تفسير سورة الشرح

اللباب
تفسير سورة سورة الشرح من كتاب اللباب في علوم الكتاب المعروف بـاللباب .
لمؤلفه ابن عادل الحنبلي . المتوفي سنة 775 هـ
مكية، وهي ثماني آيات، وتسع وعشرون كلمة، ومائة وثلاثة أحرف.

مكية، وهي ثماني آيات، وتسع وعشرون كلمة، ومائة وثلاثة أحرف. بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾، الاستفهام إذا دخل على النفي قرره، فصار المعنى: قد شرحنا، ولذلك عطف عليه الماضي، ومثله: ﴿أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ﴾ [الشعراء: ١٨]، والعامة: على جزم الحاء ب «لَمْ».
وقرأ أبو جعفر المنصور: بفتحها.
فقال الزمخشري: وقالوا: لعلَّهُ بين الحاء، وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها.
وقال ابن عطية: إن الأصل: «ألَمْ نَشْرحَنْ» بالنون الخفية، ثم أبدلها ألفاً ثم حذفها تخفيفاً كما أنشد أبو زيد: [الرجز]
٥٢٤٥ - مِنْ أيِّ يَوميَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرْ أيَوْمَ لَمْ يقْدرَ أمْ يَوْمَ قُدِرْ
بفتح راء: «يقدر» وكقوله: [المنسرح]
396
بفتح باء «اضرب» انتهى. وهذا مبني على جواز توكيد المجزوم ب «لم»، وهو قليل جداً، كقوله: [الرجز]
٥٢٤٦ - إضْرِبَ عَنْكَ الهُمُومَ طَارقهَا ضَرْبكَ بالسَّيْفِ قَوْنسَ الفَرسِ
٥٢٤٧ - يَحْسبهُ الجَاهِلُ مَا لَمْ يَعْلمَا شَيْخاً عَلى كُرْسيِّهِ مُعَمَّمَا
فتتركب هذه القراءة من ثلاثة أصول كلها ضعيفة، لأن توكيد المجزوم ب «لَمْ» ضعيف، وإبدالها ألفاً إنما هو في الوقف، فاجراء الوصل مجرى الوقف خلاف الأصل، وحذف الألف ضعيف؛ لأنه خلاف الأصل.
وخرجه أبو حيان على لغة خرجها اللحياني في «نوادره» عن بعض العرب، وهو أن الجزم ب «لَنْ» والنصب ب «لَمْ» عمس المعروف عند الناس، وجعله أحسن مما تقدم.
وأنشد قول عائشة بنت الأعجم تمدح المختار تطلب ثأر الحسين بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما وعن بقية الصحابة أجمعين: [البسيط]
٥٢٤٨ - قَدْ كَان سُمْكُ الهُدَى يَنْهَدُّ قَائمهُ حتَّى أبِيحَ لهُ المُختارُ فانْغَمَدَا
فِي كُلِّ ما هَمَّ أمْضَى رأيهُ قُدُماً ولَمْ يُشاوِرَ في إقْدامهِ أحَدَا
[بنصب راء «يشاور»، وجعله محتمل للتخريجين. وشرح الصدر: فتحه؛ أي ألم تفتح صدرك للإسلام.
وقال ابن عباس: ألم تلين قلبك وعن الحسن في قوله: ألم نشرح، وقال مكي: حلماً وعلماً].
وشرح الصدر: فتحه: روي أن جبريل - عليه السلام - أتاه وشق صدره، وأخرج قلبه، وغسله وأنقاه من المعاصي، ثم ملأه علماً، وإيماناً، ووضعه في صدره، وطعن القاضي في هذه الرواية من وجوه:
397
أحدها: أن هذه الواقعة إنما وقعت حال صغرهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وذلك من المعجزات فلا يجوز أن يتقدم بثبوته.
وثانيها: أن تأثير الغسل في إزالة الأجسام، والمعاصي ليست بإجرام فلم يؤثر الغسل فيها.
وثالثها: أنه لا يصح أن يملأ القلب علماً، بل الله تبارك وتعالى يخلق فيه العلوم.
