تفسير سورة المؤمنون

التفسير الحديث
تفسير سورة سورة المؤمنون من كتاب التفسير الحديث .
لمؤلفه دروزة . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة المؤمنون
في السورة تنويه بصفات المؤمنين ومصيرهم السعيد، وتوكيد بالبعث، وتذكير بقدرة الله في خلق الإنسان والأكوان وما فيها من منافع وحقه في الشكر والإخلاص، وسلسلة قصص بعض الأنبياء ومواقف أقوامهم منهم في صدد التمثيل والإنذار للكفار، وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وتطمينهم، وحملة على الكفار لاغترارهم بما يتمتعون به في الدنيا، وتبكيت لهم على وقوفهم من النبي صلى الله عليه وسلم موقف العناد والاتهام مع معرفتهم له ومع ما فيه مهمته من الخير المحض لهم المجرد عن كل غرض، وحكاية لبعض أقوالهم في إنكار البعث، وردود قوية عليهم من مشاهد قدرة الله وملكوته واعترافهم بذلك، وتصوير مصائر المؤمنين والكفار الأخروية بما فيه من التطمين والبشرى للأولين والرعب والهول للآخرين.
وفصول السورة مترابطة وآياتها متوازنة. وهذا يبرر القول أنها نزلت متتابعة.

بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..
١ اللغو : ما لا فائدة فيه من قول وعمل.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..


وجملة ﴿ والذين هم للزكاة فاعلون ﴾ من الأدلة المؤيدة لما قررناه في سياق سورة المزمل من كون الزكاة كانت مفروضة وممارسة في العهد النبوي المكي مثل الصلاة، وكلام المفسرين متسق مع ذلك ١.
١ انظر تفسير الآيات في تفسيري ابن كثير والبغوي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..


تعليق على استفراش ملك اليمين.
وبمناسبة ورود الإشارة إلى رفع الحظر عن استفراش ملك اليمين نقول : إننا علقنا على موضوع الرقيق الذي كان يسمى ملك اليمين في سياق سورة البلد تعليقا مختصرا مفيدا. غير أن الموضوع الذي جاء في هذه الآيات يتحمل تعليقا آخر ؛ لأنه صار من التشريعات الإسلامية، وقد ذكر بعد هذه السورة في سور مكية ومدنية.
والموضع هو إباحة استمتاع مالك الإماء بإمائه استفراشا بدون قيد وعقد. وما قلناه في تعليقنا في سياق سورة البلد من أن الرق كان نظاما عاما مألوفا عند العرب وغيرهم قبل الإسلام ولم ينشئه الإسلام نقوله في صدد إباحة استفراش الإماء ؛ حيث اقتضت حكمة التنزيل ذلك مماشاة للواقع الذي لا فحش فيه، وفيه تخفيف وتيسير على المسلمين.
ولقد توسع المسلمون في هذا الأمر فاعتبروا كل من أمكن خطفه أو شراؤه من السود وغير السود من غير المسلمين رقيقا واستباحوا استفراش النساء اللاتي ينالونهن بهذه الطريقة أو يولدون من آباء وأمهات نالوهم بهذه الطريقة، في حين أن الشرع الإسلامي لا يعتبر رقيقا إلا من كان رقيقا قبل الإسلام، أو تولّد منه أو من استرقّه المسلمون من أسرى الحرب أو من الأعداء غير المسلمين أو تولد منهم. ولا يبيح استرقاق المسلمين أبدا. بل ولا غير المسلمين إذا لم يكونوا أعداء محاربين، ولا يعتبر كل غير مسلم عدوا محاربا، وإنما العدو المحارب هو المعتدي على المسلمين من غير المسلمين فقط. بل إن إباحته لاسترقاق أسرى الحرب من الأعداء المحاربين من غير المسلمين ليست واجبة، بل ظلت في حدود ضيقة ؛ حيث جعلت للأسرى سبيلا لعدم استرقاقهم على ما تلهمه آية سورة محمد هذه :﴿ فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ﴾١ [ ٤ ] وأكملت السنة النبوية المسكوت عنه في هذه الآية ؛ حيث أجازت استرقاق من لم يفتد نفسه أو من لم يرض ولي أمر المؤمنين أن يمن عليه بدون فداء ومن تولد منهم.
وبناء على هذا، فاستفراش النساء بصفة ملك اليمين إذا لم يكن رقّهم في نطاق هذه الحدود ليس من الشرع الإسلامي في شيء.
ولما كان فحوى وتلقين القرآن والسنة النبوية متجهين إلى تحرير الرق وإلغائه بمختلف الوسائل، فمن المكن أن يقال : إن إلغاء الرق المتفق عليه في العصر الحاضر بين معظم دول الأرض ومن جملتها الدول الإسلامية هو متسق مع ذلك. وهذا يجعل استمرار بعض المسلمين على اعتبار الرق مشروعا برغم ذلك ثم برغم خروج جل صوره أو كلها من نطاق الحدود الشرعية الإسلامية واستباحة استفراش النساء بصفة ملك اليمين محل نظر وعجب وتساؤل، بل ومحل استنكار شرعي.
هذا، ولقد نبه بعض المفسرين إلى أن جملة ﴿ ما ملكت أيمانهم ﴾ محصورة الدلالة في الإيماء دون الغلمان وأن إتيان الغلمان من ملك اليمين محرم كإتيان غيرهم، وهذا حق لا محل فيه لتوهم ولا مكابرة ومتسق مع نص العبارة وروحها ومقامها.
كذلك نبهوا إلى أن هذه الجملة في صدد إباحة الإماء لمالكيهم من الرجال، وأنه لا يجوز للحرة أن تمكن منها عبدها تأولا للجملة وهذا حق وصواب، ومتسق مع نص العبارة وروحها ومقامها معا.
كذلك مما نبه عليه بعض المفسرين : أن في الآيات [ ٥-٧ ] دليل على حرمة الاستمناء باليد. وقد ذكر البغوي الذي نبه عن ذلك فيمن نبهوا أن هذا قول أكثر العلماء. ولقد ذكر ابن كثير أن الإمام الشافعي رحمه الله ومن وافقه استدل بهذه الآيات على حرمة الاستمناء باليد على اعتبار أن الآية تأمر بحفظ الفروج باستثناء إتيان الزوجات وملك اليمين. ومما قاله هذا المفسر أن القائلين بهذا استأنسوا بحديث رواه الإمام حسن بن عرفة بطرقه عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولا يجمعهم مع العاقلين ويدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا ومن تاب تاب الله عليه الناكح يده، والفاعل والمفعول به ومدمن الخمر، والضارب والديه حتى يستغيثا، والمؤذي جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره ). وقد علق ابن كثير على هذا الحديث قائلا : إنه غريب وإسناده فيه من لا يعرف لجهالته. وهذا التعليق لا ينقض قول الشافعي وغيره من العلماء كما هو المتبادر ؛ حيث روي أن رأيهم استلهام من الآية.
١ الآية الأولى من السورة وصفت الذين كفروا بوصف الذين صدوا عن سبيل الله أيضا وهذا الوصف برر قتالهم الذي أمرت به هذه الاية..
٢ العادون : المتجاوزون للحدود بالعدوان.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١:بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ فد أفلح المؤمنون ( ١ ) الذين هم في صلاتهم خاشعون ( ٢ ) والذين هم عن اللغو ١ معرضون ( ٣ ) والذين هم للزكاة فاعلون ( ٤ ) والذين هم لفروجهم حافظون ( ٥ ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( ٦ ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون٢ ( ٧ ) والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون( ٨ ) والذين هم على صلواتهم يحافظون ( ٩ ) أولئك هم الوارثون ( ١٠ ) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ( ١١ ) ﴾ [ ١-١١ ].
في الآيات بشرى بأسلوب التوكيد بالفلاح والفوز للمؤمنين الذين يتصفون بالصفات المذكورة فيها، وتقرير بأن منازلهم الفردوس خالدين فيها، وعبارتها واضحة.
والسلسلة في الجوامع القرآنية في وصف المؤمن وأخلاقه، وبيان ما يجب عليه تجاه ربه وتجاه الناس، وما يكون من الفلاح والنجاح والسعادة والطمأنينة وحسن العاقبة لأصحاب هذه الصفات التي هي جماع صفات الخير الروحية والأخلاقية والشخصية والاجتماعية، وتنطوي على حث على الاتصاف بها كما تنطوي على تقرير أثر الإيمان في نفس صاحبه ؛ حيث يجعله يخشع في صلاته ؛ لأنه أمام ربه ويداوم على الصلاة لله فيظل يذكره ويمتنع نتيجة لذلك عن كل فحش وعبث، ويؤتي الزكاة ويفعل كل ما هو حق وخير وبر وعدل وأمانة ووفاء. وهذه الصفات و الحثّ على الاتصاف بها والتزامها مما تكرر في القرآن المكي والمدني بحيث تكون من أسس الدعوة الإسلامية.
ولقد روى الترمذي حديثا١ في صدد هذه الآيات عن عمر رضي الله عنه قال :( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنّا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا، ثم قال : أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ حتى ختم عشر آيات.
ولقد روى الطبري عن محمد بن سيرين ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى نظر إلى السماء، فأنزلت الآية ﴿ الذين هم في صلاتهم خاشعون ﴾ فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ). وروى عن ابن سيرين أيضا عن أصحاب رسول الله، ونص الرواية ( أن أصحاب رسول الله كانوا يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء حتى نزلت ﴿ قد أفلح المؤمنون ﴾ فجعلوا رؤوسهم بعد ذلك نحو الأرض ) وهذه الروايات لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكنها محتملة الصحة.
ولقد تعددت التعريفات التي أوردها أو رواها المفسرون للخشوع. منها أنه خشوع القلب والأطراف، ومنها أنه التذلل والخضوع. ومنها أنه الاستشعار بالخوف والتواضع، ومنها أنه غض البصر وعدم الحركة والتلفت، وكل من هذه الأقوال واردة ووجيهة. ولقد أورد البغوي بعض الأحاديث النبوية في هذا الصدد. منها حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت :( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد ). وحديث عن أبي ذر رضي الله عنه قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يزال الله مقبلا على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه ). وحديث عن أنس بن مالك قال :( قال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم، فاشتد قوله حتى قال : لينتهين عن ذلك أو ليتخطفن أبصارهم ). وحديث لم يذكر راويه جاء فيه :( أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال : لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه ). وحديث عن أبي ذر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه ).
وجميع التعريفات الواردة وجيهة. والأحاديث وإن لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، فإن عبارتها وروحها تجعل احتمال صحتها قوية. ولقد روى أصحاب السنن حديثا فيه تأييد عن الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( الصلاة مثنى مثنى، تشهّد في كل ركعتين وتخشّع وتضرّع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك، وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل فهي خداج ) ٢. وروى أبو داود عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرجل لينصرف من صلاته وما كتب له إلا عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها )٣. وروى أبو داود عن عقبة بن عامر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة )٤. وواضح أن الأحاديث والتعريفات استهدفت تأديب المسلم ليكون في صلاته منصرفا عن كل شيء متفرغا في قلبه وجسمه إلى الله عز وجل.
على أننا نرجح أن الآيات انطوت في الوقت نفسه على التنويه بالمؤمنين في العهد المكي، وتقرير كونهم متصفين بهذه الصفات. وإذا صح ترجيحنا إن شاء الله ففيها صورة واقعية رائعة لأثر الإيمان القوي في ذلك الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
وقد يؤيد ترجيحنا آيات عديدة وردت في سور عديدة من السور السابقة فيها تنويه بالمؤمنين وأخلاقهم وصفاتهم وأثر الإيمان فيهم. منها هذه الآيات في سورة الذاريات :﴿ إن المتقين في جنات وعيون ١٥ آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ١٦ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ١٧ وبالأسحار هم يستغفرون ١٨ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ١٩ ﴾.
١ انظر تفسير ابن كثير والتاج ج ٤ ص ١٦٢ فضل التفسير..
٢ التاج ١ ص ١٧٥-١٧٦..
٣ المصدر نفسه.
٤ المصدر نفسه..


تعليق على الأمانة وخطورتها
وما ورد فيها في كتاب الله وسنة رسوله
وبمناسبة ورود الآية ﴿ والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ﴾ ضمن السلسلة نقول : إن التنويه بالذين يرعون أماناتهم والتنديد بمن يخونونها والأمر بأداء الأمانات إلى أهلها قد تكرر في القرآن والسنة مما يدل على ما أسبغ كتاب الله وسنة رسوله على هذا الأمر الخطير المتصل بصلات الناس ومعاملاتهم وحقوقهم ومعايشهم وثقتهم اتصالا شديدا، والذي قد ينتج عن الإخلال به العداوة والبغضاء والنزاع في المجتمع الإسلامي، والذي يناقض الإخلال به في حد ذاته المعاني الجليلة المنطوية في الإيمان والإسلام.
ففي سورة المعارج آية مماثلة لهذه الآية فيها تنويه بالمؤمنين مثلها وهي الآية [ ٣٢ ] وفي سورة البقرة هذه الآية ﴿ فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ﴾[ ٢٨٣ ] وفي سورة آل عمران آية فيها تنديد شديد باليهود ؛ لأنهم لا يؤدون الأمانات التي يؤتمنون عليها من غيرهم وهي :﴿ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميّن سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ٧٥ ﴾ وفي سورة النساء هذه الآية :﴿ إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ٥٨ ﴾ وفي سورة الأنفال هذه الآية :﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ٢٧ ﴾.
ولقد أخرج ابن أبي حاتم حديثا عن سعيد بن جبير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه :( ما من شيء كان في الجاهلية إلا هو تحت قدميّ هاتين إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر )١. وأخرج الطبري بطرقه حديثا عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها-أو قال يكفر كل شيء – إلا الأمانة يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له : أدّ أمانتك فيقول : أنّى يا رب، وقد ذهبت الدنيا ثلاث مرات أمر من الله وجواب منه فيقول : اذهبوا به إلى أمه الهاوية فيذهبوا به إلى الهاوية فيهوي بها حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هنالك كهيئتها فيحملها فيضعها على عاتقه فيصعد بها إلى شفير جهنم حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت قدمه فهوى في أثرها أبد الآبدين )٢. وأخرج الإمام أحمد حديثا عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أربع إذا كنّ فيك فلا عليك مما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة )٣. وأخرج الإمام أحمد وأهل السنن حديثا عن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )٤. وأخرج الترمذي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله )٥. وأخرج الترمذي أيضا حديثا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمّنه الناس على دمائهم وأموالهم ). ٦ وهناك حديث لم يرويه المفسرون وقد ورد في التاج ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذ وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ) ٧.
وبعض هذه الأحاديث لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة، ولكن هذا لا يمنع صحتها، وقد ورد بعضها في هذه الكتب. وواضح ما في الآيات والأحاديث من تلقين وتأديب وتعليم للمسلم يرتفع به إلى أعلى مراتب الأخلاق الفاضلة، ويجعل الأمانة بخاصة من أمهات أخلاق المؤمن المخلص.
وآيتا النساء [ ٥٨ ] والأنفال [ ٢٧ ] أوسع شمولا من نطاق التعامل الفردي حتى ينطوي فيهما تلقين لأولي أمر المسلمين وحكامهم وللمؤمنين في صدد مصلحة الإسلام والمسلمين العامة. وسوف نزيد هذا شرحا في مناسبة تفسير الآيتين.
١ النص من تفسير ابن كثير للآية [ ٧٥] من سورة آل عمران..
٢ النصان من تفسير ابن كثير للآية [ ٧٢] من سورة الأحزاب..
٣ المصدر نفسه..
٤ النص من تفسير القاسمي للآية [٥٨] من سورة النساء..
٥ المصدر نفسه..
٦ المصدر نفسه..
٧ التاج ج ٥ ص ٤١..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.

﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ( ١٢ ) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ( ١٣ ) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا أخر فتبارك الله أحسن الخالقين ( ١٤ ) ثم إنكم بعد ذلك لميتون ( ١٥ ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ( ١٦ ) ﴾ [ ١٢-١٦ ].
تعليق على آية
﴿ ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ﴾
والآيات الأربع التالية لها
عبارة الآيات واضحة. وقد جاء مثلها أو شيء منها في سور سابقة مثل سور فاطر والزمر وغافر، وبعض العبارات الواردة هنا تتحمل بعض التعليقات.
فأولا : إن المفسرين قالوا في صدد تعبير ﴿ سلالة من طين ﴾ إنه إشارة إلى قطعة الطين التي أمر الله عز وجل الملائكة باستلالها من الأرض وخلق منها آدم وأوردوا بيانات معزوة إلى بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم عن كيفية استلال قطعة الطين وإرسال جبريل ثم ميكائيل ثم عزرائيل إلى الأرض لهذه المهمة، فيها الغريب العجيب، وليس لما أوردوه سند وثيق. والموضوع من المغيبات التي لا تصح إلا بمثل ذلك.
ولقد قال الذين يميلون إلى استنباط الأسرار والفنون من القرآن والتوفيق بينه وبين النظريات العلمية والفنية : إن في الآيات ما يمكن الاستدلال به على كون الإنسان إنما صار إنسانا بعد سلسلة تحولات طويلة جدا بدأت من نشوء الحياة من الماء والطين، ونرى في هذا تكلفا وتحميلا للعبارة غير ما تتحمل.
والذي يتبادر أن هذه الآيات وأمثالها العديدة التي وردت في سور عديدة وذكر فيها خلق آدم أو الإنسان من طين ثم جعل نسله بطريق النطفة إنما سيقت في معرض التذكير والعظة والتدليل على قدرة الله بأسلوب يستطيع السامعون على اختلاف طبقاتهم فهمه ولمسه والاعتبار به والاستدلال منه على قدرة الله. وأن الأولى الوقف منها عند ما وقف عنده القرآن مع ملاحظة هذا الهدف البارز فيها.
وأنه لا طائل من وراء التزيد والتخمين وتحميل العبارة غير ما تتحمل ونرى ذلك إخراجا للقرآن من نطاق قدسيته وأهدافه كما هو رأينا في كل الشؤون المماثلة.
وثانيا : لقد تعددت التفسيرات التي يرويها المفسرون عن بعض أصحاب رسول الله وتابعيهم لجملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ١٤ ﴾ منها أنها عنت نفخ الروح فيه بعد ما كان جهادا، ومنها أنها عنت استواء الشباب ونبات الشعر والأظافر والأسنان، ومنها أنها عنت الذكورة والأنوثة، ومنها أنها عنت تنقله في أطوار الحياة بعد الولادة. ويلحظ أن هذه التفسيرات تصح أن ترد بالنسبة للإنسان وللحيوان وبخاصة ذوات الثدي منه على السواء كما لا يخفى. والذي يتبادر لنا أن الجملة قد قصدت التنويه بالإنسان الذي شاءت حكمة الله عز وجل أن يميزه عما سواه من الحيوان بتكامل العقل والتكليف وباختصاصه بالبعث بعد الموت لتوفيته بما يكسبه في الدنيا فصار بذلك خلقا آخر. والله أعلم.

١ سبع طرائق : كناية عن السماوات السبع وكون بعضها فوق بعض من التطارق. وفي سورة الملك جاء الوصف بعبارة أوضح ﴿ الذي خلق سبع سماوات طباقا ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ١ وما كنا عن الخلق غافلين ( ١٧ ) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ( ١٨ ) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( ١٩ ) وشجرة تخرج من طور سيناء ٢ تنبت بالدهن وصبغ ٣ للآكلين ( ٢٠ ) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ( ٢١ ) وعليها وعلى الفلك تحملون ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٧-٢٢ ].
في هذه الآيات تقريرات أخرى عن مشاهد قدرة الله في الكون وعنايته بالخلق الذي خلقه وأفضاله على الناس فيما جعل لهم فيه من منافع ويسره من وسائل :

١-
فقد خلق فوق الأرض سبع سماوات بعضها فوق بعض.

٢-
ولم يغفل عن تهيئة أسباب الحياة للخلق الذي خلقه على الأرض ؛ حيث ينزل الماء من السماء بقدر وحساب فيسكنه في الأرض لينتفع الناس به في حين أنه قادر على إفنائه، وحيث ينشئ لهم به شجر النخل والعنب وما يجني الناس منه من الفواكه الكثيرة ويأكلونها. وينشئ لهم به أيضا شجرة الزيتون التي تنبت في طور سيناء وتثمر الثمرة التي فيها الدهن والإدام. وحيث سخر الله للناس الأنعام ليشربوا ألبانها ويأكلوا لحومها ويركبوا عليها ويحملوا أثقالهم وينتفعوا بها شتى الانتفاعات.
وحيث سخر الفلك لهم لتجري في البحر فيقوموا عليها بالرحلات البحرية التي تعود عليهم بمتنوع الفوائد.
والآيات معطوفة على ما سبقها ومتصلة بموضوعها كما هو المتبادر وقصد التذكير والوعظ فيها واضح كما هو شأن ما سبقها أيضا.
وفي استمرار الخطاب للمخاطبين وهم من بني آدم وتذكيرهم بنعم الله عليهم مع أن من هذه النعم ما يستفيد منه غيرهم من الحيوانات توكيد وتدعيم لما قلناه قبل قليل في هدف ومدى جملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ كما هو المتبادر.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ١ وما كنا عن الخلق غافلين ( ١٧ ) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ( ١٨ ) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( ١٩ ) وشجرة تخرج من طور سيناء ٢ تنبت بالدهن وصبغ ٣ للآكلين ( ٢٠ ) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ( ٢١ ) وعليها وعلى الفلك تحملون ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٧-٢٢ ].
في هذه الآيات تقريرات أخرى عن مشاهد قدرة الله في الكون وعنايته بالخلق الذي خلقه وأفضاله على الناس فيما جعل لهم فيه من منافع ويسره من وسائل :

١-
فقد خلق فوق الأرض سبع سماوات بعضها فوق بعض.

٢-
ولم يغفل عن تهيئة أسباب الحياة للخلق الذي خلقه على الأرض ؛ حيث ينزل الماء من السماء بقدر وحساب فيسكنه في الأرض لينتفع الناس به في حين أنه قادر على إفنائه، وحيث ينشئ لهم به شجر النخل والعنب وما يجني الناس منه من الفواكه الكثيرة ويأكلونها. وينشئ لهم به أيضا شجرة الزيتون التي تنبت في طور سيناء وتثمر الثمرة التي فيها الدهن والإدام. وحيث سخر الله للناس الأنعام ليشربوا ألبانها ويأكلوا لحومها ويركبوا عليها ويحملوا أثقالهم وينتفعوا بها شتى الانتفاعات.
وحيث سخر الفلك لهم لتجري في البحر فيقوموا عليها بالرحلات البحرية التي تعود عليهم بمتنوع الفوائد.
والآيات معطوفة على ما سبقها ومتصلة بموضوعها كما هو المتبادر وقصد التذكير والوعظ فيها واضح كما هو شأن ما سبقها أيضا.
وفي استمرار الخطاب للمخاطبين وهم من بني آدم وتذكيرهم بنعم الله عليهم مع أن من هذه النعم ما يستفيد منه غيرهم من الحيوانات توكيد وتدعيم لما قلناه قبل قليل في هدف ومدى جملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ كما هو المتبادر.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:١ سبع طرائق : كناية عن السماوات السبع وكون بعضها فوق بعض من التطارق. وفي سورة الملك جاء الوصف بعبارة أوضح ﴿ الذي خلق سبع سماوات طباقا ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ١ وما كنا عن الخلق غافلين ( ١٧ ) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ( ١٨ ) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( ١٩ ) وشجرة تخرج من طور سيناء ٢ تنبت بالدهن وصبغ ٣ للآكلين ( ٢٠ ) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ( ٢١ ) وعليها وعلى الفلك تحملون ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٧-٢٢ ].
في هذه الآيات تقريرات أخرى عن مشاهد قدرة الله في الكون وعنايته بالخلق الذي خلقه وأفضاله على الناس فيما جعل لهم فيه من منافع ويسره من وسائل :


١-
فقد خلق فوق الأرض سبع سماوات بعضها فوق بعض.


٢-
ولم يغفل عن تهيئة أسباب الحياة للخلق الذي خلقه على الأرض ؛ حيث ينزل الماء من السماء بقدر وحساب فيسكنه في الأرض لينتفع الناس به في حين أنه قادر على إفنائه، وحيث ينشئ لهم به شجر النخل والعنب وما يجني الناس منه من الفواكه الكثيرة ويأكلونها. وينشئ لهم به أيضا شجرة الزيتون التي تنبت في طور سيناء وتثمر الثمرة التي فيها الدهن والإدام. وحيث سخر الله للناس الأنعام ليشربوا ألبانها ويأكلوا لحومها ويركبوا عليها ويحملوا أثقالهم وينتفعوا بها شتى الانتفاعات.
وحيث سخر الفلك لهم لتجري في البحر فيقوموا عليها بالرحلات البحرية التي تعود عليهم بمتنوع الفوائد.
والآيات معطوفة على ما سبقها ومتصلة بموضوعها كما هو المتبادر وقصد التذكير والوعظ فيها واضح كما هو شأن ما سبقها أيضا.
وفي استمرار الخطاب للمخاطبين وهم من بني آدم وتذكيرهم بنعم الله عليهم مع أن من هذه النعم ما يستفيد منه غيرهم من الحيوانات توكيد وتدعيم لما قلناه قبل قليل في هدف ومدى جملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ كما هو المتبادر.


٢ شجرة تخرج من طور سيناء : الجمهور على أنها شجرة الزيتون.
٣ صبغ : بمعنى الإدام.
تعليق على تخصيص طور سيناء
بشجرة الزيتون
وشجرة الزيتون ليست محصورة في طور سيناء كما هو معلوم. وكانت تنبت في بلاد كثيرة أخرى، منها ما يجاور طور سيناء أي فلسطين، ومنها ما لا يجاوره مثل سواحل شمال إفريقيا وسواحل جنوب أوروبا الشرقية وجزر الأبيض المتوسط. بل كانت تنبت في الحجاز على ما تلهمه آيات سور الأنعام هذه :﴿ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ٩٩ ﴾ و ﴿ وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ﴾ [ ١٤١ ].
والذي يتبادر لنا أن تخصيص طور سيناء بها آت من أن العرب الذي كانوا أول من يسمع القرآن يعرفون أن منطقة طور سيناء وما جاورها هي منابت الزيتون في الدرجة الأولى. ولعلهم أتوا منها بالغراس التي غرسوها في بلادهم حينما كانوا يرحلون رحلاتهم التجارية فيمرون في هذه المنطقة في طريقهم إلى مصر وعودتهم منها.
ولقد روى الترمذي والحاكم وصححه حديثا عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ) ١ حيث ينطوي فيه تنويه بهذه الشجرة المباركة.
١ التاج ج ٣ ص ١٢٢..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٧:١ سبع طرائق : كناية عن السماوات السبع وكون بعضها فوق بعض من التطارق. وفي سورة الملك جاء الوصف بعبارة أوضح ﴿ الذي خلق سبع سماوات طباقا ﴾.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ١ وما كنا عن الخلق غافلين ( ١٧ ) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ( ١٨ ) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( ١٩ ) وشجرة تخرج من طور سيناء ٢ تنبت بالدهن وصبغ ٣ للآكلين ( ٢٠ ) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ( ٢١ ) وعليها وعلى الفلك تحملون ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٧-٢٢ ].
في هذه الآيات تقريرات أخرى عن مشاهد قدرة الله في الكون وعنايته بالخلق الذي خلقه وأفضاله على الناس فيما جعل لهم فيه من منافع ويسره من وسائل :


١-
فقد خلق فوق الأرض سبع سماوات بعضها فوق بعض.


٢-
ولم يغفل عن تهيئة أسباب الحياة للخلق الذي خلقه على الأرض ؛ حيث ينزل الماء من السماء بقدر وحساب فيسكنه في الأرض لينتفع الناس به في حين أنه قادر على إفنائه، وحيث ينشئ لهم به شجر النخل والعنب وما يجني الناس منه من الفواكه الكثيرة ويأكلونها. وينشئ لهم به أيضا شجرة الزيتون التي تنبت في طور سيناء وتثمر الثمرة التي فيها الدهن والإدام. وحيث سخر الله للناس الأنعام ليشربوا ألبانها ويأكلوا لحومها ويركبوا عليها ويحملوا أثقالهم وينتفعوا بها شتى الانتفاعات.
وحيث سخر الفلك لهم لتجري في البحر فيقوموا عليها بالرحلات البحرية التي تعود عليهم بمتنوع الفوائد.
والآيات معطوفة على ما سبقها ومتصلة بموضوعها كما هو المتبادر وقصد التذكير والوعظ فيها واضح كما هو شأن ما سبقها أيضا.
وفي استمرار الخطاب للمخاطبين وهم من بني آدم وتذكيرهم بنعم الله عليهم مع أن من هذه النعم ما يستفيد منه غيرهم من الحيوانات توكيد وتدعيم لما قلناه قبل قليل في هدف ومدى جملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ كما هو المتبادر.


جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ١ وما كنا عن الخلق غافلين ( ١٧ ) وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ( ١٨ ) فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون ( ١٩ ) وشجرة تخرج من طور سيناء ٢ تنبت بالدهن وصبغ ٣ للآكلين ( ٢٠ ) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ( ٢١ ) وعليها وعلى الفلك تحملون ( ٢٢ ) ﴾ [ ١٧-٢٢ ].
في هذه الآيات تقريرات أخرى عن مشاهد قدرة الله في الكون وعنايته بالخلق الذي خلقه وأفضاله على الناس فيما جعل لهم فيه من منافع ويسره من وسائل :

١-
فقد خلق فوق الأرض سبع سماوات بعضها فوق بعض.

٢-
ولم يغفل عن تهيئة أسباب الحياة للخلق الذي خلقه على الأرض ؛ حيث ينزل الماء من السماء بقدر وحساب فيسكنه في الأرض لينتفع الناس به في حين أنه قادر على إفنائه، وحيث ينشئ لهم به شجر النخل والعنب وما يجني الناس منه من الفواكه الكثيرة ويأكلونها. وينشئ لهم به أيضا شجرة الزيتون التي تنبت في طور سيناء وتثمر الثمرة التي فيها الدهن والإدام. وحيث سخر الله للناس الأنعام ليشربوا ألبانها ويأكلوا لحومها ويركبوا عليها ويحملوا أثقالهم وينتفعوا بها شتى الانتفاعات.
وحيث سخر الفلك لهم لتجري في البحر فيقوموا عليها بالرحلات البحرية التي تعود عليهم بمتنوع الفوائد.
والآيات معطوفة على ما سبقها ومتصلة بموضوعها كما هو المتبادر وقصد التذكير والوعظ فيها واضح كما هو شأن ما سبقها أيضا.
وفي استمرار الخطاب للمخاطبين وهم من بني آدم وتذكيرهم بنعم الله عليهم مع أن من هذه النعم ما يستفيد منه غيرهم من الحيوانات توكيد وتدعيم لما قلناه قبل قليل في هدف ومدى جملة ﴿ ثم أنشأناه خلقا آخر ﴾ كما هو المتبادر.

﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.
١ يتفضل عليكم : هنا بمعنى يتظاهر بالفضل والتفوق عليكم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

٢ بأعيننا ووحينا : بحراستنا وعنايتنا وإرشادنا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.

٣ وإن كنا لمبتلين : ولم نكن بما فعلنا إلا مختبرين للناس.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٣:﴿ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٢٣ ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم١ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آباءنا الأولين ( ٢٤ ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( ٢٥ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٢٦ ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ٢ فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ( ٢٧ ) فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ( ٢٨ ) وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ( ٢٩ ) إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين ٣ ( ٣٠ ) ﴾ [ ٢٣-٣٠ ].
هذه حلقة من سلسلة قصصية فيها ذكر بعض الأنبياء مع أقوامهم. ومع أنها لم تجيء عقب حكاية مواقف الكفار جريا على الأسلوب القرآني فإنها جاءت عقب التذكير بمشاهد قدرة الله وأفضاله على الناس، وهذا معنى غير منقطع عن ذلك.
والمتبادر أن حكمة التنزيل اقتضت إيحاءها عقب ذلك لبيان مواقف بعض الأمم من نعم الله وأفضاله.
وعبارة الحلقة واضحة. وقد احتوت إشارة إلى رسالة نوح إلى قومه وموقف قومه منه ومن رسالته، وما كان من إنشائه الفلك بأمر الله وتنجية من شاء معه عليه وإغراقه الكافرين بالماء الذي فار من التنور وصار طوفانا.
والقصة قد تكررت في سور عديدة مسهبة ومقتضبة وما جاء هنا قد جاء في سورة هود خاصة مع تفصيل أوسع. وهدف التذكير والوعظ والإنذار وهو هدف القصص القرآنية عامة بارز على هذه الحلقة. ويلفت النظر إلى ما في أقوال قوم نوح لنبيهم وما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها من أقوال الكفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل التحدي بالإتيان بالملائكة، ومثل قولهم : إن به جنة وتواصيهم بالتربص به حتى يموت الخ من تماثل ؛ حيث استهدف بذلك تذكير كفار العرب بما كان من موقف قوم نوح من نبيهم المماثل لموقفهم وما كان من عاقبة هؤلاء وإنذارهم بعاقبة مماثلة إذا لم يرتدعوا ويرعووا.


