أهداف سورة التكوير
( سورة التكوير مكية، وآياتها ٢٩ آية، نزلت بعد سورة المسد )
وتشتمل سورة التكوير على ثروة ضخمة من المشاهد الرائعة في هذا الكون، حين تنتهي الحياة، ويختل نظامها، وينفرط عقد الكون وتتناثر أجزاؤه، ويذهب عنه التماسك الموزون والحركة المضبوطة، والصنعة المتينة.
والسورة تشتمل على مقطعين اثنين، تعالج في كل مقطع منهما تقرير حقيقة ضخمة من حقائق العقيدة :
الأولى : حقيقة القيامة، وما يصاحبها من انقلاب كوني هائل كامل، يشمل الشمس والنجوم، والجبال والبحار، والأرض والسماء، والأنعام والوحوش، كما يشمل بني الإنسان.
والثانية : حقيقة الوحي، وما يتعلق بها من صفة الملك الذي يحمله، وصفة النبي الذي يتلقاه، ثم شأن المخاطبين بهذا الوحي معه، ومع المشيئة الكبرى التي فطرتهم وأنزلت لهم الوحي.
مع آيات السورة
بدأ سبحانه هذه السورة الكريمة بذكر يوم القيامة، وما يكون فيه من أحداث هائلة، وحين تقع هذه الأحداث تعلم كل نفس ما قدّمت من عمل خيرا كان أو شرا.
١- إذا كورت الشمس وسقطت وتدهورت، وانطفأت شعلتها، وانكمشت ألسنتها الملهبة، وذهب ضوءها، واختل نظام الكون.
٢- وإذا تناثرت النجوم، وأظلم نورها، وذهب لألاؤها.
٣- وإذا انفصلت الجبال عن الأرض، وسارت في الجو كما يسير السحاب، وتبع ذلك نسفها وبسها وتذريتها في الهواء، كما جاء في سورة طه : ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا. ( طه : ١٠٥ ).
٤- وإذا تركت العشار وأهملت، والعشار : هي النوق الحبالى في شهرها العاشر، وهي أجود وأثمن ما يملكه العربي، فإذا انشغل الناس عنها بأهوال القيامة عطلت وأهملت.
٥- وإذا اجتمعت الوحوش الكاسرة ذليلة هادئة قد نسيت غريزتها، مضت هائمة على وجوهها لا تأوي إلى جحورها، ولا تنطلق وراء فرائسها، وقد حشرها هول الموقف ذاهلة متغيرة الطباع، فكيف بالناس في ذلك اليوم العصيب ؟
٦- وإذا التهبت البحار وامتلأت نارا، أو فجرت الزلازل ما بينها حتى اختلطت وعادت بحرا واحدا.
٧- وإذا اقترنت الأرواح بأبدانها، أو إذا قرن كل شبيه بشبيهه، وضمت كل جماعة من الأٍرواح المتجانسة في مجموعة.
٨، ٩- وإذا سئلت الموءودة بين يدي قاتلها عن السبب الذي لأجله قتلت، ليكون جوابها أشد وقعا على الوائد، فإنها ستجيب أنها قتلت بلا ذنب جنته.
وقد افتنّ العرب في الوأد، وكان الوأد يتم في صورة قاسية، إذ كانت تدفن البنت حية، أو تجلس المرأة عند المخاض فوق بئر محفورة، فإذا كان المولود بنتا رمت بها فيها وردمتها، وإن كان ذكرا قامت به معها، وبعضهم كان إذا عزم على استبقاء بنته فإنه يمسكها إلى أن تقدر على الرعي، ثم يلبسها جبة من صوف أو شعر، ويرسلها إلى البادية ترعى له إبله، فلما جاء الإسلام سما بالمرأة وكرمها، وليدة وناشئة وزوجة وأمّا، وحرّم وأد البنات وشفع بالتشنيع على من يفعله.
قال تعالى : وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون. ( النحل : ٥٨، ٥٩ ).
١٠- وإذا نشرت صحف الأعمال، وكشفت وعرفت فلم تعد مستورة بل صارت منشودة مشهورة.
١١- وإذا السماء كشطت وأزيلت، فلم يبق غطاء ولا سماء.
١٢، ١٣- وإذا أوقدت النار واشتد لهيبها ووهجها وحرارتها، وإذا أدنيت الجنة من المتقين تكريما وإيناسا لهم.
١٤-عندما تقع هذه الأحداث الهائلة في كيان الكون، وفي أحوال الأحياء والأشياء، علمت كل نفس ما قدمت من خير أو شر، وما تزودت به لهذا اليوم، وما حملت معها للعرض، وما أحضرت للحساب، وهي لا تستطيع أن تغير فيه ولا أن تبدل، فالدنيا عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل.
وهنا ينتهي المقطع الأول من السورة، وقد امتلأ الحس وفاض بمشاهد اليوم الذي يتم فيه هذا الانقلاب.
المقطع الثاني
بعد أن ذكرت السورة من أحوال القيامة وأهوالها ما ذكرت، أتبعت ذلك ببيان أن ما يحدثهم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم الذي أنزل عليه، وهو آيات بينات من الهدى، وأن ما رميتموه به من المعايب كقولكم : إنه ساحر أو مجنون أو كذاب أو شاعر، ما هو إلا محض افتراء.
١٥، ١٦- يقسم الله تعالى قسما مؤكدا بالكواكب الخنّس : التي تخنس، أي ترجع في دورتها الفلكية، الجوار الكنّس : التي تجري وتعود إلى أمكانها.
١٧- والليل إذا أدبر وولّى وزالت ظلمته، أو إذا أقبل ظلامه.
١٨- والصبح إذا أسفر وظهر نوره، وفي ذلك بشرى للأنفس بحياة جديدة في نهار جديد، ومن الجمال في هذا التعبير إضفاء الحياة على النهار الوليد، فإذا الصبح حي يتنفس.
