تفسير سورة الأحقاف

الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور
تفسير سورة سورة الأحقاف من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور .
لمؤلفه بشير ياسين . المتوفي سنة 2006 هـ

سورة الأحقاف
قوله تعالى ﴿ حم ﴾
انظر بداية سورة غافر.
قوله تعالى ﴿ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ﴾.
انظر بداية سورة الروم.
قوله تعالى ﴿ قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السّماوات ائتوني بكتاب مّن قبل هذا أو أثارة مّن علم إن كنتم صادقين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ أو أثارة من علم ﴾ قال : أي خاصة من علم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ أو أثارة من علم ﴾ قال : أحد يأثر علما.
قال الإمام أحمد : ثنا يحيى عن سفيان، ثنا صفوان بن سليم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس. قال سفيان : لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ أو أثارة من علم ﴾ قال : الخط.
( المسند ٣/٣٠٨ ح ١٩٩٢ ) تحقيق أحمد شاكر وصحح إسناده. وقال الهيثمي : ورجال أحمد رجال الصحيح ( المجمع ١/١٩٢، ٧/١٠٥ )، أخرجه الحاكم من طريق سفيان به، وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك ٢/٤٥٤ )، وصححه الحافظ ابن حجر في ( الفتح ٨/٥٧٦ )، وصححه محققو مسند أحمد بإشراف أ. د. عبد الله التركي ( المسند ٣/٤٤٩ ح ١٩٩٢ ) وذكره ابن كثير في التفسير وسكت عنه وذكر غيره من الأقوال. ثم قال : وكل هذه الأقوال متقاربة ٧/ ٢٥٩ طبعة الشعب ).
قوله تعالى ﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ﴾.
انظر سورة القصص آية ( ٥٠ ).
قوله تعالى ﴿ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ﴾
قال ابن كثير : وقوله ﴿ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ﴾ كقوله تعالى :﴿ واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ﴾ أي : سيخونونهم أحوج ما يكونون إليهم، وقال الخليل :﴿ إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ﴾.
قوله تعالى ﴿ أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم ﴾.
قال ابن كثير :﴿ أم يقولون افتراه ﴾ يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم. قال الله ﴿ قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ﴾ أي : لو كذبت عليه وزعمت أنه أرسلني – وليس كذلك- لعاقبني أشد العقوبة، ولم يقدر أحد من أهل الأرض، لا أنتم ولا غيركم أن يجيرني منه، كقوله :﴿ قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته ﴾ وقال تعالى :﴿ ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه اليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله ﴿ تفيضون فيه ﴾ قال : تقولون.
قوله تعالى ﴿ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين ﴾.
قال البخاري : حدثنا يحيى بن بُحير، حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب، قال : أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أن أم العلاء- امرأة من الأنصار بايعت النبي صلى الله عليه وسلم- أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة، فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغسّل وكُفّن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ : رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله قد أكرمه ؟ فقلت : بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكره الله ؟ فقال : أما هو فقد جاءه اليقين. والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري – وأنا رسول الله- ما يفعل بي. قالت : فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا.
( الصحيح ٣/١٣٧ح ١٢٤٣- ك الجنائز، ب الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله :﴿ ما كنت بدعا من الرسول ﴾ يقول : ما كنت أول الرسل أرسل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله ﴿ بدعا من الرسل ﴾ قال : قد كانت قبله رسل.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله ﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ فأنزل الله بعد هذا ﴿ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾ ثم درى وعلم من الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ما يفعل به، يقول إن فتحنا لك فتحا مبينا.
قوله تعالى ﴿ قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ﴾.
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : سمعت مالكا يحدث عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض :( إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله ابن سلام ). قال وفيه نزلت هذه الآية ﴿ وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ﴾ الآية. قال : لا أدري. قال : مالك الآية أو في الحديث.
( الصحيح ٧/١٦٠ ح ٣٨١٢- ك مناقب الأنصار، ب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه )، ومسلم في صحيحه ( ٤/١٩٣٠ ح ٢٤٨٣- فضائل الصحابة، ب فضل عبد الله بن سلام ).
قال ابن حبان : أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون النخعي قال : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي، قال : انطلق النبي صلى الله عليه سلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم، وكرهوا دخولنا عليهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :( يا معشر اليهود، أروني اثني عشر رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يُحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه ( قال : فأمسكوا وما أجابه منهم أحد، ثم رد علهم فلم يُجبه أحد، ثم ثلّث فلم يجبه أحد، فقال :( أبيتم فوالله إني لأنا الحاشر، وأنا العاقب، وأنا المقفي، آمنتم أو كذبتم )، ثم انصرف وأنا معه حتى دنا أن يخرج، فإذا رجل من خلفنا يقول : كما أنت يا محمد، قال : فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود ؟ قالوا : ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ولا من أبيك من قبلك ولا من جدك قبل أبيك، قال : فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة، قالوا : كذبتَ، ثم ردّوا عليه قالوا له شرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( كذبتمن لن يُقبل قولكم، أما آنفا فتثنن عليه من الخير من أثنيتم، وأما إذ آمن كذبتموه، وقلتم ما قلتم فلن يقبل قولكم ). قال : فخرجنا ونحن ثلاثة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وعبد الله بن سلام فأنزل الله فيه ﴿ قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به ﴾.
