تفسير سورة يونس

المجتبى من مشكل إعراب القرآن
تفسير سورة سورة يونس من كتاب المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم المعروف بـالمجتبى من مشكل إعراب القرآن .
لمؤلفه أحمد بن محمد الخراط .

سورة يونس
٢ - ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ﴾
الجارّ «للناس» متعلق بحال من «عجبًا»، «أن» حرف مصدري، والمصدر المُؤَوَّل مِن «أن» وما بعدها اسم كان، و «عجبًا» خبر كان. «أن أنذر» أن «تفسيرية، وجملة» أنذر «مُفسّرة، والمصدر المُؤَوَّل» أن لهم قدم صدق «منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة» قال الكافرون" مستأنفة.
٣ - ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾
جملة «يُدَبِّرُ الأمر» خبر ثانٍ في محل رفع، وجملة «ما من شفيع» خبر ثالث، و «مِنْ» في «من شفيع» زائدة، و «شفيع» مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة لسبقها بالنفي، و «إلا» للحصر، والجارّ «من بعد» متعلق بالخبر، «ذلكم الله» مبتدأ وخبر، «ربكم» بدل مرفوع. وجملة «فاعبدوه» معطوفة على جملة «ذلكم الله»، وجملة «أفلا تذكَّرون» مستأنفة لا محل لها.
٤ - ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾
الجارّ «إليه» متعلق بالخبر، «مرجعكم» مبتدأ، والكاف مضاف إليه، «وجميعًا» حال من الكاف، وجاز مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف -[٤٢٤]- مصدر، «وَعْدَ» مفعول مطلق، وكذا «حقًا»، والجارّ «بالقسط» متعلق بـ «يجزي»، وجملة «والذين كفروا... » مستأنفة، والموصول مبتدأ، وجملة «لهم شراب» خبر، و «ما» في «بما كانوا» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلق بـ «لهم».
٥ - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾
قوله «والقمر» : معطوف على «الشمس»، و «نورًا» معطوف على «ضياء»، وجملة «وقدَّره» معطوفة على جملة «جعل»، و «منازل» ظرف مكان، قوله «والحساب» : معطوف على «عدد»، وجملة «ما خلق الله» مستأنفة، والجارّ «إلا بالحق» متعلق بحال من الفاعل، وجملة «يفصل» حال من الجلالة، وجملة «يعلمون» نعت لـ «قوم».
٦ - ﴿إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ﴾
«ما خلق» : اسم موصول معطوف على «اختلاف»، والجار «في السماوات» متعلق بحال من «ما»، «لآيات» : اللام للتوكيد واسم «إنَّ»، والجار «لِقَوم» متعلق بنعت لـ «آيات».
٧ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ﴾ -[٤٢٥]-
جملة «هم عن آياتنا غافلون» صلة الموصول الاسمي، والجارّ «عن آياتنا» متعلق بالخبر «غافلون».
٨ - ﴿أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
قوله «أولئك مأواهم النار» : الإشارة مبتدأ، «مأواهم» مبتدأ ثانٍ، «النار» خبر المبتدأ الثاني، والجملة في محل رفع خبر «إن» في الآية السابقة، وجملة «مأواهم النار» خبر «أولئك».
٩ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ﴾
جملة «يهديهم ربهم» في محل رفع خبر «إن»، وجملة «تجري من تحتهم الأنهار» خبر ثانٍ لـ «إن».
١٠ - ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
«دعواهم فيها» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر، والجارّ «فيها» متعلق بحال من المبتدأ، «سبحانك» : نائب مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: نسبح. «اللهم» : منادى مبني على الضم، والميم زائدة للتعويض عن «يا». وجملة «دعواهم فيها سبحانك» خبر ثالث لـ «إن» السابقة، وجملة «نسبح سبحانك» خبر «دعواهم»، وجملة «اللهم» معترضة بين المتعاطفين، وجملة «وتحيتهم فيها سلام» معطوفة على جملة «دعواهم فيها سبحانك»، -[٤٢٦]- والجار «فيها» متعلق بحال من «تحيتهم»، وجملة «وآخر دعواهم أن الحمد» معطوفة على جملة «تحيتهم سلام»، و «أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «الحمد لله» في محل رفع خبر «أنْ» المخففة. والمصدر المُؤَوَّل «أن الحمد لله» : خبر «آخر دعواهم»، ولم يفصل بين «أنْ» المخففة وخبرها بفاصل؛ لأنَّ الخبر جملة اسمية.
١١ - ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾
«استعجالهم» مفعول مطلق، الجار «بالخير» متعلق بالمصدر (استعجالهم)، جملة «فنذر» معطوفة على جملة مقدرة مستأنفة؛ أي: ولكننا نمهلهم فنذر، والجار «في طغيانهم» متعلق بـ «يعمهون»، وجملة «يعمهون» حال من الواو في «يرجون».
