وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله.
ﰡ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: أَنْت يَا مُحَمَّد يحل لَك أَن تقَاتل بِهِ وَأما غَيْرك فَلَا
وَأخرج عبد بن حميد عَن سعيد بن جُبَير رَضِي الله عَنهُ قَالَ: لما فتح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَعْبَة أَخذ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ وَهُوَ سعيد بن حَرْب عبد الله بن خطل وَهُوَ الَّذِي كَانَت قُرَيْش تسميه ذَا القلبين فَأنْزل الله (مَا جعل الله لرجل من قلبين فِي جَوْفه) (سُورَة الْأَحْزَاب الْآيَة ٤) فقدمه أَبُو بَرزَة فَضربت عُنُقه وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَأنْزل الله فِيهَا ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهُ قَالَ لقريش: أَنا أعلم لكم علم مُحَمَّد فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنِّي أحب أَن تستكتبني قَالَ: فَاكْتُبْ فَكَانَ إِذا أمْلى عَلَيْهِ من الْقُرْآن وَكَانَ الله عليماً حكيماً كتب وَكَانَ الله حكيماً عليماً وَإِذا أمْلى عَلَيْهِ وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما كتب وَكَانَ الله رحِيما غَفُورًا
ثمَّ يَقُول: يَا رَسُول الله اقْرَأ عَلَيْك مَا كتبت
فَيَقُول: نعم فَإِذا قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ الله عليماً حكيماً أَو رحِيما غَفُورًا قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا هَكَذَا أمليت عَلَيْك وَإِن الله لكذلك إِنَّه لغَفُور رَحِيم وَإنَّهُ لرحيم غَفُور
فَرجع إِلَى قُرَيْش فَقَالَ: لَيْسَ آمره بِشَيْء كنت آخذ بِهِ فَيَنْصَرِف فَلم يُؤمنهُ فَكَانَ أحد الْأَرْبَعَة الَّذين لم يؤمنهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد فِي قَوْله ﴿لَا أقسم﴾ قَالَ: لَا ردا عَلَيْهِم ﴿أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ يَعْنِي مَكَّة ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ يَعْنِي رَسُول الله
يَقُول: أَنْت فِي حل مِمَّا صنعت فِيهِ
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ يَقُول: لَا تؤاخذ بِمَا عملت فِيهِ وَلَيْسَ عَلَيْك فِيهِ مَا على النَّاس
وَأخرج عبد بن حميد عَن مَنْصُور قَالَ: سَأَلَ رجل مُجَاهدًا عَن هَذِه الْآيَة ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: لَا أَدْرِي ثمَّ فَسرهَا لي فَقَالَ:
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي صَالح ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: أحلّت لَهُ سَاعَة من نَهَار
وَأخرج عبد بن حميد عَن الضَّحَّاك مثله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: أَنْت بِهِ غير حرج وَلَا آثم
وَأخرج عبد بن حميد عَن عَطِيَّة ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: أحلّت مَكَّة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاعَة من نَهَار ثمَّ حرمت إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: أحلهَا الله لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاعَة من نَهَار يَوْم الْفَتْح
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الضَّحَّاك ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ يَعْنِي مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: أَنْت حل بِالْحرم فَاقْتُلْ إِن شِئْت أَو دع
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن عَطاء ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: إِن الله حرم مَكَّة يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهِيَ حرَام إِلَى أَن تقوم السَّاعَة لم تحل لبشر إِلَّا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاعَة من نَهَار وَلَا يختلي خَلاهَا وَلَا يعضد عضاهها وَلَا ينفر صيدها وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لمعرف
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: لم يكن بهَا أحد حلا غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كل من كَانَ بهَا حرَام لم يحل لَهُم أَن يقاتلوا فِيهَا وَلَا يستحلوا حرمه
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن شُرَحْبِيل بن سعد ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: يحرمُونَ أَن يقتلُوا بهَا الصَّيْد ويعضدوا بهَا شَجَرَة ويستحلون اخراجك وقتلك
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: الْوَالِد الَّذِي يلد ﴿وَمَا ولد﴾ العاقر الَّذِي لَا يلد من الرِّجَال وَالنِّسَاء
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي عمرَان الْجونِي ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: إِبْرَاهِيم وَمَا ولد
