ﰡ
فالله تعالى يمتن هنا على الإنسان بأنه قد خلقه أحسن خلق، وأبدعه أكمل إبداع، وميزه بمزايا خصوصية على غيره من أنواع الحيوان، عسى أن يعرف فضل الله عليه، فيتحلى بحلية الإيمان، عن اقتناع وإذعان، ويقبل على طاعة الله بكل اغتباط وامتنان، وإلى ذلك يشير قوله تعالى :﴿ بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون١ وطور سينين٢ وهذا البلد الأمين٣ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم٤ ﴾، ونقل ابن كثير عن بعض الأئمة أن المقسم به هنا هي محال ثلاثة، بعث الله في كل واحد منها نبيا مرسلا من أولى العزم، أصحاب الشرائع الكبار، فالأول محل التين والزيتون وهو بيت المقدس، حيث بعث الله عيسى ابن مريم، والثاني طور سيناء، حيث كلم الله موسى بن عمران، والثالث مكة، وهي البلد الأمين، الذي من دخله كان آمنا، حيث بعث فيه محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.