تفسير سورة الماعون

لطائف الإشارات
تفسير سورة سورة الماعون من كتاب لطائف الإشارات .
لمؤلفه القشيري . المتوفي سنة 465 هـ
قوله جل ذكره :﴿ بسم الله الرحمان الرحيم ﴾.
" بسم الله " كلمة سماعها غذاء أرواح المحبين، ضياء أسرار الواجدين، شفاء قلوب المتيمين ؛ بلاء مهج المساكين، دواء كل فقير مسكين.

قوله جلّ ذكره :﴿ أَرَأيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾.
نزلت الآية على جهة التوبيخ والتعجُّبِ من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار.
فقال :﴿ أَرَأيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾، وبالحساب والجزاء ؟
يدفعه بجفوة، ويقال : يدفعه عن حقَّه.
أي : لا يَحُثُّ على إطعام المسكين، وإنما يدعُّ اليتيم ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه " ولا تنزع الرحمة إلاَّ من قلبِ شقيٍّ ".
وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ﴾.
السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي. ولم يقل : الذين هم في صلاتهم ساهون. . ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً.
أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس، لا إخلاصَ لهم.
الماعون : مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت.
ويدخل في هذا : البُخْلُ، والشُّحّ بما ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع.
Icon