في السورة توكيد ليوم القيامة وهوله، وإنذار بمصير الكفار الرهيب وتنويه بمصير المؤمنين فيه، وأسلوبها ذو خصوصية فنية نثرية، ومع ما في بعض فصولها من خطاب للمكذبين، فإنها لا تحتوي موقفا شخصيا معينا، ويصح أن تسلك في سلك السور ذات الطابع العام، وقد ذكر المصحف الذي اعتمدنا عليه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية، وانسجام هذه الآية التام مع الآيات يسوغ الشك في صحة ذلك، وترابط فصول السورة وتوازنها وخصوصية نظمها تسوغ القول إنها نزلت دفعة واحدة.
ﰡ
( ٢ ) عرفا : من عرف الديك أو الفرس.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
( ٨ ) نذرا : من الإنذار.
﴿ والمرسلات١ عرفا٢( ١ ) فالعاصفات عصفا٣( ٢ ) والناشرات٤ نشرا( ٣ ) فالفارقات٥ فرقا( ٤ ) فالملقيات ذكرا٦( ٥ ) عذرا٧ أو نذرا٨ ( ٦ ) إنما توعدون لواقع( ٧ ) ﴾ [ ١-٧ ].
تعدد الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة : إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة، وقيل كذلك : إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب، وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري : أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن، وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها ؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية سورة فصلت هذه :﴿ كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون٣ ﴾ على أن الفقرة أو الآية الخامسة أوضح دلالة على أن المقسم به هم الملائكة ؛ لأنهم هم الذين ينزلون بالوحي الذي يحتوي الإنذار أو الإعذار ويلقونه.
والآية الأخيرة هي جواب القسم كما هو واضح. والآيات والحال هذه بصدد توكيد وقوع ما يوعد به الناس وهو يوم القيامة وحسابه وثوابه وعقابه ؛ وكون الله عز وجل ينزل الوحي مع الملائكة لإنذار الناس والإعذار إليهم. حتى يتعظوا ولا يبقى لهم حجة بالغفلة.
والخطاب وإن كان للسامعين عامة فهو كما تلهمه عبارة ﴿ توعدون ﴾ وهي من الوعيد موجه بخاصة إلى الكفار ؛ لأنهم المحتاجون للتوكيد بسبب تكذيبهم للقيامة وهم موضع الوعيد بسبب جحودهم وإعراضهم عن الدعوة.
( فإذا النجوم طمست١( ٨ ) وإذا السماء فرجت٢ ( ٩ ) وإذا الجبال نسفت( ١٠ ) وإذا الرسل أقتت٣ ( ١١ ) لأي يوم أجلت( ١٢ ) ليوم الفصل٤( ١٣ ) وما أدراك ما يوم الفصل( ١٤ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٥ ) ). [ ٨-١٥ ]
الآيات متصلة بالآيات السابقة ومعقبة عليها، فالذي يوعد به الكافرون واسع، وسيكون من أعلامه تبدل نواميس الكون ومشاهده الكبرى، وسيعلن الرسل بميقاته حتى يأتوا لشهود حساب أممهم، وسيكون هذا الميقات هو يوم الفصل الذي يحاسب الناس ويفصل في أمرهم فيه، وهو يوم عظيم يكون الويل فيه والخزي للمكذبين بالقيامة أو الغافلين عنها.
والمتبادر أن السؤال { لأي يوم أجلت ] يهدف إلى استرعاء السمع إلى خطورة اليوم المعين بمثابة [ هل تدرون أي يوم ذلك اليوم ] فيأتي الجواب [ إنه يوم الفصل وما أدراك ما خطورة يوم الفصل ].
والتبدل الذي أشير إلى طروئه على السماء والنجوم والجبال هنا ليس بقصد الحصر. فقد ورد في سور عديدة سابقة ولاحقة إشارات إلى طروء التبدل على مشاهد كونية غيرها.
وقد ذكرنا ما تلهمه هذه الإشارات من مقاصد في المناسبات السابقة فلا حاجة إلى التكرار.
وقد يتوهم البعض أن استعمال فعل الانفراج للسماء والطمس للنجوم يدل على أن القرآن يعني أن السماء جسم صلب، وأن النجوم مصابيح قابلة للاشتعال والانطفاء، والذي نراه أن هذا أسلوب خطابي للناس متسق مع ما يرونه من مشاهد واعتادوه من ظواهر وقام في أذهانهم من صور، وأن القصد منه البرهنة على قدرة الله عز وجل ومطلق تصرفه في الأكوان وبخاصة بما يملأ النفوس روعة من مشاهدها.
وقد أولنا توقيت الرسل بما أولناه ؛ لأن في القرآن آيات عديدة ذكر فيها الإتيان بالنبيين والرسل لشهود محاسبة أممهم يوم القيامة، منها آية سورة النساء هذه :( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا٤١ } وآيات سورة الزمر هذه :﴿ وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيئين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون٦٩ ﴾ وآية سورة المائدة هذه :﴿ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب١٠٩ ﴾.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨:( ١ ) طمست : محيت أو انطفأت.
( فإذا النجوم طمست١( ٨ ) وإذا السماء فرجت٢ ( ٩ ) وإذا الجبال نسفت( ١٠ ) وإذا الرسل أقتت٣ ( ١١ ) لأي يوم أجلت( ١٢ ) ليوم الفصل٤( ١٣ ) وما أدراك ما يوم الفصل( ١٤ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٥ ) ). [ ٨-١٥ ]
الآيات متصلة بالآيات السابقة ومعقبة عليها، فالذي يوعد به الكافرون واسع، وسيكون من أعلامه تبدل نواميس الكون ومشاهده الكبرى، وسيعلن الرسل بميقاته حتى يأتوا لشهود حساب أممهم، وسيكون هذا الميقات هو يوم الفصل الذي يحاسب الناس ويفصل في أمرهم فيه، وهو يوم عظيم يكون الويل فيه والخزي للمكذبين بالقيامة أو الغافلين عنها.
