تفسير سورة الأحزاب

تفسير الإمام مالك
تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب تفسير الإمام مالك .
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ فإخوانكم في الدين ومواليكم ﴾ [ الأحزاب : ٥ ].
٧٤٧- يحيى : قال مالك : والمرأة ترث من أعتقت هي نفسها. لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه ﴿ فإخوانكم في الدين ومواليكم ﴾. ١
قوله تعالى :﴿ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ﴾ [ الأحزاب : ٥ ].
٧٤٨- ابن رشد : سئل مالك عن تفسير قوله عز وجل :﴿ وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ﴾ فقال : إن ذلك أن يطأ الرجل امرأته إذا تبين له أنها حائض. ٢
١ - الموطأ: ٢/٥١٨ كتاب الفرائض، باب من لا ميراث له: قال الباجي في المنتقى عند شرح هذا الحديث: "قال مالك: ولا يرث من النساء إلا من سمى الله عز وجل في كتابه وثبتت السنة بميراثه وهي سبعة تقدم ذكرهن وقد نص الله تعالى على ميراث جميعهن. والجدة تبث توريتها بالسنة، وهذا ميراث النسب وأما ميراث الولاء فترث المرأة من أعتقت أو أعتقه من أعتقت" قال مالك: لأن الله عز وجل يقول في كتابه: ﴿فإخوانكم في الدين ومواليكم﴾ [الأحزاب: ٥]..
٢ - البيان والتحصيل: ١٨/٥٢١..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ﴾ [ الأحزاب : ٩- ١٠ ].
٧٤٩- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال من المدينة، وذلك قوله :﴿ إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ﴾، قال : ذلك يوم الخندق، جاءت قريش من هاهنا، واليهود من هاهنا، والنجدية من هاهنا. ١
قال ابن وهب، وابن القاسم عن مالك : كانت وقعة الخندق سنة أربع هي وبنو قريظة في يوم واحد وبين بني قريصة والنصير أربع سنين.
قال ابن وهب : قال مالك بلغني٢ أن عبد الله بن أبي ابن سلول قال لسعد بن معاذ في بني قريظة حين نزلت على حكم سعد، وجاء ليحكم فيهم، وهو على أتان، فمر به حتى لقيه عبد الله بن أبي المنافق- قال : أنشدتك الله يا سعد في إخواني وأنصاري، ثلاثمائة فارس وستمائة راجل، فإنهم جناحي، وهم مواليك وحلفاؤك.
فقال سعد : قد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم، فحكم فيهم سعد أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( لقد حكم فيهم سعد بحكم الملك ).
فأتى ثابت بن قيس بن شماس إلى ابن باطا، وكانت له عنده يد، وقال قد استوهبتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدك التي لك عندي.
قال : كذلك يفعل الكريم بالكريم. ثم قال : وكيف يعيش رجل لا ولد له ولا أهل ؟ قال : فأتى ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأعطاه أهله وولده. فأتاه فأعلمه ذلك، فقال : وكيف يعيش رجل لا مال له ! فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبه، فأعطاه ماله. فرجع إليه فأخبره، فقال : ما فعل ابن أبي الحقيق الذي كأن وجهه مرآة صينية ؟ قال : قتل. قال : فما فعل المجلسان- يعني بني قريضة وبني عمرو بن قريضة ؟ قال : قتلوا. قال : فما فعلت القينتان٣ ؟ قال : قتلتا. قال : برئت ذمتك، ولن أصب فيها دلوا أبدا - يعني النخل- فألحقني بهم، فأبى أن يقتله فقتله غيره. وكذلك قال ابن القاسم عنه- يعني مالكا.
وقال ابن وهب عن مالك : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين توفي سعد : نخشى أن نغلب عليك، كما غلبنا على حنظلة. قال : وكان قد أصيب في أكحله٤، فانتقله النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعاهد ثغرة من الجبل يحافظ عليها، ثم يزلفه البرد ذلك اليوم، فيأتي فيضطجع في حجري، ثم يقوم حس رجل عليه حديد وقد أسند في الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا ؟ فقال : سعد بن أبي وقاص، جئتك لتأمرني بأمرك فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت في تلك الثغرة.
قالت عائشة : ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري حتى سمعت غطيطه٥ وكانت عائشة لا تنساها لسعد.
قال مالك : وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم من آخر النهار، فاغتسل، فأتاه جبريل عليه السلام قال : أوضعت اللامة أو لم تضعها ؟ إن الله يأمرك أن تخرج إلى بني قريظة.
قال ابن القاسم عن مالك : وقسم قريظة سهمانا، فأما النظير فقسمها للمهاجرين الأولين، لثلاثة نفر من الأنصار، وهم سهل بن حنيف، وأبو دجانة، والحارث بن الصمة.
قال مالك : وكانت النضير خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
قال ابن وهب : قال مالك : وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين يوم الخندق وهم يرتجزون :
اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة٦
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لا خير إلا خير الآخرة، فاغفر للمهاجرة والأنصار ).
قال أبو بكر : أشهد أنك رسول الله. قال الله تعالى :﴿ وما علمناه الشعر وما ينبغي له ﴾.