( وأكاد أجزم أن اللغة العربية لا تحتوي نظيرا لهذا التعبير عن الصبح، رؤية الفجر تكاد تشعر القلب المتفتح أنه بالفعل يتنفس، ثم يجيء هذا التعبير فيصوّر هذه الحقيقة التي يشعر بها )i.
١٩-٢٢- وجواب القسم : إن هذا القرآن، وهذا الوصف لليوم الآخر لقول رسول كريم، وهو جبريل الذي حمل هذا القول وأبلغه، فصار قوله باعتبار تبليغه.
ويذكر صفة هذا الرسول الذي اختير لحمل هذا القول وإبلاغه، فينعته بخمسة أوصاف، هي :
١- ( كريم ) أي : عزيز على ربه.
٢- ( ذي قوة ) في الحفظ والبعد عن النسيان والخطأ.
٣- ( عند ذي العرش مكين ) أي : ذي جاه ومنزلة عند ربه.
٤- ( مطاع ثم ) أي : هناك في الملأ الأعلى عند الله في ملائكته المقربين، فهم يصدرون عن أمره ويرجعون إليه.
٥- ( أمين ) على وحي ربه ورسالاته، قد عصمه من الخيانة فيما يأمره به، وجنّبه الزلل فيما يقوم به من الأعمال.
هذه صفة الرسول المبلّغ وهو جبريل عليه السلام، أما الرسول الذي حمله إليكم وخاطبهم بالقرآن فهو صاحبكم الذي عرفتموه حق المعرفة عمرا طويلا، وعرفتم عنه الصدق والأمانة، وليس مجنونا كما تدّعون.
٢٣- ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام، وهو بالأفق الأعلى عند سدرة المنتهى بالأفق المبين، أي رآه رؤية واضحة عند الأفق الواضح.
٢٤- وليس محمد صلى الله عليه وسلم بالمتهم على القرآن وما فيه من قصص وأنباء وأحكام، بل هو ثقة أمين لا يأتي به من عند نفسه، ولا يبدل منه حرفا بحرف، ولا معنى بمعنى، إذ لم يعرف عنه الكذب في ماضي حياته، فهو غير متهم فيما يحكيه عن رؤية جبريل وسماع الشرائع منه.
٢٥- وليس القرآن قول شيطان ألقاه على لسان محمد حين خالط عقله كما تزعمون، فالشياطين لا توحي بهذا النهج القويم.
٢٦- ثم يسألهم مستنكرا : فأين تذهبون. أي : فأي سبيل تسلكونها وقد سدت عليكم السبل، وأحاط بكم الحق من جميع جوانبكم، وبطلت مفترياتكم، فلم تبق لكم سبيل تستطيعون الهرب منها.
٢٧- ثم بين حقيقة القرآن فقال : إن هو إلا ذكر للعالمين. أي : ليس القرآن إلا عظة للخلق كافة، يتذكرون بها ما غرز في طباعهم من حب الخير، وهو ذكر يذكرهم بحقيقة نشأتهم، وحقيقة وجودهم، وحقيقة الكون من حولهم، وهو أعظم عظة للعالمين جميعا.
٢٨، ٢٩- وإن على مشيئة المكلف تتوقف الهداية، فمن أراد الحق واتجه بقلبه إلى الطريق القويم، هداه الله إليه، ويسّر له أمره، وأمده بالعون والتوفيق، وبذلك يستقر في قلب كل إنسان أن مشيئته طرف وخيط راجع في أصله إلى مشيئة الله الكبرى وإرادته المطلقة، فيلجأ كل إنسان إلى ساحة مولاه، وإلى عناية خالقه، فعنده سبحانه العون والتوفيق، والهدى والسداد : وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
***
موضوعات السورة
١- وصف أهوال القيامة.
٢- القسم بالنجوم وبالليل وبالصبح على أن القرآن منزل من عند الله بواسطة ملائكته.
٣- إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
٤- بيان أن القرآن عظة وذكر لمن أراد الهداية.
٥- مشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب، وليس لها استقلال بالعمل.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ إذا الشمس كوّرت ١ وإذا النجوم انكدرت ٢ وإذا الجبال سيّرت ٣ وإذا العشار عطّلت ٤ وإذا الوحوش حشرت ٥ وإذا البحار سجّرت ٦ وإذا النفوس زوّجت ٧ وإذا الموءودة سئلت ٨ بأي ذنب قتلت ٩ وإذا الصّحف نشر ١٠ وإذا السماء كشطت ١١ وإذا الجحيم سعّرت ١٢ وإذا الجنة أزلفت ١٣ علمت نفس ما أحضرت ١٤ ﴾
المفردات :
الشمس كورت : أزيل ضياؤها، أو لفّت وطويت.
التفسير :
١- إذا الشمس كوّرت.
هذه الآية وما بعدها من علامات اضمحلال هذا الكون ونهايته، حيث تتغير المعالم، وتبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، ويختل نظام الكون، وقد تكرر لفظ : إذا. في الآيات الأولى من سورة التكوير اثنتي عشرة مرة، وجواب الشرط قوله تعالى : علمت نفس ما أحضرت.
وتكرير لفظ : إذا. اثنتي مرة من مقاصده التشويق للجواب، لأن السامع عندما يجد هذا الظرف قد تكرر، يكون في ترقب وشوق لمعرفة الجواب.
والمعنى :
إذا شاخت الشمس، وانطفأ نورها، وأصبحت من النجوم القزمة التي أدّت دورها، ووجب أن تلفّ وتطوى، فتكوّر تمهيدا لذلك.
انكدرت : تساقطت وتهاوت وتناثرت.
التفسير :
٢- وإذا النجوم انكدرت.
ذهب نورها، وانطفأ لأولاؤها، وتساقطت من أماكنها، كقوله تعالى : وإذا الكواكب انتثرت. ( الانفطار : ٢ ).
الجبال سيّرت : أزيلت من أماكنها.
