ﰡ
٤٢١- أخبرنا الهيثمُ بنُ أيوبَ قال: حدَّثنا إبراهيمُ، قال ابنُ شهابٍ، عن خَارِجةَ، أنَّ أباهُ، قال: فُقِدَتْ آيةٌ من سورةِ الأحزابِ حين نَسَخْنَا المُصحفَ، كُنْتُ أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرؤُها، فوجدتُها مع خُزيمَةَ بن ثابتٍ ﴿ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ فألحَقْتُهَا في سُورتِها في المُصحفِ. ٤٢٢- أخبرني عبدُ اللهِ بنُ الهيثمِ، قال حدَّثنا أبو داوُد قال: حدَّثنا حَمادُ بن سلمةَ، وسُليمانُ بن المغيرةِ، عن ثابتٍ البنانيِّ، عن أنسٍ، قال: غاب عَمِّي أنسُ بن النَّضرِ، الذي سُميتُ لهُ، ولم يشهدْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً، فقال: أولُ مشهدٍ شَهِدَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، غِبتُ عنهُ، أما واللهِ، لَئِنْ أشهدني اللهُ مشهداً بعدهُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرينَّ ما أصْنَعُ، فهاب أن يقول غيرها، فلما كان من العام المُقبلِ، شهد أُحداً، قال: فلقيهُ سعدُ بنُ مُعاذٍ [فقال:] مَهْيَمْ، فقال لهُ: يا أبا عمرو: إني أجدُ ريح الجنةِ دونَ أُحُدٍ، فقاتل حتى قُتل، فَوُجِدَ به بضعةٌ وثمانُونَ؛ من رميةٍ وطعنةٍ وضربةٍ، قالت/ أُخْتُهُ: فما عرفتُ أخي إلاَّ بِبَنَانِهِ؛ وكان حَسَنَ البنانِ، فنزلت هذه الآية ﴿ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ إلى ﴿ تَبْدِيلاً ﴾ فكُنا نرى أنَّها نزلت فيه وفي أصحابهِ. قوله تعالى ﴿ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ ﴾ [٢٣]٤٢٣- أخبرنا إسحاقُ بن إبراهيم، قال أخبرنا يزيدُ بنُ هارُون، قال أخبرنا حُميدٌ، عن أَنَسٍ، أن عَمَّهُ غاب عن قتالِ [أهل] بدرٍ، فلمَّا كان يومُ أُحدٍ، وانكشف المُسلِمُون، قال: اللَّهُمَّ إنِّي أعتذرُ إليك مما صنع هؤُلاءِ - يعني أصحابه - وأبرأُ إليك مما جاء به هؤُلاءِ - يعني المشركين - فلقيهُ سعدٌ دون أُحُدٍ، قال سعدٌ: فلم أستطع أن أفعلَ فِعلَهُ، قال: فوجد فيه ثمانُون [طعنةً] من بين طعنةٍ بِرُمحٍ، وضربةٍ بسيفٍ، ورميةٍ بسهمٍ، قال: فكُنا نقول فيه وفي أصحابه: ﴿ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ/ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً ﴾.
٤٢٥- أنا محمدُ بن معمرٍ، نا المُغيرةُ بن سلمةَ أبو هشامٍ المخزوميُّ، نا عبد الواحدِ بن زيادٍ، نا عُثمانُ بن حكيمٍ، نا عبدُ الرحمن بنُ شيبةَ، قال:" سمعتُ أُمَّ سلمةَ زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تقولُ: قُلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: مالنا لا نُذكرُ في القرآنِ كما يُذكرُ الرِّجالُ، قالت: فلم يَرُعْنِي ذات يومٍ ظُهراً إلاَّ نِدَاؤُهُ على المنبرِ، قالت: وأنا أُسرحُ رأسي، فلففتُ شعري، ثم خرجتُ إلى حُجرةِ بيتي، فجعلتُ سمعي عند الجريدِ، فإذا هو يقولُ على المنبرِ: " يا أيُّها الناسُ، إن الله يقولُ في كتابهِ " ﴿ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ... ﴾ إلى آخرِ الآيةِ - ﴿ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ ". قوله تعالى: ﴿ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ ﴾ [٣٥]٤٢٦-/ أنا القاسمُ بن زكريا، حدَّثنا عُبيدُ اللهِ، عن شيبانَ، عن الأعمشِ، عن عليِّ بن الأقمرِ، عن الأغرِّ، عن أبي سعيدٍ، وأبي هُريرة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من استيقظ من اللَّيلِ، وأيقظَ امرأتَهُ، فصلَّيَا ركعتينِ جميعاً، كُتِبَا لَيْلَتَهُمَا من الذَّاكرينَ الله كثيراً والذَّاكراتِ ".
