ﰡ
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ﴾ كَيْفَ في موضع نصب بفعل لا بألم تَرَ لما في كَيْفَ من معنى الاستفهام والجملة سدت مسد مفعولي تَرَ وفي أَلَمْ تعجب أي عجّب الله نبيه من كفر العرب وقد شاهدت هذه العظمة من آيات الله والمعنى إنك رأيت آثار صنع الله بالحبشة وسمعت الأخبار به متواتراً فقامت لك مقام المشاهدة ﴿بأصحاب الفيل﴾ روى أن أبرهة بن الصباح ملك اليمن من قبل أصحمة النجاشي بنى كنيسة بصنعاء وسماها القليس وأراد أن يصرف إليها الحاج فخرج رجل من كنانة فعقد فيها ليلا فأغضبه ذلك وفيل أججت رفقة من العرب ناراً فحملتها الريح فاحرقنها فحلف ليهدمن الكعبة فخرج بالحبشة ومعه قيل اسمه محمود وكان قوياً عظيماً واثنا عشر فيلاً غيره فلما بلغ المغمس خرج إليه عبد المطلب وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى وعبى جيشه وقدم الفيل وكانوا كلما وجهوه إلى الحرم برك ولم يبرح وإذا وجهوه إلى اليمن هرول فأرسل الله طيراً مع كل طائر حجر في منقاره وحجران في رجليه أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة فكان الحجر يقع على رأس الرجل
﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ﴾ في تضييع وإبطال يقال ضلل كيده إذا جعله ضالاً ضائعا وقيل لامرئ القيس الملك الضليل لأنه ضلل ملك أبيه أى ضيعه يعنى أنهم كادوا البيت او ببناء القليس ليصرفوا وجو الحاج إليه فضلل كيدهم بإيقاع الحريق فيه وكادوه ثانيا بارادة هدمه فضلل كيدهم بارسل الطير عليهم
﴿وأرسل عليهم طيرا أبابيل﴾ خزائق الواحدة إبالة قال الزجاج جماعات من ههنا وجماعات من ههنا
﴿ترميهم﴾ وقرأ أبو حنيفة رضى الله عنه يرميهم أي الله أو الطير لأنه اسم جمع مذكر وإنما يؤنث على المعنى ﴿بِحِجَارَةٍ مّن سِجّيلٍ﴾ هو معرب من سنككل وعليه الجمهور أي الآجر
﴿فجعلهم كعصف مأكول﴾ زرع أكله الدود.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿لإيلاف قريش﴾