أهداف سورة القيامة
( سورة القيامة مكية، وآياتها ٤٠ آية، نزلت بعد سورة القارعة )
وهي سورة تتحدث عن القيامة، وعن النفس اللوامة، وتحشد على القلب البشري من الحقائق والمؤثرات، والصور والمشاهد، ما لا قبل له بمواجهته ولا التفلّت منه.
ومن ذلك الحقائق الكبيرة التي تحشدها السورة في مواجهة القلب البشري، حقيقة الموت القاسية الرهيبة التي تواجه كل حي، وتتكرر كل لحظة، ويواجهها الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والأقوياء والضعاف، ويقف الجميع منها موقفا واحدا، هو الاستسلام والخضوع لقدرة العلي القدير : إلى ربك يومئذ المساق. ( القيامة : ٣٠ ).
ومن تلك الحقائق التي تعرضها السورة، حقيقة النشأة الأولى، وأن من خلق الإنسان من نطفة، قادر على أن يعيده مرة أخرى، أيحسب الإنسان أن يترك سدى* ألم يك نطفة من منيّ يمنى. ( القيامة : ٣٦، ٣٧ ).
ومن المشاهد المؤثرة في السورة، مشهد القيامة، وقد وقف الجميع للحساب، وزاغت الأبصار، واشتد الهول، ولقي كل إنسان جزاءه : يسأل أيان يوم القيامة* فإذا برق البصر. ( القيامة : ٦، ٧ ).
ومن هذه المشاهد، مشهد المؤمنين المطمئنين إلى ربهم، المتطلعين إلى وجهه الكريم، ومشهد الآخرين المقطوعي الصلة بالله : وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة* ووجوه يومئذ باسرة. ( القيامة : ٢٢-٢٤ ).
وهكذا يشعر القلب وهو يواجه هذه السورة، بأنه محاصر لا يهرب، مأخوذ بعمله لا يفلت، لا ملجأ له من الله ولا عاصم، وهكذا تعالج السورة عناد المشركين وإصرارهم، وتشعر الإنسان بالجد الصارم الجازم في شأن القيامة، وشأن النفس، وشأن الحياة المقدرة بحساب دقيق.
وقد لونت السورة وزاوجت بين حقائق الآخرة، وحقائق الخلق والإبداع، ومشاهد الموت والحساب، وتكفل الله بشأن القرآن وحفظه، وتلك خصيصة من خصائص الأسلوب القرآني، حيث يخاطب القلب البشري بشتى الأساليب والمؤثرات والحقائق والمشاهد، مما يأخذ عليه كل طريق، ويقوده إلى الإذعان والتسليم.
مع آيات السورة
١، ٢- يقسم الله تعالى بيوم القيامة وعظم هوله، وبالنفس التي تلوم صاحبها على الخير والشر، وتندم على ما فات، يقسم أن البعث حق.
٣، ٤- يرد سبحانه على بعض المشركين الذين لا يؤمنون بالبعث، وقد كانت المشكلة الشعورية عند المشركين هي صعوبة تصورهم لجمع العظام البالية، الذاهبة في التراب، المتفرقة في الثرى، وإعادة بعث الإنسان حيا.
والنص يؤكد عملية جمع العظام، بما هو أرقى من مجرد جمعها، وهي تسوية البنان، وتركيبه في موضعه كما كان، وهي كناية عن إعادة التكوين الإنساني بأدق ما فيه، حتى يتمثل الإنسان بشرا سويا، لا ينقصه حتى تسوية أصابعه، وما حملت من خاصيات مميزة.
٥، ٦- لا يجهل ابن آدم أن ربه قادر على أن يجمع عظمه، ولكنه يريد أن يداوم على فجوره فيما يستأنف من الزمان، ولا يتخلى عنه، ومن ثم فهو يستبعد وقوع البعث، ويستبعد مجيء القيامة.
٧-٩- ذكر سبحانه من علامات يوم القيامة أمورا ثلاثة :
( أ ) فالبصر يخطف ويتقلب سريعا سريعا، تقلب البرق وخطفه.
( ب ) والقمر يخسف ويطمس نوره.
( ج ) والشمس تقترن بالقمر بعد افتراق، ويختل نظامها الفلكي المعهود، حيث ينفرط ذلك النظام الكوني الدقيق.
١٠- ١٢- يتساءل الإنسان المرعوب : أين المفر من جهنم ؟ وهل من ملجأ منها ؟
ولا ملجأ ولا وقاية ولا مفر من قهر الله وأخذه، والرجعة إليه والمستقر عنده، لا مستقر عند غيره.
قال السدّي : كانوا إذا فزعوا في الدنيا تحصنوا بالجبال، فقال الله لهم : لا وزر يعصمكم مني.
١٣- يخبر الإنسان حين العرض والحساب بجميع أعماله : قديمها وحديثها، أولها وآخرها، صغيرها وكبيرها.
وفي الحديث :( سبع يجرى أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره : من علّم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس ظلا، أو بنى مسجدا، أو ورّق مصحفا، أو ترك وليا يستغفر له بعد موته ).
١٤، ١٥- بل الإنسان على نفسه بصيرة، بل الإنسان حجة بينة على نفسه، وفي ذلك اليوم تنطق جوارحه بما فعل، فسمعه وبصره ويداه ورجلاه وجميع أعضائه تشهد عليه، ويتضح الحق، ولو جاء بكل الأعذار.
١٦- تكفل الله بشأن القرآن، وحيا وحفظا وجمعا وبيانا، وليس للرسول صلى الله عليه وسلم من أمره إلا حمله وتبليغه.
وقد كان الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم شديد اللهفة والحرص على استيعاب القرآن وحفظه، مما كان يدعوه إلى متابعة جبريل عليه السلام في التلاوة آية آية، وكلمة كلمة.
فلما نزلت هذه الآية، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل أطرق وسكت، فإذا ذهب قرأه كما أمره الله.
١٧- ١٩- إن علينا جمعه في صدرك الشريف، وقراءته على لسانك، فلن تنساه أبدا، بل نحن سنجمعه في صدور المؤمنين، ونحفظ قراءته، تلاه عليك الملك فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك، ثم إننا بعد حفظه وتلاوته، ونبينه لك ونلهمك معناه.
٢٠، ٢١- إنكم يا بني آدم خلقتم من عجل، وطبعتم عليه، فتعجلون في كل شيء، ومن ثم تحبون العاجلة، وتذرون الآخرة.
٢٢، ٢٣- في ذلك اليوم –يوم القيامة- ستكون هناك وجوه حسنة ناعمة، تنظر إلى جلال الله، وتتمتع برضوانه، وهي متعة دونها كل متعة.
إن روح الإنسان لتستمتع أحيانا بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون أو النفس، تراها في الليلة القمراء، أو الليل الساجي، أو الفجر الوليد، أو الظل المديد، أو البحر العباب، أو الصحراء المنسابة، أو الروض البهيج، أو الطلعة البهية، أو القلب النبيل، أو الإيمان الواثق، أو الصبر الجميل، إلى آخر مطالع الجمال في هذا الوجود.. فتغمرها النشوة، وتفيض بها السعادة، فكيف بها وهي تنظر إلى جمال ذات الله ؟ وتستمتع بهذه السعادة الغامرة التي لا يحيط بها وصف، ولا يتصور حقيقتها إدراك ؟
٢٤، ٢٥- ووجوه الفجار تكون يوم القيامة عابسة كالحة، مستيقنة أنها ستصاب بداهية عظيمة تقصم ظهرها وتهلكها.
