ﰡ
مكية، وآيها إحدى وعشرون
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) بظلامه كل ما يواريه، أو النهار، أو الشمس.(وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) تبين وتكشف بانسلاخ الليل عنه.
(وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) والقادر الذي خلق الزوجين من كل نوع، أو آدم وحواء. ويجوز أن يكون " ما " مصدرية. وقرأ ابن مسعود وأبو الدرداء رضي اللَّه عنهما: " والذكر والأنثى ". (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) جمع شتيت. جواب القسم، أو أنَّ مساعيكم مختلفة الأغراض، متبايتة الجزاء. ثم فضل بما على أثره:
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) أعطى الطاعة في حقوق اللَّه تعالى، واتقى المعصية، وصدِّق بالتوحيد أو الجنة. (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) فسنوفقه للخلة التي تؤديه إلى اليسر والراحة.
(إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (١٢) الدلالة والإرشاد إلى طريق الصواب بشرع الأحكام وبيان الحلال والحرام. (وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (١٣) نعطي ما نشاء لمن نشاء، أو لنا الغنى المطلق لا تنفعنا طاعة ولا تضرنا معصية.
(فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) تتلهب (لَا يَصْلَاهَا... (١٥) لا يدخلها (إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ... (١٦) بالحق (وَتَوَلَّى) وأعرض عنه.
(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الحصر فيه ادعائي كأن غير هذا الأشقى لا يصلاها، وغير هذا الأتقى لا يجنب؛ لاتفاق الكل على أنَّها نزلت في أبى بكر، وأمية بن خلف حين اشترى منه بلالاً ببردة وعشر أواق. وقيل: أبي جهل وأمية، وأبي بكر. فالأشقى لم يرد به واحداً. وأما تفسير الصلي باللزوم فلا يدل عليه اللفظ، ويلزم منه أنَّ الشقيّ لا يلزم بها، وينافيه (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا).
(وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) قيل: لما اشترى بلالاً قالوا: ما اشتراه إلا ليدلّه عليه. وعن ابن الزبير أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - كان يشتري الضعفه فيعتقهم، فقال له أبوه: لو اشتريت الأقوياء. (إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) منقطع، أي: لكن ابتغاء وجه ربه، أو متصل مفعول له عن محذوف أي: لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه. (وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١) بما تقرّ به عينه. وعد جميل، وفي إبهامه ما لا يخفى.
* * *