ﰡ
من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس ﴿ لقد كان لكم أسوة حسنة ﴾ قال : في صنع إبراهيم كله إلا في الاستغفار لأبيه لا يستغفر له وهو مشرك.
٦٠
قَوْلُهُ تَعَالَى: أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
١٨٨٦١ - مِنْ طَرِيق سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ (فِيهِمْ) أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قَالَ: فِي صُنْعِ إِبْرَاهِيمَ كُلِّهُ إِلا فِي الِاسْتِغْفَارِ لِأَبِيهِ لَا يُسْتَغْفَرُ لَهُ وَهُوَ مُشْرِكٌ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فِتْنَةً
١٨٨٦٢ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا يَقُولُ: لَا تُسَلِّطْهُمْ عَلَيْنَا فَيَفْتِنُونَا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَوَدَّةً
١٨٨٦٣ - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ عَلَى بَعْضِ الْيَمَنِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ فَلَقِيَ ذَا الْخِمَارِ مُرْتَدًّا فَقَاتَلَهُ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَاتَلَ فِي الرِّدَّةِ وَجَاهَدَ عَنِ الدِّينِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَهُوَ فِيمَنْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِنْهُمْ مَوَدَّةً «٣».
١٨٨٦٤ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزَّبِيْرِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بِهَدَايَا ضُبَابٍ وَأَقْطٍ وَسَمْنٍ. وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، أَوْ تُدْخِلَهَا بَيْتَهَا، حَتَّى أَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ سَلِي عَنْ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَتْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ إِلَى آخَرَ الْآيَةِ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، وَتُدْخِلَهَا بَيْتَهَا «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مُهَاجِرَاتٍ
١٨٨٦٥ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ رَضِيَ الله عنه أنه بلغه أنه نزلت
(٢) الدر ٨/ ١٢٩ وفتح القدير ٥/ ٢١٣.
(٣) الدر ٨/ ١٣٠- ١٣١ وفتح القدير ٥/ ٢١٤
(٤) الدر ٨/ ١٣٠- ١٣١ وفتح القدير ٥/ ٢١٤
عن مقاتل رضي الله عنه قال : كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أهل مكة عهد شرط في أن يرد النساء، فجاءت امرأة تسمى سعيدة وكانت تحت صيفي بن الراهب، وهو مشرك من أهل مكة، وطلبوا ردها فأنزل الله ﴿ إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ﴾ الآية.
قوله تعالى :﴿ فامتحنوهن ﴾ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ﴾ أنه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء ؟ قال : كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضي الله عنه بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض، وبالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله.
قوله تعالى :﴿ الكوافر ﴾ عن طلحة رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ ولا تمسكوا بعصم الكوافر ﴾ طلقت امرأتي أروى بنت ربيعة، طلق عمر قريبة بنت أبي أمية وأم كلثوم بنت جرول الخزاعية.
١٨٨٦٦ - عَنْ مُقَاتِلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ عَهْدٌ شُرِطَ في أَنْ يَرُدَّ النِّسَاءَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ تُسَمَّى سَعِيدَةُ وكانت تحت صيفي بن الراهب، وَهُوَ مُشْرِكٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَطَلَبُوا رَدَّهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ الْآيَةَ «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَامْتَحِنُوهُنَّ
١٨٨٦٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ أَنَّهُ سُئِلَ بِمَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ؟
قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَّفَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِاللَّهِ مَا خَرَجَتْ رَغْبَةً بِأَرْضٍ عَنْ أَرْضٍ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجَتْ مِنْ بُغْضِ زَوْجٍ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجَتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجَتْ إِلا حُبًّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الْكَوَافِرِ
١٨٨٦٨ - عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ طَلَّقْتُ امْرَأَتِي أروى بنت ربيعة، طلق عُمَرُ قُرَيْبَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ وَأُمَّ كَلْثُومٍ بِنْتَ جَرْوَلٍ الْخُزَاعِيَّةَ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَاتَكُمْ
١٨٨٦٩ - عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ: وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ قَالَ: نَزَلَتْ فِي امْرَأَةِ الْحَكَمِ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ارْتَدَّتْ فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ ثَقَفِيٌّ، وَلَمْ تَرْتَدَّ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ غَيْرُهَا، فَأَسْلَمَتْ مَعَ ثَقِيْفٍ حِينَ أَسْلَمُوا «٥».
١٨٨٧٠ - عَنْ مُقَاتِلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ فَبَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرِّجَالَ عَلَى الصَّفَا وَعُمَرُ يُبَايِعُ النِّسَاءَ تَحْتَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «٦».
(٢) الدر ٨/ ١٣٦- ١٣٨.
(٣) الدر ٨/ ١٣٦- ١٣٨.
(٤) الدر ٨/ ١٣٦- ١٣٨.
(٥) الدر ٨/ ١٣٦- ١٣٨.
(٦) الدر ٨/ ١٣٨.
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ
١٨٨٧٢ - عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَبَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرِّجَالَ عَلَى الصَّفَا، وَعُمَرُ يُبَايِعُ النِّسَاءَ تَحْتَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ بَقِيَّتَهُ كَمَا تَقَدَّمَ وَزَادَ، فَلَمَّا قَالَ: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ، قَالَتْ هِنْدُ: رَبَّيْنَاهُمْ صِغَارًا فَقَتَلْتُمُوهُمْ كِبَارًا، فَضَحِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى اسْتَلْقَى «٢».
١٨٨٧٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا نصر بن علي، حدثتني غَبْطَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَتَنِي عَمَّتِي، عَنْ جَدَّتِهَا عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ فَنَظَرَ إِلَى يَدِهَا قَالَ: «اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ» فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَ: «أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا» فَبَايَعَهَا وَفِي يَدِهَا سُوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَتْ: مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السُّوَارَيْنِ؟ فَقَالَ: «جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» «٣».
