تفسير سورة الزلزلة

تفسير ابن عباس
تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس .
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْض زِلْزَالَهَا﴾ يَقُول تزلزلت الأَرْض زَلْزَلَة واضطربت الأَرْض اضطرابة فانكسر مَا عَلَيْهَا من الشّجر وَالْجِبَال والبنيان
﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْض أَثْقَالَهَا﴾ أموالها وكنوزها
﴿وَقَالَ الْإِنْسَان﴾ يَعْنِي الْكَافِر ﴿مَا لَهَا﴾ تَعَجبا مِنْهَا مِمَّا يرى من الهول
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم تزلزلت الأَرْض ﴿تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ تخبر الأَرْض بِمَا عمل عَلَيْهَا من الْخَيْر وَالشَّر
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا﴾ أذن لَهَا فِي الْكَلَام
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يَوْم تَتَكَلَّم الأَرْض ﴿يَصْدُرُ﴾ يرجع ﴿النَّاس أَشْتَاتاً﴾ فرقا فرقا فريق إِلَى الْجنَّة وهم الْمُؤْمِنُونَ وفريق إِلَى النَّار وهم الْكَافِرُونَ ﴿لِّيُرَوْاْ﴾ لكَي يرَوا ﴿أَعْمَالَهُمْ﴾ مَا عمِلُوا عَلَيْهَا من الْخَيْر وَالشَّر
ثمَّ نزل فِي قوم كَانُوا يرَوْنَ أَنهم لَا يؤجرون على قَلِيل من الْخَيْر وَلَا يأثمون على قَلِيل من الشَّرّ فحثهم على الْقَلِيل من الْخَيْر وحذرهم على الْقَلِيل من الشَّرّ فَقَالَ ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ وزن نملة صَغِيرَة أَصْغَر مَا يكون من النَّمْل ﴿خَيْراً يَرَهُ﴾ فِي كِتَابه فيسره وَيُقَال الْمُؤمن يرى عمله فِي الْآخِرَة وَالْكَافِر يرى عمله فى الدُّنْيَا
﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ وزن نملة صَغِيرَة ﴿شَرّاً يَرَهُ﴾ يجده فِي كِتَابه فيسوء وَيُقَال يرى الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا وَالْكَافِر فِي الْآخِرَة
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا العاديات وهى كلهَا مَكِّيَّة آياتها إِحْدَى عشرَة وكلماتها أَرْبَعُونَ وحروفها مائَة وَثَلَاثَة وَسِتُّونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
Icon