تفسير سورة الأنفال

غريب القرآن لابن قتيبة
تفسير سورة سورة الأنفال من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة .
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة الأنفال
مدنية كلها «١»
١- الْأَنْفالِ: الغنائم. واحدها نفل. قال لبيد:
إن تقوى ربنا خير نفل وبإذن الله ريثي وعجل
٧- ذاتِ الشَّوْكَةِ ذات السلاح. ومنه قيل: فلان شاكّ السلاح.
٩- مُرْدِفِينَ رادفين يقال: ردفته وأردفته: إذا جئت بعده.
(الأمنة) : الأمن.
١١- رِجْزَ الشَّيْطانِ: كيده. والرّجز والرّجس يتصرفان على معان قد ذكرتها في كتاب «المشاكل».
١٢- فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ أي الأعناق.
و (البنان) : أطراف الأصابع.
١٣-اقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
: نابذوه وباينوه.
١٦- أَوْ مُتَحَيِّزاً يقال: تحوّزت وتحيّزت. بالياء والواو. وهما من انحزت.
(١) أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدر.
و (الفئة) : الجماعة.
فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ أي رجع بغضب.
١٩- إِنْ تَسْتَفْتِحُوا أي تسألوا الفتح، وهو النصر.
فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وذلك أن أبا جهل قال: اللهم انصر أحبّ الدينين إليك. فنصر الله رسوله «١».
٢٢- إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ يعني شر الناس عند الله الصُّمُّ عما بعث رسوله صلّى الله عليه وسلم من الدين الْبُكْمُ يعني الذين لا يتكلمون بخير ولا يفعلونه. والبكم: الخرس.
٢٤- يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ بين المؤمن والمعصية، وبين الكافر والطاعة. ويكون: يحول بين الرجل وهواه.
٢٥- وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً يقول: لا تصيبن الظالمين خاصة، ولكنها تعم فتصيب الظالم وغيره.
٢٩- يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً أي مخرجا.
٣٠- وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ «٢» أي يحبسوك. ومنه
(١) روى الحاكم عن عبد بن ثعلبة بن صغير قال: كان المستفتح أبا جهل بأنه قال حين التقى القوم: اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتى بما لا يعرف فأحنه الغداة وكان ذلك استنتاجا فأنزل الله: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ إلى قوله: وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: قال أبو جهل: اللهم انصر أعز الفئتين وأكرم الفرقتين فنزلت.
(٢)
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل فلما رأوه قالوا: من أنت، قال: شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له فأمرت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح، قالوا: أجل فادخل، فدخل معهم فقال: انظروا في شأن هذا الرجل فقال قائل: إحبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة فإني هو كأحدهم، فقال عدو الله الشيخ النجدي:
[.....]
154
يقال: فلان مثبت وجعا: إذا لم يقدر على الحركة وكانوا أرادوا أن يحبسوه في بيت ويسدوا عليه بابه، ويجعلوا له خرقا يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه.
و (المكاء) : الصّفير. يقال: مكا يمكو. ومنه قيل للطائر: مكاء لأنه يمكو. أي يصفر.
و (التّصدية) «١» : التصفيق. يقال: صدي إذا صفق بيده، قال الراجز:
ضنّت بخدّ وثنت بخدّ وإنّي من غرو والهوى أصدّي الغرو: العجب. يقال: لا غرو ممن كذا وكذا: أي لا عجب منه.
لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائد من محبسه إلى أصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم فانظروا غير هذا الرأي، فقال قائل: أخرجوه من بين أظهركم واستريحوا منه فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع، فقال الشيخ النجدي: والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذه للقلوب بما يستمع من حديثه، والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا رأيا غير هذا، فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد ما أرى غيره، قالوا: وما هذا قال: تأخذوا من كل قبيلة وسيطا شابا جلدا، ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما ثم يضربونه ضربة رجل واحد فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وأنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، فقال الشيخ النجدي هذا والله هو الرأي، القول ما قاله الفتى، فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي صلّى الله عليه وسلم فأمره بأن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله صلّى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه.
(١)
أخرج الواحدي عن ابن عمر قال: كانوا يطوفون بالبيت يصفقون ويصفرون فنزلت هذه الآية وأخرج ابن جرير عن سعيد قال: كانت قريش يعارضون النبي صلّى الله عليه وسلم في الطواف يستهزؤن به ويصفرون ويصفقون فنزلت الآية.
155
ﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳ ﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲ ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷ ﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ
٣٧- فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً أي يجعله ركاما بعضه فوق بعض.
٤٢- بِالْعُدْوَةِ: شفير الوادي. يقال: عدوة الوادي وعدوته.
٤٣- إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنامِكَ أي في نومك، ويكون: في عينك، لأن العين موضع النوم.
٤٦- وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ أي دولتكم. يقال: هبت له ريح النصر.
إذا كانت له الدّولة. ويقال: الريح له اليوم. يراد له الدّولة.
٤٨- نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ أي رجع القهقري.
٥٧- فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ أي تظفر بهم.
فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ أي افعل بهم فعلا من العقوبة والتّنكيل يتفرق بهم من وراءهم من أعدائك. ويقال: شرّد بهم، سمّع بهم، بلغة قريش. قال الشاعر:
أطوّف في الأباطح كلّ يوم... مخافة أن يشرّد بي حكيم
ويقال: شرّد بهم، أي نكلّ بهم. أي اجعلهم عظة لمن وراءهم وعبرة.
٥٨- فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ «١» : ألق إليهم نقضك العهد، لتكون أنت وهم في العلم بالنقض سواء.
٥٩- وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا أي فاتوا. ثم ابتدأ فقال:
إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ.
٦٠- وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أي من سلاح.
(١)
روى أبو الشيخ عن ابن شهاب قال: دخل جبريل على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: قد وضعت السلاح وما زلت في طلب القوم فاخرج فإن الله أذن لك في قريظة وأنزل فيهم: وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً... الآية.
٦١- وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ أي مالوا للصلح.
٦٨- لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ أي قضاء سبق بأنه سيحل لكم المغانم.
٧٣- وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ- إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ «١» يريد هذه الموالاة أن يكون المؤمنون أولياء المؤمنين. والمهاجرون أولياء الأنصار. وبعضهم من بعض- والكافرون أولياء الكافرين. أي وإن لم يكن هذا كذا، كانت فتنة في الأرض وفساد كبير.
٧٥- وَأُولُوا الْأَرْحامِ الواحد منه «ذو» من غير لفظه وهو و «ذو» واحد.
(١) أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي عن أبي مالك قال: قال رجل: نورت أرحامنا المشركين فنزلت: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ.
Icon