تفسير سورة الشمس

فتح الرحمن في تفسير القرآن
تفسير سورة سورة الشمس من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن .
لمؤلفه تعيلب . المتوفي سنة 2004 هـ
( ٩١ ) سورة الشمس مكية
وآياتها خمس عشر
كلماتها : ٥٤ ؛ حروفها : ٢٤٦

﴿ ضحاها ﴾ إشراقها وبهاؤها، أو حرها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ تلاها ﴾ تبعها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ جلاها ﴾ جلى الأرض وأظهر ما عليها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ ما بناها ﴾ بنيانها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ طحاها ﴾ بسطها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ ماسواها ﴾ تسويتها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ فألهمها ﴾ فعرفها.
﴿ فجورها ﴾ عصيانها ووزرها.
﴿ تقواها ﴾ طاعتها وخشيتها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ أفلح ﴾ فاز.
﴿ زكاها ﴾ طهرها، وسما بها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ دساها ﴾ دنسها وأغواها.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والشمس وضحاها ( ١ ) والقمر إذا تلاها ( ٢ ) والنهار إذا جلاها ( ٣ ) والليل إذا يغشاها ( ٤ ) والسماء وما بناها ( ٥ ) والأرض وما طحاها ( ٦ ) ونفس وما سواها( ٧ ) فألهمها فجورها وتقواها( ٨ ) قد أفلح من زكاها( ٩ ) وقد خاب من دسها ( ١٠ ) ﴾
يقسم الله تعالى بالشمس وإشراقها وضيائها وحرها وبهائها، وبالقمر الذي يجري على أثرها، وبالنهار الذي يجلي الأرض وموجوداتها، ويظهر ما كان الليل قد غطاه من مرئياتها، وبالليل الذي ينشر ظلامه على ما شاء الله من أرجائها وآفاقها ؛ ويقسم بالسماء وعظمة بنيانها فـ ﴿ ما ﴾ مصدرية- وتبارك الذي جعل السماء سقفا محفوظا، ورفعها من غير عمد تحتها، ولا علائق من فوقها ؛ ويقسم سبحانه بالأرض وبسطها وتذليلها وتمهيدها، وما أودعها إياه من بركات وأقوات لأهلها- ﴿ ما ﴾ مصدرية كذلك- ويقسم جل علاه- بأنفس المكلفين العقلاء وتسويتها، وقدرتها على الإدراك ووعيها، وما بين لها وهداها من سبل رشدها، ومسالك غيها، وطرائق استقامتها، وجواد زيغها ﴿ إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ﴾١ وجعل الفوز لمن طهرها٢ وسما بها، وألزمها منهاج ربها ؛ وجعل الخيبة والخسران لمن دنسها ولم يردها عن بغيها وعوجها ﴿ فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى ﴾٣ ؛ أقسم الله تعالى بعجائب كونية : الشمس والقمر، والنهار، والليل، والسماء، والأرض هذه العجائب الآفاقية ؛ ثم جاء القسم بالعجائب الأنفسية : النفس الأمارة، والنفس اللوامة ؛ والمقسم عليه- والله أعلم- ﴿ قد أفلح... ﴾ وما بعدها إلى ختام الآيتين الكريمتين : ٩ و ١٠ ؛ وذهب الزمخشري إلى أن الجواب محذوف، وتقديره : ليدمدمن الله عليهم ؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود ؛ لأنهم كذبوا صالحا ؛ وأما ﴿ قد أفلح من زكاها ﴾ فكلام تابع لأوله، لقوله :﴿ فألهمها فجورها وتقواها ﴾ على سبيل الاستطراد وليس من جواب القسم في شيء ؛ مما نقل القرطبي : وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض ليشتهر مكانها للمعتفين- لكل طالب فضل أو رزق- وتوقد النار في الليل للطارقين ؛ وكانت اللئام تنزل الأولاج- ما كان من كهف أو غار يلجأ إليه- والأطراف والأهضام٤، ليخفى مكانها على الطالبين فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر٥ المروءة، غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي.. اهـ.
﴿ ونفس وما سواها ﴾ أي أنشأها وأبدعها مستعدة لكمالها، وذلك بتعديل أعضائها وقواها الظاهرة والباطنة ؛ والتنكير للتكثير.
