ﰡ
.. إلى آخره. لما بشر المحسنين بالإعانة، أعقبه بما ينبيء عن تبشريهم بالنصر على الأعداء فقال ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * الۤـمۤ * غُلِبَتِ ٱلرُّومُ ﴾: عن مشركي فارس، وكانوا أهل الكتاب ﴿ فِيۤ أَدْنَى ﴾: أقرب ﴿ ٱلأَرْضِ ﴾: من العرب أي: الشام ﴿ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ ﴾: مغلوبيتهم ﴿ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾: ما بين الثلاث إلى التسع أو العشر، فغلبوا في السنة السابعة ﴿ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ ﴾: قبل غلبهم ﴿ وَمِن بَعْدُ ﴾: بعد غلبهم ﴿ وَيَوْمَئِذٍ ﴾: يوم يغلبون على فارِس وكان يوم بدر ﴿ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ٱللَّهِ ﴾: تفاؤلا بغلبة إخوانهم من أهل الكتاب كما أن المشركين تفاءَلواْ بعكسه. *[حُكْم المرَاهَنَة]: واعلم أن مراهنة الصديق - رضي الله تعالى عنه - مع أُبيّ بن خلف في نجاز هذا الوعد بمائة قَلُوص، وأخذه - رضي الله عنه - من تركته لا تدل على جواز العقود الفاسدة في دار الحرب لكونه قبل تحريم القمار ﴿ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾: بالانتقام ﴿ ٱلرَّحِيمُ ﴾: بالنصر ﴿ وَعْدَ ٱللَّهِ ﴾: مصدرٌ مؤكد لنفسه ﴿ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: صحته ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا ﴾: من التمتع بها لا باطنها من أنها مزرعة الآخرة، أو زائلا منها ﴿ وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ ﴾: يحدثوا التفكر ﴿ فِيۤ أَنفُسِهِمْ ﴾: فيعلموا ﴿ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ ﴾: ملتبسا ﴿ بِٱلْحَقِّ ﴾: لا عبثا ﴿ وَأَجَلٍ ﴾: بأجل ﴿ مُّسَمًّى ﴾: لها ينتهي عنده وهو القيامة ﴿ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ ﴾: القيامة سماها بها لأنها معظم نعيمها ﴿ لَكَافِرُونَ * أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ﴾: المكذبين ﴿ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾: كيف أهلكوا فيعتبروا ﴿ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ﴾: قلبوا ﴿ ٱلأَرْضَ ﴾: للزراعة ﴿ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ﴾: أي: أهل مكة ﴿ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾: من الحجج فكذبوهم ﴿ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ﴾: بإهلاكهم ﴿ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: بفعل ما استحقوا به ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ﴾: أي: عاقبتهم بعد الإهلاك العقوبة ﴿ #١٦٤٩; لسُّوۤأَىٰ ﴾: تأنيث أسوأ لأن ﴿ أَن ﴾: لأن ﴿ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ * ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ﴾: ينشيء ﴿ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾: بعد الموت ﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: للجزاء ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ﴾: يسكت آيسا متحيرا ﴿ ٱلْمُجْرِمُونَ * وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ ﴾: الأصنام ﴿ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ ﴾: بعد اليأس ﴿ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ * وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ ﴾: للتأكيد ﴿ يَتَفَرَّقُونَ ﴾: المؤمنون والكفار ﴿ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ ﴾: أرض ذات أزهار وأنهار ﴿ يُحْبَرُونَ ﴾: يسرون سرورا تهللت به وجوههم ﴿ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾: لا يغيبون عنه ﴿ فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ ﴾: أي: سبحوه أو صلوا ﴿ حِينَ تُمْسُونَ ﴾: تدخلون في المساء، وفيه صلاتا العشاءين ﴿ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾: فيه صلاة الصبح ﴿ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾: اعتراض أي: بحمده أهلها ﴿ وَ ﴾: سبحوه ﴿ عَشِيّاً ﴾: صلاة العصر ﴿ وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴾: تدخلون في الظهيرة، أي: وسط النهار، أي: صلوا الظهر ﴿ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ ﴾: كالإنسان ﴿ مِنَ ٱلْمَيِّتِ ﴾: كالنطفة ﴿ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ ﴾: كالنطفة ﴿ مِنَ ٱلْحَيِّ ﴾: كإلإنسان ﴿ وَيُحْي ٱلأَرْضَ ﴾: بالنبات ﴿ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾: يبسها ﴿ وَكَذَلِكَ ﴾: الإخراج ﴿ تُخْرَجُونَ ﴾: إلى البعث