التفسير :
٣- وإذا الجبال سيّرت.
تمرّ الجبال بمراحل يوم القيامة، فهي أوتاد تمسك بالأرض وتحفظ توازنها، فإذا انتهت الحياة الدنيا اقتلعت الجبال من أماكنها، وتفتتت وصارت هلاما أشبه بالصوف المنفوش، ثم سيّرت من أماكنها، ومرّت مرّ السحاب، ثم صارت سرابا، وهو ما يراه الظمآن وقت الظهيرة كأنه ماء، فإذا جاء إليه لم يجده شيئا.
قال تعالى : وسيّرت الجبال فكانت سرابا. ( النبأ : ٢٠ ).
العشار عطلت : النوق الحوامل أهملت بلا راع لانشغال الناس بأنفسهم، وكانت موضع اهتمامهم لأنها أنفس أموالهم.
التفسير :
٤- وإذا العشار عطّلت.
وهي النّياق التي مرّ على حملها عشرة أشهر، وهي أجود الأموال عند العرب، حيث يهتم بها صاحبها قبيل ولادتها، فإذا قامت القيامة أهملها صاحبها لانشغاله بأمور نفسه.
وقال القرطبي :
إن تعطيل العشار تمثيل لشدة الكرب، وإلا فلا عشار ولا تعطيل، كأنه قال بعد ذكر ما سبق من تكوير الشمس، وانكدار النجوم، وتسيير الجبال : وكان من هول هذه الحوادث، ما يصرف حاضرها عن أكرم الأشياء عليه، حتى لو كان عنده عشار لعطّلها وأهملها.
الوحوش حشرت : جمعت من كل صوب.
التفسير :
٥- وإذا الوحوش حشرت.
تحشر الوحوش ذليلة كسيرة، لا لجرم ارتكبت، ولكن حشرها هول الموقف، لقد فقدت خاصيّتها وهي الافتراس أو الفرار من البشر، لكنها حشرت من هول الموقف، ومن تصدّع الكون، ومن الانفجار العظيم الذي تتزلزل معه الأرض، وتنشق السماوات، وتسيّر الجبال، وتكوّر الشمس، وتنكدر النجوم، وتبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، وبرز الجميع لله الواحد القهار، تحشر الحيوانات حتى يقاد للشاة الجماء من الشاة القرناء، كم ورد في صحيح مسلم.
ومن المفسرين من ذهب إلى أن المراد اشتداد الهول، وأنه لا حشر ولا حساب إلا للثقلين الإنس والجن، حيث أودع الله فيهما العقول والإرادة والاختيار والتكليف.
قال تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. ( الذاريات : ٥٦ ).
ويقول حجة الإسلام وجماعة : الحديث المروي عن مسلم والترمذي، وإن كان صحيحا، إلا أنه لم يخرج مخرج التفسير للآية، ويجوز أن يكون كناية عن العدل التام.
ويقول فريق آخر من المفسرين : نؤمن بالآية وبالقرآن كما ورد، ونصدّق أن الوحوش ستحشر كما ذكر القرآن صراحة، ولا نوافق على التأويل.
٦- وإذا البحار سجّرت.
سجر التنور : أوقده نارا.
وقد ورد في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن تحت البحر نارا، وتحت النار ماء ).
فإذا اختل نظام الكون وتقطعت أوصاله، وسيّرت الجبال، حدثت الزلازل التي تجعل النيران تغلب على البحار.
وقد قال القرآن الكريم في موضع آخر : وإذا البحار فجّرت. ( الانفطار : ٣ ).
قال صاحب الظلال :
فتفجير عناصر المياه، وانفصال الهيدروجين عن الأكسجين فيها، أو تفجير ذراتها على نحو ما يقع في تفجير الذرة، وهو أشدّ هولا، أو على أيّ نحو آخر، وحين يقع هذا فإن نيرانا هائلة لا يتصوّر مداها تنطلق من البحار، فإن تفجير قدر محدود من الذرّات في القنبلة الذريّة أو الهيدروجينية، يحدث هذا الهول الذي عرفته الدنيا، فإذا تفجّرت ذرّات البحار على هذا النحو أو نحو آخر، فإن الإدراك البشريّ يعجز عن تصوّر هذا الهول، وتصوّر جهنم الهائلة التي تنطلق من هذه البحار الواسعة. ii.
ومن المفسرين من ذهب إلى أن تسجير البحار، هو أن تقطّع الزلازل والبراكين ما بينها من حواجز، حتى تصبح بحرا واحدا يختلط فيه الماء العذب بالماء الملح، ورجح الشيخ محمد عبده هذا الرأسiii، كما رجحه الأستاذ عبد الكريم الخطيب في التفسير القرآني للقرآن، ولم يقبل الرأي الأول، وهو تحوّل الماء إلى نار.
أما الأستاذ الدكتور زغلول النجارiv فقد رجّح أن تسجير الحار هو تحوّلها إلى نار بسبب انفصال الأكسجين عن الهيدروجين.
واعتبر ذلك من إعجاز القرآن الكريم، حيث أشار إلى معان علمية أكّدها العلم بعد زمن طويل من نزول القرآن الكريم، وقد نزلت على نبيّ أمّي، لا علم له بذلك إلا عن طريق الوحي.
وقد أيّد العلم وجود طبقات من النار تحت البحار، ويؤيد ذلك ما نراه في الزلازل والبراكين التي تقذف بالحمم والنيران الملتهبة، والصخور المذابة التي تتحول إلى صهارة سائلة من أثر البراكين.
قال الشيخ محمد عبده :
وقد يكون تسجير البحار إضرامها نارا، فإن ما في باطن الأرض من النار يظهر إذ ذاك بتشققها وتمزّق طبقاتها العليا، أما الماء فيذهب عند ذلك بخارا، ولا يبقى في البحار إلا النار، أما كون باطن الأرض يحتوي على نار فقد ورد به بعض الأخبار، حيث ورد أن البحر غطاء جهنم، وإن لم يعرف في صحيحها، ولكن البحث العلمي أثبت ذلك. v.
