ﰡ
﴿ الم ﴾ الأحرف التي تبدأ بها السور، قيل إنها أسرار محجوبة، وقيل أقسام لله، وقيل أسماء له تعالى، وقيل إشارة لابتداء كلام وانتهاء كلام، وقيل هي أسماء لتلك السور.
تفسير المعاني :
الم.
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.
﴿ في أدنى الأرض ﴾ أي في أقرب الأرض إليهم، والمراد أرض العرب المعهودة عندهم لأن أل للعهد. أو في أقرب أرضهم إلى العرب، والمراد أرض الروم.
﴿ غلبهم ﴾ مصدر غلب. يقال غلبه يغلبه غلْبا وغلَبا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:تفسير المعاني :
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.
﴿ بضع سنين ﴾ البضع من ثلاث إلى تسع.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:تفسير المعاني :
غلبت الفرس الرومان في أقرب الأرض إلى العرب، وهم من بعد انكسارهم سيغلبون، في بضع سنين. لله الأمر من قبل انكسارهم ومن بعد فوزهم، فهو وحده مقدر ذلك كله، ويوم انتصارهم يفرح المؤمنون بنصر الله.
ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم.
وعدكم الله ذلك وعدا، والله لا يخلف وعده، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك.
يعلمون مظاهر الحياة الدنيا وهم عن الآخرة وما فيها غافلون. " نزلت هذه الآيات حين غزا الفرس الرومان فغلبوهم، ففرح بذلك مشركو العرب، إذ قالوا : إن الفرس لا كتاب لهم مثلنا، والرومان أهل كتاب مثلكم، لأنهم كانوا نصارى، ولننتصرن عليكم كما انتصر الفرس، فحلف أبو بكر بعد ما جاء الوحي بهذه الآية أن الرومان سيعودون فينتصرون. فقالوا له : اجعل لنا موعدا فقدر لذلك ثلاث سنين فقال له النبي : زد في الرهان ومدّ الأجل، فإن بضع تعني من ثلاث إلى تسع، ففعل وانتصر الرومان في السنة التاسعة ".
وما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما من العوالم الظاهرة لنا والمحجوبة عنا إلا مريدا بها الحق لا الباطل ولا العبث وإلى موعد مقدر لها ثم تتلاشى، ولكن كثيرا من الناس بلقاء ربهم كافرون.
﴿ وأثاروا الأرض ﴾ أي وقلبوا وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع البذور. ﴿ وعمروها ﴾ أي وعمّروها، أي أوجدوا فيها العمران. ﴿ السوءى ﴾ أي العاقبة السوءى، والسوءى مؤنث الأسوأ.
تفسير المعاني :
أولم يسيحوا في الأرض فيتحققوا بأنفسهم كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلهم. فلقد كانوا أشد منهم قوة، وقلبوا وجه الأرض لاستنباط المياه واستخراج المعادن وزرع الحبوب والفواكه، وأوجدوا لها عمرانا أكثر مما أوجدوا، وجاءتهم رسلهم بالبينات، فما كان الله ليظلمهم فيدمرهم بغير جريمة، ولكنهم كانوا يظلمون أنفسهم.
ثم كانت عاقبة الذين أساءوا العقوبة السوءى، أي الأشد سوءا بسبب أنهم كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون.
الله يبدأ الخلق ثم يعيده ببعثه يوم القيامة، ثم إليه يردون للحساب.
﴿ يبلس المجرمون ﴾ أي يسكنون متحيرين آيسين.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة يسكت المجرمون متحيرين آيسين.
ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء يجيرونهم من عذاب أو يخففونه عنهم، وكانوا هم بأولئك الشركاء كافرين، لتحققهم أنهم لا يغنون عنهم شيئا.
﴿ يومئذ يتفرقون ﴾ أي يذهب أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة وتجتمع الخلائق للحساب، توزن الأعمال وتقدر التبعات، فيتفرقون : فريق في الجنة وفريق في السعير.