١٢ - ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
الجار «لجنبه» متعلق بحال مقدرة من فاعل «دعا»، «أو قاعدًا» معطوف على الحال السابقة المقدرة، جملة «فلما كشفنا» معطوفة على جملة «دعانا»، لا محل لها. وجملة «كأن لم يدعنا» حال من فاعل «مرَّ»، و «كأنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لم يدعنا» خبر «كأنْ»، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق؛ أي: زُيِّنَ للمسرفين تزيينًا مثل ذلك التزيين، و «ما» في قوله «ما كانوا» : اسم موصول نائب فاعل، وجملة «زُيِّن» مستأنفة -[٤٢٧]- لا محل لها.
١٣ - ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾
جملة «ولقد أهلكنا القرون» مستأنفة، وجملة «لقد أهلكنا» جواب القسم، وجملة «لما ظلموا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، والجار «من قبلكم» متعلق بحال من «القرون»، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، أي: نجزي القوم جزاء مثل ذلك الجزاء.
١٤ - ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
الجار «في الأرض» متعلق بنعت لـ «خلائف»، جملة «كيف تعملون» مفعول به للنظر الذي هو بمعنى العلم، «كيف» اسم استفهام حال.
١٥ - ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
«غير» نعت لـ «قرآن»، والإشارة مضاف إليه، والمصدر «أن أبدله» : اسم يكون، والجار «لي» متعلق بخبر يكون. وقوله «إن أتبع» :«إن» نافية، والجملة مستأنفة في حيز القول، وجملة «إن عصيت» اعتراضية، وجملة «إني أخاف» مستأنفة في حيز القول في محل نصب.
١٦ - ﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ﴾ -[٤٢٨]-
جملة «فقد لبثت» معطوفة على جملة «أدراكم»، لا محل لها، وجملة «أفلا تعقلون» مستأنفة.
١٧ - ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾
جملة «فمن أظلم» مستأنفة، و «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، و «أظلم» خبر، والجارّ «ممن افترى» متعلق بـ «أظلم».
١٨ - ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
«عند الله» : ظرف مكان متعلق بـ «شفعاء»، «سبحانه» نائب مفعول مطلق عامله محذوف؛ أي: نسبح، وجملة «سبحانه» استئنافية. والجار «عمَّا» متعلق بـ «نسبح» المقدرة.
١٩ - ﴿وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾
جملة «وما كان الناس إلا أمة» معترضة بين المتعاطفين: «يقولون» في الآية (٢٠) و «يقولون» في الآية (١٨)، وجملة «ولولا كلمة» معطوفة على جملة «ما كان»، «لولا» حرف امتناع لوجود، و «كلمة» مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود، وجملة «سبقت» نعت «كلمة».
٢٠ - ﴿وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي -[٤٢٩]- مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾
«لولا» حرف تحضيض، الجار «من ربه» متعلق بنعت لـ «آية»، وجملة «فقل» مستأنفة، وجملة «فانتظروا» مستأنفة، وكذلك جملة التأكيد. والظرف «معكم» متعلق بالمنتظرين، والجار «من المنتظرين» متعلق بالخبر.
٢١ - ﴿وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ﴾
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمضمون الجواب، والتقدير: أظهروا المكر إذا أذقناهم «إذا» فجائية، وجملة «إذا لهم مكر» جواب الشرط لا محل لها، «مكرًا» تمييز، الجار «في آياتنا» متعلق بالمصدر (مكر).
٢٢ - ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾
حتى ابتدائية، وتعلَّق الجارَّان «بهم»، و «بريح» بـ «جرين»، وجاز تعلُّق حرفين متحدين بعامل واحد؛ لأن الباء الأولى للتعدية، والثانية للسبب، والمصدر المؤول «أنهم أحيط» : سَدَّ مَسَدَّ مفعولي ظن، «مخلصين» حال من الواو في «دعوا»، والجارّ «له» متعلق بمخلصين، واللام في قوله «لئن» موطّئة للقسم. وجملة «دعوا» بدل من «ظنوا» بدل اشتمال لا محل لها لما بينهما من الملابسة، فدعاؤهم من لوازم ظنِّهم الهلاكَ، وجملة «لئن أنجيتنا» مقول القول لقول مقدر، والقول المقدر حال؛ أي: دعَوا قائلين، وجملة «لنكونن» جواب -[٤٣٠]- القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم.
٢٣ - ﴿فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
«إذا» فجائية، وجملة «هم يبغون» جواب الشرط، لا محل لها. قوله «متاع» : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: تمتعون، وجملة «تمتعون متاع» حال من ضمير المخاطب في محل نصب، وجملة «ثم إلينا مرجعهم» معطوفة على جملة «تمتعون» المقدرة في محل نصب، وجملة «فَنُنَبِّئُكُمْ» معطوفة على جملة «إلينا مرجعهم».
