تفسير سورة الإخلاص

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سُورَةُ الإخْلاَصِ مكية أو مدنية.
قالت اليهود للرسول صلى الله عليه وسلم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله فنزلت. أو قال مشركو قريش انسب لنا ربك فنزلت وقال يا محمد انسبني إلى هذا أو أرسل المشركون عامر بن الطفيل فقالوا : قد شققت عصانا وسيَّبت آباءنا وخالفت دين آبائك فإن كنت فقيراً أغنيناك وإن كنت مجنوناً داويناك وإن هويت امرأة زوجناك فقال : لست بفقير ولا مجنون ولا هويت امرأة أنا رسول الله إليكم أدعوكم إلى عبادته.
فأرسلوه ثانية فقالوا : بَيِّن لنا جنس معبودك فنزلت هذه السورة فأرسلوه بأن لنا ثلاثمائة وستين صنماً لا تقوم بحوائجنا فكيف يقوم إله واحد بحوائج الخلق كلهم فنزلت ﴿ والصّافّات ﴾ إلى ﴿ إنّ إلهكم لواحد ﴾ [ ١ - ٤ ] أي في حوائجكم كلها فأرسلوه رابعة بأن يبين لنا أفعال ربه فنزلت ﴿ إنّ ربكم الله ﴾ [ الأعراف : ٥٤ ] و ﴿ الله الذي خلقكم ﴾ [ الروم : ٤٠ ] الآيتان.

١ - ﴿أَحَدٌ﴾ الأحد المنفرد بصفاته فلا شبْه له ولا مثل تقديره الأحد فحذفت الألف واللام أو ليس بنكرة وإنما هو بيان وترجمة قال المبرد: الأحد والواحد سواء أو الأحد الذي لا يدخل في العدد والواحد يدخل في العدد لأنك تقول للواحد ثانياً أو الأحد يستوعب جنسه والواحد لا يستوعبه لأنك لو قلت فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر فالأحد أبلغ من الواحد وسميت سورة الإخلاص لأن قراءتها خلاص من عذاب الله [أو] لأن فيها إخلاص الله تعالى من شريك وولد أو لانها خالصة لله تعالى ليس فيها أمر ولا نهي.
٢ - ﴿الصَّمَدُ﴾ المصمت الذي لا جوف له أو الذي لا يأكل ولا يشرب أو الباقي الذي لا يفنى أو الدائم الذي لم يزل ولا يزال أو الذي لم يلد ولم يولد أو الذي يصمد إليه الناس في حوائجهم.
(ألا بَكَر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود [وبالسيد} الصمد)
أو السيِّد الذي انتهى سؤدده أو الكامل الذي لا عيب فيه أو المقصود إليه
507
في الرغائب والمستعان به في المصائب أو المستغني عن كل أحد المحتاج إليه كل أحد أو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
508
٣ - ﴿لَمْ يَلِدْ﴾ فيكون والداً ﴿وَلَمْ يُولَدْ﴾ فيكون ولد " ع " أو لم يلد فيكون في العز مشاركاً ولم يولد فيكون موروثاً هالكاً لأنهما صفتا نقص أو لأنه لا مثل له فلو ولد لكان له مثل.
٤ - ﴿كُفُواً﴾ لا مثل له ولا عديل أو لا يكافئه من خلقه أحد أو نفى عنه الصاحبة.
508
سورة الفلق
مكية أو مدينة
هي والتي بعدها معوذتا الرسول ﷺ حين سحرته اليهودية وكان يقول لهما المقشقشتان أي تبرآن من النفاق وخالف ابن مسعود رضي الله تعالى عنه الإجماع بقوله هما عوذتان وليستا من القرآن الكريم. بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿قل أعوذ برب الغلق (١) من شر ما خلق (٢) ومن شر غاسقٍ إذا وقب (٣) ومن شر النفاثات في العقد (٣) ومن شر حاسدٍ إذا حسد (٤) ﴾
509
Icon