تفسير سورة سورة الأنفال من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المعروف بـالدر المنثور
.
لمؤلفه
السُّيوطي
.
المتوفي سنة 911 هـ
ﰡ
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال :« لما كان يوم بدر قتل أخي عمير، وقتلت سعيد بن العاصي وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيعة، فأتيت به النبي فقال » اذهب فاطرحه في القبض. فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي، فما جاوزت إلا يسيراً حتى نزلت سورة الأنفال. فقال لي رسول الله : اذهب فخذ سيفك « ».
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه « عن سعد قال : قلت : يا رسول الله قد شفاني الله اليوم من المشركين فهل لي هذا السيف؟ قال : إن هذا السيف لا لك ولا لي ضعه. فوضعته ثم رجعت قلت : عسى يعطى هذا السيف اليوم من لا يبلى بلائي، إذا رجل يدعوني من ورائي قلت : قد أنزل الله في شيء؟ قال : كنت سألتني هذا السيف وليس هو لي وإني قد وهب لي فهو لك »، وأنزل الله هذه الآية ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : نزلت في أربع آيات. بر الوالدين، والنفل، والثلث، وتحريم الخمر.
وأخرج الطيالسي والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال :« نزلت في أربع آيات من كتاب الله، كانت أمي حلفت أن لا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمداً ﷺ : فأنزل الله ﴿ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ﴾ [ لقمان : ١٥ ]، والثانية أني كنت أخذت سيفاً أعجبني فقلت : يا رسول الله هب لي هذا، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾، والثالثة إني مرضت فأتاني رسول الله فقلت : يا رسول الله إني أريد أن أقسم مالي أفأوصي بالنصف؟ قال :» لا. فقلت : الثلث... ؟ فسكت فكان الثلث بعده جائزاً، والرابعة اني شربت الخمر مع قوم من الأنصار فضرب رجل منهم أنفي بلحيي جمل، فأتيت النبي، فأنزل الله تحريم الخمر « ».
وأخرج عبد بن حميد والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد قال :« أصاب رسول الله ﷺ غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف، فأخذته فأتيت به رسول الله ﷺ فقلت : نفلني هذا السيف فأنا من علمت. فقال » رده من حيث أخذته فرجعت به حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لأمتني نفسي، فرجعت إليه فقلت : اعطنيه. فشدَّ لي صوته وقال : رده من حيث أخذته. فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ « ».
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه « عن سعد قال : قلت : يا رسول الله قد شفاني الله اليوم من المشركين فهل لي هذا السيف؟ قال : إن هذا السيف لا لك ولا لي ضعه. فوضعته ثم رجعت قلت : عسى يعطى هذا السيف اليوم من لا يبلى بلائي، إذا رجل يدعوني من ورائي قلت : قد أنزل الله في شيء؟ قال : كنت سألتني هذا السيف وليس هو لي وإني قد وهب لي فهو لك »، وأنزل الله هذه الآية ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال : نزلت في أربع آيات. بر الوالدين، والنفل، والثلث، وتحريم الخمر.
وأخرج الطيالسي والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والنحاس في ناسخه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص قال :« نزلت في أربع آيات من كتاب الله، كانت أمي حلفت أن لا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمداً ﷺ : فأنزل الله ﴿ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ﴾ [ لقمان : ١٥ ]، والثانية أني كنت أخذت سيفاً أعجبني فقلت : يا رسول الله هب لي هذا، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾، والثالثة إني مرضت فأتاني رسول الله فقلت : يا رسول الله إني أريد أن أقسم مالي أفأوصي بالنصف؟ قال :» لا. فقلت : الثلث... ؟ فسكت فكان الثلث بعده جائزاً، والرابعة اني شربت الخمر مع قوم من الأنصار فضرب رجل منهم أنفي بلحيي جمل، فأتيت النبي، فأنزل الله تحريم الخمر « ».
وأخرج عبد بن حميد والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن سعد قال :« أصاب رسول الله ﷺ غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف، فأخذته فأتيت به رسول الله ﷺ فقلت : نفلني هذا السيف فأنا من علمت. فقال » رده من حيث أخذته فرجعت به حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لأمتني نفسي، فرجعت إليه فقلت : اعطنيه. فشدَّ لي صوته وقال : رده من حيث أخذته. فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ « ».
404
وأخرج ابن مردويه عن سعد قال : نفلني النبي ﷺ يوم بدر سيفا، ونزل في النفل.
وأخرج الطيالسي وأبو نعيم في المعرفة من طريق مصعب بن سعد عن سعد قال : أصبت سيفاً يوم بدر، فأتيت به النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله نفلنيه، فقال « ضعه من حيث أخذته، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ وهي قراءة عبد الله هكذا الأنفال ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة قال : سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال؟ فقال : فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل فساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله ﷺ فقسمه رسول الله ﷺ بين المسلمين عن براءة، يقول : عن سواء.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال « خرجنا مع رسول الله ﷺ فشهدت معه بدراً، فالتقى الناس فهزم الله العدوّ، فانطلقت طائفة في آثارهم منهزمون يقتلون، واكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ لا يصيب العدوّ منه غرة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب. وقال الذين خرجوا في طلب العدوّ : لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ : لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله ﷺ وخفنا أن يصيب العدوّ منه غرة واشتغلنا به، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ فقسمها رسول الله ﷺ بين المسلمين، وكان رسول الله ﷺ إذا أغار في أرض العدوّ ونفل الربع، وإذا أقبل راجعاً وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول : ليرد قويُّ المسلمين على ضعيفهم ».
وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال « بعث رسول الله ﷺ سرية فنصرها الله وفتح عليها، فكان من أتاه بشيء نفله من الخمس، فرجع رجال كانوا يستقدمون ويقتلون ويأسرون ويقتلون وتركوا الغنائم خلفهم فلم ينالوا من الغنائم شيئاً. فقالوا : يا رسول الله ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول الله ﷺ ونزل ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ الآية. فدعاهم رسول الله ﷺ فقال : ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية فإن الله يأمركم بذلك. قالوا : قد احتسبنا وأكلنا؟ قال : احتسبوا ذلك ».
وأخرج الطيالسي وأبو نعيم في المعرفة من طريق مصعب بن سعد عن سعد قال : أصبت سيفاً يوم بدر، فأتيت به النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله نفلنيه، فقال « ضعه من حيث أخذته، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ وهي قراءة عبد الله هكذا الأنفال ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في سننه عن أبي أمامة قال : سألت عبادة بن الصامت عن الأنفال؟ فقال : فينا أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل فساءت فيه أخلاقنا، فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسول الله ﷺ فقسمه رسول الله ﷺ بين المسلمين عن براءة، يقول : عن سواء.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه عن عبادة بن الصامت قال « خرجنا مع رسول الله ﷺ فشهدت معه بدراً، فالتقى الناس فهزم الله العدوّ، فانطلقت طائفة في آثارهم منهزمون يقتلون، واكبت طائفة على العسكر يحوزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ لا يصيب العدوّ منه غرة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب. وقال الذين خرجوا في طلب العدوّ : لستم بأحق بها منا، نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم. وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ : لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله ﷺ وخفنا أن يصيب العدوّ منه غرة واشتغلنا به، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ فقسمها رسول الله ﷺ بين المسلمين، وكان رسول الله ﷺ إذا أغار في أرض العدوّ ونفل الربع، وإذا أقبل راجعاً وكل الناس نفل الثلث، وكان يكره الأنفال ويقول : ليرد قويُّ المسلمين على ضعيفهم ».
وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري قال « بعث رسول الله ﷺ سرية فنصرها الله وفتح عليها، فكان من أتاه بشيء نفله من الخمس، فرجع رجال كانوا يستقدمون ويقتلون ويأسرون ويقتلون وتركوا الغنائم خلفهم فلم ينالوا من الغنائم شيئاً. فقالوا : يا رسول الله ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون، وتخلف رجال لم يصلوا بالقتال فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول الله ﷺ ونزل ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ الآية. فدعاهم رسول الله ﷺ فقال : ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية فإن الله يأمركم بذلك. قالوا : قد احتسبنا وأكلنا؟ قال : احتسبوا ذلك ».
405
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده « أن الناس سألوا النبي ﷺ الغنائم يوم بدر فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن أبيه عن جده قال : لم ينفل النبي ﷺ بعد إذ أنزلت عليه ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ إلا من الخمس، فإنه نفل يوم خيبر من الخمس.
وأخرج ابن مردويه عن حبيب بن مسلمة الفهري قال : كان رسول الله ﷺ ينفل الثلث بعد الخمس.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال النبي ﷺ « من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا. فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم، فقالت المشيخة للشبان : أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردأً ولو كان منكم شيء لَلَجَأْتم إلينا، فاختصموا إلى النبي، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ فقسم الغنائم بينهم بالسوية ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال :« لما كان يوم بدر قال رسول الله ﷺ » من قتل قتيلاً فله كذا، ومن جاء بأسير فله كذا. فجاء أبو اليسر بن عمرو الأنصاري بأسيرين، فقال : يا رسول الله إنك قد وعدتنا. فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إنك إن أعطيت هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء، وإنه لم يمنعنا من هذا زهادة في الأجر ولا جبن عن العدو، وإنما قمنا هذا المقام محافظة عليك أن يأتوك من ورائك، فتشاجروا فنزل القرآن ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ وكان أصحاب عبد الله يقرأونها ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به ﴾ فسلموا الغنيمة لرسول الله ﷺ، ونزل القرآن ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] إلى آخر الآية « ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس « أن رسول الله ﷺ بعث سرية، فمكث ضعفاء الناس في العسكر، فأصاب أهل السرية غنائم، فقسمها رسول الله بينهم كلهم، فقال أهل السرية : يقاسمنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا؟ فقال رسول الله ﷺ » وهل تنصرون إلا بضعفائكم؟ « فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
وأخرج ابن مردويه عن أبيه عن جده قال : لم ينفل النبي ﷺ بعد إذ أنزلت عليه ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ إلا من الخمس، فإنه نفل يوم خيبر من الخمس.
وأخرج ابن مردويه عن حبيب بن مسلمة الفهري قال : كان رسول الله ﷺ ينفل الثلث بعد الخمس.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : لما كان يوم بدر قال النبي ﷺ « من قتل قتيلاً فله كذا وكذا، ومن أسر أسيراً فله كذا وكذا. فأما المشيخة فثبتوا تحت الرايات، وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم، فقالت المشيخة للشبان : أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردأً ولو كان منكم شيء لَلَجَأْتم إلينا، فاختصموا إلى النبي، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ فقسم الغنائم بينهم بالسوية ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن مردويه عن ابن عباس قال :« لما كان يوم بدر قال رسول الله ﷺ » من قتل قتيلاً فله كذا، ومن جاء بأسير فله كذا. فجاء أبو اليسر بن عمرو الأنصاري بأسيرين، فقال : يا رسول الله إنك قد وعدتنا. فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله إنك إن أعطيت هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء، وإنه لم يمنعنا من هذا زهادة في الأجر ولا جبن عن العدو، وإنما قمنا هذا المقام محافظة عليك أن يأتوك من ورائك، فتشاجروا فنزل القرآن ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ وكان أصحاب عبد الله يقرأونها ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم به ﴾ فسلموا الغنيمة لرسول الله ﷺ، ونزل القرآن ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] إلى آخر الآية « ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس « أن رسول الله ﷺ بعث سرية، فمكث ضعفاء الناس في العسكر، فأصاب أهل السرية غنائم، فقسمها رسول الله بينهم كلهم، فقال أهل السرية : يقاسمنا هؤلاء الضعفاء وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا؟ فقال رسول الله ﷺ » وهل تنصرون إلا بضعفائكم؟ « فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
406
وأخرج ابن مردويه عن عائشة « أن النبي ﷺ لما انصرف من بدر وقدم المدينة، أنزل الله عليه سورة الأنفال، فعاتبه في إحلال غنيمة بدر، وذلك أن رسول الله ﷺ قسمها بين أصحابه لما كان بهم من الحاجة إليها واختلافهم في النفل، يقول الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ﴾ فردها الله على رسوله فقسمها بينهم على السواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسوله وصلاح ذات البين ».
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « إنهم سألوا النبي عن الخمس بعد الأربعة الأخماس؟ فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : كان هذا يوم بدر.
وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير. « ان سعداً ورجلاً من الأنصار خرجاً يتنفلان، فوجدا سيفاً ملقى فخرّا عليه جميعاً، فقال سعد : هو لي. وقال الأنصاري : هو لي. قال : لا أسلمه حتى آتي رسول الله ﷺ، فأتياه فقصا عليه القصة، فقال رسول الله ﷺ » ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ولكنه لي، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله ﴾ يقول : سلما السيف إلى رسول الله ﷺ، ثم نسخت هذه الآية فقال ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] « ».
وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر « أن رسول الله ﷺ بعث سرية قبل نجد، فغنموا ابلاً كثيراً فصارت سهمانهم اثني عشر بعيراً ونفلوا بعيراً بعيراً ».
وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل إن له صحبة قال : لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند رسول الله، فجاءت الطائفة التي قاتلت بالاسلاب وأشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل. فقالت الطائفة التي لم تقاتل : اقسموا لنا. فأبت وكان بينهم في ذلك كلام، فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ فكان صلاح ذات بينهم إن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ قال « الأنفال : المغانم، كان لرسول الله ﷺ خالصة ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سلكاً فهو غلول.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد « إنهم سألوا النبي عن الخمس بعد الأربعة الأخماس؟ فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ ».
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : كان هذا يوم بدر.
وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير. « ان سعداً ورجلاً من الأنصار خرجاً يتنفلان، فوجدا سيفاً ملقى فخرّا عليه جميعاً، فقال سعد : هو لي. وقال الأنصاري : هو لي. قال : لا أسلمه حتى آتي رسول الله ﷺ، فأتياه فقصا عليه القصة، فقال رسول الله ﷺ » ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ولكنه لي، فنزلت ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله ﴾ يقول : سلما السيف إلى رسول الله ﷺ، ثم نسخت هذه الآية فقال ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] « ».
وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنحاس في ناسخه عن ابن عمر « أن رسول الله ﷺ بعث سرية قبل نجد، فغنموا ابلاً كثيراً فصارت سهمانهم اثني عشر بعيراً ونفلوا بعيراً بعيراً ».
وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل إن له صحبة قال : لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المسلمين وثبتت طائفة عند رسول الله، فجاءت الطائفة التي قاتلت بالاسلاب وأشياء أصابوها، فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل. فقالت الطائفة التي لم تقاتل : اقسموا لنا. فأبت وكان بينهم في ذلك كلام، فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ فكان صلاح ذات بينهم إن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول ﴾ قال « الأنفال : المغانم، كان لرسول الله ﷺ خالصة ليس لأحد منها شيء، ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أتوه به، فمن حبس منه إبرة أو سلكاً فهو غلول.
407
فسألوا رسول الله ﷺ أن يعطيهم منها شيئاً. فأنزل الله ﴿ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال ﴾ لي جعلتها لرسولي ليس لكم منه شيء ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ إلى قوله ﴿ إن كنتم مؤمنين ﴾ ثم أنزل الله ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية. ثم قسم ذلك الخمس لرسول الله، ولذي القربى، واليتامى، والمساكين، والمهاجرين في سبيل الله، وجعل أربعة أخماس الناس فيه سواء. للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم «.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : هي الغنائم، ثم نسخها ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية.
وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلاً يسأل ابن عباس عن الأنفال؟ فقال : الفرس من النفل، والسلب من النفل، فأعاد المسئلة فقال ابن عباس : ذلك أيضاً، ثم قال الرجل : الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس : هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر. وفي لفظ : فقال : ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال : الأنفال : المغانم، أمروا أن يصلحوا ذات بينهم فيها، فيرد القوي على الضعيف.
وأخرج عبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ هو ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال، من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي ﷺ يصنع به ما شاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال : أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن الأنفال؟ فقال : تسألوني عن الأنفال وإنه لا نفل بعد رسول الله ﷺ.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب » أن النبي ﷺ لم يكن ينفل إلا من الخمس «.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال : لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن أنس. أن أميراً من الأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه، فأبى أنس أن يقبله حتى يخمسه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود » يسئلونك الأنفال «.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : هي الغنائم، ثم نسخها ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية.
وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلاً يسأل ابن عباس عن الأنفال؟ فقال : الفرس من النفل، والسلب من النفل، فأعاد المسئلة فقال ابن عباس : ذلك أيضاً، ثم قال الرجل : الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه، فقال ابن عباس : هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر. وفي لفظ : فقال : ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس قال : الأنفال : المغانم، أمروا أن يصلحوا ذات بينهم فيها، فيرد القوي على الضعيف.
وأخرج عبد بن حميد والنحاس وابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن عطاء في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ هو ما شذ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال، من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي ﷺ يصنع به ما شاء.
وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال : أرسلنا إلى سعيد بن المسيب نسأله عن الأنفال؟ فقال : تسألوني عن الأنفال وإنه لا نفل بعد رسول الله ﷺ.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب » أن النبي ﷺ لم يكن ينفل إلا من الخمس «.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب قال : ما كانوا ينفلون إلا الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال : لا نفل في غنائم المسلمين إلا في خمس الخمس.
وأخرج عبد الرزاق عن أنس. أن أميراً من الأمراء أراد أن ينفله قبل أن يخمسه، فأبى أنس أن يقبله حتى يخمسه.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : هي في قراءة ابن مسعود » يسئلونك الأنفال «.
408
وأخرج ابن مردويه من طريق شقيق عن ابن مسعود أنه قرأ ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : الفيء، ما أصيب من أموال المشركين مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فهو للنبي ﷺ خاصة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : ما أصابت السرايا.
وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن مجاهد وعكرمة قالا : كانت الأنفال لله والرسول حتى نسخها آية الخمس ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرؤنها « يسئلونك الأنفال ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ قال : هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله، وأن يصلحوا ذات بينهم حيث اختلفوا في الأنفال.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ وأصلحوا ذات بينكم ﴾ قال : لا تستبوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : كان صلاح ذات بينهم إن ردت الغنائم، فقسمت بين من ثبت عند رسول الله ﷺ وبين من قاتل وغنم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ﴿ وأطيعوا الله ورسوله ﴾ قال : طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة.
وأخرج أبو يعلى وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس قال « بينا رسول الله ﷺ جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : رجلان جثيا من أمتي بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي. قال الله : أعط أخاك مظلمته. قال : يا رب لم يبق من حسناتي شيء. قال : يا رب يحمل عني من أوزاري. وفاضت عينا رسول الله ﷺ بالبكاء، ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم. فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان، فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصوراً من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا؟! قال : هذا لمن أعطى الثمن، قال : يا رب من يملك ثمنه؟ قال : أنت. قال : بماذا؟ قال : بعفوك عن أخيك. قال : يا رب قد عفوت عنه. قال : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله ﷺ : اتقوا الله وأصلحوا ذاتْ بينكم، فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة ».
وأخرج أبو الشيخ عن السدي ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : الفيء، ما أصيب من أموال المشركين مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فهو للنبي ﷺ خاصة.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله ﴿ يسئلونك عن الأنفال ﴾ قال : ما أصابت السرايا.
وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن مجاهد وعكرمة قالا : كانت الأنفال لله والرسول حتى نسخها آية الخمس ﴿ واعلموا أنما غنمتم من شيء ﴾ [ الأنفال : ٤١ ] الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقرؤنها « يسئلونك الأنفال ».
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله ﴿ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ﴾ قال : هذا تحريج من الله على المؤمنين أن يتقوا الله، وأن يصلحوا ذات بينهم حيث اختلفوا في الأنفال.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ وأصلحوا ذات بينكم ﴾ قال : لا تستبوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال : كان صلاح ذات بينهم إن ردت الغنائم، فقسمت بين من ثبت عند رسول الله ﷺ وبين من قاتل وغنم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله ﴿ وأطيعوا الله ورسوله ﴾ قال : طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة.
وأخرج أبو يعلى وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس قال « بينا رسول الله ﷺ جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه، فقال عمر : ما أضحكك يا رسول الله؟ قال : رجلان جثيا من أمتي بين يدي رب العزة فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي. قال الله : أعط أخاك مظلمته. قال : يا رب لم يبق من حسناتي شيء. قال : يا رب يحمل عني من أوزاري. وفاضت عينا رسول الله ﷺ بالبكاء، ثم قال : إن ذلك ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم. فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان، فرفع رأسه فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصوراً من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي صديق هذا لأي شهيد هذا؟! قال : هذا لمن أعطى الثمن، قال : يا رب من يملك ثمنه؟ قال : أنت. قال : بماذا؟ قال : بعفوك عن أخيك. قال : يا رب قد عفوت عنه. قال : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله ﷺ : اتقوا الله وأصلحوا ذاتْ بينكم، فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة ».
409
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم هانىء أخت علي بن أبي طالب قالت : قال النبي ﷺ « أخبرك أن الله تبارك وتعالى وتقدس يجمع الأوّلين والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد، فمن يدري أي الطرفين؟ فقالت : الله ورسوله أعلم... ! ثم ينادي مناد من تحت العرش يا أهل التوحيد. فيشرئبون، ثم ينادي : يا أهل التوحيد. ثم ينادي الثالثة إن الله قد عفا عنكم، فيقوم الناس قد تعلق بعضهم ببعض في ظلامات الدنيا، ثم ينادي : يا أهل التوحيد يعفو بعضكم عن بعض وعلى الله الثواب ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم، فليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « إذا كان يوم القيامة نادى مناد : يا أهل التوحيد إن الله قد عفا عنكم، فليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب ».
410
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ قال : فرقت قلوبهم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله، ولا يتوكلون على الله، ولا يصلون إذا غابوا، ولا يؤدون زكاة أموالهم، فاخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ فأدوا فرائضه.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وأبو الشيخ من طريق شهر بن حوشب عن أبي الدرداء قال : إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تجد قشعريرة؟ قلت : بلى. قال : فادع عندها فإن الدعاء يستجاب عند ذلك.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عائشة قالت : ما الوجل في قلب المؤمن إلا كضرمة السعفة، فإذا وجد أحدكم فليدع عند ذلك.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ثابت البناني قال : قال فلان : إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا : ومن أين يعلم ذاك؟ قال : إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذاك حين يستجاب لي.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإِيمان عن السدي في قوله ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ قال : هو الرجل يريد أن يظلم أو يهم بمعصية، فيقال له : اتق الله. فيجل قلبه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : تصديقاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : زادتهم خشية.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : الإِيمان يزيد وينقص، وهو قول وعمل.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة قال : نطق القرآن بزيادة الإِيمان ونقصانه قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ فهذه زيادة الأيمان، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال : لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ وعلى ربهم يتوكلون ﴾ يقول : لا يرجون غيره.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن سعيد بن جبير قال : التوكل على الله جماع الإِيمان.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : التوكل جماع الإِيمان.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال : التوكل على الله نصف الإِيمان.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ قال : المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله، ولا يتوكلون على الله، ولا يصلون إذا غابوا، ولا يؤدون زكاة أموالهم، فاخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ فأدوا فرائضه.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وأبو الشيخ من طريق شهر بن حوشب عن أبي الدرداء قال : إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تجد قشعريرة؟ قلت : بلى. قال : فادع عندها فإن الدعاء يستجاب عند ذلك.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عائشة قالت : ما الوجل في قلب المؤمن إلا كضرمة السعفة، فإذا وجد أحدكم فليدع عند ذلك.
وأخرج الحكيم الترمذي عن ثابت البناني قال : قال فلان : إني لأعلم متى يستجاب لي. قالوا : ومن أين يعلم ذاك؟ قال : إذا اقشعر جلدي، ووجل قلبي، وفاضت عيناي، فذاك حين يستجاب لي.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإِيمان عن السدي في قوله ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ قال : هو الرجل يريد أن يظلم أو يهم بمعصية، فيقال له : اتق الله. فيجل قلبه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : تصديقاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : زادتهم خشية.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ قال : الإِيمان يزيد وينقص، وهو قول وعمل.
وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عيينة قال : نطق القرآن بزيادة الإِيمان ونقصانه قوله ﴿ زادتهم إيماناً ﴾ فهذه زيادة الأيمان، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه.
وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال : لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح إيمان أبي بكر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ وعلى ربهم يتوكلون ﴾ يقول : لا يرجون غيره.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن سعيد بن جبير قال : التوكل على الله جماع الإِيمان.
وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال : التوكل جماع الإِيمان.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال : التوكل على الله نصف الإِيمان.
أخرج أبو الشيخ عن حسان بن عطية قال : إن الايمان في كتاب الله صار إلى العمل فقال ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ﴾ ثم صيرهم إلى العمل فقال ﴿ الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : برئوا من الكفر.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : خالصاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : استحقوا الايمان بحق فاحقه الله لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن الضريس عن أبي سنان قال : سئل عمرو بن مرة عن قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : انما نزل القرآن بلسان العرب كقولك : فلان سيد حقاً وفي القوم سادة، وفلان شاعر حقاً وفي القوم شعراء.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : كان قوم يسرون الكفر ويظهرون الإِيمان، وقوم يسرون الايمان ويظهرونه، فأراد الله أن يميز بين هؤلاء وهؤلاء فقال ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ حتى انتهى إلى قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ الذين يسرون الايمان ويظهرونه لا هؤلاء الذين يسرون الكفر ويظهرون الايمان.
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : فضل بعضهم على بعض وكلٌ مؤمنون.
وأخرج الطبراني « عن الحارث بن مالك الأنصاري. انه مر برسول الله فقال له » كيف أصبحت يا حارث؟ قال : أصبحت مؤمناً حقاً. قال : انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال : عزفت نفسي عن الدنيا فاسهرت ليلي، واظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها. قال : يا حارث عرفت فالزم ثلاثاً « ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ لهم درجات ﴾ يعني فضائل ورحمة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ لهم درجات عند ربهم ﴾ قال : أعمال رفيعة.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ﴿ لهم درجات ﴾ قال : أهل الجنة بعضهم فوق بعض، فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه، ولا يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومغفرة قال : بترك الذنوب ﴿ ورزق كريم ﴾ قال الأعمال الصالحة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : إذا سمعت الله يقول ﴿ ورزق كريم ﴾ فهي الجنة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : برئوا من الكفر.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : خالصاً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : استحقوا الايمان بحق فاحقه الله لهم.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن الضريس عن أبي سنان قال : سئل عمرو بن مرة عن قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : انما نزل القرآن بلسان العرب كقولك : فلان سيد حقاً وفي القوم سادة، وفلان شاعر حقاً وفي القوم شعراء.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : كان قوم يسرون الكفر ويظهرون الإِيمان، وقوم يسرون الايمان ويظهرونه، فأراد الله أن يميز بين هؤلاء وهؤلاء فقال ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ﴾ حتى انتهى إلى قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ الذين يسرون الايمان ويظهرونه لا هؤلاء الذين يسرون الكفر ويظهرون الايمان.
وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قوله ﴿ أولئك هم المؤمنون حقاً ﴾ قال : فضل بعضهم على بعض وكلٌ مؤمنون.
وأخرج الطبراني « عن الحارث بن مالك الأنصاري. انه مر برسول الله فقال له » كيف أصبحت يا حارث؟ قال : أصبحت مؤمناً حقاً. قال : انظر ما تقول فإن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ فقال : عزفت نفسي عن الدنيا فاسهرت ليلي، واظمأت نهاري، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها. قال : يا حارث عرفت فالزم ثلاثاً « ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ لهم درجات ﴾ يعني فضائل ورحمة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ لهم درجات عند ربهم ﴾ قال : أعمال رفيعة.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله ﴿ لهم درجات ﴾ قال : أهل الجنة بعضهم فوق بعض، فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه، ولا يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله ومغفرة قال : بترك الذنوب ﴿ ورزق كريم ﴾ قال الأعمال الصالحة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : إذا سمعت الله يقول ﴿ ورزق كريم ﴾ فهي الجنة.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي أيوب الأنصاري قال :« قال لنا رسول الله ﷺ ونحن بالمدينة وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت فقال » ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا، فخرجنا فلما سرنا يوماً أو يومين أمرنا رسول الله ﷺ أن نتعادّ ففعلنا، فإذا نحن ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، فأخبرنا النبي ﷺ بعدّتنا، فسر بذلك وحمد الله وقال : عدة أصحاب طالوت. فقال : ما ترون في القوم فانهم قد أخبروا بمخرجكم؟ فقلنا : يا رسول الله لا والله ما لنا طاقة بقتال القوم إنما خرجنا للعير، ثم قال : ما ترون في قتال القوم؟ فقلنا مثل ذلك، فقال المقداد : لا تقولوا كما قال أصحاب موسى لموسى ﴿ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ﴾ [ المائدة : ٢٤ ] فأنزل الله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ إلى قوله ﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ﴾ فلما وعدنا الله إحدى الطائفتين - اما القوم واما العير - طابت أنفسنا، ثم إنا اجتمعنا مع القوم فصففنا، فقال رسول الله ﷺ : اللهم إني أنشدك وعدك. فقال ابن رواحة : يا رسول الله إني أريد أن أشير عليك - ورسول الله أفضل من أن نشير عليه - إن الله أجل وأعظم من أن تَنْشُدَهُ وعده. فقال : يا ابن رواحة لأنْشُدَنَّ اللهَ وعده فإن الله لا يخلف الميعاد، فأخذ قبضة من التراب فرمى بها رسول الله ﷺ في وجوه القوم فانهزموا، فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ [ الأنفال : ١٧ ] فقلنا وأسرنا. فقال عمر : يا رسول الله ما أرى أن تكون لك اسرى، فانما نحن داعون مؤلفون؟ فقلنا معشر الأنصار : انما يحمل عمر على ما قال حسد لنا. فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ، ثم قال : ادعو إلي عمر فدعي له، فقال له : إن الله قد أنزل عليَّ ﴿ ما كان لنبي أن تكون له أسرى ﴾ [ الأنفال : ٥٦ ] الآية « ».
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن مردويه عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده قال « خرج رسول الله ﷺ إلى بدر، حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله بلغنا انهم كذا وكذا، ثم خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله ايانا تريد.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن مردويه عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده قال « خرج رسول الله ﷺ إلى بدر، حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله بلغنا انهم كذا وكذا، ثم خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال : كيف ترون؟ فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله ايانا تريد.
413
.. ؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لَنَسيرَنَّ معك، ولا نكونَنَّ كالذين قالوا لموسى ﴿ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ﴾ [ المائدة : ٢٤ ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت. فنزل القرآن على قول سعد ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ ويقطع دابر الكافرين ﴾ وإنما رسول الله ﷺ يريد غنيمة مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال «.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : كذلك أخرجك ربك إلى قوله ﴿ يجادلونك في الحق ﴾ قال : القتال.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : خروج النبي ﷺ إلى بدر ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ قال : لطلب المشركين ﴿ يجادلونك في الحق بعدما تبين ﴾ انك لا تصنع إلا ما أمرك الله به ﴿ كأنما يساقون إلى الموت ﴾ حين قيل هم المشركون.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما شاور النبي ﷺ في لقاء العدوّ، وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر، أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة، فكره ذلك أهل الايمان، فأنزل الله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ أي كراهية لقاء المشركين.
وأخرج البزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال : نزل الإِسلام بالكره والشدّة فوجدنا خير الخير في الكره، خرجنا مع النبي ﷺ من مكة فأسكننا سبخة بين ظهراني حرة فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر، وخرجنا مع رسول الله ﷺ إلى بدر على الحال التي ذكر الله ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر فوجدنا خير الخير في الكره.
وأخرج ابن جرير عن الزبيري قال : كان رجل من أصحاب رسول الله ﷺ يفسر ﴿ كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ خروج رسول الله ﷺ إلى العير.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : كذلك أخرجك ربك إلى قوله ﴿ يجادلونك في الحق ﴾ قال : القتال.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : خروج النبي ﷺ إلى بدر ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ قال : لطلب المشركين ﴿ يجادلونك في الحق بعدما تبين ﴾ انك لا تصنع إلا ما أمرك الله به ﴿ كأنما يساقون إلى الموت ﴾ حين قيل هم المشركون.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما شاور النبي ﷺ في لقاء العدوّ، وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر، أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة، فكره ذلك أهل الايمان، فأنزل الله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ أي كراهية لقاء المشركين.
وأخرج البزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال : نزل الإِسلام بالكره والشدّة فوجدنا خير الخير في الكره، خرجنا مع النبي ﷺ من مكة فأسكننا سبخة بين ظهراني حرة فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر، وخرجنا مع رسول الله ﷺ إلى بدر على الحال التي ذكر الله ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر فوجدنا خير الخير في الكره.
وأخرج ابن جرير عن الزبيري قال : كان رجل من أصحاب رسول الله ﷺ يفسر ﴿ كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ خروج رسول الله ﷺ إلى العير.
414
أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب وموسى بن عقبة قالا « مكث رسول الله ﷺ بعد قتل ابن الحضرمي شهرين، ثم أقبل أبو سفيان بن حرب في عير لقريش من الشام ومعها سبعون راكباً من بطون قريش كلها وفيهم مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص، وكانوا تجاراً بالشام ومعهم خزائن أهل مكة، ويقال : كانت عيرهم ألف بعير ولم يكن لأحد من قريش أوقية فما فوقها إلا بعث بها مع أبي سفيان إلا حويطب بن عبد العزى، فلذلك كان تخلف عن بدر فلم يشهده، فذكروا لرسول الله ﷺ وأصحابه وقد كانت الحرب بينهم قبل ذاك، وقتل ابن الحضرمي وأسر الرجلين عثمان والحكم، فلما ذكر عير أبي سفيان لرسول الله ﷺ، بعث رسول الله ﷺ عدي بن أبي الزغباء الأنصاري من بني غنم وأصله من جهينة وبسبس - يعني ابن عمرو - إلى العير عينا له، فسارا حتى أتيا حياً من جهينة قريباً من ساحل البحر، فسألوهم عن العير وعن تجار قريش، فأخبروهما بخبر القوم، فرجعا إلى رسول الله ﷺ فأخبراه فاستنفر المسلمين للعير وذلك في رمضان.
وقدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخوّف من رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال : أحسوا من محمد فأخبروه خبر الراكبين عدي بن أبي الزغباء وبسبب، وأشاروا له إلى مناخهما فقال أبو سفيان : خذوا من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى، فقال : هذه علائف أهل يثرب وهذه عيون محمد وأصحابه، فساروا سراعاً خائفين للطلب، وبعث أبو سفيان رجلاً من بني غفار يقال له ضمضم بن عمرو إلى قريش أن انفروا فاحموا عيركم من محمد وأصحابه فإنه قد استنفر أصحابه ليعرضوا لنا، وكانت عاتكة بنت عبد المطلب ساكنة بمكة وهي عمة رسول الله ﷺ، وكانت مع أخيها العباس بن عبد المطلب، فرأت رؤيا قبل بدر وقبل قدوم ضمضم عليهم ففزعت منها، فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب من ليلتها، فجاءها العباس فقالت : رأيت الليلة رؤيا قد أشفقت منها وخشيت على قومك منها الهلكة. قال : وماذا رأيت؟ قالت : لن أحدثك حتى تعاهدني أنك لا تذكرها، فإنهم إن سمعوها آذونا وأسمعونا ما لا نحب، فلما عاهدها العباس فقالت : رأيت راكباً أقبل من أعلى مكة على راحلته يصيح بأعلى صوته : يا آل غدر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، فأقبل يصيح حتى دخل المسجد على راحلته، فصاح ثلاث صيحات ومال عليه الرجال والنساء والصبيان، وفزع له الناس أشد الفزع قال : ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته، فصاح ثلاث صيحات فقال : يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، ثم أراه مثل على ظهر أبي قبيس كذلك يقول : يا آل غدر ويا آل فجر حتى أسمع من بين الأخشبين من أهل مكة، ثم عمد إلى صخرة فنزعها من أصلها، ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها حس شديد حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت، فلا أعلم بمكة داراً ولا بيتاً إلا وقد دخلتها فلقة من تلك الصخرة، فقد خشيت على قومك.
ففزع العباس من رؤياها، ثم خرج من عندها فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة من آخر تلك الليلة - وكان الوليد خليلاً للعباس - فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لأحد، فذكرها الوليد لأبيه عتبة، وذكرها عتبة لأخيه شيبة، فارتفع الحديث حتى بلغ أبا جهل بن هشام واستفاض في أهل مكة، فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت، فوجد في المسجد أبا جهل، وعتبة، وشيبة بن ربيعة، وأمية، وأبي ابني خلف، وزمعة بن الأسود، وأبا البختري، في نفر من قريش يتحدثون، فلما نظروا إلى العباس ناداه أبو جهل : يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فهلم إلينا، فلما قضى طوافه جاء فجلس إليهم فقال له أبو جهل : ما رؤيا رأتها عاتكة؟! فقال : ما رأت من شيء. فقال أبو جهل : أما رضيتم يا بني هاشم كذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، انا وإياكم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين، فلما تحاكت الركب قلتم منا نبي فما بقي إلا أن تقولوا منا نبية، فما أعلم في قريش أهل بيت أكذب امرأة ولا رجل منكم، وأذاه أشد الأذى وقال أبو جهل : زعمت عاتكة أن الراكب قال : اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، فلو قد مضت هذه الثلاث تبينت قريش كذبكم وكتبت سجلاً إنكم أكذب أهل بيت في العرب رجلاً وامرأة، أما رضيتم يا بني قصي إن ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء والوفادة حتى جئتمونا بنبي منكم؟ فقال العباس : هل أنت مُنْتَه ٍفإن الكذب منك ومن أهل بيتك؟ فقال من حضرهما : ما كنت يا أبا الفضل جهولاً خرقاً. ولقي العباس من عاتكة فيما أفشى عليها من رؤياها أذى شديداً.
فلما كان مساء الليلة التي رأت عاتكة فيها الرؤيا، جاءهم الراكب الذي بعث أبو سفيان، وهو ضمضم بن عمرو الغفاري فصاح وقال : يا آل غالب بن فهر انفروا فقد خرج محمد وأهل يثرب يعترضون لأبي سفيان فاحرزوا عيركم، ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من رؤيا عاتكة، وقال العباس : هذا زعمتم كذا وكذب عاتكة فنفروا على كل صعب وذلول، وقال أبو جهل : أيظن محمد أن يصيب مثل ما أصاب بنخلة، سيعلم أنمنع عيرنا أم لا. فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل، وساقوا مائة فرس، ولم يتركوا كارهاً للخروج يظنون أنه في قهر محمد وأصحابه، ولا مسلماً يعلمون اسلامه، ولا أحداً من بني هاشم إلا من لا يتهمون إلا أشخصوه معهم، فكان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وطالب بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب في آخرين، فهنالك يقول طالب بن أبي طالب :» إما يخرجن طالب بمقنب من هذه المقانب في نفر مقاتل يحارب وليكن المسلوب غير السالب والراجع المغلوب غير الغالب فساروا حتى نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتزودون من الماء ومنهم رجل من بني عبد المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع حهيم رأسه فأغفى ثم فزع فقال لأصحابه : هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا ؟ فقالوا : لا إنك مجنون
فقال : قد وقف علي فارس آنفا ! فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافا من كفار قريش
فقال له أصحابه : إنما لعب بك الشيطان ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال : قد جئتم بكذب بني المطلب مع كذب بني هاشم سيرون غدا من يقتل
ثم ذكر لرسول الله ﷺ عير قريش جاءت من الشام وفيها أبو سفيان بن حري ومخرمة بن نوفل وعمرو بن العاصي وجماعة من قريش فخرج إليهم رسول الله ﷺ فسلك حين خرج إلى بدر على نقب بني دينار ورجع حين رجع من ثنية الوداع فنفر رسول الله ﷺ حين نفر ومعه ثلثمائة وسبعة عشر رجلا وفي رواية ابن فليح : ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا وكانت أول وقعة أعز الله فيها الإسلام فخرج في رمضان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدمه المدينة ومعه المسلمون لا يريدون إلا العير فسلك على نقب بني دينار والمسلمون غير معدين من الظهر إنما خرجوا على النواضح يعتقب الرجل منهم على البعير الواحد وكان زميل رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة فهم معه ليس مهعهم إلا بعير واحد فساروا حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة - والمسلمون يسيرون - فوافقه نفر من أصحاب رسول الله ﷺ فسأله عن أبي سفيان ؟ فقال : لا علم لي به
فلما يئسوا من خبره فقالوا له : سلم على النبي ﷺ فقال : وفيكم رسول الله
وقدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخوّف من رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال : أحسوا من محمد فأخبروه خبر الراكبين عدي بن أبي الزغباء وبسبب، وأشاروا له إلى مناخهما فقال أبو سفيان : خذوا من بعر بعيرهما ففته فوجد فيه النوى، فقال : هذه علائف أهل يثرب وهذه عيون محمد وأصحابه، فساروا سراعاً خائفين للطلب، وبعث أبو سفيان رجلاً من بني غفار يقال له ضمضم بن عمرو إلى قريش أن انفروا فاحموا عيركم من محمد وأصحابه فإنه قد استنفر أصحابه ليعرضوا لنا، وكانت عاتكة بنت عبد المطلب ساكنة بمكة وهي عمة رسول الله ﷺ، وكانت مع أخيها العباس بن عبد المطلب، فرأت رؤيا قبل بدر وقبل قدوم ضمضم عليهم ففزعت منها، فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب من ليلتها، فجاءها العباس فقالت : رأيت الليلة رؤيا قد أشفقت منها وخشيت على قومك منها الهلكة. قال : وماذا رأيت؟ قالت : لن أحدثك حتى تعاهدني أنك لا تذكرها، فإنهم إن سمعوها آذونا وأسمعونا ما لا نحب، فلما عاهدها العباس فقالت : رأيت راكباً أقبل من أعلى مكة على راحلته يصيح بأعلى صوته : يا آل غدر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، فأقبل يصيح حتى دخل المسجد على راحلته، فصاح ثلاث صيحات ومال عليه الرجال والنساء والصبيان، وفزع له الناس أشد الفزع قال : ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته، فصاح ثلاث صيحات فقال : يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، ثم أراه مثل على ظهر أبي قبيس كذلك يقول : يا آل غدر ويا آل فجر حتى أسمع من بين الأخشبين من أهل مكة، ثم عمد إلى صخرة فنزعها من أصلها، ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها حس شديد حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت، فلا أعلم بمكة داراً ولا بيتاً إلا وقد دخلتها فلقة من تلك الصخرة، فقد خشيت على قومك.
ففزع العباس من رؤياها، ثم خرج من عندها فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة من آخر تلك الليلة - وكان الوليد خليلاً للعباس - فقص عليه رؤيا عاتكة وأمره أن لا يذكرها لأحد، فذكرها الوليد لأبيه عتبة، وذكرها عتبة لأخيه شيبة، فارتفع الحديث حتى بلغ أبا جهل بن هشام واستفاض في أهل مكة، فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت، فوجد في المسجد أبا جهل، وعتبة، وشيبة بن ربيعة، وأمية، وأبي ابني خلف، وزمعة بن الأسود، وأبا البختري، في نفر من قريش يتحدثون، فلما نظروا إلى العباس ناداه أبو جهل : يا أبا الفضل إذا قضيت طوافك فهلم إلينا، فلما قضى طوافه جاء فجلس إليهم فقال له أبو جهل : ما رؤيا رأتها عاتكة؟! فقال : ما رأت من شيء. فقال أبو جهل : أما رضيتم يا بني هاشم كذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النساء، انا وإياكم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين، فلما تحاكت الركب قلتم منا نبي فما بقي إلا أن تقولوا منا نبية، فما أعلم في قريش أهل بيت أكذب امرأة ولا رجل منكم، وأذاه أشد الأذى وقال أبو جهل : زعمت عاتكة أن الراكب قال : اخرجوا في ليلتين أو ثلاث، فلو قد مضت هذه الثلاث تبينت قريش كذبكم وكتبت سجلاً إنكم أكذب أهل بيت في العرب رجلاً وامرأة، أما رضيتم يا بني قصي إن ذهبتم بالحجابة والندوة والسقاية واللواء والوفادة حتى جئتمونا بنبي منكم؟ فقال العباس : هل أنت مُنْتَه ٍفإن الكذب منك ومن أهل بيتك؟ فقال من حضرهما : ما كنت يا أبا الفضل جهولاً خرقاً. ولقي العباس من عاتكة فيما أفشى عليها من رؤياها أذى شديداً.
فلما كان مساء الليلة التي رأت عاتكة فيها الرؤيا، جاءهم الراكب الذي بعث أبو سفيان، وهو ضمضم بن عمرو الغفاري فصاح وقال : يا آل غالب بن فهر انفروا فقد خرج محمد وأهل يثرب يعترضون لأبي سفيان فاحرزوا عيركم، ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من رؤيا عاتكة، وقال العباس : هذا زعمتم كذا وكذب عاتكة فنفروا على كل صعب وذلول، وقال أبو جهل : أيظن محمد أن يصيب مثل ما أصاب بنخلة، سيعلم أنمنع عيرنا أم لا. فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل، وساقوا مائة فرس، ولم يتركوا كارهاً للخروج يظنون أنه في قهر محمد وأصحابه، ولا مسلماً يعلمون اسلامه، ولا أحداً من بني هاشم إلا من لا يتهمون إلا أشخصوه معهم، فكان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وطالب بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب في آخرين، فهنالك يقول طالب بن أبي طالب :» إما يخرجن طالب بمقنب من هذه المقانب في نفر مقاتل يحارب وليكن المسلوب غير السالب والراجع المغلوب غير الغالب فساروا حتى نزلوا الجحفة نزلوها عشاء يتزودون من الماء ومنهم رجل من بني عبد المطلب بن عبد مناف يقال له جهيم بن الصلت بن مخرمة فوضع حهيم رأسه فأغفى ثم فزع فقال لأصحابه : هل رأيتم الفارس الذي وقف علي آنفا ؟ فقالوا : لا إنك مجنون
فقال : قد وقف علي فارس آنفا ! فقال : قتل أبو جهل وعتبة وشيبة وزمعة وأبو البختري وأمية بن خلف فعد أشرافا من كفار قريش
فقال له أصحابه : إنما لعب بك الشيطان ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال : قد جئتم بكذب بني المطلب مع كذب بني هاشم سيرون غدا من يقتل
ثم ذكر لرسول الله ﷺ عير قريش جاءت من الشام وفيها أبو سفيان بن حري ومخرمة بن نوفل وعمرو بن العاصي وجماعة من قريش فخرج إليهم رسول الله ﷺ فسلك حين خرج إلى بدر على نقب بني دينار ورجع حين رجع من ثنية الوداع فنفر رسول الله ﷺ حين نفر ومعه ثلثمائة وسبعة عشر رجلا وفي رواية ابن فليح : ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا وأبطأ عنه كثير من أصحابه وتربصوا وكانت أول وقعة أعز الله فيها الإسلام فخرج في رمضان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدمه المدينة ومعه المسلمون لا يريدون إلا العير فسلك على نقب بني دينار والمسلمون غير معدين من الظهر إنما خرجوا على النواضح يعتقب الرجل منهم على البعير الواحد وكان زميل رسول الله ﷺ علي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة فهم معه ليس مهعهم إلا بعير واحد فساروا حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة - والمسلمون يسيرون - فوافقه نفر من أصحاب رسول الله ﷺ فسأله عن أبي سفيان ؟ فقال : لا علم لي به
فلما يئسوا من خبره فقالوا له : سلم على النبي ﷺ فقال : وفيكم رسول الله
415
صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : نعم
قال : أيكم هو ؟ فأشاروا له إليه فقال الأعرابي : أنت رسول الله كما تقول ؟ قال : نعم
قال : إن كنت رسول الله كما تزعم فحدثني بما في بطن ناقتي هذه ؟ فغضب رجل من الأنصارمن بني عبد الأشهل يقال له سلمة بن سلامة بن وقش فقال للأعرابي : وقعت على ناقتك فحملت منك
فكره رسول الله ﷺ ما قال سلمة حين سمعه أفحش فأعرض عنه ثم سار رسول الله ﷺ لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش فقال رسول الله ﷺ : أشيروا علينا في أمرنا ومسيرنا ؟ فقال أبو بكر : يا رسول اله أنا أعلم الناس بمسافة الأرض أخبرنا عدي بن أبي الزغباء أن العير كانت بوادي كذا وكذا فكانا وإياهم فرسخان إلى بدر
ثم قال : أشيروا علي ؟ فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته وأعدد له عدته
فقال رسول الله ﷺ : أشيروا علي ؟ فقال المقداد بن عمرو : إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون المائدة الآية ٢٤ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون
فقال رسول الله : أشيروا علي ؟ فلما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارة النبي أصحابه فيشيرون فيرجع إلى المشورة ظن سعد أنه يستنطق الأنصار شفقا أن لا يستحوذوا معه على ما يريد من أمره فقال سعد بن معاذ لعلك يا رسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك ولا يرونها حقا عليهم إلا بأن يروا عدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم : يا رسول الله فاظعن حيث شئت وخذ من أموالنا ما شئت ثم أعطنا ما شئت وما أخذته منا أحب إلينا مما تركت وما ائتمرت من أمر فأمرنا بأمرك فيه تبع فوالله لو سرت حتى تبلغ البركة من ذي يمن لسرنا معك
فلما قال ذلك سعد قال رسول الله ﷺ : سيروا على اسم الله فإني قد رأيت مصارع القوم فعمد لبدر
وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر وكتب إلى قريش حين خالف مسير رسول الله ﷺ ورأى أن قد أحرز ما معه وأمرهم أن يرجعوا فإنما أخرجتم لتحرزوا ركبكم فقد أحرز لكم فلقيهم هذا الخبر بالجحفة
فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم فيها ونطعم من حضرنا من العرب فإنه لن يرانا أحد فيقاتلنا
فكره ذلك الأخنس بن شريق فأحب أن يرجعوا وأشار عليهم بالرجعة فأبوا وعصوا وأخذتهم حمية الجاهلية فلما يئس الأخنس من رجوع قريش أكب على بني زهرة فأطاعوه فرجعوا فلم يشهد أحد منهم بدرا واغتبطوا برأي الأخنس وتبركوا به فلم يزل فيهم مطاعا حتى مات وأرادت بنو هاشم الرجوع فيمن رجع فاشتد عليهم أبو جهل وقال : والله لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع
وسار رسول الله ﷺ حتى نزل أدنى شيء من بدر ثم بعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وبسبسا الأنصاري في عصابة من أصحابه فقال لهم : اندفعوا إلى هذه الظراب وهي في ناحية بدر فإني أرجو أن تجدوا الخبر عند القليب الذي يعلى الظراب فانطلقوا متوشحي السيوف فوجدوا وارد قريش عند القليب الذي ذكر رسول الله ﷺ فأخذوا غلامين أحدهما لبني الحجاج بن الأسود والآخر لأبي العاصي يقال له أسلم وأفلت أصحابهما قبل قريش فأقبلوا بهما حتى أتوا بهما رسول الله ﷺ وهو في معرشة دون الماء فجعلوا يسألون العبدين عن أبي سفيان وأصحابه لا يرون إلا أنهم لهم فطفقا يحدثانهم عن قريش ومن خرج منهم وعن رؤوسهم فيكذبونهما وهم أكره شيء للذي يخبرانه وكانوا يطمعون بأبي سفيان وأصحابه ويكرهون قريشا وكان رسول الله ﷺ قائما يصلي يسمع ويرى الذي يصنعون بالعبدين فجعل العبدان إذا أذلقوهما بالضرب يقولان نعم هذا أبو سفيان والركب كما قال الله تعالى أسفل منكم قال الله إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا الأنفال الآية٤٢ قال فطفقوا إذا قال العبد إن هذه قريش قد جاءتكم كذبوهما وإذا قالا هذا أبو سفيان تركوهما
فلما رأى رسول الله ﷺ صنيعهم بهما سلم من صلاته وقال : ماذا أخبراكم ؟ قالوا : أخبرانا أن قريشا قد جاءت
قال : فإنهما قد صدقا والله إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا خرجت قريش لتحرز ركبها وخافوكم عليهم ثم دعا رسول الله العبدين فسألهما ؟ فأخبراه بقريش وقالا : لا علم لنا بأبي سفيان فسألهما رسول الله ﷺ كم القوم ؟ قالا : لا ندري والله هم كثير
فزعموا أن رسول الله قال : من أطعمهم أمس ؟ فسميا رجلا من القوم
قال : كم نحر لهم ؟ قالا : عشر جزائر