[ والإلهام عبارة عن بيان كيفية استعمالها في النجدين.. عن مجاهد : تعريفهما إياها بحيث تميز رشدها من ضلالها. وقدم الفجور على التقوى لأن إلهامه بهذا المعنى من مبادئ تجنبه وهو تخلية، والتخلية مقدمة على التحلية. وفي الكشاف : التزكية الإنماء والإعلاء، والتدسية النقص والإخفاء، أي : لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمى نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا.. ]٦.
﴿ ثمود ﴾ القبيلة التي بعث إليها صالح عليه السلام.
﴿ بطغواها ﴾ بطغيانها كذبت رسالة ربها، حملهم على التكذيب تجاوز الحد.
{ كذبت ثمود بطغواها ( ١١ ) إذ نبعث أشقاها ( ١٢ ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ( ١٣ ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( ١٤ ) ولا يخاف عقباها ( ١٥ ).
لعل وعظ الله تعالى بقصة ثمود لقرب ديارهم من أم القرى [ مكة ] ؛ كذبوا رسالة ربهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان، حملهم العتور وتجاوز الحد على الاستهزاء بالرسالة ومن أرسله الله بها- وهو أخوهم صالح عليه السلام- ولم يكتفوا بالتكذيب والاستهزاء بمثل ما حكاه القرآن الكريم عن قبلهم :﴿... يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء... ﴾١ لم يقفوا عند هذا العناد والإصرار، بل تعدوه إلى تدبير قتل النبي صالح والذين آمنوا معه :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٢ وأهله٣ ثم لنقولن لوليه٤ ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم٥ خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون }٦ ؛ وكانوا قد اقترحوا على نبيهم أن يجيء بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة وأن تكون المعجزة أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، فأخرج الله القدير بقوته من الصخر ناقة عظيمة، وجعل الله لها حظا من الماء تشربه في يوم، ولهم شرب يوم يوم آخر هو شربهم، وحذرهم نبيهم أن يتعدوا عليها، فقال ما بينه ربنا ذو الجلال :﴿ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ﴾٧، كما أنذرهم أن يمنعوها شربها، فذلك قسم ربنا سبحانه لها :﴿ وننبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾٨ ؛ ﴿ إذا انبعث أشقاها ﴾ ونهض وتحركت نوازع الشر في أشدهم عتوا، وأكثرهم تجبرا وإفسادا، وعزم على قتل الناقة ؛ فكرر لهم نبيهم نذر العذاب الذي ينتظرهم، إذا هم تمادوا في الغي وأعماهم ضلالهم ؛ ﴿ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ﴾ لا تقربوا ناقة الله، وأحذركم أذيتها وأحذركم منعها سقياها ؛ فكذبوا صالحا فيما وعدهم به من العذاب القريب إن هم عقروها ؛ فقام شقيهم وأعانه غيره على قتلها ؛ وإنما أضيف العقر إليهم جميعا ﴿ فعقروها ﴾ لأنهم رضوا بفعله ؛ يقول الله الحق جل علاه :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾٩ ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ فأطبق الله تعالى عليهم العذاب وأرجف عليهم به وأهلكهم واستووا في الاستئصال، فما بقي من المجرمين أحد، ﴿ وثمود فما أبقى ﴾١٠ فسوى الدمدمة بينهم بحيث لم يهرب منها أحد :﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾١١ ﴿.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾١٢ ؛ ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾ أطبق عليهم ربهم العذاب وأهلكهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد- وقيل : لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم-١٣ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى قول ربنا العلي الأعلى :﴿ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ﴾١٤.
أورد صاحب تفسير القرآن العظيم : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها ) قال زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمناهن، ونحن نعلمكموهن ؛ ورواه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم به. أهـ.
﴿ انبعث ﴾ نهض.
﴿ أشقاها ﴾ أخبث القبيلة وأشدها فسادا، وأسوأها تجبرا
﴿ بطغواها ﴾ بطغيانها كذبت رسالة ربها، حملهم على التكذيب تجاوز الحد.
{ كذبت ثمود بطغواها ( ١١ ) إذ نبعث أشقاها ( ١٢ ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ( ١٣ ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( ١٤ ) ولا يخاف عقباها ( ١٥ ).
