ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ﴾قالوا جميعاً يعني القرآن في ليلة القدر (٢)
انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٢٢ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١١، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٢، و"الإتقان" ١/ ٣٦، و"البرهان" ١/ ١٩٣.
(٢) حكى الإجماع الفخر في "التفسير الكبير" ٣٢/ ٢٧، وعزاه الألوسي إلى الجمهور. "روح المعاني" ٣٠/ ١٨٩. وممن قال به من المفسرين: ابن عباس برواية عكرمة، وسعيد بن جبير، وحكيم بن جبر، والشعبي.
انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٩٦، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٢٢ ب.
كما ذهب إليه ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ص ٢٢٦.
وانظر أيضًا: "معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٩، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٤، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٢٩، و"البيان في غريب إعراب القرآن" ٢/ ٥٢٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٥، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٦، و"فتح الباري" ٨/ ٧٢٥. وهناك وجه آخر في عود الضمير، قال بعضهم: يعني جبريل. انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٣١١.
وضعف الألوسي، والشنقيطي هذا القول. انظر: "أضواء البيان" ٩/ ٣٧٩، و"روح المعاني" ٣/ ١٨٩ وبهذا يتضح لنا كما سبق بيانه منهج الإمام الواحدي، من أن القول الضعيف، أو الشاذ مما خالف الجمهور، لا يعتد به، ولا يقيم له وزناً، =
وقد ذكرنا هذا عند قوله: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (٤)،
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) الواقعة: ٧٥ وعنى باستشهاده بالآية أنه نزل على مثل مساقط النجوم؛ أي أنزل مفرقًا يتلو بعضه بعضاً، وهذا ما وضحه قوله: نزل متفرقًا.. "الإتقان" ١/ ١١٨.
(٣) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٨ برواية حكيم بن جبر، عن ابن عباس بمثله، كما ورد قوله برواية سعيد بن جير عنه بمعناه. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٢٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٦، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٦٧، وعزاه إلى ابن الضريس، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، و"دلائل النبوة" للبيهقي ٧/ ١٣١: باب ما جاء في نزول القرآن، و"المستدرك" ٢/ ٥٣٠، كتاب التفسير: تفسير سورة أنزلناه برواية حكيم عنه، وقال: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير"، وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد" ٧/ ١٤٠ سورة أنزلناه، وانظر: "الإتقان" ١/ ١١٦ بمعناه.
(٤) سورة البقرة: ١٨٥، ومما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾: قال ابن عباس: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم نزل به جبريل على محمد نجوماً عشرين سنة.
وقال بعضهم: أنزل فيه القرآن: معناه: أنزل في فضله القرآن. نحو أن يقال: أنزل في الصديق كذا آية تريد في فضله. =
وقال مقاتل (٣): أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة (٤) من الملائكة في السماء الدنيا، وكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر مَا ينزل به جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة كلها إلى مثلها من القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- (٥) (٦) (في) عشرين سنة (٧).
(١) أي نزول القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا، ثم مفرقًا في السنين، وهو قول ابن عباس، والشعبي في رواية، وابن جبير. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٨، وحكى القرطبي الإجماع على ذلك: "الجامع لأحكام القرآن" ١٢، ج ٢: ص ٢٩٧.
وقال السيوطي: وهذا القول هو الأصح والأشهر، وليه ذهب الأكثرون.
وقال ابن حجر: هو الصحيح المعتمد.
"الإتقان" ١/ ١١٦، ١١٨، وانظر "البرهان" الزركشي ١/ ٢٢٨.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ذكر السيوطي في "الإتقان" ١/ ١١٨ أن هذا القول لمقاتل بن حيان، وقد وجدت النص عند مقاتل بن سليمان في تفسيره.
(٤) في (أ): (الكرام).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) في (ع): (عليه السلام).
(٧) "تفسير مقاتل" ٢٤٦ أ، و" الجامع لأحكام القرآن" ١٢: ج ٢: ٢٩٧، و"البرهان" ١/ ٢٢٨، و"الإتقان" ١/ ١١٨، وقول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع أن القرآن أنزل جملة واحدة، قاله القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" مرجع سابق.
وعلى قول مقاتل: كان ينزل كل ليلة قدر مَا كان ينزل السنة إلى مثلها من القابل.