٢٥- ٣٠- تعرض الآيات مشهد الاحتضار، حين تبلغ الروح أعالي الصدر، وتشرف النفس على الموت، ويقول أهل المحتضر : من يرقيه للشفاء مما نزل به ؟ والتمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئا، وأيقن المحتضر أن ما نزل به نذير الفراق من الدنيا والمال والأهل والولد، وبطلت كل حيلة، وعجزت كل وسيلة، والتوت ساقه بساقه، فلا يقدر على تحريكهما، وتبين الطريق الواحد الذي يساق إليه كل حي في نهاية المطاف : إلى ربك يومئذ المساق.
إن المشهد ليكاد يتحرك وينطق، وكل آية ترسم حركة، إنه مشهد الموت الذي ينتهي إليه كل حي، الموت الذي يصرع الجبابرة، بنفس السهولة التي يصرع بها الأقزام، ويقهر المتسلطين كما يقهر المستضعفين سواء، الموت الذي لا حيلة للبشر فيه، وهم مع هذا لا يتدبرون القوة القاهرة التي تجريه.
٣١- ٣٣- ورد أن هذه الآيات تعني شخصا معينا بالذات. قيل : هو أبو جهل ( عمرو بن هشام )، وكان يجيء أحيانا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع منه القرآن، ثم يذهب عنه فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ويصد عن سبيل الله، ثم يذهب مختالا بما فعل، فخورا بما ارتكب من الشر، كأنما فعل شيئا يذكر، ويتمطّى. أي : يمط في ظهره ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها.
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله، يسمع ويعرض، ويتفنن في الصدّ عن سبيل الله، والأذى للدعاة.
٣٤، ٣٥- ويل لك مرة بعد مرة أخرى، وأهلكك الله هلاكا أقرب من كل شر وهلاك، وهو تعبير اصطلاحي يتضمن التهديد والوعيد، أو معناها : أجمل بك وأحرى. ثم أولى لك فأولى. أي : يتكرر هذا الدعاء عليك مرة أخرى.
روى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد أبي جهل فقال :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ). فقال عدو الله : أتوعدني يا محمد، والله لا تستطيع أنت وربك شيئا، وإني لأعز من مشى بين جبليها. فأخذه الله يوم بدر بيد المؤمنين.
٣٦- أيحسب الكافر أن يترك مهملا، لا يؤمر ولا ينهى ولا يبعث ولا يجازى ؟ كانت الحياة في نظر القوم حركة لا علة لها ولا هدف ولا غاية.. أرحام تدفع، وقبور تبلع، وبين هاتين لهو ولعب، وزينة وتفاخر، فلفتت الآية نظر الإنسان إلى التقدير والتدبير في حياته، وأنه لا بد من البعث والجزاء، ليميز الصالح من الطالح، والمؤمن من الكافر، ثم يأتي ما بعدها بالدلائل الواقعية على هذا القول.
٣٧- ٣٩- فما هذا الإنسان ؟ مم خلق ؟ وكيف كان ؟
ألم يك نطفة من الماء من مني يراق ؟ ألم تتحول هذه النطفة إلى علقة ذات وضع خاص في الرحم، تعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء ؟ فمن ذا الذي ألهمها هذه الحركة ؟ ومن ذا الذي وجهها هذا الاتجاه ؟
ثم من ذا الذي خلقها بعد ذلك جنينا معتدلا منسق الأعضاء، مؤلفا جسمه من ملايين الملاين من الخلايا الحية، وهو في الأصل خلية واحدة مع بويضة ؟
ومن ذا الذي قاد هذه الخلية، وهي خلية صغيرة ضعيفة لا عقل لها ولا مدارك ولا تجارب ؟
ثم في النهاية.. من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة.. الذكر والأنثى ؟
إنه لا مفر من الإحساس باليد اللطيفة المدبرة، التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير : فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
٣٥- وفي ختام السورة يجئ هذا الاستفهام القوي الحاسم : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. أي : أليس الذي أنشأ هذا الخلق السويّ من هذه النطفة المراقة، بقادر على أن يعيده كما بدأه ؟
أليس الفعال للتدبير والتقدير والنشأة الأولى بقادر على البعث والإحياء مرة أخرى ؟
قال تعالى : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه... ( الروم : ٢٧ ).
وإذا سمع المؤمن هذه الآية الأخيرة من سورة القيامة فليقل : بلى قادر.
أخرج الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم وصححه، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من قرأ منكم : والتين والزيتون. وانتهى إلى آخرها : أليس الله بأحكم الحاكمين. فليقل : بلى، وأنا على ذلكم من الشاهدين. ومن قرأ : لا أقسم بيوم القيامة. فانتهى إلى آخرها : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. فليقل : بلى، ومن قرأ المرسلات فبلغ : فبأي حديث بعده يؤمنون. فليقل : آمنا بالله ).
مقصود السورة
بيان القيامة وهيبتها، وبيان إثبات البعث، وتأثير القيامة في أعيان العالم، حيث يزوغ البصر ويظلم القمر، وتنكدر الشمس، ويفزع الإنسان ويقول : أين المفر ؟
وفي ذلك اليوم سينال كل إنسان جزاء عمله.
وبينت السورة آداب الوحي، والوعد باللقاء والرؤية، وبيّنت هول الاحتضار، وقدرة الله على البدء والإعادة، وبعث الموتى وحسابهم وجزائهم، في قوله سبحانه : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى.
ﰡ
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ لا أقسم بيوم القيامة ١ ولا أقسم بالنفس اللّوّامة ٢ أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه ٣ بلى قادرين على أن نسوّي بنانه ٤ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه ٥ يسأل أيّان يوم القيامة ٦ فإذا برق البصر ٧ وخسف القمر ٨ وجمع الشمس والقمر ٩ يقول الإنسان يومئذ أين المفر ١٠ كلاّ لا وزر ١١ إلى ربك يومئذ المستقر ١٢ ينبّأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر ١٣ بل الإنسان على نفسه بصيرة ١٤ ولو ألقى معاذيره ١٥ ﴾
المفردات :
لا أقسم : أقسم، ولا ( لا ) مزيدة.
التفسير :
١- لا أقسم بيوم القيامة.
أقسم بيوم القيامة، وهو اليوم الذي يقوم الناس فيه من قبورهم، حفاة عراة غرلاi كما ولدتهم أمهاتهم، وهو اليوم الذي تبدّل فيه الأرض غير الأرض والسماوات، وهو اليوم الذي يشيب فيه الوليد، ويحشر الناس في أرض المحشر، ويتم القضاء.
بالنفس اللوامة : كثيرة اللوم والندم على ما فات.
التفسير :
٢- ولا أقسم بالنفس اللوامة.
وأقسم بالنفس اللوامة التي تلوم صاحبها على التقصير في الطاعات، وتلوم صاحبها على فعل السيئات.
قال مجاهد : هي النفس الخيّرة التي تلوم صاحبها على الشرّ، لم فعله ؟ وعلى الخير، لم لم يستكثر منه ؟
أيحسب الإنسان : أيظن الكافر.
ألن نجمع عظامه : أن لن نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها المتفرقة.
