تفسير سورة سورة الشمس من كتاب تفسير مقاتل بن سليمان
.
لمؤلفه
مقاتل بن سليمان
.
المتوفي سنة 150 هـ
سورة الشمس
مكية، عددها خمس عشرة آية كوفي
مكية، عددها خمس عشرة آية كوفي
ﰡ
ﭜﭝ
ﰀ
ﭟﭠﭡ
ﰁ
ﭣﭤﭥ
ﰂ
ﭧﭨﭩ
ﰃ
ﭫﭬﭭ
ﰄ
ﭯﭰﭱ
ﰅ
ﭳﭴﭵ
ﰆ
ﭷﭸﭹ
ﰇ
ﭻﭼﭽﭾ
ﰈ
ﮀﮁﮂﮃ
ﰉ
ﮅﮆﮇ
ﰊ
ﮉﮊﮋ
ﰋ
ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ
ﰌ
ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛ
ﰍ
ﮝﮞﮟ
ﰎ
قوله: ﴿ وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ [آية: ١] يعني وحرها ﴿ وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا ﴾ [آية: ٢] يعني إذا تبعها يسير من خلفها، وله حفيف في السماء ﴿ وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا ﴾ [آية: ٣] يعني جلاها الرب تبارك وتعالى من ظلمة الليل ﴿ وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴾ [آية: ٤] يعني تغشى ظلمته ضوء النهار ﴿ وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا ﴾ [آية: ٥] يعني وبالذى بناها، ثم قال: ﴿ وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ﴾ [آية: ٦] يعني أقسم بالأرض، وبالذى بسطها، يعني الرب تعالى نفسه، ثم قال: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [آية: ٧] يعني أدم، وما سواها، يعني وبالذى خلقها، يعني نفسه فسوى اليدين والرجلين والعينين والأذنين ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [آية: ٨] يعني وعلمها الضلالة والهدى. ثم عظم الرب نفسه، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ﴾ [آية: ٩] يعني قد أسعدها الله يعني أصلحها الله تعالى، فإنه من أصلحه الله، فقد أفلح ﴿ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ [آية: ١٠] يعني وقد هلك من أشقاه الله عز وجل، ثم ذكر ثمود فقال: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ ﴾ [آية: ١١] يعني الطغيان والشقاء حملها على التكذيب، لأنه طغى عليهم الشقاء مرتين، مرة بما كذبوا الله عز وجل، وعموا عن الإيمان به، والآخرى عقروا الناقة، فذلك قوله: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾ [آية: ١٢]، وأما قوله: ﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ [آية: ١٣] يعني بالرسول صالح صلى الله عليه وسلم، وهو بين لهم أمر الناقة وشربها، وما يفعل الله عز وجل بهم إن كذبوا وعقروا الناقة، فذلك قوله: ﴿ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا ﴾ ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ بما جاء به ﴿ فَعَقَرُوهَا ﴾ يعني قتلوا الناقة فحل بهم العذاب، قال: ﴿ فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ ﴾.
ثم قال: ﴿ فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ ﴾ يقول: إنما كان بذنبهم، بذلك أنهم لما عقروا الناقة ابتعد الفصيل حتى صعد على جبل فصاح ثلاث مرات: يا صالح، قتلت أمى وفزع أهل المدينة كلهم إلى صالح، فقالوا: ما جئتنا؟ قال: حيلتكم أن تأخذوا الفصيل، فعسى الله أن يكف عنكم العذاب في شأن الفصيل، فلما صعدوا الجبل ليأخذوه فر من بين أيديهم وتوارى فلم ير، وغاب، قالوا: يا صالح، ما يفعل الله بنا؟ قال: كم من صيحة صالح الفصيل؟ قالوا: ثلاث مرات، قال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك الوعد الذي صاح الفصيل غير مكذوب، يقول: إنه لا يكذب فيه، قالوا: ما علامة ذلك يا صاح؟ قال: أنكم تصفر وجوهكم يوم الثاني، وتسود وجوهكم يوم الثالث، قال: ثم يأتيكم العذاب يوم الرابع، فلما أن كان اليوم الأول اصفرت وجوه القوم، فلم يصدقوا، وقالوا: إنما هى الصفرة من الخوف والفرق، فلما كان اليوم الثانى احمرت وجوههم واستيقنوا بالعذاب، ثم إنهم عمدوا فحفروا لأنفسهم قبوراً وتحنطوا بالمر والصبر وتكفنوا بالأنطاع، فلما أن كان اليوم الثالث اسودت وجوههم حتى لم يعرف بعضهم بعضاً من شدة السواد، والتغير، فلما أن كان اليوم الرابع أصبحوا فدخلوا حفرهم، فلما اشرقت الشمس، وارتفع النهار لم يأتهم العذاب، فظنوا أن الله يرحمهم، وخرجوا من قبورهم، ودعوا بعضهم بعضاً، إذ نزل جبريل، عليه السلام، فسد ضوء الشمس حتى دخلوا في قبورهم، فصاح بهم جبريل، عليه السلام، فلما عاينوا جبريل، عليه السلام، ونظروا إلى ضوء الشمس شدوا حتى دخلوا في قبورهم، فناموا فصاح بهم جبريل صيحة أن قوموا عليكم لعنة الله، فسالت أرواحهم من أجسادهم، ونزلت بيوتهم حتى وقعت على قبورهم إلى يوم القيامة، فأصبحوا كأن لم يكن بمدينتهم شىء، فذلك قوله:﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ ﴾[هود: ٦٨] وذلك قوله: ﴿ فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [آية: ١٤] يعني فسوى بيوتهم على قبورهم، قوله: ﴿ وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [آية: ١٥].