والآية الأخيرة بمثابة تعقيب على القصة، وهدف الإنذار فيها بارز أيضا. فالله يرسل رسله لاختبار الناس ويعاملهم بما يكون من نتائج هذا الاختبار.
﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

١ أترفناهم في الحياة الدنيا : كناية عن الزعماء والأغنياء.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

٢ هيهات هيهات : ما أبعد ذلك.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:﴿ ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ( ٣١ ) فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون ( ٣٢ ) وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ١ ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ( ٣٣ ) ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ( ٣٤ ) أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون ( ٣٥ ) هيهات هيهات ٢ لما توعدون ( ٣٦ ) إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين ( ٣٧ ) إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين ( ٣٨ ) قال ربي انصرني بما كذبون ( ٣٩ ) قال عما قليل ليصبحن نادمين ( ٤٠ ) فأخذتهم الصيحة ٣ بالحق فجعلناهم غثاء ٤ فبعدا للقوم الظالمين ( ٤١ ) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ( ٤٢ ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( ٤٣ ) ثم أرسلنا رسلنا ٥ تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث ٦ فبعدا لقوم لا يؤمنون ( ٤٤ ) ﴾ [ ٣١-٤٤ ].
لم تتضمن هذه الآيات أسماء أنبياء وأقوام. ولكن عبارتها تلهم أنها تعني أقوام هود وصالح وشعيب وغيرهم ممن ذكرتهم سلاسل القصص في السور الأخرى.
وعبارتها واضحة. وهدف التذكير والعظة والتنديد والإنذار فيها بارز في جملتها ثم فيما احتوته من تماثل بين أقوال الأقوام لرسلهم وما حكته آيات عديدة من أقوال كفار العرب للنبي صلى الله عليه وسلم مثل كونه بشرا مثلهم، ومثل كون ما يعدهم من البعث بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما مستحيلا، ومثل أنه يفتري على الله الكذب الخ.

﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين( ٤٥ ) إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ١ ( ٤٦ ) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون٢ ( ٤٧ ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٥-٤٩ ].
وهذه الآيات حلقة من السلسلة، وعبارتها واضحة هي الأخرى. وفيها إشارة إلى رسالة موسى وهرون عليهما السلام لفرعون وقومه وما كان من إيتاء الله تعالى موسى الكتاب لعلهم يهتدون به، وما كان من استكبارهم واستعلائهم وتبجحهم باستبعاد قوم موسى وهرون وتكذيبهم لهما ؛ لأنهم بشر مثلهم فضلا عن ذلك وما كان من إهلاك الله لهم.
وقد استهدفت هي الأخرى التذكير والإنذار كما استهدفته الحلقات السابقة على ما هو باد من أسلوبها.
١ قوما عالين : بمعنى متعالين عن الرسل الذي جاءهم.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين( ٤٥ ) إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ١ ( ٤٦ ) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون٢ ( ٤٧ ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٥-٤٩ ].
وهذه الآيات حلقة من السلسلة، وعبارتها واضحة هي الأخرى. وفيها إشارة إلى رسالة موسى وهرون عليهما السلام لفرعون وقومه وما كان من إيتاء الله تعالى موسى الكتاب لعلهم يهتدون به، وما كان من استكبارهم واستعلائهم وتبجحهم باستبعاد قوم موسى وهرون وتكذيبهم لهما ؛ لأنهم بشر مثلهم فضلا عن ذلك وما كان من إهلاك الله لهم.
وقد استهدفت هي الأخرى التذكير والإنذار كما استهدفته الحلقات السابقة على ما هو باد من أسلوبها.

٢ عابدون : خاضعون أو عبيد.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين( ٤٥ ) إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ١ ( ٤٦ ) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون٢ ( ٤٧ ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٥-٤٩ ].
وهذه الآيات حلقة من السلسلة، وعبارتها واضحة هي الأخرى. وفيها إشارة إلى رسالة موسى وهرون عليهما السلام لفرعون وقومه وما كان من إيتاء الله تعالى موسى الكتاب لعلهم يهتدون به، وما كان من استكبارهم واستعلائهم وتبجحهم باستبعاد قوم موسى وهرون وتكذيبهم لهما ؛ لأنهم بشر مثلهم فضلا عن ذلك وما كان من إهلاك الله لهم.
وقد استهدفت هي الأخرى التذكير والإنذار كما استهدفته الحلقات السابقة على ما هو باد من أسلوبها.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين( ٤٥ ) إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ١ ( ٤٦ ) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون٢ ( ٤٧ ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٥-٤٩ ].
وهذه الآيات حلقة من السلسلة، وعبارتها واضحة هي الأخرى. وفيها إشارة إلى رسالة موسى وهرون عليهما السلام لفرعون وقومه وما كان من إيتاء الله تعالى موسى الكتاب لعلهم يهتدون به، وما كان من استكبارهم واستعلائهم وتبجحهم باستبعاد قوم موسى وهرون وتكذيبهم لهما ؛ لأنهم بشر مثلهم فضلا عن ذلك وما كان من إهلاك الله لهم.
وقد استهدفت هي الأخرى التذكير والإنذار كما استهدفته الحلقات السابقة على ما هو باد من أسلوبها.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٤٥:﴿ ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين( ٤٥ ) إلى فرعون وملإيه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ١ ( ٤٦ ) فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون٢ ( ٤٧ ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( ٤٨ ) ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون ( ٤٩ ) ﴾ [ ٤٥-٤٩ ].
وهذه الآيات حلقة من السلسلة، وعبارتها واضحة هي الأخرى. وفيها إشارة إلى رسالة موسى وهرون عليهما السلام لفرعون وقومه وما كان من إيتاء الله تعالى موسى الكتاب لعلهم يهتدون به، وما كان من استكبارهم واستعلائهم وتبجحهم باستبعاد قوم موسى وهرون وتكذيبهم لهما ؛ لأنهم بشر مثلهم فضلا عن ذلك وما كان من إهلاك الله لهم.
وقد استهدفت هي الأخرى التذكير والإنذار كما استهدفته الحلقات السابقة على ما هو باد من أسلوبها.

١ الربوة : المكان المرتفع النزه.
٢ معين : نبع لا ينضب.
﴿ وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة١ ذات قرار ومعين٢ ( ٥٠ ) ﴾ [ ٥٠ ].
في هذه الآيات إشارة إلى معجزة الله تعالى في عيسى وأمه المتمثلة في ولادته من أم لم يمسسها بشر، وما كان من عناية الله بهما وإيوائهما مأوى أمينا في ربوة ذات مياه لا تنضب.
والصلة ملموحة بين هذه الآية وسلسلة القصص على ضوء الآيات القرآنية التي ذكرت ولادة عيسى ورسالته وموقف الناس منهما ؛ حيث كانت تلك المعجزة اختبارا للناس، فمنهم من كفر بها ومنهم من آمن ومنهم من أساء فهمها وتأويلها، وحيث كانت رسالة عيسى لقومه فمنهم من آمن بها، ومنهم من كفر كذلك على ما حكته آيات قرآنية عديدة مرت أمثلة عديدة منها.
ولقد تعددت الأقوال في مكان الربوة الموصوفة بالقرار والمعين فقيل عزوا إلى كعب الأحبار وبعض التابعين : إنها الرملة وإنها بيت المقدس وإنها مصر وإنها دمشق أو غوطتها ١. وهي أقوال قائمة على التخمين. وقد قال ابن كثير : إنها مكان النخلة التي ألجأ المخاض مريم إليها وأجرى الله تحتها نهرا حينما ولدت ابنها على ما جاء في قصة ولادة عيسى في سورة مريم التي مر تفسيرها وقال : إن القرآن يفسر بعضه بعضا. وفي إنجيل متّى وهو أحد الأناجيل المتداولة اليوم أن ملك الرب تراءى ليوسف النجار زوج مريم وقال له : خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، فإن هيرودوس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه، فأخذهما إلى مصر حيث بقيا فيها إلى أن تراءى ملك الرب ثانية له، وقال له : ارجع بالصبي وأمه إلى أرض إسرائيل فقد مات طالبو نفس الصبي ٢. والمرجح أن ذلك كان معروفا في بيئة النبي صلى الله عليه وسلم من طريق النصارى الذين يرجح أن الإنجيل المذكور كان متداولا بين أيديهم. فمن المحتمل أن يكون مكان الربوة هو مصر حتى يجري فيها نهر لا ينضب وحيث كانت ذات أرض مخصبة وزراعة مزدهرة. والله أعلم.
١ انظر تفسيرها في كتب تفسير الطبري والبغوي والخازن..
٢ الإصحاح الثاني..
{ يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ( ٥١ ) وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون( ٥٢ ) [ ٥١-٥٢ ].
المتبادر أن الآيتين قد جاءتا بمثابة تعقيب على السلسلة : فقد أمر الله فيهما الرسل أن يأكلوا من الطيبات وأن يعملوا الصالحات وأن يثبتوا على الطريق الحق وأن لا يخشوا ويتقوا إلا الله وأن يتيقنوا أن الذي دعوا إليه واحد والطريقة التي وصّوا بها واحدة وأنهما لا يتحملان تعددا ولا اختلافا.
وقد قال بعض المفسرين : إن الخطاب في الآيتين موجه إلى النبي وإن جاء بصيغة الجمع١ وقد لا يخلوا القول من وجاهة تؤيدها صيغة المخاطب. على أن توجيه الخطاب إلى الرسل جميعهم هو توجيه معنوي بقصد تقرير وحدة أهداف رسالات الأنبياء للناس وتقرير وحدة الشرائع الإلهية التي من جملتها إحلال كل ما هو طيب دون حرج ولا قيد. ويكون النبي قد أدمج في عدادهم فكان الخطاب لهم غائبين وله حاضرا مخاطبا.
ولقد روى المفسرين ٢ في سياق هذه الآيات حديثا رواه مسلم والترمذي في فصل التفسير من كتابيهما في سياق تفسير سورة ( المؤمنون ) جاء فيه :( إن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ٥١ ﴾ وقال :﴿ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ﴾ [ البقرة : ١٧٢ ] قال : وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ). حيث ينطوي في الحديث تفسير وتوضيح نبويان يفيدان أن الخطاب في الآيتين ليس قاصرا على الرسل، وإنما هو موجه إلى أممهم وبخاصة الذين آمنوا بهم وبنوع أخص أمة آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي صار على جميع الأمم السابقة اتباعه، وإن الذين ينحرفون عن ذلك إلى الحرام وغير الطيب في المأكل والمشرب والملبس يكونون منحرفين عن طريق الله الحق مما احتوت تقريره آيات كثيرة مكية ومدنية مرت أمثلة منها ومما فيه تلقين جليل مستمر المدى بالإضافة إلى ما في الآيتين من تلقين جليل في تقرير وحدة الطريقة التي سنها الله تعالى لرسله والمرسلين إليهم وإيجابه التزام الصالحات والتقوى عليهم.
١ انظر تفسير البغوي..
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير ابن كثير وانظر أيضا ج ٤ ص ١٦٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥١:{ يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ( ٥١ ) وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون( ٥٢ ) [ ٥١-٥٢ ].
المتبادر أن الآيتين قد جاءتا بمثابة تعقيب على السلسلة : فقد أمر الله فيهما الرسل أن يأكلوا من الطيبات وأن يعملوا الصالحات وأن يثبتوا على الطريق الحق وأن لا يخشوا ويتقوا إلا الله وأن يتيقنوا أن الذي دعوا إليه واحد والطريقة التي وصّوا بها واحدة وأنهما لا يتحملان تعددا ولا اختلافا.
وقد قال بعض المفسرين : إن الخطاب في الآيتين موجه إلى النبي وإن جاء بصيغة الجمع١ وقد لا يخلوا القول من وجاهة تؤيدها صيغة المخاطب. على أن توجيه الخطاب إلى الرسل جميعهم هو توجيه معنوي بقصد تقرير وحدة أهداف رسالات الأنبياء للناس وتقرير وحدة الشرائع الإلهية التي من جملتها إحلال كل ما هو طيب دون حرج ولا قيد. ويكون النبي قد أدمج في عدادهم فكان الخطاب لهم غائبين وله حاضرا مخاطبا.
ولقد روى المفسرين ٢ في سياق هذه الآيات حديثا رواه مسلم والترمذي في فصل التفسير من كتابيهما في سياق تفسير سورة ( المؤمنون ) جاء فيه :( إن أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :﴿ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ٥١ ﴾ وقال :﴿ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ﴾ [ البقرة : ١٧٢ ] قال : وذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ). حيث ينطوي في الحديث تفسير وتوضيح نبويان يفيدان أن الخطاب في الآيتين ليس قاصرا على الرسل، وإنما هو موجه إلى أممهم وبخاصة الذين آمنوا بهم وبنوع أخص أمة آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم الذي صار على جميع الأمم السابقة اتباعه، وإن الذين ينحرفون عن ذلك إلى الحرام وغير الطيب في المأكل والمشرب والملبس يكونون منحرفين عن طريق الله الحق مما احتوت تقريره آيات كثيرة مكية ومدنية مرت أمثلة منها ومما فيه تلقين جليل مستمر المدى بالإضافة إلى ما في الآيتين من تلقين جليل في تقرير وحدة الطريقة التي سنها الله تعالى لرسله والمرسلين إليهم وإيجابه التزام الصالحات والتقوى عليهم.
١ انظر تفسير البغوي..
٢ انظر تفسير الآيات في تفسير ابن كثير وانظر أيضا ج ٤ ص ١٦٣..

١ فتقطعوا : تفرقوا.
٢ زبرا : من المفسرين من فسر الكلمة على أنها جمع زبور بمعنى كتاب، وقد وردت هذه في إحدى آيات سورة القمر فصار معنى الجملة تفرقوا مللا عديدة كل ملة التزمت كتابا. ومنهم من قرأها بفتح الباء وفسرها بمعنى قطعا. وقد وردت هذه الكلمة في إحدى آيات سورة الكهف في هذا المعنى فصار معنى الجملة تفرقوا قطعا، والتفسيران وجيهان. والجملة على كل حال بمعنى تفرقوا شيعا وأحزابا مع أن ملة الله واحدة.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فتقطعوا١ أمرهم بينهم زبرا٢ كل حزب بما لديهم فرحون( ٥٣ ) فذرهم في غمرتهم ٣ حتى حين( ٥٤ ) أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين( ٥٥ ) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ٥٦ ) ﴾ [ ٥٣-٥٦ ].

في الآيات :


١-
إشارة تنديدية إلى ما صار إليه الناس : فقد تفرقوا واختلفوا وتعددت كتبهم وأهواؤهم وفرقهم واعتد كل فريق بما هو عليه وظنه الحق.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يبالي بذلك، وأن يدع من لا يريد الارعواء مرتكسا في غفلته وجهالته إلى الحين الذي يعلمه الله.

٣-
وسؤال تنديدي عما إذا كان هؤلاء يطنون أن ما يتمتعون به من كثرة المال والولد هو اختصاص تكريمي لهم من الله بإغداق نعمه وخيراته.