﴿ الصالحات ﴾ أي الأعمال الصالحات. ﴿ روضة ﴾ أي حديقة. ﴿ يحبرون ﴾ أي يسرّون، من الحبور وهو السرور.
تفسير المعاني :
فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم إلى روضة فيها ما يسر نفوسهم ويريح قلوبهم.
﴿ محضرون ﴾ أي تحضرهم ملائكة العذاب.
تفسير المعاني :
وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا واليوم الآخر، فأولئك يحضرهم الملائكة للعذاب فيلازمهم.
﴿ فسبحان الله حين تمسون إلخ ﴾ إخبار في معنى الأمر بوجوب تنزيه الله والثناء عليه.
تفسير المعاني :
فسبحوا الله أيها الناس حين تمسون وحين تصبحون لتجلي عظمة الله في هذين الوقتين أكثر من كل وقت، واحمدوه وأثنوا عليه بما هو أهله في وقت الظهر وبعده.
﴿ وعشيا وحين تظهرون ﴾ أي في وقت العشية وهي من بعد الظهر إلى المغرب. وحين تظهرون بمعنى حين تدخلون في وقت الظهر، من أظهر أي دخل في الظهر.
تفسير المعاني :
فهو المحمود بكل لسان في الأرض وفي السماء يخلق الحي من الجسم الميت، ويخلق الميت من الحي، لا راد لما يريده ويحيي الأرض بعد موتها، وعلى هذا النحو تخرجون من قبوركم وتبعثون.
﴿ تخرجون ﴾ أي تخرجون من القبور.
تفسير المعاني :
فهو المحمود بكل لسان في الأرض وفي السماء يخلق الحي من الجسم الميت، ويخلق الميت من الحي، لا راد لما يريده ويحيي الأرض بعد موتها، وعلى هذا النحو تخرجون من قبوركم وتبعثون.
﴿ تنتشرون ﴾ أي تنبثون في الأرض.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنه خلقكم من تراب كيت لا حراك به، ثم إذا أنتم بشر أحياء تنتشرون في الأرض وتعملون.
﴿ لتسكنوا إليها ﴾ أي لتميلوا إليها وتألفوها.
تفسير المعاني :
ومن آياته أنه خلق لكم من جنسكم أزواجا لتميلوا إليهن وجعل بينكم حبا وعطفا.
ومن آياته الكبرى خلق السماوات والأرض من العدم على ما فيهما من إبداع وجمال، وعظمة وجلال، واختلاف ألسنتكم وألوانكم وما يتبع ذلك من تخالفكم في طبائعكم وعاداتكم... كل هذه آيات للذين يتفكرون، وينظرون إلى هذه العجائب ويتدبرون.
﴿ وابتغاؤكم ﴾ أي وطلبكم. يقال ابتغى يبتغي ابتغاء أي طلب.
تفسير المعاني :
ومن آياته نومكم بالليل والنهار، ثم نهوضكم بعد هذا الخمود العميق وسعيكم لطلب الرزق من هنا وهناك، إن في ذلك لموضع اعتبار لقوم يسمعون سماع قهر واستبصار.
ومن آياته أنه يريكم وميض البرق تخويفا من صواعقه وإطماعا في غيوثه، وينزل لكم من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد يبسها، إن في ذلك لدلالات على رحمته لقوم يعقلون.
ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بقدرته وهي أجرام سابحة في الفضاء تدور على نفسها وعلى الشمس بسرعة توجب الدهش، ثم إذا دعاكم من الأرض -بعد تلاشيكم فيها- دعوة إذا أنتم أحياء كما كنتم خارجين منها.
﴿ قانتون ﴾ أي خاضعون خاشعون. فعله قنت يقنت قنوتا.
تفسير المعاني :
وله من في السماوات والأرض من الجمادات والأحياء، كل له خاضع منقاد لا يستعصي عليه ولا يفلت منه.