والمتبادر أن السؤال { لأي يوم أجلت ] يهدف إلى استرعاء السمع إلى خطورة اليوم المعين بمثابة [ هل تدرون أي يوم ذلك اليوم ] فيأتي الجواب [ إنه يوم الفصل وما أدراك ما خطورة يوم الفصل ].
والتبدل الذي أشير إلى طروئه على السماء والنجوم والجبال هنا ليس بقصد الحصر. فقد ورد في سور عديدة سابقة ولاحقة إشارات إلى طروء التبدل على مشاهد كونية غيرها.
وقد ذكرنا ما تلهمه هذه الإشارات من مقاصد في المناسبات السابقة فلا حاجة إلى التكرار.
وقد يتوهم البعض أن استعمال فعل الانفراج للسماء والطمس للنجوم يدل على أن القرآن يعني أن السماء جسم صلب، وأن النجوم مصابيح قابلة للاشتعال والانطفاء، والذي نراه أن هذا أسلوب خطابي للناس متسق مع ما يرونه من مشاهد واعتادوه من ظواهر وقام في أذهانهم من صور، وأن القصد منه البرهنة على قدرة الله عز وجل ومطلق تصرفه في الأكوان وبخاصة بما يملأ النفوس روعة من مشاهدها.
وقد أولنا توقيت الرسل بما أولناه ؛ لأن في القرآن آيات عديدة ذكر فيها الإتيان بالنبيين والرسل لشهود محاسبة أممهم يوم القيامة، منها آية سورة النساء هذه :( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا٤١ } وآيات سورة الزمر هذه :﴿ وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيئين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون٦٩ ﴾ وآية سورة المائدة هذه :﴿ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب١٠٩ ﴾.
( فإذا النجوم طمست١( ٨ ) وإذا السماء فرجت٢ ( ٩ ) وإذا الجبال نسفت( ١٠ ) وإذا الرسل أقتت٣ ( ١١ ) لأي يوم أجلت( ١٢ ) ليوم الفصل٤( ١٣ ) وما أدراك ما يوم الفصل( ١٤ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٥ ) ). [ ٨-١٥ ]
الآيات متصلة بالآيات السابقة ومعقبة عليها، فالذي يوعد به الكافرون واسع، وسيكون من أعلامه تبدل نواميس الكون ومشاهده الكبرى، وسيعلن الرسل بميقاته حتى يأتوا لشهود حساب أممهم، وسيكون هذا الميقات هو يوم الفصل الذي يحاسب الناس ويفصل في أمرهم فيه، وهو يوم عظيم يكون الويل فيه والخزي للمكذبين بالقيامة أو الغافلين عنها.
والمتبادر أن السؤال { لأي يوم أجلت ] يهدف إلى استرعاء السمع إلى خطورة اليوم المعين بمثابة [ هل تدرون أي يوم ذلك اليوم ] فيأتي الجواب [ إنه يوم الفصل وما أدراك ما خطورة يوم الفصل ].
والتبدل الذي أشير إلى طروئه على السماء والنجوم والجبال هنا ليس بقصد الحصر. فقد ورد في سور عديدة سابقة ولاحقة إشارات إلى طروء التبدل على مشاهد كونية غيرها.
وقد ذكرنا ما تلهمه هذه الإشارات من مقاصد في المناسبات السابقة فلا حاجة إلى التكرار.
( فإذا النجوم طمست١( ٨ ) وإذا السماء فرجت٢ ( ٩ ) وإذا الجبال نسفت( ١٠ ) وإذا الرسل أقتت٣ ( ١١ ) لأي يوم أجلت( ١٢ ) ليوم الفصل٤( ١٣ ) وما أدراك ما يوم الفصل( ١٤ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٥ ) ). [ ٨-١٥ ]
الآيات متصلة بالآيات السابقة ومعقبة عليها، فالذي يوعد به الكافرون واسع، وسيكون من أعلامه تبدل نواميس الكون ومشاهده الكبرى، وسيعلن الرسل بميقاته حتى يأتوا لشهود حساب أممهم، وسيكون هذا الميقات هو يوم الفصل الذي يحاسب الناس ويفصل في أمرهم فيه، وهو يوم عظيم يكون الويل فيه والخزي للمكذبين بالقيامة أو الغافلين عنها.
والمتبادر أن السؤال { لأي يوم أجلت ] يهدف إلى استرعاء السمع إلى خطورة اليوم المعين بمثابة [ هل تدرون أي يوم ذلك اليوم ] فيأتي الجواب [ إنه يوم الفصل وما أدراك ما خطورة يوم الفصل ].
والتبدل الذي أشير إلى طروئه على السماء والنجوم والجبال هنا ليس بقصد الحصر. فقد ورد في سور عديدة سابقة ولاحقة إشارات إلى طروء التبدل على مشاهد كونية غيرها.
وقد ذكرنا ما تلهمه هذه الإشارات من مقاصد في المناسبات السابقة فلا حاجة إلى التكرار.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ألم نهلك الأولين( ١٦ ) ثم نتبعهم الآخرين( ١٧ ) كذلك نفعل بالمجرمين( ١٨ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٩ ) ألم نخلقكم من ماء مهين( ٢٠ ) فجعلناه في قرار مكين١( ٢١ ) إلى قدر معلوم٢( ٢٢ ) فقدرنا٣ فنعم القادرون( ٢٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٤ ) ألم نجعل الأرض كفاتا٤( ٢٥ ) أحياء وأمواتا( ٢٦ ) وجعلنا فيها رواسي شامخات٥ وأسقيناكم ماء فراتا٦( ٢٧ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٨ ) ﴾ [ ١٦-٢٨ ].