٤-
واستدراك تبكيتي بأنهم مخطئون في هذا الظن وأنهم لا يعرفون حقيقة الأمر.
ولقد ورد في آيات أخرى أن الله تعالى يملي للكفار بما يمدهم به من مال وبنين ليستدرجهم وليكون لهم فتنة واختبارا وأن كيده متين جاء في آية سورة القلم [ ٤٣-٤٤ ] وسورة الأعراف [ ١٨٢-١٨٣ ] وسورة طه ( ١٣١ ) التي مر تفسيرها ؛ حيث يتبادر أن في هذه الآيات توضيحا لما احتواه الاستدراك التبكيتي في جملة ﴿ بل لا يشعرون ٥٦ ﴾ في الآية الأخيرة.
والآيات معقبة على ما قبلها أيضا. والضمير الغائب راجع إلى المنحرفين عن الأمة أو الطريقة الواحدة التي شرعها الله للناس بواسطة أنبيائه وإلى الكفار برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كفرهم هو انحراف عن تلك الملة. وفيها تنديد لاذع بهم لانحرافهم عن ملة الحق التي جاء بها رسل الله ثم رسوله الأخير خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ولظنهم الظنون الباطلة في تعليل ما هم فيه من قوة ومال.
والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بترك الكفار في غمرتهم تعبير أسلوبي تكرر في القرآن بمعناه. ولا يعني طبعا ترك إنذارهم كما قلنا في المناسبات السابقة. والراجح أنه ينطوي على تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عن عناد الكفار ومكابرتهم واستغراقهم في ضلالهم.
وفي الآيات صورة لما كان من مباهاة الكفار بأموالهم وأولادهم واعتدادهم بذلك وحسبانهم إياه دليلا على عناية الله بهم وادعائهم بأنهم على حق بما هم عليه. ولقد حكت ذلك عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها مما يدل على أنهم كانوا يسوقونه من حين إلى آخر في معرض الجدل والممارة.
ولقد أورد ابن كثير على هامش هذه الآيات حديثا رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم. وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قبله ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه. قالوا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال غشمُه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ).
وفي الحديث الرائع صورة من صور الوعظ والتنبيه النبوي متساوقة مع التلقين الجليل الذي انطوى في الآيات وبخاصة في بيان كون ما تيسر للإنسان من مال في الدنيا ليس دليلا على رضاء الله عنه وحظوته لديه إذا كان الإنسان منحرفا عن طريق الله الحق.

٣ غمرتهم : جهالتهم أو غفلتهم أو حيرتهم.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فتقطعوا١ أمرهم بينهم زبرا٢ كل حزب بما لديهم فرحون( ٥٣ ) فذرهم في غمرتهم ٣ حتى حين( ٥٤ ) أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين( ٥٥ ) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ٥٦ ) ﴾ [ ٥٣-٥٦ ].

في الآيات :


١-
إشارة تنديدية إلى ما صار إليه الناس : فقد تفرقوا واختلفوا وتعددت كتبهم وأهواؤهم وفرقهم واعتد كل فريق بما هو عليه وظنه الحق.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يبالي بذلك، وأن يدع من لا يريد الارعواء مرتكسا في غفلته وجهالته إلى الحين الذي يعلمه الله.

٣-
وسؤال تنديدي عما إذا كان هؤلاء يطنون أن ما يتمتعون به من كثرة المال والولد هو اختصاص تكريمي لهم من الله بإغداق نعمه وخيراته.

٤-
واستدراك تبكيتي بأنهم مخطئون في هذا الظن وأنهم لا يعرفون حقيقة الأمر.
ولقد ورد في آيات أخرى أن الله تعالى يملي للكفار بما يمدهم به من مال وبنين ليستدرجهم وليكون لهم فتنة واختبارا وأن كيده متين جاء في آية سورة القلم [ ٤٣-٤٤ ] وسورة الأعراف [ ١٨٢-١٨٣ ] وسورة طه ( ١٣١ ) التي مر تفسيرها ؛ حيث يتبادر أن في هذه الآيات توضيحا لما احتواه الاستدراك التبكيتي في جملة ﴿ بل لا يشعرون ٥٦ ﴾ في الآية الأخيرة.
والآيات معقبة على ما قبلها أيضا. والضمير الغائب راجع إلى المنحرفين عن الأمة أو الطريقة الواحدة التي شرعها الله للناس بواسطة أنبيائه وإلى الكفار برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كفرهم هو انحراف عن تلك الملة. وفيها تنديد لاذع بهم لانحرافهم عن ملة الحق التي جاء بها رسل الله ثم رسوله الأخير خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ولظنهم الظنون الباطلة في تعليل ما هم فيه من قوة ومال.
والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بترك الكفار في غمرتهم تعبير أسلوبي تكرر في القرآن بمعناه. ولا يعني طبعا ترك إنذارهم كما قلنا في المناسبات السابقة. والراجح أنه ينطوي على تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عن عناد الكفار ومكابرتهم واستغراقهم في ضلالهم.
وفي الآيات صورة لما كان من مباهاة الكفار بأموالهم وأولادهم واعتدادهم بذلك وحسبانهم إياه دليلا على عناية الله بهم وادعائهم بأنهم على حق بما هم عليه. ولقد حكت ذلك عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها مما يدل على أنهم كانوا يسوقونه من حين إلى آخر في معرض الجدل والممارة.
ولقد أورد ابن كثير على هامش هذه الآيات حديثا رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم. وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قبله ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه. قالوا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال غشمُه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ).
وفي الحديث الرائع صورة من صور الوعظ والتنبيه النبوي متساوقة مع التلقين الجليل الذي انطوى في الآيات وبخاصة في بيان كون ما تيسر للإنسان من مال في الدنيا ليس دليلا على رضاء الله عنه وحظوته لديه إذا كان الإنسان منحرفا عن طريق الله الحق.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فتقطعوا١ أمرهم بينهم زبرا٢ كل حزب بما لديهم فرحون( ٥٣ ) فذرهم في غمرتهم ٣ حتى حين( ٥٤ ) أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين( ٥٥ ) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ٥٦ ) ﴾ [ ٥٣-٥٦ ].

في الآيات :


١-
إشارة تنديدية إلى ما صار إليه الناس : فقد تفرقوا واختلفوا وتعددت كتبهم وأهواؤهم وفرقهم واعتد كل فريق بما هو عليه وظنه الحق.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يبالي بذلك، وأن يدع من لا يريد الارعواء مرتكسا في غفلته وجهالته إلى الحين الذي يعلمه الله.

٣-
وسؤال تنديدي عما إذا كان هؤلاء يطنون أن ما يتمتعون به من كثرة المال والولد هو اختصاص تكريمي لهم من الله بإغداق نعمه وخيراته.

٤-
واستدراك تبكيتي بأنهم مخطئون في هذا الظن وأنهم لا يعرفون حقيقة الأمر.
ولقد ورد في آيات أخرى أن الله تعالى يملي للكفار بما يمدهم به من مال وبنين ليستدرجهم وليكون لهم فتنة واختبارا وأن كيده متين جاء في آية سورة القلم [ ٤٣-٤٤ ] وسورة الأعراف [ ١٨٢-١٨٣ ] وسورة طه ( ١٣١ ) التي مر تفسيرها ؛ حيث يتبادر أن في هذه الآيات توضيحا لما احتواه الاستدراك التبكيتي في جملة ﴿ بل لا يشعرون ٥٦ ﴾ في الآية الأخيرة.
والآيات معقبة على ما قبلها أيضا. والضمير الغائب راجع إلى المنحرفين عن الأمة أو الطريقة الواحدة التي شرعها الله للناس بواسطة أنبيائه وإلى الكفار برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كفرهم هو انحراف عن تلك الملة. وفيها تنديد لاذع بهم لانحرافهم عن ملة الحق التي جاء بها رسل الله ثم رسوله الأخير خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ولظنهم الظنون الباطلة في تعليل ما هم فيه من قوة ومال.
والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بترك الكفار في غمرتهم تعبير أسلوبي تكرر في القرآن بمعناه. ولا يعني طبعا ترك إنذارهم كما قلنا في المناسبات السابقة. والراجح أنه ينطوي على تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عن عناد الكفار ومكابرتهم واستغراقهم في ضلالهم.
وفي الآيات صورة لما كان من مباهاة الكفار بأموالهم وأولادهم واعتدادهم بذلك وحسبانهم إياه دليلا على عناية الله بهم وادعائهم بأنهم على حق بما هم عليه. ولقد حكت ذلك عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها مما يدل على أنهم كانوا يسوقونه من حين إلى آخر في معرض الجدل والممارة.
ولقد أورد ابن كثير على هامش هذه الآيات حديثا رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم. وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قبله ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه. قالوا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال غشمُه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ).
وفي الحديث الرائع صورة من صور الوعظ والتنبيه النبوي متساوقة مع التلقين الجليل الذي انطوى في الآيات وبخاصة في بيان كون ما تيسر للإنسان من مال في الدنيا ليس دليلا على رضاء الله عنه وحظوته لديه إذا كان الإنسان منحرفا عن طريق الله الحق.

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ فتقطعوا١ أمرهم بينهم زبرا٢ كل حزب بما لديهم فرحون( ٥٣ ) فذرهم في غمرتهم ٣ حتى حين( ٥٤ ) أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين( ٥٥ ) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ٥٦ ) ﴾ [ ٥٣-٥٦ ].

في الآيات :


١-
إشارة تنديدية إلى ما صار إليه الناس : فقد تفرقوا واختلفوا وتعددت كتبهم وأهواؤهم وفرقهم واعتد كل فريق بما هو عليه وظنه الحق.

٢-
وأمر للنبي بأن لا يبالي بذلك، وأن يدع من لا يريد الارعواء مرتكسا في غفلته وجهالته إلى الحين الذي يعلمه الله.

٣-
وسؤال تنديدي عما إذا كان هؤلاء يطنون أن ما يتمتعون به من كثرة المال والولد هو اختصاص تكريمي لهم من الله بإغداق نعمه وخيراته.

٤-
واستدراك تبكيتي بأنهم مخطئون في هذا الظن وأنهم لا يعرفون حقيقة الأمر.
ولقد ورد في آيات أخرى أن الله تعالى يملي للكفار بما يمدهم به من مال وبنين ليستدرجهم وليكون لهم فتنة واختبارا وأن كيده متين جاء في آية سورة القلم [ ٤٣-٤٤ ] وسورة الأعراف [ ١٨٢-١٨٣ ] وسورة طه ( ١٣١ ) التي مر تفسيرها ؛ حيث يتبادر أن في هذه الآيات توضيحا لما احتواه الاستدراك التبكيتي في جملة ﴿ بل لا يشعرون ٥٦ ﴾ في الآية الأخيرة.
والآيات معقبة على ما قبلها أيضا. والضمير الغائب راجع إلى المنحرفين عن الأمة أو الطريقة الواحدة التي شرعها الله للناس بواسطة أنبيائه وإلى الكفار برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ؛ لأن كفرهم هو انحراف عن تلك الملة. وفيها تنديد لاذع بهم لانحرافهم عن ملة الحق التي جاء بها رسل الله ثم رسوله الأخير خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ولظنهم الظنون الباطلة في تعليل ما هم فيه من قوة ومال.
والأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بترك الكفار في غمرتهم تعبير أسلوبي تكرر في القرآن بمعناه. ولا يعني طبعا ترك إنذارهم كما قلنا في المناسبات السابقة. والراجح أنه ينطوي على تسلية النبي صلى الله عليه وسلم عن عناد الكفار ومكابرتهم واستغراقهم في ضلالهم.
وفي الآيات صورة لما كان من مباهاة الكفار بأموالهم وأولادهم واعتدادهم بذلك وحسبانهم إياه دليلا على عناية الله بهم وادعائهم بأنهم على حق بما هم عليه. ولقد حكت ذلك عنهم آيات عديدة مرت أمثلة منها مما يدل على أنهم كانوا يسوقونه من حين إلى آخر في معرض الجدل والممارة.
ولقد أورد ابن كثير على هامش هذه الآيات حديثا رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم. وإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قبله ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه. قالوا : وما بوائقه يا رسول الله ؟ قال غشمُه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن إن الخبيث لا يمحو الخبيث ).
وفي الحديث الرائع صورة من صور الوعظ والتنبيه النبوي متساوقة مع التلقين الجليل الذي انطوى في الآيات وبخاصة في بيان كون ما تيسر للإنسان من مال في الدنيا ليس دليلا على رضاء الله عنه وحظوته لديه إذا كان الإنسان منحرفا عن طريق الله الحق.

﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..

١ وهم لا يظلمون : الجملة في مقامها في معنى لا ينقص شيء مما يستحقه الإنسان على عمله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٥٧:﴿ إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون ( ٥٧ ) والذين هم بآيات ربهم يؤمنون ٥٨ والذين هم بربهم لا يشركون( ٥٩ ) والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ٦٠ أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون( ٦١ ) ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون ١ ( ٦٢ ) ﴾ [ ٥٧-٦٢ ].
عبارات الآيات واضحة، وهي بمثابة استدراك لما سبقها. فالوصف السابق هو للكفار المنحرفين عن دين الله الذي بعث الله به رسله والذين لا يرعوون ولا يرتدعون ويتمسكون بما هم من باطل ويعتدون به ويظنون بالله غير الحق.
وهناك فريق من الناس اتبعوا دين الله الحق فآمنوا بالله وخافوا وفعلوا ما أمروا به من الخير، ولم يشركوا به شيئا، وتيقنوا بأنهم راجعون إليه. فهؤلاء هم السابقون إلى الخيرات النائلون لرضاء الله.
والمتبادر أن الآية الأخيرة بمثابة استدراك على ما في الآيات : فالله إذ يبين صفة المؤمنين المستحقين لرضائه بإيمانهم وأعمالهم الصالحة وخوفهم منه ويثنى عليهم لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يطلب من أحد إلا ما هو قادر على فعله وهو مسجل لهم أعمالهم في كتاب ينطق بالحق دون أن ينقص لهم منهم شيئا.
وفي هذا توكيد للمبدأ القرآني المحكم الجليل الذي شرحناه في سياق سورة الأعراف.
هذا، ولقد روى الترمذي ١ حديثا عن عائشة رضي الله عنها :( أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الآية ﴿ والذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾ أَهمُ الذي يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم : أولئك يسارعون في الخيرات ).
حيث ينطوي في الحديث توضيح نبوي متساوق مع التلقين الجليل المنطوي في الآيات لما للخوف من الله والمصير الأخروي من أثر نفس المؤمن بالله واليوم الآخر فيجعله يبذل كل جهده في عمل الخير والتقرب إلى الله بصالح العمل واتقاء غضبه بالابتعاد عن كل منكر وإثم. ويبدو من خلال ذلك الحكمة الربانية في تكرار التنبيه في القرآن على أن الذين لا يؤمنون بالآخرة هم الذين لا يتورعون عن ارتكاب الآثام والفواحش في الدرجة الأولى وفي كون الإيمان بالله واليوم الآخر والترهيب من هوله والترغيب في النجاة فيه من أهم ما اهتم القرآن لتوكيده وتقريره.
١ انظر التاج ج ٤ فصل التفسير ص ١٦٣..

١ أعمال من دون ذلك : أعمال غير تلك الأعمال التي ترضي الله وذكرت فيما سبق.
٢ هم لها عاملون : قال الطبري والبغوي في معناها : لا بد من أنهم لها عاملون.
وقال الزمخشري : الجملة بمعنى هم عليها معتادون، ونحن نرجح هذا ؛ لأنه متسق مع روح الآيات وفحواها.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك١ هم لها عاملون٢ ( ٦٣ ) حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون ٣ ( ٦٤ ) لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون( ٦٥ ) قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون( ٦٦ )مستكبرين به سامرا ٤ تهجرون٥ ( ٦٧ ) ﴾ [ ٦٣-٦٧ ].
في الآيات عودة إلى بيان حقيقة المنحرفين الكفار وأعمالهم وإنذار لهم :

١-
فقلوبهم غافلة عن الاستشعار بخوف الله وما يجب عليهم نحوه.

٢-
وأعمالهم غير تلك التي ترضي الله والتي سبق وصفها وسيظلون مرتكسين فيها لا يدعونها ؛ لأنهم معتادون عليها إلى أن يحل فيهم عذاب الله، وحينئذ فقط يدركون خطأهم فيأخذون بالعويل والاستغاثة. وسيقال لهم حينئذ لا تضجروا ولا تصخبوا ولا تعولوا فلن يفيدكم ذلك شيئا، ولن يكون لكم ناصر من الله.
لأنكم كنتم كل ما تليت عليكم آياته ولّيتموها ظهوركم ونكصتم على أعقابكم استكبارا عن سماعها وعنادا.
والاتصال قائم سياقا وموضوعا بين الآيات وبين سابقاتها كما يظهر من التمعن فيها.
وقد قال بعض المفسرين : إن العذاب الذي يجأر منه الكفار هو ما حل بزعماء مكة من قتل يوم بدر أو ما حل بأهل مكة من قحط وجوع ١ مما أوردنا خبره في تفسير سورة الدخان مع أنه يلحظ من روح الآيات أن الكلام متعلق باليوم الذي لا يكون فيه للكفار فيه نصير وهو يوم القيامة. ولا سيما أنها احتوت تذكيرا بما كان منهم من استكبار وعناد وإعراض. ومثل هذا قد ورد في آيات تعلق الكلام فيها بيوم القيامة، ومرت أمثلة عديدة منها ولذلك نرجح أن العذاب الأخروي.
والمتبادر أن اختصاص المترفين بالعذاب في الآيات هو من باب تخصيص هؤلاء بالإنذار لأنهم هم الذين يضغطون على الناس ويجعلونهم يحذون حذوهم في الكفر والإعراض، وبخاصة أنهم موضوع الكلام في الآيات [ ٥٣-٥٦ ].

