ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ قال أبي بن كعب: إن المشركين قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك، فأنزل الله هذه السورة (٣).(٢) فيها قولان:
أحدهما: أنها مكية، وهو قول ابن مسعود، والحسن، وعطاء، وعكرمة، وجابر. والآخر: أنها مدنية وهو قول قتادة واحد قولي ابن عباس، والضحاك والسدي، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٩، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٩، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٢٧.
(٣) وردت هذه الرواية من طريق أبي سعد الصاغاني -وهو محمد بن مُيَسَّر- وهو طريق ضعيف لضعف أبو سعد ذكر ذلك: أيمن صالح محقق: "أسباب النزول" ص ٤٠٩ وكذلك ضعفه الألباني في تحقيقه لكتاب "السنة" ١/ ٢٩٧ ح ٦٦٣ باب نسب الرب تبارك وتعالى.
قال ابن حجر: محمد بن مُيَسّر هو: الجعفي أبو الصاغاني البلخي، ضعيف، ورمي بالإرجاء "تقريب التهذيب" ٢/ ٢١٢ ت ٧٥٦، كما وصفه البخاري بالاضطراب؛ قال: وفيه اضطراب. "التاريخ الكبير" ١/ ٤٥ ت ٧٧٨. كما وردت هذه الرواية من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في "المسند" ٥/ ١٣٤، و"سنن الترمذي" ٥/ ٤٥١ =
قال الترمذي: وقد روي بنحو هذه الرواية عن أبي العالية، ولم يذكر فيه عن أبي بن كعب، وهذا أصح من حديث أبي سعد. "سنن الترمذي" المرجع السابق.
وقال ابن حجر في "فتح الباري" ٨/ ٧٣٩: بعد أن ذكر رواية أبي العالية عن أبي بن كعب: وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي العالية مرسلاً، وقال: هذا أصح، وصحح الموصول ابن خزيمة، والحاكم، وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى، والطبري، والطبراني في الأوسط، وأخرجه أيضًا ابن الجوزي كما في "جامع الأصول" ٢/ ٤٤١ ح ٨٩٣.
وسند رواية أبي بن كعب إن كانت من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أنس عن أبي العالية عنه، فهو إسناد جيد.
انظر الحكم على سند الرواية: مقالة د. حكمت بشير، منشورة في "مجلة الجامعة الإسلامية ص: ٤٠ للسنة ٢٦ العددان: ١٠١، ١٠٢ عام ١٤١٤ - ١٤١٥، وقد وردت رواية أبي العالية عن أبي بن كعب في: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٢، و"الكشف والبيان" ج ١٣/ ١٨٨ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"ابن كثير" ٤/ ٦٠٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٩، وعزاه إلى أحمد، والبخاري في تاريخه، والترمذي، وابن جرير، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، والبغوي في معجمه، وابن المنذر، والحاكم وصححه، و"فتح القدير" ٥/ ٥١٣، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٢١.
كما وردت الرواية من غير ذكر الطريق في: "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٧ و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٦.
(١) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٧٥.
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٨ ب.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) في (أ): (أنى).
وقال في رواية أبي (ظبيان (٢)، وأبي) (٣) صالح (٤): أن عامر بن الطفيل (٥)، وزيد بن ربيعة (٦) أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم-فقال عامر: إلى من تدعونا يا محمد؟ قال: إلى الله. فقال: صفه لنا، أم من ذهب هو، أم من فضة، أم من زبرجد، أم من خشب؟ فنزلت هذه السورة.
وقال قتادة (٧)، (ومقاتل (٨)) (٩): إن اليهود قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: انسب لنا ربك، فقد أنزل الله نعته في التوراة، فأخبرنا عنه يا محمد وصفه لنا؟ فأنزل الله ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ إلى آخر السورة.
فقال أبو إسحاق: "هو" كناية عن ذكر الله. المعنى: الذي سألتم تبيين نسبته (١٠) ﴿هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ قال: ويجوز أن يكون "هو" للأمر، كما تقول:
(٢) "الكشف والبيان" ج ١٣/ ١٨٨ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "الكشف والبيان" ج ١٣/ ١٨٨ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٩ من غير ذكر طريق أبي صالح، وكذا في: "لباب التأويل" ٤/ ٤٢٦.
(٥) عامر بن الطفيل: قال ابن الأثير لم يختلف أهل النقل من المتقدمين أن عامر بن الطفيل مات كافرًا. انظر: "أسد الغابة" ٣/ ١٢٧.
(٦) في (أ): (أربد).
(٧) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ أ.
(٨) ساقط من (أ).
(٩) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٣، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٩، و"الكشف والبيان" ج ١٣/ ١٨٨ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٧١ وعزاه إلى ابن المنذر.