وأجيب عن الأول: بأن تقديم المعجزات على زمان البعثة جائز، وهو المسمى بالإرهاص، ومثله في حق الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كثير.
وعن الثاني، والثالث: لا يبعد أن يكون حصول ذلك الدم الأسود الذي غسلوه من قلب الرسول - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - ميل القلب إلى المعاصي وإحجامه عن الطاعات، فإذا أزالوه عنه كان ذلك علامة لمواظبة صاحبه على الطاعات، واحترازه عن السيئات، فكان ذلك، كالعلامة للملائكة على عصمة صاحبه.
وأيضاً فإن الله تعالى يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد.
روى ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - أنهم قالوا: «يا رسول الله، أينشرح الصدر؟.
قال:»
نعم وينفسح «، قالوا: يا رسول الله، وهل لذلك علامة؟.
قال:»
نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاعتداد للموت قبل نزول الموت «».
قال القرطبيُّ: معنى ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ قد شرحنا، و «لَمْ» جحد، وفي الاستفهام طرف من الجحد وإذا وقع جحد، رجع إلى التحقيق، كقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين﴾ [التين: ٨]، ومعناه: الله أحكم الحاكمين، وكذا ﴿أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ [الزمر: ٣٦]، ومنه قول جرير يمدح عبد الملك بن مروان: [الوافر]
٥٢٤٩ - ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايَا وأنْدَى العَالمِينَ بُطُونَ رَاحِ
المعنى: أنتم كذا.
فإن قيل: لم قال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ فذكر الصدر ولم يذكر القلب؟.
فالجوابُ: لأن محلَّ الوسوسة هو الصَّدر على ما قال تعالى: ﴿يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس﴾ [الناس: ٥] فإبدال تلك الوسوسة بدواعي الخير هو الشرح، فلذلك خص الشرح بالصدر دون القلب.
وقيل: الصدر حضن القلب، فيقصده الشبطان، فإن وجد مسلكاً أغار فيه، وبث جنده فيه وبث فيه الغموم، والهموم والحرص، فيقسو القلب حينئذ، ولا يجد للطاعة
398
لذة، ولا للإسلام حلاوةً، فإذا طرد في الابتداء حصل الأمن، وانشرح الصدر.
فإن قيل: لِمَ قال: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ ولم يقل: «ألَمْ نَشْرَحْ صَدْرَك» ؟.
فالجوابُ: كأنه تعالى يقول: لام بلام، فأنت إنما تفعل الطاعات لأجلي، وأنا أيضاً جميع ما أفعله لأجلك.

فصل فيمن اعتبر «والضحى»، و «ألم نشرح» سورة واحدة


روي عن طاوس، وعمر بن عبد العزيز أنهما كانا يقرآن: «والضُّحَى»، و ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ﴾ سورة واحدة، وكانا يقرآنها في ركعة واحدة، ولا يفصلان بينهما ب «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ»، وذلك لأنهما رأيا أن أولهما يشبه قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فآوى﴾. وليس كذلك، لأن حالة اغتمامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بإيذاء الكفار، فهي حالة محنةٍ وضيق، وهذه حالة انشراح الصدر، وطيب القلبِ فكيف يجتمعان؟.
قوله: ﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾، أي: حططنا عنك ذنبك.
وقرأ أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - وحللنا وحططنا.
وقرأ ابن مسعود: «وَحَلَلْنَا عَنْكَ وقْرَكَ». وهذه الآية مثل قوله: ﴿لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح: ٢].
قيل: الجميع كانوا قبل النبوة، أي: وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية؛ لأنه كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كان في يسر من مذاهب قومه، وإن لم يكن عبد صنماً، ولا وثناً.