﴿ وله المثل الأعلى ﴾ أي الوصف الأرفع، كالقدرة المطلقة والعلم المطلق إلخ.
تفسير المعاني :
وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، والإعادة أهون عليه من البدء، وله الوصف الأرفع إذ لا تقاس صفاته إلى صفاتكم إلا على طريق المجاز تقريبا إلى فهمكم.
﴿ مما ملكت أيمانكم ﴾ أي مما ملكت أيديكم يعني المماليك.
تفسير المعاني :
ضرب الله لكم مثلا من أنفسكم، هل لكم من مماليككم شركاء في أموالكم، فأنتم وهم سواء في التصرف فيها، تخافون منهم الاستبداد بالتصرف فيها كما تخافون أنفسكم، أي كما يخاف الأحرار بعضهم من بعض ؟ كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون.
﴿ أهواءهم ﴾ أي ميولهم النفسية الشهوانية، جمع هوى.
تفسير المعاني :
بل اتبع الذين ظلموا أنفسهم أضاليلهم النفسية غير مستندين فيها إلى علم، فمن ذا الذي يهدي من أضله الله وما لهم من ناصرين.
﴿ فأقم وجهك للدين ﴾ أي فقومه له غير ملتفت عنه. ﴿ حنيفا ﴾ أي مائلا عن العقائد الزائغة. فعله حنف يحنف حنفا. ﴿ فطرة ﴾ أي خلقة. يقال فطره الله يفطره فطرا أي خلقه.
تفسير المعاني :
فقوم وجهك للدين مائلا عن العقائد الزائغة، وهذه هي خلقة الله التي خلق الناس عليها بحيث لو تركوا وشأنهم لاهتدوا إليها بدون إرشاد وهي الإسلام، لا تبديل لخلق الله فهذا الدين الفطري الذي تهتدي إليه النفس بلا تعلم، هو الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون فيحسبون أن الدين أمر معقد يحتاج لوسطاء بين الله والإنسان ليفسروه لهم ويهديهم إليه. ولما كان هذا الخطاب لرسول الله وأصحابه رجع إلى صيغة الجمع.
﴿ منيبين ﴾ أي راجعين تائبين. يقال أناب إليه أي رجع.
تفسير المعاني :
فقال : منيبين إليه، أي أقيموا للدين وجوهكم تائبين إليه، واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين الذين اختلفوا في دينهم وكانوا فيه أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون.
﴿ شيعا ﴾ أي أحزابا، جمع شيعة.
تفسير المعاني :
فقال : منيبين إليه، أي أقيموا للدين وجوهكم تائبين إليه، واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين الذين اختلفوا في دينهم وكانوا فيه أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون.
وإذا مس الناس ضر تضرعوا إلى ربهم تائبين إليه، فإذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليجحدوا بما منحناهم بعزوه لأصنامهم.
وإذا مس الناس ضر تضرعوا إلى ربهم تائبين إليه، فإذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليجحدوا بما منحناهم بعزوه لأصنامهم.
﴿ سلطانا ﴾ أي حجة، وقيل ملكا ذا سلطان، أي ملكا معه برهان.
تفسير المعاني :
أم أنزلنا عليهم ملكا من السماء ذا حجة فهو يقول بما كانوا به يشركون ويؤيده بالبرهان ؟
وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما أسلفت أيديهم من الذنوب إذا هم ييئسون.
﴿ يبسط الرزق ﴾ أي يوسعه. ﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق عليه. يقال قدر الله عليه الرزق يقدره قدرا أي ضيقه.
تفسير المعاني :
أوَ لم يروا أن الله يوسع الرزق على من يشاء ويضيق على من يشاء ؟ إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون إذ يستدلون منه على أن الله عليم بما يصلح الناس من الرخاء والشدة فيعامل كلا بما يصلحه ويربيه.
﴿ القربى ﴾ أي القرابة. ﴿ وابن السبيل ﴾ هو المسافر.
