تفسير سورة الرّوم

تفسير العز بن عبد السلام
تفسير سورة سورة الروم من كتاب تفسير العز بن عبد السلام المعروف بـتفسير العز بن عبد السلام .
لمؤلفه عز الدين بن عبد السلام . المتوفي سنة 660 هـ
سورة الروم مكية اتفاقاً.

٣ - كان المسلمون يؤثرون ظهور الروم على فارس لأنهم أهل كتاب، وآثر المشركون ظهور فارس على الروم لأنهم أهل أوثان فلما غلبت فارس سُرَّ المشركون وقالوا للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تغلبونا لأنكم أهل كتاب وقد غلبت فارس الروم وهم أهل كتاب وكان آخر فتوح كسرى فتح فيه القسطنطينية بنى فيها بيت النار فبلغ الرسول [صلى الله عليه وسلم] فساءه ذلك فنزلت هاتان الآيتان فبادر أبو بكر رضي الله عنه فأخبر المشركين بذلك فاقتمر المسلمين
520
والكفار على أنهم يغلبون إلى ثلاث سنين، أو خمس سنين، أو سبع سنين. قامر عن المسلمين أبو بكر رضي الله تعالى عنه. وعن المشركين أبو سفيان بن حرب، أو أُبي بن خلف وذلك قبل تحريم القمار وكان العوض خمس قلائص، أو سبع قلائص فلما علم الرسول [صلى الله عليه وسلم] أن أبا بكر قدر المدة أمره أن يزيد في الخطر فزاد قلوصين وازداد سنتين وكانت الزيادة بعد انقضاء الأجل الأول قبل الغلبة، أو قبل انقضاء الأجل الأول. وغلبت الروم فارس عام بدر في يوم بدر، أو / قبل الهجرة بسنتين، أو عام حديبية. ﴿أدنى الأرض﴾ أدنى أرض فارس، أو أدنى أرض الروم عند الجمهور بأطراف الشام " ع "، أو أذرعات الشام كانت بها الوقعة، أو الجزيرة أقرب أرض الروم إلى فارس، أو الأردن وفلسطين. ٤،
521
٥ - ﴿بِضْعِ﴾ ما بين الثلاث إلى العشر. مأثور، أو ما بين العقدين من الواحد إلى العشرة. قاله بعض أهل اللغة، فيكون من الثاني إلى التاسع، أو ما بين الثلاث والتسع. والنَّيف ما بين الواحد إلى التسعة، أو ما بين الواحد والثلاثة عند الجمهور. ﴿مِن قَبْلُ﴾ ما غُلِبتْ الروم ﴿وَمِن بَعْدُ﴾ ما غُلِبت، أو قبل دولة فارس على الروم وبعد دولة الروم على فارس. ﴿يَفْرَحُ الْمؤْمِنُونَ﴾ جاءهم الخبر بهلاك كسرى يوم الحديبية ففرحوا ﴿بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ لضعف فارس وقوة العرب، أو فرحوا بنصر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب مثلهم، أو لأنه مقدمة لنصرهم على المشركين، أو لما فيه من تصديق خبر الرسول [صلى الله عليه وسلم] بذلك.
521
﴿يَنصُرُ مَن يَشَآءُ﴾ من أوليائه ونصره مختص بهم وغلبة الكفار ليست بنصر منه وإنما هي بلاء ومحنة ﴿الْعَزِيزُ﴾ في نقمته من أعدائه ﴿الرَّحِيمُ﴾ بأوليائه.
522
٧ - ﴿ظَاهِراً﴾ أمر معاشهم متى يزرعون ويحصدون وكيف ينبتون ويغرسون " ع " وكبنيان قصورها وشق أنهارها وغرس أشجارها، أو يعلمون ما ألقته الشياطين إليهم باستراق السمع من أمور الدنيا. ﴿أو لم يتفكرون في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى إنّ كثيراً من الناس بلقآئ ربّهم لكافرون أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشّد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجآءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولاكن كانوا أنفسهم يظلمون ثمّ كان عاقبة الذّين أسائوا السّوأى أن كذّبوا بأيات الله وكانوا بها يستهزءون﴾
٨ - ﴿بِالْحَقِّ﴾ بالعدل، أو الحكمة، أو بأن استحق عليهم الطاعة والشكر، أو للثواب والعقاب. ﴿وَأَجَلٍ مُّسَمّىً﴾ القيامة " ع " أو أجل كل مخلوق.