قوله
: ﴿الذي
أَنقَضَ
ظَهْرَكَ﴾
، أي: حمله على النقض، وهو صوت الانتقاض والانفكاك لثقله، مثل لما كان يثقله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
قال أهل اللغة: أنقض الحمل ظهر الناقة: إذا سمعت له صريراً من شدة الحمل، وسمعت نقيض الرجل أي صريره؛ قال العبَّاس بن مرداسٍ: [الطويل]
٥٢٥٠ - وأنْقضَ ظَهْرِي ما تطَوَّيْتُ مِنهُم وكُنْتُ عَليْهِمْ مُشْفِقاً مُتَحَنِّنَا
وقال جميلٌ: [الطويل]
٥٢٥١ - وحتَّى تَداعَتْ بالنَّقيضِ حِبالهُ وهَمَّتْ بَوانِي زَوْرهِ أنْ تُحطَّمَا
والمعنى: أثقل ظهرك حين سمع نقيضه، أي: صوته.
399
والوِزْرُ: الحمل الثقيل.
قال المحاسبيُّ: يعني: ثقل الوزر لو لم يعفُ الله عنه.
قال: وإنما وُصفتْ ذنوبُ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بهذا الثقل مع كونها مغفورة لشدة اهتمامهم بها، وندمهم منها، وتحسرهم عليها [وقال الحسين بن الفضل: يعني الخطأ والسهو.
وقيل: ذنوب أمتك اضافها إليه لاشتغال قلبه بها].
وقال عبد العزيز بن يحيى وأبو عبيدة: خففنا عنك أعباء النبوة، والقيام بها، حتى لا تثقل عليك.
وقيل: كان في الابتداء يثقل عليه الوحي، حتى كاد يرمي نفسه من شاهق الجبل، إلى أن جاء جبريل - عليه السلام - وأزال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ عنه ما كان يخاف من تغير العقل.
وقيل: عصمناك عن احتمال الوِزْر، وحفظناك قيل النبوة في الأربعين من الأدناس، حتى نزل عليه الوحي، وأنت مطهَّر من الأدناس.
قوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، قال مجاهد: يعني بالتأذين.
وروى الضحاك عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم - يقول عَزَّ وَجَلَّ له: لا ذكرت إلا ذكرت معي في الأذان، والإقامة، والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق ويوم عرفة، وعند الجمار وعلى الصفا والمروة وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها. ولو أن رجلاً عبد الله تعالى، وصدق بالجنة والنار وكل شيءٍ ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم ينتفع شيء وكان كافراً.
وقيل: أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه.
وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات. وقيل: عام في كل ذكر.
قوله: ﴿فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً﴾ العامة، على سكون السين في الكلم الأربع.
400
وابن وثَّاب وأبو جعفر وعيسى: بضمها، وفيه خلاف، هل هو أصل، أو منقول من المسكن؟ والألف واللام في العسر الأول لتعريف الجنس، وفي الثاني للعهد، وكذلك روي عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - لن يغلب عسرٌ يسرين وروي أيضاً مرفوعاً أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خرج يضحك يقول:
«لن يغلب عسر يسرين» والسبب فيه أن العرب إذا أتت باسم، ثم أعادته مع الألف واللام، كان هو الأول، نحو: جاء رجل فأكرمتُ الرجل، وقوله تعالى: ﴿كَمَآ أَرْسَلْنَآ إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فعصى فِرْعَوْنُ الرسول﴾ [المزمل: ١٥، ١٦]، ولو أعادته بغير ألف ولام كان غير الأول، فقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً﴾ لما أعاد العسر الثاني أعاده ب «أل»، ولما كان اليُسْر الثاني غير الأول لم يعده بأل.
وقال الزمخشريُّ: فإن قلت: ما معنى قول ابن عبَّاس؟ وذكر ما تقدم.
