ﰡ
﴿ تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيمِ ﴾ مجازها : هذه آيات الكتاب الحكيم، أي القرآن، قال الشاعر :
ما فَهم مِن الكِتاب أي آي القرآنِ
والحكيم : مجازه المُحكَم المبَّين الموضَّح، والعرب قد نضع فعيل في معنى مُفْعَل، وفي آية أخرى :﴿ هَذَا مَا لَدَىَّ عَتِبدٌ ﴾، مجازه : مُعَد، وقال أبو ذُوءَيب :
إِني غداة إذٍ ولم أَشعر خَلِيفُ
أي ولم أشعر أني مُحْلِف، من قولهم : أخلفتُ المَوْعدَ. ومجاز آيات مجاز أعلام الكتاب وعجائبه، وآياته أيضاً : فواصِله، والعرب يخاطبون بلفظ الغائب وهم يعنون الشاهد، وفي آية أخرى :﴿ آلم ذَلِكَ الكِتَابُ ﴾ مجازه : هذا القرآن، قال عَنْتَرة :
شَطَّتْ مَزارَ العاشقين فأَصبحتْ | عَسِراً عَلَىَّ طِلابُكِ ابنةَ مَحْرَمِ |
تَسْعَى الوشاةُ جَنابيْها وقِيلَهُمُ | إنّك يا بْنَ أبي سُلْمَى لَمقتولُ |
﴿ وَعَملُوا الصَّالِحَاتِ بالْقِسْطِ ﴾ أي بالعدل ﴿ لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ ﴾ كل حار فهو حميم، قال المرَقِّشُ الأصغر من بني سَعْد بن مالِك :
وكلُ يومٍ لهَا مِقطرةٌ | فيها كِباءٌ مُعدٍّ وحَميمُ |
إذا لسَعْته النحلُ لم يَرْجُ لَسْعها | وحالفها في بيت نوبٍ عوامِلِ |
وعَليهما مَسرودتانِ قضاهما | داودُ أو صَنَعُ السَوابغِ تُبَّعُ |
﴿ مَرَّ كَأَن لمَّ يَدْعُنَا ﴾ أي استمر فمضى.
﴿ عُمراً ﴾ أي حِيناً طويلاً، مجازه من قولهم : مضى علينا حين من الدهر، والعُمْر والعُمُر والعَمر ثلاث لغات.
تمزَّزتُها والدِّيكُ يدعو صباحَه | إذا ما بنو نَعْشٍ دَنَوا فتصَوَّبوا |
﴿ قُلْ اللهُ أُسْرَعُ مَكْراً ﴾ أي أخداً وعُقوبة واستدراجاً لهم.
يَعلو القَناطِرَ يَبنيها ويهدمُها | مسَوَّماً فوقَه الرايات والقَتَرُ |
متَوَّجٌ بِرِداء المُلكِ يَتْبعُه | مَوجٌ تَرى فَوْقَه الراياتِ والفَتَرا |
﴿ افْتَرَاه ﴾ أي اختلقه وابتشكه.
﴿ وَمَا يعْزُفَ عَنْ رَبِّكَ ﴾ أي ما يغيب عنه، ويقال : أين عزب عقلك عنك.
﴿ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ أي زنة نملة صغيرة، ويقال خذ هذا فإنه أخف مثقالاً، أي وزناً.
لقد لمتِنا يا أُمَّ غَيلانَ في السُّرى*** ونمتِ وما ليل المَطِيِّ بنائمِ
والليل لا ينام وإنما يُنام فيه، وقال رؤبة :
فنام ليلى وتجلَّى همِّي ***
بل لو شَهدتَ الناس إذ تُكُمُوا | بغمَّةٍ لو لم تُفرَّجْ غُمُّوا |
﴿ ثمَّ اقْضُوا إليَّ وَلاَ تُنْظِرون ﴾ مجازه كمجاز الآية الأخرى :
يَدُقُّ صُلّباتِ العِظامِ لَفْتِى | لَفْتاً وتهزيعاً سَواءَ اللَّفْتِ |
﴿ واشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ مجازه ها هنا كمجاز ﴿ اشددِ البابَ ﴾، ألا نرى بعده :﴿ فَلاَ يُؤْمِنوا ﴾ جزمُ، لأنه دعاء عليهم، أي فلا يؤمننَّ.
﴿ بَغْياً وَعَدْواً ﴾ مجازه : عُدواناً.
﴿ لتَكُونَ لَمِنْ خَلْفَكَ آيَةَ ﴾ أي علامة، ومجاز خلفك : بَعدك.
أمِنْ رَيْحانة الداعي السميعُ ***
يريد المسُمِع. رَيْحانة : أخت عمرو بن مَعْد يكرب كان الصِّمّة أَغار عليها وذهب بها، وقال أبو عبيدة : كانت ريحانة أختَ عمرو وفسباها الصِّمّة وهي أم دُرَيد وخالد.
مَن كان أسرعَ في تَفَرُّقِ فالجٍ | فلَبونُه جَرِبتْ معاً وأغدَّتِ |
إِلاّ كنا شرةَ الذي ضَيَّعتمُ | كالْغصن في غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ |
من مبلغٌ كِسْرَى إذا ما جئتَه | عنِّي قوافٍ غارماتٍ شُرَّدا |
إلاّ كخارجةَ المكلِّف نفسَه | وابْنَي قَبِيصةَ أن أَغيبَ ويَشَهدا |
ويقال : يونسْ ويؤنِس كأنه يُفعِل من : آنسَتُه.