التفسير :
٣- أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه.
جواب القسم في الآيتين الأولى والثانية محذوف وتقديره : لتبعثن، وسوّغ حذف الجواب، دلالة هذه الآية عليه.
سبب النزول :
روى أن عديّ بن ربيعة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد، حدثني عن يوم القيامة، متى يكون أمره ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك، ولم أومن بك، أو يجمع الله هذه العظام بعد بلاها ؟ فنزلت الآية.
وقد عنى القرآن الكريم بتأكيد أمر البعث والجزاء، وبيان حكمته، وهي أن يكافأ الطائع، وأن يعاقب العاصي، وحتى لا تكون الحياة عبثا.
وقد استبعد الكفار أن تدب الحياة في العظام البالية، وقد بين القرآن أن إعادة الخلق سهل هين على الله، قال تعالى : كما بدأنا أول خلق نعيده... ( الأنبياء : ١٠٤ ).
ويروى أن أميّة بن خلف جاء بعظم قد رمّ وبلى وصار ترابا، ففرك العظم بين يديه ونفخ فيه، وقال : يا محمد، أتزعم أن ربك يبعث هذا بعدما رمّ وبلى وصار ترابا ؟ فقال :( نعم، ويبعثك ويدخلك النار ).
وأنزل الله تعالى الآيات الأخيرة من وسورة ( يس ) للرد على منكري البعث.
قال تعالى : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه، قال من يحيي العظام وهي رميم* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم. ( يس : ٧٨، ٧٩ ).
بلى : نجمعها بعد التفرق والبلى.
نسوّي بنانه : البنان : الأصابع أو أطرافها، فنردّ عظامها كما كانت على صغرها بقدرتنا، فكيف بكبارها.
التفسير :
٣- بلى قادرين على أن نسوّي بنانه.
أي : نجمع عظام الإنسان بعد تفرّقها، وصيرورتها رميما ورفاتا، حال كوننا قادرين على تأليف جمعها، وإعادتها إلى التركيب الأول، وعلى أن نسوّي أصابعه.
أو نسوّي سلامياته على صغرها، ونضم بعضها إلى بعض، كما كانت من غير زيادة أو نقصان.
وخصّ الأصابع بالذات، لما فيها من دقة التركيب، وظهور آثار القدرة، وإبداع الصانع جل جلاله في خلقها، حتى تؤخذ بصمات الإنسان عند الحاجة إلى ذلك، لأنه يكاد يكون لكل إنسان بصمة خاصة به، وهذا من إعجاز القرآن الكريم حيث لم يكتشف هذا الأمر إلا من وقت قريب.
ليفجر أمامه : ليدوم على فجوره مدة عمره.
التفسير :
٤- بل يريد الإنسان ليفجر أمامه.
بل إن الحامل للإنسان على الإنكار يوم القيامة شيء آخر، هو استمرارا فجوره واستيفاء لذائذه، وعدم خضوعه لأوامر الوحي، وهذا هو الذي جعله ينكر البعث والحشر والحساب، حتى يدوم على فجوره في مستقبل أيامه، فيقدّم الذنب، ويؤخر التوبة.
قال سعيد بن جبير : يقدم الذنب ويؤخر التوبة، حتى يأتيه الموت على شر أحواله.
٥- يسأل أيّان يوم القيامة.
يسأل سؤال استبعاد واستنكار : متى يجئ يوم القيامة ؟
قال تعالى : ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين* قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون. ( سبأ : ٢٩، ٣٠ ).
قال الآلوسي في تفسيره :
وفيه أن من أنكر البعث يرتكب أشد الفجور لا محالة.
برق البصر : دهش وتحيّر مما رأى فزعا مما رأى من أهوال يوم القيامة.
خسف القمر : ذهب ضوءه.
وجمع الشمس والقمر : في الطلوع من المغرب مظلمين.
أين المفر : المهرب من العذاب أو الهول.
التفسير :
٧، ٨، ٩، ١٠- فإذا برق البصر* وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر* يقول الإنسان يومئذ أين المفر.
إذا فوجئ الإنسان بأهوال القيامة، وقف وانبهر، وتخشع وتحارّ من شدة الأهوال، ومن عظم ما نشاهده يوم القيامة من أمور، ومنه قول ذي الرمّة :
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت | لعينيه من سافرا كاد يبرق |
ذهب ضوءه وانطمس نوره.
وجمع الشمس والقمر.
حيث تطلع الشمس من مغربها، وكذلك القمر، ولا ضوء للشمس ولا للقمر في ذلك الحين.
يقول الإنسان يومئذ أين المفر.
عندما يشاهد الإنسان هذه العلامات الكبرى، التي تزلزل الوجدان والفؤاد، يبحث عن مهرب خوفا من الله تعالى، أو خوفا من جهنم.
لا وزر : لا ملجأ ولا منجى له من الله.
التفسير :
١١- كلاّ لا وزر.
ردع وزجر لكل كافر، أي لا حماية ولا ملجأ، ولا وقاية ولا مهرب من عذاب الله.
١٢- إلى ربك يومئذ المستقر.
إلى الله وحده، لا إلى غيره، يكون مستقر العباد وحسابهم وجزاؤهم، وخلودهم في الجنة أو في النار.
١٣- ينبأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر.
يخبر الإنسان يوم القيامة بجميع أعماله التي قدّمها، وآثاره التي أقرّها.
وعن مجاهد : بأول عمره وآخره.
بصيرة : حجة بينة، أو عين بصيرة.
التفسير :
١٤- بل الإنسان على نفسه بصيرة.
بل الإنسان حجة واضحة على نفسه، وجوارح الإنسان تشهد عليه، وهو مستبصر بما فعل في دنياه.
قال تعالى : يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. ( النور : ٢٤ ).
ولو ألقى معاذيره : ولو جاء بكل عذر لم ينفعه.
التفسير :
١٥- ولو ألقى معاذيره.
أي : الإنسان شهيد على نفسه، عالم بما فعله، فهو حجة بينة على أعماله، ولو اعتذر أو أنكر لما قبل منه.
وقال ابن عباس وغيره : إن المراد سمعه وبصره، ويداه ورجلاه وجوارحه، وكلها تشهد عليه بالحق.
ولو ألقى معاذيره. ولو اعتذر بباطل لا يقبل منه.
وقال مجاهد : معاذيره حجته.
قال ابن كثير : والصحيح قول مجاهد وأصحابه.
كقوله تعالى : ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. ( الأنعام : ٢٣ ).
وكقوله تعالى : يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له، كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون. ( المجادلة : ١٨ ).
فإذا حاول الإنسان الإنكار شهدت عليه جوارحه، ويقال له : كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. ( الإسراء : ١٤ ).
أي : لا مجال للإنكار في ذلك اليوم، لأنه اليوم الحق، وهناك الحفظة والكرام الكاتبون، لأنه يوم يحق فيه الحق، ويمحق الباطل.
﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ١٦ إن علينا جمعه وقرآنه ١٧ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ١٨ ثم إنّ علينا بيانه ١٩ كلاّ بل تحبون العاجلة ٢٠ وتذرون الآخرة ٢١ وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣ ووجوه يومئذ باسرة ٢٤ تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٥ ﴾
المفردات :
لتعجل به : لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلّت منك.
