تفسير سورة سورة الأحزاب من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
اتق الله خطاب له والمرد أمته
ما جعل الله لرجل من قلبين كان رجل يقال له جميل بن معمر يقول لي قلبان فنزلت الآيةوالأدعياء من يدعونه ولدا وليس بولد
فإخوانكم أي فليقل أحدكم يا أخيومواليكم أي وبنوا عمكمفيما أخطأتم به أي سهوتم فيه
أولى أحقأمهاتهم في تحريم نكاحهن على التأييد ووجوب تعظيمهنمن المؤمنين والمهاجرين والمعنى أن ذوي القرابات بعضهم أولى بميراث بعض من أن يورثوا بالإيمان والهجرة كما كانوا يفعلون قبل النسخإلا أن تفعلوا المعنى لكل فعلكم إلى أوليائكم معروفا جائز كان ذلك يعني نسخ الميراث بالهجرة ورده إلى ذوي الأرحام في الكتاب يعني اللوح المحفوظ مسطورا
من النبيين ميثاقهم على الوفاء بما حملوا خصوا بميثاق بعد أن أخذ ميثاق الخلق ألست بربكم وخص بالذكر هؤلاء الأنبياء لأنهم أصحاب الكتب والشرائع
إذ جاءتكم جنود وهم الأحزاب
من فوقكم أي فوق الواديوتظنون بالله الظنونا ظن المنافقون أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة يهلكون وظن المومنون أنه ينصره
ابتلي المؤمنون أي أختبروا بالقتال والحصر لتبيين المخلص من المنافق وزلزلوا أزعجوا وحركوا بالخوف والمرض
والمرض النفاق
منهم أي من المنافقينويثرب اسم أرض في بعض نواحيها المدينةلا مقام أي لا مكان لكم تقيمون فيه فتارجعوا إلى المدينة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالمسلمين حتى عسكر بسلع وجعلوا الخندق بينهم وبين القومعورة أي خالية
ولو دخلت يعني المدينة وقيل بيوتهم والأقطار الجوانبوالفتنة الشركلاتوها أي لأعطوها وما تلبثوا أي وما احتبسوا عن الإجابة إلى الكفر إلا قليلا
والمعوقون المنافقون كانوا يثبطون الناس وهم القائلون لإخوانهم هلم إلينا أي دعوا محمداوالبأس القتال إلا قليلا للرياء والسمعة
أشحة عليكم أي بما تغنمونكالذي يغشى عليه لأنهم يخافون القتل ومعنى سلقوكم آذوكم بالكلام في الأمن بألسنة حداد أي سلطة و الخير المال والغنيمة
يحسبون أي يحسب المنافقون من شدة خوفهم أن الأحزاب بعد انهزامهم لم يذهبواوأن يأت الأحزاب أي يرجعوا إليهم كرة ثانية يودوا لو كانوا في بادية الأعراب ليعرفوا حالكم بالاستخبار لا بالمشاهدة يسألون عن أنبائكم أي يسألونك أخباركم
هذا ما وعدنا الله ورسوله وهو قوله تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكموما زادهم ما رأوا إلا إيمانا
قضى نحبه أي مات
ويعذب المنافقين إن شاء وهو أن يمينهم على نفاقهم
والذين كفروا الأحزابوالخير الظفر
والذين ظاهروهم بنو قريظة والصياصي الحصون فريقا تقتلون وهم المقاتلة وتأسرون النساء والذراري
وأرضا لم تطؤوها وهي فارس والروم قول الحسن وقال عكرمة هو ما يظهر عليه المسلمون إلى يوم القيامة
قل لأزواجك كن قد سألته زيادة النفقة فخيرهنوالمتعة متعة الطلاق والسراح الطلاق
والفاحشة النشوز وسوء الخلقوالرزق الجنة
فلا تخضعن أي لا تلن الكلاموالمرض الفجور والمعنى لا تقلن قولا يجد به فاجر أو منافق إلى موافقتكم إياه سبيلاوقلن قولا معروفا صحيحا عفيفا
وقرن قال ابن قتيبة من كسر أراد الوقار ومن فتح جعله من القراروالتبرج إظهار المحاسن والجاهلية الأولى كانت بين إدريس ونوحوالرجس الإثم
والحكمة السنة
وما كان لمؤمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطب زينب لزيد فقالت لا أرضاه فقال قد رضيته لك فأبت فنزلت الآية
والذي أنعم الله عليه زيد بالإسلام وأنعم عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالعتقوتخفي في نسك إيثار طلاقهاوتخشى الناس قال ابن عباس خشي من اليهود أن يقولوا تزوج امرأة ابنه
فيما فرض الله له أن أحل له من النساءسنة الله في الدين خلوا وهم ال نبيون كداود كان له مائة وسليمان كان له سبعمائةقدرا مقدورا أي قضاء مقضيا
ثم أثنى على الأنبياء فقال الذين يبلغون
فلما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب وقالوا تزوج امرأة ابنه فنزلت ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله أي كان رسول الله
يصلي عليكم صلاته الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار والظلمات الضلال والنور الهدى
تحيتهم يعني المؤمنين يوم يلقون ربهم يسلم عليهم
شاهدا على أمتك بالبلاغ
ودع أذاهم أي لا تجارهم عليه وهذا منسوخ بآية السيف
نكحتم تزوجتمو وتمسوهن تقربوهنفمتعوهن والمراد به من لم يسم لها مهرا والمتعة مذكورة في البقرة
الأجور المهوروبنات خالك نساء بني زهرة وكانت الهجرة شرطا في إحلال قراباته المذكورات وكان بعضهم يقول شرط الهجرة منسوخ ولم يذكر ما الذي نسخهقد علمنا ما فرضنا عليهم أن لا يجاوز الرجل أربغالكيلا يكون عليك حرج في الكلام تقديم المعنى أحللنا لك لكيلا
ترجى تؤخر وهذه الآية أباحت له معاشرتهن كيف شاء من غير إيجاب القسمة عليه وذلك أدنى أي إذا علمن أن هذا أمر الله أطيب لنفوسهن
لا تحل لك النساء من بعد أي من بعد المذكور في قوله إنا أحللنا لكولا أن تبذل بهن قال مجاهد تبدل المسلمات بمشركاتإلا ما ملكت يمينك من الإماء وبعض المفسرين يقول قوله لا تحل لك النساء منسوخة بقوله تعالى إنا أحللنا لك أزواجك
غير ناظرين إناه أي نضجهفأنتشروا اخرجوا ولا مستأنسين أي لا تدخلوا طالبي الأنس لحديث
إن تبدوا شيئا كان رجل قد قال لئن مات لا تزوجن عائشة
فلما نزلت آية الحجاب قال الإماء والأنباء والأقارب ونحن أيضا نكلمهن من وراء حجاب فنزلت لا جناح عليهن في آبائهن والمراد بنسائهن نساء المؤمنين
يؤذون الله بتكذيب رسوله ووصفه بالولد وقال عكرمة هم المصورون
والذين يؤذون المؤمنين نزلت في عائشة وصفوان
قوله يدنين عليهن كان الفساق يؤذون النساء إذا خرجن بالليل فإذا رأوا المرأة عليها قناع تركوها وقالوا حرة فإن لم يروا عليها قناعا قالوا أمة فآذوها فنزلت يدنين عليهن والمعنى يلبسن الأردية و أدنى أي أحرى
والمرض الفجور وهم الزناة والمرجفون بالكذب على السرايالنعزينك أي لنسلطنك عليهم بأن نأمرك بقتالهم
آذوا موسى قالوا هو آدر
والأمانة الفرائض