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ألم نهلك الأولين( ١٦ ) ثم نتبعهم الآخرين( ١٧ ) كذلك نفعل بالمجرمين( ١٨ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٩ ) ألم نخلقكم من ماء مهين( ٢٠ ) فجعلناه في قرار مكين١( ٢١ ) إلى قدر معلوم٢( ٢٢ ) فقدرنا٣ فنعم القادرون( ٢٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٤ ) ألم نجعل الأرض كفاتا٤( ٢٥ ) أحياء وأمواتا( ٢٦ ) وجعلنا فيها رواسي شامخات٥ وأسقيناكم ماء فراتا٦( ٢٧ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٨ ) ﴾ [ ١٦-٢٨ ].
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ألم نهلك الأولين( ١٦ ) ثم نتبعهم الآخرين( ١٧ ) كذلك نفعل بالمجرمين( ١٨ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٩ ) ألم نخلقكم من ماء مهين( ٢٠ ) فجعلناه في قرار مكين١( ٢١ ) إلى قدر معلوم٢( ٢٢ ) فقدرنا٣ فنعم القادرون( ٢٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٤ ) ألم نجعل الأرض كفاتا٤( ٢٥ ) أحياء وأمواتا( ٢٦ ) وجعلنا فيها رواسي شامخات٥ وأسقيناكم ماء فراتا٦( ٢٧ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٨ ) ﴾ [ ١٦-٢٨ ].
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ألم نهلك الأولين( ١٦ ) ثم نتبعهم الآخرين( ١٧ ) كذلك نفعل بالمجرمين( ١٨ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٩ ) ألم نخلقكم من ماء مهين( ٢٠ ) فجعلناه في قرار مكين١( ٢١ ) إلى قدر معلوم٢( ٢٢ ) فقدرنا٣ فنعم القادرون( ٢٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٤ ) ألم نجعل الأرض كفاتا٤( ٢٥ ) أحياء وأمواتا( ٢٦ ) وجعلنا فيها رواسي شامخات٥ وأسقيناكم ماء فراتا٦( ٢٧ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٨ ) ﴾ [ ١٦-٢٨ ].
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
( ٦ ) فراتا : عذبا حلوا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٦:﴿ ألم نهلك الأولين( ١٦ ) ثم نتبعهم الآخرين( ١٧ ) كذلك نفعل بالمجرمين( ١٨ ) ويل يومئذ للمكذبين( ١٩ ) ألم نخلقكم من ماء مهين( ٢٠ ) فجعلناه في قرار مكين١( ٢١ ) إلى قدر معلوم٢( ٢٢ ) فقدرنا٣ فنعم القادرون( ٢٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٤ ) ألم نجعل الأرض كفاتا٤( ٢٥ ) أحياء وأمواتا( ٢٦ ) وجعلنا فيها رواسي شامخات٥ وأسقيناكم ماء فراتا٦( ٢٧ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٢٨ ) ﴾ [ ١٦-٢٨ ].
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق السابق أيضا، وبسبيل التدليل على قدرة الله على تحقيق ما يوعد به الناس من البعث والحساب والجزاء وهي ثلاثة مقاطع كل منها ينتهي بإنذار المكذبين بهول ذلك اليوم، وهذا التكرار مستمر في جميع مقاطع السورة مما جعل لها خصوصية نظمية ومما ينطوي فيه تشديد في الإنذار والتقريع كما هو المتبادر.
وفي كل مقطع حجة مقتطعة مما يعرفه السامعون من حقائق لا سبيل للمماراة فيها من قدرة الله وعظمة كونه ودقة نواميسه فيه حيث تستحكم الحجة فيهم.
وقد جاءت المقاطع بأسلوب السؤال الاستنكاري الذي ينطوي فيه تقرير معرفة السامعين لجوابه الصحيح وهو التسليم بقدرة الله وصدق الحجة، فهم يعرفون أن الله عز وجل قد أهلك الأولين وأتبعهم بمن بعدهم، وأن هذه عادته في المجرمين، وهم يعرفون أن الله عز وجل خلقهم من ماء مهين قدر له وقتا معلوما في الرحم، وأنه هو الذي سواهم على أحسن تقدير وحساب وتكوين، وهم يعرفون أن الله عز وجل جعل الأرض نطاقا واسعا للأحياء والأموات، وجعل فيها الرواسي الشامخات، وأجرى فيها المياه العذبة التي يستقون منها والتي فيها قوام حياتهم. وفي كل هذا الدليل القاطع على قدرته على بعثهم بعد الموت للحساب.
وفي القرآن آيات جاء فيها اعترافهم صريحا بكل هذا وهو الذي سوغ لنا تأويل الآيات بما أولناه بها. ففي سورة العنكبوت هذه الآية :﴿ وعاد وثمودا وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين٣٨ ﴾ حيث ينطوي فيها معرفتهم بنكال الأقوام السابقين بسبب اتباعهم الشيطان وعدم استجابتهم إلى رسلهم، ومن هذا الباب آيات سورة الصافات هذه :﴿ وإن لوطا لمن المرسلين١٣٣ إذ نجيناه وأهله أجمعين١٣٤ إلا عجوزا في الغابرين١٣٥ ثم دمرنا الآخرين١٣٦ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين١٣٧ وبالليل أفلا تعقلون١٣٨ ). وفي سورة الزخرف هذه الآيات :{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم٩ الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون١٠ والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون١١ والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون١٢ ). وهذه الآية { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون٨٧ ﴾ وفي سورة الواقعة هذه الآيات :﴿ أفرأيتم ما تمنون٥٨ أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون٥٩ نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين٦٠ على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون٦١ ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون٦٢ ﴾.