إن علينا جمعه : إن علينا جمعه في صدرك لئلا يتفلّت منك.
وقرآنه : أي : قراءته، أي إثباتها في لسانك.
قرأناه : قرأه جبريل عليك.
فاتّبع قرآنه : فاستمع قراءته، وكررها حتى ترسخ في نفسك.
بيانه : تفسير ما فيه من الحلال والحرام، وبيان ما أشكل من معانيه.
تمهيد :
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
التفسير :
١٦، ١٧، ١٨، ١٩- لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرآنه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه.
لا تتعجل بقراءة القرآن خلف جبريل، خشية أن يضيع منك شيء من القرآن، بل اصمت فترة قراءة جبريل، وتفرّغ تماما للاستمتاع والإنصات، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن في قلبك، كما تكفّل الله بأن تقرأ القرآن بلسانك مرتّلا، كما أنزل عليك.
فتمهّل والزم السماع، فإذا قرأه جبريل عليك وانتهى من الوحي، فأتبع ذلك بقراءتك القرآن، كما سمعته من جبريل عليه السلام.
وتفيد الآيات ما يأتي :
النهي عن تحريك الرسول صلى الله عليه وسلم لسانه بالقرآن أثناء قراءة جبريل، وقد تكفّل الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- حفظ القرآن في قلبه.
٢- ضمان صيانة لسان الرسول صلى الله عليه وسلم من الزلل عند تلاوته للقرآن.
٣- شرح القرآن وتفسيره للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالقرآن الكريم : حفظا وتلاوة وتفسيرا.
ثم إنّ علينا بيانه.
أي : تكلفنا ببيان معاني القرآن لك، وما فيه من الحلال والحرام والآداب والأحكام، حتى تكون معاني القرآن واضحة في فؤادك.
قال الزمخشري :
كأنه كان يعجل في الحفظ والسؤال عن المعنى جميعا، كما ترى بعض الحرّاص على العلم.
ونحو الآية قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما. ( طه : ١١٤ ).
﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ١٦ إن علينا جمعه وقرآنه ١٧ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ١٨ ثم إنّ علينا بيانه ١٩ كلاّ بل تحبون العاجلة ٢٠ وتذرون الآخرة ٢١ وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣ ووجوه يومئذ باسرة ٢٤ تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٥ ﴾
المفردات :
لتعجل به : لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلّت منك.
إن علينا جمعه : إن علينا جمعه في صدرك لئلا يتفلّت منك.
وقرآنه : أي : قراءته، أي إثباتها في لسانك.
قرأناه : قرأه جبريل عليك.
فاتّبع قرآنه : فاستمع قراءته، وكررها حتى ترسخ في نفسك.
بيانه : تفسير ما فيه من الحلال والحرام، وبيان ما أشكل من معانيه.
تمهيد :
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
التفسير :
١٦، ١٧، ١٨، ١٩- لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرآنه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه.
لا تتعجل بقراءة القرآن خلف جبريل، خشية أن يضيع منك شيء من القرآن، بل اصمت فترة قراءة جبريل، وتفرّغ تماما للاستمتاع والإنصات، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن في قلبك، كما تكفّل الله بأن تقرأ القرآن بلسانك مرتّلا، كما أنزل عليك.
فتمهّل والزم السماع، فإذا قرأه جبريل عليك وانتهى من الوحي، فأتبع ذلك بقراءتك القرآن، كما سمعته من جبريل عليه السلام.
وتفيد الآيات ما يأتي :
النهي عن تحريك الرسول صلى الله عليه وسلم لسانه بالقرآن أثناء قراءة جبريل، وقد تكفّل الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- حفظ القرآن في قلبه.
٢- ضمان صيانة لسان الرسول صلى الله عليه وسلم من الزلل عند تلاوته للقرآن.
٣- شرح القرآن وتفسيره للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالقرآن الكريم : حفظا وتلاوة وتفسيرا.
ثم إنّ علينا بيانه.
أي : تكلفنا ببيان معاني القرآن لك، وما فيه من الحلال والحرام والآداب والأحكام، حتى تكون معاني القرآن واضحة في فؤادك.
قال الزمخشري :
كأنه كان يعجل في الحفظ والسؤال عن المعنى جميعا، كما ترى بعض الحرّاص على العلم.
ونحو الآية قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما. ( طه : ١١٤ ).
﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ١٦ إن علينا جمعه وقرآنه ١٧ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ١٨ ثم إنّ علينا بيانه ١٩ كلاّ بل تحبون العاجلة ٢٠ وتذرون الآخرة ٢١ وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣ ووجوه يومئذ باسرة ٢٤ تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٥ ﴾
المفردات :
لتعجل به : لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلّت منك.
إن علينا جمعه : إن علينا جمعه في صدرك لئلا يتفلّت منك.
وقرآنه : أي : قراءته، أي إثباتها في لسانك.
قرأناه : قرأه جبريل عليك.
فاتّبع قرآنه : فاستمع قراءته، وكررها حتى ترسخ في نفسك.
بيانه : تفسير ما فيه من الحلال والحرام، وبيان ما أشكل من معانيه.
تمهيد :
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
التفسير :
١٦، ١٧، ١٨، ١٩- لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرآنه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه.
لا تتعجل بقراءة القرآن خلف جبريل، خشية أن يضيع منك شيء من القرآن، بل اصمت فترة قراءة جبريل، وتفرّغ تماما للاستمتاع والإنصات، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن في قلبك، كما تكفّل الله بأن تقرأ القرآن بلسانك مرتّلا، كما أنزل عليك.
فتمهّل والزم السماع، فإذا قرأه جبريل عليك وانتهى من الوحي، فأتبع ذلك بقراءتك القرآن، كما سمعته من جبريل عليه السلام.
وتفيد الآيات ما يأتي :
النهي عن تحريك الرسول صلى الله عليه وسلم لسانه بالقرآن أثناء قراءة جبريل، وقد تكفّل الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- حفظ القرآن في قلبه.
٢- ضمان صيانة لسان الرسول صلى الله عليه وسلم من الزلل عند تلاوته للقرآن.
٣- شرح القرآن وتفسيره للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالقرآن الكريم : حفظا وتلاوة وتفسيرا.
ثم إنّ علينا بيانه.
أي : تكلفنا ببيان معاني القرآن لك، وما فيه من الحلال والحرام والآداب والأحكام، حتى تكون معاني القرآن واضحة في فؤادك.
قال الزمخشري :
كأنه كان يعجل في الحفظ والسؤال عن المعنى جميعا، كما ترى بعض الحرّاص على العلم.
ونحو الآية قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما. ( طه : ١١٤ ).
﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ١٦ إن علينا جمعه وقرآنه ١٧ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ١٨ ثم إنّ علينا بيانه ١٩ كلاّ بل تحبون العاجلة ٢٠ وتذرون الآخرة ٢١ وجوه يومئذ ناضرة ٢٢ إلى ربها ناظرة ٢٣ ووجوه يومئذ باسرة ٢٤ تظن أن يفعل بها فاقرة ٢٥ ﴾
المفردات :
لتعجل به : لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلّت منك.
إن علينا جمعه : إن علينا جمعه في صدرك لئلا يتفلّت منك.
وقرآنه : أي : قراءته، أي إثباتها في لسانك.
قرأناه : قرأه جبريل عليك.