وفي ختام هذه الآية أذكّر القارئ بأن التفسير العلمي للقرآن الكريم له ثلاثة اتجاهات :
١- الاتجاه الأول : رفض التفسير العلمي للقرآن جملة وتفصيلا، ومن روّاد هذا الاتجاه الإمام الشاطبي في كتابه ( الموافقات )، الذي ذهب إلى أن القرآن الكريم ينبغي أن يفهم كما فهمه العربي أول مرة، ورفض الإمام الشاطبي التأويل للقرآن، وحذا حذوه جانب من العلماء.
٢- الاتجاه الثاني : يرى أن القرآن الكريم كتاب علم، وقد اشتمل على ألوان من الإعجاز، منها : الإعجاز الغيبي، والإعجاز العلمي، والإعجاز اللفظي، والإعجاز البياني، وفي العصور القديمة ساد التحدّي بالإعجاز اللفظي والأسلوبي والبلاغي، أما في العصور اللاحقة فقد ساد التحدي بالإعجاز العلمي، ومن أساطين المفسرين في ذلك الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير، والشيخ طنطاوي جوهري في العصر الحديث.
٣- الاتجاه الثالث : وهو اتجاه وسط بين الاتجاهين، يرى أن القرآن الكريم كتاب هداية بالدرجة الأولى، وأن الله أنزل القرآن هدى ونورا ليتدبر الناس آياته، ويتفهّموا معانيه، ويعلموا بأوامره، ويتجنبوا نواهيه، والأساس عندهم أن ينكب الناس على فهم روح القرآن ومقاصده، وأهدافه العليا، وآفاقه السامقة كما هو، وإذا حدث أن تأكد لدينا دليل علمي فلا بأس من ذكره بجوار تفسير القرآن، للاستئناس به وبيان صدق القرآن الكريم الذي تأكد بالعلم، وتأيد بالدليل والبرهان، ومن أئمة الاتجاه الثالث الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر الأسبق، فهو يقول :
لا ينبغي أن نجرّ الآية إلى العلم عند تفسيرها، ولا أن نجر العلم إلى الآية، ولكن إن كانت هناك حقيقة علمية مقررة فلا بأس من ذكرها عند تفسير الآية.
وهذا الاتجاه اتجاه وسط، ينصب ويتجه إلى القرآن بالدرجة الأولى، ويستشهد من حقائق العلم بنصيب ما، بحيث لا يهيأ للمشاهد أن القرآن الكريم كتاب طبيعة أو كيمياء أو جغرافيا أو طبوغرافيا أو فلك أو طبقات الأرض، أو غير ذلك من العلوم المدنية أو العسكرية أو غيرها.
فنحن أمام كتاب معجز بذاته، وهدايته وصدقه، وأخباره وأسلوبه، وفصاحته وبلاغته، ومع ذلك فإن العلوم والفنون لم تصطدم بأب حقيقة علمية قررها القرآن، بل إن العلم ينزع إلى تأكيد صدقه.
كما قال سبحانه : سنريهم آيتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد. ( فصلت : ٥٣ ).
والخلاصة : القرآن غالب غير مغلوب، فاطمئنوا على حفظه وإعجازه، وسيروا في بيان إعجازه العلمي على مهل وهدوء ويسر، وركّزوا على بيان هدايته حين أنزل، وحين بعث أمة كانت خير أمة أخرجت للناس، ولا مانع من بيان الإعجاز العلمي بالقدر المناسب الميسّر، والله ولي التوفيق.
النفوس زوّجت : قرنت كل نفس بشكلها.
التفسير :
٧- وإذا النفوس زوّجت.
أي : اختلطت الأرواح بالأجساد بعد إعادة نشأتها.
قال تعالى : كما بدأنا أول خلق نعيده... ( الأنبياء : ١٠٤ ).
وقيل : المعنى : اقتران الأخيار بالأخيار، والفجار بالفجار.
وقيل : اقتران السابقين الممتازين بالسابقين الممتازين، والمتوسطين أصحاب اليمين بالمتوسطين أصحاب اليمين، والكفار الفجار بالكفار الفجّار.
كما قال تعالى في سورة الواقعة : وكنتم أزواجا ثلاثة. ( الواقعة : ٧ ).
أي : كنتم أصنافا ثلاثة، هم : السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال.
وقيل : تقترن كل نفس بكتابها وعملها، وقيل : يقرن الأزواج بزوجاتهم.
قال تعالى : إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون* هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون. ( يس : ٥٥، ٥٦ ).
الموءودة : البنت التي تدفن حية.
التفسير :
٨، ٩- وإذا الموءودة سئلت* بأي ذنب قتلت.
الموءودة : هي المقتولة ظلما، وقد كان العرب يئدون البنات مخافة الفقر أو العار، حتى لا تسبى في الحرب.
وكان منهم من إذا أراد قتل ابنته، تركها حتى تكمل ست سنوات، ثم يقول لأمها : زيّنيها وطيّبيها حتى تلحق بأحمائها ( أقاربها )، ثم يأخذها إلى الصحراء، وقد حفر لها بئرا، فيقول لها : انظري في هذه البئر، ثم يدفعها من خلفها، ثم يسوي عليها تراب البئر.
ومنهم من كان يمسك البنت إلى أن تكبر، ثم يلبسها جبّة من صوف، ويتركها ترعى الإبل ويمسكها على الذل، وقد شنّع القرآن على هذه العادات، ونهى عن فعلها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في إكرام البنات وتعليمهن وإحسان معاملتهن.
وأكرم الإسلام المرأة وليدة وناشئة وزوجة وأما، وشنّع القرآن على إهانة البنت أو قتلها.
قال سبحانه وتعالى : وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم* يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون. ( النحل : ٥٨، ٥٩ ).