ومع أن أسلوب الآيات عام للسامعين على اختلافهم فالمتبادر من روحها أنها موجهة إلى الكفار والمكذبين على سبيل الإنذار والتقريع والإفحام والدعوة إلى الارعواء. وفي الآيات التالية لها دلالة صريحة على ذلك.
تنبيه إلى أن الدعوة قائمة على الإقناع
وفي هذه الآيات وأمثالها الكثيرة مما سبق ومما سيأتي ظاهرة قرآنية جليلة، وهي أن الدعوة كانت تقوم على الإقناع والجدل المنطقي الذي فيه الحجة الدامغة والإفحام، وعلى لفت النظر إلى وجود الله وقدرته الشاملة وحكمته البالغة بما في ملكوت السماوات والأرض، وبما في تكوين وقوى الناس أنفسهم الذين يوجه إليهم الخطاب من آيات ومشاهد باهرة قائمة، مما يعترفون به ومما لا يتحمل مماراة ولا يحتاج إلى براهين خارقة، واستحقاق الله وحده من أجل ذلك للخضوع والعبودية والاتجاه.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون( ٢٩ ) انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب( ٣٠ ) لا ظليل١ ولا يغني من اللهب( ٣١ ) إنها ترمي بشرر كالقصر٢( ٣٢ ) كأنه جمالة٣ صفر( ٣٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٤ ) هذا يوم لا ينطقون( ٣٥ ) ولا يؤذن لهم فيعتذرون( ٣٦ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٧ ) هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين( ٣٨ ) فإن كان لكم كيد فكيدون( ٣٩ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٤٠ ) ﴾ [ ٢٩-٤٠ ]
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون( ٢٩ ) انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب( ٣٠ ) لا ظليل١ ولا يغني من اللهب( ٣١ ) إنها ترمي بشرر كالقصر٢( ٣٢ ) كأنه جمالة٣ صفر( ٣٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٤ ) هذا يوم لا ينطقون( ٣٥ ) ولا يؤذن لهم فيعتذرون( ٣٦ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٧ ) هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين( ٣٨ ) فإن كان لكم كيد فكيدون( ٣٩ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٤٠ ) ﴾ [ ٢٩-٤٠ ]
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٩:﴿ انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون( ٢٩ ) انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب( ٣٠ ) لا ظليل١ ولا يغني من اللهب( ٣١ ) إنها ترمي بشرر كالقصر٢( ٣٢ ) كأنه جمالة٣ صفر( ٣٣ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٤ ) هذا يوم لا ينطقون( ٣٥ ) ولا يؤذن لهم فيعتذرون( ٣٦ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٣٧ ) هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين( ٣٨ ) فإن كان لكم كيد فكيدون( ٣٩ ) ويل يومئذ للمكذبين( ٤٠ ) ﴾ [ ٢٩-٤٠ ]
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
والآيات متصلة بالسياق ومعقبة على ما سبقها كما هو ظاهر، والخطاب فيها موجه إلى المكذبين بصراحة وهو حكاية لما سوف يقال لهم يوم القيامة. وقد تكرر هذا الأسلوب في القرآن كثيرا بقصد تصوير الحال كأنما يراها السامع حتى يرتدع عن الغي ويستجيب إلى الدعوة.
والوصف في المقطع الأول قوي مرعب، فجهنم التي يساق المكذبون إليها والتي كانوا يكذبونها ترمي بشرر عظيم الحجم والطول. وقد ضرب عليها رواق ذو ثلاث شعب يظنه الرائي ظلا واقيا، ولكنه لا يلبث أن يعرف أنه لا يصلح للاستظلال ولا يقي من اللهب.
وكذلك ما احتواه المقطعان التاليان حيث يحيكان ما سوف تكون عليه حال المكذبين من سوء وحرج، فهم لا يستطيعون أن يقولوا شيئا، ولا يسمح لهم بالاعتذار عما بدا منهم ويتحدون بأسلوب السخرية والاستهتار فيقال لهم : لقد جمعناكم جميعا الأولين والآخرين فاصطنعوا أي حيلة وتوسلوا بأي وسيلة للخلاص من قبضة الله إذا استطعتم.
وكل هذا من شأنه أن يثير الفزع في السامعين ويحملهم على تدبر أمرهم قبل فوات الوقت، وهو ما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
تعليق على ما يمكن أن يتوهم من تناقض في حكاية حال الكفار يوم القيامة.
ولقد يبدو تناقض بين الآيتين [ ٣٦-٣٧ ] اللتين تقرران أن الكفار في ذلك اليوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون وبين آيات أخرى سابقة ولا حقة فيها إشارة إلى ما يكون في الآخرة من حجاج ومحاورات بين الله وبين الملائكة والكفار وبين المؤمنين والكفار وبين الكفار أنفسهم. وفيها اعتذارات عما بدا منهم مثل آيات سورة المدثر هذه :﴿ إلا أصحاب اليمين٣٩ في جنات يتساءلون٤٠ عن المجرمين٤١ ما سلككم في سقر٤٢ قالوا لم نكن من المصلين٤٣ ولم نك نطعم المسكين٤٤ وكنا نخوض مع الخائضين٤٥ وكنا نكذب بيوم الدين٤٦ حتى أتانا اليقين٤٧ ﴾ ومثل آية سورة الزمر هذه :﴿ وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين٧١ ﴾ ومثل آيات سورة المؤمنون هذه :﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين١٠٦ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون١٠٧ ﴾ ومثل آيات سورة الشعراء هذه :( قالوا وهم فيها يختصمون٩٦ تالله إن كنا لفي ضلال مبين٩٧ إذ نسويكم برب العالمين٩٨ وما أضلنا إلا المجرمون٩٩ فما لنا من شافعين١٠٠ ولا صديق حميم١٠١ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين١٠٢ ) ومثل آية سورة السجدة هذه :( ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون١٢ ).
