ﰡ
قل ياأيها الكافرون ١ لا أعبد ما تعبدون ٢ ولا أنتم عابدون ما أعبد ٣ ولا أنا عابد ما عبدتم ٤ ولا أنتم عابدون ما أعبد ٥ لكم دينكم ولي دين }.
هذه السورة تدعو إلى البراءة من الشرك، ومما يقوله المشركون أو يدعون إليه من كفر وباطل. وهي آمرة بتوحيد الله، وإخلاص العبادة والطاعة له وحده، دون أحد من خلقه.
وذكر في سبب نزول هذه السورة أن نفرا من المشركين فيهم الوليد بن المغيرة والعاص ابن وائل وأمية بن خلف، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد، هلمّ فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، ونشترك نحن وأنت في أمرنا كله. فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا كنا قد شاركناك فيه، وأخذنا بحظنا منه. وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما بيدك كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه، فأنزل الله ﴿ قل ياأيها الكافرون ﴾. وقيل : إن المشركين الجهلة دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية١.
قوله :﴿ قل ياأيها الكافرون ﴾ الخطاب من الله لرسوله في أشخاص بأعيانهم من المشركين، قد علم الله أنهم لا يؤمنون أبدا. أي إن المخاطبين هنا كفرة مخصوصون، علم الله منهم الكفر، وأنهم لا يؤمنون.