١٠ - ﴿أَسَآءُواْ﴾ كفروا. ﴿السُّوأَى﴾ جهنم، أو عقاب الدارين " ح ". ﴿أَن كَذَّبُواْ﴾ لأن كذبوا. ﴿بِآيَاتِ اللَّهِ﴾ محمد [صلى الله عليه وسلم] والقرآن، أو معجزات الرسل، أو نزول العذاب بهم. {الله يبدؤا الخلق ثم يعيده ثم إليه ترّجعون ويوم تقوم السّاعة يبلس
522
المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاؤا وكانوا بشركائهم كافرين ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يتفرقون فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فهم في روضةٍ يحبرون وأما الذين كفروا وكذّبوا بئاياتنا ولقائ الآخرة فأولئك في العذاب محضرون}
523
١٢ - ﴿يُبْلِسُ﴾ يفتضح، أو يكتئب، أو ييأس، أو يهلك، أو يندم، أو يتحير.
١٤ - ٠ يَتَفَرَّقُونَ} في المكان بالجنة والنار، أو بالجزاء بالثواب والعقاب.
١٥ - ﴿رَوْضَةٍ﴾ البستان المتناهي منظراً وطيباً. ﴿يُحْبَرُونَ﴾ يكرمون " ع "، أو ينعمون، أو يلتذون بالسماع والغناء، أو يفرحون. والحبرة: السرور والفرح.
١٦ - ﴿مُحْضَرُونَ﴾ نازلون، أو مقيمون، أو يدخلون، أو مجموعون. ﴿فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون﴾
١٧ - ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ﴾ سبحوه، أو صلّوا له سميت الصلاة تسبيحاً لاشتمالها عليه في الركوع والسجود، أو من السبحة وهي الصلاة ﴿تُمْسُونَ﴾ المغرب والعشاء المساء بدو الظلام بعد المغيب ﴿تُصْبِحُونَ﴾ صلاة الصبح.
١٨ - ﴿وَلَهُ الْحَمْدُ﴾ على نعمه، أو الصلاة لاختصاصها بقراءة حمده بالفاتحة وخص صلاة النهار باسم الحمد لأن تقلب النهار يكثر فيه الإنعام الموجب للحمد والليل وقت فراغ وخَلوة يوجب تنزيه الله تعالى من الأسواء فيها. ﴿وَعَشِيّاً﴾ العصر والعشي آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب لنقص
523
نورها / [١٤٠ / ب] أخذ من عشا العين وهو نقص نورها ﴿تُظْهِرُونَ﴾ صلاة الظهر. نزلت هذه الآية بعد الإسراء به قبل الهجرة وكل آية نزلت تذكر الصلاة قبل الإسراء فليست من الصلوات الخمس لأنهن إنما فرضن ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة.
524
١٩ - ﴿يُخْرِجُ﴾ الإنسان الحي من النطفة الميتة والنطفة الميتة من الإنسان الحي " ع "، أو المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، أو الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة، أو النخلة من النواة والنواة من النخلة والسنبلة من الحبة والحبة من السنبلة. ﴿تُخْرَجُونَ﴾ كما أحيى الموات وأخرج النبات فكذلك تبعثون. ﴿ومن ءاياته أن خلقكم من ترابٍ ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون﴾
٢١ - ﴿أَزْوَاجاً﴾ حواء من ضلع آدم، أو سائر الأزواج من أمثالكم من الرجال. ﴿لِّتَسْكُنُواْ﴾ لتأنسوا ﴿مَّوَدَّةً﴾ محبة ﴿وَرَحْمَةً﴾ شفقة، أو المودة: الجماع والرحمة: الولد " ح "، أو المودة حب الكبير والرحمة والرحمة الحُنو على الصغير، أو الرحمة بين الزوجين. ﴿ومن ءاياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآياتٍ للعالمين ومن ءاياته منامكم باليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لاياتٍ لقومٍ يسمعون﴾
٢٢ - ﴿خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ بما فيهما من العبر، أو لعجز الخلق عن إيجاد مثلهما. ﴿أَلْسِنَتِكُمْ﴾ لغاتكم كالعربية والرومية والفارسية ﴿وَأَلْوَانِكُمْ﴾ أبيض وأحمر وأسود، أو اختلاف النغمات والأصوات وألوانكم صوركم فلا يشتبه صورتان ولا صوتان. كيلا يشتبهوا في المناكح والحقوق. ﴿لِّلْعَالِمِينَ﴾ الإنس والجن وبالكسر العلماء.