قلت: هذا عمل على الظاهر، وبناء على قوة الرجاء، وأن موعد الله تعالى لا يحمل إلا على أوفى ما يحتمله اللفظ، وأبلغه، والقول فيه أنه يحتمل أن تكون الجملة الثانية تكريراً للأولى كما كرر قوله: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ﴾ لتقرير معناها في النفوس، وتمكنها في القلوب، وكما يكرر المفرد في قوله: «جاء زيد زيد»، وأن تكون الأولى عدة بأن العسر مردوف بيُسْرٍ [لا محالة والثانية: عدة مستأنفة بأن العسر متبوع بيسر] فهما يسران على تقدير الاستئناف وإنَّما كان العسر واحداً لأنه لا يخلو، إما أن يكون تعريفه للعهد، وهو العسر الذي كانوا فيه، فهو هو، لأن حكمه حكم زيد في قولك: «إن مع زيد مالاً، إن مع زيد مالاً»، وإما أن يكون للجنس الذي يعلمه كل أحد، فهو هو أيضاً، وأما اليسر، فمنكر متناول لبعض الجنس، فإذا كان الكلام الثاني مستأنفاً غير مكرر، فقد تناول بعضاً غير البعض الأول بغير إشكال.
قال أبو البقاء: العسر في الموضعين واحد؛ لأن الألف واللام توجب تكرير الأول، وأما يُسْراً في الموضعين، فاثنان، لأن النكرة إذا أريد تكريرها جيء
401
بضميرها، أو بالألف واللام ومن هنا قيل: «لَنْ يَغْلِبَ عُسرٌ يُسرَيْنِ».
وقال الزمخشريُّ أيضاً فإن قلت: «إن» مَعَ «للصحبة، فما معنى اصطحاب اليسر والعسر؟ قلت: أراد أن الله - تعالى - يصيبهم بيسر بعد العسر الذي كانوا فيه بزمان قريب، فقرب اليسر المترقب، حتى جعله كالمقارن للعسر زيادة في التسلية، وتقوية للقلوب.
وقال أيضاً فإن قلت: فما معنى هذا التنكير؟.
قلت: التفخيم كأنه قيل: إنّ مع العسر يسراً عظيماً، وأي يسر، وهو في مصحف ابن مسعود مرة واحدة.
فإن قلت: فإذا أثبت في قراءته غير مكرر فلم قال: والذي نفسي بيده لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه، إنه لن يغلب عسر يسرين؟.
قلت: كأنه قصد اليسرين، وأما في قوله:»
يُسْراً «من معنى التفخيم، فتأوله بيسر الدَّارين، وذلك يسران في الحقيقة.

فصل في تعلق هذه الآية بما قبلها


تعلق هذه الآية بما قبلها أن الله تعالى بعث نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فعيَّره المشركون بفقره، حتى قالوا له: نجمع لك مالاً، فاغتنم لذلك، وظن أنهم إنما رغبوا عن الإسلام لكونه فقيراً حقيراً عندهم، فعدد الله - تعالى - عليه منته بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾، أي: ما كنت فيه من أمر الجاهلية، ثم وعده بالغنى في الدنيا ليزيل في قلبه ما حصل فيه من التأذي، بكونهم عيَّروه بالفقر، فقال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً﴾ فعطفه بالفاء أي: لا يحزنك ما عيروك به في الفقر، فإن ذلك يسراً عاجلاً في الدنيا فأنجز له ما وعده، فلم يمت، حتى فتح عليه»
الحجاز «، و» اليمن «ووسع عليه ذات يده، حتَّى كان يعطي الرجل المائتين من الإبل، ويهب الهبات السنية، وترك لأهله قوت سنته، وهذا وإن كان خاصاً بالنبي - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - فقد يدخل فيه بعض أمته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ إن شاء الله تعالى، ثم ابتدأ فصلاً آخر من أمر الآخرة، فقال:
﴿إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً﴾ فهذا شيء آخر، والدليل على ابتدائه، تعديه من فاء، وواو، وغيرهما من حروف النسق التي تدخل على العطف، فهذا عام لجميع للمؤمنين، ﴿إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً﴾ للمؤمنين يسراً في الآخرة لا محالة، وربما اجتمع يسرُ الدنيا، ويسرُ الآخرة.
402
قوله: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ﴾.
العامة: على فتح الراء: من «فَرغْتَ»، وهي الشهيرة.
وقرأها أبو السمال: مكسورة، وهي لغة فيه.
قال الزمخشري: «وليست بالفصيحة».