(١٠) في (أ): (تشبيه).
قال أبو علي الفارسي: من ذهب إلى أن "هو" كناية عن اسم "الله"، كان قوله "الله" مرتفعًا بأنه خبر مبتدأ، ويجوز في قولك: "أحدُ" ما يجوز في قولك زيدٌ أخوك قائم. ومن ذهب إلى أنه كناية عن القصة، والحديث؛ كان اسم الله عنده مرفوعًا بالابتداء "واحد" خبره، ومثل هذا قوله: ﴿فَإِذَا هِيَ (٣) شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [الأنبياء: ٩٧]؛ إلا أن "هي" جاءت على التأنيث؛ لأن في التفسير اسمًا مؤنثًا، وعلى هذا جاء: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ﴾ [الحج: ٤٦]، فإذا لم يكن في التفسير مؤنث لم يؤنث ضمير القصة لقوله: ﴿إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا﴾ [طه: ٧٤] (٤).
وقال أبو إسحاق: "أحد" مرفوع على معنى هو أحد، المعنى هو الله، وهو أحد (٥).
وقال الكسائي: "هو" في قوله "هو الله" عماد (٦) مثل قوله: ﴿[إِنَّهُ] (٧) أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨)﴾ (٩).
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٧ بنصه.
(٣) ما بين القوسين ساقط من النسختين، وأثبته لأنه موطن الشاهد في الآية، وهو مذكور أيضًا في "الحجة"، وهو مصدر القول.
(٤) "الحجة" ٦/ ٤٥٨ بيسير من التصرف.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٧.
(٦) يعني به: ضمير فصل. سبق بيانه.
(٧) ساقط من النسختين وهو موضع الشاهد كما هو موضح في "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٩.
(٨) سورة النحل: ٩.
(٩) ورد قول الكسائي عند الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٩.
وأما "أحد"، فقد تقدم الكلام في أصله وبيانه في سورة البقرة (٣).
قال أبو علي الفارسي: وهو اسم على ضربين أحدهما: أن يكون اسمًا نحو: أحد وعشرون، يريد به الواحد. والآخر أن يكون صفة، كبطلٍ، وحسن، وذلك نحو قول النابغة:
بذي الجليلِ على مُسْتَأنس وَحَدِ (٤)
(٢) "معاني القرآن" المرجع السابق.
(٣) سورة البقرة: ١٦٣ قال تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾، ومما جاء في بيان أصله: قال: معنى الوحدة في اللغة هي الانفراد، يقال: وحد الشيء، وهو يحد حده، فهو واحد، وجمعه وحدان بالضم، والوَحْدان بالفتح بمعنى الواحِد؛ مثل قولهم: فَرْدان بمعنى الفرد، وحقيقة الواحد شيء لا يتبعض. ويقال أيضًا: وَحَد يوحُد وَحَادةً ووحَدً فهو وحيد. ويستعمل الواحد على الوجهين: أحدهما: على جهة الحكم والحقيقة، والثاني: على الوصف والمجاز.. فاما الواحد في صفة الله تعالى، فقال الأزهري له معنيان: أحدهما أنه واحد لا نظير له وليس كمثله شيء، والمعنى الثاني أنه إله واحد، ورب واحد ليس له في إلهيته وربوبيته شريك، لأن المشركين أشركوا معه آلهة فكذبهم الله تعالي فقال: "وإلهكم إله واحد".
(٤) وصدره:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا
وقد ورد في: "ديوانه" ص ٣١، ط. المؤسسة العربية برواية: (يوم) بدلاً من (بذي)، و"تهذيب اللغة" ٥/ ١٩ (وحد)، و"لسان العرب" ٣/ ٤٥٠ (وحد)، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٤، و"الحجة" ٦/ ٤٥٨، و"تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج: تح الدقاق ص ٥٨، و"الأمالي" لابن الشجري ٢/ ٢٧١، معناه: زال النهار: انتصف. الجليل: وادٍ قرب مكة، المستأنس: الذي ينظر بعينه؛ لأنه أحس إنسيًا. وحد: منفرد. "ديوانه" ٣١.