قال : فمن أطعمهم أول أمس ؟ فسميا رجلا آخر من القوم
قال : كم نحر لهم ؟ قالا : تسعا
فزعموا أن رسول الله قال : القوم ما بين التسعمائة والألف يعتبر ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوما وعشر ينحرونها يوما
فقام رسول الله ﷺ فقال : أشيروا علي في المسير ؟ فقام الحباب بن المنذر أحد بني سلمة فقال : يا رسول الله أنا عالم بها وبقلبها إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل إليها ونسبق القوم إليها ونغور ما سواها
فقال رسول الله ﷺ : سيروا فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم فوقع في قلوب ناس كثير الخوف وكان فيهم من تخاذل من تخويف الشيطان فسار رسول الله ﷺ والمسلمون مسابقين إلى الماء وسار المشركون سراعا يريدون الماء فأنزل الله عليهم في تلك الليلة مطرا واحدا فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم أن يسيروا وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد لهم المسير والمنزل وكانت بطحاء فسبق المسلمون إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل فاقتحم القوم في القليب فما حوها حتى كثر ماؤها وصنعوا حوضا عظيما ثم غوروا ما سواه من المياه قال رسول الله ﷺ : هذه مصارعهم إن شاء الله بالغداة
وأنزل الله إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام الأنفال الآية ١١
ثم صف رسول الله على الحياض فلما طلع المشركون قال رسول الله ﷺ : اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم إني أسألك ما وعدتني - ورسول الله ﷺ ممسك بعضد أبي بكر يقول : اللهم إني أسألك ما وعدتني - فقال أبو بكر : أبشر فوالذي نفسي بيده لنيجزن الله لك ما وعدك
فاستنصر المسلمون الله واستعانوه فاستجاب الله لنبيه وللمسلمين وأقبل المشكون ومعهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي يحدثهم أن بني كنانة وراءهم قد أقبلوا لنصرهم وأنه لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم لما أخبرهم من مسير بني كنانة وأنزل الله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس الأنفال الآية ٤٧ هذه الآية والتي بعدها
وقال رجال من المشركين لما رأوا قلة من مع محمد ﷺ : غر هؤلاء دينهم
فأنزل الله ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم الطلاق الآية ٣
وأقبل المشركون حتى نزلوا وتعبوا للقتال والشيطان معهم لا يفارقهم فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال له : هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت ؟ قال عتبة فأفعل ماذا ؟ قال : تجير بين الناس وتحمل دم ابن الحضرمي وبما أصاب محمد من تلك العير فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذه العير ودم هذا الرجل
قال عتبة : نعم قد فعلت ونعما قلت ونعما دعوت إليه فاسع في عشيرتك فأنا أتحمل بها
فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك يدعوهم فيه وركب عتبة جملا له فسار عليه في صفوف المشركين في أصحابه فقال : يا قوم أطيعوني فإنكم لا تطلبون عندهم غير دم ابن الحضرمي وما أصابوا من عيركم تلك وأنا أتحمل بوفاء ذلك ودعوا هذا الرجل فإن كان كاذبا ولي قتله غيركم من العرب فإن فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة وإنكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه وأخيه أو ابن أخيه أو ابن عمه فيورث ذلك فيهم احنا وضغائن وإن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم وإن كان نبيا لم تقتلون النبي فتيسئوا به ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم ولا آمن أن يكون لكم الدبرة عليهم فحسده أبو جهل على مقالته وأبى الله إلا أن ينفذ أمره وعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي - وهو أخو المقتول - فقال : هذا عتبة يخذل بين الناس وقد تحمل بدية أخيك يزعم أنك قابلها أفلا تسحيون من ذلك أن تقبلوا الدية ؟ فزعموا أن النبي ﷺ قال وهو ينظر إلى عتبة : إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر وإن يطيعوه يرشدوا
فلما حرض أبو جهل قريشا على القتال أمر النساء يعولن عمر
فقمن يصحن : واعمراه واعمراه
! تحريضا على القتال فاجتمعت قريش على القتال فقال عتبة لأبي جهل : سيعلم اليوم أي الأمرين أرشد
وأخذت قريش مصاف هذا القتال وقالوا لعمير بن وهب : اركب فاحذر محمدا وأصحابه
فقعد عمير على فرسه فأطاف برسول الله ﷺ وأصحابه ثم رجع إلى المشركين فقال : حذرتهم بثلثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا وحذرت سبعين بعيرا ونحو ذلك ولكن أنظروني حتى أنظر هل لهم مدد أو كمين فأطاف حولهم وبعثوا خيلهم معه فأطافوا حولهم ثم رجعوا فقالوا : لا مدد لهم ولا كمين وإنما هم أكلة جزور وقالوا لعمير حرش بين القوم فحمل عمير على الصف بمائة فارس
واضطجع رسول الله ﷺ وقال لأصحابه : لا تقاتلوا حتى أؤذنكم وغشيه نوم فغلبه فلما نظر بعض القوم إلى بعض جعل أبو بكر يقول : يا رسول الله قد دنا القوم ونالوا منا
! فاستيقظ رسول الله ﷺ وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا وقلل المسلمين في أعين المشركين حتى طمع بعض القوم في بعض ولو أراه عددا كثيرا لفشلوا وتنازعوا في الأمر كما قال الله وقام رسول الله ﷺ في الناس فوعظهم وأخبرهم أن الله قد أوجب الجنة لمن استشهد اليوم
فقام عمير بن الحمام من عجين كان يعجنه لأصحابه حين سمع قول النبي ﷺ فقال : يا رسول الله إن لي الجنة إن قتلت ؟ قال : نعم
فشد على أعداء الله مكانه فاستشهد وكان أول قتيل قتل ثم أقبل الأسود بن عبد الأسد المخزومي يحلف بآلهته ليشربن من الحوض الذي صنع محمد وليهدمنه فلما دنا من الحوض لقيه حمزة بن عبد المطلب فضرب رجله فقطعها فأقبل يحبو حتى وقع في جوف الحوض وأتبعه حمزة حتى قتله ثم نزل عتبة بن ربيعة عن جمله ونادى : هل من مبارز ولحقه أخوه شيبة والوليد ابنه فناديا يسألان المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فاستحيا النبي ﷺ من ذلك فناداهم أن ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم
فقام حمزة وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب فقتل حمزة عتبة وقتل عبيدة شيبة وقتل علي الوليد وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي فحمل حتى توفي بالصفراء وعند ذلك نذرت هند بنت عتبة لتأكلن من كبد حمزة إن قدرت عليها فكان قتل هؤلاء النفر قبل إلتقاء الجمعين
وعج المسلمون إلى الله يسألونه النصر حين رأوا القتال قد نشب ورفع رسول الله ﷺ يديه إلى الله يسأله ما وعده ويسأله
قال : أيكم هو ؟ فأشاروا له إليه فقال الأعرابي : أنت رسول الله كما تقول ؟ قال : نعم
قال : إن كنت رسول الله كما تزعم فحدثني بما في بطن ناقتي هذه ؟ فغضب رجل من الأنصارمن بني عبد الأشهل يقال له سلمة بن سلامة بن وقش فقال للأعرابي : وقعت على ناقتك فحملت منك
فكره رسول الله ﷺ ما قال سلمة حين سمعه أفحش فأعرض عنه ثم سار رسول الله ﷺ لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش فقال رسول الله ﷺ : أشيروا علينا في أمرنا ومسيرنا ؟ فقال أبو بكر : يا رسول اله أنا أعلم الناس بمسافة الأرض أخبرنا عدي بن أبي الزغباء أن العير كانت بوادي كذا وكذا فكانا وإياهم فرسخان إلى بدر
ثم قال : أشيروا علي ؟ فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته وأعدد له عدته
فقال رسول الله ﷺ : أشيروا علي ؟ فقال المقداد بن عمرو : إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون المائدة الآية ٢٤ ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون
فقال رسول الله : أشيروا علي ؟ فلما رأى سعد بن معاذ كثرة استشارة النبي أصحابه فيشيرون فيرجع إلى المشورة ظن سعد أنه يستنطق الأنصار شفقا أن لا يستحوذوا معه على ما يريد من أمره فقال سعد بن معاذ لعلك يا رسول الله تخشى أن لا تكون الأنصار يريدون مواساتك ولا يرونها حقا عليهم إلا بأن يروا عدوا في بيوتهم وأولادهم ونسائهم وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم : يا رسول الله فاظعن حيث شئت وخذ من أموالنا ما شئت ثم أعطنا ما شئت وما أخذته منا أحب إلينا مما تركت وما ائتمرت من أمر فأمرنا بأمرك فيه تبع فوالله لو سرت حتى تبلغ البركة من ذي يمن لسرنا معك
فلما قال ذلك سعد قال رسول الله ﷺ : سيروا على اسم الله فإني قد رأيت مصارع القوم فعمد لبدر
وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر وكتب إلى قريش حين خالف مسير رسول الله ﷺ ورأى أن قد أحرز ما معه وأمرهم أن يرجعوا فإنما أخرجتم لتحرزوا ركبكم فقد أحرز لكم فلقيهم هذا الخبر بالجحفة
فقال أبو جهل : والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم فيها ونطعم من حضرنا من العرب فإنه لن يرانا أحد فيقاتلنا
فكره ذلك الأخنس بن شريق فأحب أن يرجعوا وأشار عليهم بالرجعة فأبوا وعصوا وأخذتهم حمية الجاهلية فلما يئس الأخنس من رجوع قريش أكب على بني زهرة فأطاعوه فرجعوا فلم يشهد أحد منهم بدرا واغتبطوا برأي الأخنس وتبركوا به فلم يزل فيهم مطاعا حتى مات وأرادت بنو هاشم الرجوع فيمن رجع فاشتد عليهم أبو جهل وقال : والله لا تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع
وسار رسول الله ﷺ حتى نزل أدنى شيء من بدر ثم بعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وبسبسا الأنصاري في عصابة من أصحابه فقال لهم : اندفعوا إلى هذه الظراب وهي في ناحية بدر فإني أرجو أن تجدوا الخبر عند القليب الذي يعلى الظراب فانطلقوا متوشحي السيوف فوجدوا وارد قريش عند القليب الذي ذكر رسول الله ﷺ فأخذوا غلامين أحدهما لبني الحجاج بن الأسود والآخر لأبي العاصي يقال له أسلم وأفلت أصحابهما قبل قريش فأقبلوا بهما حتى أتوا بهما رسول الله ﷺ وهو في معرشة دون الماء فجعلوا يسألون العبدين عن أبي سفيان وأصحابه لا يرون إلا أنهم لهم فطفقا يحدثانهم عن قريش ومن خرج منهم وعن رؤوسهم فيكذبونهما وهم أكره شيء للذي يخبرانه وكانوا يطمعون بأبي سفيان وأصحابه ويكرهون قريشا وكان رسول الله ﷺ قائما يصلي يسمع ويرى الذي يصنعون بالعبدين فجعل العبدان إذا أذلقوهما بالضرب يقولان نعم هذا أبو سفيان والركب كما قال الله تعالى أسفل منكم قال الله إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا الأنفال الآية٤٢ قال فطفقوا إذا قال العبد إن هذه قريش قد جاءتكم كذبوهما وإذا قالا هذا أبو سفيان تركوهما
فلما رأى رسول الله ﷺ صنيعهم بهما سلم من صلاته وقال : ماذا أخبراكم ؟ قالوا : أخبرانا أن قريشا قد جاءت
قال : فإنهما قد صدقا والله إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا خرجت قريش لتحرز ركبها وخافوكم عليهم ثم دعا رسول الله العبدين فسألهما ؟ فأخبراه بقريش وقالا : لا علم لنا بأبي سفيان فسألهما رسول الله ﷺ كم القوم ؟ قالا : لا ندري والله هم كثير
فزعموا أن رسول الله قال : من أطعمهم أمس ؟ فسميا رجلا من القوم
قال : كم نحر لهم ؟ قالا : عشر جزائر
قال : فمن أطعمهم أول أمس ؟ فسميا رجلا آخر من القوم
قال : كم نحر لهم ؟ قالا : تسعا
فزعموا أن رسول الله قال : القوم ما بين التسعمائة والألف يعتبر ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوما وعشر ينحرونها يوما
فقام رسول الله ﷺ فقال : أشيروا علي في المسير ؟ فقام الحباب بن المنذر أحد بني سلمة فقال : يا رسول الله أنا عالم بها وبقلبها إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل إليها ونسبق القوم إليها ونغور ما سواها
فقال رسول الله ﷺ : سيروا فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم فوقع في قلوب ناس كثير الخوف وكان فيهم من تخاذل من تخويف الشيطان فسار رسول الله ﷺ والمسلمون مسابقين إلى الماء وسار المشركون سراعا يريدون الماء فأنزل الله عليهم في تلك الليلة مطرا واحدا فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم أن يسيروا وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد لهم المسير والمنزل وكانت بطحاء فسبق المسلمون إلى الماء فنزلوا عليه شطر الليل فاقتحم القوم في القليب فما حوها حتى كثر ماؤها وصنعوا حوضا عظيما ثم غوروا ما سواه من المياه قال رسول الله ﷺ : هذه مصارعهم إن شاء الله بالغداة
وأنزل الله إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام الأنفال الآية ١١
ثم صف رسول الله على الحياض فلما طلع المشركون قال رسول الله ﷺ : اللهم هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم إني أسألك ما وعدتني - ورسول الله ﷺ ممسك بعضد أبي بكر يقول : اللهم إني أسألك ما وعدتني - فقال أبو بكر : أبشر فوالذي نفسي بيده لنيجزن الله لك ما وعدك
فاستنصر المسلمون الله واستعانوه فاستجاب الله لنبيه وللمسلمين وأقبل المشكون ومعهم إبليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي يحدثهم أن بني كنانة وراءهم قد أقبلوا لنصرهم وأنه لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم لما أخبرهم من مسير بني كنانة وأنزل الله ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس الأنفال الآية ٤٧ هذه الآية والتي بعدها
وقال رجال من المشركين لما رأوا قلة من مع محمد ﷺ : غر هؤلاء دينهم
فأنزل الله ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم الطلاق الآية ٣
وأقبل المشركون حتى نزلوا وتعبوا للقتال والشيطان معهم لا يفارقهم فسعى حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة فقال له : هل لك أن تكون سيد قريش ما عشت ؟ قال عتبة فأفعل ماذا ؟ قال : تجير بين الناس وتحمل دم ابن الحضرمي وبما أصاب محمد من تلك العير فإنهم لا يطلبون من محمد غير هذه العير ودم هذا الرجل
قال عتبة : نعم قد فعلت ونعما قلت ونعما دعوت إليه فاسع في عشيرتك فأنا أتحمل بها
فسعى حكيم في أشراف قريش بذلك يدعوهم فيه وركب عتبة جملا له فسار عليه في صفوف المشركين في أصحابه فقال : يا قوم أطيعوني فإنكم لا تطلبون عندهم غير دم ابن الحضرمي وما أصابوا من عيركم تلك وأنا أتحمل بوفاء ذلك ودعوا هذا الرجل فإن كان كاذبا ولي قتله غيركم من العرب فإن فيهم رجالا لكم فيهم قرابة قريبة وإنكم إن تقتلوهم لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أبيه وأخيه أو ابن أخيه أو ابن عمه فيورث ذلك فيهم احنا وضغائن وإن كان هذا الرجل ملكا كنتم في ملك أخيكم وإن كان نبيا لم تقتلون النبي فتيسئوا به ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم ولا آمن أن يكون لكم الدبرة عليهم فحسده أبو جهل على مقالته وأبى الله إلا أن ينفذ أمره وعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي - وهو أخو المقتول - فقال : هذا عتبة يخذل بين الناس وقد تحمل بدية أخيك يزعم أنك قابلها أفلا تسحيون من ذلك أن تقبلوا الدية ؟ فزعموا أن النبي ﷺ قال وهو ينظر إلى عتبة : إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر وإن يطيعوه يرشدوا
فلما حرض أبو جهل قريشا على القتال أمر النساء يعولن عمر
فقمن يصحن : واعمراه واعمراه
! تحريضا على القتال فاجتمعت قريش على القتال فقال عتبة لأبي جهل : سيعلم اليوم أي الأمرين أرشد
وأخذت قريش مصاف هذا القتال وقالوا لعمير بن وهب : اركب فاحذر محمدا وأصحابه
فقعد عمير على فرسه فأطاف برسول الله ﷺ وأصحابه ثم رجع إلى المشركين فقال : حذرتهم بثلثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا وحذرت سبعين بعيرا ونحو ذلك ولكن أنظروني حتى أنظر هل لهم مدد أو كمين فأطاف حولهم وبعثوا خيلهم معه فأطافوا حولهم ثم رجعوا فقالوا : لا مدد لهم ولا كمين وإنما هم أكلة جزور وقالوا لعمير حرش بين القوم فحمل عمير على الصف بمائة فارس
واضطجع رسول الله ﷺ وقال لأصحابه : لا تقاتلوا حتى أؤذنكم وغشيه نوم فغلبه فلما نظر بعض القوم إلى بعض جعل أبو بكر يقول : يا رسول الله قد دنا القوم ونالوا منا
! فاستيقظ رسول الله ﷺ وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا وقلل المسلمين في أعين المشركين حتى طمع بعض القوم في بعض ولو أراه عددا كثيرا لفشلوا وتنازعوا في الأمر كما قال الله وقام رسول الله ﷺ في الناس فوعظهم وأخبرهم أن الله قد أوجب الجنة لمن استشهد اليوم
فقام عمير بن الحمام من عجين كان يعجنه لأصحابه حين سمع قول النبي ﷺ فقال : يا رسول الله إن لي الجنة إن قتلت ؟ قال : نعم
فشد على أعداء الله مكانه فاستشهد وكان أول قتيل قتل ثم أقبل الأسود بن عبد الأسد المخزومي يحلف بآلهته ليشربن من الحوض الذي صنع محمد وليهدمنه فلما دنا من الحوض لقيه حمزة بن عبد المطلب فضرب رجله فقطعها فأقبل يحبو حتى وقع في جوف الحوض وأتبعه حمزة حتى قتله ثم نزل عتبة بن ربيعة عن جمله ونادى : هل من مبارز ولحقه أخوه شيبة والوليد ابنه فناديا يسألان المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فاستحيا النبي ﷺ من ذلك فناداهم أن ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم
فقام حمزة وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب فقتل حمزة عتبة وقتل عبيدة شيبة وقتل علي الوليد وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلي فحمل حتى توفي بالصفراء وعند ذلك نذرت هند بنت عتبة لتأكلن من كبد حمزة إن قدرت عليها فكان قتل هؤلاء النفر قبل إلتقاء الجمعين
وعج المسلمون إلى الله يسألونه النصر حين رأوا القتال قد نشب ورفع رسول الله ﷺ يديه إلى الله يسأله ما وعده ويسأله
416