وقال الزمخشري أيضاً: «فإن قلت: كيف تعلق قوله تعالى: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب﴾ بما قبله؟.
قلت: لما عدد عليه نعمه السالفة، ووعوده الآنفة، بعثه على الشكر، والاجتهاد في العبادة، والنصب فيها»
.
وعن ابن عباس: فإذا فرغت من صلاتك، فانصب في الدعاء.
العامة: على فتح الصَّاد وسكون الباء أمراً من النصب وقرىء: بتشديد الباء مفتوحة أمراً من الإنصاب.
وكذا قرىء بكسر الصاد ساكنة الباء، أمراً من النَّصْب بسكون الصاد.
قال شهاب الدين: ولا أظن الأولى إلا تصحيفاً، ولا الثانية إلا تحريفاً، فإنها تروى عن الإمامية وتفسيرها: فإذا فرغت من النبوة فانصب الخليفة.
وقال ابن عطية: وهي قراءة شاذةٌ، لم تثبت عن عالم.
قال الزمخشريُّ: ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة، أنه قرأ: «فانْصِبْ» - بكسر الصاد - أي: فانصب علياً للإمامة، ولو صح هذا للرافضيِّ، لصحَّ للناصبي أن يقرأ هكذا، ويجعله أمراً بالنصب الذي هو بغض علي، وعداوته.
قال ابن مسعود: «إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل».
وقال الكلبيُّ: «إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب، أي: استغفِرْ لذَنْبِكَ وللمُؤمنينَ والمُؤْمِنَات».
403
وقال الحسنُ وقتادة: «فإذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربِّك».
قوله: ﴿وإلى رَبِّكَ فارغب﴾.
قرأ الجمهور: «فارْغَبْ» أمر من «رغبَ» ثلاثياً.
وقرأ زيد بن علي، وابن أبي عبلة: «فَرغِّبْ» بتشديد الغين، أمر من «رَغَّبَ» بتشديد الغين أي: فرغب الناس إلى طلب ما عنده.
عن عبد الله بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول: «مَنْ قَرَأ ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني» والله تعالى أعلم.
404
سورة التين
405
قوله :﴿ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾، أي : حططنا عنك ذنبك.
وقرأ أنس - رضي الله عنه - وحللنا وحططنا١.
وقرأ ابن مسعود٢ :«وَحَلَلْنَا عَنْكَ وقْرَكَ ». وهذه الآية مثل قوله :﴿ لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [ الفتح : ٢ ].
قيل : الجميع كانوا قبل النبوة، أي : وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان في يسر من مذاهب قومه، وإن لم يكن عبد صنماً، ولا وثناً.
١ ينظر: الكشاف ٤/٧٧٠، والمحرر الوجيز ٥/٤٩٧..
٢ ينظر السابق..
قوله :﴿ الذي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ﴾، أي : حمله على النقض، وهو صوت الانتقاض والانفكاك لثقله، مثل لما كان يثقله صلى الله عليه وسلم.
قال أهل اللغة : أنقض الحمل ظهر الناقة : إذا سمعت له صريراً من شدة الحمل، وسمعت نقيض الرجل أي صريره ؛ قال العبَّاس بن مرداسٍ :[ الطويل ]
٥٢٥٠- وأنْقضَ ظَهْرِي ما تطَوَّيْتُ مِنهُم وكُنْتُ عَليْهِمْ مُشْفِقاً مُتَحَنِّنَا١
وقال جميلٌ :[ الطويل ]
٥٢٥١- وحتَّى تَداعَتْ بالنَّقيضِ حِبالهُ وهَمَّتْ بَوانِي زَوْرهِ أنْ تُحطَّمَا٢
والمعنى : أثقل ظهرك حين سمع نقيضه، أي : صوته.
والوِزْرُ : الحمل الثقيل.
قال المحاسبيُّ : يعني : ثقل الوزر لولم يعفُ الله عنه.