وهذا التناقض المتوهم يزول إذا ما لوحظ أن هذه التعابير هي تعابير تصويرية أسلوبية وفاق ما اعتاده الناس في حياتهم للتقريب والتأثير، وهذا الذي اعتاده الناس يتحمل هذا كما يتحمل ذلك حسب تنوع المواقف ومقتضياتها. والهدف العام هو وصف هول مصير الكفار وشدة موقفهم يوم القيامة ؛ لإثارة الرعب والفزع في نفوسهم وحملهم على الارعواء والازدجار على ما قررناه آنفا.
وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضحة لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عز وجل ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن في استعمالهما كما هو متبادر تلقينا مقصودا به تقرير كون الإيمان بالله ورسوله يجب أن يكون له أثر بارز في سلوك المؤمنين وتصرفهم نحو الله والناس، بحيث يجتهدون في تقوى الله باجتناب الآثام والفواحش وفي الحصول على رضائه بالعمل الصالح والإحسان والإخلاص فيه، وبكلمة ثانية بحيث يتحقق في سلوكهم وتصرفهم صفتا المتقي المحسن فيكونون أهلا لرضوان الله وتكريمه، وهكذا يبدو التلقين قويا رائعا. وهو مستمر المدى كما هو واضح.
تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان
ولقد تكرر التنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كثيرا في السور المكية والمدنية كما تكرر ذلك بالنسبة للمتقين والتقوى. ولقد علقنا على مدى عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمتقين والحث على التقوى في سياق سورة القلم، ونقول هنا بمناسبة ورود كلمة المحسنين لأول مرة : إن هذه الكلمة ومشتقاتها قد وردت في أكثر من مائة آية ؛ حيث يدل هذا على مبلغ عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كما هو الشأن بالنسبة للمتقين والتقوى.
والتعبير في أصل معناه والمقصد منه هو عمل ما هو حسن وأحسن، وبعبارة أخرى عدم التقيد بقيد الواجب المقتضي عقلا وشرعا وخلقا بل تجاوزه إلى ما هو الأفضل والأحسن والأتم. وفي هذا ما فيه من قصد جليل إلى الارتفاع بالمسلم إلى ذرى الفضائل والمكرمات والكمال الخلقي والنفسي، ونكتفي هنا ببعض الأمثلة التي يبرز فيها هذا القصد الجليل ويبرز معه ما وعده وأعده الله للمحسنين من مكافأة وجزاء في الدنيا والآخرة.
١- ﴿ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ البقرة : ١١٢ ].
٢- ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ].
٣- ﴿ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ﴾ [ آل عمران : ١٧٢ ].
٤- ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ﴾ [ النساء : ١٢٨ ].
٥- ﴿ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ﴾ [ المائدة : ٩٣ ].
٦-﴿ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴾ [ الأعراف : ٥٦ ].
٧- ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [ النحل : ٩ ].
٨- ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين١٢٥ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين١٢٦ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون١٢٧ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ [ النحل : ١٢٥-١٢٨ ].
٩-﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ].
١٠-﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ].
١١-﴿ قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ].
١٢-﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين٣٣ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم٣٤ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾ [ فصلت : ٣٣-٣٥ ].
١٣-﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون١٧ وبالأسحار هم يستغفرون١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٦-١٩ ].
ولقد تعددت الآيات المكية والمدنية التي قررت أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنه يحب المحسنين وأنه سيزيد المحسنين، وأنه سيجزي المحسنين مما فيه توكيد وتشويق متكرران. ومما هو متصل بذلك القصد الجليل كما هو المتبادر.
وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضحة لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عز وجل ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن في استعمالهما كما هو متبادر تلقينا مقصودا به تقرير كون الإيمان بالله ورسوله يجب أن يكون له أثر بارز في سلوك المؤمنين وتصرفهم نحو الله والناس، بحيث يجتهدون في تقوى الله باجتناب الآثام والفواحش وفي الحصول على رضائه بالعمل الصالح والإحسان والإخلاص فيه، وبكلمة ثانية بحيث يتحقق في سلوكهم وتصرفهم صفتا المتقي المحسن فيكونون أهلا لرضوان الله وتكريمه، وهكذا يبدو التلقين قويا رائعا. وهو مستمر المدى كما هو واضح.
تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان
ولقد تكرر التنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كثيرا في السور المكية والمدنية كما تكرر ذلك بالنسبة للمتقين والتقوى. ولقد علقنا على مدى عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمتقين والحث على التقوى في سياق سورة القلم، ونقول هنا بمناسبة ورود كلمة المحسنين لأول مرة : إن هذه الكلمة ومشتقاتها قد وردت في أكثر من مائة آية ؛ حيث يدل هذا على مبلغ عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كما هو الشأن بالنسبة للمتقين والتقوى.
والتعبير في أصل معناه والمقصد منه هو عمل ما هو حسن وأحسن، وبعبارة أخرى عدم التقيد بقيد الواجب المقتضي عقلا وشرعا وخلقا بل تجاوزه إلى ما هو الأفضل والأحسن والأتم. وفي هذا ما فيه من قصد جليل إلى الارتفاع بالمسلم إلى ذرى الفضائل والمكرمات والكمال الخلقي والنفسي، ونكتفي هنا ببعض الأمثلة التي يبرز فيها هذا القصد الجليل ويبرز معه ما وعده وأعده الله للمحسنين من مكافأة وجزاء في الدنيا والآخرة.
١- ﴿ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ البقرة : ١١٢ ].
٢- ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ].
٣- ﴿ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ﴾ [ آل عمران : ١٧٢ ].
٤- ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ﴾ [ النساء : ١٢٨ ].
٥- ﴿ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ﴾ [ المائدة : ٩٣ ].
٦-﴿ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴾ [ الأعراف : ٥٦ ].