وَأخرج ابْن جرير وَالطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله ﴿لَا أقسم بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿وَأَنت حل بِهَذَا الْبَلَد﴾ قَالَ: مَكَّة ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: آدم ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: فِي اعْتِدَال وانتصاب
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: آدم وَمَا ولد ﴿لقد خلقنَا الإِنسان﴾ قَالَ: وَقع هَهُنَا الْقسم ﴿فِي كبد﴾ قَالَ: فِي مشقة يكابد أَمر الدُّنْيَا وَأمر الْآخِرَة ﴿يَقُول أهلكت مَالا لبداً﴾ قَالَ: كثيرا
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: الْوَالِد آدم ﴿وَمَا ولد﴾ وَلَده ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: فِي شدَّة ﴿يَقُول أهلكت مَالا لبداً﴾ قَالَ: كثيرا ﴿أيحسب أَن لم يره أحد﴾ قَالَ: لم يقدر عَلَيْهِ أحد
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد عَن سعيد بن جُبَير ﴿ووالد وَمَا ولد﴾ قَالَ: آدم ﴿وَمَا ولد﴾ ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ فِي نصب
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: فِي شدَّة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ من طَرِيق عَطاء عَن ابْن عَبَّاس ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: فِي شدَّة خلق فِي وِلَادَته وَنبت أَسْنَانه [] وسوره ومعيشته وختانه
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن مقسم عَن ابْن عَبَّاس
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: منتصب فِي بطن أمه
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: منتصباً فِي بطن أمه أَنه قد وكل بِهِ ملك إِذا نَامَتْ الْأَمر أَو اضطجعت رفع رَأسه لَوْلَا ذَلِك لغرق فِي الدَّم
وَأخرج الطستي فِي مسَائِله عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله: ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: فِي اعْتِدَال واستقامة
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت قَول لبيد بن ربيعَة: يَا عين هلاّ بَكَيْت اربد إِذْ قمنا وَقَامَ الْخُصُوم فِي كبد وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَسَعِيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن إِبْرَاهِيم رَضِي الله عَنهُ أَحْسبهُ عَن عبد الله ﴿فِي كبد﴾ قَالَ: منتصباً
وَأخرج ابْن الْمُبَارك فِي الزّهْد وَعبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: يكابد مضايق الدُّنْيَا شَدَائِد الْآخِرَة
وَأخرج ابْن الْمُبَارك عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ هَذِه الْآيَة ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: لَا أعلم خَلِيقَة يكابد من الْأَمر مَا يكابد هَذَا الإِنسان
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ ﴿لقد خلقنَا الإِنسان فِي كبد﴾ قَالَ: يكابد أُمُور الدُّنْيَا وَأُمُور الْآخِرَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن عِكْرِمَة رَضِي الله عَنهُ ﴿فِي كبد﴾ قَالَ: شدَّة وَطول
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم رَضِي الله عَنهُ ﴿فِي كبد﴾ قَالَ: فِي السَّمَاء خلق آدم
وَأخرج أَبُو يعلى وَالْبَغوِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن رجل من بني عَامر رَضِي الله عَنهُ قَالَ: صليت خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَمعته يقْرَأ ﴿أيحسب أَن لن يقدر عَلَيْهِ أحد﴾ ﴿أيحسب أَن لم يره أحد﴾ يَعْنِي بِفَتْح السِّين من يحْسب
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿مَالا لبداً﴾ قَالَ: كثيرا
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله: ﴿أهلكت مَالا لبداً﴾ قَالَ: أنفقت مَالا فِي الصد عَن سَبِيل الله ﴿أيحسب أَن لم يره أحد﴾ قَالَ: الْأَحَد: الله عز وَجل
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن جريج فِي قَوْله: ﴿يَقُول أهلكت مَالا لبداً﴾ قَالَ: أَيمن علينا فَمَا فضلناه أفضل ﴿ألم نجْعَل لَهُ عينين﴾ وَكَذَا وَكَذَا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن قَتَادَة ﴿ألم نجْعَل لَهُ عينين﴾ قَالَ: نعم من الله متظاهرة يقررنا بهَا كَيْمَا نشكر
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن مَكْحُول رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَقُول الله يَا ابْن آدم قد أَنْعَمت عَلَيْك نعما عظاماً لَا تحصي عدهَا وَلَا تطِيق شكرها وَإِن مِمَّا أَنْعَمت عَلَيْك أَن جعلت لَك عينين تنظر بهما وَجعلت لَهما غطاء فَانْظُر بِعَيْنَيْك إِلَى مَا أحللت لَك فَإِن رَأَيْت مَا حرمت عَلَيْك فأطبق عَلَيْهِمَا غطاءهما وَجعلت لَك لِسَانا وَجعلت لَهُ غلافا فَنَطَقَ بِمَا أَمرتك وأحللت لَك فَإِن عرض لَك مَا حرمت عَلَيْك فأغلق عَلَيْك لسَانك وَجعلت لَك فرجا وَجعلت لَك سترا فأصب بفرجك مَا أحللت لَك فَإِن عرض لَك مَا حرمت عَلَيْك فأرخ عَلَيْك سترك
