ﰡ
• ﴿مِن لَّدُنَّا﴾ أي: مِنْ عِنْدِنَا من وِلْدَانِ الجنةِ والحُورِ العِينِ، وهذا رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أن لله صاحبةً وولدًا، تعالى اللهُ عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا.
• ﴿فَفَتَقْنَاهُمَا﴾ أي: فَصَلْنَا بينهما، والفتقُ: الفصلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ، والرَّتْقُ: ضِدُّ الفَتْقِ وهو التِئَامُهُمَا، فإذا قيل: مَتَى رَأَوْهُمَا رَتْقًا حتى جاء تقريرُهم بِذَلِكَ، فالجواب: أن القرآنَ لمَّا ذَكَرَ ذلك، وهو معجزةٌ خالدةٌ قام ذلك مقامَ المرئي المُشَاهَدِ، وَتَلَاصُقُ الأرضِ والسماءِ في الأصل، وَتَبَايُنُهُمَا جَائِزَانِ في العقلِ، ولا بد لتحويلِ أَحَدِهِمَا إلى الآخَرِ من مُخَصِّصٍ، وهو اللهُ تعالى، ففي الآية إذًا دليلٌ عَلَى وجودِ الخالقِ القادرِ المُرِيدِ، وهذه الآيةُ من آياتِ القرآنِ العِلْمِيَّةِ التي قَرَّرَتْ مَسْأَلَةً لم تَكُنْ معروفةً يَوْمَئِذٍ.
• ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ المَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ أي: أَحْيَيْنَا بالماءِ الَّذِي يَنْزِلُ من السماءِ كُلَّ شَيْءٍ من الحيوانِ، ويدخلُ فيه النباتُ والشجرُ؛ وذلك لأن الماءَ سببُ الحياةِ، وقال المُفَسِّرُونَ: إن كُلَّ شيءٍ حَيٍّ فهو مخلوقٌ من الماءِ.
• ﴿أَن تَمِيدَ﴾ أي: تَمِيلُ، وقيل: تَضْطَرِبُ بالذهابِ في الجهاتِ.
• ﴿فِجَاجًا﴾ مَسَالِكَ، واحدُها فَجٌّ، وَكُلُّ فَتْحٍ بَيْنَ شَيْئَيْنِ فهو فَجٌّ.
• ﴿يَسْبَحُونَ﴾ يَسِيرُونَ، وقيل: يَدُورُونَ، وأصل السَّبْحِ: العَوْمُ في الماء، ثم جُعِلَ كُلُّ مُسْرِعٍ في سَيْرِهِ سَابِحًا، وَفَرَسٌ سَبُوحٌ: مُسْرِعٌ.
• ﴿الْأَرْضَ﴾ أَرْض الجَنَّةِ، وبه قال الأكثرون، وقيل: أرضُ الدنيا أو أرضُ الكُفَّارِ، وقيل: الأرضُ المقدسةُ.