تفسير سورة سورة الإنفطار من كتاب التبيان في إعراب القرآن
.
لمؤلفه
أبو البقاء العكبري
.
المتوفي سنة 616 هـ
ﰡ
ﭑﭒﭓ
ﰀ
ﭕﭖﭗ
ﰁ
ﭙﭚﭛ
ﰂ
ﭝﭞﭟ
ﰃ
ﭡﭢﭣﭤﭥ
ﰄ
ﭧﭨﭩﭪﭫﭬ
ﰅ
ﭮﭯﭰﭱ
ﰆ
ﭳﭴﭵﭶﭷﭸ
ﰇ
ﭺﭻﭼﭽ
ﰈ
ﭿﮀﮁ
ﰉ
ﮃﮄ
ﰊ
ﮆﮇﮈ
ﰋ
ﮊﮋﮌﮍ
ﰌ
ﮏﮐﮑﮒ
ﰍ
ﮔﮕﮖ
ﰎ
سُورَةُ الِانْفِطَارِ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)).
جَوَابُ إِذَا: (عَلِمَتْ).
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧)).
(مَا غَرَّكَ) : اسْتِفْهَامٌ لَا غَيْرَ، وَلَوْ كَانَ تَعَجُّبًا لَقَالَ: مَا أَغَرَّكَ.
وَ (عَدَلَكَ) بِالتَّشْدِيدِ: قَوَّمَ خَلْقَكَ، وَبِالتَّخْفِيفِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ صَرَفَكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الْمَكْرُوهَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا شَاءَ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» زَائِدَةً، وَأَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً، وَعَلَى الْأَمْرَيْنِ الْجُمْلَةُ نَعْتٌ لِصُورَةٍ؛ وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ رَكَّبَكَ عَلَيْهَا.
وَ (فِي) تَتَعَلَّقُ بِرَكَّبَكَ. وَقِيلَ: لَا مَوْضِعَ لِلْجُمْلَةِ؛ لِأَنَّ «فِي» تَتَعَلَّقُ بِأَحَدِ الْفِعْلَيْنِ، فَالْجَمِيعُ كَلَامٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا تَقَدَّمَ الِاسْتِفْهَامُ عَمَّا هُوَ حَقُّهُ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)).
(كِرَامًا) : نَعْتٌ، وَ «يَعْلَمُونَ» كَذَلِكَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، أَيْ يَكْتُبُونَ عَالِمِينَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَصْلَوْنَهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْخَبَرِ، وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِجَحِيمٍ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
قَالَ تَعَالَى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)).
جَوَابُ إِذَا: (عَلِمَتْ).
قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧)).
(مَا غَرَّكَ) : اسْتِفْهَامٌ لَا غَيْرَ، وَلَوْ كَانَ تَعَجُّبًا لَقَالَ: مَا أَغَرَّكَ.
وَ (عَدَلَكَ) بِالتَّشْدِيدِ: قَوَّمَ خَلْقَكَ، وَبِالتَّخْفِيفِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى؛ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ صَرَفَكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الْمَكْرُوهَةِ.
قَالَ تَعَالَى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (مَا شَاءَ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ «مَا» زَائِدَةً، وَأَنْ تَكُونَ شَرْطِيَّةً، وَعَلَى الْأَمْرَيْنِ الْجُمْلَةُ نَعْتٌ لِصُورَةٍ؛ وَالْعَائِدُ مَحْذُوفٌ؛ أَيْ رَكَّبَكَ عَلَيْهَا.
وَ (فِي) تَتَعَلَّقُ بِرَكَّبَكَ. وَقِيلَ: لَا مَوْضِعَ لِلْجُمْلَةِ؛ لِأَنَّ «فِي» تَتَعَلَّقُ بِأَحَدِ الْفِعْلَيْنِ، فَالْجَمِيعُ كَلَامٌ وَاحِدٌ، وَإِنَّمَا تَقَدَّمَ الِاسْتِفْهَامُ عَمَّا هُوَ حَقُّهُ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)).
(كِرَامًا) : نَعْتٌ، وَ «يَعْلَمُونَ» كَذَلِكَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا، أَيْ يَكْتُبُونَ عَالِمِينَ.
قَالَ تَعَالَى: (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَصْلَوْنَهَا) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي الْخَبَرِ، وَأَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِجَحِيمٍ.
قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩)).
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ؛ أَيْ: هُوَ يَوْمُ. وَبِالنَّصْبِ عَلَى تَقْدِيرٍ أَعَنَى يَوْمَ... وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: يُجَازَوْنَ يَوْمَ، وَدَلَّ عَلَيْهِ ذِكْرُ «الدِّينِ». وَقِيلَ: حَقُّهُ الرَّفْعُ،
وَلَكِنْ فُتِحَ عَلَى حُكْمِ الظَّرْفِ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ) [الْأَعْرَافِ: ١٦٨]. وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ) : يُقْرَأُ بِالرَّفْعِ؛ أَيْ: هُوَ يَوْمُ. وَبِالنَّصْبِ عَلَى تَقْدِيرٍ أَعَنَى يَوْمَ... وَقِيلَ: التَّقْدِيرُ: يُجَازَوْنَ يَوْمَ، وَدَلَّ عَلَيْهِ ذِكْرُ «الدِّينِ». وَقِيلَ: حَقُّهُ الرَّفْعُ،
وَلَكِنْ فُتِحَ عَلَى حُكْمِ الظَّرْفِ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ) [الْأَعْرَافِ: ١٦٨]. وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ هُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.