تفسير سورة التكاثر

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة التكاثر من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " : اسم عزيز تقدس في آزاله عن كل مكان، ولم يحتج في آباده إلى زمان أو إلى مكان ؛ لا يقطعه حد فأنى يجوز في وصفه المكان ؟ ولا يقطعه عد، فأنى تجوز في وصفه الزيادة والنقصان ؟

قوله جلّ ذكره :﴿ ألَهَاكُمُ التَكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ ﴾.
أي : شَغَلَكم تَفَاخُرُكم فيما بينكم إلى آخر أعماركم إلى أَنْ مِتُّم.
ويقال : كانوا يفتخرون بآبائهم وأسلافهم ؛ فكانوا يشيدون بذكر الأحياء، وبمن مضى من أسلافهم.
فقال لهم : شَغَلكم تفاخركم فيما بينكم حتى عَدَدْتم أمواتكم أحيائِكم.
وأنساكم تكاثركم بالأموال والأولاد طاعةَ الله.
على جهة التهويل.
أي : لو علمتم حقَّ اليقين لارتدعتم عمَّا أنتم فيه من التكذيب.
أراد جميعَ ما أعطاهم اللَّهُ من النعمة، وطالَبهم بالشكر عليها.
ومن النعيم الذي يُسَألُ عنه العبد تخفيفُ الشرائع ؛ والرُّخَصُ في العبادات.
ويقال : الماء الحار في الشتاء، والماء البارد في الصيف.
ويقال : منه الصحَّةُ في الجسد، والفراغ.
ويقال : الرضاءُ بالقضاء.
ويقال : القناعة في المعيشة.
ويقال : هو المصطفى صلى الله عليه وسلم.
Icon