ﰡ
﴿ والتين والزيتون ١ وطور سينين ٢ وهذا البلد الأمين ٣ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ٤ ثم رددناه أسفل سافلين ٥ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ٦ فما يكذّبك بعد بالدين ٧ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾.
يقسم الله بهذين الصنفين من الثمار وهما التين والزيتون. وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال : هو تينكم هذا وزيتونكم هذا. وقيل : المراد بهما مسجد دمشق والمسجد الأقصى. والمعنى الأول أولى بالصواب، استنادا إلى ظاهر الكلام.
وقد خصّ الله التين والزيتون من بين الثمار بالقسم لحكمة يعلمها هو سبحانه. ولا ندري أكثر من كونهما نافعين مرغوبين. فإن كلاّ منهما طيب ونافع. فالتين غذاء لطيف ومشتهى وهو سريع الهضم وذو فوائد للجسم كثيرة منها قطع البواسير، وتطهير الكليتين، والمثانة من الأدران. وكذلك الزيتون فإنه يعتصر منه الزيت، هذا الغذاء الطيب النافع المبارك الذي يستشفى به من كثير من علل الجسم.
وقوله :﴿ فلهم أجر غير ممنون ﴾ أي جزاؤهم عند الله عظيم وهو لا ينقطع ولا يزول.