( الإحسان ١٦/١١٨- ١٢٠ ح ٧١٦٢ ) قال محققه : إسناده صحيح، وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ٣/٤١٥- ٤١٦ ) من طريق محمد بن عوف بن سفيان عن أبي المغيرة به. وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وأخرجه أحمد في ( المسند ٦/٢٥ ) الطبراني في ( المعجم الكبير ١٨/٤٦- ٤٧ح ٨٣ ) وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ( المجمع ٧/١٠٦ ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ﴾ قال : عبد الله بن سلام.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ قل أرأيتم إن كان من عند الله ﴾ الآية، كنا نتحدث أنه عبد الله بن سلام آمن بكتاب الله ورسوله وبالإسلام، وكان من أحبار اليهود.
قوله تعالى ﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ﴾
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ﴾ قال : قد قال ذلك آخرون من الناس، كانوا أعز منهم في الجاهلية، قالوا : والله لو كان هذا خير ما سبقنا إليه من الناس، كانوا أعز منهم في الجاهلية، قالوا : والله لو كان هذا خير ما سبقنا إلهي بنو فلان وبنو فلان، يختص الله برحمته من يشاء، ويكرم الله برحمته من يشاء، تبارك وتعالى.
قوله تعالى ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ﴾
انظر سورة فصلت آية ( ٣٠-٣٢ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٣:قوله تعالى ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ﴾
انظر سورة فصلت آية ( ٣٠-٣٢ ).

قوله تعالى ﴿ ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها وضعته كرها... حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة... ﴾
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله ﴿ حملته أمه كرها ﴾ قال : مشقة عليها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال : أشده : ثلاثة وثلاثون سنة، واستواؤه أربعون سنة والعذر الذي أعذر الله فيه ابن آدم ستون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ وبلغ أربعين سنة ﴾ وقد مضى من سيء عمله.
وانظر سورة الإسراء آية ( ٢٣-٢٤ ) وسورة لقمان آية ( ١٤ ).
قوله تعالى ﴿ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ﴾.
انظر سورة المائدة آية ( ٩ ) وسورة التوبة آية ( ٧٢ ).
قوله تعالى ﴿ ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون ﴾
انظر سورة الأنعام آية ( ١٣٢ ).
قوله تعالى ﴿ ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون ﴾.
قال مسلم : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات ).
( الصحيح ٤/ ٢١٧٤ ح ٢٨٢٢- ك الجنة وصفة نعيمها.. ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ عذاب الهون ﴾ قال : الهون ﴿ بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق ﴾ يقول : بما كنتم تتكبرون في الدنيا على ظهر الأرض على ربكم، فتأبون أن تخلصوا له العبادة، وأن تذعنوا لأمره ونهيه بغير الحق، أي بغير ما أباح لكم ربكم، وأذن لكم به ﴿ وبما كنتم تفسقون ﴾ يقول : بما كنتم به تخالفون طاعته فتعصونه.
قوله تعالى ﴿ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ﴾.
وفيها قصة عاد مع رسولهم هود عليه السلام وقد فصلت في سورة الأعراف آية ( ٦٥-٧٢ ) وسورة هود آية ( ٥٠-٦٠ ) وسورة المؤمنون آية ( ٣١-٤١ ).
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ واذكر أخا عاد إذا انذر قومه بالأحقاف ﴾ ذكر لنا أن عادا كانوا باليمن أهل رمل مشرقين على البحر بأرض يقال لها الشجر.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ﴾ يعني : وقد أرسل الله إلى من حول بلادهم من القرى مرسلين ومنذرين، كقوله :﴿ فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها ﴾ وكقوله :﴿ فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ﴾.
قوله تعالى ﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين قال إنّما العلم عند الله وأبلّغكم ما أرسلت به ولكنّي أراكم قوما تجهلون ﴾
انظر سورة هود آية ( ٥٣-٥٧ ).
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:قوله تعالى ﴿ قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين قال إنّما العلم عند الله وأبلّغكم ما أرسلت به ولكنّي أراكم قوما تجهلون ﴾
انظر سورة هود آية ( ٥٣-٥٧ ).

قوله تعالى ﴿ فلمّا رأوه عارضا مّستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض مّمطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمّر كلّ شيء بأمر ربّها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين ﴾.
