ﰡ
وقال ﴿ وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ﴾ ( ٥ ) وقد ذكر الشمس والقمر كما قال ﴿ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ﴾.
وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْبَبْ وَمَنْ يَفْتقِرْ يَعِشْ عَيْشُ ضرِّ ***......
وكما قال [ من الهزج وهو الشاهد التاسع والعشرون بعد المئتين ] :
[ وصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ ] *** كَأَنْ ثَدْياهُ حُقّانِ
أي : كَأَنْهُ ثَدْياهُ حُقَّانِ. وقال بعضهم " كَأَنْ ثَدْيْيهِ " فخففها واعلمها ولم يضمر فيها كما قال ﴿ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَمَا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾ أراد معنى الثقيلة فأَعْمَلَها كما يُعْمِل الثقيلة ولم يضمر فيها.
وأما قوله ﴿ دَعَوُاْ اللَّهَ ﴾ ( ٢٢ ) فجواب لقوله ﴿ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ﴾ ( ٢٢ ) وإنما قال ﴿ بِهِم ﴾ وقد قال ﴿ كُنْتُمْ ﴾ لأنه يجوز أن تذكر غائبا ثم تخاطب إذا كنت تعنيه، وتخاطب ثم تجعله في لفظ غائب كقول الشاعر :[ من الطويل وهو الشاهد العاشر بعد المئة ] :
أَسِيئِي بِنا أَوْ أَحْسِنِي لا مَلُوَمةً | لَدَيْنا وَلا مَقْلِيَّةً أَنْ تَقَلَّتِ |
وقال ﴿ وَازَّيَّنَتْ ﴾ ( ٢٤ ) يريد " وتَزَيَّنُتْ " ولكن أدغم التاء في الزاي لقرب المخرجين فلما سكن أولها زيدَ* فيها ألف وصل وقال ﴿ وَازَّيَّنَتْ ﴾ ثقيلة " ازَّيُّناً " يريدُ المصدر وهو من " التَزَيْنِ " وإنما زاد الألف حين أدغم ليصل الكلام لانه لا يبتدأ بساكن.
وقال ﴿ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ الْلَّيْلِ مُظْلِماً ﴾ ( ٢٧ ) فالعِين ساكنة لأنه ليس جماعة " القِطْعَة " ولكنه " قِطْعٌ " اسمٌ على حياله. وقال عامّة الناس ( قِطَعا ) يريدون به جماعة " القِطْعَةِ " ويقوي الأول قوله ( مُظْلِماً ) لان " القِطْع " واحد فيكون " المُظْلِم " من صفته. والذين قالوا : " القِطَع " يعنون به الجمع وقالوا " نَجْعَلُ مُظلِماً " حالا ل " اللَيْل ". والأَوَّلُ أَبْيَنُ الوجهين.
أَبا مَالِكٍ هَلْ لُمْتَنِي مُذْ حَضَضْتِنَي | عَلَى القَتْلِ أَمْ هَلْ لامَنِي لَكَ لائِمُ |
وقال ﴿ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ﴾ ( ٧١ ) ف( يَكُنْ ) جزم بالنهي.
وقال ﴿ رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ﴾ ( ٨٨ ) أيّ : فَضلُّوا. كما قال ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ﴾ أيْ : فَكَان. وَهمُ لم يلقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا [ و ] إنما لقطوه فكان [ ف ] هذه اللام تجيء في هذا المعنى.
وقوله :﴿ فَلاَ يُؤْمِنُواْ ﴾ عطف على ( ليضلوّا ).
وقال بعضهم :( نُنُجِّيكَ ) : نرفعُك [ ١٣٣ ب ] على نجوة من الأرض. وليس قولهم : " أَنّ البَدَن ها هنا " " الدِرْع " بشيء ولا له معنى.