ﰡ
١ اتَّقِ اللَّهَ: أكثر من التقوى، أو أدمها «١».
وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ: فيما سألته وقد ثقيف أن يمتّعوا باللّات سنة «٢».
٤ ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ: في رجل قال: لي نفس تأمرني بالإسلام ونفس تنهاني [عنه] «٣».
وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ: في زيد بن حارثة كان يدعى ابن النبي «٤» صلى الله عليه وسلم.
(٢) لم أقف على هذا القول في سبب نزول هذه الآية، وذكر الواحدي في أسباب النزول: ٤٠٧ أن الآية نزلت في أبي سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور السلمي، قدموا المدينة بعد قتال أحد، فنزلوا على عبد الله بن أبي، وقد أعطاهم النبي ﷺ الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي ﷺ وعنده عمر بن الخطاب: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها، وندعك وربك. فشق على النبي ﷺ قولهم، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال: إني قد أعطيتهم الأمان، فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر رسول الله ﷺ عمر أن يخرجهم من المدينة، وأنزل الله عز وجل هذه الآية.
وأورده الحافظ في الكافي الشاف: ١٣٢، وقال: «هكذا ذكره الثعلبي والواحدي بغير سند».
(٣) ما بين معقوفين عن «ج» و «ك».
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢١/ ١١٨ عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره:
٣/ ٣٠٢ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٦١، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن.
(٤) ينظر صحيح البخاري: ٦/ ٢٢، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ، وصحيح مسلم: ٤/ ١٨٨٤، كتاب الفضائل، باب «فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما»، وتفسير الطبري: ٢١/ ١١٩، وأسباب النزول للواحدي:
٤٠٨.
ولمّا نزلت قال- عليه السلام «١» -: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيّما رجل توفي وترك دينا، أو ضيعة فإليّ ومن ترك مالا فلورثته».
وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ: في التحريم والتعظيم.
إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ: أي: لكن فعلكم إلى أوليائكم معروفا جائز، وهو أن يوصى لمن لا يرث.
٨ لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ: الله كان أم للناس، أو ليسأل الأنبياء عن تبليغهم تبكيتا «٢» لمن أرسل إليهم «٣».
٩ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ: لما أجلى النبيّ- عليه السلام- يهود بني النّضير/ قدموا مكة، وحزّبوا الأحزاب، وتذكّر قريش طوائلهم «٤»، وقائدهم أبو سفيان، وقائد غطفان عيينة بن حصن، وصار المشركون واليهود يدا واحدة، وكان النبيّ ﷺ وادع بني قريظة وهم أصحاب حصون بالمدينة،
(٢) التبكيت: التقريع والتوبيخ.
الصحاح: ١/ ٢٤٤، واللسان: ٢/ ١١ (بكت).
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢١/ ١٢٦ عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره:
٣/ ٣٠٧ عن النقاش.
(٤) الطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال: «فلان يطلب بني فلان بطائلة، أي بوتر، كأن له فيهم ثأرا... ».
اللسان: ١١/ ٤١٤ (طول).
فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً: كانت ريح صبا «٣» [تطير] «٤» الأخبية.
١٠ إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ: عيينة في أهل نجد، وأَسْفَلَ مِنْكُمْ:
أبو سفيان في قريش «٥».
وزاغَتِ الْأَبْصارُ: شخصت «٦»، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ:
لشدّة الرعب والخفقان.
ويروى «٧» أن المسلمين قالوا: بلغت الحناجر فهل من شيء نقوله؟.
جمهرة الأمثال للعسكري: ٢/ ٩٨، ومجمع الأمثال: ٢/ ٤٣٦، والنهاية: ٣/ ٤١٠.
(٢) ينظر خبر هذه الغزوة في السيرة لابن هشام: (٢/ ٢١٤، ٢١٥)، وتفسير الطبري:
(٢١/ ١٢٧، ١٢٨)، ودلائل النبوة للبيهقي: ٣/ ٣٩٢، وفتح الباري: (٧/ ٤٥٣، ٤٥٤)، وعيون الأثر: ٢/ ٥٥.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢١/ ١٢٧ عن مجاهد وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٧٣، وزاد نسبته إلى الفريابي وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ والبيهقي عن مجاهد.