٢٤ - ﴿حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
«حتى» ابتدائية، والجملة بعدها مستأنفة، ومفعولا «جعل» : الهاء وحصيدًا، و «كأن» حرف ناسخ مخفف واسمه ضمير الشأن. وجملة «كأن لم تغن» حال من مفعول «جعلناها»، وجملة «نفصِّل» مستأنفة، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، والتقدير: نفصِّل الآيات تفصيلا مثل ذلك التفصيل، وجملة «يتفكرون» نعت لـ «قوم».
٢٦ - ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
قوله «وزيادة» : اسم معطوف على «الحسنى»، جملة «ولا يرهق» معطوفة -[٤٣١]- على «الحسنى» من باب عطف الجملة على المفرد، جملة «هم فيها خالدون» خبر ثانٍ للمبتدأ «أولئك».
٢٧ - ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
جملة «والذين كسبوا... » معطوفة على جملة «للذين أحسنوا الحسنى» لا محل لها، وجملة «جزاء سيئة بمثلها» خبر الذين، والجار «بمثلها» متعلق بخبر «جزاء»، وجملة «وترهقهم ذلة» معطوفة على جملة «جزاء سيئة بمثلها» من قبيل عطف الجملة الفعلية على الاسمية. وقوله «من عاصم» : مبتدأ، و «من» زائدة، والجارّ «لهم» متعلق بالخبر، والجارّ «من الله» متعلق بـ «عاصم»، وجملة «ما لهم من الله من عاصم» خبر ثانٍ، وجملة «كأنما أغشيت» خبر ثالث. وقوله «قطعًا» : مفعول ثانٍ، و «مظلمًا» نعت ثانٍ؛ لأن «من الليل» نعت، وجملة «هم فيها خالدون» خبر ثانٍ لـ «أولئك».
٢٨ - ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ﴾
الواو مستأنفة، «يوم» مفعول به لـ «اذكر» مُقَدَّرًا، «جميعًا» حال من الهاء في «نحشرهم». قوله «مكانكم» : اسم فعل أمر بمعنى اثبتوا منقول من الظرف، والفاعل ضمير أنتم، و «أنتم» المذكورة توكيد للضمير المستتر في اسم الفعل، «شركاؤكم» اسم معطوف على الضمير المستتر في اسم الفعل، جملة «فزيلنا» مستأنفة، وقوله «إيانا» : ضمير نصب منفصل مفعول به مُقَدَّم -[٤٣٢]- للفعل «تعبدون».
٢٩ - ﴿فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ﴾
قوله «بالله» : فاعل كفى، والباء زائدة، «شهيدًا» تمييز، والظرف «بيننا» متعلق بـ «شهيدًا»، قوله «إن كنا» :«إنْ» مخففة، واللام في «لغافلين» الفارقة بين المخففة والمهملة، فالمهملة لا تلحقها، وجملة «إن كنا لغافلين» مستأنفة في حيز القول.
٣٠ - ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾
«هنا» : اسم إشارة ظرف متعلق بـ «تبلو»، «مولاهم الحق» بدل ونعته، «ما» اسم موصول فاعل «ضل».
٣١ - ﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾
«مَنْ يرزقكم» : اسم استفهام مبتدأ، «أم» المنقطعة بمعنى بل والهمزة، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، والجملة مستأنفة، وقوله «فسيقولون الله» : لفظ الجلالة خبر لمبتدأ محذوف أي: الفاعل الله، وجملة «أفلا تتقون» معطوفة على جملة مقدرة هي مقول القول أي: أَتُصِرُّونَ فلا تتقون.
٣٢ - ﴿فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾
الفاء مستأنفة، والإشارة مبتدأ، واللام للبعد، والكاف للخطاب، «الله» -[٤٣٣]- خبر، و «ربكم» بدل، و «الحق» نعته. وقوله «فماذا بعد الحق إلا الضلال» : الفاء مستأنفة، «ما» : اسم استفهام مبتدأ، «ذا» : اسم موصول خبر، «بعد» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، «إلا» للحصر، «الضلال» بدل من اسم الاستفهام: «ما». وقوله «فَأَنَّى تُصْرَفُونَ» : الفاء مستأنفة، «أَنَّى» : اسم استفهام حال بمعنى كيف، والجملة مستأنفة.
٣٣ - ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ﴾
«كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: حقت الكلمة حقًا مثل ذلك، جملة «حقَّت» مستأنفة، والمصدر المؤول «أنهم لا يؤمنون» بدل من كلمة.