فاتّبع قرآنه : فاستمع قراءته، وكررها حتى ترسخ في نفسك.
بيانه : تفسير ما فيه من الحلال والحرام، وبيان ما أشكل من معانيه.
تمهيد :
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
التفسير :
١٦، ١٧، ١٨، ١٩- لا تحرك به لسانك لتعجل به* إن علينا جمعه وقرآنه* فإذا قرآنه فاتبع قرآنه* ثم إن علينا بيانه.
لا تتعجل بقراءة القرآن خلف جبريل، خشية أن يضيع منك شيء من القرآن، بل اصمت فترة قراءة جبريل، وتفرّغ تماما للاستمتاع والإنصات، فقد تكفّل الله تعالى بحفظ القرآن في قلبك، كما تكفّل الله بأن تقرأ القرآن بلسانك مرتّلا، كما أنزل عليك.
فتمهّل والزم السماع، فإذا قرأه جبريل عليك وانتهى من الوحي، فأتبع ذلك بقراءتك القرآن، كما سمعته من جبريل عليه السلام.
وتفيد الآيات ما يأتي :
النهي عن تحريك الرسول صلى الله عليه وسلم لسانه بالقرآن أثناء قراءة جبريل، وقد تكفّل الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- حفظ القرآن في قلبه.
٢- ضمان صيانة لسان الرسول صلى الله عليه وسلم من الزلل عند تلاوته للقرآن.
٣- شرح القرآن وتفسيره للرسول صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالقرآن الكريم : حفظا وتلاوة وتفسيرا.
ثم إنّ علينا بيانه.
أي : تكلفنا ببيان معاني القرآن لك، وما فيه من الحلال والحرام والآداب والأحكام، حتى تكون معاني القرآن واضحة في فؤادك.
قال الزمخشري :
كأنه كان يعجل في الحفظ والسؤال عن المعنى جميعا، كما ترى بعض الحرّاص على العلم.
ونحو الآية قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما. ( طه : ١١٤ ).
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
العاجلة : دار الدنيا.
التفسير :
٢٠، ٢١- كلاّ بل تحبون العاجلة* وتذرون الآخرة.
أنتم يا بني آدم تحبون الدنيا، وما فيها من شهوات ولذائذ، وتتركون الآخرة وما توجب عليكم من صلاة وصيام، وزكاة وحج، وأكل الحلال، والبعد عن الحرام والشبهات، واتباع المأمورات، واجتناب المنهيات.
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
العاجلة : دار الدنيا.
التفسير :
٢٠، ٢١- كلاّ بل تحبون العاجلة* وتذرون الآخرة.
أنتم يا بني آدم تحبون الدنيا، وما فيها من شهوات ولذائذ، وتتركون الآخرة وما توجب عليكم من صلاة وصيام، وزكاة وحج، وأكل الحلال، والبعد عن الحرام والشبهات، واتباع المأمورات، واجتناب المنهيات.
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
ناضرة : متهللة بشرا بما ترى من النعيم.
ناظرة : أي تنظر إلى ربها عيانا بلا حجاب.
التفسير :
٢٢، ٢٣- وجوه يومئد ناضرة* إلى ربها ناظرة.
وجوه يومئذ. أي في الآخرة والقيامة. ناضرة. مستبشرة ناعمة، فرحة راضية.
قال تعالى : تعرف في وجوههم نضرة النعيم* يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ( المطففين : ٢٤- ٢٦ ).
إلى ربها ناظرة.
وهذه الوجوه الناضرة تنال النعيم والقربى، والسعادة والسرور بنظرها إلى ربها، ويكون ذلك أسعد شيء لأهل الجنة.
قال تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ( يونس : ٢٦ ).
فالحسنى هي الجنة، والزيادة هي تفضّل الله عليهم بالرضا فلا يسخط عليهم أبدا، وبرؤية ربهم سبحانه وتعالى، رؤية منزهة عن الكم والكيف، والطول والعرض، فنحن في الدنيا عيوننا فانية والله باق، والفاني لا يرى الباقي، فإذا كان يوم القيامة منحنا الله أبصارا باقية.
وقد طلب موسى رؤية الله في الدنيا، فلم يجب إلى ذلكiii. أما في الآخرة فإن الثابت عند أهل السنة والجماعة أن أهل الدرجات العالية في الجنة يرون ربهم، رؤية نؤمن بها ونفوّض حقيقة المراد منها إلى الله تعالى.
وفي منظومة الجوهرة، وهي منظومة فنية في علم التوحيد :
ومنه أن يدرك بالأبصار | لكن بلا كيف ولا انحصار |
وقد ثبتت هذه الرؤية في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث الصحيحة في تأييد رؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة، نسوق منها ما يأتي :
في الصحيحين، عن جرير قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر البدر، فقال :( إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة ما قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا )iv.
وفي الصحيحين عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين أن ينظروا إلى الله عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )v.
وفي صحيح مسلم، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة –قال- يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا النار، قال : فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم وهي الزيادة )، ثم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ( يونس : ٢٦ ). vi.
ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم عز وجل في العرضات وفي روضات الجنات.
وروى الإمام أحمد، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين )vii.
قال الحسن : وجوه يومئذ ناضرة. قال : حسنة. إلى ربها ناظرة. قال : تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالقviii.
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
ناضرة : متهللة بشرا بما ترى من النعيم.
ناظرة : أي تنظر إلى ربها عيانا بلا حجاب.
التفسير :
٢٢، ٢٣- وجوه يومئد ناضرة* إلى ربها ناظرة.
وجوه يومئذ. أي في الآخرة والقيامة. ناضرة. مستبشرة ناعمة، فرحة راضية.
قال تعالى : تعرف في وجوههم نضرة النعيم* يسقون من رحيق مختوم* ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ( المطففين : ٢٤- ٢٦ ).
إلى ربها ناظرة.
وهذه الوجوه الناضرة تنال النعيم والقربى، والسعادة والسرور بنظرها إلى ربها، ويكون ذلك أسعد شيء لأهل الجنة.
قال تعالى : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ( يونس : ٢٦ ).
فالحسنى هي الجنة، والزيادة هي تفضّل الله عليهم بالرضا فلا يسخط عليهم أبدا، وبرؤية ربهم سبحانه وتعالى، رؤية منزهة عن الكم والكيف، والطول والعرض، فنحن في الدنيا عيوننا فانية والله باق، والفاني لا يرى الباقي، فإذا كان يوم القيامة منحنا الله أبصارا باقية.
وقد طلب موسى رؤية الله في الدنيا، فلم يجب إلى ذلكiii. أما في الآخرة فإن الثابت عند أهل السنة والجماعة أن أهل الدرجات العالية في الجنة يرون ربهم، رؤية نؤمن بها ونفوّض حقيقة المراد منها إلى الله تعالى.
وفي منظومة الجوهرة، وهي منظومة فنية في علم التوحيد :
ومنه أن يدرك بالأبصار | لكن بلا كيف ولا انحصار |
وقد ثبتت هذه الرؤية في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، وقد أورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث الصحيحة في تأييد رؤية المؤمنين لربهم في الدار الآخرة، نسوق منها ما يأتي :
في الصحيحين، عن جرير قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر البدر، فقال :( إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة ما قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا )iv.
وفي الصحيحين عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين أن ينظروا إلى الله عز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )v.