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ﴾ قال « أقبلت عير أهل مكة من الشام فبلغ أهل المدينة ذلك، فخرجوا ومعهم رسول الله ﷺ يريد العير، فبلغ أهل مكة ذلك فخرجوا فأسرعوا السير إليها لكي لا يغلب عليها رسول الله ﷺ وأصحابه، فسبقت العير رسول الله ﷺ، وكان الله تعالى وعدهم إحدى الطائفتين، وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم وأيسر شوكة وأخصر نفراً، فلما سبقت العير وفاتت رسول الله ﷺ، سار رسول الله ﷺ بالمسلمين يريد القوم، فكره القوم مسيرهم لشوكة القوم، فنزل النبي ﷺ والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة، فأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ فوسوس بينهم، يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون مجنبين، وأمطر الله عليهم مطراً شديداً فشرب المسلمون وتطهروا، فأذهب الله عنهم رجز الشيطان واشف الرمل من إصابة المطر، ومشى الناس عليه والدواب فساروا إلى القوم، وأمد الله نبيه ﷺ والمؤمنين بألف من الملائكة عليهم السلام، فكان جبريل عليه السلام في خمسمائة من الملائكة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة من الملائكة مجنبة، وجاء إبليس في جند معه راية في صورة رجال من بني مدلج، والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، فقال الشيطان للمشركين ﴿ لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ﴾ [ الأنفال : ٤٨ ] فلما اصطف القوم قال أبو جهل : اللهم أولانا بالحق فانصره. ورفع رسول الله ﷺ يديه فقال : يا رب إن تهلك هذه العصابة في الأرض فلن تعبد في الأرض أبداً. فقال له جبريل : خذ قبضة من التراب فأرم به وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه من تلك القبضة فولوا مدبرين، وأقبل جبريل عليه السلام فلما رآه إبليس وكانت يده في يد رجل من المشركين، انتزع إبليس يده ثم ولى مدبراً وشيعته فقال الرجل : يا سراقة أتزعم أنك لنا جار؟ فقال : إني أرى ما لا ترون، إني أخاف الله والله شديد العقاب، فذلك حين رأى الملائكة ».
417
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ﴾ قال : الطائفتان احداهما أبو سفيان أقبل بالعير من الشام، والطائفة الأخرى أبو جهل بن هشام معه نفر من قريش، فكره المسلمون الشوكة والقتال وأحبوا أن يلتقوا العير، وأراد الله ما أراد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ﴾ قال : هي عير أبي سفيان، ودّ أصحاب محمد ﷺ إن العير كانت لهم وإن القتال صرف عنهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ويقطع دابر الكافرين ﴾ أي يستأصلهم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل لرسول الله ﷺ حين فرغ من بدر : عليك العير ليس دونها شيء، فناداه العباس رضي الله عنه وهو في وثاقه أسير : أنه لا يصلح لك. قال : ولم؟ قال : لأن الله إنما وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك. قال : صدقت.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ﴾ قال : هي عير أبي سفيان، ودّ أصحاب محمد ﷺ إن العير كانت لهم وإن القتال صرف عنهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ويقطع دابر الكافرين ﴾ أي يستأصلهم.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قيل لرسول الله ﷺ حين فرغ من بدر : عليك العير ليس دونها شيء، فناداه العباس رضي الله عنه وهو في وثاقه أسير : أنه لا يصلح لك. قال : ولم؟ قال : لأن الله إنما وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك. قال : صدقت.
418
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو عوانة وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال « حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر نظر النبي ﷺ إلى أصحابه وهم ثلثمائة رجل وبضعة عشر رجلاً، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل نبي الله ﷺ ثم مد يده وجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإِسلام لا تعبد في الأرض. فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر رضي الله عنه، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تعالى ﴿ إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ﴾.
فلما كان يومئذ والتقوا هزم الله المشركين فقتل منهم سبعون رجلاً، واستشار رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعلياً رضي الله عنهم؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوّة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضداً. فقال رسول الله ﷺ : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت : ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه حتى يعلم الله تعالى أنه ليس في قلوبنا مودة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم. فهوى رسول الله ﷺ ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر رضي الله عنه : فغدوت إلى النبي ﷺ وأبو بكر رضي الله عنه وهما يبكيان. فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما... ؟! قال النبي ﷺ : الذي عرض على أصحابك من أخذ الفداء قد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة الشجرة قريبة، وأنزل الله تعالى ﴿ ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ﴾ [ الأنفال : ٦٧ ] إلى قوله ﴿ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم ﴾ من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب رسول الله ﷺ : وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه. فأنزل الله تعالى ﴿ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ﴾ [ آل عمران : ١٦٥ ] بأخذكم الفداء. قال ابن عباس رضي الله عنهما : بينما رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالصوت فوقه وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو قد خطم وشق وجهه كضربة السوط، فاحضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله ﷺ فقال : صدقت، ذاك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين ».
فلما كان يومئذ والتقوا هزم الله المشركين فقتل منهم سبعون رجلاً، واستشار رسول الله ﷺ أبا بكر وعمر وعلياً رضي الله عنهم؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوّة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضداً. فقال رسول الله ﷺ : ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت : ما رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب عنقه حتى يعلم الله تعالى أنه ليس في قلوبنا مودة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم. فهوى رسول الله ﷺ ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد قال عمر رضي الله عنه : فغدوت إلى النبي ﷺ وأبو بكر رضي الله عنه وهما يبكيان. فقلت : يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما... ؟! قال النبي ﷺ : الذي عرض على أصحابك من أخذ الفداء قد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة الشجرة قريبة، وأنزل الله تعالى ﴿ ما كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ﴾ [ الأنفال : ٦٧ ] إلى قوله ﴿ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم ﴾ من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفر أصحاب رسول الله ﷺ : وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه. فأنزل الله تعالى ﴿ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ﴾ [ آل عمران : ١٦٥ ] بأخذكم الفداء. قال ابن عباس رضي الله عنهما : بينما رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالصوت فوقه وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم إذ نظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقياً فنظر إليه فإذا هو قد خطم وشق وجهه كضربة السوط، فاحضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله ﷺ فقال : صدقت، ذاك من مدد السماء الثالثة فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين ».
419
وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه قال : نزل جبريل عليه السلام في ألف من الملائكة عن ميمنة النبي ﷺ وفيها أبو بكر رضي الله عنه، ونزل ميكائيل عليه السلام في ألف من الملائكة عن ميسرة النبي ﷺ وأنا في الميسرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة رضي الله عنه « أن رسول الله قال يوم بدر : هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ».
وأخرج سنيد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال : ما أمد النبي ﷺ بأكثر من هذه الألف التي ذكر الله تعالى في الأنفال، وما ذكر الثلاثة آلاف أو الخمسة آلاف إلا بشرى، ثم أمدوا بالألف ما أمدوا بأكثر منه.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه وكان من أهل بدر قال :« جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال » من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها. قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة « ».
وأخرج أبو الشيخ عن عطية بن قيس رضي الله عنه قال : وقف جبريل عليه السلام على فرس أخضر أنثى قد علاه الغبار، وبيد جبريل عليه السلام رمح وعليه درع فقال : يا محمد إن الله بعثني إليك فأمرني أن لا أفارقك حتى ترضى فهل رضيت؟ فقال رسول الله ﷺ : نعم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ يقال : المدد.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ يقال : المدد.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : وراء كل ملك ملك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة رضي الله عنه « أن رسول الله قال يوم بدر : هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ».
وأخرج سنيد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال : ما أمد النبي ﷺ بأكثر من هذه الألف التي ذكر الله تعالى في الأنفال، وما ذكر الثلاثة آلاف أو الخمسة آلاف إلا بشرى، ثم أمدوا بالألف ما أمدوا بأكثر منه.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي الله عنه وكان من أهل بدر قال :« جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال » من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها. قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة « ».
وأخرج أبو الشيخ عن عطية بن قيس رضي الله عنه قال : وقف جبريل عليه السلام على فرس أخضر أنثى قد علاه الغبار، وبيد جبريل عليه السلام رمح وعليه درع فقال : يا محمد إن الله بعثني إليك فأمرني أن لا أفارقك حتى ترضى فهل رضيت؟ فقال رسول الله ﷺ : نعم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ يقال : المدد.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ يقال : المدد.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : وراء كل ملك ملك.
420
وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي رضي الله عنه قال : كان ألف مردفين وثلاثة آلاف منزلين فكانوا أربعة آلاف، وهم مدد المسلمين في ثغورهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : ممدين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : متتابعين، أمدهم الله تعالى بألف، ثم بثلاثة، ثم أكملهم خمسة آلاف ﴿ وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ﴾ قال : يعني نزول الملائكة عليهم السلام قال : وذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال : أما يوم بدر فلا نشك أن الملائكة عليهم السلام كانوا معنا، وأما بعد ذلك فالله أعلم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه ﴿ مردفين ﴾ قال : بعضهم على أثر بعض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وما جعله الله إلا بشرى ﴾ قال : إنما جعلهم الله يستبشر بهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : ممدين.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ مردفين ﴾ قال : متتابعين، أمدهم الله تعالى بألف، ثم بثلاثة، ثم أكملهم خمسة آلاف ﴿ وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ﴾ قال : يعني نزول الملائكة عليهم السلام قال : وذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال : أما يوم بدر فلا نشك أن الملائكة عليهم السلام كانوا معنا، وأما بعد ذلك فالله أعلم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه ﴿ مردفين ﴾ قال : بعضهم على أثر بعض.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وما جعله الله إلا بشرى ﴾ قال : إنما جعلهم الله يستبشر بهم.
421
أخرج أبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن علي رضي الله عنه قال : ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله ﷺ يصلي تحت الشجرة حتى أصبح.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله ﴿ إذ يغشاكم النعاس أمنة منه ﴾ قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في المؤمنين يوم بدر، فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ أمنة ﴾ قال : أمنا من الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : النعاس في الرأس، والنوم في القلب.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : كان النعاس أمنة من الله، وكان النعاس نعاسين. نعاس يوم بدر، ونعاس يوم أحد.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله ﴿ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ﴾ قال : طس كان يوم بدر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ﴾ قال : المطر : أنزله عليهم قبل النعاس فاطفأ بالمطر الغبار، والتبدت به الأرض، وطابت به أنفسهم، وثبتت به أقدامهم.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : بعث الله السماء وكان الوادي دهساً، وأصاب رسول الله ﷺ وأصحابه منها ما لبد الأرض ولم يمنعهم المسير، وأصاب قريشاً ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن المشركين غلبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء، فظمىء المسلمون وصلوا مجنبين محدثين فكانت بينهم رمال، فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال : أتزعمون أن فيكم نبياً وإنكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين؟ فأنزل الله من السماء ماء فسال عليهم الوادي ماء، فشرب المسلمون وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ رجز الشيطان ﴾ قال : وسوسته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ وليربط على قلوبكم ﴾ قال : بالصبر ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾ قال : كان ببطن الوادي دهاس، فلما مطر اشتد الرملة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾ قال : حتى يشتد على الرمل، وهو وجه الأرض.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ يصلي تلك الليلة ليلة بدر، ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد، وأصابهم تلك الليلة مطر شديد، فذلك قوله ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب رضي الله عنه في قوله ﴿ إذ يغشاكم النعاس أمنة منه ﴾ قال : بلغنا أن هذه الآية أنزلت في المؤمنين يوم بدر، فيما أغشاهم الله من النعاس أمنة منه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ أمنة ﴾ قال : أمنا من الله.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال : النعاس في الرأس، والنوم في القلب.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : كان النعاس أمنة من الله، وكان النعاس نعاسين. نعاس يوم بدر، ونعاس يوم أحد.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله ﴿ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ﴾ قال : طس كان يوم بدر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ﴾ قال : المطر : أنزله عليهم قبل النعاس فاطفأ بالمطر الغبار، والتبدت به الأرض، وطابت به أنفسهم، وثبتت به أقدامهم.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : بعث الله السماء وكان الوادي دهساً، وأصاب رسول الله ﷺ وأصحابه منها ما لبد الأرض ولم يمنعهم المسير، وأصاب قريشاً ما لم يقدروا على أن يرتحلوا معه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن المشركين غلبوا المسلمين في أول أمرهم على الماء، فظمىء المسلمون وصلوا مجنبين محدثين فكانت بينهم رمال، فألقى الشيطان في قلوبهم الحزن وقال : أتزعمون أن فيكم نبياً وإنكم أولياء الله وتصلون مجنبين محدثين؟ فأنزل الله من السماء ماء فسال عليهم الوادي ماء، فشرب المسلمون وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ رجز الشيطان ﴾ قال : وسوسته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ﴿ وليربط على قلوبكم ﴾ قال : بالصبر ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾ قال : كان ببطن الوادي دهاس، فلما مطر اشتد الرملة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾ قال : حتى يشتد على الرمل، وهو وجه الأرض.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال : كان رسول الله ﷺ يصلي تلك الليلة ليلة بدر، ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد، وأصابهم تلك الليلة مطر شديد، فذلك قوله ﴿ ويثبت به الأقدام ﴾.
أخرج ابن أبي حاتم أخبرنا أبو بدر عباد بن الوليد المغبري فيما كتب إلي قال : سمعت أبا سعيد أحمد بن داود الحداد يقول : إنه لم يقل الله لشيء أنه معه إلا للملائكة يوم بدر. قال : إني معكم بالنصر.