ابْن آدم إِنَّك لَا تحمل سخطي وَلَا تَسْتَطِيع انتقامي
أخرج عبد الرَّزَّاق وَالْفِرْيَابِي وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿وهديناه النجدين﴾ قَالَ: سَبِيل الْخَيْر وَالشَّر
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿وهديناه النجدين﴾ قَالَ: عَرفْنَاهُ سَبِيل الْخَيْر وَالشَّر
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وهديناه النجدين﴾ قَالَ: الْهدى والضلالة
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن مُحَمَّد بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ مثله
قَالَ: الْخَيْر وَالشَّر
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة وَالضَّحَّاك رَضِي الله عَنْهُمَا مثله
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق سِنَان بن سعيد عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هما نجدان فَمَا جعل نجد الشَّرّ أحب إِلَيْكُم من نجد الْخَيْر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه من طرق عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله ﴿وهديناه النجدين﴾ قَالَ: ذكر لنا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: أَيهَا النَّاس إِنَّمَا هما نجدان نجد الْخَيْر ونجد الشَّرّ فَمَا جعل نجد الشَّرّ أحب إِلَيْكُم من نجد الْخَيْر
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أبي أُمَامَة رَضِي الله عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا هما نجدان نجد خير ونجد شَرّ فماجعل نجد الشَّرّ أحب من نجد الْخَيْر
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: ذكر لنا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَذكر مثله
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّمَا هما نجدان نجد الْخَيْر ونجد الشَّرّ فَلَا يكن نجد الشَّرّ أحب إِلَى أحدكُم من نجد الْخَيْر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم من طرق عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿وهديناه النجدين﴾ قَالَ: الثديين
الْآيَة ١١ - ٢٠
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : إبراهيم وما ولد.
وأخرج ابن جرير والطبراني عن ابن عباس في قوله ﴿ لا أقسم بهذا البلد ﴾ قال : مكة ﴿ وأنت حل بهذا البلد ﴾ قال : مكة ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : آدم ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في اعتدال وانتصاب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : آدم وما ولد ﴿ لقد خلقنا الإِنسان ﴾ قال : وقع ههنا القسم ﴿ في كبد ﴾ قال : في مشقة يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : الوالد آدم ﴿ وما ولد ﴾ ولده ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في شدة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : لم يقدر عليه أحد.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : آدم ﴿ وما ولد ﴾، ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ في نصب.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : آدم وما ولد ﴿ لقد خلقنا الإِنسان ﴾ قال : وقع ههنا القسم ﴿ في كبد ﴾ قال : في مشقة يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : الوالد آدم ﴿ وما ولد ﴾ ولده ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في شدة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : لم يقدر عليه أحد.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في شدة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق عطاء عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في شدة خلق في ولادته ونبت أسنانه وسوره ومعيشته وختانه.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقسم عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : خلق الله الإِنسان منتصباً، وخلق كل شيء يمشي على أربع.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : منتصب في بطن أمه.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله :﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : منتصباً في بطن أمه أنه قد وكل به ملك إذا نامت الأمر أو اضطجعت رفع رأسه لولا ذلك لغرق في الدم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في اعتدال واستقامة. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول لبيد بن ربيعة :
يا عين هلاّ بكيت اربد إذ | قمنا وقام الخصوم في كبد |
وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : يكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة.