٣٤ - ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾
الجار «من شركائكم» متعلق بخبر المبتدأ «من». جملة «قل» مستأنفة، وقوله «فأنى تؤفكون» : الفاء مستأنفة، «أنى» اسم استفهام حال، وجملة «فأنى تؤفكون» مستأنفة.
٣٥ - ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
«أفمن يهدي» : اسم موصول مبتدأ، وقوله «أحق أن يتبع» : خبر المبتدأ، والمصدر المُؤَوَّل منصوب على نزع الخافض الباء، وقوله «أمن لا -[٤٣٤]- يهدي» :«أم» عاطفة، «من» موصول معطوف على «من» المتقدمة، وفُصل بين «أم» وما عطفت عليه بالخبر نحو: أزيد قائم أم عمرو؟ وقوله «إلا أن يهدى» :«إلا» للاستثناء، والمصدر مستثنى من أعم الأحوال؛ أي: من لا يهدي في كل حال إلا حال أن يهدى. قوله «فما لكم كيف تحكمون» : الفاء مستأنفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «لكم» جار ومجرور متعلقان بالخبر، «كيف» : اسم استفهام حال، وجملة «تحكمون» حال من ضمير الخطاب في «لكم».
٣٦ - ﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا﴾
«ظنًا» نائب مفعول مطلق؛ أي: إلا اتباع ظن، وقوله «شيئًا» : نائب مفعول مطلق؛ أي: لا يغني إغناء قليلا أو كثيرا.
٣٧ - ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
المصدر «أن يفترى» خبر كان؛ أي: ذا افتراء، جُعل نفس المصدر مبالغة. وقوله «ولكن تصديق» : الواو عاطفة، «لكن» حرف استدراك، «تصديق» خبر كان مُضْمَرة، وجملة «ولكن كان تصديق» معطوفة على جملة «ما كان هذا القرآن». جملة «لا رَيْبَ فيه» حال من «الكتاب»، والجار «من رب العالمين» متعلق بحال من «الكتاب».
٣٨ - ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ -[٤٣٥]- صَادِقِينَ﴾
«أم يقولون» :«أَمْ» المنقطعة، والجملة بعدها مستأنفة وجملة «فأتوا» : جواب شرط مُقَدَّر؛ أي: إن صدقتم فأتوا. والجار من «دون الله» متعلق بحال من «مَنْ»، وجملة «إن صدقتم فأتوا» مقول القول في محل نصب، وجملة «إن كنتم صادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.
٣٩ - ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾
جملة «بل كذَّبوا» مستأنفة، وجملة «ولما يأتهم تأويله» حال من الواو في «يحيطوا»، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، والتقدير: كذَّبوا تكذيبًا مثل ذلك التكذيب، وجملة «فانظر» معطوفة على المستأنفة «كذب» لا محل لها، و «كيف» اسم استفهام خبر كان، و «عاقبة» اسم كان، وجملة «كيف كان» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم.
٤٠ - ﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ﴾
جملة «وربك أعلم بالمفسدين» مستأنفة لا محل لها، والجار متعلق بـ «أعلم».
٤١ - ﴿أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ﴾
جملة «أنتم بريئون» مستأنفة في حيز القول.
٤٢ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ﴾
راعى معنى «مَنْ» فجمع في قوله «من يستمعون»، فأعاد الضمير جمعًا، والأكثر مراعاة لفظه كما في الآية التالية: «مَنْ ينظر». جملة «ولو كانوا» معطوفة على جملة «أفأنت تسمع» لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وليست الجملة حالية.
٤٣ - ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ﴾
جملة «ولو كانوا» معطوفة على جملة «أفأنت تهدي».
٤٤ - ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
«شيئًا» : نائب مفعول مطلق على معنى: لا يظلم ظلمًا قليلا أو كثيرًا، وجملة «ولكن الناس يظلمون» معطوفة على جملة «إن الله لا يظلم».
٤٥ - ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾
الواو مستأنفة، «يوم» مفعول به لفعل محذوف تقديره: اذكر، «كأن» مخففة واسمها ضمير الشأن، «إلا» للحصر، «ساعة» ظرف زمان. جملة «كأن لم يلبثوا» حالية من الهاء في «يحشرهم»، وجملة «يتعارفون» حال من فاعل «يلبثوا»، وجملة «قد خسر الذين» مستأنفة.
٤٦ - ﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ﴾ -[٤٣٧]-
قوله «وإمَّا نرينك» : الواو مستأنفة، «إنْ» شرطية، و «ما» زائدة، والفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم؛ لاتصاله بنون التوكيد، وجملة «فإلينا مرجعهم» جواب الشرط، وجملة «ثم الله شهيد» معطوفة على جواب الشرط.
٤٧ - ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾
جملة الشرط معطوفة على المستأنفة «لكل أمة رسول»، جملة «وهم لا يظلمون» حالية من الهاء في «بينهم».