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال : لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : قال أبي : يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وان أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« إن المشركين من قريش لما خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها نزلوا على الماء يوم بدر فغلبوا المؤمنين عليه، فأصاب المؤمنين الظمأ فجعلوا يصلون مجنبين ومحدثين؟ فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم : أتزعمون أن فيكم النبي ﷺ وإنكم أولياء الله وقد غلبتم على الماء وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين؟ حتى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبي ﷺ : فأنزل الله من السماء ماء حتى سال الوادي، فشرب المؤمنون، وملأوا الأسقية، وسقوا الركاب، واغتسلوا من الجنابة، فجعل الله في ذلك طهوراً وثبت أقدامهم، وذلك أنه كانت بينهم وبين القوم رملة، فبعث الله المطر عليها فلبدها حتى اشتدت وثبت عليها الأقدام، ونفر النبي ﷺ بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، منهم سبعون ومائتان من الأنصار وسائرهم من المهاجرين، وسيد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة لكبر سنه.
فقال عتبة : يا معشر قريش إني لكم ناصح وعليكم مشفق لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم، وقد بلغتم الذي تريدون وقد نجا أبو سفيان فارجعوا وأنتم سالمون، فإن يكن محمد صادقاً فأنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذباً فأنتم أحق من حقن دمه. فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفج وجهه وقال له : قد امتلأت أحشاؤك رعباً. فقال له عتبة : سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه.
فنزل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، حتى إذا كانوا أقرب أسنة المسلمين قالوا : ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم. فقام غلمة من بني الخزرج فاجلسهم النبي ﷺ ثم قال : يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم - والنبي منكم - غلمة بني الخزرج؟ فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، فمشوا إليهم في الحديد فقال عتبة : تكلموا نعرفكم، فإن تكونوا أكفاءنا نقاتلكم. فقال حمزة رضي الله عنه : أنا أسد الله وأسد رسول الله ﷺ. فقال له عتبة : كفء كريم. فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله، ثم قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة فاختلفا ضربتين فضربه علي رضي الله عنه فقتله، ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه، وكر حمزة على عتبة فقتله، فقام النبي ﷺ فقال » اللهم ربنا أَنْزَلْتَ عليَّ الكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا تخلف الميعاد « فأتاه جبريل عليه السلام، فأنزل عليه ﴿ ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ﴾ [ آل عمران : ١٢٤ ] فأوحى الله إلى الملائكة ﴿ إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ فقتل أبو جهل في تسعة وستين رجلاً، وأسر عقبة بن أبي معيط فقتل صبراً، فوفى ذلك سبعين وأسر سبعون.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن بعض بني ساعدة قال : سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه بعدما أصيب بصره يقول : لو كنت معكم ببدر الآن ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى، فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس، وأوحى الله : إليهم إني معكم فثبتوا الذين آمنوا، وتثبيتهم أن الملائكة عليهم السلام تأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول : ابشروا فإنهم ليسوا بشيء والله معكم كروا عليهم، فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه وقال : إني بريء منكم وهو في صورة سراقة، وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه ويقول : لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على موعد من محمد ﷺ وأصحابه، ثم قال : واللات والعزى لا نرجع حتى نقرن محمداً وأصحابه في الحبال، فلا تقتلوا وخذوهم أخذاً ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال : لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : قال أبي : يا بني لقد رأيتنا يوم بدر وان أحدنا ليشير بسيفه إلى رأس المشرك فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« إن المشركين من قريش لما خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها نزلوا على الماء يوم بدر فغلبوا المؤمنين عليه، فأصاب المؤمنين الظمأ فجعلوا يصلون مجنبين ومحدثين؟ فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم : أتزعمون أن فيكم النبي ﷺ وإنكم أولياء الله وقد غلبتم على الماء وأنتم تصلون مجنبين ومحدثين؟ حتى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبي ﷺ : فأنزل الله من السماء ماء حتى سال الوادي، فشرب المؤمنون، وملأوا الأسقية، وسقوا الركاب، واغتسلوا من الجنابة، فجعل الله في ذلك طهوراً وثبت أقدامهم، وذلك أنه كانت بينهم وبين القوم رملة، فبعث الله المطر عليها فلبدها حتى اشتدت وثبت عليها الأقدام، ونفر النبي ﷺ بجميع المسلمين وهم يومئذ ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً، منهم سبعون ومائتان من الأنصار وسائرهم من المهاجرين، وسيد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة لكبر سنه.
فقال عتبة : يا معشر قريش إني لكم ناصح وعليكم مشفق لا أدخر النصيحة لكم بعد اليوم، وقد بلغتم الذي تريدون وقد نجا أبو سفيان فارجعوا وأنتم سالمون، فإن يكن محمد صادقاً فأنتم أسعد الناس بصدقه، وإن يك كاذباً فأنتم أحق من حقن دمه. فالتفت إليه أبو جهل فشتمه وفج وجهه وقال له : قد امتلأت أحشاؤك رعباً. فقال له عتبة : سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه.
فنزل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، حتى إذا كانوا أقرب أسنة المسلمين قالوا : ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم. فقام غلمة من بني الخزرج فاجلسهم النبي ﷺ ثم قال : يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم - والنبي منكم - غلمة بني الخزرج؟ فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، فمشوا إليهم في الحديد فقال عتبة : تكلموا نعرفكم، فإن تكونوا أكفاءنا نقاتلكم. فقال حمزة رضي الله عنه : أنا أسد الله وأسد رسول الله ﷺ. فقال له عتبة : كفء كريم. فوثب إليه شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله، ثم قام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة فاختلفا ضربتين فضربه علي رضي الله عنه فقتله، ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة فاختلفا ضربتين فجرح كل واحد منهما صاحبه، وكر حمزة على عتبة فقتله، فقام النبي ﷺ فقال » اللهم ربنا أَنْزَلْتَ عليَّ الكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا تخلف الميعاد « فأتاه جبريل عليه السلام، فأنزل عليه ﴿ ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ﴾ [ آل عمران : ١٢٤ ] فأوحى الله إلى الملائكة ﴿ إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ فقتل أبو جهل في تسعة وستين رجلاً، وأسر عقبة بن أبي معيط فقتل صبراً، فوفى ذلك سبعين وأسر سبعون.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن بعض بني ساعدة قال : سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه بعدما أصيب بصره يقول : لو كنت معكم ببدر الآن ومعي بصري لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى، فلما نزلت الملائكة ورآها إبليس، وأوحى الله : إليهم إني معكم فثبتوا الذين آمنوا، وتثبيتهم أن الملائكة عليهم السلام تأتي الرجل في صورة الرجل يعرفه فيقول : ابشروا فإنهم ليسوا بشيء والله معكم كروا عليهم، فلما رأى إبليس الملائكة نكص على عقبيه وقال : إني بريء منكم وهو في صورة سراقة، وأقبل أبو جهل يحضض أصحابه ويقول : لا يهولنكم خذلان سراقة إياكم فإنه كان على موعد من محمد ﷺ وأصحابه، ثم قال : واللات والعزى لا نرجع حتى نقرن محمداً وأصحابه في الحبال، فلا تقتلوا وخذوهم أخذاً ».
423
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « لما حضر القتال ورسول الله ﷺ رافع يديه يسأل الله النصر، ويقول : اللهم إن ظهروا على هذه العصابة ظهر الشرك، ولا يقوم لك دين، وأبو بكر رضي الله عنه يقول : والله لينصرنك الله وليبيضن وجهك، فأنزل الله تعالى ألفاً من الملائكة مردفين عند أكتاف العدو، وقال رسول الله ﷺ : أبشر يا أبا بكر هذا جبريل عليه السلام معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرسه بين السماء والأرض، فلما نزل إلى الأرض تغيب عني ساعة ثم نزل على ثناياه النقع، يقول : أتاك نصر الله إذ دعوته ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة عليهم السلام ممن قتلوهم بضرب على الأعناق وعلى البنان مثل سمة النار قد أحرق به.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : كان الناس يوم بدر يعرفون قتلى الملائكة عليهم السلام ممن قتلوهم بضرب على الأعناق وعلى البنان مثل سمة النار قد أحرق به.
424
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ فاضربوا فوق الأعناق ﴾ يقول : الرؤوس.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله ﴿ فاضربوا فوق الأعناق ﴾ قال : اضربوا الأعناق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ فاضربوا فوق الأعناق ﴾ يقول : اضربوا الرقاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : كل مفصل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : أضرب منه الوجه والعين، وارمه بشهاب من نار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : أطراف الأصابع وبلغة هذيل الجسد كله. قال : فأنشدني في كلتيهما؟ قال : نعم، أما أطراف الأصابع فقول عنترة العبسي :
وقال الهذلي في الجسد :
وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عن أبي داود المازني رضي الله عنه قال : بينا أنا أتبع رجلاً من المشركين يوم بدر، فاهويت إليه بسيفي فوقع رأسه قبل أن يصل سيفي إليه، فعرفت أن قد قتلته غيري.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : ما وقعت يومئذ ضربة إلا برأس أو وجه أو مفصل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله ﴿ فاضربوا فوق الأعناق ﴾ قال : اضربوا الأعناق.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ فاضربوا فوق الأعناق ﴾ يقول : اضربوا الرقاب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : كل مفصل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : أضرب منه الوجه والعين، وارمه بشهاب من نار.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى ﴿ واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : أطراف الأصابع وبلغة هذيل الجسد كله. قال : فأنشدني في كلتيهما؟ قال : نعم، أما أطراف الأصابع فقول عنترة العبسي :
فنعم فوارس الهيجاء قومي | إذا علق الأعنة بالبنان |
لها أسد شاكي البنان مقذف | له لبد أظفاره لم تقلم |
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ﴾ قال : ما وقعت يومئذ ضربة إلا برأس أو وجه أو مفصل.
425
أخرج البخاري في تاريخه والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن نافع رضي الله عنه أنه سأل ابن عمر رضي الله عنهما قال : إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ولا ندري من الفئة أمامنا أو عسكرنا؟ فقال لي : الفئة رسول الله ﷺ. فقلت : إن الله تعالى يقول ﴿ إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار ﴾ قال : إنما أنزلت هذه الآية في أهل بدر لا قبلها ولا بعدها.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : إنها كانت لأهل بدر خاصة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي نضرة رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ الآية. قال : نزلت يوم بدر ولم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لم ينحازوا إلا للمشركين.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا تغرنكم هذه الآية فإنها كانت يوم بدر، وأنا فئة لكل مسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : ذاكم يوم بدر لأنهم كانوا مع رسول الله ﷺ.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : نزلت في أهل بدر خاصة، ما كان لهم أن يهزموا عن رسول الله ﷺ ويتركوه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : إنما كانت يوم بدر خاصة، ليس الفرار من الزحف من الكبائر.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : ذاك في يوم بدر.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال : إنما كان يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : يرون أن ذلك في بدر، ألا ترى أنه يقول ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال : أوجب الله تعالى لمن فر يوم بدر النار. قال : ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله ﴿ فقد باء بغضب من الله ﴾ فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : إنها كانت لأهل بدر خاصة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي نضرة رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ الآية. قال : نزلت يوم بدر ولم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لم ينحازوا إلا للمشركين.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لا تغرنكم هذه الآية فإنها كانت يوم بدر، وأنا فئة لكل مسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : ذاكم يوم بدر لأنهم كانوا مع رسول الله ﷺ.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : نزلت في أهل بدر خاصة، ما كان لهم أن يهزموا عن رسول الله ﷺ ويتركوه.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : إنما كانت يوم بدر خاصة، ليس الفرار من الزحف من الكبائر.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : ذاك في يوم بدر.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال : إنما كان يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي الله عنه ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : يرون أن ذلك في بدر، ألا ترى أنه يقول ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه قال : أوجب الله تعالى لمن فر يوم بدر النار. قال : ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله ﴿ فقد باء بغضب من الله ﴾ فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال
426
﴿ إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ﴾ [ آل عمران : ١٥٥ ] ثم كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين فقال ﴿ ثم وليتم مدبرين ﴾ [ التوبة : ٢٥ ]. ﴿ ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء ﴾ [ التوبة : ٢٧ ].
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : يعني يوم بدر خاصة منهزماً ﴿ إلا متحرفاً لقتال ﴾ يعني مستطرداً يريد الكرة على المشركين ﴿ أو متحيزاً إلى فئة ﴾ يعني أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة ﴿ فقد باء بغضب من الله ﴾ يقول : استوجب سخطاً من الله ﴿ ومأواه جهنم وبئس المصير ﴾ فهذا يوم بدر خاصة، كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين، وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال : المتحرف : المتقدم في أصحابه، إنه يرى غرة من العدو فيصيبها، والمتحيز : الفار إلى رسول الله ﷺ وأصحابه، وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه قال : وإنما هذه وعيد من الله تعالى لأصحاب محمد ﷺ أن لا يفروا، وإنما كان النبي ﷺ ثبتهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال ﴿ الآن خفف الله عنكم ﴾ [ الأنفال : ٦٦ ].
وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الفرار من الزحف من الكبائر لأن الله تعالى قال ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : الفرار من الزحف من الكبائر.
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد واللفظ له وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :« كنا في غزاة، فحاص الناس حيصه قلنا : كيف نلقى النبي ﷺ وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟! فأتينا النبي ﷺ قبل صلاة الفجر، فخرج فقال » من القوم... ؟ فقلنا : نحن الفرارون. فقال : لا بل أنتم العكارون. فقبلنا يده فقال : أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين، ثم قرأ ﴿ إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة ﴾ « ».
وأخرج ابن مردويه عن أمامة رضي الله عنها مولاة النبي ﷺ قالت : كنت أوضىء النبي ﷺ أفرغ على يديه، إذ دخل عليه رجل فقال : يا رسول الله أريد اللحوق بأهلي فأوصني بوصية أحفظها عنك.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : يعني يوم بدر خاصة منهزماً ﴿ إلا متحرفاً لقتال ﴾ يعني مستطرداً يريد الكرة على المشركين ﴿ أو متحيزاً إلى فئة ﴾ يعني أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة ﴿ فقد باء بغضب من الله ﴾ يقول : استوجب سخطاً من الله ﴿ ومأواه جهنم وبئس المصير ﴾ فهذا يوم بدر خاصة، كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين، وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال : المتحرف : المتقدم في أصحابه، إنه يرى غرة من العدو فيصيبها، والمتحيز : الفار إلى رسول الله ﷺ وأصحابه، وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه قال : وإنما هذه وعيد من الله تعالى لأصحاب محمد ﷺ أن لا يفروا، وإنما كان النبي ﷺ ثبتهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره ﴾ قال : هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال ﴿ الآن خفف الله عنكم ﴾ [ الأنفال : ٦٦ ].
وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الفرار من الزحف من الكبائر لأن الله تعالى قال ﴿ ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : الفرار من الزحف من الكبائر.
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد واللفظ له وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :« كنا في غزاة، فحاص الناس حيصه قلنا : كيف نلقى النبي ﷺ وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟! فأتينا النبي ﷺ قبل صلاة الفجر، فخرج فقال » من القوم... ؟ فقلنا : نحن الفرارون. فقال : لا بل أنتم العكارون. فقبلنا يده فقال : أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين، ثم قرأ ﴿ إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة ﴾ « ».
وأخرج ابن مردويه عن أمامة رضي الله عنها مولاة النبي ﷺ قالت : كنت أوضىء النبي ﷺ أفرغ على يديه، إذ دخل عليه رجل فقال : يا رسول الله أريد اللحوق بأهلي فأوصني بوصية أحفظها عنك.
427
قال « لا تفر يوم الزحف، فإنه من فرَّ يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ».
وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من فر من اثنين فقد فر.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :« لما نزلت هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار... ﴾ الآية. قال لنا رسول الله ﷺ » قاتلوا كما قال الله « ».
وأخرج أحمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي ﷺ « أنه استعاذ من سبع موتات. موت الفجأة، ومن لدغ الحية، ومن السبع، ومن الغرق، ومن الحرق، ومن أن يخر عليه شيء، ومن القتل عند فرار الزحف ».
وأخرج أحمد عن أبي اليسر رضي الله عنه « أن رسول الله كان يدعو بهؤلاء الكلمات السبع يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ».
وأخرج ابن سعد وأبو داود والترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات عن بلال بن يسار عن زيد مولى رسول الله ﷺ عن أبيه عن جده « أنه سمع رسول الله يقول : من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله « من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاثاً غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مثله موقوفاً، وله حكم الرفع. والله تعالى أعلم.
وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من فر من اثنين فقد فر.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :« لما نزلت هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار... ﴾ الآية. قال لنا رسول الله ﷺ » قاتلوا كما قال الله « ».
وأخرج أحمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي ﷺ « أنه استعاذ من سبع موتات. موت الفجأة، ومن لدغ الحية، ومن السبع، ومن الغرق، ومن الحرق، ومن أن يخر عليه شيء، ومن القتل عند فرار الزحف ».
وأخرج أحمد عن أبي اليسر رضي الله عنه « أن رسول الله كان يدعو بهؤلاء الكلمات السبع يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً ».