وأما ليلة القدر:
فالقدر في اللغة: بمعنى التقدير، وهو جعل الشيء على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصَان (١).
(في ليلة القدر): ليله تقدير الأمور والأحكام (٢).
قال عطاء عن ابن عباس: إن الله (تعالى) (٣) قدر ما يكون فيها إلى مثلها من قابل (٤).
وقال مقاتل: قدر الله في ليلة القدر أمر السنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة (٥).
قال ابن فارس: والقدْرة قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها لها، وهو القَدَر "مقاييس اللغة" ٥/ ٦٢ (قدر).
(٢) هذا القول وما يليه أيضًا في سبب تسميتها بليله القدر.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٢ بتفصيل أكبر.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٤٦ أ، وورد بمثله من غير عزو في "معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠ أ، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧١، وإلى هذا المعنى ذهب ابن عباس وقتادة. انظر المراجع السابقة.
وقال عبد الرحمن السلمى: فقدر أمر السنة كلها في ليلة القدر (٣).
وذكرنا بيان هذا عند قوله: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)﴾ (٤).
ومعنى القدر في تلك الليلة بيان مَا يكون في السنة للملائكة، لا ابتداء التقدير؛ لأن الله تعالى قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض (٥).
هذا الذي ذكرنا في معنى ليلة القدر قول عامه العلماء، (والمفسرين (٦)) (٧).
(٢) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٦، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٢٢ أ، وعزاه إلى أكثرهم في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٦٧ - ٥٦٩، وعزاه أيضًا إلى الفريابي، وعبد بن حميد، ومحمد بن نصر، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في شعب الإيمان ٣/ ٣٢١: باب في الصيام: فصل في ليلة القدر، وابن أبي شيبة في المصنف: "فتح القدير" ٥/ ٤٧١.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) الدخان: ٤، ومما جاء في تفسيرها: فيها: (أي في تلك الليلة المباركة، (يفرق) أي يفصل ويبين، و (الأمر) الحكم المحكم، يعني أمر السنة إلى مثلها من العام المقبل يقضي الله في تلك الليلة ما هو كائن في السنة من الخير والشدة والرخاء والأرزاق، والآجال ويمحو ويثبت ما يشاء) "البسيط" ٥/ ١٣ أمختصراً.
(٥) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء". "صحيح مسلم" ٤/ ٢٠٤٤، ح ١٦: كتاب القدر: باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام.
(٦) وهناك أقوال أخرى. راجع ذلك في "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٥، و"زاد الميسر" ٨/ ٢٨٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٠ - ١٣١
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
ثم أخبر عن تعظيم هذه الليلة فقال:
٢ - (قوله تعالى) (٢): ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ﴾ ثم ذكر فضلها فقال:
٣ - (قوله تعالى) (٣): ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾.
قال مجاهد: قيامها والعمل فيها خير من صيام ألف شهر، وقيامه ليس فيه ليلة القدر (٤). (وهذا قول مقاتل (٥)، وسفيان (٦)، وقتادة (٧)، واختاره الفراء (٨)، والزجاج (٩)) (١٠).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٦، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٣، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٦، وعزاه إلى أكثر المفسرين كل من: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣١، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٩٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٧.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٤٦ أ، و"الوسيط" ٤/ ٥٣٦.
(٦) هي رواية سفيان الثوري عن مجاهد: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٧.
(٧) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٨٦، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٣، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٦، و"ابن كثير" ٤/ ٥٦٧، قال: وهو اختيار ابن جرير، وهو الصواب لا ما عداه، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٨٦ وعزاه إلى عبد بن حميد، محمد بن نصر، وابن المنذر.
(٨) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٠.
(٩) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٤٧.
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (أ).
وقال مالك بن أنس: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (أري [أعمار] (٣) الناس) (٤) فاستقصر أعمار أمته، وخاف أن لا يبلغوا من الأعمال مثل مَا بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر (٥).