تفسير المعاني :
فآت قريبك حقه من مالك والمسكين والمسافر، ذلك أفضل من خزن المال وتعطيله للذين يقصدون بأعمالهم ذات الله، وأولئك هم الفائزون.
﴿ ليربو ﴾ أي ليزيد. يقال ربا الشيء يربو ربا أي زاد. ﴿ المضعفون ﴾ أي ذوو الأضعاف المضاعفة من الثواب، كما يقال الموسرون من اليسار وهو الغني.
تفسير المعاني :
وما أعطيتم من مال ليزيد وينمو في أموال الناس على طريقة التسليف بفائدة فلا يزيد عند الله، وما أعطيتم من زكاة تريدون بها وجهه فأولئك هم المريدون تضعيف أموالهم في الحقيقة.
الله هو الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم، فهل من شركائكم من يفعل شيئا من ذلك ؟ سبحان الله وتعالى عما يشركون.
﴿ ظهر الفساد في البر والبحر ﴾ أي الجدب والطواعين وحوادث الغرق ورفع البركة.
تفسير المعاني :
ظهرت في البر والبحر الشدائد والحوادث المزعجة كالجدوب والأمراض المجتاحة، وحوادث الغرق، وطغيان الأنهار والزلازل بما كسبت أيدي الناس من الذنوب ليذيقهم بعض أعمالهم السيئة لعلهم يرجعون إلى الهدى.
قل : سيروا في الأرض فانظروا كيف كانت نهاية الذين من قبلكم من الهلاك والدمار، كان أكثرهم مشركين.
﴿ فأقم وجهك للدين ﴾ أي : فقوّمه للدين غير ملتفت عنه. ﴿ لا مرد له ﴾ أي لا راد له. ومرد مصدر لردّ. ﴿ يصدّعون ﴾ أي يتصدعون أي يتفرقون. وأصل التصديع التشقيق، والشيء إذا تشقق تفرق.
تفسير المعاني :
فأقم وجهك للدين القويم، وهو دين الفطرة، من قبل أن يأتي يوم لا رد له من الله لأنه قضاه في سابق علمه، يومئذ يتفرقون كل منهم مشغول بنفسه.
﴿ يمهدون ﴾ أي يمهدون أي يسوون. والمعنى أنهم يسوون لأنفسهم منازل في الجنة. ومهد الأرض يمهدها بمعنى مهدها أي سواها.
تفسير المعاني :
من كفر فعليه تبعة كفره، ومن عمل صالحا فإنما يسوون لأنفسهم مكانات يجدونها عند الله حين يعودون إليه.
ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات متعلق بقوله ﴿ يصدعون ﴾ من فضله، إنه يكره الكافرين.
﴿ الفلك ﴾ السفن وهذا اللفظ لا يتغير في المفرد والجمع.
تفسير المعاني :
ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات بالمطر وليذيقكم ما يتبعه من الخصب والبركة وهي من رحمته بكم، ولتجري السفن بأمره، ولتتطلبوا من رزقه، ولعلكم تشكرون.
﴿ أجرموا ﴾ أي أذنبوا.
تفسير المعاني :
ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالآيات الواضحات والمعجزات، فانتقمنا من الذين أذنبوا ونصرنا المؤمنين، وكان ذلك حقا علينا نحوهم لصبرهم وحسن بلائهم.
﴿ فتثير سحابا ﴾ أي فتهيجه وتسوقه. ﴿ كسفا ﴾ أي قطعا. جمع كسفة. ﴿ الودق ﴾ المطر. ﴿ خلاله ﴾ أي شقوقه جمع خلل.
تفسير المعاني :
الله هو الذي يرسل الرياح فتسوق سحابا فيبسطه في السماء لى أي حال أراد ويجعله قطعا متراكمة، فترى المطر يخرج من شقوقه، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون لتوقعهم ما يجيء على أثره من الخير والبركة.