قال البخاري : حدثنا أحمد ابن وهب أخبرنا عمرو أن أبا النضر حدثه عن سليمان بن يسار عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهوته إنما كان يبتسم قالت : وكان إذا رأى غيما أو ريحا عُرف في وجهه، قالت : يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرف وجهك الكراهية ؟ فقال :( يا عائشة ما يؤمنّي أن يكون فيه عذاب ؟ عُذّب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا ﴿ هذا عارض ممطرنا ﴾.
( الصحيح ٨/٤٤١ ح ٤٨٢٩- ك التفسير- سورة الأحقاف، ب الآية ).
قال مسلم : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن جعفر ( وهو ابن محمد ) عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم، عرف ذلك في وجهه، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت، سرّ به، وذهب عنه لك. قالت عائشة : فسألته. فقال : إني خشيت أن يكون عذابا سلّط على أمتي ) ويقول، إذا رأى المطر ( رحمة ).
( صحيح مسلم ٢/٦١٦ ح ٨٩٩- ك صلاة الاستسقاء، ب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر ).
وانظر حديث البخاري الوارد تحت الآية رقم ( ٩ ) من سورة الأحزاب.
قوله تعالى ﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله :﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ﴾ قال : لم نمكنكم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله ﴿ ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ﴾ : أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم.
قوله تعالى ﴿ وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ﴾.
انظر سورة الأنعام آية ( ١٠ ) لبيان حاق أي : وقع.
قوله تعالى ﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولّوا إلى قومهم منذرين ﴾.
قال الترمذي : حدثنا علي بن حجر. أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود عن الشعبي عن علقمة قال : قلت لابن مسعود رضي الله عنه : هل صحب النبي صلى عليه وسلم ليلة الجن منكم أحد ؟ قال : ما صحبه منا أحد ولكن قد افتقدناه ذات ليلة وهو بمكة، فقلنا اغتيل أو استُطير ما فُعل به ؟ فبتنا بشرّ ليلة بات بها قوم، حتى إذا أصبحنا أو كان في وجه الصبح، إذا نحن به يجيء من قبل حراء، قال : فذكروا له الذي كانا فيه، فقال :( أتاني داعي الجن، فأتيتهم فقرأت عليهم ) فانطلق فأرانا أثرهم وأثر نيرانهم. قال الشعبي : وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة، فقال :( كل عظم يذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما كان لحما، وكل بعرة أو روثة علف لدوابكم )، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( فلا تستنجوا بهما فإنهما زاد إخوانكم الجن ).
قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح ( السنن ٥/٣٨٢-٣٨٣ ح ٣٢٥٨- ك التفسير )، وصححه الألباني في ( صحيح سنن الترمذي ) وأخرجه مسلم من طريق علي بن حجر به نحوه، وأخرجه من طريق عبد الأعلى عن داود به نحوه ( الصحيح ٢/٢٤-ك الصلاة، ب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن. طبعة بيروت ).
قال الحاكم : أخبرني أحمد بن محمد العنبري ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الجن ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون ).
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ( المستدرك ٢/٤٥٦- ك التفسير، وصححه الذهبي ).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ﴾ قال : لقيهم بنخلة ليلتئذ.
قال الطبري : حدثنا ابن بشار، قال : ثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصم، عن زر ﴿ فلما حضروه قالوا أنصتوا ﴾ قالوا : صه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله ﴿ فلما حضروه قالوا أنصتوا ﴾ قد علم القوم أنهم لن يعقلوا حتى ينصتوا.
قال ابن كثير : وقوله ﴿ فلما قضي ﴾ أي : فرغ. كقوله :﴿ فإذا قضيت الصلاة ﴾، ﴿ فقضاهن سبع سماوات في يومين ﴾، ﴿ فإذا قضيتم مناسككم ﴾.
﴿ ولوا إلى قومهم منذرين ﴾ أي : رجعوا إلى قومهم فأنذرهم ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كقوله :﴿ ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ﴾.
قوله تعالى ﴿ قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة أنه قرأ ﴿ قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ﴾ فقال : ما أسرع ما عقل القوم.
قوله تعالى ﴿ أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير ﴾.
انظر سورة ق آية ( ٣٨ ).
قوله تعالى ﴿ ويوم يعرض الذين كفرا على الناس أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ﴾.
انظر سورة الأنعام آية ( ٢٧ ) وسورة الزمر آية ( ٧٠ ).
قوله تعالى ﴿ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ﴾
قال ابن كثير :﴿ ولا تستعجل لهم ﴾ أي : لا تستعجل لهم حلول العقوبة بهم كقوله تعالى ﴿ وذرني والمكذبين أولي لنعمة مهلهم قليلا ﴾ وكقوله ﴿ فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ﴾. ﴿ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ﴾ كقوله :﴿ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ﴾، وكقوله :﴿ ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم، قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ﴾.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، في قوله ﴿ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ﴾ تعلموا ما يهلك على الله إلا هالك ولى الإسلام ظهره أو منافق صدق بلسانه خالف بعمله.
Icon