لعل وعظ الله تعالى بقصة ثمود لقرب ديارهم من أم القرى [ مكة ] ؛ كذبوا رسالة ربهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان، حملهم العتور وتجاوز الحد على الاستهزاء بالرسالة ومن أرسله الله بها- وهو أخوهم صالح عليه السلام- ولم يكتفوا بالتكذيب والاستهزاء بمثل ما حكاه القرآن الكريم عن قبلهم :﴿... يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء... ﴾١ لم يقفوا عند هذا العناد والإصرار، بل تعدوه إلى تدبير قتل النبي صالح والذين آمنوا معه :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٢ وأهله٣ ثم لنقولن لوليه٤ ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم٥ خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون }٦ ؛ وكانوا قد اقترحوا على نبيهم أن يجيء بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة وأن تكون المعجزة أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، فأخرج الله القدير بقوته من الصخر ناقة عظيمة، وجعل الله لها حظا من الماء تشربه في يوم، ولهم شرب يوم يوم آخر هو شربهم، وحذرهم نبيهم أن يتعدوا عليها، فقال ما بينه ربنا ذو الجلال :﴿ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ﴾٧، كما أنذرهم أن يمنعوها شربها، فذلك قسم ربنا سبحانه لها :﴿ وننبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾٨ ؛ ﴿ إذا انبعث أشقاها ﴾ ونهض وتحركت نوازع الشر في أشدهم عتوا، وأكثرهم تجبرا وإفسادا، وعزم على قتل الناقة ؛ فكرر لهم نبيهم نذر العذاب الذي ينتظرهم، إذا هم تمادوا في الغي وأعماهم ضلالهم ؛ ﴿ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ﴾ لا تقربوا ناقة الله، وأحذركم أذيتها وأحذركم منعها سقياها ؛ فكذبوا صالحا فيما وعدهم به من العذاب القريب إن هم عقروها ؛ فقام شقيهم وأعانه غيره على قتلها ؛ وإنما أضيف العقر إليهم جميعا ﴿ فعقروها ﴾ لأنهم رضوا بفعله ؛ يقول الله الحق جل علاه :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾٩ ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ فأطبق الله تعالى عليهم العذاب وأرجف عليهم به وأهلكهم واستووا في الاستئصال، فما بقي من المجرمين أحد، ﴿ وثمود فما أبقى ﴾١٠ فسوى الدمدمة بينهم بحيث لم يهرب منها أحد :﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾١١ ﴿.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾١٢ ؛ ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾ أطبق عليهم ربهم العذاب وأهلكهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد- وقيل : لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم-١٣ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى قول ربنا العلي الأعلى :﴿ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ﴾١٤.
أورد صاحب تفسير القرآن العظيم : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها ) قال زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمناهن، ونحن نعلمكموهن ؛ ورواه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم به. أهـ.
﴿ ناقة الله ﴾ ذروا ناقة الله ولا تمسوها بسوء، وكانوا قد اقترحوا على رسول الله إليهم – صالح عليه السلام- أن يجيئهم بمعجزة ناقة فآتاه الله إياها.
﴿ وسقياها ﴾ دعوها واتركوها وحظها من الشرب، فإنها تشرب في يوم وأنتم تشربون في يوم غيره.
﴿ بطغواها ﴾ بطغيانها كذبت رسالة ربها، حملهم على التكذيب تجاوز الحد.
{ كذبت ثمود بطغواها ( ١١ ) إذ نبعث أشقاها ( ١٢ ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ( ١٣ ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( ١٤ ) ولا يخاف عقباها ( ١٥ ).