﴿ لمبلسين ﴾ أي لساكتين يائسين. يقال أبلسته الحجة، أي جعلته ساكتا يائسا.
تفسير المعاني :
يستبشرون بالمطر وإن كانوا من قبل أن يُنزل عليهم لساكتين يائسين.
فانظر إلى آثار رحمة الله، أي إلى أثر الغيث، من النبات والأشجار وأنواع الثمار، كيف يحيي الأرض بعد أن تكون ميتة ؟ وإن الذي قدر على إحياء الأرض لقادر على إحياء الموتى، فهو على كل شيء قدير.
ولئن أرسلنا ريحا عاصفة فرأوه، أي فرأوا الزرع مصفرا جافا، لظلوا من بعده يكفرون بالله وبرحمته، وكان الأجدر بهم أن يشكروا على اليسر ويصبروا على العسر، اعتقادا أن الله يداول بينهما لحكمة.
﴿ الصم ﴾ أي الطرش. يقال صمّ يصمّ صمما وأصم أي طرش. ﴿ ولّوا مدبرين ﴾ يقال ولى مدبرا، أي أعرض وهرب.
تفسير المعاني :
ولكن أين هم من هذه المواعظ فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الطرش النداء إذا كانوا مقبلين، فما ظنك بهم لو كانوا مولّين مدبرين.
﴿ إن تسمع ﴾ أي ما تسمع.
تفسير المعاني :
وما أنت بهادي العمي من ضلالتهم، ما تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم منقادون إلى الله ومقدرو حكمته في كل ما يعمل.
هو الذي خلقكم ضعفاء، ثم قواكم ثم أضعفكم بالهرم والشيخوخة، يخلق ما يشاء وهو العليم القدير.
﴿ ما لبثوا ﴾ أي ما مكثوا في الدنيا. يقال لبث يلبث لبثا أي مكث. ﴿ يؤفكون ﴾ أي يصرفون عن الحق. يقال أفكه يأفكه أفكا، أي صرفه عن وجهه.
تفسير المعاني :
ويوم تقوم الساعة يحلف المجرمون أنهم ما مكثوا في الدنيا غير ساعة، والواقع أنهم لبثوا فيها عمرا مديدا كذلك كانوا يصرفون عن وجه الحق في الدنيا فلا يرون الشيء على حقيقته.
﴿ أوتوا العلم ﴾ أي أعطوا العلم. ﴿ يوم البعث ﴾ أي بعث الموتى من القبور.
تفسير المعاني :
وقال الذين منحوا العلم والإيمان : لقد مكثتم كما هو مثبوت في كتاب الله إلى يوم القيامة، فإن كنتم تنكرونه فها هو ذا يوم القيامة، ولكنكم كنتم لا تعلمون أن وعد الله حق فكذبتم الرسل.
﴿ ولا هم يستعتبون ﴾ أي ولا هم يسترضون.
تفسير المعاني :
فيومئذ لا تنفعهم معذرة ولا هم يسترضون بدعوتهم إلى التوبة والطاعة لينجوا من العذاب.
﴿ إن أنتم إلا مبطلون ﴾ أي ما أنتم إلا مزورون.
تفسير المعاني :
ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل، ولئن جئتهم بآية من القرآن ليقولن الذين كفروا ما أنتم إلا مزوّرون تصنعون الملام وتدّعون أنه وحي من الله.
﴿ يطبع ﴾ أي يختم. ولما كان الشيء لا يختم إلا بعد أن يقفل فيكون معنى يطبع الله على القلب أو يختم عليه أن يغلقه فلا يفهم شيئا.
تفسير المعاني :
كذلك يغلق الله قلوب الجاهلين عن الفهم.
﴿ ولا يستخلفنك ﴾ أي ولا يحملنك على الخفة والقلق. ﴿ يوقنون ﴾ أي يعتقدون بلا تردد.
تفسير المعاني :
فاصبر إن وعد الله حق ولا يحملنك على الخفة والقلق تعنت الذين لا يعتقدون.