قال : وإنما وُصفتْ ذنوبُ الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بهذا الثقل مع كونها مغفورة لشدة اهتمامهم بها، وندمهم منها، وتحسرهم عليها [ وقال الحسين بن الفضل : يعني الخطأ والسهو.
وقيل : ذنوب أمتك أضافها إليه لاشتغال قلبه بها ]٣.
وقال عبد العزيز بن يحيى وأبو عبيدة : خففنا عنك أعباء النبوة، والقيام بها، حتى لا تثقل عليك.
وقيل : كان في الابتداء يثقل عليه الوحي، حتى كاد يرمي نفسه من شاهق الجبل، إلى أن جاء جبريل - عليه السلام - وأزال صلى الله عليه وسلم عنه ما كان يخاف من تغير العقل.
وقيل : عصمناك عن احتمال الوِزْر، وحفظناك قبل النبوة في الأربعين من الأدناس، حتى نزل عليه الوحي، وأنت مطهَّر من الأدناس.
١ ينظر البحر ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤١، وفتح القدير ٥/٤٦١..
٢ ينظر القرطبي ٢٠/٧٢، والبحر ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤١، وفتح القدير ٥/٤٦١..
٣ سقط من: ب..
قوله :﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾، قال مجاهد : يعني بالتأذين١.
وروى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهم - يقول عز وجل له : لا ذكرت إلا ذكرت معي في الأذان، والإقامة، والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق ويوم عرفة، وعند الجمار وعلى الصفا والمروة وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها٢. ولو أن رجلاً عبد الله تعالى، وصدق بالجنة والنار وكل شيءٍ ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم ينتفع بشيء وكان كافراً.
وقيل : أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه.
وقيل : رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات. وقيل : عام في كل ذكر.
١ أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٢/٦٢٧) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/٦١٥) وزاد نسبته إلى الشافعي في "الرسالة" وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في "الدلائل"..
٢ ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢٠/٧٢ -٧٣) من طريق الضحاك عن ابن عباس..
قوله :﴿ فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾، العامة : على سكون السين في الكلم الأربع.
وابن وثَّاب وأبو جعفر١ وعيسى : بضمها، وفيه خلاف، هل هو أصل، أو منقول من المسكن ؟ والألف واللام في العسر الأول لتعريف الجنس، وفي الثاني للعهد، وكذلك روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - لن يغلب عسرٌ يسرين، وروي أيضاً مرفوعاً أنه صلى الله عليه وسلم خرج يضحك يقول :«لن يغلب عسر يسرين »٢ والسبب فيه أن العرب إذا أتت باسم، ثم أعادته مع الألف واللام، كان هو الأول، نحو : جاء رجل فأكرمتُ الرجل، وقوله تعالى :﴿ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً، فعصى فِرْعَوْنُ الرسول ﴾ [ المزمل : ١٥، ١٦ ]، ولو أعادته بغير ألف ولام كان غير الأول، فقوله تعالى :﴿ فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾ لما أعاد العسر الثاني أعاده ب «أل »، ولما كان اليُسْر الثاني غير الأول لم يعده بأل.
وقال الزمخشريُّ٣ : فإن قلت : ما معنى قول ابن عبَّاس ؟ وذكر ما تقدم.
قلت : هذا عمل على الظاهر، وبناء على قوة الرجاء، وأن موعد الله تعالى لا يحمل إلا على أوفى ما يحتمله اللفظ، وأبلغه، والقول فيه أنه يحتمل أن تكون الجملة الثانية تكريراً للأولى كما كرر قوله :﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾ لتقرير معناها في النفوس، وتمكنها في القلوب، وكما يكرر المفرد في قوله :«جاء زيد زيد »، وأن تكون الأولى عدة بأن العسر مردوف بيُسْرٍ [ لا محالة والثانية : عدة مستأنفة بأن العسر متبوع بيسر ]٤ فهما يسران على تقدير الاستئناف وإنَّما كان العسر واحداً لأنه لا يخلو، إما أن يكون تعريفه للعهد، وهو العسر الذي كانوا فيه، فهو هو، لأن حكمه حكم زيد في قولك :«إن مع زيد مالاً، إن مع زيد مالاً »، وإما أن يكون للجنس الذي يعلمه كل أحد، فهو هو أيضاً، وأما اليسر، فمنكر متناول لبعض الجنس، فإذا كان الكلام الثاني مستأنفاً غير مكرر، فقد تناول بعضاً غير البعض الأول بغير إشكال.