٤ يجأرون : يضجون ويصيحون من البلاء.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك١ هم لها عاملون٢ ( ٦٣ ) حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون ٣ ( ٦٤ ) لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون( ٦٥ ) قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون( ٦٦ )مستكبرين به سامرا ٤ تهجرون٥ ( ٦٧ ) ﴾ [ ٦٣-٦٧ ].
في الآيات عودة إلى بيان حقيقة المنحرفين الكفار وأعمالهم وإنذار لهم :

١-
فقلوبهم غافلة عن الاستشعار بخوف الله وما يجب عليهم نحوه.

٢-
وأعمالهم غير تلك التي ترضي الله والتي سبق وصفها وسيظلون مرتكسين فيها لا يدعونها ؛ لأنهم معتادون عليها إلى أن يحل فيهم عذاب الله، وحينئذ فقط يدركون خطأهم فيأخذون بالعويل والاستغاثة. وسيقال لهم حينئذ لا تضجروا ولا تصخبوا ولا تعولوا فلن يفيدكم ذلك شيئا، ولن يكون لكم ناصر من الله.
لأنكم كنتم كل ما تليت عليكم آياته ولّيتموها ظهوركم ونكصتم على أعقابكم استكبارا عن سماعها وعنادا.
والاتصال قائم سياقا وموضوعا بين الآيات وبين سابقاتها كما يظهر من التمعن فيها.
وقد قال بعض المفسرين : إن العذاب الذي يجأر منه الكفار هو ما حل بزعماء مكة من قتل يوم بدر أو ما حل بأهل مكة من قحط وجوع ١ مما أوردنا خبره في تفسير سورة الدخان مع أنه يلحظ من روح الآيات أن الكلام متعلق باليوم الذي لا يكون فيه للكفار فيه نصير وهو يوم القيامة. ولا سيما أنها احتوت تذكيرا بما كان منهم من استكبار وعناد وإعراض. ومثل هذا قد ورد في آيات تعلق الكلام فيها بيوم القيامة، ومرت أمثلة عديدة منها ولذلك نرجح أن العذاب الأخروي.
والمتبادر أن اختصاص المترفين بالعذاب في الآيات هو من باب تخصيص هؤلاء بالإنذار لأنهم هم الذين يضغطون على الناس ويجعلونهم يحذون حذوهم في الكفر والإعراض، وبخاصة أنهم موضوع الكلام في الآيات [ ٥٣-٥٦ ].

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك١ هم لها عاملون٢ ( ٦٣ ) حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون ٣ ( ٦٤ ) لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون( ٦٥ ) قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون( ٦٦ )مستكبرين به سامرا ٤ تهجرون٥ ( ٦٧ ) ﴾ [ ٦٣-٦٧ ].
في الآيات عودة إلى بيان حقيقة المنحرفين الكفار وأعمالهم وإنذار لهم :

١-
فقلوبهم غافلة عن الاستشعار بخوف الله وما يجب عليهم نحوه.

٢-
وأعمالهم غير تلك التي ترضي الله والتي سبق وصفها وسيظلون مرتكسين فيها لا يدعونها ؛ لأنهم معتادون عليها إلى أن يحل فيهم عذاب الله، وحينئذ فقط يدركون خطأهم فيأخذون بالعويل والاستغاثة. وسيقال لهم حينئذ لا تضجروا ولا تصخبوا ولا تعولوا فلن يفيدكم ذلك شيئا، ولن يكون لكم ناصر من الله.
لأنكم كنتم كل ما تليت عليكم آياته ولّيتموها ظهوركم ونكصتم على أعقابكم استكبارا عن سماعها وعنادا.
والاتصال قائم سياقا وموضوعا بين الآيات وبين سابقاتها كما يظهر من التمعن فيها.
وقد قال بعض المفسرين : إن العذاب الذي يجأر منه الكفار هو ما حل بزعماء مكة من قتل يوم بدر أو ما حل بأهل مكة من قحط وجوع ١ مما أوردنا خبره في تفسير سورة الدخان مع أنه يلحظ من روح الآيات أن الكلام متعلق باليوم الذي لا يكون فيه للكفار فيه نصير وهو يوم القيامة. ولا سيما أنها احتوت تذكيرا بما كان منهم من استكبار وعناد وإعراض. ومثل هذا قد ورد في آيات تعلق الكلام فيها بيوم القيامة، ومرت أمثلة عديدة منها ولذلك نرجح أن العذاب الأخروي.
والمتبادر أن اختصاص المترفين بالعذاب في الآيات هو من باب تخصيص هؤلاء بالإنذار لأنهم هم الذين يضغطون على الناس ويجعلونهم يحذون حذوهم في الكفر والإعراض، وبخاصة أنهم موضوع الكلام في الآيات [ ٥٣-٥٦ ].

جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك١ هم لها عاملون٢ ( ٦٣ ) حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجئرون ٣ ( ٦٤ ) لا تجئروا اليوم إنكم منا لا تنصرون( ٦٥ ) قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون( ٦٦ )مستكبرين به سامرا ٤ تهجرون٥ ( ٦٧ ) ﴾ [ ٦٣-٦٧ ].
في الآيات عودة إلى بيان حقيقة المنحرفين الكفار وأعمالهم وإنذار لهم :

١-
فقلوبهم غافلة عن الاستشعار بخوف الله وما يجب عليهم نحوه.

٢-
وأعمالهم غير تلك التي ترضي الله والتي سبق وصفها وسيظلون مرتكسين فيها لا يدعونها ؛ لأنهم معتادون عليها إلى أن يحل فيهم عذاب الله، وحينئذ فقط يدركون خطأهم فيأخذون بالعويل والاستغاثة. وسيقال لهم حينئذ لا تضجروا ولا تصخبوا ولا تعولوا فلن يفيدكم ذلك شيئا، ولن يكون لكم ناصر من الله.
لأنكم كنتم كل ما تليت عليكم آياته ولّيتموها ظهوركم ونكصتم على أعقابكم استكبارا عن سماعها وعنادا.
والاتصال قائم سياقا وموضوعا بين الآيات وبين سابقاتها كما يظهر من التمعن فيها.
وقد قال بعض المفسرين : إن العذاب الذي يجأر منه الكفار هو ما حل بزعماء مكة من قتل يوم بدر أو ما حل بأهل مكة من قحط وجوع ١ مما أوردنا خبره في تفسير سورة الدخان مع أنه يلحظ من روح الآيات أن الكلام متعلق باليوم الذي لا يكون فيه للكفار فيه نصير وهو يوم القيامة. ولا سيما أنها احتوت تذكيرا بما كان منهم من استكبار وعناد وإعراض. ومثل هذا قد ورد في آيات تعلق الكلام فيها بيوم القيامة، ومرت أمثلة عديدة منها ولذلك نرجح أن العذاب الأخروي.
والمتبادر أن اختصاص المترفين بالعذاب في الآيات هو من باب تخصيص هؤلاء بالإنذار لأنهم هم الذين يضغطون على الناس ويجعلونهم يحذون حذوهم في الكفر والإعراض، وبخاصة أنهم موضوع الكلام في الآيات [ ٥٣-٥٦ ].

٤ سامرا : السمر تبادل الأحاديث وتمضية السهرة بلهو وفكاهة، والسامر هو الذي يسمر ويلهو.
٥ تهجرون : من المفسرين من قال : إنها من الهجر بمعنى الترك والإهمال.
ومنهم من قال : إنها من الهجر بمعنى الفحش في السبّ. والآية تتحمل المعنيين.
أما الآية الأخيرة فقد اختلف في تأويلها بسبب الاختلاف في ضمير ( به ) حيث أرجعه بعضهم ١ إلى القرآن فقالوا : إنها بصدد التنديد بالكفار لاستكبارهم عن القرآن وهجرهم إياه وتمضية أوقات السمر بالسخرية به. وحيث أرجعه بعضهم ٢ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنها بصدد التنديد بهم لاستكبارهم وهجرهم دعوة النبوة وتأليبهم عليه في أسمارهم ونبزهم إياه بالقول الفاحش، وحيث أرجعه بعضهم إلى الحرم واعتدادهم بأنهم أهله وهجرهم النبي فيه.
وقد تبادر لنا تأويل آخر : وهو التنديد بالكفار لهرجهم النبي وما يتلوه من القرآن استكبارا كأنما يهجرون سامرا يتحدث باللهو والأفاكيه. ولعل في الآيات التالية قرينة على وجاهة هذا التأويل إن شاء الله.
١ انظر تفسير الآيات في تفسير ابن كثير والبغوي والخازن والطبرسي والزمخشري والطبري..
٢ المصدر نفسه..
﴿ أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين( ٦٨ ) أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون ( ٦٩ ) أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون( ٧٠ ) ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل آتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم ١ معرضون( ٧١ ) أم تسألهم خرجا ٢ فخراج ربك خير وهو خير الرازقين ( ٧٢ ) وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم( ٧٣ ) وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون ٣ ( ٧٤ ) ﴾ [ ٦٨-٧٤ ].
في هذه الآيات :
أولا : أسئلة تتضمن التنديد والتقريع عن أسباب موقف الكفار من النبي ودعوته :
١- فهل لم يترووا فيما يسمعون من آيات الله وأقوال النبي فلم يدركوا ما فيها من حق وهدى ومصلحة وخير لهم.
٢- وهل رأوا أن ما جاءهم بدع لم يسبق أن أتى مثله لآبائهم فوقفوا منه موقف المستغرب المنكر.
وواضح أن الآيات استمرار في السياق والموضوع السابقين، وأسلوبها قوي رصين مفحم موجه إلى القلب والعقل معا. ومن شأنه أن ينفذ إلى الأعماق.
تعليقات على محتويات الآية.
١ لقد تعددت تخريجات المفسرين لمدى الآية الأولى، منها أنها بسبيل استنكار كفر الكافرين ؛ لأن ما جاءهم ليس بدعا، وأنه قد جاء لآبائهم من قبل.
ومنها أنها بسبيل استنكار كفرهم ؛ لأن الله قد اختصهم دون آبائهم بنعمته فأرسل إليهم رسوله لهدايتهم ١. والعبارة تتحمل التخريجين، ومع ذلك فإن في كل منهما إشكالا بسبب آيات في سورة أخرى. ففي سورة يس هذه الآية ﴿ لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ٦ ﴾ وتكرر هذا في آيتي سورة السجدة والقصص هاتين :
١ - ﴿ أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون ﴾ [ السجدة : ٣ ].
٢-﴿ ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون ﴾ [ القصص : ٤٦ ].
هذا، في حين أنه جاء في سورة النمل هذه الآية :﴿ لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين ﴾ [ ٦٨ ] وتكرر هذا في سورة ( المؤمنون ) على ما يأتي بعد قليل.
ونحن نرجح التخريج الأول. وفي صدد الإشكال الوارد عليه يجوز أن يقال : إن آيات سورة يس والسجدة والقصص قد قصدت الزمن القريب بينما آيتا سورتي النمل والمؤمنون قد قصدتا الزمن البعيد. وفي الزمن البعيد الذي كانوا يتداولون أخباره جيلا بعد جيل أنبياء عديدون من جزيرة العرب أو حلوا فيها وقد ذكروا في القرآن. ويعتبرون آباء أولين للعرب الذين يسمعون القرآن مثل هود وصالح وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام.
١ انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري والبغوي وابن كثير..
٣- وهل لا يعرفون شخص نبيهم الذي يدعوهم معرفة قريبة وكافية حتى ينكروه ويتجاهلوه ويعرضوا عنه ويتهموه بالجنون أو الاتصال بالجن ؟.
إن الآية الثانية تلهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معروفا عند قومه بنبل الخلق ورجاحة العقل وكرم المنبت قبل البعثة، وهو ما ثبت بالروايات الوثيقة، ومنها قول خديجة رضي الله عنها الذي وجهته إليه في معرض تثبيته حينما أوحي إليه لأول مرة في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها حيث قال لها :( لقد خشيت على نفسي فقالت له : كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ) ١. ثم في الحديث الذي رواه الطبري عن عبد الله بن الزبير حيث قال لها : إني خشيت أن أكون شاعرا أو مجنونا فقالت له :( إني أعيذك من ذلك يا أبا القاسم، ما كان الله ليصنع ذلك بك مع ما أعلم منك من صدق حديثك وعظم أمانتك وحسن خلقك وصلة رحمك )٢.
حين تضمنت استنكار لموقفهم منه، وهم يعرفونه حق المعرفة فيعرفون أنه لا يمكن أن يكذب أو يفتري أو يسخف أو يسف أو يلهو أو يتدخل فيما لا يعينه أو يسعى وراء غرض ومنفعة ذاتية ٣. وفي تفسير البغوي قول لابن عباس في معنى الآية جاء فيه :( أليس قد عرفوا محمد صلى الله عليه وسلم صغيرا وكبيرا وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود ؟ ).
١ التاج ج ٣ ص ٢٢٦..
٢ تاريخ الطبري ج ٢ ص ٤٧-٤٨..
٣ انظر أيضا تفسير الايات في تفسير الخازن والبغوي وابن كثير والطبري..
وثانيا : ردود قارعة عليهم :
١ - فليس النبي مجنونا ولا متصلا بالجن وإنما جاءهم بالحق من الله على التأكيد.
٢- وإن وقوفهم منه الموقف الذي وقفوه هو بسبب كراهية أكثرهم للحق، وعدم اتساق الحق مع أهوائهم.
٣- وإن في أسلوب الآية الثالثة قرينة على أن نسبة الكفار الجنون إلى النبي هي نسبة أسلوبية إلى من يأتي بالشيء الجديد والرأي الغريب حيث تضمنت تصحيحا لوصف ما جاء به وهو الحق، ولا يصح لمن جاء بالحق أن يوجه إليه الجنون أو يوقف منه موقف المستغرب.
٤- رأينا بعض المفسرين ١ يقفون عند جملة ﴿ وأكثرهم للحق كارهون ﴾ ليقولوا إنها تعني أن منهم من لا يكره الحق مع كفره وليذكروا اسم أبي طالب عم النبي الذي لم يؤمن حياء لا مكابرة ولا كراهية للحق، ومع أنه كان بين الكافرين من هو معتدل الموقف ومقر بقلبه بالحق الذي جاء به النبي على ما شرحناه في سياق آية ﴿ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ﴾ [ القصص : ٥٧ ] فإنه يتبادر لنا أن الجملة أسلوبية تكرر نوعها في القرآن مثل ﴿ وأكثرهم الكافرون ﴾ [ النحل : ٨٣ ] و﴿ وأكثرهم لا يعقلون ﴾ [ المائدة : ١٠٣ ] و ﴿ أكثرهم لا يعلمون ﴾ [ القصص ٥٧ ] الخ.
ونقول هنا أيضا : إن جملة ﴿ وأكثرهم للحق كارهون ﴾ وما في بابها إنما كانت تسجيلا لواقع سامعي القرآن حين نزول الآيات بدليل أن أكثر ممن نعتوا بها قد آمنوا وحسن إسلامهم وحظوا برضا الله ورضوانه.
١ انظر تفسير النسفي..
١ ذكرهم : هنا بمعنى التذكير والتنبيه والعظة.
٣- وإن الله تعالى لا يمكن أن يجعل الحق خاضعا للهوى ؛ لأن في ذلك فسادا للكون أرضه وسمائه وما فيهما.
٤- وإن ما أنزله الله على رسوله هو ذكر وموعظة لهم وهم يستكبرون عن سماع الذكر والموعظة.
وجملة ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ﴾ جليلة المدى عامة التلقين في إيجاب التزام الحق واتباعه وعدم تغليب الهوى والميول والأنانية والمآرب الخاصة عليه لما في ذلك من فساد كون الله وأهله.
٢ خرجا : بمعنى أجرا أو نفقة أو ضريبة.
٤ وهل طلب منهم أجرا أو ضريبة حتى يتهموه ويحملوا دعوته على محمل الغرض والمنفعة الشخصية ؟.
٥ وإن الله هو خير الرازقين وإن النبي ليعرف ذلك فلا يعقل أن يطلب منهم أجرا ولا جزاء ؛ لأنه يعرف أن أجر ربه هو خير.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧١:١ ذكرهم : هنا بمعنى التذكير والتنبيه والعظة.