٤٨ - ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
«متى» : اسم استفهام ظرف زمان متعلق بالخبر، «هذا» مبتدأ، و «الوعد» بدل، جملة «إن كنتم صادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
٤٩ - ﴿قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعًا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾
«إلا ما شاء» :«إلا» أداة استثناء، «ما» موصول مستثنى، أي: إلا ما شاء أن أملكه وأقدر عليه بإذنه، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «فهم لا يستأخرون» جواب الشرط. وجملة «يستأخرون» خبر المبتدأ.
٥٠ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ﴾
«بياتاً» ظرف زمان متعلق بـ «أتاكم»، والمفعول الأول لـ «أرأيتم» -[٤٣٨]- محذوف أي: شأنكم، والكلام من باب التنازع بين الفعلين: «رأيتم، وأتاكم»، وأُعْمِلَ الثاني فرفع «عذابه» فاعلا والمعنى: قل لهم أخبروني عن عذاب الله إن أتاكم. وجملة «إن أتاكم» معترضة، وجواب الشرط محذوف تقديره: فأخبروني. «ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبره، وجملة «ماذا يستعجل منه المجرمون» مفعول ثانٍ لـ «أرأيتم».
٥١ - ﴿أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾
جملة «أثم إذا ما وقع» معطوفة على جملة «أرأيتم». قوله «آلآن» : الهمزة للاستفهام، وظرف زمان متعلق بـ «آمنتم» مقدرة أي: أآمنتم الآن، ولا يعمل الظاهر؛ لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيما بعده، والواو حالية.
٥٢ - ﴿ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ﴾
نائب فاعل «قيل» ضمير يعود على مصدره، وجملة «ثم قيل» معطوفة على «آمنتم» المقدرة في الآية السابقة، وجملة «هل تجزون» مستأنفة في حَيِّز القول.
٥٣ - ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾
جملة «أحق هو» مفعول ثان للفعل «يستنبئونك»، و «حق» خبر مقدم، والضمير «هو» مبتدأ مؤخر. «إي» حرف جواب، والواو للقسم. «ربي» اسم مجرور بالواو متعلق بفعل أقسم المحذوف، والياء مضاف إليه. وجملة -[٤٣٩]- «وما أنتم بمعجزين» معطوفة على جواب القسم، و «ما» عاملة عمل ليس، والباء في خبرها زائدة.
٥٤ - ﴿وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾
المصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها فاعل بـ «ثبت» مقدرًا، وجملة «ظلمت» نعت لنفس، ونائب فاعل «قضي» ضمير يعود على مصدره، أي: قضي القضاء، والجار «بالقسط» متعلق بـ «قضي». وجملة «لما رأوا» معترضة بين المتعاطفين، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله. وجملة و «هم لا يظلمون» حالية من الهاء في «بينهم».
٥٥ - ﴿أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
«ما» اسم موصول اسم إن، وجملة «ولكنَّ أكثرهم لا يعلمون» معطوفة على جملة «إن وعد الله حق» لا محل لها.
٥٦ - ﴿هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
جملة «وإليه ترجعون» معطوف على جملة «هو يحيي» لا محل لها.
٥٧ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ﴾
جواب النداء جملة مستأنفة، الجار «في الصدور» متعلق بالصلة المقدرة -[٤٤٠]- استقر.
٥٨ - ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
الجار «بفضل» متعلق بفعل مقدر دل عليه ما بعده أي: ليفرحوا، والفاء في «فبذلك» زائدة، و «بذلك» بدل من الجار الأول، والفاء في «فليفرحوا» رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن جاءهم الفضل، واللام لام الأمر الجازمة، وجملة «إن جاءهم الفضل» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «هو خير».
٥٩ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾
«أرأيتم» بمعنى أخبروني، الجار «من رزق» متعلق بحال من العائد المحذوف أي: ما أنزله الله كائنًا من رزق. جملة «قل» الثانية مستأنفة توكيد لـ «قل» السابقة، وجملة «آلله أذن» مقول القول، والمفعول الثاني لـ «أرأيتم» محذوف دل عليه السياق أي: مَنْ أذن لكم بهذا؟ والعائد من هذه الجملة على المفعول الأول محذوف، أي: فيه. وجملة «تفترون» معطوفة على جملة «أذن».
٦٠ - ﴿وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ﴾
«ما» اسم استفهام مبتدأ، «ظنُّ» خبره، «يوم» ظرف زمان متعلق بحال من «ظن»، وجملة «ولكن أكثرهم لا يشكرون» معطوفة على جملة «إن الله -[٤٤١]- لذو فضل».