قال أبو البقاء٥ : العسر في الموضعين واحد ؛ لأن الألف واللام توجب تكرير الأول، وأما يُسْراً في الموضعين، فاثنان، لأن النكرة إذا أريد تكريرها جيء بضميرها، أو بالألف واللام ومن هنا قيل :«لَنْ يَغْلِبَ عُسرٌ يُسرَيْنِ ».
وقال الزمخشريُّ٦ أيضاً : فإن قلت :«إن «مَعَ » للصحبة، فما معنى اصطحاب اليسر والعسر ؟ قلت : أراد أن الله - تعالى - يصيبهم بيسر بعد العسر الذي كانوا فيه بزمان قريب، فقرب اليسر المترقب، حتى جعله كالمقارن للعسر زيادة في التسلية، وتقوية للقلوب.
وقال أيضاً فإن قلت : فما معنى هذا التنكير ؟.
قلت : التفخيم، كأنه قيل : إنّ مع العسر يسراً عظيماً، وأي يسر، وهو في مصحف ابن مسعود٧ مرة واحدة.
فإن قلت : فإذا أثبت في قراءته غير مكرر فلم قال : والذي نفسي بيده لو كان العسر في حجر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه، إنه لن يغلب عسر يسرين ؟.
قلت : كأنه قصد اليسرين، وأما في قوله :«يُسْراً » من معنى التفخيم، فتأوله بيسر الدَّارين، وذلك يسران في الحقيقة.

فصل في تعلق هذه الآية بما قبلها


تعلق هذه الآية بما قبلها أن الله تعالى بعث نبيه صلى الله عليه وسلم فعيَّره المشركون بفقره، حتى قالوا له : نجمع لك مالاً، فاغتم لذلك، وظن أنهم إنما رغبوا عن الإسلام لكونه فقيراً حقيراً عندهم، فعدد الله - تعالى - عليه منته بقوله تعالى :﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ ﴾، أي : ما كنت فيه من أمر الجاهلية، ثم وعده بالغنى في الدنيا ليزيل في قلبه ما حصل فيه من التأذي، بكونهم عيَّروه بالفقر، فقال تعالى :﴿ فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾ فعطفه بالفاء أي : لا يحزنك ما عيروك به في الفقر، فإن ذلك يسراً عاجلاً في الدنيا فأنجز له ما وعده، فلم يمت، حتى فتح عليه «الحجاز »، و «اليمن » ووسع عليه ذات يده، حتَّى كان يعطي الرجل المائتين من الإبل، ويهب الهبات السنية، وترك لأهله قوت سنته، وهذا وإن كان خاصاً بالنبي - عليه الصلاة والسلام - فقد يدخل فيه بعض أمته صلى الله عليه وسلم إن شاء الله تعالى.
١ ينظر: المحرر الوجيز ٥/٤٩٧، والبحرالمحيط ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤١..
٢ أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٢/٦٢٨)، عن الحسن وقتادة مرسلا وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/٦١٦)، عن قتادة وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.
وذكره أيضا عن الحسن وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن مردويه وعبد الرزاق والبيهقي.
وأخرجه الحاكم (٢/٥٢٨)، عن الحسن مرسلا.
والحديث أخرجه ابن مردويه عن جابر مرفوعا كما في "الدر المنثور" (٦/٦١٦).
وأخرجه الطبري (١٢/٦٢٩) عن ابن مسعود موقوفا وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/٦١٦-٦١٧) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في "الصبر" وابن المنذر والبيهقي في "شعب الإيمان"..

٣ ينظر الكشاف ٤/٧٧١..
٤ سقط من أ..
٥ ينظر: الإملاء ٢/٢٨٩..