وفي هذه الآية الكريمة : وإذا الموءودة سئلت. نجد القرآن الكريم يصوّر مشهدا مؤثرا، مشهد القاتل الذي أزهق روح المقتولة بلا ذنب ولا جريرة، يؤتى به موثقا ثم توقف المقتولة فتسأل : ما هو الذنب الذي ارتكبته حتى قتلت ؟ وتجيب الموءودة : لم أرتكب ذنبا، وإنما ظلمت ظلما، وعندئذ يحس الظالم بما فعل، حتى يوشك ألا يستطيع النطق من هول ما فعل، وسؤال الموءودة فيه إهمال للوائد، كأنه فقد الإنسانية حتى قتل ابنته، وهي تستغيث به فلا يغيثها، فليس أهلا للسؤال.
قال في البحر المحيط :
وهذا السؤال للموءودة توبيخ للفاعلين للوأد، لأن سؤالها يؤول إلى سؤال الفاعلين.
قال المفسرون : بأي ذنب قتلت.
وسؤال الموءودة عن سبب القتل هو سؤال تلطّف، لتقول : قتلت بلا ذنب، أو لتدل على قاتلها، أو لتوبيخ ذلك القاتل، بصرف الخطاب عنه تهديدا له، فإذا سئل المظلوم فما بال الظالم ؟
قال الشيخ محمد عبده في تفسير الآية :
فانظر إلى هذه القسوة، وغلظ القلب، وقتل البنات البريئات بغير ذنب، سوى خوف الفقر أو العار –كيف استبدلت بالرحمة والرأفة بعد أن خالط الإسلام قلوب العرب، فما أعظم نعمة الإسلام على الإنسانية بأسرها، بمحوه هذه العادة القبيحة. vi.
١٠- وإذا الصّحف نشرت.
هي كتب الأعمال التي عملها الإنسان في الدنيا، وسجّلت في صحيفته، تنشر الصحف يوم القيامة، ويأخذ المؤمن كتابه بيمينه، فإذا قرأه ابيض وجهه. ويأخذ الكافر كتابه بشماله، فإذا قرأه اسود وجهه من الغمّ والذلّ، حيث يجد كل ما عمل من الكفر والظلم مسجّلا.
قال تعالى : ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون ياويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا. ( الكهف : ٤٩ ).
كشطت : نزعت وقلعت.
التفسير :
١١- وإذا السماء كشطت.
تشققت وأزيلت، ونزعت وقلعت، فلم يبق لها وجود.
قال تعالى : يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار. ( إبراهيم : ٤٨ ).
وكشط السماء : إزالتها، كما يكشط الجلد عن الذبيحة، والغطاء عن الشيء المستور به، ولن يبقى في ذلك اليوم غطاء ولا سماء.
سعّرت : أوقدت إيقادا شديدا.
التفسير :
١٢- وإذا الجحيم سعّرت.
أوقدت جهنم، واستعدت لعذاب الكافرين وإيلامهم.
قال قتادة : سعّرها غضب الله، وخطايا بني آدم، وقد ورد أن جهنم تتلمظ غيظا وغضبا على من عصى الله.
قال تعالى : تكاد تميّز من الغيظ... ( الملك : ٨ ).
وقال سبحانه : وبرّزت الجحيم للغاوين. ( الشعراء : ٩١ ).
أزلفت : قربت وأدنيت من المتقين.
التفسير :
١٣- وإذا الجنة أزلفت.
وإذا الجنة قرّبت من أهلها، وفتحت لهم أبوابها، وتزيّنت لاستقبالهم، فرحة بهم، مسرورة بإسعادهم.
قال تعالى : وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد. ( ق : ٣١ ).
وقال عز شأنه : وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. ( الزمر : ٧٣ ).
وهذه الجملة جواب لكل ما تقدم من أول السورة، أي : إذا انتهى ضوء الشمس والنجوم، وسيرت الجبال من أماكنها، وعطلت العشار، وحشرت الوحوش، وصارت البحار نار الله الكبرى، واقترن الأخيار بالأخيار والفجار بالفجار، وسئلت المقتولة ظلما بأي ذنب قتلت، وإذا تطايرت صحف الأعمال، وإذا أزيل الغطاء الذي فوقنا فلم تبق فوقنا سماء، بل لم يبق فوق ولا تحت، وإذا توقّدت النار واشتد لهيبها، وإذا قرّبت الجنة من أهلها، عند حدوث هذه الأشياء السابقة ستجد كل نفس عملها حاضرا مشاهدا، وستجد الثواب والعقاب موضحا لهذا العمل.
والمراد : اعلموا وأخلصوا في دنياكم، فستجدون ذلك أمامكم يوم القيامة.
قال تعالى : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذّركم الله نفسه والله رءوف بالعباد. ( آل عمران : ٣٠ ).
﴿ فلا أقسم بالخنّس ١٥ الجوار الكنّس ١٦ والليل إذا عسعس ١٧ والصبح إذا تنفّس ١٨ إنه لقول رسول كريم ١٩ ذي قوة عند ذي العرش مكين ٢٠ مطاع ثم أمين ٢١ وما صاحبكم بمجنون ٢٢ ولقد رآه بالأفق المبين ٢٣ وما هو على الغيب بضنين ٢٤ وما هو بقول شيطان رجيم ٢٥ فأين تذهبون ٢٦ إن هو إلا ذكر للعالمين ٢٧ لمن شاء منكم أن يستقيم ٢٨ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ٢٩ ﴾
المفردات :
فلا أقسم : أقسم، و ( لا ) نزيدة.
بالخنّس : بالكواكب السيارة تخنس نهارا وتختفي عن البصر، وهي فوق الأفق.
الجواري الكنّس : الكواكب السيارة التي تجري مع الشمس والقمر، وترجع حتى تختفي مع ضوء الشمس.