وأخرج ابن المبارك عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : لا أعلم خليقة يكابد من الأمر ما يكابد هذا الإِنسان.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : يكابد أمور الدنيا وأمور الآخرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه ﴿ في كبد ﴾ قال : شدة وطول.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم رضي الله عنه ﴿ في كبد ﴾ قال : في السماء خلق آدم.
وأخرج ابن المنذر عن السدي رضي الله عنه ﴿ أيحسب أن لن يقدر ﴾ الآية، قال : الكافر يحسب أن لن يقدر الله عليه ولم يره.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله :﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : آدم وما ولد ﴿ لقد خلقنا الإِنسان ﴾ قال : وقع ههنا القسم ﴿ في كبد ﴾ قال : في مشقة يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ ووالد وما ولد ﴾ قال : الوالد آدم ﴿ وما ولد ﴾ ولده ﴿ لقد خلقنا الإِنسان في كبد ﴾ قال : في شدة ﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : لم يقدر عليه أحد.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ مالاً لبداً ﴾ قال : كثيراً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله :﴿ أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : أنفقت مالاً في الصد عن سبيل الله ﴿ أيحسب أن لم يره أحد ﴾ قال : الأحد : الله عز وجل.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله :﴿ يقول أهلكت مالاً لبداً ﴾ قال : أيمن علينا فما فضلناه أفضل ﴿ ألم نجعل له عينين ﴾ وكذا وكذا.
وأخرج ابن عساكر عن مكحول رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :«يقول الله يا ابن آدم قد أنعمت عليك نعماً عظاماً لا تحصي عدها، ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، فإن رأيت ما حرمت عليك فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً وجعلت له غلافاً فانطق بما أمرتك وأحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً فأصب بفرجك ما أحللت لك، فإن عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك. ابن آدم إنك لا تحمل سخطي ولا تستطيع انتقامي ».
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : عرفناه سبيل الخير والشر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الهدى والضلالة.
وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب رضي الله عنه مثله.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن علي رضي الله عنه أنه قيل له : إن ناساً يقولون : إن النجدين الثديين. قال : الخير والشر.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والضحاك رضي الله عنهما مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سنان بن سعيد عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه من طرق عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :«أيها الناس إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ».
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب من نجد الخير ».
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكر مثله.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير ».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وهديناه النجدين ﴾ قال : الثديين.
وَأخرج ابْن جرير عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: للنَّاس عقبَة دون الْجنَّة واقتحامها فك رَقَبَة الْآيَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي رَجَاء رَضِي الله عَنهُ قَالَ: بَلغنِي أَن الْعقبَة الَّتِي ذكر الله فِي كِتَابه مطْلعهَا سَبْعَة آلَاف سنة ومهبطها سَبْعَة آلَاف سنة
وَأخرج عبد بن حميد عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة﴾ قَالَ: عقبَة بَين الْجنَّة وَالنَّار
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي صَالح رَضِي الله عَنهُ ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة﴾ قَالَ: عقبَة بَين الْجنَّة وَالنَّار
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ: الْعقبَة سَبْعُونَ دَرَجَة فِي جَهَنَّم
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن زيد ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة﴾ قَالَ: أَلا أسلك الطَّرِيق الَّتِي فِيهَا النجَاة وَالْخَيْر
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن الْحسن ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة﴾ قَالَ: جَهَنَّم وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة قَالَ: ذكر لنا أَنه لَيْسَ من رجل مُسلم يعْتق رَقَبَة مسلمة إِلَّا كَانَت فداءه من النَّار