٢٣ - ﴿منامكم بالليل﴾ ﴿وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ﴾ بالنهار، أو منامكم وابتغاؤكم فيهما جميعاً لأن منهم من يتصرف في المعاش ليلاً وينام نهاراً وابتغاء الفضل بالتجارة، أو بالتصرف في العمل. فالنوم كالموت والتصرف نهاراً كالبعث ﴿يسمعون﴾ الحق فيتبعونه، أو الوعظ فيخافونه، أو القرآن فيصدقونه. ﴿ومن ءاياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحى به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون ومن ءاياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون﴾
٢٤ - ﴿خَوْفاً﴾ للمسافر ﴿وَطَمَعاً﴾ للمقيم، أو خوفاً من الصواعق وطمعاً في الغيث، أو خوفاً من البرد أن يهلك الزرع وطعماً في الغيث أن يحييه، أو خوفاً أن يكون خُلباً لا يمطر وطمعاً أن يمطر.
٢٥ - ﴿تقوم السماء والأرض﴾ تكون، أو تثبت ﴿بأمره﴾ بتدبيره وحكمته، أو بإرادته أن تقوم بغير عمد. ﴿دعاكم﴾ من السماء فخرجتم من الأرض من قبوركم عبر عن النفخة الثانية بالدعاء، أو أخرجهم بدعاء دعاهم به، أو بما هو بمنزلة الدعاء وبمنزلة قوله كن. ﴿وله من في السموات والأرض كلّ له قانتون وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم﴾
٢٦ - ﴿قَانِتُونَ﴾ مطيعون. مأثور، أو مصلون " ع "، أو مقرون بالعبودية، أو قائمون له يوم القيامة، أو قائمون بالشهادة أنهم عباده " ع " أو مخلصون.
٢٧ - ﴿يبدأ الْخَلْقَ﴾ بعلوقه في الرحم ثم يعيده بالبعث استدلالاً بالنشأة على الإعادة. ﴿أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ أعادة الخلق أهون على الله تعالى من ابتدائه لأن
526
الإعادة أهون من البُدأة عُرفاً وإن كانا هينين على الله تعالى، أو الإعادة أهون على المخلوق لأنه يقلب نطفة ثم علقه ثم مضغة ثم عظماً ثم رضيعاً ثم فطيماً وفي الإعادة يُصاح به فيعود سوياً " ع " أو أهون بمعنى هين قال:
(إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتاً دعائمه أعز وأطول)
وأهون / [١٤١ / أ] أيسر وأسهل ﴿الْمَثَلُ الأَعْلَى﴾ الصفة العليا ليس كمثله شيء " ع " أو شهادة أن لا إله إلا الله، أو يحيي ويميت ﴿الْعَزِيزُ﴾ المنيع في قدرته أو القوي في انتقامه ﴿الْحَكِيمُ﴾ في تدبيره، أو في إعذاره وحجته إلى عباده. ﴿ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين﴾
527
٢٨ - ﴿ضرب لكم مثلا﴾ سبب ضربه إشاركهم في عبادته، أو قولهم في التلبية إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك، أو كانوا يورثون آلهتهم أي لما لم يشرككم عبيدكم في أموالكم لملككم إياهم فالله تعالى أولى أن لا يشاركه أحد في العبادة لأنه مالك كل شيء ﴿تَخَافُونَهُمْ﴾ أن يشاركوكم في أموالكم كما تخافون ذلك من شركائكم، أو تخافون أن يرثوكم كما تخافون ورثتكم، أو تخافون لأئمتهم كما يخاف بعضكم بعضاً.
527
﴿فأقم وجهك للدّين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدّين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه وأتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقّوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون﴾
528
٣٠ - ﴿وجهك﴾ قصدك، أودينك، أوعملك، ﴿حَنِيفاً﴾ مسلماً، أو مخلصاً، أو متبعاً، أو مستقيماً، أو حاجاً " ع " أو مؤمناً بجميع الرسل. ﴿فطرة اللَّهِ﴾ صنعة الله، أو دينه الإسلام " ع " الذي خلق الناس عليه
528
﴿الخلق اللَّهِ﴾ لدين الله، أو لا يُتَغير بخلقه من البهائم أن يخصى فحولها " ع " أو لا خالق غير الله كخلقه ﴿الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ الحساب البين، أو القضاء المستقيم " ع ".