٣-
وإن الله تعالى لا يمكن أن يجعل الحق خاضعا للهوى ؛ لأن في ذلك فسادا للكون أرضه وسمائه وما فيهما.

٤-
وإن ما أنزله الله على رسوله هو ذكر وموعظة لهم وهم يستكبرون عن سماع الذكر والموعظة.
وجملة ﴿ ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ﴾ جليلة المدى عامة التلقين في إيجاب التزام الحق واتباعه وعدم تغليب الهوى والميول والأنانية والمآرب الخاصة عليه لما في ذلك من فساد كون الله وأهله.

هذا، ولقد أورد ابن كثير على هامش الآية ﴿ وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ﴾
حديثا رواه الحافظ أبو يعلى بطرقه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ممسك بحجزكم : هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني، تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، فأوشك أن أرسل حجزكم، وأنا فرطكم على الحوض فتردون عليّ معا وأشتاتا أعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريب من الإبل في إبله فيذهب بكم ذات اليمين وذات الشمال فأناشد فيكم رب العالمين، أي رب قومي أي رب أمتي فيقال : يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم، فلا أعرفن أحدهم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي يا محمد يا محمد فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء ينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا لها حمحمة فينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغت ) ١. حيث ينطوي في هذا الحديث تنبيه وإنذار قويان نافذان بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما يحسن بهم أن يلتزموه ليكونوا على صراط الله المستقيم وبوجوب ابتعادهم عن كل ما فيه ظلم وانحراف وعدوان مهما قل.
١ عقب ابن كثير عن الحديث قائلا: إن علي بن المديني قال إنه حديث حسن الأسناد إلا أن حفص بن حميد – أحد رواته – مجهول لا أعلم روى.
عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي وعقب ابن كثير على هذا أنه قد روى عنه أيضا أشعت بن إسحق ووصفه يحيي بن معين بأنه صالح ووثقه النسائي وابن حبان. عقب ابن كثير عن الحديث قائلا: إن علي بن المديني قال إنه حديث حسن الأسناد إلا أن حفص بن حميد – أحد رواته – مجهول لا أعلم روى..

٣ ناكبون : منحرفون.
٦- وإن النبي إنما يدعوهم إلى الطريق القويم الذي ينجو من يسير فيه ويسعد.
٧-وإن الكافرين بالآخرة لا يلبّون الدعوة، وينحرفون عن مثل ذلك الطريق ؛ لأنهم لا يحسبون حساب الوقوف بين يدي الله.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٣:هذا، ولقد أورد ابن كثير على هامش الآية ﴿ وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم ﴾
حديثا رواه الحافظ أبو يعلى بطرقه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ممسك بحجزكم : هلم عن النار هلم عن النار وتغلبونني، تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، فأوشك أن أرسل حجزكم، وأنا فرطكم على الحوض فتردون عليّ معا وأشتاتا أعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف الرجل الغريب من الإبل في إبله فيذهب بكم ذات اليمين وذات الشمال فأناشد فيكم رب العالمين، أي رب قومي أي رب أمتي فيقال : يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. إنهم كانوا يمشون بعدك القهقرى على أعقابهم، فلا أعرفن أحدهم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي يا محمد يا محمد فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء ينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا لها حمحمة فينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل سقاء من أدم ينادي : يا محمد يا محمد، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغت ) ١. حيث ينطوي في هذا الحديث تنبيه وإنذار قويان نافذان بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما يحسن بهم أن يلتزموه ليكونوا على صراط الله المستقيم وبوجوب ابتعادهم عن كل ما فيه ظلم وانحراف وعدوان مهما قل.
١ عقب ابن كثير عن الحديث قائلا: إن علي بن المديني قال إنه حديث حسن الأسناد إلا أن حفص بن حميد – أحد رواته – مجهول لا أعلم روى.
عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي وعقب ابن كثير على هذا أنه قد روى عنه أيضا أشعت بن إسحق ووصفه يحيي بن معين بأنه صالح ووثقه النسائي وابن حبان. عقب ابن كثير عن الحديث قائلا: إن علي بن المديني قال إنه حديث حسن الأسناد إلا أن حفص بن حميد – أحد رواته – مجهول لا أعلم روى..


١ لجوا : تمادوا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا١ في طغيانهم يعمهون ( ٧٥ ) ولقد آخذناهم بالعذاب فما استكانوا ٢ لربهم وما يتضرعون ( ٧٦ ) حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ( ٧٧ ) ﴾ [ ٧٥- ٧٧ ].
وهذه الآيات استمرار للحملة الإنذارية والتنديدية السابقة على الكفار : فهم مصرون على عنادهم وجحودهم في حالتي سرائهم وضرائهم. فإذا كانوا في حالة اليسر والرغد حسبوا ذلك اختصاصا وتكريما من الله، ودليلا على أنهم على حق في تقليدهم فظلوا معرضين عن الاستجابة إلى دعوة الله ورسالة رسوله. وهذا ما أشارت إليه الآيات [ ٥٥-٥٦ ] وإذا أصيبوا ببلاء ثم كشفه الله عنهم رحمة بهم تمادوا في طغيانهم وإعراضهم. ولقد أنزل الله بهم بلاء فكشفت التجربة عن هذه الحقيقة ؛ لأنهم لم يخضعوا لربهم وما استكانوا وما تضرعوا وما تابوا عما هم فيه.
وسيظلون على موقفهم إلى أن يفتح الله عليهم بابا ذا عذاب شديد. غير أن هذا الباب حينما يفتح عليهم يكون وقت الندم والتوبة قد فات، وأصبحوا في موقف اليائس من رحمة الله.

٢ استكانوا : استذلوا وخضعوا.
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا١ في طغيانهم يعمهون ( ٧٥ ) ولقد آخذناهم بالعذاب فما استكانوا ٢ لربهم وما يتضرعون ( ٧٦ ) حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ( ٧٧ ) ﴾ [ ٧٥- ٧٧ ].
وهذه الآيات استمرار للحملة الإنذارية والتنديدية السابقة على الكفار : فهم مصرون على عنادهم وجحودهم في حالتي سرائهم وضرائهم. فإذا كانوا في حالة اليسر والرغد حسبوا ذلك اختصاصا وتكريما من الله، ودليلا على أنهم على حق في تقليدهم فظلوا معرضين عن الاستجابة إلى دعوة الله ورسالة رسوله. وهذا ما أشارت إليه الآيات [ ٥٥-٥٦ ] وإذا أصيبوا ببلاء ثم كشفه الله عنهم رحمة بهم تمادوا في طغيانهم وإعراضهم. ولقد أنزل الله بهم بلاء فكشفت التجربة عن هذه الحقيقة ؛ لأنهم لم يخضعوا لربهم وما استكانوا وما تضرعوا وما تابوا عما هم فيه.
وسيظلون على موقفهم إلى أن يفتح الله عليهم بابا ذا عذاب شديد. غير أن هذا الباب حينما يفتح عليهم يكون وقت الندم والتوبة قد فات، وأصبحوا في موقف اليائس من رحمة الله.


وقد قال المفسرون ١ : إن الآية الثانية تضمنت الإشارة إلى القحط والجوع الذي أصاب أهل مكة حتى أكلوا القدّ والعظام والذي كان بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في ظرف اشتد غضبه عليهم لاشتداد عنادهم وأذاهم، ورووا أن أبا سفيان جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناشده الرحم وقال له : ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين فقال : بلى، قال : فادع الله أن يكشف عنا هذا القحط، فدعا فكشف عنهم فظلوا على عنادهم وجحودهم فنزلت الآيات منددة بهم. وقد ذكروا وأوردوا الرواية في سياق سورة الدخان أيضا على ما شرحناه في سياق تفسير السورة المذكورة.
وصيغة الآية تلهم صحة رواية إصابة أهل مكة ببلاء رباني وكشفه عنهم، غير أننا نتوقف في رواية مجيء أبي سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومنشادته الرحم وطلبه الدعاء لله بكشف البلاء ؛ لأن هذا يستلزم أن يكون مؤمنا بصحة نبوة النبي وهو ما لم يكن، على أن من الممكن أن يكون النبي قد رأف بقومه حين رأى ما أخذهم من جهد، فدعا الله مؤملا أن يكونوا قد اتعظوا ورقّت قلوبهم فكشف عنهم البلاء، فلما ظلوا مصرين على كفرهم وطغيانهم ندّد الله بهم هذا التنديد وأنذرهم بعذاب لا يكون لهم فيه باب رحمة وتوبة.
ولا نرى هذا متعارضا مع تقريرنا أن الآيات استمرار للحملة السابقة ؛ لأن ذلك ملموح بقوة، وعطف الآيات على ما سبقها واستعمال ضمير الجمع الغائب الراجح إلى الكفار موضوع الكلام فيه من القرآن على ذلك ؛ ولهذا يسوغ أن يقال : إن حكمة التنزيل شاءت أن تشير إلى هذا الحادث الذي يمكن أن يكون وقع قبل نزول السورة في سياق حملة تنديدها على الكفار.
١ انظر تفسير الآيات في الطبري والبغوي وابن كثير وغيرهم..
جزء ذو علاقة من تفسير الآية السابقة:﴿ ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا١ في طغيانهم يعمهون ( ٧٥ ) ولقد آخذناهم بالعذاب فما استكانوا ٢ لربهم وما يتضرعون ( ٧٦ ) حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ( ٧٧ ) ﴾ [ ٧٥- ٧٧ ].
وهذه الآيات استمرار للحملة الإنذارية والتنديدية السابقة على الكفار : فهم مصرون على عنادهم وجحودهم في حالتي سرائهم وضرائهم. فإذا كانوا في حالة اليسر والرغد حسبوا ذلك اختصاصا وتكريما من الله، ودليلا على أنهم على حق في تقليدهم فظلوا معرضين عن الاستجابة إلى دعوة الله ورسالة رسوله. وهذا ما أشارت إليه الآيات [ ٥٥-٥٦ ] وإذا أصيبوا ببلاء ثم كشفه الله عنهم رحمة بهم تمادوا في طغيانهم وإعراضهم. ولقد أنزل الله بهم بلاء فكشفت التجربة عن هذه الحقيقة ؛ لأنهم لم يخضعوا لربهم وما استكانوا وما تضرعوا وما تابوا عما هم فيه.
وسيظلون على موقفهم إلى أن يفتح الله عليهم بابا ذا عذاب شديد. غير أن هذا الباب حينما يفتح عليهم يكون وقت الندم والتوبة قد فات، وأصبحوا في موقف اليائس من رحمة الله.


ولقد روى الطبري عن ابن عباس أن باب العذاب الشديد الذي أنذرت به الآية الثالثة هو وقعة بدر. وهذا ما روي أيضا في سياق تفسير جملة ﴿ يوم نبطش البطشة الكبرى ﴾ [ ١٦ ] في سورة الدخان. ولقد روى ذلك البغوي أيضا، ثم قال : وقيل إنه الموت، وقيل إنه قيام الساعة. وقد قال ابن كثير : إنه عذاب الآخرة. ونحن نرجح هذا ؛ لأنهم يكونون يوم القيامة يائسين مبلسين والله أعلم.
﴿ وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( ٧٨ ) وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون( ٧٩ ) وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون( ٨٠ ) ﴾ [ ٧٨-٨٠ ].
الآيات موجهة للسامعين بصيغة الجمع المخاطب في معرض التذكير والتنديد : فالله هو الذي أنشأ فيهم قوى السمع والبصر والعقل فكان ينبغي عليهم أن يشكروه على هذه النعم باستماع الحق ورؤية الحق وإدراكه بعقولهم، ولكنهم قلّ أن يفعلوا ذلك. وهو الذي خلقهم ونمّاهم في الدنيا وإليه مرجعهم في الآخرة.
وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي قدر الليل والنهار ليخلف أحدهما الآخر، فهلا تعقّلوا وأدركوا قدرته عليهم وانتهوا من غفلتهم وعدم حسبانهم العاقبة ؟.
وأسلوب الآيات يسوغ القول : إن الخطاب موجه بخاصة إلى الكفار، وتكون الآيات والحالة هذه استمرارا في الحملة التنديدية والإنذارية السابقة لها.
وقد يلحظ أن مثل هذه الآيات قد تكرر أكثر من مرة ؛ حيث يبدو أن حكمة التنزيل اقتضت تكرارها بأساليب متنوعة لتكرر المواقف المماثلة أو تجددها، شأن معظم القصص القرآنية بل وكثير من الفصول الحجاجية أو التي احتوت التنبيه على مشاهد عظمة الله وقدرته في خلقه وكونه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:﴿ وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( ٧٨ ) وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون( ٧٩ ) وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون( ٨٠ ) ﴾ [ ٧٨-٨٠ ].
الآيات موجهة للسامعين بصيغة الجمع المخاطب في معرض التذكير والتنديد : فالله هو الذي أنشأ فيهم قوى السمع والبصر والعقل فكان ينبغي عليهم أن يشكروه على هذه النعم باستماع الحق ورؤية الحق وإدراكه بعقولهم، ولكنهم قلّ أن يفعلوا ذلك. وهو الذي خلقهم ونمّاهم في الدنيا وإليه مرجعهم في الآخرة.
وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي قدر الليل والنهار ليخلف أحدهما الآخر، فهلا تعقّلوا وأدركوا قدرته عليهم وانتهوا من غفلتهم وعدم حسبانهم العاقبة ؟.
وأسلوب الآيات يسوغ القول : إن الخطاب موجه بخاصة إلى الكفار، وتكون الآيات والحالة هذه استمرارا في الحملة التنديدية والإنذارية السابقة لها.
وقد يلحظ أن مثل هذه الآيات قد تكرر أكثر من مرة ؛ حيث يبدو أن حكمة التنزيل اقتضت تكرارها بأساليب متنوعة لتكرر المواقف المماثلة أو تجددها، شأن معظم القصص القرآنية بل وكثير من الفصول الحجاجية أو التي احتوت التنبيه على مشاهد عظمة الله وقدرته في خلقه وكونه.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٧٨:﴿ وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ( ٧٨ ) وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون( ٧٩ ) وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون( ٨٠ ) ﴾ [ ٧٨-٨٠ ].
الآيات موجهة للسامعين بصيغة الجمع المخاطب في معرض التذكير والتنديد : فالله هو الذي أنشأ فيهم قوى السمع والبصر والعقل فكان ينبغي عليهم أن يشكروه على هذه النعم باستماع الحق ورؤية الحق وإدراكه بعقولهم، ولكنهم قلّ أن يفعلوا ذلك. وهو الذي خلقهم ونمّاهم في الدنيا وإليه مرجعهم في الآخرة.
وهو الذي يحيي ويميت وهو الذي قدر الليل والنهار ليخلف أحدهما الآخر، فهلا تعقّلوا وأدركوا قدرته عليهم وانتهوا من غفلتهم وعدم حسبانهم العاقبة ؟.
وأسلوب الآيات يسوغ القول : إن الخطاب موجه بخاصة إلى الكفار، وتكون الآيات والحالة هذه استمرارا في الحملة التنديدية والإنذارية السابقة لها.
وقد يلحظ أن مثل هذه الآيات قد تكرر أكثر من مرة ؛ حيث يبدو أن حكمة التنزيل اقتضت تكرارها بأساليب متنوعة لتكرر المواقف المماثلة أو تجددها، شأن معظم القصص القرآنية بل وكثير من الفصول الحجاجية أو التي احتوت التنبيه على مشاهد عظمة الله وقدرته في خلقه وكونه.

﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.