١٨٨٧٤ - حَدَّثَنَا أَبوُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَالَ: بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ وَعَلَى يَدَهُ قَدْ وَضَعَهُ عَلَى كَفِّهِ، ثُمَّ قَالَ: وَلا تَقْتُلْنَ أولادكن. فقال امْرَأَةٌ: تَقْتُلُ آبَاءَهُمْ وَتُوصِينَا بِأَوْلادِهِمْ؟
قَالَ: وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا جَاءَهُ النِّسَاءَ يُبَايَعْنَهُ، جَمَعَهُنَّ فعرض عليهن فإذا أقررن رجعن «٤».
(٢) الدر ٨/ ١٣٨.
(٣) ابن كثير ٨/ ١٢٤
(٤) ابن كثير ٨/ ١٢٥- ١٢٨. [.....]
١٨٨٧٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ عَنْ أسد ابن أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادِ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ: كَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا نَعْصِيَ فِي مَعْرُوفٍ: أَنْ لَا نَخْمِشَ وَجُوهًا، وَلا ننشر شعرا، لا نشق جيبا، ولا ندعوا وَيْلًا «٢».
قَوْلُهُ تَعَالَى: بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ
١٨٨٧٧ - عَنْ طَريِقِ عَلِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ قَالَ: لَا يُلْحِقْنَ بِأَزْوَاجِهِنَّ غَيْرَ أَوْلادِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ:
إِنَّمَا هُوَ شَرْطٌ شَرَطَهُ اللَّهُ لِلنِّسَاءِ «٣».
١٨٨٧٨ - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ قَالَتْ: قَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسْوَةِ مَا هَذَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَعْصِيَكَ فِيهِ؟ قَالَ: «لَا تَنِحْنَ» قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ بَنِي فُلانٍ أَسْعَدُونِي عَلَى عَمِّي وَلا بُدَ لِي مِنْ قَضَائِهِنَّ، فَأَبَى عَلَيَّ فَعَاوَدْتُهُ مِرَارًا فَأَذَنَ لِي فِي قَضَائِهِنَّ، فَلَمْ أَنِحْ بَعْدُ، وَلَمْ يبق مِنَّا امْرَأَةٌ إِلا وَقَدْ نَاحَتْ غَيْرِي.
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَعْرُوفٍ
١٨٨٧٩ - فِي قَوْلِهِ: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ قَال: لَا يَشْقُقْنَ جُيُوبَهُنَّ وَلا يَصْكُكْنَ خُدُودَهُنَّ «٤».
(٢) ابن كثير ٨/ ١٢٥- ١٢٨.
(٣) الدر ٨/ ٦٤٠.
(٤) الدر ٨/ ٦٤٠.
وقال محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، عن عبادة بن الصامت قال : كنت فيمن حضر العقبة الأولى، وكنا اثنى عشر رجلا، فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء وذلك قبل أن يفرض الحرب، على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، وقال : " فإن وفيتم فلكم الجنة ".
قوله تعالى :﴿ ولا يقتلن أولادهن ﴾عن مقاتل بن حيان : أنزلت هذه الآية يوم الفتح، فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال على الصفا، وعمر يبايع النساء تحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بقيته كما تقدم وزاد، فلما قال :﴿ ولا يقتلن أولادهن ﴾، قالت هند : ربيناهم صغارا فقتلتموهم كبارا، فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى.
حدثنا أبي، حدثنا نصر بن علي، حدثتني غبطة بنت سليمان، حدثتني عمتي، عن جدتها عن عائشة قالت : جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتبايعه فنظر إلى يدها قال : " اذهبي فغيري يدك " فذهبت فغيرتها بحناء ثم جاءت فقال : " أبايعك على أن لا تشركي بالله شيئا " فبايعها وفي يدها سواران من ذهب فقالت : ما تقول في هذين السوارين ؟ فقال : " جمرتان من جمر جهنم ".
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن فضيل، عن حصين عن عامر هو الشعبي قال : بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء وعلى يده قد وضعه على كفه، ثم قال : ولا تقتلن أولادكن. فقال امرأة : تقتل آباءهم وتوصينا بأولادهم ؟ قال : وكان بعد ذلك إذا جاءه النساء يبايعنه، جمعهن فعرض عليهن فإذا أقررن رجعن.
حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء، أخبرنا ابن أبي زائدة، حدثني مبارك عن الحسن قال : كان فيما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تحدثن الرجال إلا أن تكون ذات محرم، فإن الرجل لا يزال يحدث المرأة حتى يمذي بين فخذيه. حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا العقنبي، حدثنا الحجاج بن صفوان عن أسد ابن أبي أسيد البراد عن امرأة من المبايعات قالت : كان فيما أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نعصى في معروف : أن لا نخمش وجوها، ولا ننشر شعرا، لا نشق جيبا، ولا ندعو ويلا.
قوله تعالى :﴿ ببهتان يفترينه ﴾عن طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ ولا يأتين ببهتان يفترينه ﴾ قال : لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهن ﴿ ولا يعصينك في معروف ﴾ قال : إنما هو شرط شرطه الله للنساء. عن أم سلمة الأنصارية قالت : قالت امرأة من النسوة ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه ؟ قال : " لا تنحن " قلت يا رسول الله : إن بني فلان أسعدوني على عمي ولا بد لي من قضائهن، فأبى علي فعاودته مرارا فأذن لي في قضائهن، فلم أنح بعد، ولم يبق منا امرأة إلا وقد ناحت غيري.
قوله تعالى :﴿ معروف ﴾ في قوله :﴿ ولا يعصينك في معروف ﴾ قال : لا يشققن جيوبهن ولا يصككن خدودهن.