وأخرج ابن سعد وأبو داود والترمذي والبيهقي في الأسماء والصفات عن بلال بن يسار عن زيد مولى رسول الله ﷺ عن أبيه عن جده « أنه سمع رسول الله يقول : من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ».
وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله « من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاثاً غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف ».
وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مثله موقوفاً، وله حكم الرفع. والله تعالى أعلم.
428
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ فلم تقتلوهم ﴾ قال : لأصحاب محمد ﷺ حين قال هذا قتلت وهذا قتلت ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ قال : محمد ﷺ حين حصب الكفار.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ قال : رماهم يوم بدر بالحصباء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : ما وقع شيء من الحصباء إلا في عين رجل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ قال : هذا يوم بدر، أخذ رسول الله ﷺ ثلاث حصيات فرمى بحصاة بين أظهرهم، فقال : شاهت الوجوه فانهزموا.
وأخرج ابن عساكر عن محكول رضي الله عنه قال : لما كرَّ علي وحمزة على شيبة بن ربيعة، غضب المشركون وقالوا : اثنان بواحد؟! فاشتغل القتال، فقال رسول الله ﷺ « اللهم إنك أمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا خلف لوعدك، وأخذ قبضة من حصى فرمى بها في وجوههم فانهزموا بإذن الله تعالى، فذلك قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال « لما كان يوم بدر سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله ﷺ بتلك الحصباء وقال : شاهت الوجوه. فانهزمنا، فذلك قول الله تعالى ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية ».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال :« سمعت صوت حصيات وقعن من السماء يوم بدر كأنهن وقعن في طست، فلما اصطف الناس أخذهن رسول الله ﷺ فرمى بهن في وجوه المشركين فانهزموا، فذلك قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ قال : قال رسول الله ﷺ لعلي رضي الله عنه » ناولني قبضة من حصباء. فناوله فرمى بها في وجوه القوم، فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت هذه الآية ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية « ».
وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي رضي الله عنهما قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض، أخذ رسول الله ﷺ قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال : شاهت الوجوه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ قال : رماهم يوم بدر بالحصباء.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال : ما وقع شيء من الحصباء إلا في عين رجل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ قال : هذا يوم بدر، أخذ رسول الله ﷺ ثلاث حصيات فرمى بحصاة بين أظهرهم، فقال : شاهت الوجوه فانهزموا.
وأخرج ابن عساكر عن محكول رضي الله عنه قال : لما كرَّ علي وحمزة على شيبة بن ربيعة، غضب المشركون وقالوا : اثنان بواحد؟! فاشتغل القتال، فقال رسول الله ﷺ « اللهم إنك أمرتني بالقتال ووعدتني النصر ولا خلف لوعدك، وأخذ قبضة من حصى فرمى بها في وجوههم فانهزموا بإذن الله تعالى، فذلك قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال « لما كان يوم بدر سمعنا صوتاً وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله ﷺ بتلك الحصباء وقال : شاهت الوجوه. فانهزمنا، فذلك قول الله تعالى ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية ».
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال :« سمعت صوت حصيات وقعن من السماء يوم بدر كأنهن وقعن في طست، فلما اصطف الناس أخذهن رسول الله ﷺ فرمى بهن في وجوه المشركين فانهزموا، فذلك قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ قال : قال رسول الله ﷺ لعلي رضي الله عنه » ناولني قبضة من حصباء. فناوله فرمى بها في وجوه القوم، فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت هذه الآية ﴿ وما رميت إذ رميت ﴾ الآية « ».
وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس ومحمد بن كعب القرظي رضي الله عنهما قالا : لما دنا القوم بعضهم من بعض، أخذ رسول الله ﷺ قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم وقال : شاهت الوجوه.
429
فدخلت في أعينهم كلهم، وأقبل أصحاب رسول الله ﷺ يقتلونهم، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله ﷺ، فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ إلى قوله ﴿ سميع عليم ﴾ «.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف يركض فرسه حتى دنا من رسول الله ﷺ، واعترض رجال من المسلمين لأبي بن خلف ليقتلوه، فقال لهم رسول الله ﷺ » استأخروا فاستأخروا، فأخذ رسول الله ﷺ حربته في يده، فرمى بها أبي بن خلف وكسر ضلعاً من أضلاعه، فرجع أبي بن خلف إلى أصحابه ثقيلاً فاحتملوه حين ولوا قافلين، فطفقوا يقولون : لا بأس، فقال أبي حين قالوا له ذلك : والله لو كانت بالناس لقتلتهم، ألم يقل إني أقتلك إن شاء الله؟ فانطلق به أصحابه ينعشونه حتى مات ببعض الطريق فدفنوه، قال ابن المسيب رضي الله عنه : وفي ذلك أنزل الله تعالى ﴿ وما رميت إذ رميت... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب والزهري رضي الله عنهما قالا : أنزلت في رمية رسول الله ﷺ يوم أحد أبي بن خلف بالحربة وهو في لامته، فخدشه في ترقوته فجعل يتدأدأ عن فرسه مراراً حتى كانت وفاته بها بعد أيام، قاسى فيها العذاب الأليم موصولاً بعذاب البرزخ المتصل بعذاب الآخرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ قال : حيث رمى أبي بن خلف يوم أحد بحربته فقيل له : إن يك الأجحش. قال : أليس قال : أنا أقتلك؟ والله لو قالها لجميع الخلق لماتوا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه « أن رسول الله - يوم ابن أبي الحقيق - دعا بقوس : فأتى بقوس طويلة فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كيداء، فرمى رسول الله ﷺ الحصن، فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق في فراشه، فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ ».
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ ولكن الله رمى ﴾ أي لم يكن ذلك برميتك لولا الذي جعل الله تعالى من نصرك وما ألقى في صدور عدوك منها حتى هزمتهم ﴿ وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً ﴾ أي يعرف المؤمنين من نعمته عليهم في إظهارهم عدوّهم مع كثرة عدوّهم وقلة عددهم، ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف يركض فرسه حتى دنا من رسول الله ﷺ، واعترض رجال من المسلمين لأبي بن خلف ليقتلوه، فقال لهم رسول الله ﷺ » استأخروا فاستأخروا، فأخذ رسول الله ﷺ حربته في يده، فرمى بها أبي بن خلف وكسر ضلعاً من أضلاعه، فرجع أبي بن خلف إلى أصحابه ثقيلاً فاحتملوه حين ولوا قافلين، فطفقوا يقولون : لا بأس، فقال أبي حين قالوا له ذلك : والله لو كانت بالناس لقتلتهم، ألم يقل إني أقتلك إن شاء الله؟ فانطلق به أصحابه ينعشونه حتى مات ببعض الطريق فدفنوه، قال ابن المسيب رضي الله عنه : وفي ذلك أنزل الله تعالى ﴿ وما رميت إذ رميت... ﴾ الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب والزهري رضي الله عنهما قالا : أنزلت في رمية رسول الله ﷺ يوم أحد أبي بن خلف بالحربة وهو في لامته، فخدشه في ترقوته فجعل يتدأدأ عن فرسه مراراً حتى كانت وفاته بها بعد أيام، قاسى فيها العذاب الأليم موصولاً بعذاب البرزخ المتصل بعذاب الآخرة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري رضي الله عنه في قوله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ قال : حيث رمى أبي بن خلف يوم أحد بحربته فقيل له : إن يك الأجحش. قال : أليس قال : أنا أقتلك؟ والله لو قالها لجميع الخلق لماتوا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي الله عنه « أن رسول الله - يوم ابن أبي الحقيق - دعا بقوس : فأتى بقوس طويلة فقال : جيئوني بقوس غيرها. فجاءوه بقوس كيداء، فرمى رسول الله ﷺ الحصن، فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق في فراشه، فأنزل الله ﴿ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ﴾ ».
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ ولكن الله رمى ﴾ أي لم يكن ذلك برميتك لولا الذي جعل الله تعالى من نصرك وما ألقى في صدور عدوك منها حتى هزمتهم ﴿ وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً ﴾ أي يعرف المؤمنين من نعمته عليهم في إظهارهم عدوّهم مع كثرة عدوّهم وقلة عددهم، ليعرفوا بذلك حقه ويشكروا بذلك نعمته.
430
أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن منده والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل عن ابن شهاب عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير. أن أبا جهل قال حين التقى القوم : اللهم اقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرف فاحنه الغداة. فكان ذلك استفتاحاً منه، فنزلت ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ الآية.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إن تستفتحوا ﴾ يعني المشركين، إن تستنصروا فقد جاءكم المدد.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه قال : قال أبو جهل يوم بدر : اللهم انصر إحدى الفئتين، وأفضل الفئتين، وخير الفئتين. فنزلت ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾.
وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ « إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنهم فئتهم من الله شيئاً ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ قال : كفار قريش في قولهم : ربنا افتح بيننا وبين محمد ﷺ وأصحابه. ففتح بينهم يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ قال : إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وإن تنتهوا ﴾ قال : عن قتال محمد ﷺ ﴿ وإن تعودوا نعد ﴾ قال : إن تستفتحوا الثانية افتح لمحمد ﷺ ﴿ وأن الله مع المؤمنين ﴾ قال : مع محمد ﷺ وأصحابه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإن تعودوا نعد ﴾ يقول : نعد لكم بالأسر والقتل.
أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ إن تستفتحوا ﴾ يعني المشركين، إن تستنصروا فقد جاءكم المدد.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه قال : قال أبو جهل يوم بدر : اللهم انصر إحدى الفئتين، وأفضل الفئتين، وخير الفئتين. فنزلت ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾.
وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ « إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنهم فئتهم من الله شيئاً ».
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ قال : كفار قريش في قولهم : ربنا افتح بيننا وبين محمد ﷺ وأصحابه. ففتح بينهم يوم بدر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله ﴿ إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ﴾ قال : إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء في يوم بدر.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ وإن تنتهوا ﴾ قال : عن قتال محمد ﷺ ﴿ وإن تعودوا نعد ﴾ قال : إن تستفتحوا الثانية افتح لمحمد ﷺ ﴿ وأن الله مع المؤمنين ﴾ قال : مع محمد ﷺ وأصحابه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وإن تعودوا نعد ﴾ يقول : نعد لكم بالأسر والقتل.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وهم لا يسمعون ﴾ قال : عاصون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله ﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾ قال : هم الكفار.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾ قال : هم نفر من قريش من بني عبد الدار.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الصم البكم الذين لا يعقلون ﴾ قال : لا يتبعون الحق.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : أنزلت في حي من أحياء العرب من بني عبد الدار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾ قال : الدواب الخلق، وقرأ ﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ﴾ [ فاطر : ٤٥ ]. ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على رزقها ﴾ [ هود : ٦ ] قال : هذا يدخل في هذا.
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾ قال : هم نفر من قريش من بني عبد الدار.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ الصم البكم الذين لا يعقلون ﴾ قال : لا يتبعون الحق.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : أنزلت في حي من أحياء العرب من بني عبد الدار.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث وقومه.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ إن شر الدواب عند الله ﴾ قال : الدواب الخلق، وقرأ ﴿ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ﴾ [ فاطر : ٤٥ ]. ﴿ وما من دابة في الأرض إلا على رزقها ﴾ [ هود : ٦ ] قال : هذا يدخل في هذا.
أخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ﴾ أي لأعد لهم قولهم الذي قالوا بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ ولو أسمعهم ﴾ بعد أن يعلم أن لا خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علمه بأنهم لا ينتفعون به.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال : قالوا : نحن صم عما يدعونا إليه محمد لا نسمعه بكم لا نجيبه فيه بتصديق، قتلوا جميعاً بأحد، وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ ولو أسمعهم ﴾ بعد أن يعلم أن لا خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علمه بأنهم لا ينتفعون به.
وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال : قالوا : نحن صم عما يدعونا إليه محمد لا نسمعه بكم لا نجيبه فيه بتصديق، قتلوا جميعاً بأحد، وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد.
أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ إذا دعاكم لما يحييكم ﴾ قال : هو هذا القرآن فيه الحياة والتقة والنجاة والعصمة في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ إذا دعاكم لما يحييكم ﴾ أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقوّاكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وأخرج ابن أبي شيبة وحشيش بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله، ويحول بين الكافر وبين الإِيمان وطاعة الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« سألت النبي ﷺ عن هذه الآية ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال » يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى « ».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين الكافر وبين أن يعي باباً من الخير أو يعمله أو يهتدي له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : علمه يحول بين المرء وقلبه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين المؤمن وبين معصيته التي تستوجب بها الهلكة، فلا بد لابن آدم أن يصيب دون ذلك، ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين، ويحول بين الكافر وبين طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئاً، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله تعالى، وتستقر عنده أعمال العباد.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال :« سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : قد سبقت بها عند رسول الله ﷺ إذ وصف لهم عن القضاء قال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه » اعمل فكل ميسر. قال : وما ذاك التيسير؟ قال : صاحب النار ميسر لعمل النار، وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة « ».
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أنه سمع غلاماً يدعو : اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها. فقال عمر رضي الله عنه : رحمك الله، ودعا له بخير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : في القرب منه.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي الله عنه في قوله ﴿ إذا دعاكم لما يحييكم ﴾ أي للحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقوّاكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم.
وأخرج ابن أبي شيبة وحشيش بن أصرم في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين المؤمن وبين الكفر ومعاصي الله، ويحول بين الكافر وبين الإِيمان وطاعة الله.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :« سألت النبي ﷺ عن هذه الآية ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال » يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر وبين الهدى « ».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين الكافر وبين أن يعي باباً من الخير أو يعمله أو يهتدي له.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله ﴿ واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : علمه يحول بين المرء وقلبه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قول الله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : يحول بين المؤمن وبين معصيته التي تستوجب بها الهلكة، فلا بد لابن آدم أن يصيب دون ذلك، ولا يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين، ويحول بين الكافر وبين طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئاً، وكان ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أمر الله تعالى، وتستقر عنده أعمال العباد.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب قال :« سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : قد سبقت بها عند رسول الله ﷺ إذ وصف لهم عن القضاء قال لعمر رضي الله عنه وغيره ممن سأله من أصحابه » اعمل فكل ميسر. قال : وما ذاك التيسير؟ قال : صاحب النار ميسر لعمل النار، وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة « ».
وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أنه سمع غلاماً يدعو : اللهم إنك تحول بين المرء وقلبه فحل بيني وبين الخطايا فلا أعمل بسوء منها. فقال عمر رضي الله عنه : رحمك الله، ودعا له بخير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ يحول بين المرء وقلبه ﴾ قال : في القرب منه.
أخرج أحمد والبزار وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر عن مطرف قال : قلنا للزبير : يا أبا عبد الله ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه؟ فقال : الزبير رضي الله عنه : إنا قرأنا على عهد رسول الله ﷺ وأبي بكر، وعمر وعثمان رضي الله عنهم ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾، ولم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت فينا حيث وقعت.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال : لقد قرأنا زماناً وما نرى إنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : البلاء، والأمر الذي هو كائن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال : أما والله لقد علم أقوام حين نزلت أنه سيخص بها قوم.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : علم - والله - ذو الألباب من أصحاب محمد ﷺ حين نزلت هذه الآية أنه سيكون فتن.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : نزلت في أصحاب محمد ﷺ خاصة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : هذه نزلت في أهل بدر خاصة، فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : أخبرت أنهم أصحاب الجمل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : تصيب الظالم والصالح عامة.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واتقوا فتنة... ﴾ الآية. قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ونعيم بن حماد في الفتن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن الزبير رضي الله عنه قال : لقد قرأنا زماناً وما نرى إنا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : البلاء، والأمر الذي هو كائن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : نزلت في علي وعثمان وطلحة والزبير.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال : أما والله لقد علم أقوام حين نزلت أنه سيخص بها قوم.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال : علم - والله - ذو الألباب من أصحاب محمد ﷺ حين نزلت هذه الآية أنه سيكون فتن.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : نزلت في أصحاب محمد ﷺ خاصة.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي في الآية قال : هذه نزلت في أهل بدر خاصة، فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا، فكان من المقتولين طلحة والزبير وهما من أهل بدر.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : أخبرت أنهم أصحاب الجمل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : تصيب الظالم والصالح عامة.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ﴾ قال : هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه لا يعقل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ واتقوا فتنة... ﴾ الآية. قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب.
