تفسير سورة القدر

التيسير في أحاديث التفسير
تفسير سورة سورة القدر من كتاب التيسير في أحاديث التفسير .
لمؤلفه المكي الناصري . المتوفي سنة 1415 هـ
ولننتقل الآن إلى سورة " القدر " المكية أيضا، معتمدين على الله.

وهذه السورة الكريمة تبين فضل ليلة القدر ومكانتها عند الله، بما دشنته القدرة الإلهية فيها من نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت ليلة مباركة، عمت بركتها الإنسانية جمعاء.
و " ليلة القدر " هي إحدى ليالي شهر رمضان، الذي فرض الله صيامه على المسلمين شكرا لله، واحتفاء بذكرى نزول القرآن :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أنزلناه في ليلة القدر١ وما أدراك ما ليلة القدر٢ ليلة القدر خير من ألف شهر٣ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر٤ سلام هي حتى مطلع الفجر٥ ﴾.
وإنما سميت " ليلة القدر " لما أعلن فيها من تقدير الله وتدبيره الحكيم، ولما لها من القيمة الكبرى والمقام العظيم، وقيل : إنها سميت بذلك لأن الله أنزل فيها كتابا " ذا قدر "، على رسول " ذي قدر "، لأمة " ذات قدر "، فهي " ليلة القدر " العظيم، والفضل العميم، وإليها يشير قوله تعالى في سورة ( الدخان : ٣ ) :﴿ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ﴾.
وفي فضل قيامها ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ". وفي الحض على تحريها ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ".
Icon