ﰡ
٩٨٠- يشمل جميع الأزمنة الماضية بلفظ " قبل " وجميع الأزمنة المستقبلية بلفظ " بعد ". ( العقد : ٢/١٤٥ )
٩٨٤- أصل اعتبار الكفاءة في الزواج : أن المطلوب من النكاح : السكون والود والمحبة لقوله تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة... ﴾ ونفس الشريفة ذات المنصب لا تسكن للخسيس، بل ذلك سبب العداوة والفتن والبغضاء والعار على مر الأعصار في الأخلاف والأسلاف. فإن مقاربة الدنيء تضع، ومقاربة العلي ترفع، والقاعدة : أن كل عقد لا يحصل الحكمة التي شرع لأجلها لا يشرع١.
٩٨٥- النكاح مقصده المودة والائتلاف واستبقاء النوع الإنساني في الوجود للعبادة لقوله تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾ فصرح بحكم الزوجية. ( الذخيرة : ٧/٣٠ )
٩٨٦- قاعدة : مقصود الزوجية : التراكن والود والإحسان من الطرفين لقوله تعالى :﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها... ﴾ الآية. ومقصود الرق : الامتهان. والاستخدام والقهر بسبب سابقة الكفر، أو مقارنته زجرا عنه، وهذه القاعدة مضادة لمقاصد الزوجية، فلا يجتمعان. ٢ ( نفسه : ٤/٣٤١ )
٢ - ساق القرافي هذه القاعدة في معرض حديثه عن أحد موانع النكاح حيث قال :"المانع التاسع : الرق على أحد الشخصين للآخر وهو يمنع في جميع الحالات، وقاله الأئمة (أبو حنيفة – الشافعي- أحمد) فلا يجوز للرجل نكاح أمته ولا للمرأة نكاح عبدها. ومتى ملك أحد الزوجين صاحبه انفسخ النكاح : الذخيرة : ٤/٣٤١..
وكل أخ يفارقه أخوه*** لعمر أبيك إلا الفرقدان
فخوطبوا بحسب اعتقادهم. ( الاستغناء : ٣٣٢ )
٢ - رواه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز باب ما جاء في أولاد المشركين، ومسلم في صحيحه، كتاب القدر: باب: كل مولود يولد على الفطرة. ومالك في الموطإ، كتاب الجنائز: باب: جامع الجنائز..
والجواب : أن يقال : الإسماع له ثلاثة معان :
أحدها : إسماع الأصوات وإيصالها لحاسة الأذن، هذا هو الحقيقة.
وثانيها : إسماع الكلام النفسي، وهو خلق علم ضروري في نفس السامع متعلق بالكلام النفسي نسبته في الجلاء إلى الكلام النفسي كنسبة سماع الحاسة إلى الصوت. وفي كونه حقيقة لغة نظر. ومن الأول قوله تعالى :﴿ فأجره حتى يسمع كلام الله ﴾١ ومن الثاني قوله تعالى :﴿ وكلم الله موسى تكليما ﴾٢. فإن المشرك إنما يسمع الصوت الذي يتركب منه الحروف والكلمات، وموسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى القائم بذاته عند أهل السنة خلافا للمعتزلة.
وثالثها : خلق الهداية في القلب، ومنه قوله تعالى :﴿ إن الله يسمع من يشاء ﴾٣ أي : يخلق الهدى في قلب من يريد، وقوله تعالى :﴿ ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ﴾٤، أي : خلق الهدى في قلوبهم، ولو خلق الهدى في قلوبهم لتولوا وهم معرضون بظواهرهم. وهذا هو حال المعاندين عكس المنافقين الذين آمنوا بظواهرهم وكفروا ببواطنهم. ( الاستغناء : ٢٣٣ على ٢٣٥ )
فالآية محمولة على المعنى الأول ؛ لأنه ظاهر اللفظ، وظاهر كلام المفسرين، ففي هذا نفي الإسماع عن غيرهم إنما هو مبني على قاعدة نفي الشيء لنفي ثمرته، ولما كان غير المؤمنين لا يثمر عنده الإسماع أو لا ينتفع به كان إسماعه منفيا لشبهه بالمنفي. فإن المنفي لا يثمر. وهذا لم يثمر في حق هؤلاء فشابهه. فهو من مجاز الاستعارة، أعني : نفي الإسماع عن غير المؤمنين، فلذلك ثبت الحصر باعتبار المؤمنين دون غيرهم.
وأما قوله تعالى :﴿ من يؤمن ﴾، فلأن القاعدة : أن الفعل المضارع يستعمل في الحالة المستمرة نحو : " زيد يعطي ويمنع، ويصل ويقطع ". وهو يفيد الاستعداد لقبول الإيمان، لأن الحالة المستمرة هي التي تكون سجية وهيئة للنفس. وهذا هو الاستعداد الذي أشار إليه عليه السلام بقوله : " أن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا... وخلق النار وخلق لها أهلا " ٥. أي : قوما مستعدين مطبوعين على نوع من التركيب يقتضي ذلك في الجسم وهيئة النفس، فهؤلاء المستعدون هم الذين يؤثر فيهم الإسماع، ومن عدمت أهليته لا يؤثر فيه الإسماع، ولو قال : " من آمن " بصيغة الفعل الماضي لم يفد الحالة المستمرة التي هي السجية، فإن عادة العرب في التعبير عنها بالمضارع دون الماضي، لتردد المضارع بين الحال والاستقبال، فلم يبق إلا الزمن الماضي، فيضم إليه. فتدخل الأزمان كلها فتستمر الحالة أبدا، بخلاف الماضي ليس فيه إلا زمان الماضية، وكذلك اسم الفاعل قد يستعمل في الحالة المستمرة، ولكن قليل جدا.
وأما المستثنى والمستثنى منه فهو في اللفظ والمعنى من المفاعيل، أي : " لا تسمع أحدا إلا هؤلاء ".
٢ - سورة النساء: ١٦٤..
٣ - سورة فاطر: ٢٢..
٤ - الأنفال: ٢٣..
٥ - أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة: الباب: ٢٢..