في سورة الماعون وصف الله تعالى الذي يكذب بالدين بأمور أربعة : بالبخل، والإعراض عن الصلاة، والرياء، ومنع المعروف عن الناس.
وهنا تتحدث السورة الكريمة عن ما منح الله لرسوله الكريم من الخير والبركة، فذكرت أنه أعطاه الكوثر، وهو الخير الكثير، والحرص على الصلاة ودوامها، والإخلاص فيها. وأن الذي يبغضه هو الأبتر المنقطع عن كل خير.
ﰡ
الخطابُ للرسول الكريم جاءَ تسليةً عمّا يلاقيه من أذى وأنّ العاقبة له. لقد أعطيناك يا محمدُ، الخيرَ الكثيرَ من النبوّة والدينِ والحقّ والعدْلِ وكلّ ما فيه سعادة الدنيا والآخرة.
الأبتر : المنقطع عن كل خير.
ثم بعد أن بشّره بهذا الخير الكثير، وطالَبَه بالشّكر عليه، زاد في البُشْرى بأنّ كلّ من يُبغِضُه ويَكيدُ له مُنْقَطِعون مَبْتُورون. وقد كانَ ذلك.
إن مُبْغِضَك يا محمد، هو المنقطعُ عن كل خير. وقد حقق اللهُ له ذلكَ فانقطعَ ذِكر كلّ المشرِكين من العَرب وغيرِهم، فيما بقيَ ذِكره خالداً في العالمين.