(٢) وردت الرواية عن ابن عباس في "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"زاد المسير" ٨/ ٢٨٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٢. كما جاءت عن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في "تفسير مجاهد" ٧٤٠، و"أسباب النزول" تح: أيمن صالح ص ٣٩٧، و"لباب النقول" ٢٣٣ وعزاه إلى ابن أبي حاتم، والواحدي، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٩ - ٢٦٠، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٣، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٧، و"السنن الكبرى" للبيهقي ٤/ ٥٠٥ عن أبي نجيح عن مجاهد مختصرًا، وقال: وهذا مرسل، وقال ابن حجر في "الكافي الشاف" ورواه ابن أبي حاتم وغيره عن طريق ابن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به مرسلاً ٤/ ١٨٦، و"جامع النقول" لابن خليفة ص٣٣٤. كما ذكرت الرواية من غير بيان طريقها في "بحر العلوم" ٣/ ٤٩٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٩٧.
(٣) ساقط من النسختين، وأثبت ما جاء في "الموطأ" ١/ ٣٦٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" ١/ ٢٦٣: ح: ٥، كتاب الاعتكاف: باب ٦، =
ثم أخبر بما يكون في تلك الليلة فقال:
٤ - (قوله) (٣): ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾.
يعني جبريل في قول ابن عباس (٤)، (ومقاتل (٥)) (٦)، والجمهور (٧).
وانظر أيضًا: "بحر العلوم" ٣/ ٢٩٦، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٢ - ١٣٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٦٨، وعزاه إلى مالك في "الموطأ"، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٣/ ٢٧٣، ح: ٣٦٦٧.
(١) في (أ)، و (ع): (شهراً).
(٢) وتفضيلها بالخير على ألف شهر إنما هو بتضعيف فضل ما يحصل فيها من الأعمال الصالحة، واستجابة الدعاء، ووفرة ثواب الصدقات، والبركة للأمة فيها. قاله ابن عاشور في "التحرير والتنوير" ٣/ ٤٥٩.
(٣) ساقط من (ع).
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) حكاه عن أكثر المفسرين الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ أ، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٨٧، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٩٧، والشوكاني =
وقوله: ﴿فِيهَا﴾. أي في ليلة القدر.
قال المفسرون (٢): تنزل الملائكة، ومعهم جبريل في ليلة القدر بالرحمة من الله، والسلام على أوليائه، فيصلون ويسلمون علي كل عبد قائم، (أو قاعد) (٣) يذكر الله تعالى، (وهذا المعنى روي أيضًا مرفوعًا (٤)) (٥)، وقال آخرون: إنهم ينزلون إلى السماء الدنيا بكل مَا
(١) سورة النبأ: ٣٨.
(٢) ممن قال بمعنى ذلك: ابن عباس، وعلي، وعكرمة. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ ب، حمل هذا المعنى القراءة عنهم: (من كل امرئ) فتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة، فيسلمون على كل امرئ مسلم. "النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"مجاز القرآن" ٢/ ٣٠٥.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) وهذا مروي عن انس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان ليلة القدر، نزل جبريل في كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى). ذكر ذلك الثعلبي عن أنس في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ أ - ب، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، وانظر أيضًا: "زاد المسير" ٨/ ١٨٧ عن أنس، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٨٣ مفصلاً، وعزا تخريجه إلى البيهقي عن أنس. وقال ابن كثير: وروى البيهقي في كتاب: فضائل الأوقات عن علي أثراً غريباً في نزول الملائكة ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٨.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾
قال مقاتل: يعني بكل أمر قدره الله وقضاه فيما يكون في تلك السنة (٢).
وهذا كقوله تعالى: ﴿يَحْفَظُونَهُ (مِنْ أَمْرِ) (٣) اللَّهِ﴾ [الرعد: ١١] أي بأمره. وقد مر (٤).
وهذا القول اختيار الزجاج (٥)، ويدخل في هذا الرحمة والبركة، والخير؛ لأن كل ذلك من أمر الله، فهم ينزلون إلى السماء بكل قدر قضي في تلك السنة إلى الأرض بالخير والرحمة للمؤمنين.
يدل على ذلك قوله (تعالى) (٦): ﴿مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ﴾ (٧).
(٢) راجع حاشية: ٩ من ص ٨٩٤، وهذا القول قد حكاه عن أكثر المفسرين كل من: الطبري؛ "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، ابن الجوزي؛ "زاد المسير" ٨/ ٢٨٧، الفخر؛ "التفسير الكبير" ٣٢/ ٣٦، القرطبي إلى ابن عباس في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٣، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٨ من غير عزو.