٧- ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [ النحل : ٩ ].
٨- ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين١٢٥ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين١٢٦ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون١٢٧ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ [ النحل : ١٢٥-١٢٨ ].
٩-﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ].
١٠-﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ].
١١-﴿ قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ].
١٢-﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين٣٣ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم٣٤ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾ [ فصلت : ٣٣-٣٥ ].
١٣-﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون١٧ وبالأسحار هم يستغفرون١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٦-١٩ ].
ولقد تعددت الآيات المكية والمدنية التي قررت أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنه يحب المحسنين وأنه سيزيد المحسنين، وأنه سيجزي المحسنين مما فيه توكيد وتشويق متكرران. ومما هو متصل بذلك القصد الجليل كما هو المتبادر.
وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضحة لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عز وجل ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن في استعمالهما كما هو متبادر تلقينا مقصودا به تقرير كون الإيمان بالله ورسوله يجب أن يكون له أثر بارز في سلوك المؤمنين وتصرفهم نحو الله والناس، بحيث يجتهدون في تقوى الله باجتناب الآثام والفواحش وفي الحصول على رضائه بالعمل الصالح والإحسان والإخلاص فيه، وبكلمة ثانية بحيث يتحقق في سلوكهم وتصرفهم صفتا المتقي المحسن فيكونون أهلا لرضوان الله وتكريمه، وهكذا يبدو التلقين قويا رائعا. وهو مستمر المدى كما هو واضح.
تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان
ولقد تكرر التنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كثيرا في السور المكية والمدنية كما تكرر ذلك بالنسبة للمتقين والتقوى. ولقد علقنا على مدى عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمتقين والحث على التقوى في سياق سورة القلم، ونقول هنا بمناسبة ورود كلمة المحسنين لأول مرة : إن هذه الكلمة ومشتقاتها قد وردت في أكثر من مائة آية ؛ حيث يدل هذا على مبلغ عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كما هو الشأن بالنسبة للمتقين والتقوى.
والتعبير في أصل معناه والمقصد منه هو عمل ما هو حسن وأحسن، وبعبارة أخرى عدم التقيد بقيد الواجب المقتضي عقلا وشرعا وخلقا بل تجاوزه إلى ما هو الأفضل والأحسن والأتم. وفي هذا ما فيه من قصد جليل إلى الارتفاع بالمسلم إلى ذرى الفضائل والمكرمات والكمال الخلقي والنفسي، ونكتفي هنا ببعض الأمثلة التي يبرز فيها هذا القصد الجليل ويبرز معه ما وعده وأعده الله للمحسنين من مكافأة وجزاء في الدنيا والآخرة.
١- ﴿ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ البقرة : ١١٢ ].
٢- ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ].
٣- ﴿ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ﴾ [ آل عمران : ١٧٢ ].
٤- ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ﴾ [ النساء : ١٢٨ ].
٥- ﴿ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ﴾ [ المائدة : ٩٣ ].
٦-﴿ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴾ [ الأعراف : ٥٦ ].
٧- ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [ النحل : ٩ ].
٨- ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين١٢٥ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين١٢٦ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون١٢٧ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ [ النحل : ١٢٥-١٢٨ ].
٩-﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ].
١٠-﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ].
١١-﴿ قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ].
١٢-﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين٣٣ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم٣٤ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾ [ فصلت : ٣٣-٣٥ ].
١٣-﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون١٧ وبالأسحار هم يستغفرون١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٦-١٩ ].
ولقد تعددت الآيات المكية والمدنية التي قررت أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنه يحب المحسنين وأنه سيزيد المحسنين، وأنه سيجزي المحسنين مما فيه توكيد وتشويق متكرران. ومما هو متصل بذلك القصد الجليل كما هو المتبادر.
وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضحة لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عز وجل ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن في استعمالهما كما هو متبادر تلقينا مقصودا به تقرير كون الإيمان بالله ورسوله يجب أن يكون له أثر بارز في سلوك المؤمنين وتصرفهم نحو الله والناس، بحيث يجتهدون في تقوى الله باجتناب الآثام والفواحش وفي الحصول على رضائه بالعمل الصالح والإحسان والإخلاص فيه، وبكلمة ثانية بحيث يتحقق في سلوكهم وتصرفهم صفتا المتقي المحسن فيكونون أهلا لرضوان الله وتكريمه، وهكذا يبدو التلقين قويا رائعا. وهو مستمر المدى كما هو واضح.
تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان
ولقد تكرر التنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كثيرا في السور المكية والمدنية كما تكرر ذلك بالنسبة للمتقين والتقوى. ولقد علقنا على مدى عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمتقين والحث على التقوى في سياق سورة القلم، ونقول هنا بمناسبة ورود كلمة المحسنين لأول مرة : إن هذه الكلمة ومشتقاتها قد وردت في أكثر من مائة آية ؛ حيث يدل هذا على مبلغ عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كما هو الشأن بالنسبة للمتقين والتقوى.
والتعبير في أصل معناه والمقصد منه هو عمل ما هو حسن وأحسن، وبعبارة أخرى عدم التقيد بقيد الواجب المقتضي عقلا وشرعا وخلقا بل تجاوزه إلى ما هو الأفضل والأحسن والأتم. وفي هذا ما فيه من قصد جليل إلى الارتفاع بالمسلم إلى ذرى الفضائل والمكرمات والكمال الخلقي والنفسي، ونكتفي هنا ببعض الأمثلة التي يبرز فيها هذا القصد الجليل ويبرز معه ما وعده وأعده الله للمحسنين من مكافأة وجزاء في الدنيا والآخرة.
١- ﴿ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ البقرة : ١١٢ ].
٢- ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ].
٣- ﴿ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ﴾ [ آل عمران : ١٧٢ ].
٤- ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ﴾ [ النساء : ١٢٨ ].