﴿ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون( ٨٤ ) سيقولون لله قل أفلا تذكرون ( ٨٥ ) قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم( ٨٦ ) سيقولون لله قل أفلا تتقون( ٨٧ ) قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير١ ولا يجار عليه ٢ إن كنتم تعلمون( ٨٨ ) سيقولون لله قل فأنى تسحرون٣ ( ٨٩ ) ﴾ [ ٧٤-٨٩ ].
في الآيات أوامر للنبي عليه السلام بتوجيه بعض الأسئلة الاستنكارية للكفار، وحكاية لما سوف تكون أجوبتهم ؛ بقصد الإفحام والإلزام والتنديد بهم وإثبات أن الله تعالى قادر على بعثهم بعد الموت الذي ينكرونه، وعبارتها واضحة، وهي مفحمة ملزمة حقا ؛ لأنها تقرر واقع اعتقادهم الذي حكته آيات عديدة مرت أمثلة عديدة منها بأن الله تعالى هو خالق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما وربهما ومدبرهما، والذي بيده ملكوت كل شيء والقادر على كل شيء.
والآيات كما هو ظاهر متصلة بسابقاتها كذلك سياقا وموضوعا، ولعلها بسبيل استمرار لحكاية موقف المناظرة والجدل الذي تلهمه الآيات السابقة لها مباشرة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.


نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.


١ يجير : يحمي من يستجير به وينصره.
٢ يجار عليه : لا يجرأ أحد على إجارة من غضب عليه وحمايته.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.


٣ فأنّى تسحرون : فكيف تنخدعون وتتبعون الأوهام دون الحقائق.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨٣:نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٨١:﴿ بل قالوا مثل ما قال الأولون( ٨١ ) قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ( ٨٢ ) لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( ٨٣ ) ﴾ [ ٨١-٨٣ ].
في الآيات حكاية استدراكية لما كان الكفار يقولونه كلما تكرر إنذارهم بالبعث والجزاء الأخرويين ؛ حيث كانوا يتساءلون بأسلوب المستنكر المرتاب كما كان يفعل الكافرون من الأمم السابقة عما إذا كانوا حقا يبعثون بعد أن يموتوا ويصبحوا ترابا وعظاما، ثم يتبعون تساؤلهم بقولهم : إنهم أوعدوا بهذا هم وآباؤهم من قبل وليس هو إلا من قصص الأولين وأساطيرهم.
والآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا كما هو واضح. وبدء الآيات بحرف الاستدراك قد يلهم أن الآيات تحكي موقف مناظرة وجدل بين النبي صلى الله عليه وسلم والكفار من نوع المواقف الكثيرة التي تكررت حكايتها في فصول عديدة.


﴿ بل آتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون( ٩٠ ) ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون( ٩١ ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( ٩٢ ) ﴾ [ ٩٠-٩٢ ].
في الآيات استدراك تقريري بمثابة رد آخر على الكفار :
١- فالقرآن إنما جاء بالحق وهو تقرير الربوبية لله وحده.
٢- وهم كاذبون في نسبة الولد والشريك له ؛ لأنه ليس في حاجة إلى ولد أولا، ولو كان معه شريك لتنازع معه الملك والخلق ولعلا أحدهما على الآخر، وهو محال في العقل والمنطق ثانيا. فتقدس الله وتنزه عما يصفونه به وينسبونه إليه وهو المحيط علمه بكل شيء ما ظهر وما خفي، وما مضى وما حضر، وما هو في المستقبل الغائب، وتعالى عن كل ما يشركه معه المشركون.
والآيات متصلة بالسياق اتصالا وثيقا كما هو واضح. والرد الذي احتوته على ما يفترض أن المشركين يقولونه من أنهم يعترفون بالله وقدرته وربوبيته، ومن أنهم إذا أشركوا معه غيره فإنما يشركونه للشفاعة. وفي الرد أسلوب برهاني منطقي من شأنه إفحام المكابر المجادل كما هو المتبادر.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:﴿ بل آتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون( ٩٠ ) ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون( ٩١ ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( ٩٢ ) ﴾ [ ٩٠-٩٢ ].
في الآيات استدراك تقريري بمثابة رد آخر على الكفار :

١-
فالقرآن إنما جاء بالحق وهو تقرير الربوبية لله وحده.

٢-
وهم كاذبون في نسبة الولد والشريك له ؛ لأنه ليس في حاجة إلى ولد أولا، ولو كان معه شريك لتنازع معه الملك والخلق ولعلا أحدهما على الآخر، وهو محال في العقل والمنطق ثانيا. فتقدس الله وتنزه عما يصفونه به وينسبونه إليه وهو المحيط علمه بكل شيء ما ظهر وما خفي، وما مضى وما حضر، وما هو في المستقبل الغائب، وتعالى عن كل ما يشركه معه المشركون.
والآيات متصلة بالسياق اتصالا وثيقا كما هو واضح. والرد الذي احتوته على ما يفترض أن المشركين يقولونه من أنهم يعترفون بالله وقدرته وربوبيته، ومن أنهم إذا أشركوا معه غيره فإنما يشركونه للشفاعة. وفي الرد أسلوب برهاني منطقي من شأنه إفحام المكابر المجادل كما هو المتبادر.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٠:﴿ بل آتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون( ٩٠ ) ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون( ٩١ ) عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ( ٩٢ ) ﴾ [ ٩٠-٩٢ ].
في الآيات استدراك تقريري بمثابة رد آخر على الكفار :

١-
فالقرآن إنما جاء بالحق وهو تقرير الربوبية لله وحده.

٢-
وهم كاذبون في نسبة الولد والشريك له ؛ لأنه ليس في حاجة إلى ولد أولا، ولو كان معه شريك لتنازع معه الملك والخلق ولعلا أحدهما على الآخر، وهو محال في العقل والمنطق ثانيا. فتقدس الله وتنزه عما يصفونه به وينسبونه إليه وهو المحيط علمه بكل شيء ما ظهر وما خفي، وما مضى وما حضر، وما هو في المستقبل الغائب، وتعالى عن كل ما يشركه معه المشركون.
والآيات متصلة بالسياق اتصالا وثيقا كما هو واضح. والرد الذي احتوته على ما يفترض أن المشركين يقولونه من أنهم يعترفون بالله وقدرته وربوبيته، ومن أنهم إذا أشركوا معه غيره فإنما يشركونه للشفاعة. وفي الرد أسلوب برهاني منطقي من شأنه إفحام المكابر المجادل كما هو المتبادر.

﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].
في الآيات :
١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.
٣- وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٣:﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].

في الآيات :

١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.

٣-
وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٣:﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].

في الآيات :

١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.

٣-
وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٣:﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].

في الآيات :

١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.

٣-
وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٣:﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].

في الآيات :

١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.

٣-
وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٣:﴿ قل رب إما تريني ما يوعدون ( ٩٣ ) رب فلا تجعلني في القوم الظالمين( ٩٤ ) وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( ٩٥ ) ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون( ٩٦ ) وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين( ٩٧ ) وأعوذ بك رب أن يحضرون( ٩٨ ) ﴾ [ ٩٣-٩٨ ].

في الآيات :

١ أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الله أن يرزقه السلامة والنجاة، وأن لا يجعله في القوم الظالمين إذا أبقاه حيا حتى يريه تحقيق ما يوعد الله به الكفار.
٢ وتقرير رباني بأن الله قادر أن يريه تحقيق ذلك.

٣-
وأمر ثان للنبي بأن لا يغتم لموقفهم، وأنه يقابله بالصبر والغض والدفع بالتي هي أحسن انتظارا لتحقيق وعد الله، فالله عليم كل العلم بحقيقة حالهم ومعتقداتهم.
٤ وأمر ثالث بأن يستعيذ بالله من وساوس الشياطين ونفثاتهم ومخالطتهم في أموره وأفكاره.
والمتبادر أن الآيات وبخاصة الأربع الأولى منها متصلة بالسياق وبخاصة بالآيات [ ٧٥-٧٧ ] التي احتوت تنديدا بموقف الكفار بعدما كشف الله عنهم البلاء وإنذارا لهم بالعذاب الأشد، وأن الآيات التي جاءت بعدها جاءت في معرض الاستطراد مما جرى عليه أسلوب النظم القرآني.
والآيتان الأخيرتان غير منقطعتين عن الموضوع والموقف. وقد استهدفتا بث الطمأنينة والسكينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وحثه على الالتجاء إليه كما ألمت به الأزمات النفسية وساورته الهواجس والوساوس من جراء موقف قومه العنيد.
ولقد تكرر في القرآن الأمر بالاستعاذة من الشيطان ونزغاته مما هو متصل بالحقيقة الإيمانية المغيبة عن الشيطان ووساوسه على ما شرحناه في مناسبات سابقة. ونرى أنه يجب الوقوف في هذا الأمر عندما وقف القرآن دون تزيد مع ملاحظة أن الشيطان ودوره مما كان مفهوما مسلما به عند السامعين، ومع ملاحظة ذلك الهدف الذي استهدفته، وهو بث السكينة والطمأنينة في قلب النبي والمؤمنين فيما يكون طروءه على النفس الإنسانية مع أزمات وهواجس ووساوس والله أعلم.
ولقد شرحنا مدى احتمال تعرض النبي صلى الله عليه وسلم لهزات الشيطان ونزغاته التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الآية [ ٩٨ ] بالاستعاذة بالله منها في سورة الأعراف فلا نرى ضرورة للإعادة أو الزيادة.
وفي جملة ﴿ ادفع بالتي هي أحسن ﴾ توكيد للمبدأ القرآني المحكم في صدد الدعوة إلى سبيل الله وفي صدد معاملة الناس بصورة عامة على ما شرحناه في مناسبات سابقة شرحا يغني عن التكرار.
ولقد قال بعض المفسرين : إن هذه الجملة قد نسخت بآية القتال أو السيف١ كما قالوا ذلك بالنسبة للجمل المكية المماثلة. ومع صواب ذلك بالنسبة للأعداء المعتدين على الإسلام والمسلمين على ما قلناه في المناسبات السابقة، فإن هذا ليس من شأنه نقض ذلك المبدأ القرآني المحكم المنطوي في الجملة بالنسبة لسلوك المسلمين تجاه بني ملتهم وتجاه غيرهم من الموادين المسالمين.
١ انظر تفسير البغوي..

﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.
١ برزخ : حاجز مانع.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

٢ لا يتساءلون : لا يستطيع أحد منهم أن يسأل أحدا معونة أو نصرا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

٣ كالحون : الكلوح هو تقلص الشفتين وتشمرهما عن الأسنان عند الغضب أو الخوف.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.


ولقد روى الترمذي في سياق تفسير الآية الأخيرة حديثا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :﴿ وهم فيها كالحون ﴾ قال : تشويه النار فتقلص شفته العالية حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته ) ١.
وأورد ابن كثير حديثين آخرين في سياقها : منهما حديث رواه ابن أبي حاتم بطرقه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن جهنم لما سيق لها أهلها تلقاهم لهبها، ثم تلفحهم لفحة فلم يبق لهم لحم سقط على العرقوب ). وحديث رواه ابن مردويه بطرقه عن أبي الدرداء قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى ﴿ تلفح وجوههم النار ﴾ تلفحهم لفحة تسيل لحومهم على أعقابهم ). حيث ينطوي في الأحاديث تفسير نبوي فيه إنذار وترهيب متساوقان مع الإنذار والترهيب القرآنيين.
١ التاج ج ٤ ص ١٦٣..
﴿ ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون ( ١٠٥ ) قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ( ١٠٦ ) ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ( ١٠٧ ) فال اخسئوا فيها ولا تكلمون ( ١٠٨ ) إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين( ١٠٩ ) فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منها تضحكون ( ١١٠ ) إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون( ١١١ ) ﴾ [ ١٠٥-١١١ ]
في هذه الآيات حكاية لمحاورة مفروض وقوعها بين الله تعالى والكفار ؛ حيث يخاطبهم الله بعد أن يصيروا إلى النار بأسلوب التقريع عما إذا لم يكونوا قد نالوا ما يستحقونه ؛ لأنهم كانوا يكذبون بآياته كلما كانت تتلى عليهم، ولسوف يجيبون بأن روح الإثم والشقاء قد تغلبت عليهم، فضلوا عن طريق الهدى ثم يلتمسون إخراجهم من النار معلنين توبتهم على أن يكونوا إذا عادوا ظالمين مستحقين أشد العذاب، فيرد الله عليهم أن اخسأوا ولا تراجعني بكلام. فقد كان فريق من عبادي الصالحين المخلصين يتجهون إليّ ويطلبون مني وحدي الغفران والرحمة فاتخذتموهم موضوع هزء وسخرية وكنتم تضحكون منهم واستغرقتم في ذلك حتى نسيتم ذكري، ولقد جزيتهم اليوم بسبب ثباتهم على إيمانهم وعملهم الصالح وصبرهم على ما لحق بهم منكم من الأذى والسخرية فكانوا الفائزين السعداء.
والآيات استمرار في السياق والموضوع السابقين كما هو ظاهر، والإنذار والتنديد فيها قويان مفحمان، وقد استهدفت فيما استهدفته إثارة الخوف والرعب في قلوب الكفار وحملهم على الارعواء وهم في فرصة الدنيا، مع الثناء على المؤمنين وتطيمنهم وتبشيرهم ؛ وبخاصة الفقراء والمساكين منهم الذين كانوا موضوع سخرية الكفار واحتقارهم على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها.
وبعض المفسرين ١ قالوا في صدد جملة ﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ﴾ الشقاء الذي كتبه الله عليهم، وروح الآيات وفحواها لا تساعدان على هذا التأويل كما لا تساعد عليه التقريرات القرآنية المحكمة التي تتضمن أن الله هدى الناس إلى طريق الخير والشر وآتاهم قابلية التمييز والاختيار بينهما على ما شرحناه في مناسبات عديدة.
١ انظر تفسير البغوي والطبري..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٠٥:﴿ ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون ( ١٠٥ ) قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ( ١٠٦ ) ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ( ١٠٧ ) فال اخسئوا فيها ولا تكلمون ( ١٠٨ ) إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين( ١٠٩ ) فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منها تضحكون ( ١١٠ ) إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون( ١١١ ) ﴾ [ ١٠٥-١١١ ]
في هذه الآيات حكاية لمحاورة مفروض وقوعها بين الله تعالى والكفار ؛ حيث يخاطبهم الله بعد أن يصيروا إلى النار بأسلوب التقريع عما إذا لم يكونوا قد نالوا ما يستحقونه ؛ لأنهم كانوا يكذبون بآياته كلما كانت تتلى عليهم، ولسوف يجيبون بأن روح الإثم والشقاء قد تغلبت عليهم، فضلوا عن طريق الهدى ثم يلتمسون إخراجهم من النار معلنين توبتهم على أن يكونوا إذا عادوا ظالمين مستحقين أشد العذاب، فيرد الله عليهم أن اخسأوا ولا تراجعني بكلام. فقد كان فريق من عبادي الصالحين المخلصين يتجهون إليّ ويطلبون مني وحدي الغفران والرحمة فاتخذتموهم موضوع هزء وسخرية وكنتم تضحكون منهم واستغرقتم في ذلك حتى نسيتم ذكري، ولقد جزيتهم اليوم بسبب ثباتهم على إيمانهم وعملهم الصالح وصبرهم على ما لحق بهم منكم من الأذى والسخرية فكانوا الفائزين السعداء.
والآيات استمرار في السياق والموضوع السابقين كما هو ظاهر، والإنذار والتنديد فيها قويان مفحمان، وقد استهدفت فيما استهدفته إثارة الخوف والرعب في قلوب الكفار وحملهم على الارعواء وهم في فرصة الدنيا، مع الثناء على المؤمنين وتطيمنهم وتبشيرهم ؛ وبخاصة الفقراء والمساكين منهم الذين كانوا موضوع سخرية الكفار واحتقارهم على ما حكته آيات عديدة مرت أمثلة منها.
وبعض المفسرين ١ قالوا في صدد جملة ﴿ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا ﴾ الشقاء الذي كتبه الله عليهم، وروح الآيات وفحواها لا تساعدان على هذا التأويل كما لا تساعد عليه التقريرات القرآنية المحكمة التي تتضمن أن الله هدى الناس إلى طريق الخير والشر وآتاهم قابلية التمييز والاختيار بينهما على ما شرحناه في مناسبات عديدة.
١ انظر تفسير البغوي والطبري..