لعل وعظ الله تعالى بقصة ثمود لقرب ديارهم من أم القرى [ مكة ] ؛ كذبوا رسالة ربهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان، حملهم العتور وتجاوز الحد على الاستهزاء بالرسالة ومن أرسله الله بها- وهو أخوهم صالح عليه السلام- ولم يكتفوا بالتكذيب والاستهزاء بمثل ما حكاه القرآن الكريم عن قبلهم :﴿... يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء... ﴾١ لم يقفوا عند هذا العناد والإصرار، بل تعدوه إلى تدبير قتل النبي صالح والذين آمنوا معه :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٢ وأهله٣ ثم لنقولن لوليه٤ ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم٥ خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون }٦ ؛ وكانوا قد اقترحوا على نبيهم أن يجيء بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة وأن تكون المعجزة أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، فأخرج الله القدير بقوته من الصخر ناقة عظيمة، وجعل الله لها حظا من الماء تشربه في يوم، ولهم شرب يوم يوم آخر هو شربهم، وحذرهم نبيهم أن يتعدوا عليها، فقال ما بينه ربنا ذو الجلال :﴿ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ﴾٧، كما أنذرهم أن يمنعوها شربها، فذلك قسم ربنا سبحانه لها :﴿ وننبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾٨ ؛ ﴿ إذا انبعث أشقاها ﴾ ونهض وتحركت نوازع الشر في أشدهم عتوا، وأكثرهم تجبرا وإفسادا، وعزم على قتل الناقة ؛ فكرر لهم نبيهم نذر العذاب الذي ينتظرهم، إذا هم تمادوا في الغي وأعماهم ضلالهم ؛ ﴿ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ﴾ لا تقربوا ناقة الله، وأحذركم أذيتها وأحذركم منعها سقياها ؛ فكذبوا صالحا فيما وعدهم به من العذاب القريب إن هم عقروها ؛ فقام شقيهم وأعانه غيره على قتلها ؛ وإنما أضيف العقر إليهم جميعا ﴿ فعقروها ﴾ لأنهم رضوا بفعله ؛ يقول الله الحق جل علاه :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾٩ ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ فأطبق الله تعالى عليهم العذاب وأرجف عليهم به وأهلكهم واستووا في الاستئصال، فما بقي من المجرمين أحد، ﴿ وثمود فما أبقى ﴾١٠ فسوى الدمدمة بينهم بحيث لم يهرب منها أحد :﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾١١ ﴿.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾١٢ ؛ ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾ أطبق عليهم ربهم العذاب وأهلكهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد- وقيل : لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم-١٣ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى قول ربنا العلي الأعلى :﴿ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ﴾١٤.
أورد صاحب تفسير القرآن العظيم : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها ) قال زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمناهن، ونحن نعلمكموهن ؛ ورواه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم به. أهـ.
﴿ فعقروها ﴾ فذبحوها وقتلوها.
﴿ فدمدم ﴾ فأطبق وأهلك، وأرجف.
﴿ فسواها ﴾ فسوى الأمة في العذاب. أكابر المجرمين مستضعفيهم.
﴿ بطغواها ﴾ بطغيانها كذبت رسالة ربها، حملهم على التكذيب تجاوز الحد.
{ كذبت ثمود بطغواها ( ١١ ) إذ نبعث أشقاها ( ١٢ ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ( ١٣ ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( ١٤ ) ولا يخاف عقباها ( ١٥ ).
لعل وعظ الله تعالى بقصة ثمود لقرب ديارهم من أم القرى [ مكة ] ؛ كذبوا رسالة ربهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان، حملهم العتور وتجاوز الحد على الاستهزاء بالرسالة ومن أرسله الله بها- وهو أخوهم صالح عليه السلام- ولم يكتفوا بالتكذيب والاستهزاء بمثل ما حكاه القرآن الكريم عن قبلهم :﴿... يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء... ﴾١ لم يقفوا عند هذا العناد والإصرار، بل تعدوه إلى تدبير قتل النبي صالح والذين آمنوا معه :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٢ وأهله٣ ثم لنقولن لوليه٤ ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم٥ خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون }٦ ؛ وكانوا قد اقترحوا على نبيهم أن يجيء بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة وأن تكون المعجزة أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، فأخرج الله القدير بقوته من الصخر ناقة عظيمة، وجعل الله لها حظا من الماء تشربه في يوم، ولهم شرب يوم يوم آخر هو شربهم، وحذرهم نبيهم أن يتعدوا عليها، فقال ما بينه ربنا ذو الجلال :﴿ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ﴾٧، كما أنذرهم أن يمنعوها شربها، فذلك قسم ربنا سبحانه لها :﴿ وننبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾٨ ؛ ﴿ إذا انبعث أشقاها ﴾ ونهض وتحركت نوازع الشر في أشدهم عتوا، وأكثرهم تجبرا وإفسادا، وعزم على قتل الناقة ؛ فكرر لهم نبيهم نذر العذاب الذي ينتظرهم، إذا هم تمادوا في الغي وأعماهم ضلالهم ؛ ﴿ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ﴾ لا تقربوا ناقة الله، وأحذركم أذيتها وأحذركم منعها سقياها ؛ فكذبوا صالحا فيما وعدهم به من العذاب القريب إن هم عقروها ؛ فقام شقيهم وأعانه غيره على قتلها ؛ وإنما أضيف العقر إليهم جميعا ﴿ فعقروها ﴾ لأنهم رضوا بفعله ؛ يقول الله الحق جل علاه :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾٩ ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ فأطبق الله تعالى عليهم العذاب وأرجف عليهم به وأهلكهم واستووا في الاستئصال، فما بقي من المجرمين أحد، ﴿ وثمود فما أبقى ﴾١٠ فسوى الدمدمة بينهم بحيث لم يهرب منها أحد :﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾١١ ﴿.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾١٢ ؛ ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾ أطبق عليهم ربهم العذاب وأهلكهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد- وقيل : لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم-١٣ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى قول ربنا العلي الأعلى :﴿ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ﴾١٤.