٥- ﴿ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ﴾ [ المائدة : ٩٣ ].
٦-﴿ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴾ [ الأعراف : ٥٦ ].
٧- ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [ النحل : ٩ ].
٨- ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين١٢٥ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين١٢٦ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون١٢٧ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ [ النحل : ١٢٥-١٢٨ ].
٩-﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ].
١٠-﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ].
١١-﴿ قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ].
١٢-﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين٣٣ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم٣٤ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾ [ فصلت : ٣٣-٣٥ ].
١٣-﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون١٧ وبالأسحار هم يستغفرون١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٦-١٩ ].
ولقد تعددت الآيات المكية والمدنية التي قررت أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنه يحب المحسنين وأنه سيزيد المحسنين، وأنه سيجزي المحسنين مما فيه توكيد وتشويق متكرران. ومما هو متصل بذلك القصد الجليل كما هو المتبادر.
وهذا المقطع استطرادي كما هو ظاهر، وصلته بالسياق قائمة بالاستطراد إلى ذكر مصير المؤمنين الصالحين بعد ذكر مصير الآثمين المكذبين، وقد تكرر مثل هذا الاستطراد كثيرا في المناسبات المماثلة، ومعنى الآيات واضحة لا يحتاج إلى أداء بياني آخر.
ومع أن نعتي المتقين والمحسنين يعنيان المؤمنين بالله عز وجل ورسالة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن في استعمالهما كما هو متبادر تلقينا مقصودا به تقرير كون الإيمان بالله ورسوله يجب أن يكون له أثر بارز في سلوك المؤمنين وتصرفهم نحو الله والناس، بحيث يجتهدون في تقوى الله باجتناب الآثام والفواحش وفي الحصول على رضائه بالعمل الصالح والإحسان والإخلاص فيه، وبكلمة ثانية بحيث يتحقق في سلوكهم وتصرفهم صفتا المتقي المحسن فيكونون أهلا لرضوان الله وتكريمه، وهكذا يبدو التلقين قويا رائعا. وهو مستمر المدى كما هو واضح.
تعليق على مدى التنويه بالمحسنين والإحسان
ولقد تكرر التنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كثيرا في السور المكية والمدنية كما تكرر ذلك بالنسبة للمتقين والتقوى. ولقد علقنا على مدى عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمتقين والحث على التقوى في سياق سورة القلم، ونقول هنا بمناسبة ورود كلمة المحسنين لأول مرة : إن هذه الكلمة ومشتقاتها قد وردت في أكثر من مائة آية ؛ حيث يدل هذا على مبلغ عناية التنزيل القرآني بالتنويه بالمحسنين والحث على الإحسان كما هو الشأن بالنسبة للمتقين والتقوى.
والتعبير في أصل معناه والمقصد منه هو عمل ما هو حسن وأحسن، وبعبارة أخرى عدم التقيد بقيد الواجب المقتضي عقلا وشرعا وخلقا بل تجاوزه إلى ما هو الأفضل والأحسن والأتم. وفي هذا ما فيه من قصد جليل إلى الارتفاع بالمسلم إلى ذرى الفضائل والمكرمات والكمال الخلقي والنفسي، ونكتفي هنا ببعض الأمثلة التي يبرز فيها هذا القصد الجليل ويبرز معه ما وعده وأعده الله للمحسنين من مكافأة وجزاء في الدنيا والآخرة.
١- ﴿ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ﴾ [ البقرة : ١١٢ ].
٢- ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ﴾ [ البقرة : ١٩٥ ].
٣- ﴿ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ﴾ [ آل عمران : ١٧٢ ].
٤- ﴿ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصالحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ﴾ [ النساء : ١٢٨ ].
٥- ﴿ ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ﴾ [ المائدة : ٩٣ ].
٦-﴿ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ﴾ [ الأعراف : ٥٦ ].
٧- ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ﴾ [ النحل : ٩ ].
٨- ﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين١٢٥ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين١٢٦ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون١٢٧ إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ﴾ [ النحل : ١٢٥-١٢٨ ].
٩-﴿ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ].
١٠-﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ﴾ [ العنكبوت : ٦٩ ].
١١-﴿ قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ﴾ [ الزمر : ١٠ ].
١٢-﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين٣٣ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم٣٤ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ﴾ [ فصلت : ٣٣-٣٥ ].
١٣-﴿ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون١٧ وبالأسحار هم يستغفرون١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ﴾ [ الذاريات : ١٦-١٩ ].
ولقد تعددت الآيات المكية والمدنية التي قررت أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنه يحب المحسنين وأنه سيزيد المحسنين، وأنه سيجزي المحسنين مما فيه توكيد وتشويق متكرران. ومما هو متصل بذلك القصد الجليل كما هو المتبادر.
والاتصال مستمر كذلك بين هذين المقطعين وما قبلهما، وفي المقطع الأول التفات خطابي للمجرمين المكذبين احتوى إنذارا لهم وتنديدا باستكبارهم عن الركوع لله، أما الآية الأخيرة فقد جاءت خاتمة قوية للسورة تضمنت تنديدا وتقريعا للكفار على عنادهم وعدم تأثرهم بما يتلى عليهم من قرآن الله ونذره مع ما فيها من الحجة الدامغة والموعظة البالغة، وقد جاءت بأسلوب الاستنكار القوي، فبأي شيء يؤمنون إذا لم يقنعهم هذا ويؤمنوا به.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية وذكرت بعض الروايات١ أنها نزلت في مناسبة استثقال وفد ثقيف الذي جاء لمفاوضة النبي عليه السلام بعد فتح مكة لحركة الركوع وطلبهم إعفاءهم منه، وانسجام الآية مع سائر الآيات وزنا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية، ومن الطريف أنه بينما يعزى لابن عباس رواية نزولها في مناسبة مفاوضة ثقيف يعزى إليه قول آخر٢ وهو أن هذا سوف يقال لهم يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
والمتبادر أن الركوع هنا تعبير عن الصلاة لله وحده، وهذا ما كان يطلب من الناس عامة منذ بدء الدعوة.
