تفسير سورة سورة الممتحنة من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
لا تتخذوا عدوي وهم المشركونوالباء زائدة في قوله بالموادةأن تؤمنوا أي لإيمانكم إن كنتم المعنى إن كنتم خرجتم جهادا لا تتخذوا عدوى والاية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد إليهم لأجل أهله وماله عندهم
أسوة اقتداء حسن والمعنى تأسوا بإبراهيم إلا في الاستغفار لأبيه ربنا عليك توكلنا أي قولوا أنتم هذا
عاديتم منهم أي من أهل مكة مودة ففعل ذلك فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة فانكسر أبو سفيان عن كثير مما كان يصنع وأسلم يوم الفتح منهم خلق كثير
عن الذين لم يقاتلوكم نزلت في أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قدمت أمها قتيلة بهدايا فلم تقبل هداياها فنزلت الاية وهي رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب وقيل معنى هذه الآية والتي قبلها منسوخ باية السيف
فامتحنوهن لما كتبوا كتاب الصلح كان فيه من أتى إليك من أهل مكة رددته ومن أتى أهل مكة من أصحابك فهم لهم فهاجرت أم كلثوم بنت عقبة فخرج في أثرها أخواها فقالا ف لنا بشرطنا وقالت أم كلثوم أنا امرأة فتردني إلى الكفار فيفتنونني عن ديني فأنرل الله تعالى فامتحنوهن وهو أن تقول والله ما أخرجكن رلا حب الله ورسوله ولا خرجتن ازوج ولا مال فإذا قلن ذلك تركنوآتوهم يعني أزواجهن ما أنفقوا يعني المهر هذا رذا تزوجها مسلم فإن لم يتزوجها أحد فليس لزوجها شيء والأجور المهورولا تمسكوا بعصم الكوافر يعني رذا كفرت فقد زالت العصمة بينها وبين المؤمنين أي انبت عقد النكاحواسألوا ما أنفقتم أي إن لحقت امرأة منكم بأهل العهد من الكفار مرتدة فاسزلواهم ما أنفقتم من المهر رذا لم يدفعوها إليكم وليسألوا ما أنفقوا يعني المشركين الذين لحقت أزواجهم بكم مؤمنات إذا تزوجن منكم فليسأل أزواجهن الكفار من تزوجهن منكم ما أنفقوا وهو المهر والمعنى عليكم أن تغرموا لهم الصداق كما يغرمون لكم
قوله تعالى فعاقبتم أي أصبتموهم في القتال بعقوبة حتى غنمتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا أي أعطوا الأزواج من رأس الغنيمة ما أنفقوا من المهر وهذه الأحكام من أداء المهور وأخذه من الكفار وتعويض الزوج من رأس الغنيمة أو من صداق قد وجب رده علي أهل الحرب منسوخة باية السيف عند جماعة العلماء
ولا يقتلن أولادهن وهو الوأد الذي كانوا يفعلونه ولا يأتين ببهتان أي لا يلحقن بأزواجهن غير أولادهم وكانت المرأة تلتقط الولد فتقول ازوجها هذا ولدي منك فذلك البهتان وإنما قال بين أيديهن وأرجلهن لأن الولد إذا وضعته المرأة سقط بين يديها ورجليهافي معروف وهو النوح
غضب الله عليهم وهم اليهود يئسوا من الآخرة أي من ثوابها كما يئس الكفار من أصحاب القبور أن يبعثوا