مكية
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
مكية، وفي إحدى الروايتين عن ابن عباس وقتادة أنها مدنية. بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهما : حتى أتاكم الموت فصرتم في المقابر زوّاراً، ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله، من جنة أو نار.
الثاني : ما حكاه الكلبي وقتادة : أن حيّين من قريش، بني عبد مناف وبني سهم، كان بينهما ملاحاة فتعادّوا بالسادة والأشراف أيهم أكثر، فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيّداً، وعزاً وعزيزاً، وأعظم نفراً، وقال بنو سهم مثل ذلك، فكثرهم بنو١ عبد مناف، فقال بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية، فعُدّوا الأحياء والأموات، فعدّوهم فكثرتهم بنو سهم، فأنزل الله تعالى ﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ يعني بالعدد ﴿ حتى زرتم المقابر ﴾ أي حتى ذكرتم الأموات في المقابر.
ويحتمل أن يعدل به عن التأكيد، فيكون فيه وجهان :
أحدهما : كلا سوف تعلمون عند المعاينة أن ما دعوتكم إليه حق، ثم كلا سوف تعلمون عند البعث أن ما وعدتكم صدق.
الثاني : كلا سوف تعلمون عند النشور أنكم مبعوثون، ثم كلا سوف تعلمون في القيامة أنكم معذَّبون.
﴿ عِلْمَ اليقين ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : علم الموت الذي هو يقين لا يعتريه شك، قاله قتادة.
الثاني : ما تعلمونه يقيناً بعد الموت من البعث والجزاء، قاله ابن جريج.
وفي ﴿ كَلاَّ ﴾ في هذه المواضع الثلاثة وجهان :
أحدهما : أنها بمعنى " إلا "، قاله أبو حاتم.
الثاني : أنها بمعنى حقاً، قاله الفراء.
أحدهما : أن هذا خطاب للكفار الذين وجبت لهم النار.
الثاني : أنه عام، فالكافر هي له دار والمؤمن يمر على صراطها.
روى زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يرفع الصراط وسط جهنم، فناج مسلّم، ومكدوس في نار جهنم ".
أحدهما : أن عين اليقين المشاهدة والعيان.
الثاني : أنه بمعنى الحق اليقين، قاله السدي.
ويحتمل تكرار رؤيتها وجهين :
أحدهما : أن الأول عند ورودها.
والثاني : عند دخولها.
أحدها : الأمن والصحة، قاله ابن مسعود ؛ وقال سعيد بن جبير : الصحة والفراغ، للحديث.
الثاني : الإدراك بحواس السمع والبصر، قاله ابن عباس.
الثالث : ملاذّ المأكول والمشروب، قاله جابر بن عبد الله الأنصاري.
الرابع : أنه الغداء والعشاء، قاله الحسن.
الخامس : هو ما أنعم الله عليكم بمحمد١ صلى الله عليه وسلم، قاله محمد بن كعب.
السادس : عن تخفيف الشرائع وتيسير القرآن، قاله الحسن أيضاً والمفضل.
السابع : ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ ثم لتسألن يومئذٍ عن النَعيم ﴾ عن شبع البطون، وبارد الماء، وظلال المساكن، واعتدال الخلق، ولذة النوم٢، وهذا السؤال يعم المؤمن والكافر، إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن جمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، وسؤال الكافر تقريع ؛ لأنه قابل نعيم الدنيا بالكفر والمعصية.
ويحتمل أن يكون ذلك تذكيراً بما أوتوه، ليكون جزاء على ما قدموه.
٢ رواه الترمذي ببعض اختلاف في اللفظ..