وفي صحيح مسلم، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إذا دخل أهل الجنة الجنة –قال- يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة وتنجنا النار، قال : فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم وهي الزيادة )، ثم تلا هذه الآية : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة... ( يونس : ٢٦ ). vi.
ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم عز وجل في العرضات وفي روضات الجنات.
وروى الإمام أحمد، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين )vii.
قال الحسن : وجوه يومئذ ناضرة. قال : حسنة. إلى ربها ناظرة. قال : تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالقviii.
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
باسرة : شديدة العبوس، كالحة متغيرة مسودة.
التفسير :
٢٤- ووجوه يومئذ باسرة.
وفريق آخر من الكفار ترى وجوههم يوم القيامة كالحة، شديدة السّواد، يعلوها القتام والذلّة والعبوس.
أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي يحرّك به لسانه، يريد أن يحفظه، فأنزل الله : لا تحرك به لسانك لتعجل به... ii.
وتبين الآيات فضل الله على نبيه، فقد تكفّل الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بثلاثة أمور :
١- جمع القرآن في قلبه.
٢- قراءة القرآن على لسانه.
٣- توضيح معانيه وإرشاده إلى بيان القرآن وتفسيره.
ثم تفيد الآيات ما يأتي :
الناس تؤثر العاجلة وتمهل الآخرة.
والناس في الآخرة فريقان :
مؤمنون ناظرون إلى ربهم، وهي السعادة الكبرى، والمنّة العظمى على المقربين من أهل الجنة.
وكافرون محجوبون عن رؤية الله عز وجل، وجوههم يعلوها القتام والشحوب والآلام، ونفوسهم تتوقع العظائم والدواهي التي تكسر فقرات الظهر.
اللهم احفظنا، وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفار.
المفردات :
تظن : تستيقن.
فاقرة : أي : داهية عظيمة تكسر فقار الظهر.
التفسير :
٢٥- تظن أن يفعل بها فاقرة.
تتوقع أن ينزل بها عذاب وأدهى وأعظم مما تلقاه في جهنم.
فاقرة. أي : داهية تقصم فقار الظهر، لشدّتها وسوء حالها ووبالها.
وشتان ما بين المرتبتين :
فالمتقون في جنات النعيم، ورضوان رب العالمين، ورؤية الله تعالى تكريما لهم.
والكافرون وجوههم كالحة ذليلة، مسودة يعروها القتام، وتتوقع أن تنزل بها ألوان العذاب التي تقصم الظهور.
وقريب من هذا المعنى قوله تعالى : يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه... ( آل عمران : ١٠٦ ).
وقوله سبحانه وتعالى : وجوه يومئذ مسفرة* ضاحكة مستبشرة* ووجوه يومئذ عليها غبرة* ترهقها قترة* أولئك هم الكفرة الفجرة. ( عبس : ٢٨- ٤٢ ).
﴿ كلاّ إذا بلغت التّراقي ٢٦ وقيل من راق ٢٧ وظن أنه الفراق ٢٨ والتفت السّاق بالسّاق ٢٩ إلى ربك يومئذ المساق ٣٠ فلا صدّق ولا صلّى ٣١ ولكن كذّب وتولّى ٣٢ ثم ذهب إلى أهله يتمطّى ٣٣ أولى لك فأولى ٣٤ ثم أولى لك فأولى ٣٥ أيحسب الإنسان أن يترك سدى ٣٦ ألم يك نطفة من منيّ يمنى ٣٧ ثم كان علقة فخلق فسوّى ٣٨ فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ٣٩ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ٤٠ ﴾
المفردات :
كلا : ردع عن إيثار العاجلة على الآجلة.
بلغت التراقي : وصلت الروح لأعالي الصدر.
تمهيد :
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
التفسير :
٢٦- كلاّ إذا بلغت التّراقي.
كلا. ردع وزجر عن إيثار العاجلة، أي : أي : ارتدعوا يا معشر المشركين عن ذلك، وتنبّهوا لما بين أيديكم من الأهوال والمخاطر، فالموت يدرك كل حيّ، ومن مظاهره بلوغ الروح التراقي، وهي عظام الصدر، ويكنى بذلك عن القرب من الموت، ومنه قول ابن الصمة :
ورب عظيمة دافعت عنها | وقد بلغت نفوسهم التراقي |
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
من راق : من يداويه أو يرقيه ليشفى مما نزل به.
التفسير :
٢٦- وقيل من راق.
أي : قال أهل الميت وأقاربه : من راق يرقيه، رغبة في شفائه، أو طبيب يداويه، ويطبّ ويشفي هذا المريض.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
وظن : وتيقن المحتضر.
أنه الفراق : أن هذا الذي نزل به هو فراق الدنيا.
التفسير :
٢٧- وظن أنه الفراق.
أيقن المحتضر بنهاية الحياة، وبداية الممات.
قال الإمام الرازي : ولعله إنما سمّى اليقين هنا بالظن، لأن الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه يطمع في الحياة لشدة حبه لهذه الحياة العاجلة، ولا ينقطع رجاؤه عنها، فلا يحصل له يقين الموت، بل الظن الغالب مع رجاء الحياة.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
والتفت الساق بالساق : التصقت ساقه بساقه، والتوت عليها عند رعدة الموت، وقيل : الساق كناية عن شدة، ومنه : قامت الدنيا على ساق، وقامت الحرب على ساق.
المساق : سوق العباد إلى الجزاء.
التفسير :
٢٩، ٣٠- والتفت السّاق بالسّاق* إلى ربك يومئذ المساق.
انتهت الحياة، والتصقت ساق بساق، والتوت عليها عند هلع الموت، فالساق هنا ساق حقيقية.
ويصح أن يراد بالساق الشدة، ومنه : وقفت الحرب على ساق.
وقال ابن عباس : التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة.
ونحوه قول عطاء : اجتمع عليه شدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه عز وجل.
إلى ربك يومئذ المساق.
أي : إلى الله عز وجل مساق العباد، ورجوعهم من الدنيا إلى الآخرة.
قال تعالى : إنّ إلى ربك الرجعى. ( العلق : ٨ ).
وفي الآخرة يجازى كل إنسان بعمله، ويدخل الأخيار الجنة، ويساق الفجار إلى النار.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
والتفت الساق بالساق : التصقت ساقه بساقه، والتوت عليها عند رعدة الموت، وقيل : الساق كناية عن شدة، ومنه : قامت الدنيا على ساق، وقامت الحرب على ساق.
المساق : سوق العباد إلى الجزاء.
التفسير :
٢٩، ٣٠- والتفت السّاق بالسّاق* إلى ربك يومئذ المساق.
انتهت الحياة، والتصقت ساق بساق، والتوت عليها عند هلع الموت، فالساق هنا ساق حقيقية.
ويصح أن يراد بالساق الشدة، ومنه : وقفت الحرب على ساق.
وقال ابن عباس : التفت شدة فراق الدنيا بشدة إقبال الآخرة.
ونحوه قول عطاء : اجتمع عليه شدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه عز وجل.
إلى ربك يومئذ المساق.
أي : إلى الله عز وجل مساق العباد، ورجوعهم من الدنيا إلى الآخرة.
قال تعالى : إنّ إلى ربك الرجعى. ( العلق : ٨ ).