الكنّس : التي تكنس في أبراجها، أي تستتر، فهي تختفي تحت ضوء الشمس، من كنس الظبي أو الوحش : إذا دخل كناسه، وهو بيته المتّخذ من أغصان الشجر.
تمهيد :
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
التفسير :
١٥، ١٦- فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس.
أي : أقسم بالنجوم التي تخنس بالنهار، أي ترجع ويختفي ضوءها عن الأبصار، مع طلوعها وكونها فوق الأفق. وتكنس بعد ظهورها في الليل، أي تستتر في مغيبها وتختفي فيه، فتكون تحت الأفق بعد أن كانت فوقه، كما تستتر الظباء في كنسها.
قال القرطبي :
النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتكنس وقت غروبها أي تستتر.
جاء في ظلال القرآن ما يأتي :
والخنس الجوار الكنس : هي الكواكب التي تخنس، أي ترجع في دورتها الفلكية، وتجري وتختفي، والتعبير يخلع عليها حياة رشيقة كحياة الظباء، وهي تجري وتختبئ في كناسها، وترجع من ناحية أخرى فهناك حياة تنبض من خلال التعبير الرشيق الأنيق عن هذه الكواكب، وهناك إيحاء شعوري بالجمال في حركتها، وفي اختفائها، وفي ظهورها، وفي تواريها وفي سفورها، وفي جريها وفي عودتها، يقابله إيحاء بالجمال في شكل اللفظ وجرسه.
وجاء في التفسير للقرآن ما يأتي :
والخنس : هي الكواكب إذا طلع عليها النهار وخنست، أي غابت واختفت معالمها عن الأنظار.
والجوار الكنّس : هي هذه الكواكب في حال ظهورها بالليل، ثم تغيّبها في الأفق الغربي بفعل حركة الأرض ودورانها اليومي من الغرب إلى الشرق، والكناس مأوى الظباء، وبيتها الذي تسكن فيه، والخنّس جمع خنساء، وهي الظبية تدخل في كناسها، ومن هذا سمى العرب به بعض بناتهم، ومنهن الخنساء الشاعرة المعروفة، تشبيها بالظبية في جمالها وتحركها الرتيب الهادئ على مسرح مرعاها، حتى إذا غربت الشمس عادت إلى كناسها واختفت فيه. vii.
وقال ابن كثير :
فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس.
هي النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتجري من مكان إلى آخر بقدرته تعالى، ثم تكنس أي تستتر وقت غروبها، كما تتوارى الظباء في كنسها.
﴿ فلا أقسم بالخنّس ١٥ الجوار الكنّس ١٦ والليل إذا عسعس ١٧ والصبح إذا تنفّس ١٨ إنه لقول رسول كريم ١٩ ذي قوة عند ذي العرش مكين ٢٠ مطاع ثم أمين ٢١ وما صاحبكم بمجنون ٢٢ ولقد رآه بالأفق المبين ٢٣ وما هو على الغيب بضنين ٢٤ وما هو بقول شيطان رجيم ٢٥ فأين تذهبون ٢٦ إن هو إلا ذكر للعالمين ٢٧ لمن شاء منكم أن يستقيم ٢٨ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ٢٩ ﴾
المفردات :
فلا أقسم : أقسم، و ( لا ) نزيدة.
بالخنّس : بالكواكب السيارة تخنس نهارا وتختفي عن البصر، وهي فوق الأفق.
الجواري الكنّس : الكواكب السيارة التي تجري مع الشمس والقمر، وترجع حتى تختفي مع ضوء الشمس.
الكنّس : التي تكنس في أبراجها، أي تستتر، فهي تختفي تحت ضوء الشمس، من كنس الظبي أو الوحش : إذا دخل كناسه، وهو بيته المتّخذ من أغصان الشجر.
تمهيد :
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
التفسير :
١٥، ١٦- فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس.
أي : أقسم بالنجوم التي تخنس بالنهار، أي ترجع ويختفي ضوءها عن الأبصار، مع طلوعها وكونها فوق الأفق. وتكنس بعد ظهورها في الليل، أي تستتر في مغيبها وتختفي فيه، فتكون تحت الأفق بعد أن كانت فوقه، كما تستتر الظباء في كنسها.
قال القرطبي :
النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتكنس وقت غروبها أي تستتر.
جاء في ظلال القرآن ما يأتي :
والخنس الجوار الكنس : هي الكواكب التي تخنس، أي ترجع في دورتها الفلكية، وتجري وتختفي، والتعبير يخلع عليها حياة رشيقة كحياة الظباء، وهي تجري وتختبئ في كناسها، وترجع من ناحية أخرى فهناك حياة تنبض من خلال التعبير الرشيق الأنيق عن هذه الكواكب، وهناك إيحاء شعوري بالجمال في حركتها، وفي اختفائها، وفي ظهورها، وفي تواريها وفي سفورها، وفي جريها وفي عودتها، يقابله إيحاء بالجمال في شكل اللفظ وجرسه.
وجاء في التفسير للقرآن ما يأتي :
والخنس : هي الكواكب إذا طلع عليها النهار وخنست، أي غابت واختفت معالمها عن الأنظار.
والجوار الكنّس : هي هذه الكواكب في حال ظهورها بالليل، ثم تغيّبها في الأفق الغربي بفعل حركة الأرض ودورانها اليومي من الغرب إلى الشرق، والكناس مأوى الظباء، وبيتها الذي تسكن فيه، والخنّس جمع خنساء، وهي الظبية تدخل في كناسها، ومن هذا سمى العرب به بعض بناتهم، ومنهن الخنساء الشاعرة المعروفة، تشبيها بالظبية في جمالها وتحركها الرتيب الهادئ على مسرح مرعاها، حتى إذا غربت الشمس عادت إلى كناسها واختفت فيه. vii.
وقال ابن كثير :
فلا أقسم بالخنّس* الجوار الكنّس.