٦١ - ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾
«ما» نافية، «من قرآن» مفعول به، و «مِن» زائدة، وكذا «عَمَل» مفعول به، «إلا» للحصر، وجملة «كنا» حالية من الواو في «تعملون». وَوَلِيَ «إلا» الفعلُ الماضي دون «قد» ؛ لأنه تقدمها فعل، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «شهودا»، «مثقال» فاعل، و «من» زائدة، «أصغر» : اسم معطوف على «مثقال» مجرور مثله بالفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف، وجملة «وما يعزب» معطوفة على جملة «لا تعملون». وقوله «إلا في كتاب» :«إلا» أداة استثناء منقطع، والجار متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف، أي: هي في كتاب، والجملة مستأنفة بمعنى: لكن كل الأشياء في كتاب.
٦٢ - ﴿أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
جملة «لا خوف عليهم» خبر «إن»، «لا» نافية تعمل عمل ليس، «خوف» اسمها.
٦٣ - ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾
«الذين» موصول مبتدأ.
٦٤ - ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ -[٤٤٢]- ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾
جملة «لهم البشرى» خبر «الذين» في الآية السابقة، الجار «في الحياة» متعلق بحال من «البشرى»، جملة «لا تبديل لكلمات الله» مستأنفة، وكذا جملة «ذلك هو الفوز»، والضمير «هو» للفصل لا محل له.
٦٥ - ﴿وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
جمل الآية مستأنفة، وقوله «جميعًا» : حال من العزة.
٦٦ - ﴿أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ﴾
«مَنْ» اسم «إن»، والجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة. قوله «وما يتبع» : الواو استئنافية، «ما» اسم استفهام مفعول به لـ «يتبع». والجار «من دون الله» متعلق بحال من «شركاء»، و «شركاء» مفعول يدعون. «إنْ» نافية، وجملة «وإن هم إلا يخرصون» معطوفة على المستأنفة، وجملة «يخرصون» خبر «هم».
٦٧ - ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾
المفعول الثاني لـ «جعل» محذوف أي: مظلمًا، والمصدر المؤول «لأن تسكنوا» مجرور باللام متعلق بـ «جعل»، وقوله «والنهار مبصرًا» :«النهار» معطوف على الليل، و «مبصرًا» معطوف على «مظلمًا» المقدر، فقد عطفت -[٤٤٣]- الواو معمولين على معمولين، وعاملهما واحد، وتقدير الكلام: هو الذي جعل لكم الليل مظلمًا لتسكنوا فيه والنهار مبصرًا لتتحركوا فيه، فحذف «مظلمًا» لدلالة «مبصرًا» عليه، وحذف «لتتحركوا» لدلالة «لتسكنوا».
٦٨ - ﴿قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾
«سبحانه» نائب مفعول مطلق أي: نسبح سبحانه، والجملة مستأنفة، وجملة «هو الغني» حال من الهاء في «سبحانه»، وجملة «له ما في السماوات» حال من الضمير في «الغني»، وجملة «إن عندكم من سلطان» مستأنفة، و «إن» نافية و «سلطان» مبتدأ، و «من» زائدة، جملة «أتقولون» مستأنفة. «ما» موصولة مفعول به.
٦٩ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾
جملة «لا يفلحون» خبر «إن» في محل رفع.
٧٠ - ﴿مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾
«متاع» خبر لمبتدأ محذوف أي: ذلك متاع، الجار «في الدنيا» متعلق بنعت لـ «متاع»، جملة «ثم إلينا مرجعهم» معطوفة على جملة «ذلك متاع»، وجملة «ثم نذيقهم» معطوفة على جملة «إلينا مرجعهم» و «ما» في «بما كانوا» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «نذيقهم».
٧١ - ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ﴾
«إذ» : اسم ظرفي بدل اشتمال من «نبأ». وقوله «إن كان كبر» : اسم كان ضمير الشأن، وجملة «كبر مقامي» في محل نصب خبر، وجملة «فعلى الله توكلت» جواب الشرط، وقد تقدَّم على فعل الجواب شبه جملة مما أوجب الفاء. وقوله «وشركاءكم» : مفعول معه، ولم تعطف على «أمركم» ؛ لأنه لا يقال: أجمع زيد الشركاء؛ بل يقال: جمع، وأجمع يتعلق بالمعاني دون الذوات تقول: أجمعت أمري ولا تقول: أجمعت شركائي. وجملة «فأجمعوا» معطوفة على جواب الشرط في محل جزم. وقوله «ولا تنظرون» : فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.
٧٢ - ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
«إن أجري» :«إن» نافية، و «أجري» مبتدأ، والجار «على الله» متعلق بالخبر، والمصدر «أن أكون» منصوب على نزع الخافض. وجملة «وأمرت أن أكون» معطوفة على جملة «إن أجري إلا على الله» التي هي مستأنفة في حيّز جواب الشرط.