وَأخرج ابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ: وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة ثمَّ أخبر عَن اقتحامها فَقَالَ: فك رَقَبَة ذكر لنا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الرّقاب أَيهَا أعظم أجرا قَالَ: أَكثر ثمنا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن أمامكم عقبَة كؤداً لَا يجوزها المثقلون فَأَنا أُرِيد أَن أتخفف لتِلْك الْعقبَة
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: لما نزلت ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة﴾ قيل يَا رَسُول الله: مَا عِنْد أَحَدنَا مَا يعْتق إِلَّا [] عِنْد أَحَدنَا الْجَارِيَة السَّوْدَاء تخدمه وتنوء عَلَيْهِ فَلَو أمرناهن بِالزِّنَا فزنين فجئن
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لِأَن أمتع بِسَوْط فِي سَبِيل الله أحب إليَّ من أَن آمُر بِالزِّنَا ثمَّ أعتق الْوَلَد
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنه بلغَهَا قَول أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: علاقَة سَوط فِي سَبِيل الله أعظم أجرا من عتق ولد زنية فَقَالَت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: يرحم الله أَبَا هُرَيْرَة إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَن الله لما أنزل ﴿فَلَا اقتحم الْعقبَة وَمَا أَدْرَاك مَا الْعقبَة فك رَقَبَة﴾ قَالَ: بعض الْمُسلمين يَا رَسُول الله: إِنَّه لَيْسَ لنا رَقَبَة نعتقها فَإِنَّمَا يكون لبعضنا الخويدم الَّتِي لَا بُد مِنْهَا فنأمرهن يبغين فَإِذا بغين فولدن أعتقنا أَوْلَادهنَّ
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سَوط فِي سَبِيل الله أعظم أجرا من هَذَا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي نجيح السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أعتق رَقَبَة فَإِنَّهُ يجزى مَكَان كل عظم من عظامها عظم من عِظَامه من النَّار
وَأخرج ابْن سعد وَابْن أبي شيبَة عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أعتق نسمَة مسلمة أَو مُؤمنَة وقى الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار وَأخرج أَحْمد عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قلت يَا نَبِي الله: أَي الرّقاب أفضل قَالَ: أغلاها ثمنا وأنفسها عِنْد أَهلهَا
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَأحمد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أعتق رَقَبَة مُؤمنَة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار حَتَّى الْفرج بالفرج
وَأخرج أَحْمد وَابْن حبَان وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْبَراء أَن أَعْرَابِيًا قَالَ لرَسُول الله عَلمنِي عملا يدخلني الْجنَّة قَالَ: أعتق النَّسمَة وَفك الرَّقَبَة
قَالَ: أوليستا بِوَاحِدَة قَالَ: لَا إِن عتق الرَّقَبَة أَن تفرد بِعتْقِهَا وَفك الرَّقَبَة أَن تعين فِي عتقهَا والمنحة الرّكُوب والفيء على ذِي الرَّحِم فَإِن لم تطق ذَلِك فاطعم الجائع واسق الظمآن وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وانه عَن الْمُنكر فَإِن لم تطق ذَلِك فَكف لسَانك إِلَّا من خير
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿يَوْم ذِي مسغبة﴾ قَالَ: مجاعَة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿فِي يَوْم ذِي مسغبة﴾ قَالَ: جوع
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي حَاتِم عَن إِبْرَاهِيم رَضِي الله عَنهُ ﴿فِي يَوْم ذِي مسغبة﴾ قَالَ: يَوْم فِيهِ الطَّعَام عَزِيز
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن وَأبي رَجَاء العطاردي رَضِي الله عَنهُ أَنَّهُمَا قرآ: أَو أطْعم فِي يَوْم ذَا مسغبة
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ مَرْفُوعا: من مُوجبَات الْمَغْفِرَة إطْعَام الْمُسلم السغبان
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿ذَا مقربة﴾ أَي ذَا قرَابَة وَفِي قَوْله: ﴿ذَا مَتْرَبَة﴾ يَعْنِي بعيد التربة أَي غَرِيبا من وَطنه
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَسَعِيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي اله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة﴾ قَالَ: هُوَ الْمَطْرُوح الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيت وَفِي لفظ الْحَاكِم: هُوَ الترب الَّذِي لَا يَقِيه من التُّرَاب شَيْء وَفِي لفظ: هُوَ اللازق بِالتُّرَابِ من شدَّة الْفقر
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ مثله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة﴾ يَقُول: شَدِيد الْحَاجة
وَأخرج ابْن جرير من طَرِيق الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿أَو مِسْكينا ذَا مَتْرَبَة﴾ يَقُول: مِسْكين ذُو بَنِينَ وعيال لَيْسَ بَيْنك وَبَينه قرَابَة
وَأخرج الطستي فِي مسَائِله عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله: ﴿ذَا مَتْرَبَة﴾ قَالَ: ذَا جهد وحاجة