ويدل عليه الحديث المرفوع: «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدبور».
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: ٢/ ٢٢، كتاب الاستسقاء، باب «قول النبي صلى الله عليه وسلم:
نصرت بالصبا».
وأخرجه- أيضا- الإمام مسلم في صحيحه: ٢/ ٦١٧، كتاب صلاة الاستسقاء، باب «في ريح الصبا والدبور».
(٤) في الأصل: «نظير»، والتصويب من نسخة «ج»، ومن كتاب وضح البرهان للمؤلف.
(٥) تفسير الطبري: ٢١/ ١٢٩، وفتح الباري: ٧/ ٤٦٢.
(٦) تفسير الطبري: ٢١/ ١٣١، والمفردات للراغب: ٢١٧، واللسان: ٨/ ٤٣٢ (زيغ).
(٧) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: ٣/ ٣، والطبري في تفسيره: ٢١/ ١٢٧ عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه مرفوعا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٧٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي سعيد أيضا.
وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا: الألف لبيان الحركة «١»، إذ لو وقف بالسكون لخفي إعراب الكلمة، وكما تدخل الهاء لبيان الحركة في مالِيَهْ «٢» وحِسابِيَهْ «٣».
١٢ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً: قاله معتّب «٤» بن قشير.
١٣ وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ: بنو سليم «٥».
يَقُولُونَ [إِنَ] «٦» بُيُوتَنا عَوْرَةٌ: وهم بنو حارثة «٧».
١٩ سَلَقُوكُمْ: بلغوا في إيحاشكم «٨».
(٢) من الآية: ٢٨، سورة الحاقة.
(٣) من الآية: ٢٠، سورة الحاقة.
(٤) ذكر الفراء في معانيه: ٢/ ٣٣٦ أن القائل هو معتب.
وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: ١٦٤، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
وذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ٥١٦، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٢/ ٢٤. [.....]
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣١٠.
(٦) سقط من الأصل.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢١/ ١٣٥ عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه... ، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وقد تقدم بيان أحوالهم ص (١٣٥).
وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: ٣/ ٤٣٣ عن ابن عباس أيضا.
وذكره البغوي في تفسيره: ٣/ ٥١٦، وابن عطية في المحرر الوجيز: ١٢/ ٢٥ دون عزو.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٧٩، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٨) كذا في «ك» وفي وضح البرهان: ٢/ ١٨٢: «بلغوا في أذاكم بالكلام الموحش كل مبلغ».
وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٣٥: «أي بالغوا في عيبكم... ».
وانظر معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٣٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٣٠٢، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٤٩، والمفردات للراغب: ٢٣٩.
٢٣ مَنْ قَضى نَحْبَهُ: مات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ: أي: الموت.
وإن كان النّحب: النّذر «٢»، فهو نذر صدق القتال.
٢٥ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ: لما اشتد الخوف أتى نعيم بن مسعود مسلما من غير أن علم قومه، فقال عليه السّلام: «إنّما أنت فينا رجل واحد وإنّما غناؤك أن تخادع عنّا فالحرب خدعة».
فأتى بني قريظة وكان نديمهم، فذكّرهم ودّه، وقال: إنّ قريشا وغطفان طارئين على بلادكم، فإن وجدوا نهزة «٣» وغنيمة أصابوها، وإلّا لحقوا ببلادهم، ولا قبل لكم بالرجل، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم [٧٨/ أ] ليناجزوا القتال، ثم أتى قريشا وغطفان فذكرهم ودّه/ لهم، وقال: بلغني أمر أنصحكم فيه فاكتموه عليّ، إنّ معشر اليهود ندموا وترضّوا محمّدا على أن يأخذوا منكم أشرافا ويدفعوهم إليه، ثم يكونون معه عليكم، فوقع ذلك من القوم، وأرسل أبو سفيان وعيينة إلى بني قريظة: إنا لسنا بدار مقام، وقد هلك الخف والحافر «٤»، فلنناجز «٥» محمدا. فطلبوا رهنا، فقالت قريش:
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٨٣، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٤٩، والمفردات: ٤٨٤، واللسان: ١/ ٧٥٠ (نحب).