وعن ابن القاسم مثله. وقال مالك : لم يستشهد يوم الخندق من المسلمين إلا أربعة أو خمسة.
قال ابن وهب : وسمعت مالكا يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث محمد بن مسلمة الأنصاري وعباد بن بشير وأبا عباس الحارثي، ورجلين آخرين إلى كعب بن الأشرف اليهودي ليقتلوه، فبلغني أنهم قالوا : يا رسول الله، أتأذن لنا أن ننال منك إذا جئناه. فأذن لهم. فخرجوا نحوه ليلا، فلما جاؤوه نادوه ليطلع إليهم، وكان بين عباد بن بشير وبين ابن الأشرف رضاع، فقالت له امرأته : لا تخرج، فإني أخاف عليك. فقال : والله لو كنت نائما ما أيقظوني.
فخرج إليهم، فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا جئنا لتسلفنا شطر وسق من تمر، ورقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : أما والله لقد كنت نهيتكم عنه، ثم قال بعضهم : إنا لنجد منك ريح عبير.
قال : فأدنى إليهم رأسه، وقال : شموا، ذلك حين ابتدروه فقتلوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تلك الليلة إني لأجد ريح دم كافر ).
قال ابن وهب : قال مالك : سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان انتقل إليه سعد بن معاذ يوم الخندق حين أصابته الجراح في عنده في المسجد، فكان فيه، وكان جرحه ينفجر، ثم يفيق منه، فخرج منه دم كثير، حتى سال في المسجد فمات منه.
وبلغني أن سعد بن معاذ مر بعائشة رضي الله عنها ونساء معها في خص الأطم الذي يقال له فارع، وعليه درع مقلصة، مشمر الكمين، وبه أثر صفرة وهو يرتجز :
لبث قليلا يشهد الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
فقالت عائشة : إني لست أخاف أن يصاب سعد اليوم إلا من أطرافه، فأصيب في أكحله٧.
روى ابن وهب، وابن القاسم، عن مالك، قالت عائشة : ما رأيت رجلا أجمل من سعد ابن معاذ، حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصيب في أكحله، ثم قال : اللهم إن كان حرب قريظة لم يبق منها شيء فاقبضني إليك، وإن كان قد بقيت منها بقية فأبقني، حتى أجاهد مع رسولك أعداءه.
فلما حكم في بني قريظة توفي، ففرح الناس بذلك، وقالوا : نرجو أن تكون قد استجيبت دعوته.
قال ابن وهب، وقال مالك : وقال سعد : اللهم إنك تعلم أني كنت أحب أن يقتلني قوم بعثت فيهم نبيك فكذبوه وأخرجوه، فإن كنت تعلم أن الحرب قد بقيت بيننا وبينهم فأبقني، وإن كنت تعلم أنها لم يبق منها شيء، فاقبضني إليك، فلما توفي سعد تباشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك.
وقال ابن القاسم عن مالك : حدثني يحيى بن سعيد : لقد نزل بموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك ما نزلوا الأرض قبلها.
١ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٥١٠-١٥١١-١٥١٢-١٥١٣-١٥١٤-١٥١٥ وينظر: الهداية: ٢٧٩-٢٨١-٢٨٢- مخطوط خ. ع ق: ٣٣٧٥، الجامع: ١٤/١٢٨..
٢ - قال سفيان: إذا قال مالك بلغني فهو إسناد قوي. المدارك: ١/١٦٥..
٣ - في القرطبي: الفئتان: ١٣٥-١٢٨..
٤ - الأكحل: عرق من اليد أو هو عرق الحياة. القاموس..
٥ - غط في نومه يغط غطيطا: نخر. اللسان: غطط..
٦ - ينظر: صحيح مسلم: ٥/١٨٩، باب غزوة الأحزاب، وهي الخندق. كتاب الجهاد والسير..
٧ -الأكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة، القاموس..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ﴾ [ الأحزاب : ١٣ ].
٧٥٠- السيوطي : أخرج مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أمرت بقرية تأكل القرى يقولون : يثرب١، وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكبير خبث الحديد ". ٢
١ - يثرب: تراجع صفحة ٢٣٠ من التفسير أثر رقم: ٤٧١..
٢ - الدر: ٦/٥٧٨..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ﴾ [ الأحزاب : ٢١ ].
٧٥١- ابن العربي : قال مالك : قوله :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ﴾ يعني في رجوعه من الخندق. ١
قال ابن وهب عن مالك : كانت وقعة الخندق في برد شديد، وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر يوم الخندق إلى حين غابت الشمس.
وقال ابن القاسم عن مالك : لما انصرف عن الخندق وضع السلاح، ولا أدري أغتسل أم لا ؟ فأتاه جبريل فقال : يا محمد، أتضعون اللأمة قبل أن تخرجوا إلى قريظة، لا تضعوا السلاح حتى تخرجوا إلى بني قريظة. فصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يصلي أحد صلاة العصر إلا في بني قريظة، فصلى بعض الناس لفوات الوقت، ولم يصل بعض حتى لحقوا بني قريظة اتباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٧٥٢- القرطبي : روى عقبة بن حسان الهجري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر :﴿ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ﴾ قال : في جوع النبي صلى الله عليه وسلم. ٢
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٥١٦..