٤٢٨- أنا محمدُ بنُ المُثنى، قال: حدَّثني عبد الوهابِ، نا داوُدُ، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، أنَّ عائِشة قالت: يا أبا عائِشةَ: ثلاثٌ من قال بواحدةٍ مِنْهُنَّ فقد أعظم على اللهِ الفرية، قال: وكُنتُ مُتَّكِئاً فجلستُ، فقلتُ: يا أُمَّ المُؤمنين، أنظِريني ولا تُعجِلِينِي، أرأيت قول الله عزَّ وجلَّ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ ﴾[التكوير: ٢٣]،﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴾[النجم: ١٣] قالت: إنَّما هو جبريلُ عليه السلامُ، رَآهْ مرَّةً على خَلْقِهِ وصُورتهِ التي خُلِقَ عليها، وَرَآهُ مرةً أُخرى حين هَبَطَ من السماء إلى الأرضِ سادّاً عِظَمُ خلقِهِ ما بين السماءِ والأرضِ، قالت: أنا أولُ من سأل نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيةِ، فقال: " هو جِبريلُ ". ومن زَعَمَ أنهُ يعلمُ ما يكونُ في غدٍ، فقد أعظمَ على اللهِ الفِريةَ، واللهُ يقولُ﴿ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾[النمل: ٦٥] ومن زعم أن مُحمداً كتم شيئاً مما أنزلَ اللهُ عليهِ فقد أعظمَ على اللهِ الفِريةَ واللهُ يقولُ﴿ يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ ﴾[المائدة: ٦٧] قالت: لو كان مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم كاتِماً شيئاً مما أُنزِلَ عليهِ، لكتم هذه الآية ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ [زَوْجَكَ] وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ﴾ [٣٧].
٤٢٩- أنا مُحمدُ بنُ المُثنى، عن ابنِ أبي عَدِيٍّ وعبدِ الأعلى عن داوُدَ، عن عامرٍ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ نحوهُ وقال نا يزيدُ، قال حدَّثنا داوُدُ، عن الشَّعْبِيِّ، عن مَسْرُوقٍ، قال: كُنتُ عِندَ عائشةَ، فذكر نحوهُ. قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً ﴾ [٣٧]٤٣٠- أنا سُويدُ بنُ نصرٍ، أنا عبدُ اللهِ، أنا سُليمانُ بنُ المُغيرةِ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، قال:" لَمَّا انقضتْ عِدَّةُ زينبَ، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لزيدٍ: " اذكُرهَا عَلَيَّ " قال زيدٌ: فانطلقتُ، فقلتُ: يا زينبُ أبشري؛ أرسلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يذكُرُكِ، فقالت ما أنا بصانِعَةٍ شيئاً حتى أُوامِرَ رَبِّي، فقامتْ إلى مسجِدِهَا، ونزل الْقُرْأَنُ وجاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حتَّى دخلَ عليها بغيرِ إذنٍ ". ٤٣١- أنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أنا المُلائِيُّ، نا عيسى بنُ طهمانَ، قال: سَمِعْتُ أنَساً يقولُ: كانت زينبُ تفخرُ على نِسَاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْكَحَني من السماءِ، وفيها نزلت آيةُ الحِجابِ؛" خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وهُمْ قُعُودٌ، ثُمَّ رَجَعَ، وَهُمْ قُعُودٌ في البيتِ حتى رُئِيَ ذلك في وَجْهِهِ، فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ [الأحزاب: ٥٣] ".
٤٣٨- أخبرنا محمدُ بنُ المُثنى، قال حدثنا خالدٌ، قال حدثنا حُميدٌ، أن أنساً، قال: [قال] عُمَرُ (رضي اللهُ عنهُ) قُلتُ: يا رسول اللهِ، يدخل عليك البرُّ والفاجرُ، فلو حجبت أُمهاتِ المؤمنين، فأنزل اللهُ (عزَّ وجلَّ) آية الحِجابِ. ٤٣٩- أخبرني زكريا بنُ يحيى، قال: حدثنا ابنُ أبي عمر، قال: حدثنا سُفيانُ، عن مِسعرٍ، عن موسى بنِ أبي كثيرٍ، عن مجاهدٍ، عن عائشةَ قالت: كُنتُ آكُلُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيساً في قعبٍ، فمرَّ عُمرُ (رضي اللهُ عنهُ)، فدعاهُ فأكل، فأصابت أُصبُعُهُ أُصبُعي، فقال: حَسِّ، (أو أوهِ)، لو أُطاعُ فيكنَّ ما رأتكُنَّ عينٌ، فنزل الحجابُ. ٤٤٠- أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: حدَّثنا المُعتمرُ، عن أبيهِ، قال: حدَّثنا أبو مجلزٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال:" لمَّا تزوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحشٍ، دعا القوم فطعِموا، ثم جلسوا يتحدثون، [قال] فأخذ كأنهُ يتهيأُ للقيامِ، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك، قام من قام [مِنَ القومِ]، وقعد ثلاثةٌ، قال وإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل، فإذا القومُ جُلوسٌ، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فجئتُ فأخبرتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، قال فذهبتُ أدخلُ، فألقى الحجابَ بيني وبينهُ (صلى الله عليه وسلم) وأنزل اللهُ (عزَّ وجلَّ) ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ... ﴾ إلى ﴿ إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً ﴾ ". قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ [٥٣]٤٤١- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال حدثنا أبو قُتيبة، قال: حدثنا عيسى بن طَهمانَ، قال سمعتُ أنس بن مالكٍ، يقولُ: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ قال: نزلت في زينبَ بنتِ جحشٍ. ٤٤٢- أخبرنا عليُّ بنُ حُجرٍ، عن إسماعيل، قال حدثنا عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مثلي ومثلُ الأنبياء، كمثلِ رجلٍ، بنى بُنياناً، فأحسنهُ وأجملهُ، إلا موضع لبنةٍ من زاوية من زواياهُ، فجعل الناسُ يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون له: هلاَّ وُضعت هذه اللَّبنةُ، فأنا موضعُ اللَّبنةِ، وأنا خاتمُ النَّبِيِّينَ ".