قال في التقديم: ﴿ إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾.
﴿ وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ عاقر الناقة من الله عز وجل، وإنما كان أصحاب الشراب تسعة نفر منهم قدار بن قديرة، وهو عاقر الناقة وسالف، وجدع، وقيل، وجزيل، وهذيل، وجمال بن مالك، وحبابة بن أذاذ، وجميل بن جواد. فذلك قوله:﴿ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾[النمل: ٤٨]، قال أبو صالح: بعض هؤلاء المسمين يوافق تسمية عاقري الناقة في سورة النمل، وهذا قول: وأولئك قول قوم آخرين والله أعلم.
ثم قال: ﴿ فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ ﴾ يقول: إنما كان بذنبهم، بذلك أنهم لما عقروا الناقة ابتعد الفصيل حتى صعد على جبل فصاح ثلاث مرات: يا صالح، قتلت أمى وفزع أهل المدينة كلهم إلى صالح، فقالوا: ما جئتنا؟ قال: حيلتكم أن تأخذوا الفصيل، فعسى الله أن يكف عنكم العذاب في شأن الفصيل، فلما صعدوا الجبل ليأخذوه فر من بين أيديهم وتوارى فلم ير، وغاب، قالوا: يا صالح، ما يفعل الله بنا؟ قال: كم من صيحة صالح الفصيل؟ قالوا: ثلاث مرات، قال: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك الوعد الذي صاح الفصيل غير مكذوب، يقول: إنه لا يكذب فيه، قالوا: ما علامة ذلك يا صاح؟ قال: أنكم تصفر وجوهكم يوم الثاني، وتسود وجوهكم يوم الثالث، قال: ثم يأتيكم العذاب يوم الرابع، فلما أن كان اليوم الأول اصفرت وجوه القوم، فلم يصدقوا، وقالوا: إنما هى الصفرة من الخوف والفرق، فلما كان اليوم الثانى احمرت وجوههم واستيقنوا بالعذاب، ثم إنهم عمدوا فحفروا لأنفسهم قبوراً وتحنطوا بالمر والصبر وتكفنوا بالأنطاع، فلما أن كان اليوم الثالث اسودت وجوههم حتى لم يعرف بعضهم بعضاً من شدة السواد، والتغير، فلما أن كان اليوم الرابع أصبحوا فدخلوا حفرهم، فلما اشرقت الشمس، وارتفع النهار لم يأتهم العذاب، فظنوا أن الله يرحمهم، وخرجوا من قبورهم، ودعوا بعضهم بعضاً، إذ نزل جبريل، عليه السلام، فسد ضوء الشمس حتى دخلوا في قبورهم، فصاح بهم جبريل، عليه السلام، فلما عاينوا جبريل، عليه السلام، ونظروا إلى ضوء الشمس شدوا حتى دخلوا في قبورهم، فناموا فصاح بهم جبريل صيحة أن قوموا عليكم لعنة الله، فسالت أرواحهم من أجسادهم، ونزلت بيوتهم حتى وقعت على قبورهم إلى يوم القيامة، فأصبحوا كأن لم يكن بمدينتهم شىء، فذلك قوله:﴿ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ ﴾[هود: ٦٨] وذلك قوله: ﴿ فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴾ [آية: ١٤] يعني فسوى بيوتهم على قبورهم، قوله: ﴿ وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ [آية: ١٥].
قال في التقديم: ﴿ إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا ﴾.
﴿ وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴾ عاقر الناقة من الله عز وجل، وإنما كان أصحاب الشراب تسعة نفر منهم قدار بن قديرة، وهو عاقر الناقة وسالف، وجدع، وقيل، وجزيل، وهذيل، وجمال بن مالك، وحبابة بن أذاذ، وجميل بن جواد. فذلك قوله:﴿ وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ﴾[النمل: ٤٨]، قال أبو صالح: بعض هؤلاء المسمين يوافق تسمية عاقري الناقة في سورة النمل، وهذا قول: وأولئك قول قوم آخرين والله أعلم.