ومعناه: أن "أحدًا" إن جعلته اسمًا لله تعالى فمعناه أنه شيء لا ينقسم في نفسه (٢)، وفيه إبطال مذهب المجسمة (٣)؛ لأن الجسم ليس بواحد إذ هو
(٢) قوله: "إنه لا ينقسم في نفسه" هذا لفظ مجمل يحتمل حقًّا، وهو: نفي أنه تعالى يتفرق أو يتجزأ، أو أنه ركب من أجزاء، ويحتمل معنى باطلاً، وهو: نفي علوه على عرشه ومباينته لخلقه، أو نفي صفة الوجه واليدين ونحوها مما يليق بجلاله وعظمته. وقد اشتهر لدى المتكلمين، ومنهم الأشاعرة، ذكر هذا على المعنى الثاني، ولا شك أنه إطلاق باطل، لأن إثبات العلو والاستواء لا يستلزم الانقسام الذي نفاه هؤلاء، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية ما في قول المتكلمين: "واحد لا قسيم له" من حق وباطل فقال:
قولهم هو واحد لا قسيم له في ذاته، أو لا جزء له أو لا بعض له، لفظ مجمل، فإن الله سبحانه وتعالي أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فيمتنع أن يتفرف أو يتجزأ، أو يكون قد ركب من أجزاء، لكنهم يدرجون في هذا اللفظ نفي علوه على عرشه ومباينته لخلقه وامتياز عنهم، ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله، ويجعلون ذلك من التوحيد. "التدمرية: لابن تيمية" تح: محمد السعوي ص ١٨٤ - ١٨٥.
(٣) لفظ المجسمة لفظ مجمل اختلف المتكلمون في تحديده وتحريفه، واضطربوا فمثلًا يرى من ينفي الأسماء والصفات كالجهمية: أن من يثبت الأسماء لله كالمعتزلة مجسمة، ويرى المعتزلة نفات الصفات - أن الأشاعرة الذين يثبتون لله سبع صفات مجسمة، ويرى الأشاعرة أن أهل السنة إذا اثبتوا لله الوجه، واليدين والنزول والاستواء ونحوها مجسمة. وهذا. وقد يطلق هذا على من يشبه لله بخلقه وبجسمه =
فهو أحد في صفته؛ إذ لم يوصف غيره بما وصف به من الصفات العلية.
وقال الأزهري: لا يوصف شيء بالأحدية غير الله -تعالى- لا يقال: رجلٌ أحدٌ، و (لا) (١) درهم أحدٌ. كما يقال: رجل وَحَدٌ، أي فرد، لأن أحدًا: صفة من صفات الله -جل ثناؤه- التي استأثر بها فلا يشركه فيها شيء، وليس كقولك: الله واحد، وهذا شيء واحد. لأنه لا يقال: شيء أحد، فأحد لا يوصف به غير الله لخلوص هذا الاسم الشريف لله جل ثناؤه (٢).
وقول المفسرين في تفسير "أحد" يدل على أنه وصف لا اسم، فإن ابن عباس قال: يريد الواحد الذي ليس كمثله شيء (٣).
انظر: "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" ٣/ ٩٤٨، و"شرح القصيدة النونية" ١/ ٨٢.
(١) ساقط من (أ).
(٢) "تهذيب اللغة" ٥/ ٩٧ - ١٩٨ بتصرف.
(٣) "الوسيط" ٤/ ٥٧١، وبمعناه في "زاد المسير" ٨/ ٣٣٠ وعبارته: الأحد هو الواحد.
واختلف القراء في قوله: "أحد الله الصمد"، فقراء العامة (٢): التنوين.
وتحريكه بالكسرة في نحو: "أحَدُنِ الله" وهو القياس الذي لا إشكال فيه، وذلك أن التنوين من أحد ساكن، ولام المعرفة من "الله" ساكن، فلما التقى ساكنان، حرِّك الأول منهما بالكسر كما تقول: اذهبِ اذهبْ. فتحرك الساكن الأول بالكسر.
وروي عن أبي عمرو: "أحُد الله" بغير تنوين (٣)، وذلك أن النون شابهت حروف اللين في أنها تزاد كما يزدن (٤)، وفي أنها قد أبدلت منها "الألف" في الأسماء المنصوبة، وفي الخفيفة نحو: "والله فاعبدا"، فلما شابهتها أجريت مجراها في أنها: حذفت ساكنه للالتقاء الساكنين، كما حذفت "الألف" و"الواو" و"الياء" كذلك، نحو: رمى القوم، ويغزو (٥) القوم، ويرمي القوم، ومن ثم حذفت ساكنة في الفعل نحو ﴿لم يك﴾
(٢) وهم: ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وقرأ أبو عمر: "أحَدْ * الله" بغير تنوين ثم يقف.
انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص ٧٠١، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٨٠٧، و"الحجة" ٦/ ٤٥٤.
(٣) القراءة عن هارون عن أبي عمرو بضم الدال في "أحد" بغير تنوين قراءة شاذة رويت أيضًا عن نصر بن عاصم، وعمر بن الخطاب انظر "مختصر الشواذ" ص ١٨٢وإن كان المقصود قراءته بالوقف من غير تنوين فهي قراءة صحيحة - كما مر بنا.