٧٣ - ﴿فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ﴾ -[٤٤٥]-
قوله «ومَن معه» : اسم موصول معطوف على الهاء في «نجيناه»، «معه» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة. والجار «في الفلك» متعلق بالصلة المقدرة، وجمع الضمير في «جعلناهم» حملا على معنى «من»، و «كيف» في قوله: «كيف كان عاقبة» اسم استفهام خبر كان، والجملة مفعول به للنظر المعلَّق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم.
٧٤ - ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ﴾
قوله «ليؤمنوا» : اللام للجحود، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والمصدر المجرور متعلق بخبر كان مقدرًا أي: مريدين للإيمان. وقوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، أي: نطبع عليها طبعًا مثل ذلك الطبع. وجملة «نطبع» مستأنفة.
٧٥ - ﴿ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا﴾
الجارَّان: «إلى فرعون»، «بآياتنا» متعلقان بـ «بعثنا».
٧٦ - ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ﴾
جملة «فلما جاءهم» معطوفة على جملة «كانوا»، وجملة «قالوا» جواب شرط غير جازم.
٧٧ - ﴿قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ﴾ -[٤٤٦]-
جملة «لما جاءكم» معترضة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله. وقوله «أسحر» : خبر مقدم، و «هذا» مبتدأ مؤخر، وجملة «ولا يفلح الساحرون» معطوفة على جملة «أتقولون».
٧٨ - ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ﴾
الجار «في الأرض» متعلق بحال من «الكبرياء»، و «ما» عاملة عمل ليس، والباء زائدة في خبرها، وجملة «وما نحن لكما بمؤمنين» معطوفة على مقول القول.
٨٠ - ﴿أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ﴾
جملة «أنتم ملقون» صلة الموصول الاسمي لا محل لها.
٨١ - ﴿فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ﴾
جملة «فلما ألقوا» معطوفة على جملة «فلما جاء السحرة» لا محل لها، و «ما» في قوله «ما جئتم» موصول مبتدأ و «السحر» خبره.
٨٢ - ﴿وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾
جملة «ولو كره المجرمون» حالية من الإحقاق المتقدم، وهذه الواو حالية، عطفت على مقدر أي: يحق الله الحق في كل حال ولو في هذه الحال، وهذا لاستقصاء الأحوال.
٨٣ - ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ﴾
«ذرية» فاعل «آمن»، والجار «على خوف» متعلق بحال من ذرية الموصوفة، والمصدر المؤول «أن يفتنهم» بدل اشتمال من «فرعون».
٨٤ - ﴿إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾
جملة «إن كنتم مسلمين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.
٨٥ - ﴿فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾
جملة «ربنا» مستأنفة في حيز القول، «فتنة» مفعول ثان للجعل، الجار «للقوم» متعلق بنعت لـ «فتنة».
٨٧ - ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً﴾
قوله «أن تبوَّآ» :«أن» تفسيرية، والجملة مفسّرة للوحي، وتعدَّى «اجعلوا» إلى مفعولين.
٨٨ - ﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾
جملة «ربنا» الثانية اعتراضية، وجملة «ربنا» الثالثة استئنافية لا محل لها. وقوله «ليضلوا» : منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول -[٤٤٨]- مجرور متعلق بـ «آتيت». وقوله «فلا يؤمنوا» : الفاء سببية، «لا» نافية، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والمصدر معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: ليكن منك شدٌّ على قلوبهم فعدم إيمان منهم.
٨٩ - ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾
قوله «ولا تتبعانِّ» : الواو عاطفة، «لا» ناهية، وفعل مضارع مجزوم بحذف النون، والألف فاعل، ونون التوكيد لا محل لها، وجملة «فاستقيما» معطوفة على جملة «أجيبت» في محل نصب. والفعل «تتبعانِّ» مجزوم بحذف النون، والألف فاعل والنون للتوكيد.
٩٠ - ﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
«بغيًا» مفعول لأجله، «حتى» ابتدائية، والجملة بعدها مستأنفة، «لا إله إلا الذي» :«لا» نافية للجنس، و «إله» اسمها مبني، «إلا» أداة حصر، «الذي» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وتقديره مستحق للعبادة، والجملة خبر أن، وجملة «وأنا من المسلمين» معطوفة على جملة «آمنتُ».
٩١ - ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾
«آلآن» : الهمزة للاستفهام، و «الآن» ظرف زمان مبني على الفتح متعلق بفعل مقدر أي: تؤمن، وجملة «وقد عصيت» حال من الضمير في «تؤمن» -[٤٤٩]- المقدرة، وجملة «تؤمن» مقول القول لقول مقدر بـ «قال»، وجملة «قال» مستأنفة لا محل لها.
٩٢ - ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾
الفاء عاطفة، «اليوم» ظرف زمان متعلق بـ «ننجيك»، وجملة «ننجيك» معطوفة على جملة «كنت»، والجار «لمن خلفك» متعلق بحال من «آية»، والظرف «خلفك» متعلق بالصلة المقدرة، والجار «عن آياتنا» متعلق بـ «غافلون» الخبر.