أورد صاحب تفسير القرآن العظيم : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها ) قال زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمناهن، ونحن نعلمكموهن ؛ ورواه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم به. أهـ.
﴿ عقباها ﴾ عاقبة الدمدمة وتبعتها.
﴿ بطغواها ﴾ بطغيانها كذبت رسالة ربها، حملهم على التكذيب تجاوز الحد.
{ كذبت ثمود بطغواها ( ١١ ) إذ نبعث أشقاها ( ١٢ ) فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ( ١٣ ) فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( ١٤ ) ولا يخاف عقباها ( ١٥ ).
لعل وعظ الله تعالى بقصة ثمود لقرب ديارهم من أم القرى [ مكة ] ؛ كذبوا رسالة ربهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان، حملهم العتور وتجاوز الحد على الاستهزاء بالرسالة ومن أرسله الله بها- وهو أخوهم صالح عليه السلام- ولم يكتفوا بالتكذيب والاستهزاء بمثل ما حكاه القرآن الكريم عن قبلهم :﴿... يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء... ﴾١ لم يقفوا عند هذا العناد والإصرار، بل تعدوه إلى تدبير قتل النبي صالح والذين آمنوا معه :﴿ وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه٢ وأهله٣ ثم لنقولن لوليه٤ ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون. فانظر كيف عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين. فتلك بيوتهم٥ خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون. وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون }٦ ؛ وكانوا قد اقترحوا على نبيهم أن يجيء بمعجزة تدل على صدقه في دعوى النبوة وأن تكون المعجزة أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، فأخرج الله القدير بقوته من الصخر ناقة عظيمة، وجعل الله لها حظا من الماء تشربه في يوم، ولهم شرب يوم يوم آخر هو شربهم، وحذرهم نبيهم أن يتعدوا عليها، فقال ما بينه ربنا ذو الجلال :﴿ ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ﴾٧، كما أنذرهم أن يمنعوها شربها، فذلك قسم ربنا سبحانه لها :﴿ وننبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر ﴾٨ ؛ ﴿ إذا انبعث أشقاها ﴾ ونهض وتحركت نوازع الشر في أشدهم عتوا، وأكثرهم تجبرا وإفسادا، وعزم على قتل الناقة ؛ فكرر لهم نبيهم نذر العذاب الذي ينتظرهم، إذا هم تمادوا في الغي وأعماهم ضلالهم ؛ ﴿ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ﴾ لا تقربوا ناقة الله، وأحذركم أذيتها وأحذركم منعها سقياها ؛ فكذبوا صالحا فيما وعدهم به من العذاب القريب إن هم عقروها ؛ فقام شقيهم وأعانه غيره على قتلها ؛ وإنما أضيف العقر إليهم جميعا ﴿ فعقروها ﴾ لأنهم رضوا بفعله ؛ يقول الله الحق جل علاه :﴿ فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر ﴾٩ ﴿ فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ﴾ فأطبق الله تعالى عليهم العذاب وأرجف عليهم به وأهلكهم واستووا في الاستئصال، فما بقي من المجرمين أحد، ﴿ وثمود فما أبقى ﴾١٠ فسوى الدمدمة بينهم بحيث لم يهرب منها أحد :﴿ إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ﴾١١ ﴿.. فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ﴾١٢ ؛ ﴿ ولا يخاف عقباها ﴾ أطبق عليهم ربهم العذاب وأهلكهم غير خائف أن تلحقه تبعة الدمدمة من أحد- وقيل : لا يخاف رسول الله صالح عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم-١٣ أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى قول ربنا العلي الأعلى :﴿ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين. فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ﴾١٤.
أورد صاحب تفسير القرآن العظيم : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها ) قال زيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمناهن، ونحن نعلمكموهن ؛ ورواه مسلم من حديث أبي معاوية عن عاصم الأحول عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم به. أهـ.
Icon