(٤) في (أ): (يزد).
(٥) في كلا النسختين: (بغزوا).
حَيْدَةُ خالي، ولَقيطٌ، وعَليْ | وحَاتِمُ الطَّائيُّ وَهَّابُ المئيْ (٢) (٣) |
لَتَجدَنِّي بِالأميرِ بَرَّا بالقَنَاةِ مِدْعَسُا | مِكَرُّا إذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرَّا (٦) |
وروي عن أبي عمرو أيضًا: "أحد الله الصمد"، وقال: أدركت القراء كذلك يقرؤونها "أَحَدْ" وصلًا على السكون.
(٢) في (أ): (المأوى)، وفي (ع): (الماى).
(٣) البيت لامرأة من بني عقيل تفخر بأخوالها من اليمن، وقد ورد البيت في كتاب "النوادر في اللغة" لأبي زيد ص ٣٢١: باب رجز.
"لسان العرب" ١٥/ ٢٧ (مأى)، ونسبه للعامرية، و"الأمالي الشجرية" ١/ ٣٨٣، و"المنصف" ٢/ ٦٨.
(٤) الرجز لقائل مجهول - انظر حاشية "الحجة" ٦/ ٤٥٧.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) ورد البيت في: "النوادر" ص ٣٢١ باب رجز، و"الحجة" ٤/ ١٨٥، و"لسان العرب" ٧/ ٣٦ (دعص)، أنشد الأول منه والثاني برواية: (بالقناة) مِدْعَصا - دعصه بالرمح طعنه به، ورجل مدعَصُ بالرمح طعان، و"لسان العرب" ٦/ ٨٤ (دعس)، و"الأمالي الشجرية" ١/ ٣٨٢ - ٣٨٣، و"الإنصاف" ٢/ ٦٦٥، و"معاني القرآن" ١/ ٤٣١، و"شرح أبيات معاني القرآن" ص ١٤٠: ش ٣٠٢ - ٣٠٣ - ٣٠٤، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٤ - حاشية ١ - موضع الشاهد: غطيف أراد غطيف بالتنوين إلا أنه حذف لالتقاء الساكنين كما حذفت نون التوكيد لالتقاء الساكنين.
(٧) في (ع): (مستقصى).
على هذا قال من قال: ﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا﴾ [الأحزاب: ٦٧ - ٦٨]، ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ﴾ [القارعة: ١٠ - ١١].
وأنشد (١):
أصبَحْتُ لا أحمِل (٢) السِّلاحَ | ولا أملك (٣) راسَ البعيرِ إن نَفَرا |
ومما يؤكد ذلك قطعهم لهمزة الوصل في أنصاف البيوت كقوله (٥):
ولا يُبادِرُ في الشِّتاءِ وَليدُنا | ألقِدْرُ يُنْزِلُهَا بغير جِعالِ (٦) |
(٢) في (ع): (ولا أملك)؛ بدلاً من (ولا أحمل).
(٣) في (ع): (ولا أحمل)؛ بدلاً من (ولا أملك).
(٤) وعجزه:
وَجْدي وأخش الرياح والمطرا
وقد ورد في: "كتاب سيبويه" ١/ ٨٩ - ٩٠، و"شرح أبيات سيبويه" ٧١: ش ١٦٣، و"المحتسب" ٢/ ٩٩، و"النوادر" ٤٤٦.
(٥) البيت للبيد، وليس في ديوانه نقلاً عن - حاشية ١، و"الحجة" ٦/ ٤٦١.
(٦) ورد البيت في: "كتاب سيبوية" ٤/ ١٠٥، و"شرح أبيات سيبوية" ١٨٦ ش ٧٠٩، و"لسان العرب" ١١/ ١١٢ (جعل) برواية: "ولا تبادر في الشتاء وليدتي"، ونسبه إلى ابن بري، ومعنى جعال. ما تنزل به القدر من خرقة وغيرها. اللسان.
٢ - قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ اختلف قول المفسرين في معنى "الصمد"، وتفسيره، فقال ابن عباس (٢) (في رواية عطاء) (٣): لما نزل: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ قالوا: وما الصمد؟! فقال رسول الله: "السيد الذي يصمد إليه (في) (٤) الحوائج". وهو قول أبي عبد الرحمن السلمي (٥)؛ قال: الصمد الذي يصمد إليه في الأمر (٦).
وقال السدي: هو المصمود إليه في الرغائب (٧).
(روى) (٨) عمرو، عن أبيه (٩): الصامد المقاصد لحاجته.