(٣) أي: فرصة.
الصحاح: ٣/ ٩٠٠ (نهز)، والنهاية: ٥/ ١٣٥.
(٤) كناية عن الإبل والفرس، وفي النهاية لابن الأثير: ٢/ ٥٥: «ولا بد من حذف مضاف: أي ذي خف... وذي حافر. والخفّ للبعير كالحافر للفرس».
وانظر اللسان: ٩/ ٨١ (خفف).
(٥) أي: نقاتل.
النهاية لابن الأثير: ٥/ ٢١.
٢٦ مِنْ صَياصِيهِمْ: حصونهم «٢». نزل جبريل ورسول الله في بيت زينب بنت جحش- تغسل رأسه- فقال: عفا الله عنك ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني تركتهم في زلزال وبلبال. فحاصرهم عليه السلام وقتلهم وسباهم «٣».
٢٧ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها: أرض فارس والروم «٤».
٣٠ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ: لأنّ النّعمة عندهن بصحبة الرسول أعظم والحجة عليهن ألزم.
(٢) معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٤٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٣٠٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٤٩، وتفسير الطبري: ٢١/ ١٥٠، والمفردات للراغب: ٢٩١.
(٣) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٢١/ ١٥٠ عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
٦/ ٥٩١، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة.
وقيل: بل المراد خيبر، وقيل: اليمن، وقيل: مكة.
وعقب ابن عطية- رحمه الله- على هذه الأقوال بقوله: «ولا وجه لتخصيص شيء من ذلك دون شيء».
المحرر الوجيز: ١٢/ ٤٩.
وقال الطبري رحمه الله في تفسيره: ٢١/ ١٥٥: «والصواب من القول في ذلك أن يقال:
إن الله تعالى ذكره أخبر أنه أورث المؤمنين من أصحاب رسول الله ﷺ أرض بني قريظة وديارهم وأموالهم، وأرضا لم يطئوها يومئذ، ولم تكن مكة ولا خيبر، ولا أرض فارس والروم ولا اليمن، مما كان وطئوها يومئذ، ثم وطئوا ذلك بعد، وأورثهموه الله، وذلك كله داخل في قوله: وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها لأنه تعالى ذكره لم يخصص من ذلك بعضا دون بعض» اه.
(٤) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: ٢/ ١١٥ عن الحسن، وكذا الطبري في تفسيره:
٢١/ ١٥٥.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٥٩٢، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن الحسن رحمه الله.
، ولو كان مضاعفة لكان العذاب ثلاثا أو أكثر.
٣٣ وَقَرْنَ «٣» : من: وقر يقر وقورا ووقارا، أي: كن ذوات وقار «٤»، ولا تخفقن بالخروج.
والتبرّج: التبختر والتكسر «٥».
٣٦ وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ: في زينب بنت جحش ابنة عمة النّبيّ ﷺ خطبها لزيد بن حارثة فامتنعت [هي] وأخوها عبد الله «٦».
السبعة لابن مجاهد: ٥٢١، والتبصرة لمكي: ٢٩٩، والتيسير للداني: ١٧٩. [.....]
(٢) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ٣٥٠: «كأنه أراد: يضاعف لها العذاب، فيجعل ضعفين، أي: مثلين، كل واحد منهما ضعف الآخر. وضعف الشيء: مثله، ولذلك قرأ أبو عمرو: يضعّف، لأنه رأى أن «يضعّف» للمثل، و «يضاعف» لما فوق ذلك».
وانظر توجيه قراءة أبي عمرو في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٢٦، والكشف لمكي:
٢/ ١٩٦، والبحر المحيط: ٧/ ٢٢٨.
(٣) بكسر القاف، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي.
السبعة لابن مجاهد: ٥٢٢، والتبصرة لمكي: ٢٩٩، والتيسير للداني: ١٧٩.
(٤) قال مكي في الكشف: ٢/ ١٩٨: «فيكون الأصل في «وقرن» و «اقررن»، فتحذف الراء الأولى استثقالا للتضعيف، بعد أن تلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ «قرن»... ».
(٥) تفسير الطبري: ٢٢/ ٤، ومعاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٢٥، وتفسير الماوردي: ٣/ ٣٢٢.