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي..
والاتصال مستمر كذلك بين هذين المقطعين وما قبلهما، وفي المقطع الأول التفات خطابي للمجرمين المكذبين احتوى إنذارا لهم وتنديدا باستكبارهم عن الركوع لله، أما الآية الأخيرة فقد جاءت خاتمة قوية للسورة تضمنت تنديدا وتقريعا للكفار على عنادهم وعدم تأثرهم بما يتلى عليهم من قرآن الله ونذره مع ما فيها من الحجة الدامغة والموعظة البالغة، وقد جاءت بأسلوب الاستنكار القوي، فبأي شيء يؤمنون إذا لم يقنعهم هذا ويؤمنوا به.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية وذكرت بعض الروايات١ أنها نزلت في مناسبة استثقال وفد ثقيف الذي جاء لمفاوضة النبي عليه السلام بعد فتح مكة لحركة الركوع وطلبهم إعفاءهم منه، وانسجام الآية مع سائر الآيات وزنا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية، ومن الطريف أنه بينما يعزى لابن عباس رواية نزولها في مناسبة مفاوضة ثقيف يعزى إليه قول آخر٢ وهو أن هذا سوف يقال لهم يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
والمتبادر أن الركوع هنا تعبير عن الصلاة لله وحده، وهذا ما كان يطلب من الناس عامة منذ بدء الدعوة.
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي..
والاتصال مستمر كذلك بين هذين المقطعين وما قبلهما، وفي المقطع الأول التفات خطابي للمجرمين المكذبين احتوى إنذارا لهم وتنديدا باستكبارهم عن الركوع لله، أما الآية الأخيرة فقد جاءت خاتمة قوية للسورة تضمنت تنديدا وتقريعا للكفار على عنادهم وعدم تأثرهم بما يتلى عليهم من قرآن الله ونذره مع ما فيها من الحجة الدامغة والموعظة البالغة، وقد جاءت بأسلوب الاستنكار القوي، فبأي شيء يؤمنون إذا لم يقنعهم هذا ويؤمنوا به.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية وذكرت بعض الروايات١ أنها نزلت في مناسبة استثقال وفد ثقيف الذي جاء لمفاوضة النبي عليه السلام بعد فتح مكة لحركة الركوع وطلبهم إعفاءهم منه، وانسجام الآية مع سائر الآيات وزنا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية، ومن الطريف أنه بينما يعزى لابن عباس رواية نزولها في مناسبة مفاوضة ثقيف يعزى إليه قول آخر٢ وهو أن هذا سوف يقال لهم يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
والمتبادر أن الركوع هنا تعبير عن الصلاة لله وحده، وهذا ما كان يطلب من الناس عامة منذ بدء الدعوة.
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي..
والاتصال مستمر كذلك بين هذين المقطعين وما قبلهما، وفي المقطع الأول التفات خطابي للمجرمين المكذبين احتوى إنذارا لهم وتنديدا باستكبارهم عن الركوع لله، أما الآية الأخيرة فقد جاءت خاتمة قوية للسورة تضمنت تنديدا وتقريعا للكفار على عنادهم وعدم تأثرهم بما يتلى عليهم من قرآن الله ونذره مع ما فيها من الحجة الدامغة والموعظة البالغة، وقد جاءت بأسلوب الاستنكار القوي، فبأي شيء يؤمنون إذا لم يقنعهم هذا ويؤمنوا به.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية وذكرت بعض الروايات١ أنها نزلت في مناسبة استثقال وفد ثقيف الذي جاء لمفاوضة النبي عليه السلام بعد فتح مكة لحركة الركوع وطلبهم إعفاءهم منه، وانسجام الآية مع سائر الآيات وزنا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية، ومن الطريف أنه بينما يعزى لابن عباس رواية نزولها في مناسبة مفاوضة ثقيف يعزى إليه قول آخر٢ وهو أن هذا سوف يقال لهم يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
والمتبادر أن الركوع هنا تعبير عن الصلاة لله وحده، وهذا ما كان يطلب من الناس عامة منذ بدء الدعوة.
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي..
والاتصال مستمر كذلك بين هذين المقطعين وما قبلهما، وفي المقطع الأول التفات خطابي للمجرمين المكذبين احتوى إنذارا لهم وتنديدا باستكبارهم عن الركوع لله، أما الآية الأخيرة فقد جاءت خاتمة قوية للسورة تضمنت تنديدا وتقريعا للكفار على عنادهم وعدم تأثرهم بما يتلى عليهم من قرآن الله ونذره مع ما فيها من الحجة الدامغة والموعظة البالغة، وقد جاءت بأسلوب الاستنكار القوي، فبأي شيء يؤمنون إذا لم يقنعهم هذا ويؤمنوا به.
وقد ذكر المصحف الذي اعتمدناه أن الآية [ ٤٨ ] مدنية وذكرت بعض الروايات١ أنها نزلت في مناسبة استثقال وفد ثقيف الذي جاء لمفاوضة النبي عليه السلام بعد فتح مكة لحركة الركوع وطلبهم إعفاءهم منه، وانسجام الآية مع سائر الآيات وزنا وموضوعا يسوغ الشك في الرواية، ومن الطريف أنه بينما يعزى لابن عباس رواية نزولها في مناسبة مفاوضة ثقيف يعزى إليه قول آخر٢ وهو أن هذا سوف يقال لهم يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون.
والمتبادر أن الركوع هنا تعبير عن الصلاة لله وحده، وهذا ما كان يطلب من الناس عامة منذ بدء الدعوة.
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير البغوي..