(٣) (مر): بياض في (أ).
(٤) ومما جاء في تفسير آية الرعد: (.. لها قولان:
أحدهما: أنه على التقديم والتأخير، تقديره: له معقبات من أمر الله يحفظونه، وهو معنى ابن عباس قال: هم الملائكة، وهم من أمر الله.
والثاني: أن هذا على إضمار، أي ذلك الحفظ من أمر الله؛ أي مما أمر الله به.
وهناك قول ثالث: وهو أن معنى الآية يحفظون بأمر الله).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٤٧.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
وقال (٣) الكلبي: كلما لقي الملائكة مؤمنًا أو مؤمنة في ليلة القدر سوا عليه من ربه (٤)، وهذا قول منصور بن زاذان (٥) (٦) (واختيار الفراء (٧)) (٨). ويكون التقدير على هذا: ذات (٩) سلام هي، ثم حذف المضاف، ومعنى ذات سلام: أي فيها سلام الملائكة على المؤمنين.
٥ - وفي قوله: ﴿سَلَامٌ﴾ قول آخر، قال مجاهد: هي سالمة من أن يحدث فيها داء أو غائلة (١٠) (١١).
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد وردت رواية عن عطاء بمثله في "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٢.
(٣) في (أ): (قال).
(٤) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٢.
(٥) في (أ): (زيادان).
(٦) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣١ أ، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٩٧.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٠.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) في (أ): (آت).
(١٠) غائله: أي الداهية، يقال أتى غُوْلاً غائلة؛ أي أمراً منكراً داهياً، والغوائل: الدواهي، وقالوا أيضًا: الغائلة: أي الشر. "لسان العرب" ١١/ ٥٠٧، ٥١٢ (غول، غيل).
(١١) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٤٠ حاشية، وعزاه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، =
﴿هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾.
قال ابن عباس (١)، والمفسرون (٢) (٣): إلى مطلع الفجر.
والمطلع: الطلوع يقول: طلع الفجر طُلُوعًا ومَطلعًا (٤)، ومن قرأ بكسر اللام (٥) فهو اسم لوقت الطلوع، وكذلك مكان الطلوع مطلع. قاله الزجاج (٦).
(١) لم أعثر على مصدر لكتوله.
(٢) في (أ): (وغيره)؛ بدلاً من: (المفسرين).
(٣) قال بذلك قتادة، والكلبي، وابن زيد. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١، و"النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٨، وبه قال الطبري: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١، والثعلبي: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣١ أ.
وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٨.
(٤) وهذا معنى قراءه الفتح، وقد قرأ بها: ابن كثير، ونافع، وعاصم، وأبو عمرو، وابن عامر، وحمزة، ويعقوب.
انظر: "كتاب السبعة في القراءت" ص ٦٩٣، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٨٧، و"المبسوط" ٤١٢، و"الحجة" ٦/ ٤٢٧، و"حجة القراءات" ٧٦٨، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" ٢/ ٣٨٥، و"تحبير التيسير" ص ٢٠١، و"إتحاف فضلاء البشر" ٤٤٢.
(٥) ممن قرأ بذلك: الكسائي، وروى عبيد عن أبي عمرو، وخلف، المراجع السابقة.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٤٨.
وقال أبو علي: أما الكسر فإن المصَادر التي ينبغي أن يكون على المفعَل ما قد كسر منها كقولهم: قد علاه المكبر، والمعجز، وقوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ (٥) عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، فكذلك كَسْر المطِلعِ جاء شاذًا عما عليه (٦) بابه (٧).
(٢) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٣٧.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٠ - ٢٨١، وقد بين أنه أقوى في العربية؛ لأن المطلع بالفتح هو الطلوع، والمطلع المشرق والموضع الذي تطلع منه؛ إلا أن العرب يقولون: طلعت الشمس مطلِعاً فيكسرون، وهم يريدون المصدر كما تقول: أكرمتك فتجتزئ بالاسم من المصدر.
(٤) كأبي علي في "الحجة" ٦/ ٤٢٧، وابن جرير الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦١.
(٥) (يسلونك) في كلا النسختين.
(٦) في (أ): (عليه).
(٧) "الحجة" ٦/ ٤٢٨.