(٦) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
أي: وامتنع أخوها عبد الله بن جحش كذلك، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: ٢٢/ ١١ عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة. دون ذكر عبد الله بن جحش.
وأخرج نحوه أيضا الدارقطني في سننه: ٣/ ٣٠١، كتاب المهر، عن الكميت بن زيد عن مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب رضي الله عنها.
وأورده الزمخشري في الكشاف: ٣/ ٢٦١، والحافظ في الكافي الشاف: ١٣٤، وقال:
«لم أجده موصولا- وأشار إلى رواية الدارقطني ثم قال-: وإسناده ضعيف». وأشار المناوي في الفتح السماوي: (٣/ ٩٣٥، ٩٣٦) إلى رواية الدارقطني، وضعف سنده.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: ٦/ ٤١٩: «هذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك إذا حكم الله ورسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هاهنا ولا رأى ولا قول كما قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً... ».
بالعتق «٢».
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ: من الميل إليها وإرادة طلاقها «٣».
وقيل «٤» : هو ما أعلمه الله بأنها تكون زوجته.
فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً: من طلاقها «٥». وقيل «٦» : من نكاحها.
٣٨ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً: جاريا على تقدير وحكمة.
٤٠ ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ: [أي: من رجالكم البالغين] «٧» الحسن والحسين إذ ذاك لم يكونا رجلين، والقاسم وإبراهيم والطيّب والمطهّر «٨» توفوا صبيانا.
(٢) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: ٢/ ١١٧ عن قتادة.
وكذا الطبري في تفسيره: ٢٢/ ١٣، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٦١٤، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني عن قتادة أيضا.
وانظر هذا القول في تفسير البغوي: ٣/ ٥٣١، وتفسير القرطبي: ١٤/ ١٨٨، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٤١٩.
(٣) المصادر السابقة.
(٤) نقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٢٧ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
٦/ ٦١٦، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي.
(٥) ذكره الزجاج في معانيه: ٤/ ٢٢٩، ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٢٧، والقرطبي في تفسيره: ١٤/ ١٩٤ عن قتادة.
(٦) تفسير القرطبي: ١٤/ ١٩٤.
(٧) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٨) كذا ورد في رواية الطبري في تفسيره: ٢٢/ ١٦ عن قتادة، وأيضا في معاني القرآن للزجاج: ٤/ ٢٣٠، وتفسير ابن كثير: ٦/ ٤٢٢.
وذكر ابن حبيب في المحبر: ٥٣ أن عبد الله هو الطيب وهو الطاهر.
وقال ابن حزم في الجمهرة: ١٦: «وكان لرسول الله ﷺ من الولد سوى إبراهيم:
القاسم، وآخر اختلف في اسمه، فقيل: الطاهر، وقيل: الطيب، وقيل: عبد الله... ».
[٧٨/ ب] ٤٨ وَدَعْ أَذاهُمْ: / لا تحزن وكلهم إلينا.
٥٠ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها: هي ميمونة «٢» بنت الحارث.
وقيل «٣» : زينب بنت خزيمة.
٤٩ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها: تحسبونها «تفتعلون» من العدّ «٤».
٥١ تُرْجِي: تؤخر، وَتُؤْوِي: تضم «٥»، ومعناهما الطلاق والإمساك.
الآية» اه. [.....]
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٢/ ٢٣ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٣٣ عن ابن عباس، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير:
٦/ ٤٠٦، والقرطبي في تفسيره: ١٤/ ٢٠٩.
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٢/ ٢٣ عن علي بن الحسين، ونقله الماوردي في تفسيره:
٣/ ٣٣٣، والبغوي في تفسيره: ٣/ ٥٣٧ عن الشعبي.
وأورده الحافظ ابن حجر في الفتح: ٨/ ٣٨٦، وقال: «جاء عن الشعبي وليست بثابت...
ومن طريق قتادة عن ابن عباس قال: التي وهبت نفسها للنبي ﷺ هي ميمونة بنت الحارث، وهذا منقطع، وأورده من وجه آخر مرسل وإسناده ضعيف، ويعارضه حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس، «لم يكن عند رسول الله ﷺ امرأة وهبت نفسها له».
