تفسير سورة الصف

المنتخب في تفسير القرآن الكريم
تفسير سورة سورة الصف من كتاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم .
لمؤلفه المنتخب . المتوفي سنة 2008 هـ
افتتحت هذه السورة بالإخبار بأنه سبح لله ما في السماوات وما في الأرض، وأنه لا يليق بالمؤمنين أن يقولوا ما لا يفعلون، وإن الله يحب أن يكونوا يدا واحدة، ثم وصمت بني إسرائيل بالعناد والكفر على لسان رسولين كريمين هما موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وبأنهم يريدون أن يطفئوا نور الله، والله متم نوره، وفيها وعد الله ووعده الحق أن يظهر هذا الدين على ما سواه ولو كره المشركون. وختمت بالحث على الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، وبوعد المجاهدين بالمغفرة والجنة، وأخرى يحبها المؤمنون : نصر من الله وفتح قريب، ويحث المؤمنين أن يكونوا أنصار الله كما كان الحواريون مع عيسى ابن مريم، وبأن الله يؤيد المؤمنين بنصره وهو الغالب على كل شيء ذو الحكمة البالغة.

١- نزَّه الله عما لا يليق به كل ما في السماوات وما في الأرض، وهو - وحده - الغالب على كل شيء، ذو الحكمة البالغة.
٢- يا أيها الذين آمنوا : لأي غرض تقولون بألسنتكم ما لا تصدقه أفعالكم ؟.
٣- كره الله كُرهاً شديداً أن تقولوا ما لا تفعلون.
٤- إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيل إعلاء كلمته متماسكين، كأنهم بُنيان مُحكم.
٥- واذكر - يا محمد - حين قال موسى لقومه، لِمَ تؤذونني وأنتم تعلمون أنى رسول الله إليكم ؟. فلما أصروا على الانحراف عن الحق أمال الله قلوبهم عن قبول الهداية، والله لا يهدى القوم الخارجين عن طاعته.
٦- واذكر حين قال عيسى ابن مريم : يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مُصدقاً لما تقدم من التوراة، ومُبشراً برسول يأتي من بعدى اسمه أحمد، فلما جاءهم الرسول المبشَّر به بالآيات الواضحات قالوا : هذا الذي جئتنا به سحر بيِّن.
٧- ومَنْ أشَدُّ ظلماً ممن اختلق على الله الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام دين الحق والخير، والله لا يهدى القوم المصرين على الظلم.
٨- يفترى بنو إسرائيل الكذب على الله، لكي يُطفئوا نور دينه بأفواههم، كمن يريد إطفاء نور الشمس بنفخة من فيه، والله مكمل نوره بإتمام دينه ولو كره الجاحدون.
٩- الله الذي أرسل رسوله - محمداً - بالقرآن هدى للناس وبالإسلام دين الحق، ليعليه على كل الأديان ولو كره المشركون.
١٠- ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ : هل أرشدكم إلى تجارة عظيمة تُنجيكم من عذاب شديد الألم ؟.
١١- هذه التجارة هي أن تثبتوا على الإيمان بالله ورسوله، وتُجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك الذي أرشدكم إليه خير لكم إن كنتم تعلمون.
١٢- إن تؤمنوا وتجاهدوا في سبيل الله يغفر لكم ذنوبكم، ويُدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار، ومساكن طيبة في جنات عدن. ذلك الجزاء هو الفوز العظيم.
١٣- ونعمة أخرى لكم - أيها المؤمنون - المجاهدون تُحبونها، هي نصر من الله وفتح قريب تغنمون خيره، وبشر المؤمنين - يا محمد - بهذا الجزاء وهذه النعمة.
١٤- يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله إذا دعاكم رسول الله أن تكونوا أنصاره. كما كان أصفياء عيسى أنصاراً لله حين قال : من أنصارى إلى الله ؟ فآمنت طائفة من بني إسرائيل بعيسى، وكفرت طائفة، فَقَوَّيْنَا الذين آمنوا به على عدوهم الذين كفروا، فأصبحوا بتأييدنا منتصرين غالبين.
Icon