هي النجوم تخنس بالنهار، وتظهر بالليل، وتجري من مكان إلى آخر بقدرته تعالى، ثم تكنس أي تستتر وقت غروبها، كما تتوارى الظباء في كنسها.
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
عسعس : أقبل ظلامه أو أدبر، فهو من ألفاظ الأضداد.
التفسير :
١٧- والليل إذا عسعس.
عسعس : من ألفاظ الأضداد.
فيكون المعنى : والليل إذا أقبل وستر الكون بظلامه.
كما قال تعالى : والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلّى. ( الليل : ١، ٢ ).
واختار ابن كثير هذا المعنى فقال :
وعندي أن المراد بقوله : إذا عسعس. إذا أقبل، وإن كن يصح استعماله في الإدبار أيضا، لكن الإقبال هنا أنسب، كأنه أقسم بالليل وظلامه إذا أقبل، وبالفجر وضيائه إذا أشرق.
ومن المفسرين من اختار أن المراد من هذه الآية ومن التي تليها وهي :
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
تنفّس : أضاء وظهر نوره.
التفسير :
١٨- والصبح إذا تنفس.
أن الحق سبحانه وتعالى يقسم بالليل إذا تبدد ظلامه وضعف، وبالنهار إذا بدأ يتنفس بعد الفجر، كأنه حيّ يتمطّى، ويزيح الظلام، ويتنفس بالحياة والحركة، فكلما تنفس الصباح هرب الليل وأدبر بين يديهviii.
وفي ذلك المعنى يقول الله تعالى : كلاّ والقمر* والليل إذ أدبر* والصبح إذا أسفر. ( المدثر : ٣٢-٣٤ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
إنه لقول رسول : جبريل عن الله، وهو جواب القسم.
مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف.
مطاع : تطيعه ملائكة السماء.
ثم : هنالك.
أمين : على الوحي والرسالة.
التفسير :
١٩، ٢٠، ٢١- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين.
إن القرآن الكريم كلام الله، نقله جبريل عليه السلام، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
كريم. في ذاته، كريم على ربه سبحانه وتعالى.
ذي قوة عند ذي العرش مكين.
جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي، أو إذا كلّف بشيء قام به، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى، ثم قلبها فجعل عليها سافلها.
ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى، أي عند العظيم القدير.
مكين. هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى.
مطاع ثم أمين. مطاع في ملائكة السماء، يصدرون عنه، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه.
ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي، تتّضح أهمية هذا الوحي، وأيضا مكانة الإنسان عند الله، حيث أرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله، وذلك من كرامة العبد على ربه.
وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم... ( الإسراء : ٧٠ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
إنه لقول رسول : جبريل عن الله، وهو جواب القسم.
مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف.
مطاع : تطيعه ملائكة السماء.
ثم : هنالك.
أمين : على الوحي والرسالة.
التفسير :
١٩، ٢٠، ٢١- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين.
إن القرآن الكريم كلام الله، نقله جبريل عليه السلام، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
كريم. في ذاته، كريم على ربه سبحانه وتعالى.
ذي قوة عند ذي العرش مكين.
جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي، أو إذا كلّف بشيء قام به، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى، ثم قلبها فجعل عليها سافلها.
ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى، أي عند العظيم القدير.
مكين. هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى.
مطاع ثم أمين. مطاع في ملائكة السماء، يصدرون عنه، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه.
ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي، تتّضح أهمية هذا الوحي، وأيضا مكانة الإنسان عند الله، حيث أرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله، وذلك من كرامة العبد على ربه.
وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم... ( الإسراء : ٧٠ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
إنه لقول رسول : جبريل عن الله، وهو جواب القسم.
مكين : ذي مكانة رفيعة وشرف.
مطاع : تطيعه ملائكة السماء.
ثم : هنالك.
أمين : على الوحي والرسالة.
التفسير :
١٩، ٢٠، ٢١- إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين.
إن القرآن الكريم كلام الله، نقله جبريل عليه السلام، وبلّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فنسب القول إلى جبريل باعتبار البلاغ الذي قام به، أي بلاغ رسول كريم هو جبريل عليه السلام، أرسله الله بالوحي ليبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
كريم. في ذاته، كريم على ربه سبحانه وتعالى.
ذي قوة عند ذي العرش مكين.
جبريل صاحب قوة على حمل هذه الأمانة وحمل الوحي، أو إذا كلّف بشيء قام به، فقد حمل قرى قوم لوط إلى أعلى، ثم قلبها فجعل عليها سافلها.
ومكانة جبريل عند ذي العرش سبحانه وتعالى، أي عند العظيم القدير.
مكين. هو صاحب مكانة ومنزلة سامية عند الله سبحانه وتعالى.
مطاع ثم أمين. مطاع في ملائكة السماء، يصدرون عنه، وهو أمين على الوحي حتى يبلّغه.
ومن هذه الصفات السامية التي اختص الله بها جبريل أمين الوحي، تتّضح أهمية هذا الوحي، وأيضا مكانة الإنسان عند الله، حيث أرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، واختار جبريل عليه السلام وسيطا بين الحق سبحانه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليبلّغ الوحي إلى عباد الله، وذلك من كرامة العبد على ربه.
وصدق الله العظيم : ولقد كرّمنا بني آدم... ( الإسراء : ٧٠ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٢- وما صاحبكم بمجنون.
محمد صلى الله عليه وسلم نشأ بينهم صغيرا، وشهدوا له بالصدق والأمانة، وشاهدوا رجاحة عقله، وكمال فهمه، وصائب رأيه، فلما نزل عليه الوحي، قالوا : إن محمدا مجنون، لأن هذا الوحي الرفيع المستوى لا يقوله عاقل، وهو فوق طاقة البشر، ولو أنصتوا لقالوا إنه كلام الله.
قال تعالى : أو لم يتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير مبين. ( الأعراف : ١٨٤ ).
