ﰡ
خفضه يَحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة اللَّه تبارك وتعالى. وخفْضُه من صفة العرش،
كما قال: «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ» (٢١) فوصف القرآن بالمَجَادة.
وكذلك قوله: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢).
من خفض جعله من صفة اللوح «١»، ومن رفع جعله للقرآن، وَقَدْ رفع المحفوظ شَيْبَة، وأبو جعفر المدنيان «٢».
ومن سورة الطارق
قوله عز وجل: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١).
الطارق: النجم لأنَّه يطلع بالليل، وما أتاك ليلًا فهو طارق،
ثم فسره فَقَالَ:
«النَّجْمُ الثَّاقِبُ» (٣) والثاقب: المضيء، والعرب تَقُولُ: أثقب نارك- للموقِد، وَيُقَال: إن الثاقب: هُوَ «٣» النجم الَّذِي يُقال لَهُ: زحل. والثاقب: الَّذِي قَدِ ارتفع عَلَى النجوم. والعرب تَقُولُ للطائر إِذَا لحق ببطن السماء ارتفاعًا: قَدْ ثقب. كل ذَلِكَ جاء «٤» فِي التفسير.
وقوله عزَّ وجلَّ: لَمَّا عَلَيْها (٤).
قرأها العوام «لَمَّا»، وخففها بعضهم. الكِسَائِيّ كَانَ يخففها، ولا نعرف جهة التثقيل، ونرى أنها لغة فِي هذيل، يجعلون إلّا مَعَ إنِ المخففة (لمّا). ولا يجاوزون «٥» ذَلِكَ. كأنه قَالَ: ما كل نفس إلا عليها [١٣٤/ ب] حافظ.
(٢) وقرأ أيضا «مَحْفُوظٍ» بالرفع الأعرج، وزيد بن على وابن محيصن ونافع بخلاف عنه (البحر المحيط ٨/ ٤٥٣)
(٣) فى ش: هذا.
(٤) فى ش: قد جاء.
(٥) فى ش: ولا يجوزون، وهو تحريف.
وقوله عز وجل: عَلَيْها حافِظٌ (٤) :
الحافظ من اللَّه عزَّ وجلَّ يحفظها، حتَّى يُسلمها إلى المقادير.
وقوله عزَّ وجلَّ: مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦).
أهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم، أن يجعلوا المفعول فاعلًا إِذَا كَانَ فِي مذهب نعت، كقول العرب: هَذَا سرٌّ كاتم، وهمٌّ ناصبٌ، وَلَيْلٌ نائمٌ، وعيشةٌ راضيةٌ. وأعان عَلَى ذَلِكَ أنها توافق رءوس الآيات التي هنّ «٣» معهن.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (٧).
يريد: من الصلب [والترائب] «٤» وهو جائز أن تَقُولُ للشيئين: ليخرجن «٥» من بين هذين خير كثير ومن هذين. [والصلب] «٦» : صلب الرجل، والترائب: ما اكتنف لَبّاتِ المرأة مما يقع عَلَيْهِ القلائد.
وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (٨).
إنه عَلَى رد الْإِنْسَان بعد الموت لقادر.
[حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ:] «٧» حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي مندل عنْ ليث عنْ مجاهد قَالَ: إنه عَلَى رد الماء إلى الإِحليل لقادر.
وقوله جل وعز: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (١١).
تبتدئ بالمطر، ثُمَّ ترجع بِهِ فِي كل عام.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (١٢).
تتصدع بالنبات.
(٢) فى ش: وهى فى صلة، تحريف.
(٣) فى ش: هى. [.....]
(٤، ٦) سقط فى ش.
(٥) تصحيح فى هامش ش.
(٧) زيادة من ش.