529
٣١ - ﴿مُنِيبِينَ﴾ مقبلين، أو داعين، أو مطيعين، أو تائبين من الذنوب والإنابة من القطع وهي الانقطاع إلى الله تعالى بالطاعة ومنه الناب لقطعه، أو من ناب ينوب إذا رجع مرة بعد مرة ومنه النوبة لأنها الرجوع إلى عادة. ٣٢ - ﴿فَرَّقُواْ دِينَهُمْ﴾ بالاختلاف فصاروا فرقاً و ﴿فارقوا دينهم﴾ وهم اليهود، أو اليهود والنصارى، أو خوارج هذه الأمة مأثوره، أو أهل الأهواء والبدع مأثور. ﴿شِيَعاً﴾ فرقاً، أو أديان ﴿بِمَا لَدَيْهِمْ﴾ من الضلالة ﴿فَرِحُونَ﴾
529
مسرورون عند الجمهور، أو معجبون أو متمسكون. ﴿وإذا مس الناس ضرٌ دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةً إذا فريقً منهم بربهم يشركون ليكفروا بما ءاتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون وإذا أذقنا الناس رحمةً فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدّمت أيديهم إذا هم يقنطون﴾
530
﴿ فَرَّقوا دينهم ﴾ بالاختلاف فصاروا فرقاً و ﴿ فارقوا دينهم ﴾ وهم اليهود، أو اليهود والنصارى، أو خوارج هذه الأمة مأثور، أو أهل الأهواء والبدع مأثور. ﴿ شِيَعا ﴾ فرقاً، أو أديان ﴿ بما لديهم ﴾ من الضلالة ﴿ فرحون ﴾ مسرورون عند الجمهور، أو معجبون أو متمسكون.
٣٥ - ﴿سُلْطَاناً﴾ كتاباً، أو عذراً، أو برهاناً، أو رسولاً.
٣٦ - ﴿رَحْمَةً﴾ عافية وسعة، أو نعمة ومطر ﴿سَيِّئَةٌ﴾ بلاء وعقوبة، أو قحط المطر. ﴿يَقْنَطُونَ﴾ القنوط اليأس من الرحمة والفرج عند الجمهور أو ترك فرائض الله تعالى في السر " ح ". ﴿فأت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خيرٌ للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون وما ءاتيتم من رباّ ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عندالله وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىءٍ سبحانه وتعالى عما يشركون﴾
٣٨ - ﴿ذَا الْقُرْبَى﴾ قرابة الرجل يصلهم بماله ونفسه، أو قرابة الرسول [صلى الله عليه وسلم]
530
بنو هاشم وبنو المطلب يعطون حقهم من الفيء والغنيمة. ﴿وَابْنَ السَّبِيلِ﴾ المسافر، أو الضيف " ع ".
531
٣٩ - ﴿مِّن رِّباً﴾ هو أن يهدي الهدية ليكافأ بأفضل منها " ع "، أو رجل خدم في السفر فجعل له جزء من الربح لخدمته لا لوجه الله تعالى، أو رجل وهب قريبه ليصير غنياً ذا مال ولا يفعله طلباً للثواب. ﴿فلا يربو﴾ لا يكون له ثواب عند الله ﴿زكَاةٍ﴾ مفروضة، أو صدقة. ﴿وَجْهَ اللَّهِ﴾ ثوابه ﴿الْمُضْعِفُونَ﴾ الحسنة بعشر، أو يضاعف أموالهم في الدنيا بالنمو والبركة. ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ٦ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين﴾
٤١ - ﴿الْفَسَادُ﴾ الشرك، أو المعاصي أو قحط المطر، أو فساد البر قتل ابن آدم أخاه وفساد البحر أخذ السفينة غصباً ﴿الْبَرِّ﴾ الفيافي ﴿والبحر﴾ القرى. العرب تسمى الأمصار / [١٤١ / ب] البحر، أو البر أهل العمود والبحر أهل القرى والريف، أو البر بادية الأعراب والبحر الجزائر، أو البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر والبحر ما كان منها على شاطئ نهر " ع " ﴿بَعْضَ الِّذِى عَمِلُواْ﴾ لأن
531
للمعصية جزاء عاجلاً وجزاء آجلاً. ﴿يَرْجِعُونَ﴾ عن المعاصي، أو إلى الحق، أو يرجع من بعدهم " ح ". ﴿فأقم وجهك للذين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدّعون من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون ليجزى الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من فضله إنّه لا يحب الكافرين﴾
532
٤٣ - ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ﴾ للتوحيد، أو استقم للدين المستقيم بصاحبه إلى الجنة ﴿يَصَّدَّعُونَ﴾ يتفرقون في عرصة القيامة، إلى النار والجنة، أو يتفرق المشركون وآلهتهم في النار.