(٢) ورد معنى قوله في: "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٥ من طريق الضحاك "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٩، وطريق نافع ابن الأزرق عن ابن عباس قال عنها الهيثمي: رواه الطبراني، وفي إسناده جويبر، وهو متروك: "مجمع الزوائد" ٧/ ١٤٥ سورة قل هو الله أحد، كما ورد من غير ذكر طريق عطاء في: "زاد المسير" ٨/ ٣٣٠، و"التفسير الكبير" ٣١/ ١٨١.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) في (أ): (اللمى).
(٦) ورد قوله في "تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥٠ (صمد).
(٧) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٠ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٥، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٨١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٥، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢١٦، و"تفسير سورة الإخلاص لابن تيمية" ص ٤٠.
(٨) ساقط من (أ).
(٩) في (أ): (الله).
(وقال) (٣) الليث: صمدت صمد هذا الأمر أي قصدت قصده، وقال صمدته (٤). أيضًا. قال طرفة:
إن يَلْتَقِ الحيُّ الجميعُ تُلاقِني | إلى ذِروة البيتِ الرفيع المصمَّدِ (٥) |
(٢) لم أعثر على مصدر هذا القول.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) "تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥١، وانظر: "لسان العرب" ٣/ ٢٥٨ (صمد).
(٥) ورد البيت في: "ديوانه" ٣٠، ط. المؤسسة العربية، و"معجم مقاييس اللغة" ٣/ ٣١٠ (صمد)، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب برواية (وإن)، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢١٧، و"دقائق التفسير" ٦/ ٣٥٧، و"تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج ص ٥٩، و"الأمالي" لأبي علي القالي: ٢/ ٢٨٨.
معنى البيت: الصمد: القصد، يقول: وإن اجتمع الحي للافتخار. تلاقني أنتمي وأعتزي. إلى ذروة البيت الشريف: إلى أعلى الشرف. يريد أنه أوفاهم حظًا من الحب أعلاهم سهمًا من النسب.
(٦) ذكره البخاري في: "الجامع الصحيح" من قول أبي وائل تعليقًا ٣/ ٣٣٤: التفسير: باب ٢ وقال الحافظ ابن حجر في الفتح وصله الفريابي من طريق الأعمش عنه وجاء أيضًا من طريق عاصم عن أبي وائل يذكر ابن مسعود فيه. "فتح الباري" ٨/ ٧٤٠.
وقال د. عبد العلي: أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" ١/ ٢٩٩ ح ٦٦٦، وقال الألباني: إسناده حسن وأخرجه أيضًا من قول أبي وائل من رواية ابن نمير عن وكيع، وابن إدريس عن الأعمش عنه ورجال إسناده في الصحيحين: ١/ ٣ ح ٦٢٧ =
وهذا معنى قول ابن عباس (في رواية الوالبي) (٢) قال: هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع الشرف والسؤدد (٣).
واختاره أبو إسحاق، وأحسن في (العبارة عن) (٤) تفسيره فقال: تفسير الصمد (السيد) (٥) الذي ينتهى إليه السؤدد (٦).
"تفسير سورة الأخلاص" تح د. عبد العلي ص ٣٩ و٥٢.
كما ورد أيضًا في "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٧، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٦، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٥، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٧ وعزاه إلى البخاري في أفراده، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠، و"الأسماء والصفات" ١/ ١٠٩، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢١٦ و٢١٩ و٢٢٥، و"دقائق التفسير" ٦/ ٣٥٩.
(١) "تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥٠: (صمد).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٦ مطولاً، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٥ ب من طريق ابن أبي طلحة، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤ من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٠ عن ابن أبي طلحة عنه، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٥، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٩ برواية ابن أبي طلحة عنه، وكذلك "الدر المنثور" ٨/ ٢٦٣ وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في العظمة، و"الأسماء والصفات" ١/ ١٠٨، و"دقائق التفسير" ٦/ ٣٥٩، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٢٠، و"تفسير سورة الإخلاص" ص٣٩ و٤٦ وقال محققه: إن إسناده من طريق أبي صالح به لا بأس به: هامش ٥١ ص ٤٦.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٧ بنصه.
وذكر (٣) القول الأول فقال: وقيل إن الصمد الذي صمد إليه كل شيء أي الذي خلق الأشياء كلها لا يستغني عنه شيء، يريد أن المخلوق لا غنى له عن الخالق، فكل شيء يصمد (٤) بافتقاره إليه، ويدل على وحدانيته (٥).
وقال الحسن: الصمد الدائم (٦).
وقال مجاهد: الصمد الذي لا جوف له (٧).
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٥، و"تفسير سورة الإخلاص" ٣٩.
(٣) أي الزجاج.