أخرجه الطبري وإسناده حسن، والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له وإن كان مباحا له، لأنه راجع إلى إرادته لقوله تعالى: إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها... ».
(٤) المحرر الوجيز: ١٢/ ٨٣، والتبيان للعكبري: ٢/ ١٠٥٨.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٣٩، وغريب القرآن لليزيدي: ٣٠٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٥١، وتفسير الطبري: ٢٢/ ٢٤، وتفسير البغوي: ٣/ ٥٣٧.
ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ: إذا علمن أنك لا تطلقهن أو لا تتزوج عليهن.
٥٢ لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ: نكاح النساء أو شيء من النساء.
مِنْ بَعْدُ: من بعد التسع إذ لمّا خيّرن فاخترنه أمر أن يكتفي بهن «١».
٥٣ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ: منتظرين وقت «٢» نضجه «٣».
٥٩ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ: الحرّة من الأمة «٤»، أو الصالحات من المتبرجات «٥».
٦٩ آذَوْا مُوسى: اتهموه بقتل هارون، فأحياه [الله] «٦» فبرّأه ثم مات «٧».
٣/ ٣٣٤ عن ابن عباس، وقتادة.
وأورده ابن العربي في أحكام القرآن: ٣/ ١٥٧٠ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٢) في «ج» : بعد.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ٢/ ١٤٠، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٣٥٢، والمفردات للراغب: ٢٩.
والمعنى كما جاء في تفسير الطبري: ٢٢/ ٣٤: «يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، لا تدخلوا بيوت نبي الله إلّا أن تدعوا إلى طعام غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ، يعني: غير منتظرين إدراكه وبلوغه، وهو مصدر من قولهم: قد أنى هذا الشيء يأني إليّ وأنيا وإناء... وفيه لغة أخرى، يقال: قد آن لك، أي: تبين لك أينا، ونال لك، وأنال لك... ».
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٢٢/ ٤٦ عن قتادة، ومجاهد.
وذكره الواحدي في أسباب النزول: ٤٢١ عن السدي بغير سند.
ونقله الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٣٩ عن قتادة.
(٥) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: ٣/ ٣٣٩.
(٦) عن نسخة «ج».
(٧) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٢/ ٥٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: ٢/ ٥٧٩، كتاب التاريخ، باب «ذكر وفاة هارون بن عمران»، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٦/ ٦٦٦، وزاد نسبته إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وأشار الحافظ في الفتح: ٨/ ٣٩٥ إلى رواية الطبري وابن أبي حاتم، وقوى إسنادهما.
وثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا أن بني إسرائيل اتهموا موسى عليه الصلاة والسلام بأنه آدر، أو به برص، أو آفة في جسمه. (صحيح البخاري: ٤/ ١٢٩، كتاب الأنبياء).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر... » ذكره تعقيبا على الروايتين.
٧٢ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ: الأمانة: ما أودعها الله من دلائل التوحيد فأظهروها إلّا الإنسان «١».
«الجهول» : الكافر بربه.
وقيل: هو على التمثيل أي منزلة الأمانة منزلة ما لو عرض على الأشياء مع عظمها وكانت تعلم ما فيها لأشفقت منها، إلّا أنّه خرج مخرج الواقع لأنّه أبلغ من المقدّر.
وقيل: العرض بمعنى المعارضة، أي: عورضت السّماوات والأرض، وقوبلت بثقل الأمانة، فكانت الأمانة أوزن وأرجح «٢».
فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها: لم يوازنها.
٧٣ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ: في الأمانة، وَالْمُشْرِكِينَ: بتضييعها.
وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ: بحفظهم لها.
وأورد الطبري- رحمه الله- عدة أقوال في المراد ب «الأمانة» هنا، ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عني بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين، وأمانات الناس، وذلك أن الله لم يخص بقوله: عَرَضْنَا الْأَمانَةَ بعض معاني الأمانات لما وصفنا».
(تفسير الطبري: ٢٢/ ٥٧).
وقال القرطبي في تفسيره: ١٤/ ٢٥٣: «و «الأمانة» تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال».
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره: ٣/ ٣٤٣ عن ابن بحر.