٦ الكشاف ٤/٧٧١..
٧ ينظر: السابق، والمحرر الوجيز ٥/٤٩٧، الدر المصون ٦/٥٤٢..
ثم ابتدأ فصلاً آخر من أمر الآخرة، فقال :﴿ إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾ فهذا شيء آخر، والدليل على ابتدائه، تعديه من فاء، وواو، وغيرهما من حروف النسق التي تدخل على العطف، فهذا عام لجميع للمؤمنين، ﴿ إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً ﴾ للمؤمنين يسراً في الآخرة لا محالة، وربما اجتمع يسرُ الدنيا، ويسرُ الآخرة.
قوله :﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ ﴾.
العامة : على فتح الراء : من «فَرغْتَ »، وهي الشهيرة.
وقرأها أبو السمال١ : مكسورة، وهي لغة فيه.
قال الزمخشري٢ :«وليست بالفصيحة ».
وقال الزمخشري أيضاً :«فإن قلت : كيف تعلق قوله تعالى :﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب ﴾ بما قبله ؟
قلت : لما عدد عليه نعمه السالفة، ووعوده الآنفة، بعثه على الشكر، والاجتهاد في العبادة، والنصب فيها ».
وعن ابن عباس : فإذا فرغت من صلاتك، فانصب في الدعاء٣.
العامة : على فتح الصَّاد وسكون الباء أمراً من النصب٤ وقرىء : بتشديد الباء مفتوحة أمراً من الإنصاب.
وكذا قرىء بكسر٥ الصاد ساكنة الباء، أمراً من النَّصْب بسكون الصاد.
قال شهاب الدين٦ : ولا أظن الأولى إلا تصحيفاً، ولا الثانية إلا تحريفاً، فإنها تروى عن الإمامية وتفسيرها : فإذا فرغت من النبوة فانصب الخليفة.
وقال ابن عطية٧ : وهي قراءة شاذةٌ، لم تثبت عن عالم.
قال الزمخشريُّ٨ : ومن البدع ما روي عن بعض الرافضة، أنه قرأ :«فانْصِبْ » - بكسر الصاد - أي : فانصب علياً للإمامة، ولو صح هذا للرافضيِّ، لصحَّ للناصبي أن يقرأ هكذا، ويجعله أمراً بالنصب الذي هو بغض علي، وعداوته.
قال ابن مسعود :«إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل »٩.
وقال الكلبيُّ :«إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب، أي : استغفِرْ لذَنْبِكَ وللمُؤمنينَ والمُؤْمِنَات »١٠.
وقال الحسنُ وقتادة :«فإذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربِّك »١١.
١ ينظر: المحرر الوجيز ٥/٤٩٧، والبحر المحيط ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤٢..
٢ ينظر: الكشاف ٤/٧٧٢..
٣ أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٢/٦٢٨) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/٦١٧)، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس..
٤ ينظر: المحرر الوجيز ٥/٤٩٧، والبحر المحيط ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤٢..
٥ ينظر السابق..
٦ ينظر: الدر المصون ٦/٥٤٢..
٧ ينظر: المحرر الوجيز ٥/٤٩٨..
٨ ينظر: الكشاف ٤/٧٧٢..
٩ ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/٦١٧) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وينظر تفسير الماوردي (٦/٢٩٨)..
١٠ ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢٠/٧٤)..
١١ أخرجه الطبري في "تفسيره" (١٢/٦٢٩) عن الحسن وابن زيد..
قوله :﴿ وإلى رَبِّكَ فارغب ﴾.
قرأ الجمهور :«فارْغَبْ » أمر من «رغبَ » ثلاثياً.
وقرأ زيد بن علي١، وابن أبي عبلة :«فَرغِّبْ » بتشديد الغين، أمر من «رَغَّبَ » بتشديد الغين أي : فرغب الناس إلى طلب ما عنده.
١ ينظر: المحرر الوجيز ٥/٤٩٨، والبحر المحيط ٨/٤٨٤، والدر المصون ٦/٥٤٢..
Icon