تفسير سورة المرسلات

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة المرسلات من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة المرسلات
قوله تعالى (والمرسلات عرفا... )
قال البخاري: حدثنا عبدة بن عبد الله، أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: "كنا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غار، فنزلت (والمرسلات عرفا) وإنا لنتلقاها من فيه إذ خرجت حية من جحرها، فابتدرناها لنقتلها، فسبقتنا فدخلت جحرها، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: وقيت شركم كما وقيتم شرّها".
وعن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مثله.
قال: "وإنا لنتلقاها من فيه رطبة". وتابعه أبو عوانة عن مغيرة.
(الصحيح ٦/٤٠٩- ك بدء الخلق، في إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ح ٣٣١٧)، وأخرجه مسلم في (الصحيح ٤/١٧٥٥- ك السلام، ب قتل الحيات وغيرها ح ٢٢٣٤).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (والمرسلات عرفا) قال: هي الرياح.
قوله تعالى (فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (فالعاصفات عصفا) قال: الرياح.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (والناشرات نشرا) قال: الرياح.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فالفارقات فرقا) يعنى القرآن ما فرق الله فيه بين الحق والباطل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فالملقيات ذكرا) قال: هي الملائكة تلقى الذكر على الرسل وتبلغه.
قوله تعالى (عذرا أو نذراً إنما توعدون لواقع فإذا النجوم طمست)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (عذراً أو نذراً). قال: عذراً من الله ونذرا منه إلى خلقه.
قال ابن كثير: أي: ذهب ضوؤها كقوله (وإذا النجوم انكدرت) وكقوله (وإذا الكواكب انتثرت).
قوله تعالى (وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ)
انظر سورة الرحمن آية (٣٧)، وسورة الحاقة آية (١٦).
قوله تعالى (وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ)
قال ابن كثير: أي: ذهب بها، فلا يبقى لها عين ولا أثر كقوله (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (أقتت) قال: أجلت.
وانظر سورة المائدة آية (١٠٩) قوله تعالى (يوم يجمع الله الرسل).
قوله تعالى (لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (لأي يوم أجلت ليوم الفصل) يوم يفصل فيه بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وما أدراك ما يوم الفصل) تعظيما لذلك اليوم.
قوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين)
انظر سورة الطور (١١)، وسورة البقرة آية (٧٩).
قوله تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين)
انظر سورة المؤمنون آية (١٣-١٤).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (في قرار مكين) قال: الرحم.
قوله تعالى (فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين)
قال ابن كثير: يعني إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر. ولهذا قال (فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين).
وانظر سورة البقرة آية (٧٩) لبيان: الويل.
قوله تعالى (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتاً وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله: (ألم نجعل الأرض كفاتا) يقول: كِنا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا) يسكن فيها حيهم، ويدفن فيها ميتهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (رواسي شامخات) يقول: جبالا مشرفات.
قوله تعالى (انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (٣٠) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (٣١) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ)
قال البخَاري: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى، أخبرنا سفيان، حدثني عبد الرحمن بن عابس سمعت ابن عباس رضي الله عنهما (ترمى بشرر كالقصر) كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر (كأنه جمالت صُفر) حِبال السفن، تُجمع حتى تكون كأوساط الرجال.
(الصحيح ٨/٥٥٦- ك التفسير- سورة المرسلات، الآية ح ٤٩٣٣).
قوله تعالى (هذا يوم لا ينطقون)
قال القاسمي: (هذا يوم لا ينطقون) أي: بحجة، أو في وقت من أوقاته لأنه يوم طويل ذو مواقف... فلا ينافي آية (والله ربنا ما كنا مشركين) سورة الأنعام: ٦، وآية (ولا يكتمون الله حديثا) سورة النساء: ٤٢،. ا. هـ.
(محاسن التأويل ١٠/٢٣).
وقوله في وقت من أوقاته - أي وقت من أوقات يوم الحساب - يؤيده قوله تعالى (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون) سورة المؤمنون آية: ١٠٨. فهم لا ينطقون بعد هذا الأمر والتوبيخ للكافرين.
قوله تعالى (ويل يومئذ للمكذبين)
تقدمت برقم (١٥) من السورة نفسها.
قوله تعالى (فإن كان لكم كيد فكيدون)
قال ابن كثير: تهديد شديد ووعيد أكيد، أي: إن قدرتم على أن تتخلصوا من قبضتي، وتنجوا من حكمي فافعلوا، فإنكم لا تقدرون على ذلك، كما قال تعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) وقد قال تعالى (ولا تضرونه شيئا) وفِى الحديث: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني".
وانظر سورة هود آية (٥٧).
قوله تعالى (كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون)
قال ابن كثير: خطاب للمكذبين بيوم الدين وأمرهم أمر تهديد ووعيد فقال تعالى (كلوا وتمتعوا قليلا) أي: مدة قليلة قريبة قصيرة (إنكم مجرمون) أي: ثم تساقون إلى النار التي تقدم ذكرها (ويل يومئذ للمكذبين) كما قال تعالى (نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ).
قوله تعالى (فبأي حديث بعده يؤمنون)
قال ابن كثير: أي: إذا لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي كلام يؤمنون به؟! كقوله تعالى: (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون).
Icon