مكية عددها تسع وعشرون آية كوفي
ﰡ
﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ ﴾ [آية: ٢٣] يعني من قبل المطلع، وذلك" أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل، عليه السلام، في صورته من قبل المشرق بجبال مكة، قد ملأ الأفق رجلاه في الأرض، ورأسه في السماء، وجناح له من قبل المشرق، وجناح له من قبل المغرب، في صورة البشر، فقال: أنا جبريل، وجعل يمسح عن وجهه، ويقول: أنا أخوك أنا جبريل، حتى أفاق، فقال المؤمنون: ما رأيناك منذ بعثت أحسن منك اليوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتاني جبريل، عليه السلام، في صورته، فعلقني هذا من حسنه ".﴿ وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ ﴾ [آية: ٢٤] بظنين، يعني وما محمد صلى الله عليه وسلم على القرآن بمتهم، ومن قرأ بضنين يعني ببخيل.
﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ ﴾ [آية: ٢٥] يعني ملعون، وذلك أن كفار مكة، قالوا: إنما يجىء به الرى، وهو الشيطان، واسمه الرى فيلقيه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فيها تقديم، يقول لكفار مكة: ﴿ فَأيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾ [آية: ٢٦] يعني أين تعجلون عن كتابي وأمري لقولهم إن محمداً مجنون ﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٢٧] يعني ما في القرآن إلا تذكرة وتفكر للعالمين ﴿ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ ﴾ يا أهل مكة ﴿ أَن يَسْتَقِيمَ ﴾ [آية: ٢٨] على الحق، ثم يرد المشيئة إلى نفسه، فقال: ﴿ وَمَا تَشَآءُونَ ﴾ الاستقامة ﴿ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾ [آية: ٢٩].
قوله: ﴿ وَٱللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴾ أظلم عن كل دابة، الخنافس، والحيات، والعقارب، والسباع، والوحوش.