(٤) في (أ): (مصمد).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٨ بتصرف.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٧، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١ من غير عزو، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢١٩، وورد بمعناه في "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٧٠، و"تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٤٥، قال عنه الألباني في "كتاب السنة" ١/ ٣٠٢: ح ٦٨١ إسناده ضعيف مقطوع.
(٧) "تفسير الإمام المجاهد" ٧٦٠، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٧، و"تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٥٤٢، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٤ وعزاه أيضًا إلى الحسن وعامر، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠ وعزاه أيضًا إلى ابن مسعود وابن عباسٌ وسعيد بن المسيب، وعبد الله بن بريدة، وعكرمة، وعطاء والسدي، و"فتح القدير" =
وقال الشعبي: الذي لا يأكل ولا يشرب (٧).
(وقال عكرمة الذي لا يخرج منه شيء (٨).
(١) "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠، و"فتح القدير" ٥/ ٥١٦.
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٥، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢١٥.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٧٩ ب، و"تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥٠ (صمد)، و"مجموع الفتاوى" ١٥/ ٢١٥، قال الألباني في "ظلال الجنة" ١/ ٣٠٠: ح ٦٨٨، ٦٨٩: إسناده ضعيف مقطوع.
(٤) "جامع البيان" ٣/ ٣٤٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٢٤، قال الألباني في "ظلال الجنة" ٢/ ٣٠١: ح ٦٨٥ - ٦٨٦: إسناده مقطوع فيه ضعف.
(٥) ما بين القوسين ذكرت في (أ) عبارة: (وجماعة)؛ بدلاً من (تعدادهم).
(٦) في (أ): (المتصمت).
(٧) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٢٨، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٠، و"فتح القدير" ٥/ ٥١٦، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ١٥، ٢٢١، ٢٢٤ دقائق التفسير: ٦/ ٣٥٩، وقال الألباني في ظلال الجنة: ١/ ٣٠٢: ح ٦٨٢: إسناده صحيح مقطوع.
(٨) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٠ أ، و"مجموع الفتاوى" =
وأما في تفسير الصمد فقد يكون في العربية الصمد الشيء المصمت الذي لا جوف له، المسدود الجوف، ومنه يقال لسداد القارورة الصماد وقد صمدتها أصمدها وشيء مصمد صلب، وليس فيه خور (٣) (وهذا صحيح في اللغة (٤)) (٥)، ولكن الصمد بهذا المعنى لا يجوز في صفة الله -تعالى- لأن المصمت هو المتضاغط (٦) الأجزاء، وهذا تشبيه وكفر بالله (٧).
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) قد أثبت الله سبحانه لنفسه صفة الرجل، فنثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه اتباعاً لمذهب السلف من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف إثباتًا يليق بذاته، فعن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يلقى في النار وتقول: هل من مزيد حتى يضع قدمه أو رجله عليها فتقول قط قط" أخرجه البخاري في: "الجامع الصحيح" ٣/ ٢٩٦ ح ٤٨٤٨: كتاب التفسير: باب ٥٠ رقم ١.
(٣) الخور: هو الصوت "الصحاح" ٢/ ٦٥١ (خور).
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥٠ - ١٥١ (صمد)، و"الصحاح" ٢/ ٤٩٩، و"لسان العرب" ٣/ ٢٥٨، و"تاج العروس" ٢/ ٤٠١.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) المتضاغط الضغط والضغطة: عصر شيء إلى شيء ضغطه يضغطه ضغطًا: زحمه إلى حائط ونحوه، والتضاغط التزاحم. "لسان العرب" ٧/ ٣٤٢ (ضغط).
(٧) هذا الكلام من الإمام الواحدي يدل على أشعريته، ويتضح ذلك عند قوله: "ولا =
وعند قوله: "فلا معنى لتخصيص الجوف دون غيره في صفة الله تعالى"؛ لأن قوله: "وغيره" قد يدخل فيه ما هو صفة ثابتة لله تعالى.
ثم نفيه لصفة الصمد بالمعنى الثاني، وهو الذي لا جوف له، وضمنه أنواعًا من النفي مثل قوله: لا جوف، لا عضو، لا رأس.. إلخ.
وهذه طريقة المتكلمين في النفي حيث يتقون عن الله تعالى من الصفات ما لا يتضمن كماله ضده، بخلاف منهج الكتاب والسنة، فإنه قائم على النفي المتضمن كمال ضده لله تعالى كنفي السِنَة والنوم الدال على كمال الحياة والقيومية.