وفي الآخرة يجازى كل إنسان بعمله، ويدخل الأخيار الجنة، ويساق الفجار إلى النار.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
يتمطى : يتبختر في مشيته اختيالا.
التفسير :
٣١، ٣٢، ٣٣- فلا صدّق ولا صلّى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
فلا صدق بالقرآن، ولا صلى للرحمان.
أو : لا صدق بالله ووحدانيته، بل اتخذ الشركاء والأنداد، وجحد كتبه التي أنزلها على أنبيائه.
ولا صلى. أي : لم يخضع لله راكعا وساجدا، متبتلا ملتزما بالفرائض والأوامر، مجتنبا للمحرمات والنواهي.
قال أبو حيان في البحر المحيط :
والجمهور على أن هذه الآيات نزلت في أبي جهل، وكادت تصرّح به في قوله : يتمطّى. فإنها كانت مشيته، ومشية قومه بني مخزوم، وكان يكثر منها.
ولكن كذّب وتولّى.
كذّب بالقرآن، وأعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو جهل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع القرآن، ثم يخرج معرضا فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ويصد عنه الناس ويحذّرهم منه.
ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
ثم يذهب أبو جهل إلى قومه مختالا متكبرا، متباهيا بما فعل، فخورا بما ارتكب من الشر.
والتعبير القرآني يتهكم به ويسخر منه، ويصوّر حركة اختياله بأنه : يتمطّى. يمطّ في ظهره، ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها.
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله، يسمع ويعرض، ويتفنن في الصدّ عن سبيل الله، ويفتخر بما مكر وبما أفسد في الأرض.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
يتمطى : يتبختر في مشيته اختيالا.
التفسير :
٣١، ٣٢، ٣٣- فلا صدّق ولا صلّى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
فلا صدق بالقرآن، ولا صلى للرحمان.
أو : لا صدق بالله ووحدانيته، بل اتخذ الشركاء والأنداد، وجحد كتبه التي أنزلها على أنبيائه.
ولا صلى. أي : لم يخضع لله راكعا وساجدا، متبتلا ملتزما بالفرائض والأوامر، مجتنبا للمحرمات والنواهي.
قال أبو حيان في البحر المحيط :
والجمهور على أن هذه الآيات نزلت في أبي جهل، وكادت تصرّح به في قوله : يتمطّى. فإنها كانت مشيته، ومشية قومه بني مخزوم، وكان يكثر منها.
ولكن كذّب وتولّى.
كذّب بالقرآن، وأعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو جهل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع القرآن، ثم يخرج معرضا فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ويصد عنه الناس ويحذّرهم منه.
ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
ثم يذهب أبو جهل إلى قومه مختالا متكبرا، متباهيا بما فعل، فخورا بما ارتكب من الشر.
والتعبير القرآني يتهكم به ويسخر منه، ويصوّر حركة اختياله بأنه : يتمطّى. يمطّ في ظهره، ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها.
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله، يسمع ويعرض، ويتفنن في الصدّ عن سبيل الله، ويفتخر بما مكر وبما أفسد في الأرض.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
يتمطى : يتبختر في مشيته اختيالا.
التفسير :
٣١، ٣٢، ٣٣- فلا صدّق ولا صلّى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
فلا صدق بالقرآن، ولا صلى للرحمان.
أو : لا صدق بالله ووحدانيته، بل اتخذ الشركاء والأنداد، وجحد كتبه التي أنزلها على أنبيائه.
ولا صلى. أي : لم يخضع لله راكعا وساجدا، متبتلا ملتزما بالفرائض والأوامر، مجتنبا للمحرمات والنواهي.
قال أبو حيان في البحر المحيط :
والجمهور على أن هذه الآيات نزلت في أبي جهل، وكادت تصرّح به في قوله : يتمطّى. فإنها كانت مشيته، ومشية قومه بني مخزوم، وكان يكثر منها.
ولكن كذّب وتولّى.
كذّب بالقرآن، وأعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو جهل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع القرآن، ثم يخرج معرضا فلا يؤمن ولا يطيع، ولا يتأدب ولا يخشى، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول، ويصد عنه الناس ويحذّرهم منه.
ثم ذهب إلى أهله يتمطّى.
ثم يذهب أبو جهل إلى قومه مختالا متكبرا، متباهيا بما فعل، فخورا بما ارتكب من الشر.
والتعبير القرآني يتهكم به ويسخر منه، ويصوّر حركة اختياله بأنه : يتمطّى. يمطّ في ظهره، ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها.
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله، يسمع ويعرض، ويتفنن في الصدّ عن سبيل الله، ويفتخر بما مكر وبما أفسد في الأرض.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
أولى لك فأولى : هلاك لك أيها المكذّب، أو قاربك ما يهلكك.
التفسير :
٣٤، ٣٥- أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى.
ويل لك أيها الشقي، ثم ويل لك.
قال المفسرون :
هذه العبادرة في لغة العرب ذهبت مذهب المثل في التخويف والتحذير والتهديد، وأصلها أنها أفعل تفضيل من : وليه الشيء، إذا قاربه ودنا منه، أي : وليك الشر وأوشك أن يصيبك، فاحذر وانتبه لأمرك. اه.
ونلحظ أن القرآن الكريم كان يقود معركة ثقافية ضد هؤلاء المكذبين، فقد عرض القرآن أربعة أعمال لأبي جهل، هي :
فلا صدّق، ولا صلى، ولكن كذّب وتولّى، ثم رد عليه بوعيد مكون من أربعة هي :
أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى.
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر أبا جهل وتوعّده، فاستكبر أبو جهل، وأبى وأعرض، فقتله الله يوم بدر.
ثم عرض القرآن أدلة عقلية على وجوب البعث، وسهولة وقوعه على الله تعالى.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
أولى لك فأولى : هلاك لك أيها المكذّب، أو قاربك ما يهلكك.
التفسير :
٣٤، ٣٥- أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى.
ويل لك أيها الشقي، ثم ويل لك.
قال المفسرون :
هذه العبادرة في لغة العرب ذهبت مذهب المثل في التخويف والتحذير والتهديد، وأصلها أنها أفعل تفضيل من : وليه الشيء، إذا قاربه ودنا منه، أي : وليك الشر وأوشك أن يصيبك، فاحذر وانتبه لأمرك. اه.
ونلحظ أن القرآن الكريم كان يقود معركة ثقافية ضد هؤلاء المكذبين، فقد عرض القرآن أربعة أعمال لأبي جهل، هي :
فلا صدّق، ولا صلى، ولكن كذّب وتولّى، ثم رد عليه بوعيد مكون من أربعة هي :
أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى.
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم حذّر أبا جهل وتوعّده، فاستكبر أبو جهل، وأبى وأعرض، فقتله الله يوم بدر.
ثم عرض القرآن أدلة عقلية على وجوب البعث، وسهولة وقوعه على الله تعالى.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
سدى : مهملا، فلا يكلف بالشرائع ولا يجازى.
التفسير :
٣٦- أيحسب الإنسان أن يترك سدى.
سدى. مهملا في الدنيا لا يكلّف بشرع، مهملا في القبر لا يبعث ولا يحاسب.
أيظن الإنسان أن يتركه الله في الدنيا مهملا، بدون أن يرسل إليه الرسل، وينزل إليه الكتب، ويبين له الحلال والحرام، والتشريع وأخبار الأولين، ومشاهد القيامة والبعث والحشر، والصراط والميزان.