٩٣ - ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾
«مبوَّأ» مفعول مطلق، وجملة «فما اختلفوا» معطوفة على جملة «رزقناهم»، والمصدر «أن جاءهم» مجرور بـ «حتى» متعلق بـ «اختلفوا».
٩٤ - ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾
الجار «مما أنزلنا» متعلق بنعت لـ «شك»، الجار «من قبلك» متعلق بـ «يقرءون»، وجملة «لقد جاءك الحق» جواب قسم، جملة «فلا تكونن» معطوفة على جملة «جاءك»، والرابط مقدر أي: به. الجار «من الممترين» متعلق بخبر كان.
٩٥ - ﴿وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
الفاء في «فتكون» سببية، والفعل الناسخ منصوب بأن مضمرة بعد الفاء. والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منك كذب فخسران.
٩٧ - ﴿وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ﴾
جملة «ولو جاءتهم كل آية» حالية من فاعل «لا يؤمنون» في الآية السابقة، وهذه الواو عطفت على حال مقدرة أي: لا يؤمنون في كل حال، ولو في هذه الحال، وجواب الشرط محذوف دَلَّ عليه ما قبله.
٩٨ - ﴿فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
الفاء استئنافية، «لولا» للتحضيض، «كانت» فعل ماض تام، جملة «لما آمنوا كشفنا» جملة حالية من «قوم يونس»، و «لما» حرف وجوب لوجوب.
٩٩ - ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾
الجار «في الأرض» متعلقة بالصلة المقدرة، «جميعًا» حال مِن «مَنْ» وجملة «أفأنت تكره» مستأنفة لا محل لها.
١٠٠ - ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ﴾ -[٤٥١]-
المصدر «أن تؤمن» اسم كان، والجار «بإذن» متعلق بمحذوف حال من فاعل «تؤمن»، وجملة «ويجعل» معطوفة على جملة مقدرة، أي: فيأذن لبعض في الإيمان.
١٠١ - ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾
«ماذا» :«ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبره، والجار متعلق بالصلة المقدرة، والجملة مفعول به للنظر المعلق بالاستفهام المُضَمَّن معنى العلم، و «ما» في «وما تغني» نافية، والجملة مستأنفة.
١٠٢ - ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾
قوله «فانتظروا» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كنتم تنتظرون فانتظروا، وقوله «معكم» : ظرف مكان متعلق بـ «المنتظرين»، والجار «من المنتظرين» متعلق بالخبر.
١٠٣ - ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
«كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: ننجِّي رسلنا تنجية مثل ذلك، «حقًا» مفعول مطلق لعامل محذوف تقديره: حَقَّ. وجملة «ثم ننجي» معطوفة على جملة مقدرة أي: نهلك الأمم العاصية ثم ننجي، وحذفت الياء من «نُنْج» رسما إتباعًا لحذفها لفظا لالتقاء الساكنين.
١٠٤ - ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾
«الناس» بدل من «أيها». وقوله «فلا أعبد» : الفاء رابطة، وثمة مبتدأ مقدر أي: فأنا لا أعبد، فالجملة جواب الشرط، وجملة «لا أعبد» في محل رفع خبر. والجار «من ديني» متعلق بنعت لـ «شك»، والجار «من دون» متعلق بحال من الموصول. وجملة «ولكن أعبد» معطوفة على جملة «لا أعبد»، والمصدر «أن أكون» منصوب على نزع الخافض الباء.
١٠٥ - ﴿وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا﴾
«أن» مصدرية، والمصدر المؤول نائب فاعل لفعل مقدر أي: وأوحي إليَّ أن أقم، وليست «أن» تفسيرية؛ لأن المفسَّر لا يحذف، وجملة «أقم» صلة الموصول الحرفي. وجملة «وأوحي إليَّ أن أقم» معطوفة على جملة «أمرت».
١٠٦ - ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
«ما» موصول مفعول به، «إذًا» حرف جواب لا عمل له.
١٠٧ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
الجار «له» متعلق بخبر «لا» النافية للجنس، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، جملة «يصيب» مستأنفة، وكذا جملة -[٤٥٣]- «وهو الغفور الرحيم».
١٠٨ - ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ﴾
«الناس» عطف بيان من «أيها»، الجار «من ربكم» متعلق بحال من «الحق»، جملة «فمن اهتدى» معطوفة على جملة «قد جاءكم»، «وما أنا» :«ما» تعمل عمل ليس، والباء في خبرها زائدة، والجملة معطوفة على جملة «قد جاءكم» لا محل لها.
١٠٩ - ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾
جملة «وهو خير الحاكمين» مستأنفة.
Icon