ﰡ
والطارقُ كلُّ ما يأتِي لَيلاً، يعني بذلك النَّجمَ يظهرُ لَيلاً ويخفى نهاراً، وكلُّما جاءَ ليلاً فهو طارقٌ، ومنه حديثُ جابرٍ:" نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَطْرُقَ الْمُسَافِرُ أهْلَهُ لَيْلاً، وَقَالَ: حَتَّى تَسْتَحِدَّ الْمَعِيبَةُ وَتَمْتَشِطَ الشَّعْثَةُ "وقالت هندُ: نَْحْنُ بَنَاتُ طَارقْ نَمْشِي عَلَى النَّمَارقْتريدُ: إنَّ النَّجمَ أتَانا يومَ أحُد في شَرفهِ وعلُوِّه. وقال ابنُ الرُّومي: يَا رَاقِدَ اللَّيل مَسْرُوراً بَأَوَّلِهِ إنَّ الْحُوَادِثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أسْحَارَالاَ تَفْرَحَنَّ بلَيْل طَابَ أوَّلُهُ فَرُبَّ آخِر لَيْل أجَّجَ النَّارَا
﴿ وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ ﴾؛ أي تتصدَّعُ عن النباتِ والأشجار والأنْهَار، نظيرهُ﴿ ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ﴾[عبس: ٢٦-٢٧] إلى آخرهِ. قوله: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ﴾؛ أي إنَّ القرآنَ حقٌّ وجِدٌّ يفصلُ بين الحقِّ والباطلِ.
﴿ وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ ﴾؛ أي وما هو باللَّعِب والباطلِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾؛ أي أجِّلهُم وأنظِرهُم، ولا تَعجَلْ في طلب هلاكهم، فإنَّ الذي وعدتُكَّ فيهم غيرُ بعيدٍ منهم. قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ﴾ أي أجِّلْهُم أجَلاً قليلاً، فقَتَلهم اللهُ تعالى يومَ بدرٍ، و ﴿ رُوَيْداً ﴾ كلامٌ مبنيٌّ على التصغيرِ، ويقال: أرُوَدْيَةَ، وقد يوضعُ (رُوَيْدَ) موضعَ الأمرِ، يقالُ: رُوَيْدَ زَيداً؛ أي أرودْ زَيداً أو أصلهُ من رَادَتِ الرِّيحُ تَرُودُ رَوَدَاناً؛ إذا تحرَّكت حركةً خفيفة، ويجوزُ أن يكون (رُوَيْداً) منصوبٌ على المصدر، كأنه قالَ: أرْودْهُمْ رُوَيداً. وبالله التوفيقُ.