وكذا وصفه بالصمد على المعنى الثاني لأنه الذي لا جوف له فإنه راجع لصفة الكمال التي دل عليها المعنى الأول، وقد وضح شيخ الإسلام ذلك فقال: والاسم "الصمد" فيه للسلف أقوال متعددة قد يظن أنها مختلفة، وليست كذلك، بل كلها صواب، والمشهور منها قولان:
أحدها: أن الصمد هو الذي لا جوف له.
والثاني: أنه السيد الذي يصمد إليه في الحوائج.
والأول قول أكثر السلف من الصحابة والتابعين وطائفة من أهل اللغة، والثاني: قول طائفة من السلف والخلف وجمهور اللغويين.
ثم قال: قلت: الاشتقاق يشهد جميعًا قول من قال: إن "الصمد" الذي لا جوف له، وقول من قال إنه السيد، وهو على الأول أدل، فالأول أصل للثاني، ولفظ "الصمد" يقال على ما لا جوف له في اللغة.. وأصل هذه المادة الجمع والقوة -ثم قال- لم يقل الله صمد؛ بل قال: "الله الصمد"، فبين أنه المستحق لأن يكون هو الصمد دون ما سواه، فإنه المستوجب لغايته على الكمال، والمخلوق وإن كان صمدًا من بعض الوجوه، فإن حقيقة الصمدية منتفية عنه، فإنه يقبل التفرقة والتجزئة، وهو أيضًا محتاج إلى غيره، فإن كل ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه، فليس أحد يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى شيء إلا الله تبارك وتعالى، وليس في المخلوقات إلا ما يقبل أن يتجزأ ويتفرق وينقسم وينفصل بعضه من بعض، والله سبحانه هو الصمد الذي لا يجوز عليه شيء من ذلك؛ بل حقيقة =
(قال ابن قتيبة: وهو على) (٤) هذا التفسير: "الدال" فيه مبدلة من "تاء"، والمصصت من صمد (٥)، وقد بينا فساد هذا القول، وأنه لا يجوز في
وعليه فلا معنى لاستنكار الإمام الواحدي أو غيره هذه الصفة بعد إثبات معناها عن جمهرة ممن السلف وهي دالة على الكمال لله تعالى.
(١) قد رد قول الإمام الواحدي وأبطل في الحاشية السابقة.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) ورد في "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٢٦، و"دقائق التفسير" ٦/ ٥٢ تفسير سورة الإخلاص، قال د. عبد العلي: جاء في حديث طويل أخرجه ابن جرير: ١/ ٢٠٣ والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٤٥٧ عن ابن مسعود وابن عباس، وسنده ضعيف.
(٤) ما بين القوسين غير مقروء في (ع).
(٥) "تفسير غريب القرآن" ٥٤٢ بيسير من التصرف، وقد بين ابن تيمية مراد ابن قتيبة قال: لا إبدال في هذا، ولكن هذا من جهة الاشتقاق الأكبر.. ثم قال - فالأشتقاق الأصغر اتفاق القولين في الحروف وترتيبها؛ والأوسط اتفاقهما في الحروف لا في الترتيب =
والقول في الصمد: أنه السيد الذي يصمد إليه الحوائج) (٣).
(قال أبو عبيدة (٤)، والمبرد (٥): الصمد الذي انتهى إليه السؤدد، لأن الناس (تصمد إليه) (٦) في حوائجهم) (٧).
(والعرب تقول لسيدها ولعظيمها: صمد، كما قال (٨):
عَلَوْتُه بحسامي ثم قلت له خُذْها | حُذَيفَ فَأَنتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ (٩) |
(١) ساقط من (أ).
(٢) قد بينا صحة القول في معنى الصمد، على خلاف ما زعم الإمام الواحدي فليراجع في موضعه من هذه السورة.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٦، ولم يستشهد ببيت عمرو بن الأسلع وإنما ببيت الزبرقان، وفيه: ولا رهينة إلا سيد صمد.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ)، وغير مقروء، وأثبت ما رأيت به انتظام الكلام. والله أعلم.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) البيت لعمرو بن الأسلع العبسي -حاشية- "الصحاح".
(٩) ورد البيت منسوبًا في "الزاهر" لابن الآنباري ١/ ١٨٠، و"بصائر ذوي التمييز" للفيروزابادي ٣/ ٤٤٠ وغير منسوب في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب برواية =
ألا بكَّرَ النَّاعي بِخَيْري بني أسَدْ | بعمرو بن مَسْعُود وبالسَّيِّدِ الصَّمَدْ (٢) " (٣) |
(١) الأسدي هو سبرة بن عمرو الفقعسي، وهو شاعر جاهلي. "شرح ديوان الحماسة" للتبريزي ١/ ٨٠.