أخرج ابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ واذكروا إذ أنتم قليل... ﴾ الآية. قال : كان هذا الحي أذل الناس ذلاً، وأشقاه عيشاً، وأجوعه بطوناً، وأعراه جلوداً، وأبينه ضلالة، معكوفين على رأس حجر بين فارس والروم. لا والله ما في بلادهم يحسدون عليه، من عاش منهم عاش شقياً، ومن مات منهم ردى في النار، يؤكلون ولا يأكلون. لا والله ما نعلم قبيلا ًمن حاضر الأرض يومئذ كان أشر منزلاً منهم حتى جاء الله بالإِسلام فمكن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلكم به ملوكاً على رقاب الناس، وبالإِسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا لله نعمه فإن ربكم منعم يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من الله تعالى.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ يتخطفكم الناس ﴾ قال : في الجاهلية بمكة فآواكم إلى الإِسلام.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه في قوله ﴿ يتخطفكم الناس ﴾ قال : الناس إذ ذاك : فارس والروم.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما « عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ﴾ قيل : يا رسول الله ومن الناس؟ قال » أهل فارس « ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ فآواكم ﴾ قال : إلى الأنصار بالمدينة ﴿ وأيدكم بنصره ﴾ قال : يوم بدر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ﴿ يتخطفكم الناس ﴾ قال : في الجاهلية بمكة فآواكم إلى الإِسلام.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه في قوله ﴿ يتخطفكم الناس ﴾ قال : الناس إذ ذاك : فارس والروم.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما « عن رسول الله ﷺ في قوله ﴿ واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس ﴾ قيل : يا رسول الله ومن الناس؟ قال » أهل فارس « ».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ فآواكم ﴾ قال : إلى الأنصار بالمدينة ﴿ وأيدكم بنصره ﴾ قال : يوم بدر.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. أن أبا سفيان خرج من مكة، فأتى جبريل النبي ﷺ فقال : إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا فاخرجوا إليه واكتموا. فكتب رجل من المنافقين إلى أبي سفيان : إن محمداً ﷺ يريدكم، فخذوا حذركم، فأنزل الله ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن قتادة رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ في أبي لبابة بن عبد المنذر، سألوه يوم قريظة ما هذا الأمر؟ فأشار إلى حلقه أنه الذبح، فنزلت قال أبو لبابة رضي الله عنه : ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله.
وأخرج سنيد وابن جرير عن الزهري رضي الله عنه في قوله ﴿ لا تخونوا الله والرسول... ﴾ الآية. قال « نزلت في أبي لبابة رضي الله عنه، بعثه رسول الله ﷺ فأشار إلى حلقه أنه الذبح، فقال أبو لبابة رضي الله عنه : لا والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب عليّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، ثم تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك. قال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذي يحلني. فجاء فحله بيده ».
وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ بعث أبا لبابة رضي الله عنه إلى قريظة وكان حليفاً لهم، فأومأ بيده أي الذبح، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ﴾ فقال رسول الله ﷺ لأمرأة أبي لبابة. أيصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة؟ فقالت : إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة ويحب الله ورسوله. فبعث إليه فأتاه فقال : يا رسول الله والله إني لأصلي وأصوم وأغتسل من الجنابة. وإنما نهست إلى النساء والصبيان فوقعت لهم ما زالت في قلبي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ».
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ﴾ قال : نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه نسختها الآية التي في براءة ﴿ وآخرون اعترفوا بذنوبهم ﴾ [ التوبة : ١٠٢ ].
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال « لما كان شأن بني قريظة، بعث إليهم النبي ﷺ علياً رضي الله عنه فيمن كان عنده من الناس، انتهى إليهم وقعوا في رسول الله ﷺ، وجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ﷺ على فرس أبلق، فقالت عائشة رضي الله عنها : فلكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ مسح الغبار عن وجه جبريل عليه السلام، فقلت : هذا دحية يا رسول الله؟ قال : هذا جبريل.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد الله بن قتادة رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ في أبي لبابة بن عبد المنذر، سألوه يوم قريظة ما هذا الأمر؟ فأشار إلى حلقه أنه الذبح، فنزلت قال أبو لبابة رضي الله عنه : ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله.
وأخرج سنيد وابن جرير عن الزهري رضي الله عنه في قوله ﴿ لا تخونوا الله والرسول... ﴾ الآية. قال « نزلت في أبي لبابة رضي الله عنه، بعثه رسول الله ﷺ فأشار إلى حلقه أنه الذبح، فقال أبو لبابة رضي الله عنه : لا والله لا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى أموت أو يتوب عليّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً ولا شراباً حتى خر مغشياً عليه، ثم تاب الله عليه فقيل له : يا أبا لبابة قد تيب عليك. قال : لا والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذي يحلني. فجاء فحله بيده ».
وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي رضي الله عنه « أن رسول الله ﷺ بعث أبا لبابة رضي الله عنه إلى قريظة وكان حليفاً لهم، فأومأ بيده أي الذبح، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ﴾ فقال رسول الله ﷺ لأمرأة أبي لبابة. أيصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة؟ فقالت : إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة ويحب الله ورسوله. فبعث إليه فأتاه فقال : يا رسول الله والله إني لأصلي وأصوم وأغتسل من الجنابة. وإنما نهست إلى النساء والصبيان فوقعت لهم ما زالت في قلبي حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ».
وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول ﴾ قال : نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه نسختها الآية التي في براءة ﴿ وآخرون اعترفوا بذنوبهم ﴾ [ التوبة : ١٠٢ ].
وأخرج ابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه قال « لما كان شأن بني قريظة، بعث إليهم النبي ﷺ علياً رضي الله عنه فيمن كان عنده من الناس، انتهى إليهم وقعوا في رسول الله ﷺ، وجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله ﷺ على فرس أبلق، فقالت عائشة رضي الله عنها : فلكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ مسح الغبار عن وجه جبريل عليه السلام، فقلت : هذا دحية يا رسول الله؟ قال : هذا جبريل.
438
فقال : يا رسول الله ما يمنعك من بني قريظة أن تأتيهم؟ فقال رسول الله ﷺ : فكيف لي بحصنهم؟ فقال جبريل عليه السلام : إني أدخل فرسي هذا عليهم، فركب رسول الله ﷺ فرساً معروراً، فلما رآه علي رضي الله عنه قال : يا رسول الله لا عليك أن لا تأتيهم فإنهم يشتمونك. فقال : كلا إنها ستكون تحية، فأتاهم النبي ﷺ فقال : يا أخوة القردة والخنازير. فقالوا : يا أبا القاسم ما كنت فحاشاً... ؟! فقالوا : لا ننزل على حكم محمد ﷺ ولكننا ننزل على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا فحكم فيهم : أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم. فقال رسول الله ﷺ : بذلك طرقني الملك سحراً، فنزل فيهم ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ﴾ نزلت في أبي لبابة رضي الله عنه، أشار إلى بني قريظة حين قالوا : ننزل على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، لا تفعلوا فإنه الذبح وأشار بيده إلى حلقه «.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ لا تخونوا الله ﴾ قال : بترك فرائضه ﴿ والرسول ﴾ بترك سنته وارتكاب معصيته ﴿ وتخونوا أماناتكم ﴾ يقول : لا تنقصوها والأمانة التي ائتمن الله عليها العباد.
وأخرج ابن جرير عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية في قتل عثمان رضي الله عنه.
وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ هو الإِخلال بالسلاح في المغازي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما منكم من أحد إلا وهو يشتمل على فتنة لأن الله يقول ﴿ إنما أموالكم وأولادكم فتنة ﴾ فمن استعاذ منكم فليستعذ بالله من مضلات الفتن.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ﴾ قال : فتنة الاختبار اختبرهم وقرأ قول الله تعالى ﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾ [ الأنبياء : ٣٥ ].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ لا تخونوا الله ﴾ قال : بترك فرائضه ﴿ والرسول ﴾ بترك سنته وارتكاب معصيته ﴿ وتخونوا أماناتكم ﴾ يقول : لا تنقصوها والأمانة التي ائتمن الله عليها العباد.
وأخرج ابن جرير عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال : نزلت هذه الآية في قتل عثمان رضي الله عنه.
وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله ﴿ لا تخونوا الله والرسول ﴾ هو الإِخلال بالسلاح في المغازي.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي الله عنه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما منكم من أحد إلا وهو يشتمل على فتنة لأن الله يقول ﴿ إنما أموالكم وأولادكم فتنة ﴾ فمن استعاذ منكم فليستعذ بالله من مضلات الفتن.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ﴿ واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة ﴾ قال : فتنة الاختبار اختبرهم وقرأ قول الله تعالى ﴿ ونبلوكم بالشر والخير فتنة ﴾ [ الأنبياء : ٣٥ ].
439
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ قال : نجاة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ قال : نصراً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ يقول : مخرجاً في الدنيا والآخرة.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه مثله.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ قال : نصراً.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ يجعل لكم فرقاناً ﴾ يقول : مخرجاً في الدنيا والآخرة.
أخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل والخطيب عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ﴾ قال : تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي ﷺ - وقال بعضهم : بل اقتلوه، وقال بعضهم : بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه ﷺ على ذلك، فبات علي رضي الله عنه على فراش النبي ﷺ، وخرج النبي ﷺ حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً رضي الله عنه يحسبونه النبي ﷺ، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوه علياً رضي الله عنه رد الله مكرهم فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري... ! فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن نفراً من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا : من أنت؟ قال : شيخ من أهل نجد، سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح. قالوا : أجل فادخل فدخل معهم فقال : انظروا في شأن هذا الرجل - فوالله - ليوشكن أن يواتيكم في أمركم بأمره. فقال قائل : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء : زهير ونابغة، فإنما هو كأحدهم فقال عدوّ الله الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي، والله ليخرجن رائد من محبسه لأصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم فانظروا في غير هذا الرأي. فقال قائل : فأخرجوه من بين أظهركم فاستريحوا منه، فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وأين وقع، وإذا غاب عنكم أذاه استرحتم منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وكان أمره في غيركم. فقال الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله، وطلاقة لسانه، وأخذه القلوب بما تستمع من حديث؟ والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن إليه، ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم. قالوا : صدق - والله - فانظروا رأياً غير هذا. فقال أبو جهل : والله لأشيرن عليكم برأي ما أرى غيره.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن نفراً من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا : من أنت؟ قال : شيخ من أهل نجد، سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح. قالوا : أجل فادخل فدخل معهم فقال : انظروا في شأن هذا الرجل - فوالله - ليوشكن أن يواتيكم في أمركم بأمره. فقال قائل : احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء : زهير ونابغة، فإنما هو كأحدهم فقال عدوّ الله الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي، والله ليخرجن رائد من محبسه لأصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم فانظروا في غير هذا الرأي. فقال قائل : فأخرجوه من بين أظهركم فاستريحوا منه، فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وأين وقع، وإذا غاب عنكم أذاه استرحتم منه فإنه إذا خرج لم يضركم ما صنع وكان أمره في غيركم. فقال الشيخ النجدي : لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله، وطلاقة لسانه، وأخذه القلوب بما تستمع من حديث؟ والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن إليه، ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم. قالوا : صدق - والله - فانظروا رأياً غير هذا. فقال أبو جهل : والله لأشيرن عليكم برأي ما أرى غيره.
441
قالوا : وما هذا؟ قال : تأخذوا من كل قبيلة غلاماً وسطاً شاباً مهداً، ثم يعطى كل غلام منهم سيفاً صارماً، ثم يضربوه به - يعني ضربة رجل واحد - فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم، وإنهم إذا أرادوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه. فقال الشيخ النجدي : هذا - والله - هو الرأي، القول ما قال الفتى لا أرى غيره، فتفرقوا على ذلك وهم مجتمعون له. فأتى جبريل عليه السلام رسول الله ﷺ، فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله ﷺ في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك في الخروج وأمرهم بالهجرة وافترض عليهم القتال، فأنزل الله ﴿ أُذن للذين يقاتلون ﴾ [ الحج : ٣٩ ] فكانت هاتان الآيتان أول ما نزل في الحرب، وأنزل بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ الآية.
وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال « لما ائتمروا بالنبي ﷺ ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه قال له عمه أبو طالب : هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال : يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني. قال : من حدثك بهذا؟ قال : ربي. قال : نعم الرب ربك استوص به خيراً... ! قال : أنا استوصي به بل هو يستوصي بي ».
وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن عمير رضي الله عنه عن المطلب بن أبي وداعة « أنا أبا طالب قال للنبي ﷺ : ما يأتمر بك قومك؟ قال : يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني. قال : من حدثك بهذا؟ قال : ربي. قال : نعم الرب ربك فاستوص به خيراً... ! قال : أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي : فنزلت ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ قال : هي مكية.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :« سئل النبي ﷺ عن الأيام، سئل عن يوم السبت فقال » هو يوم مكر وخديعة «. قالوا : وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال : فيه مكرت قريش في دار الندوة إذ قال الله ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ليثبتوك ﴾ يعني ليوثقوك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي ﷺ فقالوا : لا يدخل عليكم أحد ليس منكم، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد، فتشاوروا فقال أحدهم : نخرجه : فقال الشيطان : بئسما رأى هذا هو قد كاد أن يفسد فيما بينكم وهو بين أظهركم فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ثم حملهم عليكم يقاتلونكم.
وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبيد بن عمير رضي الله عنه قال « لما ائتمروا بالنبي ﷺ ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه قال له عمه أبو طالب : هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال : يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني. قال : من حدثك بهذا؟ قال : ربي. قال : نعم الرب ربك استوص به خيراً... ! قال : أنا استوصي به بل هو يستوصي بي ».
وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن عمير رضي الله عنه عن المطلب بن أبي وداعة « أنا أبا طالب قال للنبي ﷺ : ما يأتمر بك قومك؟ قال : يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني. قال : من حدثك بهذا؟ قال : ربي. قال : نعم الرب ربك فاستوص به خيراً... ! قال : أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي : فنزلت ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ﴾ قال : هي مكية.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :« سئل النبي ﷺ عن الأيام، سئل عن يوم السبت فقال » هو يوم مكر وخديعة «. قالوا : وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال : فيه مكرت قريش في دار الندوة إذ قال الله ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ليثبتوك ﴾ يعني ليوثقوك.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي ﷺ فقالوا : لا يدخل عليكم أحد ليس منكم، فدخل معهم الشيطان في صورة شيخ من أهل نجد، فتشاوروا فقال أحدهم : نخرجه : فقال الشيطان : بئسما رأى هذا هو قد كاد أن يفسد فيما بينكم وهو بين أظهركم فكيف إذا أخرجتموه فأفسد الناس ثم حملهم عليكم يقاتلونكم.
442
قالوا : نعم ما رأى هذا... ! فأطلع الله نبيه ﷺ على ذلك، فخرج هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار في جبل يقال له ثور، وقام علي بن أبي طالب على فراش النبي ﷺ وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي ﷺ، فلما أصبحوا ثاروا إليه فإذا هم بعلي رضي الله عنه. فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : لا أدري... ! فاقتصوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا، ومكث فيه هو وأبو بكر رضي الله عنه ثلاث ليال.
وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه. أن قريشاً اجتمعت في بيت وقالوا : لا يدخل معكم اليوم إلا من هو منكم، فجاء إبليس فقال له : من أنت؟ قال : شيخ من أهل نجد وأنا ابن أختكم. فقالوا : ابن أخت القوم منهم. فقال بعضهم : أوثقوه. فقال : أيرضى بنو هاشم بذلك؟ فقال بعضهم : أخرجوه. فقال : يؤويه غيركم. فقال أبو جهل : ليجتمع من كل بني أب رجل فيقتلوه. فقال إبليس : هذا الأمر الذي قال الفتى. فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ﴾ قال : كفار قريش أرادوا ذلك بمحمد ﷺ قبل أن يخرج من مكة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شرى علي رضي الله عنه نفسه ولبس ثوب النبي ﷺ ثم نام مكانه، وكان المشركون يحسبون أنه رسول الله ﷺ، وكانت من قريش تريد أن تقتل النبي ﷺ، فجعلوا يرمقون علياً ويرونه النبي ﷺ، وجعل علي رضي الله عنه يتصور فإذا هو علي رضي الله عنه، فقالوا : إنك للئيم، إنك لتتصوّر وكان صاحبك لا يتصوّرك ولقد استنكرناه منك.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن الحسين رضي الله عنه وقال في ذلك :
وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه. أن قريشاً اجتمعت في بيت وقالوا : لا يدخل معكم اليوم إلا من هو منكم، فجاء إبليس فقال له : من أنت؟ قال : شيخ من أهل نجد وأنا ابن أختكم. فقالوا : ابن أخت القوم منهم. فقال بعضهم : أوثقوه. فقال : أيرضى بنو هاشم بذلك؟ فقال بعضهم : أخرجوه. فقال : يؤويه غيركم. فقال أبو جهل : ليجتمع من كل بني أب رجل فيقتلوه. فقال إبليس : هذا الأمر الذي قال الفتى. فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ﴾ قال : كفار قريش أرادوا ذلك بمحمد ﷺ قبل أن يخرج من مكة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شرى علي رضي الله عنه نفسه ولبس ثوب النبي ﷺ ثم نام مكانه، وكان المشركون يحسبون أنه رسول الله ﷺ، وكانت من قريش تريد أن تقتل النبي ﷺ، فجعلوا يرمقون علياً ويرونه النبي ﷺ، وجعل علي رضي الله عنه يتصور فإذا هو علي رضي الله عنه، فقالوا : إنك للئيم، إنك لتتصوّر وكان صاحبك لا يتصوّرك ولقد استنكرناه منك.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن الحسين رضي الله عنه وقال في ذلك :