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت قَول الشَّاعِر: تربت يداك ثمَّ قل نوالها وترفعت عَنْك السَّمَاء سحابها
وَأخرج عبد بن حميد عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿ذَا مَتْرَبَة﴾ قَالَ: كُنَّا نُحدث أَن المترب ذُو الْعِيَال الَّذِي لَا شَيْء لَهُ
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ: مَا عمل النَّاس بعد الْفَرِيضَة أحب إِلَى الله من إطْعَام مِسْكين
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن هِشَام بن حسان رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ﴾ قَالَ: على مَا افْترض الله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وَتَوَاصَوْا بالمرحمة﴾ يَعْنِي بذلك رَحْمَة النَّاس كلهم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿مؤصدة﴾ قَالَ: مغلقة الْأَبْوَاب
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن أبي هُرَيْرَة ﴿مؤصدة﴾ قَالَ: مطبقة
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير من طرق عَن ابْن عَبَّاس مثله
وَأخرج عبد بن حميد عَن مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وعطية وَالضَّحَّاك وَسَعِيد بن جُبَير وَالْحسن وَقَتَادَة مثله
وَأخرج الطستي فِي مسَائِله عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق سَأَلَهُ عَن قَوْله ﴿مؤصدة﴾ قَالَ: مطبقة
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم أما سَمِعت قَول الشَّاعِر: تحن إِلَى أجبال مَكَّة نَاقَتي وَمن دُوننَا أَبْوَاب صنعا مؤصدة وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن مُجَاهِد ﴿مؤصدة﴾ قَالَ: هِيَ بلغَة قُرَيْش أوصد الْبَاب أغلقه
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
٩١سُورَة الشَّمْس
مَكِّيَّة وآياتها خمس عشرَة
مُقَدّمَة السُّورَة أخرج ابْن الضريس والنحاس وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت سُورَة ﴿وَالشَّمْس وَضُحَاهَا﴾ بِمَكَّة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن الزبير مثله
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه وَالنَّسَائِيّ عَن بُرَيْدَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الْعشَاء بالشمس وَضُحَاهَا وأشباهها من السُّور
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره أَن يقْرَأ فِي صَلَاة الصُّبْح ب (وَاللَّيْل إِذا يغشى) (سُورَة اللَّيْل الْآيَة ١) و ﴿الشَّمْس وَضُحَاهَا﴾
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نصلي رَكْعَتي الضُّحَى بسورتيهما ب ﴿وَالشَّمْس وَضُحَاهَا﴾ وَالضُّحَى
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْعِيدَيْنِ (سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى) (سُورَة الْأَعْلَى الْآيَة ١) ﴿وَالشَّمْس وَضُحَاهَا﴾
الْآيَة ١ - ١٥
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ في يوم ذي مسغبة ﴾ قال : مجاعة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ في يوم ذي مسغبة ﴾ قال : جوع.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم رضي الله عنه ﴿ في يوم ذي مسغبة ﴾ قال : يوم فيه الطعام عزيز.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وأبي رجاء العطاردي رضي الله عنه أنهما قرآ :«أو أطعم في يوم ذا مسغبة ».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً :«من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ».
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أو مسكيناً ذا متربة ﴾ قال : هو المطروح الذي ليس له بيت، وفي لفظ الحاكم : هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء، وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ أو مسكيناً ذا متربة ﴾ يقول : شديد الحاجة.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ أو مسكيناً ذا متربة ﴾ يقول : مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله :﴿ ذا متربة ﴾ قال : ذا جهد وحاجة. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
تربت يداك ثم قل نوالها | وترفعت عنك السماء سحابها |
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ذا متربة ﴾ قال : كنا نحدث أن المترب ذو العيال الذي لا شيء له.
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه : ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وتواصوا بالمرحمة ﴾ يعني بذلك رحمة الناس كلهم.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة ﴿ مؤصدة ﴾ قال : مطبقة.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك وسعيد بن جبير والحسن وقتادة مثله.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ مؤصدة ﴾ قال : مطبقة. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
تحن إلى أجبال مكة ناقتي | ومن دوننا أبواب صنعا مؤصدة |