(٢) ورد البيت غير منسوب في: "شعر بني أسد في الجاهلية" د. أحمد الجاسم ص ٣٧، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٧، و"مجاز القرآن" ٢/ ٣١٦ برواية بخير، و"معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧١، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٦ برواية (بخير)، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٨١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٥، برواية (بخير)، و"روح المعاني" ٣٠/ ٢٧٣، و"الأغاني" ٢٢، ٩٢، ط. دار الكتب، و"فتح القدير" ٥/ ٥١٧، و"تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥ (صمد)، و"لسان العرب" ٣/ ٢٥٨، و"فتح الباري" ٨/ ٧٤٠، و"الأمالي" لأبي علي القالي ٢/ ٢٨٨، و"سمط اللآلي" ص ٩٣٢، و"تفسير سورة الإخلاص" ص ٤١.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) ساقط من (أ).
(٥) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٩/ ٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٤، و"زاد المسير" =
وقال مقاتل: إن مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله، وقالت اليهود: عزير بن الله، وقالت النصارى: المسيح ابن الله، فأكذبهم الله، وابرأ نفسه مما قالوا فقال "لم يلد ولم يولد" (٣) يقول: لم يكن له ولد، ولم يولد له من أحد كما ولد عيسى، وعزير، ومريم.
﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)﴾ قال أبو إسحاق: معناه لم يكن أحد مِثلًا له (٤).
(وقال أبو عبيدة: يقال كفواً وكَفِيء (٥) وكِفاءً كله واحد (٦).
قال حسان:
ورُوحُ القُدْسِ ليسَ له كِفَاءُ (٧) (٨)
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٦ من غير ذكر طريق عطاء.
(٣) "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٥، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٥، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣١، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٧.
(٤) "تهذيب اللغة" ١٠/ ٣٨٥: (كفأ)، ولم أجد قوله في معانيه وإنما كما ذكرت وجدته في التهذيب، ولعل الواحدي نقله عن الأزهري، والعبارة الواردة في المعاني قال... ويقال فلان كفءٌ فلان مثل كفيّ فلان. ٥/ ٣٧٨.
(٥) كفيئًا هكذا وردت في المجاز.
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٦.
(٧) في (أ): (كفاه).
(٨) وشطره الأول: "وجبريل آمين الله فينا" وقد ورد البيت في: ديوانه: ٨، ط. دار =
لا تَقْذِفَنِّي بركْنٍ لا كِفاءَ لَهُ (١)
وقال آخر:
أما كانَ عَيَّادٌ كفيئًا لدارمٍ | بلى ولأبيات بها الحُجُراتُ (٢) |
(١) الشطر الثاني منه:
ولو تأثفك الأعداءُ بالرِّخدِ
ورد البيت في: "ديوانه" ٣٦، ط. دار بيروت، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٨، وهذا البيت للنابغة لم يورده أبو علي في "الحجة" ٦/ ٤٦٣ - ٤٦٥.
ومعنى البيت: الكفاء: النظير والمثل. تأثفك الأعداء: صاروا حولك كالأثافي. الرفد: العصب من الناس، يريد: لا ترمني بما لا أطيق، ولا يقوم له أحد، ولا يكافئك فيه أعداؤك، ولو أحاطوا بك متعاونين. "ديوانه" ص ٣٦.
(٢) البيت لرجل من الحبطات، وهم بنو الحارث بن عمرو بن تميم وكان قد خطب امرأة من بني دارم بن مالك بن زيد مناة ابن تميم فقال الفرزدق: بنو دارم أكفاؤهم آل مِسْمِع وتُنْلَح في أكفائها الحبطات
فأجابه رجل من الحبطات فقال: أما كان.. البيت المذكور.
انظر: "الكامل" ١/ ٦٤، ٢/ ٦٨، و"جامع البيان" ٢٦/ ٢٢١.
(٣) قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي، وأبو عمرو في رواية اليزيدي وعبد الوارث (كُفُؤاْ) بضم الفاء مهموزة وروى عباس بن الفضل، والقطعي عن محبوب (كُفْؤًا) مهموزًا خفيفًا وقرأ حمزة (كُفْؤًا) مهموزة خفيفة.
واختلف عن نافع، ففي رواية (كُفُؤا) مثقلًا مهموزًا، وبرواية أخرى (كُفْؤًا) خفيفًا مهموزًا، ورواية (كُفُوًا) مثقلًا غير مهموز.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر (كُفؤا) مثقلًا مهموزًا، وروي حفص عن عاصم (كُفُوًا) مثقلًا غير مهموز. =
انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص ٧٠٢، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٨٠٨، و"حجة القراءات" ص ٧٧٧.
(١) ما بين القوسين نقله عن "الحجة" ٦/ ٤٦٣ - ٤٦٥.