وقال تعالى : أنّى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين* ثم تولّوا عنه وقالوا معلّم مجنون. ( الدخان : ١٣، ١٤ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
رآه : رأى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جبريل بصورته الحقيقية.
التفسير :
٢٣- ولقد رآه بالأفق المبين.
رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية بين السماء والأرض، بالأفق الأعلى الواضح المظهر، لما يرى فيه من جهة المشرق، وهي الرؤية الأولى بمكة، الواقعة عند غار حراء.
ثم رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته الحقيقية مرة أخرى عند سدرة المنتهى، وذكر ذلك في صدر سورة النجم.
قال تعالى : والنجم إذا هوى* ما ضلّ صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى* علمه شديد القوى* ذو مرّة فاستوى* وهو بالأفق الأعلى* ثم دنا فتدلّى* فكان قاب قوسين أو أدنى* فأوحى إلى عبده ما أوحى* ما كذب الفؤاد ما رأى* أفتمارونه على ما يرى* ولقد رآه نزلة أخرى* عند سدرة المنتهى. ( النجم : ١-١٤ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
المفردات :
الغيب : الوحي وخبر السماء.
بضنين : لا يبخل بالوحي، ولا يقصر في التبليغ.
التفسير :
٢٤- وما هو على الغيب بضنين.
ليس محمد صلى الله عليه وسلم بمتهم حين يخبر أنه يرى جبريل على صورته الحقيقية، وأنه يتلقى عند الوحي، وأنتم عرفتموه شابا وناشئا صادقا أمينا، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان لا يضنّ بالوحي، ولا يحتفظ به لنفسه، بل يبلّغه فور وصوله إليه.
قال تعالى : يا أيها الرسول بلّغ الذي أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته، والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين. ( المائدة : ٦٧ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٥- وما هو بقول شيطان رجيم.
احتارت قريش في هذا الوحي ولم يثبتوا على قول، فقالوا : إن الذي يتكلم به محمد قول ألقاه الشيطان على لسانه حين خالط عقله، فنفى الله تعالى عنه الجنون، ونفى أن يكون القرآن من كلام الشياطين، فالشيطان يأمر بالفحشاء والبخل، والقرآن يأمر بالإحسان وإيتاء الزكاة وإخراج الصدقات.
وقد حكى القرآن أن الأمم جميعا رموا أنبياءهم بالجنون.
قال تعالى : كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون. ( الذاريات : ٢٥ ).
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٦- فأين تذهبون.
أيّ طريق تسيرون فيه، وقد قامت عليكم الحجة، وسدّت عليكم المنافذ، ودخل القرآن عليكم من كل باب، وعرض عليكم أدلته واضحة ناصعة، فأيّ طريق تسيرون فيه، أما يكفي أنكم تركتم النور والهداية، والإسلام والإيمان، وأبيتم إلا السير في طريق الكفر والغواية، والهوى والظلام، فأين تذهبون في هذا الظلام الدامس ؟ إنه لا يوصل إلا إلى المهالك، فأقصروا عن طريقكم، وتبصّروا عاقبة كفركم وظلمكم.
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٧- إن هو إلا ذكر للعالمين.
القرآن وحي الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، يبلّغه إليكم، وهو ذكر وتذكرة للناس أجمعين، ليذكروا ربهم وخالقهم، ويعرفوا طريق الحق والهدى والإيمان، ويتركوا طريق الكفر والغواية وطاعة الشيطان.
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٨- لمن شاء منكم أن يستقيم.
لمن أراد منكم أن يستقيم على الجادة والصواب، فقد حمل القرآن مفاتيح الهداية، ولفت الأنظار إلى دلائل الإيمان، ودخل على الناس من كل باب، وسدّ عليهم كل منفذ للشرك أو الكفر، أو اتباع الهوى والشيطان.
فمن أراد الاستقامة على الطريق الحق، وعلى جادة الصواب، فالقرآن فيه الذكر والتذكرة لمن أراد أن يدخل الإسلام من بابه، وأن يستقيم على منهج الله، وعلى الصراط المستقيم.
يقسم سبحانه وتعالى على صدق القرآن، وأن جبريل تلقاه عن الله، وبلّغه للرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل ليس بمتهم ولا مقصّر في تبليغ الرسالة، فأين تسيرون ؟ القرآن ذكر للعالمين، لمن رغب منكم في الهداية.
٢٩- وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
إن الهدى بيد الله، وهو القاهر فوق عباده، وهو سبحانه صاحب الخلق والأمر، فالعبد له إرادة وكسب واختيار، والله تعالى مسبب الأسباب، والمشيئة بيده، والجمع بين إرادة العبد وإرادة الله تعالى تحتاج إلى شيء من الانحناء والتسليم.
والخلاصة : من أراد الاستقامة فالقرآن أمامه، وباب الله مفتوح للجميع، لكن الأمر يحتاج إلى اجتهاد العبد ورغبته في الخير والاستقامة، ويحتاج إلى هداية الله وتوفيقه، فعلينا جميعا أن نلجأ إليه سبحانه، داعين مستغفرين، تائبين طالبين منه سبحانه المعونة والتوفيق.
قال تعالى : وما توفيقي إلا بالله توكلت وإليه أنيب. ( هود : ٨٨ ).
i في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ٣/٤٨٢.
ii في ظلال القرآن دار الشروق المجلد ٦ ص٣٨٣٩.
iii تفسير جزء عم للشيخ محمد عبده، دار الشعب ص ٢٢.
iv في حديث بالتلفزيون في برنامج ( نور على نور )، وقد سجلته شركة صوت القاهرة للصوتيات، وطرحته للبيع.
v تفسير جزء عم للشيخ محمد عبده.
vi تفسير جزء عمّ، كتاب الشعب ص ٢٣.
vii التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب، المجلد الثامن ص١٤٧٢.
viii قارن بكتاب : في رحاب التفسير عبد الحميد كشك المجلد التاسع ص ٧٨٨٠.