٤٤ - ﴿يَمْهَدُونَ﴾ يُسَوُّون المضاجع في القبور، أو يوطئون في الدنيا بالقرآن وفي الآخرة بالعمل الصالح. ﴿ومن ءاياته أن يرسل الرياح مبشراتٍ وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبغوا من فضله ولعلّكم تشكرون ولقد أرسلنا من قبلك رسلاً إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الدين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين﴾
٤٦ - ﴿مبشرات﴾ بالمطر رياح الرحمة أربعة المبشرات والذرايات والناشرات والمرسلات، ورياح العذاب أربعة العقيم والصرصر في البر والعاصف والقاصف في البحر ﴿مِّن رَّحْمَتِهِ﴾ بردها وطيبها، أو المطر.
٤٧ - ﴿نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ الأنبياء بإجابة دعائهم على مكذبيهم، أو نصرهم بإيجاب الذب عن أعراضهم.
532
﴿الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرونَ وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين فانظر إلىءاثار رحمت الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيءٍ قديرٌ ولئن أرسلنا ريحاً فرأوه مصفراً لظلوا من بعده يكفرون﴾
533
٤٨ - ﴿كِسَفاً﴾ قطعاً، أو متراكباً بعضه على بعض، أو في سماء دون سماء. ﴿الْوَدْقَ﴾ البرق، أو المطر.
٥٠ - ﴿رحمة الله﴾ المطر.
٥١ - ﴿فرأوه﴾ رأوا السحاب ﴿مُصْفَرّاً﴾ بأنه لا يمطر، أو الزرع مصفراً بعد خضرته " ع ". ﴿لظلوا﴾ أظل إذا فعل أول النهار ووقت الظل وكذلك أضحى فتوسعوا في استعمال ظَلَّ في أول النهار وآخره وقل ما يستعمل أضحى إلا في صدر النهار. ﴿فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بئاياتنا فهم مسلمون﴾
٥٢ - ﴿الْمَوْتَى﴾ الذين ماتوا كفاراً و ﴿الصُّمَّ﴾ الذين تولوا عن الهدى فلم يسمعوه، أو مَثَّل الكافر في أنه لا يسمع بالميت والأصم لأن كفره قد أماته وضلاله قد أصمه. ﴿مُدْبرِينَ﴾ لأن المدبر لا يفهم بالإشارة وإن كان الأصم لا يسمع مقبلاً ولا مدبراً قيل نزلت في بني عبد الدار. ﴿الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير﴾
٥٤ - ﴿ضعف﴾ نطفة. ﴿قوة﴾ شباباً. ﴿ضعفا﴾ هرماً ﴿وشيبة﴾ شمطاً. ﴿ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمين ما لبثوا غير ساعةٍ كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون ٤﴾
٥٥ - ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾ الكفار. ﴿مَا لَبِثُواْ﴾ في الدنيا، أو في القبور ﴿كَذَلِكَ﴾ هكذا ﴿يُؤْفَكُونَ﴾ يكذبون في الدنيا، أو يصرفون عن الإيمان بالبعث.
٥٦ - ﴿الذين أوتوا العلم﴾ الملائكة، أو أهل الكتاب. ﴿في كتاب الله﴾ في علمه، أو بما بيانه في كتابه، أو تقديره: أوتوا العلم في كتاب الله والإيمان ﴿لقد لبثتم﴾ في الدنيا، أو القبور إلى يوم البعث. ﴿لا تعلمون﴾ أن البعث حق.
٥٧ - ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ في تكذيبهم. ﴿يُسْتَعْتَبُونَ﴾ يستتابون، أو يعاتبون على سيئاتهم أو لا يطلب منهم العتبى وهو أن يردوا إلى الدنيا ليؤمنوا. ﴿ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان من كل مثلٍ ولئن جئتهم بئايةٍ ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون﴾
٦٠ - ﴿وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ﴾ لا يستعجلنك، أو لا يستفزنك، أو لا يستنزلنك. ﴿لا يوقنون﴾ لا يومنون، أو لا يصدقون بالعبث والجزاء.
534
سورة لقمان
مكية، أو إلا آيتين نزلتا بالمدينة ﴿ولو أن ما في الأرض﴾ :[٢٧] والتي بعدها، أو إلا آية ﴿الذين يقيمون الصلاة﴾ :[٤].

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿الم تلك ءايات الكتاب الحكيم هدىً ورحمةً للمحسنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون﴾
535
Icon