٢ - الجامع: ١٤/١٥٥..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها ﴾ [ الأحزاب : ٢٧ ].
٧٥٣- ابن كثير : مالك عن زيد بن أسلم قال : قيل خيبر، وقيل مكة. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/٤٧٩-٤٨٠..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا* وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ﴾ [ الأحزاب : ٢٨-٢٩ ].
٧٥٤- ابن العربي : قال ابن القاسم، وابن وهب : قال مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة :( ابعثي إلى أبويك ). فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم ؟ فقال :( إن الله أمرني أن أخيركن ) فقالت : إني أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. ١
فقالت له عائشة : يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، لا تخير من نسائك تحب أن تفارقني، فخيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، فكلهن اخترنه، قالت عائشة : خيرنا فاخترناه، فلم يكن طلاقا.
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٥٢٩..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٨:الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا* وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما ﴾ [ الأحزاب : ٢٨-٢٩ ].

٧٥٤-
ابن العربي : قال ابن القاسم، وابن وهب : قال مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة :( ابعثي إلى أبويك ). فقالت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم ؟ فقال :( إن الله أمرني أن أخيركن ) فقالت : إني أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. ١
فقالت له عائشة : يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، لا تخير من نسائك تحب أن تفارقني، فخيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، فكلهن اخترنه، قالت عائشة : خيرنا فاخترناه، فلم يكن طلاقا.
١ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٥٢٩..

الآية السابعة : قوله تعالى :﴿ يضاعف لها العذاب ضعفين ﴾ [ الأحزاب : ٣٠ ].
٧٥٥- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم :﴿ يضاعف لها العذاب ضعفين ﴾ قال : في الدنيا والآخرة. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/٤٨٣..
الآية الثامنة : قوله تعالى :﴿ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ﴾ [ الأحزاب : ٣٤ ].
٧٥٦- ابن عبد البر : قال مالك : الحكمة في هذا. طاعة الله، والاتباع لها، والفقه في دين الله والعمل به. ١
١ - جامع البيان: العلم وفضله: ١٥. وقال ابن عبد البر: في صفحة ٢٧٠-٢٧١ قال مالك: الحكمة، والعلم نور يهدي به الله من يشاء، وليس بكثرة المسائل..
الآية التاسعة : قوله تعالى :﴿ وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ﴾ [ الأحزاب : ٥٠ ].
٧٥٧- السيوطي : أخرج مالك عن سهل بن سعد الساعدي : أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبت نفسها له، فصمت فقال رجل يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة. قال :( ما عندك تعطيها ؟ ) قال : ما عندي إلا إزاري، قال :( إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئا )، قال : لا أجد شيئا، فقال :( قد زوجناكها بما معك من القرآن ). ١
١ - الموطأ: ٢/٥٢٧، كتاب النكاح، باب ما جاء في الصداق والحباء. وأخرجه السيوطي في الدر: ٦/٦٣١. وقال الجصاص في أحكام القرآن: "ذكر ابن القاسم عن مالك قال: الهبة لا تحل لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت هبته إياها ليست على نكاح وإنما وهبها له ليحصنها أو ليكفيها فلا أرى بذلك بأسا": ٣/٣٦٥..
الآية العاشرة : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ﴾ [ الأحزاب : ٥٦ ].
٧٥٨- يحيى : عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن محمد بن عبد الله بن زيد، أنه أخبره عن أبي مسعود الأنصاري، أنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأل ثم قال :( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )، والسلام كما قد علمتم. ١
١ - الموطأ: ١/ ١٦٥- ١٦٦ باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. كتاب قصر الصلاة في السفر.
وأخرجه ابن العربي في أحكام القرآن: ٣/١٥٨٢. والقرطبي في الجامع: ١٤/٢٣٣. والسيوطي في الدر: ٦/٦٤٩. والألوسي في روح المعاني م٨ ج ٢٢ ص ٧٨. وزاد قائلا: وأما ما حكي عن مالك من أنه لا يصلي على غير نبينا صلى الله عليه وسلم من الأنبياء فأوله أصحابه بأن معناه إذ لم نتعبد بالصلاة عليهم كما تعبدنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
وقال القاضي عياض في الشفا: "قال مالك في المبسوط ليحيى بن إسحاق: أكره الصلاة على غير الأنبياء وما ينبغي لنا أن نتعدى ما أمرنا به قال يحيى بن يحيى: لست آخذ بقوله، ولا بأس بالصلاة على الأنبياء كلهم وعلى غيرهم": ٢/٨١-٨٥..

الآية الحادية عشرة : قوله تعالى :﴿ إنا عرضنا الأمانة ﴾ [ الأحزاب : ٧٢ ].
٧٥٩- ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم : الأمانة ثلاثة : الصلاة، والصوم، والاغتسال من الجنابة. ١
١ - تفسير القرآن العظيم: ٣/٥٢٣..
Icon