَحْصُلْ منها مُحِبُّهَا إلا عَلَى الندمِ والخسرانِ.
64
سُورة الرُّومِ
Icon