ﰡ
﴿ لم يكن الذين كفروا ﴾ بالله تعالى وكذبوا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بعد بعثته. ﴿ من أهل الكتاب ﴾ وهم اليهود الذين كانوا حول المدينة. ﴿ والمشركين ﴾ وهم عبدة الأصنام من العرب. ﴿ منفكين ﴾ مزايلين ما كانوا عليه قبل بعثته من الوعد باتباع الحق والإيمان به متى بعث.
﴿ حتى تأتيهم البينة ﴾ أي إلى أن بعث ؛ فانفكوا عما كانوا عليه، وافتقروا في أمره. وكان اليهود يستفتحون على المشركين ويقولون : اللهم افتح علينا وانصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان. وذلك لما يجدونه في التوراة والإنجيل من نعوته وأمارت بعثته. وكان المشركون يسمعون ذلك منهم ؛ فاعتقدوا صحته حتى سمى بعضهم ولده محمدا رجاء أن يكون هو النبي الموعود. وكانوا يسألون اليهود عنه قبل بعثته هل هو النبي الموعود ؟ و " البينة " هو محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه مبين للحق، وحجة ناطقة به، ظاهرة الدلالة على صدقه ؛ لما جرى على يديه من المعجزات الباهرة، ولما جاء به من القرآن، وهو أكبر معجزة وأبينها، وأقواها وأدومها. وقد بين الله ذلك بقوله :﴿ رسول من الله ﴾
والله أعلم.