أو أن يهمله في قبره فلا يبعثه ليكافئ الصالحين، ويعاقب الظالمين.
قال تعالى : إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى. ( طه : ١٥ ).
وقال عز وشأنه : أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار. ( ص : ٢٨ ).
إذن لا بد من دار للثواب والعقاب، والبعث والقيامة.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
نطفة من منيّ يمنى : ماء المني يصب ويراق من الأصلاب في الأرحام.
التفسير :
٣٧- ألم يك نطفة من منيّ يمنى.
استدل القرآن في هذه الآية وما بعدها على طلاقة القدرة التي قادت خلق هذا الإنسان، وقد كان نطفة من مني يمنى، يقذف المني من صلب الرجل إلى رحم المرأة، فيتم تلقيح البويضة، وتحمل الأبوين مخصّبة ملقحة.
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
فسوّى : فعدّله وكمّله ونفخ فيه الروح.
الزوجين : النوعين.
التفسير :
٣٨، ٣٩- ثم كان علقة فخلق فسوّى* فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
ثم تحولت النطفة الملقّحة إلى مراحل معينة يمر بها الجنين، في بطن أمه ترعاها يد القدرة الإلهية، من نطفة إلى علقة، ( قطعة دم تعلق بجدار الرحم، وتمسك به تماما ليكون قرارا مكينا لها )، ثم تتحول إلى مضغة ( قطعة لحم قدر ما يمضغه الإنسان )، ثم تتحول إلى عظام، ثم يكسى العظام لحما، ثم يصبح خلقا آخر متكاملا، فيه كل وسائل الحياة.
من الذي خلق هذا الخلق منسق الأعضاء، مؤلفا جسمه من ملايين الملايين من الخلايا الحية ؟ من الذي قاد هذه الرحلة المديدة للجنين، وهو خليقة صغيرة ضعيفة لا عقل له ولا مدارك ولا تجارب ؟ ثم في النهاية.. من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة الذكر والأنثى ؟
إنها اليد اللطيفة المدبرة التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير.
فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
أي : فجعل منه هذا الإنسان صنفين ونوعين : ذكرا وأنثى، بقدرته تعالى.
هذا هو أصل الإنسان وتركيبه، تقوده يد القدرة الإلهية، من مني يمنى إلى بشر متكامل، هذا الخالق المدبّر اللطيف الخبير الذي أوجد الإنسان في بداية حياته، أليس قادرا على أن يعيده مرة أخرى، وأن يحييه بعد مماته.
وفي هذا المعنى يقول الله تعالى في أوائل سورة المؤمنين :
ولقد الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فسكونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميّتون* ثم إنكم يوم القيامة تبعثون. ( المؤمنون : ١٢-١٦ ).
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
المفردات :
فسوّى : فعدّله وكمّله ونفخ فيه الروح.
الزوجين : النوعين.
التفسير :
٣٨، ٣٩- ثم كان علقة فخلق فسوّى* فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
ثم تحولت النطفة الملقّحة إلى مراحل معينة يمر بها الجنين، في بطن أمه ترعاها يد القدرة الإلهية، من نطفة إلى علقة، ( قطعة دم تعلق بجدار الرحم، وتمسك به تماما ليكون قرارا مكينا لها )، ثم تتحول إلى مضغة ( قطعة لحم قدر ما يمضغه الإنسان )، ثم تتحول إلى عظام، ثم يكسى العظام لحما، ثم يصبح خلقا آخر متكاملا، فيه كل وسائل الحياة.
من الذي خلق هذا الخلق منسق الأعضاء، مؤلفا جسمه من ملايين الملايين من الخلايا الحية ؟ من الذي قاد هذه الرحلة المديدة للجنين، وهو خليقة صغيرة ضعيفة لا عقل له ولا مدارك ولا تجارب ؟ ثم في النهاية.. من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة الذكر والأنثى ؟
إنها اليد اللطيفة المدبرة التي قادت النطفة المراقة في طريقها الطويل، حتى انتهت بها إلى ذلك المصير.
فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى.
أي : فجعل منه هذا الإنسان صنفين ونوعين : ذكرا وأنثى، بقدرته تعالى.
هذا هو أصل الإنسان وتركيبه، تقوده يد القدرة الإلهية، من مني يمنى إلى بشر متكامل، هذا الخالق المدبّر اللطيف الخبير الذي أوجد الإنسان في بداية حياته، أليس قادرا على أن يعيده مرة أخرى، وأن يحييه بعد مماته.
وفي هذا المعنى يقول الله تعالى في أوائل سورة المؤمنين :
ولقد الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فسكونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين* ثم إنكم بعد ذلك لميّتون* ثم إنكم يوم القيامة تبعثون. ( المؤمنون : ١٢-١٦ ).
تصف الآيات حالة الاحتضار ونزول الموت بالإنسان، وتفلّت الدنيا من بين يديه، وإقبال الآخرة عليه.
وقيل : نزلت الآيات في أبي جهل حين مشى إلى أهله مختالا مفتخرا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :( أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ).
ثم أقامت الآيات الدليل على صحة البعث من وجهين :
١- أن يثاب الطائع ويعاقب العاصي.
٢- كما قدر سبحانه على الخلق الأول، وأوجد الإنسان من مني يمنى، قادر على الإعادة والبعث.
٣٦- أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى.
أليس هذا الإله الخلق المبدع، المنشئ للإنسان وللكون بقادر على أن يعيد الحياة مرة أخرى، ويحيي الموتى، ويبعثهم من قبورهم، بعد ما تفرّق من أجزائهم الأصلية ؟
بلى، إنه قادر.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا وصل إلى قراءة هذه الآية قال :( سبحانك بلى ) وأحيانا يقول :( سبحانك اللهم فبلى ).
وفي حديث صححه الحاكم قال صلى الله عليه وسلم :( من قرأ : لا أقسم بيوم القيامة. فانتهى إلى : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. فليقل : بلى ) : أي : بلى قادر.
***
تم تفسير سورة ( القيامة ) بحمد الله تعالى عصر يوم السبت ١٣ من المحرم ١٤٢٢ ه. الموافق ٧/٤/٢٠٠١، بمدينة المقطم بالقاهرة، والحمد لله رب العالمين.
i لم تزل قلفتهم ( بدون ختان ).
ii إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه :
رواه البخاري في بدء الوحي ( ٥ ) وفي التفسير ( ٤٩٢٧، ٤٩٢٨، ٤٩٢٩ ) وفي فضائل القرآن ( ٥٠٤٤ ) ومسلم في الصلاة ( ٤٤٨ ) والترمذي في تفسير القرآن ( ٣٣٢٩ ) من حديث ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ﴾ قال : فكان يحرك به شفتيه، وحرك سفيان شفتيه. قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح حسن.
iii قال تعالى :﴿ ولما جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلمّا تجلى ربه للجبل جعله دكّا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ﴾ ( الأعراف : ١٤٣ ).
iv أخرجاه في الصحيحين.
v رواه البخاري ومسلم.
vi رواه مسلم.
vii أخرجه أحمد والترمذي.
viii مختصر تفسير ابن كثير، بتحقيق محمد علي الصابوني، المجلد الثالث ص٥٧٧.