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٩٩:﴿ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون( ٩٩ ) لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ ١ إلى يوم يبعثون ( ١٠٠ ) فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون٢ ( ١٠١ ) فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون( ١٠٢ ) ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ( ١٠٣ ) تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون( ١٠٤ )٣ ﴾ [ ٩٩ – ١٠٤ ].
في الآيات تقرير في معرض الإنذار والتبكيت عما سوف يكون عند موت الكفار وبعده : فحينما يأتي الموت كافرا يستشعر بالخوف والندم ويلتمس من الله إعادته للحياة ليعمل صالحا ويتلافى فيها ما سبق منه، ولكن هذا لن يجديه نفعا.
ولن يكون إلا كلمة تذهب في الهواء ؛ لأن بينه وبين العودة قام حاجز مانع إلى أن يبعث الله الناس من قبورهم، وحينما ينفخ في الصور ويخرج الناس من قبورهم تنقطع بينهم دعوى الأنساب والعصبيات، ولا يكون للناس إلا أعمالهم، ولا يستطيع أحد أن يسأل نصرا مهما كانت روابط النسب والعصبية وشيجة بينهم. فالذين تثقل موازينهم بالإيمان والعمل الصالح هم الفائزون السعداء والذين تخف موازينهم بالكفر وسيء العمل هم الخاسرون الخالدون في جهنم، تلفح وجوههم النار وتكلح من شدتها.
وواضح أن الآيات متصلة بسابقاتها سياقا وموضوعا. والإنذار للكفار فيها رهيب، وقد استهدفت فيما استهدفته حملهم على الارعواء قبل فوات الوقت كما هو المتبادر.
ولقد شرحنا مدى ثقل الموازين وخفتها يوم القيامة في مناسباتها سابقة، فلا نرى ضرورة للإعادة والزيادة.

﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ( ١١٣ ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤ ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( ١١٥ ) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم( ١١٦ ) ﴾ [ ١١٢-١١٦ ].
في الآيات استمرار في حكاية المحاورة المفروضة : فلسوف يسأل الله الكفار عن مقدار ما لبثوا في الدنيا، فيجيبون أن ما لبثوه لم يكد يتجاوز يوما أو بعض يوم فيما يخيل إليهم، وأن الأولى أن يسأل عن ذلك الموكلين بالعد والإحصاء، ولسوف يرد عليهم بأنهم لو عقلوا لعرفوا أنهم لم يلبثوا إلا أمدا قصيرا حقا، ولسوف يسألهم حينئذ عما كانوا يظنونه من ظن خاطئ بأنهم غير راجعين إليه ولا واقفين بين يديه، وبأن الله كان عابثا لا يستهدف غاية ولا حكمة من خلقهم في حين أن الله عز وجل تنزه عن العبث وتعالى فهو الملك الحق الذي لا يقرر إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ولا يتوخى بفعله وقراراته إلا الحق وهو رب العرش الكريم المتصرف المطلق في الكون.
والآيات استمرار في السياق والموضوع كما هو المتبادر. والمتبادر أن هذا القسم من المحاورة استهدف بيان تفاهة المدة التي يقتضيها الكفار في الدنيا مغترين بقوتهم، وقد تضمنت تقريعا لاذعا على حسبانهم أن لا حياة وراء حياتهم الدنيوية، وأن لا حكمة وغاية وراء وجود الكون، واستهدفت ما استهدفته سابقاتها من إثارة خوفهم وارعوائهم فضلا عن توكيدها حقيقة الآخرة الإيمانية واتساقها مع الحكمة والعدل والحق.
ولقد أورد ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات حديثا أخرجه ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال : لنعم ما أنجزتم في يوم أو بعض يوم. رحمتي ورضواني وجنتي أمكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم قال : يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول : بئس ما أنجزتم في يوم او بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيهما خالدين مخلدين ).
وينطوي في الحديث تبشير وإنذار نبويان متساوقان مع الهدف القرآني الذي نوهنا به كما هو المتبادر.
ومع ما ذكرناه من صلة الآيات وهدفها، ففيها وبخاصة في الآيتين الأخيرتين فيهما تلقين مستمر المدى موجه إلى الناس عامة في كل ظرف ومكان ليرعووا ويتعظوا ويتجهوا نحو الله عز وجل مما تكرر وعرف منه أمثلة عديدة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٢:﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ( ١١٣ ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤ ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( ١١٥ ) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم( ١١٦ ) ﴾ [ ١١٢-١١٦ ].
في الآيات استمرار في حكاية المحاورة المفروضة : فلسوف يسأل الله الكفار عن مقدار ما لبثوا في الدنيا، فيجيبون أن ما لبثوه لم يكد يتجاوز يوما أو بعض يوم فيما يخيل إليهم، وأن الأولى أن يسأل عن ذلك الموكلين بالعد والإحصاء، ولسوف يرد عليهم بأنهم لو عقلوا لعرفوا أنهم لم يلبثوا إلا أمدا قصيرا حقا، ولسوف يسألهم حينئذ عما كانوا يظنونه من ظن خاطئ بأنهم غير راجعين إليه ولا واقفين بين يديه، وبأن الله كان عابثا لا يستهدف غاية ولا حكمة من خلقهم في حين أن الله عز وجل تنزه عن العبث وتعالى فهو الملك الحق الذي لا يقرر إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ولا يتوخى بفعله وقراراته إلا الحق وهو رب العرش الكريم المتصرف المطلق في الكون.
والآيات استمرار في السياق والموضوع كما هو المتبادر. والمتبادر أن هذا القسم من المحاورة استهدف بيان تفاهة المدة التي يقتضيها الكفار في الدنيا مغترين بقوتهم، وقد تضمنت تقريعا لاذعا على حسبانهم أن لا حياة وراء حياتهم الدنيوية، وأن لا حكمة وغاية وراء وجود الكون، واستهدفت ما استهدفته سابقاتها من إثارة خوفهم وارعوائهم فضلا عن توكيدها حقيقة الآخرة الإيمانية واتساقها مع الحكمة والعدل والحق.
ولقد أورد ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات حديثا أخرجه ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال : لنعم ما أنجزتم في يوم أو بعض يوم. رحمتي ورضواني وجنتي أمكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم قال : يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول : بئس ما أنجزتم في يوم او بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيهما خالدين مخلدين ).
وينطوي في الحديث تبشير وإنذار نبويان متساوقان مع الهدف القرآني الذي نوهنا به كما هو المتبادر.
ومع ما ذكرناه من صلة الآيات وهدفها، ففيها وبخاصة في الآيتين الأخيرتين فيهما تلقين مستمر المدى موجه إلى الناس عامة في كل ظرف ومكان ليرعووا ويتعظوا ويتجهوا نحو الله عز وجل مما تكرر وعرف منه أمثلة عديدة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٢:﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ( ١١٣ ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤ ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( ١١٥ ) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم( ١١٦ ) ﴾ [ ١١٢-١١٦ ].
في الآيات استمرار في حكاية المحاورة المفروضة : فلسوف يسأل الله الكفار عن مقدار ما لبثوا في الدنيا، فيجيبون أن ما لبثوه لم يكد يتجاوز يوما أو بعض يوم فيما يخيل إليهم، وأن الأولى أن يسأل عن ذلك الموكلين بالعد والإحصاء، ولسوف يرد عليهم بأنهم لو عقلوا لعرفوا أنهم لم يلبثوا إلا أمدا قصيرا حقا، ولسوف يسألهم حينئذ عما كانوا يظنونه من ظن خاطئ بأنهم غير راجعين إليه ولا واقفين بين يديه، وبأن الله كان عابثا لا يستهدف غاية ولا حكمة من خلقهم في حين أن الله عز وجل تنزه عن العبث وتعالى فهو الملك الحق الذي لا يقرر إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ولا يتوخى بفعله وقراراته إلا الحق وهو رب العرش الكريم المتصرف المطلق في الكون.
والآيات استمرار في السياق والموضوع كما هو المتبادر. والمتبادر أن هذا القسم من المحاورة استهدف بيان تفاهة المدة التي يقتضيها الكفار في الدنيا مغترين بقوتهم، وقد تضمنت تقريعا لاذعا على حسبانهم أن لا حياة وراء حياتهم الدنيوية، وأن لا حكمة وغاية وراء وجود الكون، واستهدفت ما استهدفته سابقاتها من إثارة خوفهم وارعوائهم فضلا عن توكيدها حقيقة الآخرة الإيمانية واتساقها مع الحكمة والعدل والحق.
ولقد أورد ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات حديثا أخرجه ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال : لنعم ما أنجزتم في يوم أو بعض يوم. رحمتي ورضواني وجنتي أمكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم قال : يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول : بئس ما أنجزتم في يوم او بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيهما خالدين مخلدين ).
وينطوي في الحديث تبشير وإنذار نبويان متساوقان مع الهدف القرآني الذي نوهنا به كما هو المتبادر.
ومع ما ذكرناه من صلة الآيات وهدفها، ففيها وبخاصة في الآيتين الأخيرتين فيهما تلقين مستمر المدى موجه إلى الناس عامة في كل ظرف ومكان ليرعووا ويتعظوا ويتجهوا نحو الله عز وجل مما تكرر وعرف منه أمثلة عديدة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٢:﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ( ١١٣ ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤ ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( ١١٥ ) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم( ١١٦ ) ﴾ [ ١١٢-١١٦ ].
في الآيات استمرار في حكاية المحاورة المفروضة : فلسوف يسأل الله الكفار عن مقدار ما لبثوا في الدنيا، فيجيبون أن ما لبثوه لم يكد يتجاوز يوما أو بعض يوم فيما يخيل إليهم، وأن الأولى أن يسأل عن ذلك الموكلين بالعد والإحصاء، ولسوف يرد عليهم بأنهم لو عقلوا لعرفوا أنهم لم يلبثوا إلا أمدا قصيرا حقا، ولسوف يسألهم حينئذ عما كانوا يظنونه من ظن خاطئ بأنهم غير راجعين إليه ولا واقفين بين يديه، وبأن الله كان عابثا لا يستهدف غاية ولا حكمة من خلقهم في حين أن الله عز وجل تنزه عن العبث وتعالى فهو الملك الحق الذي لا يقرر إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ولا يتوخى بفعله وقراراته إلا الحق وهو رب العرش الكريم المتصرف المطلق في الكون.
والآيات استمرار في السياق والموضوع كما هو المتبادر. والمتبادر أن هذا القسم من المحاورة استهدف بيان تفاهة المدة التي يقتضيها الكفار في الدنيا مغترين بقوتهم، وقد تضمنت تقريعا لاذعا على حسبانهم أن لا حياة وراء حياتهم الدنيوية، وأن لا حكمة وغاية وراء وجود الكون، واستهدفت ما استهدفته سابقاتها من إثارة خوفهم وارعوائهم فضلا عن توكيدها حقيقة الآخرة الإيمانية واتساقها مع الحكمة والعدل والحق.
ولقد أورد ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات حديثا أخرجه ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال : لنعم ما أنجزتم في يوم أو بعض يوم. رحمتي ورضواني وجنتي أمكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم قال : يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول : بئس ما أنجزتم في يوم او بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيهما خالدين مخلدين ).
وينطوي في الحديث تبشير وإنذار نبويان متساوقان مع الهدف القرآني الذي نوهنا به كما هو المتبادر.
ومع ما ذكرناه من صلة الآيات وهدفها، ففيها وبخاصة في الآيتين الأخيرتين فيهما تلقين مستمر المدى موجه إلى الناس عامة في كل ظرف ومكان ليرعووا ويتعظوا ويتجهوا نحو الله عز وجل مما تكرر وعرف منه أمثلة عديدة.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٢:﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ( ١١٢ ) قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسأل العادين ( ١١٣ ) قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤ ) أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ( ١١٥ ) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم( ١١٦ ) ﴾ [ ١١٢-١١٦ ].
في الآيات استمرار في حكاية المحاورة المفروضة : فلسوف يسأل الله الكفار عن مقدار ما لبثوا في الدنيا، فيجيبون أن ما لبثوه لم يكد يتجاوز يوما أو بعض يوم فيما يخيل إليهم، وأن الأولى أن يسأل عن ذلك الموكلين بالعد والإحصاء، ولسوف يرد عليهم بأنهم لو عقلوا لعرفوا أنهم لم يلبثوا إلا أمدا قصيرا حقا، ولسوف يسألهم حينئذ عما كانوا يظنونه من ظن خاطئ بأنهم غير راجعين إليه ولا واقفين بين يديه، وبأن الله كان عابثا لا يستهدف غاية ولا حكمة من خلقهم في حين أن الله عز وجل تنزه عن العبث وتعالى فهو الملك الحق الذي لا يقرر إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ولا يتوخى بفعله وقراراته إلا الحق وهو رب العرش الكريم المتصرف المطلق في الكون.
والآيات استمرار في السياق والموضوع كما هو المتبادر. والمتبادر أن هذا القسم من المحاورة استهدف بيان تفاهة المدة التي يقتضيها الكفار في الدنيا مغترين بقوتهم، وقد تضمنت تقريعا لاذعا على حسبانهم أن لا حياة وراء حياتهم الدنيوية، وأن لا حكمة وغاية وراء وجود الكون، واستهدفت ما استهدفته سابقاتها من إثارة خوفهم وارعوائهم فضلا عن توكيدها حقيقة الآخرة الإيمانية واتساقها مع الحكمة والعدل والحق.
ولقد أورد ابن كثير في سياق تفسير هذه الآيات حديثا أخرجه ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال :( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال : يا أهل الجنة كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال : لنعم ما أنجزتم في يوم أو بعض يوم. رحمتي ورضواني وجنتي أمكثوا فيها خالدين مخلدين، ثم قال : يا أهل النار كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فيقول : بئس ما أنجزتم في يوم او بعض يوم، ناري وسخطي امكثوا فيهما خالدين مخلدين ).
وينطوي في الحديث تبشير وإنذار نبويان متساوقان مع الهدف القرآني الذي نوهنا به كما هو المتبادر.
ومع ما ذكرناه من صلة الآيات وهدفها، ففيها وبخاصة في الآيتين الأخيرتين فيهما تلقين مستمر المدى موجه إلى الناس عامة في كل ظرف ومكان ليرعووا ويتعظوا ويتجهوا نحو الله عز وجل مما تكرر وعرف منه أمثلة عديدة.

﴿ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ( ١١٧ ) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين( ١١٨ ) ﴾ [ ١١٧-١١٨ ].
في الآية الأولى إنذار لكل من يدعوا مع الله إلها آخر ويشركه معه في الاتجاه والعبادة بدون برهان، فحسابه عند ربه ولن يلقى فلاحا، وفي الآية الثانية أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلب من الله الغفران والرحمة، ويقرر له صفته الكمالية في الرحمة وكونه خير الراحمين.
وقد جاءت الآية الأولى كخاتمة للسياق الذي حكى فيه مواقف الكفار وأقوالهم وأنذرهم وأوعدهم. كما جاءت هي والآية الثانية خاتمة لآيات السورة. وطابع الختام المألوف في كثير من السور السابقة ظاهر عليهما أيضا. والآية الأخيرة ذات مغزى رائع في مقامها وإطلاقها.
ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن تعبير ﴿ لا برهان له به ﴾ [ ١١٧ ] لا يمكن أن يعني أن هناك شركا قد يكون قائما على برهان وسائغا، وإنما هو تعبير أسلوبي يتضمن نفي قيام أي برهان على ذلك أولا، والتشديد في التنديد لأن شرك المشركين لا يستند إلى أي تعليل في آية شبهة من حق ومنطق ثانيا. وقد تكرر هذا الأسلوب كثيرا ومرت منه أمثلة عديدة.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٧:﴿ ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ( ١١٧ ) وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين( ١١٨ ) ﴾ [ ١١٧-١١٨ ].
في الآية الأولى إنذار لكل من يدعوا مع الله إلها آخر ويشركه معه في الاتجاه والعبادة بدون برهان، فحسابه عند ربه ولن يلقى فلاحا، وفي الآية الثانية أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلب من الله الغفران والرحمة، ويقرر له صفته الكمالية في الرحمة وكونه خير الراحمين.
وقد جاءت الآية الأولى كخاتمة للسياق الذي حكى فيه مواقف الكفار وأقوالهم وأنذرهم وأوعدهم. كما جاءت هي والآية الثانية خاتمة لآيات السورة. وطابع الختام المألوف في كثير من السور السابقة ظاهر عليهما أيضا. والآية الأخيرة ذات مغزى رائع في مقامها وإطلاقها.
ومن تحصيل الحاصل أن يقال إن تعبير ﴿ لا برهان له به ﴾ [ ١١٧ ] لا يمكن أن يعني أن هناك شركا قد يكون قائما على برهان وسائغا، وإنما هو تعبير أسلوبي يتضمن نفي قيام أي برهان على ذلك أولا، والتشديد في التنديد لأن شرك المشركين لا يستند إلى أي تعليل في آية شبهة من حق ومنطق ثانيا. وقد تكرر هذا الأسلوب كثيرا ومرت منه أمثلة عديدة.

Icon